حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض ) قيل وما بركات الأرض قال ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل هل يأتي الخير بالشر فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه ينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه فقال ( أين السائل ) قال أنا قال أبو سعيد لقد حمدناه حين طلع ذلك قال ( لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )
القارئ : حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض ) قيل :" وما بركات الأرض " قال : ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل :" هل يأتي الخير بالشر " فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت أنه ينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه فقال : ( أين السائل ) قال " أنا " قال أبو سعيد : لقد حمدناه حين طلع لذلك قال : ( لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ) . الشيخ : هذا الحديث فيه آيات من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أكثر ما يخاف علينا ما يخرج الله لنا من بركات الأرض) وهي زهرة الدنيا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فسره بنفسه لما قيل : ما بركات الأرض قال : ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل هل يأتي الخير بالشر ، لأن زهرة الدنيا وسعة الرزق خير ، كما قال الله تعالى : (( وإنه لحب الخير لشديد )) فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى ظننا أنه ينزل عليه ، ثم جعل يمسح عن جبينه ، وهذا يحتمل أنه ينزل عليه كما كان عليه الصلاة والسلام إذا نزل عليه الوحي يتصبب عرقا ، ولو في وسط الشتاء ، ويحتمل أنه لم ينزل عليه ، لكن كان هذا السؤال له وقع عظيم في نفسه ، والشيء إذا ورد على النفس وله وقع عظيم فإن الإنسان يتأثر ، ويعرق كما حصل لمالك بن أنس رحمه الله لما قال له رجل : " يا أبا عبد الله ، الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى؟ " ، فأطرق برأسه ، أطرق برأسه حتى علاه الرحضاء يعني : العرق ، ظهر عليه يبش عرقا ، ثم رفع رأسه وقال : " الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعه " والرواية المسندة عنه، " الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " لكن الأول هو المشهور عنه ، وهذا هو المسند عنه ، على كل حال أقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه أنزل عليه كما ظن الصحابة ، ويحتمل أنه لشدة وقع هذا السؤال حصل له ما يحصل لغيره من البشر ، المهم أنه قال : ( أين السائل ) قال : " أنا " قال أبو سعيد : " لقد حمدناه حين طلع " يعني لم يخفي نفسه ، لأن كون الرسول صلى الله عليه وسلم صمت وجعل يمسح عن جبينه ربما يهاب بعض الناس أن يقول أنا السائل خوفا من أن يكون نزل في شأنه ما يفضحه أو يوبخه ، ولهذا قال أبو سعيد : " حمدناه حين طلع ذلك " يعني حين قال هذا القول حمدناه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يأت الخير إلا بالخير ) الله أكبر ، الوسائل لها أحكام المقاصد ، الخير لا يأت إلا بالخير وصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، هذه قاعدة مطردة ، قعّدها الرسول عليه الصلاة والسلام إن الخير لا يأت إلا بالخير والشر، لا يأت إلا بالشر ثم قال : (إن هذا المال خضرة حلوة ) خضرة يعني : أنه حي ، رطب ، كل النفوس تشتهيه مثل ما تشتهي البهيمة الزرع الأخضر ، حلوة في المذاق ، فهو جميل في النظر ، لكونه أخضر ، حلو في المذاق ، فإذا كان جميلاً في النظر حلواً في المذاق فالنفوس سوف تنكب عليه ، ثم قال : ( وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ) في بعض الروايات : ( وإن مما أنبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم ) يعني بعض ما ينبته الربيع يقتل تأكله البهيمة فيقتلها ، يعني بمعنى أنه مثلاً يحصل فيها إنتفاخ في البطن حتى ينتفخ بطنها وتموت وهي يقال أنها أكلت إيش؟ القارئ : العشب الشيخ : العشب ، لكن أكلت فماتت ، فماتت منه ، إن ما يقتل حبطا أو يلم ، ثم قال : ( إلا آكلة الخضرة ) يعني التي تأكل بهدوء ، ولا تأكل كل ما أمامها ، لأن التي تأكل كلّ ما أمامها ربما تأكل شيئا إيش؟ يقتلها ، يقتلها لكن آكلة الخضرة التي تأكل ما تنتفع به فقط ، والخضرة : لينة ، ما فيها قسوة ، هذه تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها ، امتدت : توسعت ، والخاصرة أسفل البطن ، يعني إذا شبعت شبعاً كاملا ، من أين ؟ القارئ : من الخضرة الشيخ : من الخضرة ، ليس من كل ما هب ودب ، ليس من كل ما ترى من الربيع حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ، فاجترت وثلطت وبالت ، هذي لما إنها شبعت امتدت خاصرتاها من الشبع خرجت إلى الشمس ، استقبلت الشمس ثم اجترت ، وأنتم تشاهدون البهائم تجتر ، هذا الإجترار بإذن الله يسهل الهضم ، فثلطت وبالت إذن خرج ما يضر من هذا الأكل الذي أكلته ، بماذا ؟ بالبول والثلط ، ماذا بقي الآن : بقي النافع ، جسمها خلا من الخضرة تعود ولهذا قال ثم عادت فأكلت ، وهلم جرا ، تأخذ الاحتياط ولا تأكل إلا ما ينفع ، ثم ترمي البقية التي ليس فيها نفع ، ثم تعود فتأكل ، فصارت تنتفع انتفاعاً تاما بالربيع ، أما الثانية التي تأكل كل ما رأت فإن مما تأكل ما يقتل ، حبطاً أو يلم أي يقارب أن يقتل ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( وإن هذا المال حلوة ) اللهم صل وسلم عليه ، حلوة يعني وخضرة لكن ربما أن الراوي نسي أو تكون في روايات أخرى لأن في أول الحديث يقول : ( إن هذا المال خضرة حلوة من أخذه بحقه ، ووضعه في حقه ، فنعم المعونة هو ) الله أكبر ، المال مصدر ومورد ، مصدر ومورد ، لا بد أن يكون مصدره بحق ، ومورده بحق ، إن أخدته بغير حق لم ينفعك ولو صرفته في حق ، إن أخدته بغير حق لم ينفعك ولو صرفته في حق ، وإن أخذته بحق وصرفته في غير حق ، لن ينفعك ، طيب ، وإن أخدته بباطل وصرفته في باطل صار أضر وأشد ، وإن أخذته بحقه ووضعته في حقه ، صار خيرا ، فالمال ينقسم فيه الناس إلى أربعة أقسام : قسم يأخذه بحقه ويضعه في حقه وقسم يأخذه بباطل ويضعه في باطل وقسم يأخده بباطل ويضعه في حق وقسم يأخذه بحق ويضعه في باطل من السالم ؟ : الأول ، الذي يأخذه في حقه ويضعه في حق ، إذا عليك يا أخي أن تقتصد في تحصيل المال وأن تقتصد في تصريف المال ، فإذا قدرنا أن شخصاً من الناس أخذ المال بحق ، ولنقل إنه موظف يؤدي الوظيفة كاملة ، ولا ينقصها لا من الساعات ولا من العمل ، فأخذ المال ، هذا أخذ بحق ، لكن صار يصرفه في باطل ، في أمور محرمة ، يصرفه في أمور محرمه ، ربما يصرفه في غير أمور محرمة ، لكن يسرف في الإنفاق ، نقول هذا أخذه بحق ووضعه في غير حق ، وينقص من الحق بقدر ما نقص ، يعني جزاءاً وفاقا ، إذا لا بد أن الإنسان يرتب أموره في المال تحصيلاً وتصريفاً وتمويلاً ، وبهذا نعرف أن من أعطي فوائد ربوية وأخذها فإنها لا تنفعه لماذا ؟ القارئ : بغير حق الشيخ : لأنه أخذها بغير حق ، أخذها بغير حق ، والربا كما تعرفون أمره عظيم ، فإذا أخذ فوائد ربوية ولو وضعها في صدقات ، أو في إصلاح مساجد ، أوفي إصلاح طرق ، فإنها لا تنفعه ، بل يكون قد عصا الله عز وجل في أخذها ، وإذا قدر أنه تخلص منها بإنفاقها في مشاريع عامة ، صار كالذي يتلوث بالنجاسة ثم يحاول أن يطهر يده منها ، إنسان قام يخبط بالعذرة بيديه ، ثم قال للناس : تلوثت يدي بالعذرة ، ماذا نقول له اذهب غسّل لكن خير من ذلك أن نقول ، لا تأتي العذرة أصلاً ، لا تأتيها أصلا ليش إنك تاخذها ، وهذا ضياع وقت وفيه أيضاً مفاسد كثيرة تترتب عليه منها أن من رآه يأخذ سوف يقول هذا حلال ، أخذ فلان وأخذ فلان ، ولا يعلمون أنه يصرفه في أمور أخرى ، على كل حال ليس هذا موضع بسط هذه المسأله لأنها ، ربما تأتينا إن شاء الله في وقت آخر ، لكن قصدي أن الإنسان الذي يأخذ المال بغير حق لا ينفعه إذا صرفه بحق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أثنى عليه فيمن أخذه بحقه ووضعه في حقه ، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ، الذي يأخذ بغير حق ، سبحان الله ، كالذي يأكل ولا يشبع ، وهذا مجرب ، إذا إعتاد الإنسان على أخذ المال بغير حق صار والعياذ بالله منهوماً ، منهوماً في طلب المال ، لو يأتيه الملايين فقلبه فقير ، فقلبه فقير ، حتى لو يأخذ كل أموال الناس ، لإنه كما قال الرسول كالذي يأكل ولا يشبع .
