باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في القرآن آية أشد على من : (( لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) .
الشيخ : قوله : " باب الرجاء مع الخوف " الرجاء هو الأمل ، الأمل برحمة الله عز وجل ، والخوف : الخوف من عذاب الله وعقابه ، والعلماء رحمهم الله يقولون ينبغي أن يكون الخوف والرجاء واحداً في حال سير الإنسان إلى ربه ، قالوا لأنه إذا غلّب بالرجاء دخل في الأمن من مكر الله ، وإذا غلّب الخوف خيف عليه القنوط من رحمة الله ، عرفتم ، مثال ذلك : صلى الإنسان الصلاة ، فهو بين أمرين إما أن يخاف أن لا تقبل ، أو يرجو أن تقبل ، فعل المعاصي فهو بين أمرين ، خائف من هذه المعاصي ، وراجي لرحمة الله ، فالعلماء يقولون ينبغي أن يكون خوفه ، ورجاؤه واحداً، والعلة ما أشرت إليها : إن غلب الخوف خيف عليه القنوط وإن غلب الرجاء خيف عليه الأمن ، والعامة حسب دفعهم للوم يغلبون الرجاء ، إذا قيل له لماذا تفعل هذا ، قال : الله غفور رحيم ، الله غفو رحيم اعمل أسباب المغفرة والرحمة ، وأهل الغيرة ، والتمسك يغلبون جانب الخوف ، فتجدهم يخافون على الإنسان ، وربما يقنطون من رحمة الله أن يهديه إلى الحق ، وقال بعض العلماء ، بل ينبغي أن نغلب الرجاء ، لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ) فإذا كان الله عند ظنك بك فاظنن به خيراً ، وغلِّب جانب الرجاء ، قالوا : ويدل لهذا أن الله قال للنبيه صلى الله عليه وسلم ، : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم )) فبدأ بالرجاء ثم ثنى بالتخويف ، وقال بعض العلماء : ينبغي له في جانب الطاعة ، أن يغلب جانب الرجاء ، وفي جانب المعصية إذا هم بها ، أن يغلب جانب الخوف ، لأنه إذا فعل الطاعة ، ينبغي أن يغلب الرجاء أن الله يتقبل منه ، وإذا همّ بالمعصية ، ينبغي أن يغلِّب جانب الخوف من أجل أن يبتعد عنها ولا يفعلها ، لا يغلب جانب الرجاء حينئذٍ لأنه غلَّب جانب الرجاء أقدم ، فهذه ثلاثة أقوال ، القول الرابع : أنه ينبغي في حال المرض ، أن يغلِّب جانب الرجاء ، وفي حال الصحة ، أن يغلِّب جانب الخوف ، لأنه جاء في الحديث : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) والإنسان المريض ، أقرب إلى الموت من الإنسان الصحيح ، وإن كانت الآجال بيد الله عز وجل ، لكن هذا هو الغالب ، فهذه أربعة أقوال ، والذي ينبغي أن يكون الإنسان طبيب نفسه ، إن رأى من نفسه جنوحاً إلى الشر ، فليغلب جانب الخوف ، وإن رأى من نفسه قوة على الطاعة ، وترك المعاصي فليغلِّب جانب الرجاء ، أن الله سبحانه وتعالى يثبته ويثيبه ، على عمله ، أما الإمام أحمد رحمه الله فقال : " إن الخوف والرجاء كجناحي الطائر ، إن انخفض أحدهما سقط الطائر وإن تساويا استمسك الطائر " فينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب على الآخر ، هلك صاحبه .
1 - باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في القرآن آية أشد على من : (( لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) . أستمع حفظ
شرح قول سفيان .