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم )
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله قال البخاري رحمه الله تعالى . حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم ) . الشيخ : هذا سبق الكلام عن أوله ، أما قوله : ( يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم ) المعنى أنهم يشهدون ولكن لعدم ثقة الناس بهم يقرنون الشهادة باليمين فينتهكون شيئين : أولاً الشهادة بغير الحق ، والثاني : اليمين الكاذبة ، فتجده يقول والله إني لأشهد كذا وكذا ، أو يقول أشهد بالله والله أن كذا وكذا ، فلعدم ثقة الناس به يحلف على ما يشهد به ، أحياناً تسبق اليمين الشهادة ، وأحيانا تسبق الشهادةُ اليمين ، الله المستعان ، يعني إذا رأيت الآن بعد ثلاثة قرون ، تغيرالأمة وتنزل الأمانه إلى خيانة ، فقد مضى على ثلاثة قرون كم ؟ أحد عشر قرناً ، فإذا كان التغير وفي صدر الأمة بثلاثة قرون يصل إلى هذا الحد ، فما بالك بالتغير في هذا الوقت ، وهذا مما يوجب الحذر ، والخوف ، وأن يحرص الإنسان على أداء الأمانة ، وأداء الشهادة .
السائل : الطائفة المنصورة يُستثنون من هذا الحديث ؟ الشيخ : الطائفة المنصورة ليسوا بشيء بالنسبة للأمة عموماً ، بالنسبة للأمة عموماً ، ليسوا بشيء ، وإلا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ) وقال : (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) فالعبرة بالعموم .
في الحديث الفرقة الناجية قال ( لا يضرهم من خذلهم ) وأشار بيده نحو الشام فما صحته ؟
السائل : في الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الفرقة الناجية أنه ( لا تزال طائفة من أمتى على الحق لا يضرهم من خذلهم ) وأشار بيده نحو الشام ؟ الشيخ : لا لا ، هذه الزيادة بعضهم أنكرها السائل : يعني ما تصح ؟ الشيخ : نعم بعضهم أنكرها ، قال ما صحت ، والصحيح ، أنها ليست مخصوصة بأرض .
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس من يأت بالشهادة قبل أن يسألها ) ما الجمع بينه وبين هذا الحديث ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس من يأتي بالشهادة قبل أن يسألها ) .. الشيخ :( ألا أنبئكم بخير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها ) هذا يكون عنده شهادة ، أما الحديث الذي معنا يراد بهم شهداء الزور ، الذين يشهدون ولا يستشهدون ، أما الذي قلت فهو عنده شهادة حق ، لكن من مبادرته بأدائها ، يأتي بها قبل أن يُسألها ، أو يكون لشخص حق ، يشهد به هذا الشاهد وهو لم يعلم به ، وهذا يقع كثيراً ، كما لو أقرّ شخص لآخر بدين وأنت تسمع ، وأنت تسمع ، ونسي هذا صاحب الحق أنك تسمعهم ، أو أنت تمشي وراءهم ، وتسمعه يقر له به وهو لم يعلم بك ، ففي هذه الحالة تشهد قبل أن تستشهد ، إما أن تخبر صاحب الحق ، أو أن تخبر القاضي .
حدثني يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا إسماعيل عن قيس قال سمعت خباباً وقد اكتوى يومئذ سبعاً في بطنه وقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مضوا ولم تنقصهم الدنيا بشيء وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب
القارئ : حدثنا يحيى بن موسى قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا إسماعيل عن قيس قال : سمعت خباباً وقد اكتوى يومئذ سبعاً في بطنه وقال : " لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مضوا ولم تنقصهم الدنيا بشيء وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب ".
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس قال أتيت خباباً وهو يبني حائطًا له فقال إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً لا نجد له موضعاً إلا التراب .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس قال : " أتيت خباباً وهو يبني حائطًا له فقال : إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً ، وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً لا نجد له موضعاً إلا التراب " .
حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب رضي الله عنه قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصه
القارئ : حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن الأعمش شقيق ، هكذا ياشيخ ؟ يقول عن الأعمش شقيق الشيخ : لا عن أبي وائل القارئ : عندي أنا عن الأعمش ، شقيق ، عن أبي وائل القارئ : عن شقيق الشيخ : كيف يعني ساقط عندنا الراوي هذا ؟ القارئ : لا يا شيخ عن لازم تسقط القارئ : أبو وائل الشيخ : عن شقيق عن أبي وائل ، القارئ : عن شقيق أبي وائل القارئ : شقيق بن سلمة الشيخ : طيب أنا ما عندي عن شقيق ، ولا عندي شقيق وحدها أيضاً القارئ : القسطلاني الشيخ : ماذا يقول ؟ القارئ : الأصل هو عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل ، لكن في الشرح قال عن سفيان بن عيينة عن الأعمش سليمان عن أبي وائل شقيق بن سلمه . الشيخ : صار الأصل ما في شقيق. القارئ : عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحديث . الشيخ : هذا أيضا فيه الحذر من الدنيا ، والإنشغال بها كما فعل خباب رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدعاء بالموت ، بل قد نهى تمني الموت وإن لم يدع به الإنسان ، لضر نزل به ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني غير مفتون ) فالمعنى أنه يسأل الله أن يقبضه قبل أن يفتن ، لا أن يعجل بقبضه ، ومنه أيضاً قول مريم : ((ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً )) لم تدع على نفسها بتعجيل الموت ، ولكنها تمنت أنها لن يحصل لها هذا الشيء قبل موتها ، مثل أن يقول القائل : ليتني مت ولم أشاهد هذا الشيء ، ليس المعنى تعجيل الموت ولكن المعني أنه يحب أنه مات سالماً منه ، وكذلك ، قول يوسف : (( أنت وليي في الدنيا والآخرة ، توفني مسلماً )) هذا دعاء بأن الله يتوفاه القارئ : على الإسلام الشيخ : على الإسلام .
هل يجوز الدعاء بقول اللهم توفني قبل أن تجعلني محتاجاً لأحد من الناس ؟
السائل : هل يجوز لواحد مثلاً أن يقول : اللهم توفني قبل أن تجعلني محتاجاً لأحد من الناس ؟ الشيخ : أي نعم ، لا بأس السائل حتى في الدنيا الشيخ : حتى في الدنيا ، لإن المعنى اللهم أغنني عن الخلق حتى أموت .
إذا الولد شهد على أبيه بالحق غضب عليه كثيراً فما يفعل ؟
السائل : إذا الولد شهد على أبيه بالحق غضب عليه كثيراً فما يفعل ؟ الشيخ : يقول الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) لا بد أن يشهد بالحق ولو على أبيه .
إذا الإنسان رأى فتناً وخشي على نفسه يجوز له أن يقول اقبضني إليك غير مفتون أليس في هذا تمني للموت ؟
السائل : يعني على هذا يجوز للإنسان إذا رأى فتناً وخشي على نفسه أن . الشيخ : أن يقول اقبضني إليك غير مفتون ، نعم السائل : وفيه تمني للموت أيضاً . الشيخ : لا ، اقبضني غير مفتون يعني ولو بقيت في هذه الفتن ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إنما السعيد من وقي الفتن ، ومن ابتلي فصبر فوهن ) .
باب : قول الله تعالى : (( يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) . جمعه سعر ، قال مجاهد : الغرور : الشيطان .
القارئ : باب قول الله تعالى : (( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) . جمعه سعر ، قال مجاهد : الغرور : الشيطان . الشيخ : نعم ، وقال الله عز وجل : (( يا أيها الناس إن وعد الله حق )) هذا توجية لعامة الناس ، حتى الكافر يدخل فيه هذا التوجيه من الله ، لأن الدنيا تغر الكافر وتغر المؤمن ، وقوله : (( إن وعد الله حق )) يشمل وعده ووعيده ، وعده لأهل العمل الصالح بالثواب الجزيل وبالجنة ، ووعيده لأهل العمل السيئ ، العقوبة والنار ، وقوله (( حق )) يعني : ثابتاً ، واقعاً ، لا بد منه ثم قرأ عليه قوله : (( فلا تغرنكم الحياة الدنيا )) هذا الشاهد ، لا تغرنكم الحياة الدنيا يعني لا تخدعكم الحياة الدنيا ، لأن الدنيا خداعة ، غرارة تغر الإنسان وتخدعه ، والمراد بالدنيا ما أشار الله إليه في قوله : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )) كل ما في الدنيا أجمله الله في هذه الآية ((ذلك متاع الحياة الدنيا )) فالإنسان قد يغره المال ، وقد تغره النساء ، وقد يغره الجاه ، وقد يغره المركوب ، وقد يغره المسكون ، المهم أن الجوانب كثيرة في الغرور من الدنيا ، وهذه الآية عامة ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور ، الغرور الشيطان بدليل قوله بعدها : (( إن الشيطان لكم عدو )) فالغرور أيضا الذي يغر ويخدع ، ولعله يشمل شيطان الإنس وشيطان الجن ، فشيطان الإنس هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده القارئ : الجن الشيخ : نعم : الجن ، فشيطان الجن هو ذلك العالم الغيبي الذي لا نشاهده ، لكن نعرفه بآثاره ، وشيطان الإنس ظاهر ، دعاة على أبواب جهنم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه : ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوهم فيها ) وما أكثر دعاة جهنم ، لا سيما في زمننا هذا وقوله : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً )) خبر وأمر ، الخبر : (( إن الشيطان لكم عدو )) ، الأمر: مفرع على هذا الأمر ، فاتخذوه عدواً ، يعني اجعلوه عدوا حقيقياً ، وإذا اتخذناه عدوا فلن ننخدع به ، إذا أمرنا عصيناه ، وإذا نهانا خالفناه ، لأن عدوك لا يمكن أن يأمرك بما فيه مصلحتك أبداً ، ولا ينهاك عن ما فيه مضرتك ، إنما ينهاك عن ماذا ؟ عن ما فيه ؟ القارئ : عن ما فيه مصلحة . الشيخ : نعم ، عدوك ينهاك عما فيه مصلحتك ، ولهذا قال : (( إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) يدعوهم لهذا لكي يكونوا من أصحاب السعير ، أي من أصحاب النار ، بهذا التحديد يمكننا أن نعرف أوامر الشيطان ، فكل ما يوجب الإثم والعقوبة فهو من أوامر الشيطان ، لأنه يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، إذن فكل دعوة تقع في نفسك وتحس بها في نفسك لترك واجب أو فعل محرم ، فاعلم أنها من الشيطان ، حينئذٍ تجنبها ، لأن الله عز وجل يقول : (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً )) وهذه قاعدة أظنها لا تخف على أحد ، يعني لو قال قائل أنا لا أشاهد الشيطان ، هذا الميزان ، بينه الله عزوجل في كتابه على أنك متى أحسست من نفسك ميلاً على معصية فاعلم أن هذا من أمر الشيطان فخالفة .
ما الفرق بين أمر الشيطان وبين أمر النفس الأمارة بالسوء كيف نميز ؟
السائل : ما الفرق بين أمر الشيطان وأمر النفس الأمارة بالسوء كيف نميز أن هذا من النفس الأمارة بالسوء وهذا من الشيطان ؟ الشيخ : أصلاُ النفس الأمارة بالسوء مؤتمرة بأمر الشيطان ، مؤتمرة بأمر الشيطان ، لأنها تأمر بما يأمر به الشيطان .
(( إنما يدعو حزبه )) وقد يوسوس للمؤمن والمؤمن ليس من حزبه فكيف ذلك ؟
السائل :(( إنما يدعو حزبه )) وقد يوسوس للمؤمن والمؤمن ليس من حزبه ؟ الشيخ : إذا كان هو يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير فمعناه كل دعوة توجب العقاب ، فهي من دعوة الشيطان ، لأنا نعرف ما يدعوا إلا لهذا الشيء ، ولكنه ذكر حزبه لأن حزبه هم الذين يتقبلون كلّ ما أمر به ، أما غير حزبه قد يقبلون وقد لا يقبلون ، نعم ، ولهذا جاءت اللام الدالة على العاقبة ، فهي للعاقبة وللتعليل . السائل : ... الشيخ : أي ؟ السائل : إن الشيطان لكم عدوا الشيخ : ما يستبعد أن يشمل الأمرين ،ما يستبعد .
سعير بمعنى مسعورة فهل يمكن أن يقال إن في النار مادة سامة ؟
السائل : السعير بمعنى المسعورة الشيخ : أو الساعرة السائل : طيب إذا كانت الأولى هل يمكن أن يقال إن النار فيها مادة سامة ؟ من قوله الكلب المسعور أي المسوم الشيخ : لا لا ، حتى الكلب المسعور ليس معناه مسموم ، مسعور الذي يكون ضاري ، يعني يحب الإعتداء .
حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم القرشي قال أخبرني معاذ بن عبد الرحمن أن حمران بن أبان أخبره قال أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء ثم قال ( من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه ) قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تغتروا )
القارئ : حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم القرشي قال أخبرني معاذ بن عبد الرحمن .. الشيخ : ثم الحزب ، قد يكون حزباً تاماً ، ... ، قد يكون حزباً تاماً ، وقد يكون حزب باعتبار موافقته في بعض الشيء ، فيكون مثلا ًإذا ساعدت إنسان في مسألة من المسائل ، وإن لم تساعده في كلّ أموره فأنت حزب له في هذه المسألة ، نعم ، القارئ : أن أباناً أخبره قال أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وهو في هذا المجلس فأحسن الوضوء ثم قال : ( من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه ) قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تغتروا ) الشيخ : صلى الله عليه وسلم ، الشاهد قوله : ( لا تغتروا ) : يعني لا تغتروا بالشيطان ، وبالحياة الدنيا وغير ذلك ، وهنا في كلمة مفتوحة مرة ومضمومة مرة ، طُهور وطَهور ، وُضوء و وَضوء ، الفرق بينهما يقولون إن الوضوء والطهور بالضم هو الفعل ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ) ، الطهور ، الوضوء كذلك الفعل يعني فعلك توضؤك ، غسل اليدين والوجه وما أشبه ذلك ، أما بالفتح طهور وضوء ، فهو ما يتطهر به ، قال الله تعالى : (( وأنزلنا من السماء ماءاً طهوراً )) طهوراً يعني مطهراً ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( وجعلت الأرض مسجداً وطهوراً ) .
لا تغتروا قلتم لا تغتروا بالدنيا والشيطان هل يقال أن لا تغتروا بمعنى لا تغتروا بهذا الغفران ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تغتروا ) قلتم : أي لا نغتر بالدنيا وبالشيطان هل قوله : ( لا تغتروا ) أي بالغفران ... على أان الإنسان يتحمل الذنوب كل الذنوب على ... الغفران في الحديث الشيخ : إيش على ؟ السائل : أي لا تغتروا أي بالغفران ... على عمومه ، فالإنسان يعمل كل شيء ، كما قال ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) أي لا نغتر بالغفران هذا الشيخ : يحتمل ، حتى الإغترار والغفران معناه ، الأمن من مكر الله ، فيدخل في أمر الشيطان ، .
قوله في الحديث ( ثم أتى المسجد فصلى ) لو صلى في بيته هل يدخل في هذه الفضيلة ؟
السائل : قوله في الحديث ( ثم أتى المسجد فصلى ) لو صلى في بيته يا شيخ ؟ الشيخ : الحديث الآخر عام من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه .
في حديث ( لا يتمنين أحدكم الموت فإن كان لا بد فليقل اللهم أحييني ماكانت الحياة ... ) هل يجوز أن يقال هذا الدعاء في غير هذه الحال ؟
السائل : ورد في الحديث ( لا يدعون أحدكم عل نفسه لضر نزل به ) الشيخ :( لا يتمنين أحدكم الموت ) السائل :( من ضر نزل به ) الشيخ : نعم السائل :( فإن كان لا بد ) الشيخ :( فإن كان لا محالة ) أو لا بد ، نعم . السائل : فليقل: ( اللهم إن كانت الحياة خيراً لي فأحيني وإن كانت الحياة شراً لي ..) هل يدل على جواز هذا الدعاء في غير هذه الحال ؟ الشيخ : إي ورد ، ورد إن الرسول كان يدعوه به في غير هذه الحالة .
حدثني يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالةً ) قال أبو عبد الله يقال حفالة وحثالة
القارئ : باب : ذهاب الصالحين. ويقال: الذهاب المطر . حدثني يحيى بن حماد قال : حدثنا أبو عوانة عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة ) قال أبو عبد الله يقال حفالة وحثالة . الشيخ : هذا كما سبق في قوله : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ) فالصالحون يذهبون الأول فالأول ويبقى حثالة ، كحثالة الشعير لا يباليهم الله باله يعني لا يبالي بما يعاقبهم ، ويعذبهم ، لأنهم ليسوا أهلاً لأن يعتني الله بهم .
السائل : هذا الحديث في آخر الزمان ؟ الشيخ : الحديث عام الصالحون الأول فالأول مثل قول خير الناس قرني . السائل : هل نعتبر نحن حثالة ؟ لأن الصالحون ذعبوا من الصحابة . الشيخ : نعم ، الله أعلم ، ربما نقول حنا بالنسبة للأمة عامة ، الأمة الآن كم من المسلمين ؟ السائل : مليار الشيخ : أظنهم ألف مليون ، طيب إذا كانوا ألف مليون ما نسبة الصالحين فيهم ؟ ولا شيء ، فإذا نظرنا للعموم ، وجدنا أن الموجودين الآن حثالة ، حتى الموجودين الذين يتمسكون بالإسلام الآن هل هم مطبقين للإسلام بكل وجه ؟ أبداً ما طبقوا من كل وجه ، لا بالنسبة لحكامهم ولا لشعوبهم ، ما طبقوه من كل وجه ، لكن يختلف الناس ، بعضهم يطبق الأكثر وبعضهم لا يطبق إلا الأقل وبعضهم النصف ، يختلفون ، أما أن تجد أمة الآن مطبقة لأحكام الإسلام مئة في المئة في الشعوب وفي الحكام ما تجد هذا .