القارئ : ابن عيينة
الشيخ : نعم
القارئ : ابن عيينه
الشيخ : ابن عيينه ، هو الغالب أنه إذا أطلق سفيان في باب الفقه والأحكام فهو سفيان الثوري في باب الزهد والورع ، والرقائق سفيان بن عيينة لأن الثاني يميل إلى العبادة أكثر ، قال سفيان : " ما في القرآن آية أشد علي من لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل عليكم من ربكم " الخطاب هنا لبني إسرائيل : (( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل )) فيقول رحمه الله إن ما خاطب الله به بني إسرائيل ، خطاب لنا ، فكأنه يقول إذن نحن لسنا على شيء ، حتى نقيم الكتاب والسنة ، وما أنزل إلينا ، وإقامتهما صعبة ، من الذي يستطيع أن يقيم الكتاب والسنة في كل أمر وفي كل نهي ، وفي كل خبر ؟ بحيث يفعل كل مأمور ويدع كل منهي ، ويصدق تصديقاً لا شك معه في كل خبر ، هذا من أصعب ما يكون وهذا هو إقامة الكتاب المنزل أو السنة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا هو معنى الإقامة ، إمتثال الأحكام فعلاً للمأمور وترك للمنهي ، وتصديق الأخبار تصديقاً لا مرية فيه ولا شك ، وهذه شديدة ، شديدة جداً ، على الإنسان .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمةً وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدةً فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار )
القارئ : عندي المؤمن
الشيخ : ولو ؟
القارئ : ولو يعلم المسلم
الشيخ : عندنا المؤمن ، إنظر نبه عليه في الشرح
القارئ : المؤمن
الشيخ : في الشرح ؟
القارئ : نعم المؤمن
القارئ : نصححها
الشيخ : أي نعم ، مادام الشرح المؤمن وعندنا المؤمن .
القارئ : ... في الشرح يقول المؤمن
الشيخ : طيب
القارئ : المسلم
الشيخ : وش بالشرح ؟
القارئ : في الشرح المؤمن
الشيخ : المتن عندكم المسلم وإلي بالشرح ؟
السائل : المؤمن
الشيخ : المؤمن والذي عندنا نحن بالمتن المؤمن
السائل : ...
الشيخ : لا ، يكون خطأ في المتن ، خطأ في المتن الذي عندكم ، طيب قوله عز وجل إن الله سبحانه وتعالى خلق الرحمة يوم خلقها ، يجب أن نعلم أن هذه الرحمة ، ليست رحمة الله التي هي صفته ، لأن رحمة الله التي هي صفته ليست مخلوقه ، لكن هذه رحمة عظيمة ، خلقها الله وجعلها مئة قسم ، مئة قسم ، أمسك عنده ، تسعاً وتسعين وأرسل واحدة ، هذه الواحدة مخلوقة ، يتراحم بها الخلق ، حتى إن البعير ، أو الناقة ، أو الفرس لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، وهذا شيء مشاهد ، أنظروا رحمة الآدميين كيف يرحم الوالدن ولدهما ، جاءت امرأة تطلب ولدها في السبي ، فلما رأته أخذته وضمته على صدرها ، بشدة وشوق ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أترون أن هذه المرأة تقذف ولدها في النار ) قالوا : لا يا رسول الله ، كيف تقذفه في النار وهي وهي تطلبه هذا الطلب الشديد ، وتضم هذا الضم الشديد لما وجدته ، قال : لله أرحم بخلقه أو بعباد من هذه الوالدة بولدها ) الرحمات الموجودة في الخلق مخلوقة أم لا ؟
القارئ : مخلوقة
الشيخ : لأنها من صفاتهم ، والمخلوق هو وصفاته مخلوق لله عز وجل أما الرحمات الأخرى التسع وتسعون ، فهذه علمها عند الله لكنها مخلوقة صريح بأن الله خلقها ، وحينئذٍ فليست رحمته التي هي صفته ، لأن صفات الله سبحانه وتعالى ليست بمخلوقة ، وقوله : ( ولو يعلم الكافر ) هذا يؤيد ما ذهب إليه بعض العلماء من أن الذي ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً ، حتى لا يأمن من مكر الله ولا يقنط من رحمة الله .
3 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمةً وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدةً فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار ) أستمع حفظ
ذكرتم خمس أقوال في الخوف والرجاء أيهما يجب أن يكون أكثر ما هو الراجح ؟
الشيخ : القول الأرجح أن الإنسان يكون طبيب نفسه ، إذا رأى أن رجاؤه ، يؤدي به إلى الأمن من مكر الله ، وإطاعة أوامر الله ، اعتماداً على ما يؤمنه ويرجوه فليغلب الخوف ، وإن رأى العكس ، فليغلب الرجاء .