( لا يبالي بهم الله بالة ) ألا يختلف المعنى إذا كانت باله ؟
السائل : أحسن الله إليكم ، لا يباليهم الله بالة ، بالتاء المربوطة . الشيخ : أي نعم السائل : أقول ما يختلف المعنى إذا كانت هاء ؟ أحسن الله إليكم . الشيخ : كيف السائل : يعني لا يباليهم الله باله الشيخ : باله ،أي مضافة للضمير يعني ؟ السائل : نعم الشيخ : مضافة للضمير نعم يختلف ما في شك السائل : عندي بتاء مربوطة . الشيخ : لأنك إذا قلت بال ، صار بال الله يعني أما بال معناه مبالاة ، يعني ما يباليهم ، البال يعني مثل ما نقول الشأن ، أو الحال أو ما أشبه ذلك السائل : يعني هل نقول لله بال هكذا نقول ؟ الشيخ : لا ما نقول لله بال ، نقول : الله لا يبالي بهؤلاء مثلاً ، ن السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، هل يؤخذ من هذا السياق يعني أهمية علم اللغة للمحدثين لما قال الذهاب المطر ... ، الشيخ : هو ذكر الذهاب المطر، وقال أيضا حفالة وحثالة ، ما في شك أن أهل اللغة يعتنون ، قصدي أن أهل الحديث يعتنون باللغة .
باب : ما يتقى من فتنة المال. وقوق الله تعالى : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) .
القارئ : باب : ما يتقى من فتنة المال . وقول الله تعالى : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) الشيخ : قوله تعالى : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) هذه الصيغة فيها الحصر ، ما طريقه ؟ القارئ : إنما الشيخ : إنما ، يعني ما أموالكم ولا أولادكم إلا فتنة ، لكن هل هي فتنة خير أو هي فتنة شر ، يقول الله تعالى : (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة )) قد تكون فتنة بخير وقد تكون فتنة بشر ، وكذلك الأموال والأولاد قد يكون الولد صالحاً فيكون عونا لأبيه في حياته على طاعة الله وينفعه بعد مماته بالدعاء ، وكذلك المال ، ( نعم المال الصالح عند الرجل الصالح ) فالفتنة هنا تشمل هذا وهذا ، ولذلك قال الله بعده : (( والله عنده أجرٌ عظيم )) يعني فاجعلوا هذا فتنة في الخير ، لتنالوا الأجر .
حدثني يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض )
القارئ : حدثني يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أُعطي رضي وإن لم يُعط لم يرض ) الشيخ : تعس بمعنى خاب وخسر ، عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة ، الدينار والدرهم معروفان ، وأما القطيفة : فهي ما يجلس عليه ، والخميصة ما يلبس ، فالإنسان يعتني بدرهمه وديناره ، ويعتني بملبسه ومجلسه ، فمن الناس من يعتني بهذه الأشياء لتكون عوناً له على طاعته ، و يظهر بها نعمة الله عليه ، ومن الناس من يشتغل بها عن طاعة الله ، حتى يكون عبداً لها ، كأنما خلق لها ، ليس له هم إلا تحصيل الدينار والدرهم والخميصة والقطيفة ، وليس المراد أن الإنسان يسجد ، لهذه الأشياء ، لأن ما في أحد يسجد للدراهم والدنانير والقطائف والخمائص ، ولكن المعنى أنه يشتغل بها عن طاعة الله ، يقول : ( إن أُعطي رضي وإن لم يعط سخط )، رضي على من ؟ على المعطي حتى إذا أعطاه الله رضي عن الله ، وإن لم يعط سخط ، حتى عن الله ، حتى على الله يسخط ، نعم (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) إذا فيه التحذير من هذه الأمور أن تكون عبداً لها بل كن عبداً لله واستعن بهذه الأمور على عبادة الله .
السائل : العلاقة بين الجملة الأولى والثانية؟ الشيخ : أي ؟ السائل : إن أعطي رضي ، بما قبلها تعس عبد الدينار الشيخ : هذا تفسير لها ، تفسير لها أو هذه من صفاته أنه إذا أعطي رضي وإذا لم يعطي سخط .
ما رأيكم في تأخير بعض الشباب للزواج خشية أن يلهيه عن طلب العلم أو طاعة الله ؟
السائل : ما رأيكم في تأخير بعض الشباب للزواج ويقول خشية الافتتان عن طلب العلم أو طاعة الله ؟ الشيخ : والله أرى أن هذا خطأ ، أرى أن الزواج لا يحول بين الإنسان وبين طلب العلم ، بل ربما يكون له عونا على طلب العلم ، يتفرغ كثيراً ، صحيح أنه ربما يترتب عليه مسائل أخرى ، كالنفقات ، لكنه يتفرغ لمسائل كثيرة ، وهو أيضاً إذا تزوج متكلاً على الله عز وجل مستعيناً به آخذاً بقوله تعالى : (( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) ينحسب له خيرا كثير .
بالنسبة لتمني الموت ثبت عن الصحابة والسلف أنهم كانوا يتمنون الموت ويدعون به قبل الدخول إلى القتال في جهاد الكفار فكيف ذلك ؟
السائل : أحسن إليك ، يا شيخ بالنسبة لتمني الموت ثبت عن الصحابة والسلف أنهم كانوا يتمنون الموت ويدعون به قبل الدخول إلى القتال إذا كان في الجهاد فإذا لإنسان قبل الدخول ، دعا أنه يعيش .. الشيخ : لا ما يتمنون الموت، يتمنون الشهادة ، فرق بين هذا وهذا . السائل : يقول أمتني في هذه المعركة الشيخ : أي نعم ، لأنه هذه شهادة ، لأنه ربما إذا فات هذا المكان ، أو هذه المعركة ما حصل له الشهادة فيما بعد ، ومات على فراشه .
هل يجوز أن يدعو بأن لا يقتل حتى يجاهد أكثر وينفع المسلمين ؟
السائل : طيب يا شيخ هل يجوز أن يقول : لا تقتلني حتى أجاهد أكثر وأنفع المسلمين وكذا وكذا . الشيخ : لا تمتني ؟ السائل : أي نعم الشيخ : نعم يجوز ، مثل ما قال سعد بن معاذ : " اللهم لا تمتني " لما أصيب في أكحله، قال : " لا تمتني حتى تقر عيني بهؤلاء" يعني حلفاؤه من بني قريظة .
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب )
القارئ : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) . الشيخ : الله أكبر .
حدثني محمد أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاءً يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لو أن لابن آدم مثل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) قال ابن عباس فلا أدري من القرآن هو أم لا قال وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر
القارئ : حدثني محمد قال : أخبرنا مخلد قال : أخبرنا ابن جريج قال : سمعت عطاءً يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو أن لابن آدم ملء واد مالاً لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) قال ابن عباس فلا أدري من القرآن هو أم لا ، قال وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر . الشيخ : الله أكبر .
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملئاً من ذهب أحب إليه ثانياً ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب )
الشيخ : نعم صدق الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا ونكمل الأحاديث ، الأحاديث واحدة . القارئ : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول : يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملئاً من ذهب أحب إليه ثانياً ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) .
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب )
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) .
وقال لنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت (( ألهاكم التكاثر ))
القارئ : وقال لنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أُبي قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت (( ألهاكم التكاثر )). الشيخ : هذه الأحاديث كلها معناها واحد وهو أن الإنسان لا ينتهي له طمع في المال ، لو كان له واديان من ذهب لابتغى لها ثالثا ، ولو كان ثلاثة لابتغى رابعاً ، وهكذا ، ولا يملأ بطنه إلا التراب ، يعني إلا أن يموت فيدفن في التراب ، وليس المعنى أنه يملأ بطنه بالتراب يأكل التراب حتى يشبع ، لا، المعنى أنه لا يملأ بطنه إلا أن يموت فيدفن في التراب ، وقال : ( ويتوب الله على من تاب ) هذا ترشيح لما سبق ، يعني بمعنى أن الإنسان وإن كان عنده جشع وطمع ، فإنه إن أخطا في ذلك وتاب ، تاب الله عليه ، وأما قوله : " كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت ألهاكم " فهذا ظن من الصحابة الذين سمعوا هذا القول أنه من القرآن ، ولكنه ليس من القرآن ، لأنه لو كان من القرآن لبقي، لقول الله تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).
باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا المال خضرة حلوة ) . وقوله تعالى : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )) . قال عمر: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه.
القارئ : قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا المال خضرة حلوة ) . وقوله تعالى : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )) . قال عمر: " اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه " الشيخ : الله أكبر ، يقول المؤلف باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا المال خضرة حلوة ) ، وقد سبق هذا في حديث متصل ، قال : وقال الله تعالى : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة )) زُين المزين هو الله عز وجل ، ولكن أحياناً يذكر الله الفعل الذي يكون منه عز وجل على سبيل المبني لما لم يسمّ فاعله كراهة لنسبته إلى الله عز وجل . ومن ذلك قول الجن : (( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )) لما ذكروا الشر، قالوا : أريد مع أن الله هو الذي يريده ، ولما ذكروا الخير ، الرشد ، قال أم أراد بهم ربهم ، من النساء : يعني الزوجات ، والبنين معروف ، والقناطير المقنطرة : يعني الآلاف المؤلفة من الذهب ..