إن الله متصف بالمغفرة ولم يخلق مغفرة يتغافر فيها الناس والله سبحانه حكيم ولم يخلق حكمة يتحاكم بها الناس لماذا الله كونه رحيم خلق الرحمة ووزعها بين الناس ؟
الشيخ : ما خلق حكمة ؟
السائل : الله سبحانه وتعالى حكيم
الشيخ : ما خلق حكمة ؟
السائل : بلى ، خلق
الشيخ : إن قلت لا أنت سفيه ، وإن قلت خلق ففيك حكمة وفي أيضاً مغفرة : (( قل للذين آمنوا يغفروا للذين يرجون أيام الله ، وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ، فإن الله غفور رحيم )) مغفرتنا نحن مخلوقة لا شك .
5 - إن الله متصف بالمغفرة ولم يخلق مغفرة يتغافر فيها الناس والله سبحانه حكيم ولم يخلق حكمة يتحاكم بها الناس لماذا الله كونه رحيم خلق الرحمة ووزعها بين الناس ؟ أستمع حفظ
من الرحمة التي خلقها تسع وتسعين والله هو الذي يرحم بها فكيف ذلك ؟
الشيخ : صحيح الله يرحم بها ، الجنة ما قال الله فيها أنت رحمتي ، أرحم بك من أشاء ، وهي مخلوقة منفصلة عن الله ، ورحمة الله ما تعد ولا تحصى ، بتسع وتسعين ولا بآلاف ولا بملايين الملايين ، ما لها حد
السائل : لكن هو قال : التسع وتسعين هذه هي التي سيكون بها ..
الشيخ : أي نعم ، يعني معناه أن هذه الواحدة تضاعف يوم القيامة ، حتى تصل إلى مئة
السائل : مخلوقه هي ؟
الشيخ : مخلوقة نعم ، لكن ما ندري أين محلها ولا ندري كيفيتها ، لأنها مما أخبرنا الله عنه ، أنزل رحمة وفهمناها تترحم بها الخلائق ، والباقي عنده .
السائل : أليست الجنة ؟
الشيخ : الجنة رحمة من رحماته .
الذي يتوجه ما الفرق بين هذه الرحمة التي هي تسع وتسعين جزء وبين الرحمة التي يتصف الله تعالى بها ؟
الشيخ : الرحمة التي يتصف بها صفة في نفسه وهذه الرحمة يعني محل رحمة بمعنى إنه يظهر أثر هذه الرحمة ، يظهر أثرها ، كما قال في الجنة تماماً : ( أنت رحمتي ، أرحم بك من أشاء ) معلوم أنها ليست رحمته التي هي صفته ، لأنها بائنة منه ، لكنها من آثار هذه الرحمة ، فهذه الرحمات التي تكون يوم القيامة وهي مخلوقة ، ما نعرف عنها ولا نعرف أين محلها ، هل معناها أن الله يجعل في قلوب الناس رحمة أشد من الآن بحيث يشفع بعضهم لبعض ممن يستحقون الشفاعة ، أو الملائكة يكون عندها رحمة عظيمة بالخلائق ، في ذلك اليوم ، ما ندري ، الله أعلم ، أنا لا أستطيع أن أقول فيها شيء ، لكن يجب أن نعلم أنها ليس الرحمة التي هي صفته .
7 - الذي يتوجه ما الفرق بين هذه الرحمة التي هي تسع وتسعين جزء وبين الرحمة التي يتصف الله تعالى بها ؟ أستمع حفظ
باب : الصبر عن محارم الله . وقوله عز وجل : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) وقال عمر : وجدنا خير عيشنا بالصبر .
الشيخ : قوله الصبر عن محارم الله ، قيدها المؤلف رحمة الله بالصبر عن محارم الله ، وذلك أن الصبر كما قسمه العلماء بعد أن نعرف ما هو الصبر ، الصبر : حبس النفس ، ومنه قولهم : قتل صبراً ، أي حبساً ، يحبس ويقتل ، يقال قتل صبراً ، فهو حبس النفس .
8 - باب : الصبر عن محارم الله . وقوله عز وجل : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) وقال عمر : وجدنا خير عيشنا بالصبر . أستمع حفظ
أقسام الصبر .
القارئ : بدنية
الشيخ : بدنية ، لاحظوا فالصبر على الطاعة ، يحتاج إلى معاناتين : معاناة بدنية لأنها فعل ، تحتاج إلى الحركة أو قول ، يحتاج إلى حركة ومعاناة إيش ؟ نفسية ، يرغم الإنسان نفسه على فعلها ، الصبر عن المعصية ، حبس النفس عن فعل المعاصي ، حبس النفس عن فعل المعاصي ، حدثته نفسه أن يزني ، فأمسك ، حدثته أن يؤخر الصلاة عن وقتها فأمسك ، أن يدع صلاة الجماعة فأمسك ، هذا صبر عن ماذا ؟
القارئ : عن المعصية
الشيخ : إنتبهوا ، حدثته نفسه أن يزني فأمسك
القارئ : عن المعصية
الشيخ : عن المعصية ، طيب أن يدع الجماعة فأمسك هذا فيه نظر الآن ، لأن هذا من باب الصبر على فعل الطاعة ، طيب أن يسرق فأمسك ؟
القارئ : عن معصية
الشيخ : عن معصية ، أن يشرب الخمر فأمسك
القارئ : عن معصية
الشيخ : طيب ، هذا فيه معاناة ، لكنها معاناة نفسية ، لأنه لم يفعل ولم يقل ، بل كف نفسه ، والكف ليس فيه إلا معاناة واحدة فقط وهي : المعاناة النفسية ، ولهذا قال العلماء إن الصبر على الطاعة ، أفضل من الصبر عن المعصية ، الصبر على الطاعة ، أفضل من الصبر عن المعصية، لماذا ؟ لأن في الصبر على الطاعة ، خالد ، لأن في الصبر على الطاعة ؟
القارئ : فيها مشقة
الشيخ : كلها فيها مشقة ، حتى المعصية ، يعني الإنسان الشاب الذي يصبر عن الزنا يجد المشقة
القارئ : لأن إذا فعل المعصية ..
الشيخ : الظاهر أنك ما انت معنا
القارئ : بلى يا شيخ
الشيخ : إيه ، معنا بالجسم بندر ؟
القارئ : لأن في الصبر على الطاعة معاناة نفسية ومعاناة بدنية .
الشيخ : صح ،
القارئ : أما الصبر على المعصية ففيها معاناة نفسية فقط .
الشيخ : عرفت ؟ الصبر على الطاعة فيه معاناة نفسية وبدنية ، تعاني من نفسك حتى تلزمها بفعل الطاعة ، وتتعب فيها تعب ، الصبر عن المعصية ما فيها إلا معاناة نفسية ، لأنه ما فيها إلا ترك ، اترك بس وأنت مستريح ، ولهذا كان الصبر على الطاعة أفضل من الصبر عن المعصية ، طيب الصبر على الأقدار المعروف أنهم يقولون الصبر على أقدار الله المؤلمة والحقيقة إنه ينبغي أن يقال المؤلمة والملائمة ، المؤلمة والملائمة، لأن الأقدار المؤلمة ، كالمرض والفقر ، وموت القريب ، وما أشبه ذلك ، لا شك أنها تحتاج إلى معاناة ، إلى صبر ، لكن حتى الملائمة تحتاج إلى صبر ، لكنه من نوع الصبر على الطاعة ، تحتاج إلى صبر وهو الحقيقة أن يمنع نفسه عن الأشر والبطر ، وهي من هذا الوجه تلحق بالصبر عن ؟
القارئ : عن المعصية
الشيخ : عن المعصية ، وعلى شكرها ، وهي من هذا الوجه تلحق بالصبر على بالصبر على الطاعة ، وهذا هو وجه كون العلماء رحمهم الله ذكروا الصبر على الأقدار المؤلمة ، فقيدوها بالمؤلمة ، لأن الصبر على الملائمة إن كان في كبح النفس عن الأشر والبطر ، فهو من الصبر عن المعصية ، وإن كان حمل الناس على الشكر ، فهو من الصبر على الطاعة ، ولذلك نرجح الآن أن نبقى على قيد أهل العلم ، فنقول الصبر على الأقدار ، قال الشيخ : إيش ؟
القارئ : المؤلمة
الشيخ : المؤلمة ، أما الملائمة فلا شك أنها تحتاج إلى صبر ، بل قد قال سليمان : (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )) أيهما أفضل الصبر على الأقدار المؤلمة أو الصبر عن معصية الله أو على طاعة الله ، نقول : الصبر على طاعة الله أفضل ، ثم الصبر عن معصية الله ، ثم الصبر على أقدار الله ، لاحظوا يا جماعة ، لماذا هذا صار في المرتبة الأخيرة ؟ ، لأن هذا صبر على شيء ليس من فعلك ، كبح النفس عن المحرم من فعلك ، لكن القدر المؤلم ، المصيبة التي أصابتك هل هي من فعلك ؟
القارئ : لا
الشيخ : لا ، ولهذا ، كان الصبر عليها أقل مرتبة من الصبر عن معصية الله وعلى طاعة الله ، وهذا من حيث الجنس ، انتبهوا ، هذا من حيث الجنس ، لكن قد يكون أو قد يحصل للإنسان من المعاناة النفسية في الصبر عن المعصية ، أكثر مما يحصل في الصبر على الطاعة ، فمثلاً : يسهل على الإنسان أن يقوم فيصلي ركعتين ، وهذا صبر
القارئ : على الطاعة
الشيخ : على الطاعة ، لكن يصعب على شاب شديد الشهوة أن يصبر عن الزنى أو ما دونه من التمتع المحرم ، يعني يكون هذا أصعب عليه وأشق ، يصعب على الإنسان الفقير ، أن يمتنع عن أخذ مال الغير الذي يسهل عليه أخذه ، أشد مما يصعب على شخص قام فصلى ركعتين ، لكن التفضيل الذي قلت ، تفضيل الجنس على الجنس ، أما الفرد على الفرد فقد يكون فضل الصبر عن المعصية أكثر من فضل الصبر على الطاعة أو الصبر على الأقدار المؤلمة أشد من الصبر عن المعصية أو على فعل الطاعة ،واضح يا جماعة ؟
القارئ : نعم
الشيخ : وهذا النوع من التفضيل يشكل على كثير من الطلبة أن يفرق بين التفضيل الجنسي ،الذي يفضل فيه الجنس على الجنس ومن التفضيل الفردي الذي يفضل فيه الفرد على الفرد، فمثلاً : نحن نقول الصحابة أفضل من التابعين ، والتابعون أفضل من تابع التابعين ، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) لكن يوجد في تابع التابعين من هو أفضل من ؟
القارئ : التابعين
الشيخ : من التابعين ، أفضل بكثير لأننا نحن نعتبر الجنس ، نقول الرجال خير من النساء ، باعتبار ؟
القارئ : الجنس
الشيخ : الجنس ، لكن يوجد من النساء من هو خير كثير من الرجال .
قراءة من الشرح في حديث الرحمة مع تعليق الشيخ .
الشيخ : طيب نقرأه
القارئ : نعم ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري كتاب الأدب المجلد السادس قوله : جعل الله الرحمة في مائة جزء ، قال الكرماني كأن المعنى يتم بدون الظرف فلعلى في زائدة أو متعلقة بمحذوف وفيه نوع مبالغة إذ جعلها مظروفا لها معنى بحيث لا يفوت منها شيء، وقال بن أبي جمرة : يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منً
الشيخ : عندك جعل الأصل خلق
القارئ : ياشيخ هذه رواية
الشيخ : رواية ثانية
القارئ : هذا الباب ، ثم جاء بالحديث ، باب جعل الله الرحمة في مئة جزء هذا تبويب البخاري في كتاب الأدب .
الشيخ : غير المكان الذي نحن فيه
القارئ : نعم يا شيخ ثم الحديث ذكره
الشيخ : نعم ، هو الحديث ما لفظه في الأدب ؟
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا الحكم بن نافع البهراني قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرنا سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (جعل الله الرحمة في مئة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )
وقال ابن أبي جمرة يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منّ على خلقه بالرحمة جعلها في مئة وعاء فأهبط منها واحداً للأرض قلت : خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري
الشيخ : إيش خلق
القارئ : خلت
الشيخ : خلت : بالتاء
القارئ : نعم ، خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة
الشيخ : إيه ، نعم
القارئ : كرواية سعيد المقبري ، عن أبي هريرة الآتية في الرقاق: " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة " ولمسلم من رواية عطاء عن أبي هريرة : " إن لله مائة رحمة " وله من حديث سلمان : " إن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض "
الشيخ : الله أكبر
القارئ : وقال القرطبي يجوز أن يكون معنى خلق ، اخترع وأوجد ويجوز أن يكون بمعنى قدر وقد ورد خلق بمعنى قدر في لغة العرب ، فيكون المعنى أن الله أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقدير السماوات والأرض وقوله : ( كل رحمة تسع طباق الأرض المراد بها التعظيم والتكثير وقد ورد التعظيم بهذا اللفظ في اللغة والشرع كثيراً ، قوله : فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً في رواية :عطاء وأخر عنده تسعة وتسعين رحمة وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عند مسلم وخبأ عنده مائة إلا واحدة قوله : وأنزل في الأرض جزءاً واحداً في رواية المقبري وأرسل في خلقه كلهم رحمة وفي رواية عطاء أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم وفي حديث سلمان فجعل منها في الأرض واحدة ، قال القرطبي هذا نص في أن الرحمة يراد بها متعلق الإرادة لا نفس الإرادة وأنها راجعة إلى المنافع والنعم قوله : فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه في رواية عطاء فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وفي حديث سلمان فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض قال بن أبي جمرة : خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف الذي يعاين المخاطبون حركته مع ولده ولما في الفرس من الخفة والسرعة في التنقل ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها ووقع في حديث سلمان عند مسلم في آخره من الزيادة ( فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة ) وفيه إشارة إلى أن الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها أيضاً ، وصرح بذلك المهلب فقال : " الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم " قال : " ويجوز أن يستعمل الله تلك الرحمة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء وهي التي من صفة ذاته ولم يزل موصوفاً بها فهي التي يرحمهم بها زائداً على الرحمة التي خلقها لهم " قال : " ويجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض لأن استغفارهم لهم دال على أن في نفوسهم الرحمة لأهل الأرض " قلت : وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان : رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد ، ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليها هنا ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة وزاد في حديث سلمان أنه يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق ، وقال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي يُنْعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة وكلها للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى (( وكان بالمؤمنين رحيما )) فإن رحيما ، من أبنية المبالغة التي لا شيء فوقها ويفهم من هذا أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا من غيرها إذا كمل كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون )) الآية وقال الكرماني : " الرحمة هنا عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة في نفسها غير متناهية والتعلق غير متناه لكن حصره في مائة على سبيل التمثيل تسهيلاً للفهم وتقليلاً لما عند الخلق وتكثيراً لما عند الله سبحانه وتعالى " وأما مناسبة هذا العدد الخاص فحكى القرطبي عن بعض الشراح أن هذا العدد الخاص أطلق لإرادة التكثير والمبالغة فيه وتعقبه بأنه لم تجر عادة العرب بذلك في المائة وإنما جرى في السبعين كذا قال وقال بن أبي جمرة ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسع وستين جزءاً فإذا قوبل كل جزءٍ برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزءاً فيؤخذ منه أن الرحمة في الآخرة أكثر من النقمة فيها ويؤيده قوله : ( غلبت رحمتي غضبي ) قلت : لكن تبقى مناسبة خصوص هذا العدد فيحتمل أن تكون مناسبة هذا العدد الخاص لكونه مثل عدد درج الجنة والجنة هي محل الرحمة فكان كل
القارئ :فكأن يا شيخ ؟
الشيخ : يصح ما عليها همزة ؟
القارئ : لا ، فكأن كل رحمة بإزاء درجة وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم منزلة من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة ، وقال بن أبي جمرة : في الحديث إدخال السرور على المؤمنين
القارئ : باقي سطرين
الشيخ : سطرين
القارئ : ثلاثة أكمله ؟
الشيخ : كمِّل نعم
القارئ : وقال ابن أبي جمرة : " في الحديث إدخال السرور على المؤمنين لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها إذا كان معلوماً مما يكون موعوداً ، وفيه الحث على الإيمان واتساع الرجاء في رحمات الله تعالى المدخرة " قلت : وقد وقع في آخر حديث سعيد المقبري في الرقاق فلو يعلم الكافر بكل ما عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة وأفرده مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ويأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى
القارئ : تقدم
الشيخ : رحمه الله الظاهر إنه يحصل له نسيان ، أحياناً يقول يأتي في كذا ، تروح لكذا يقول تقدم في كذا
القارئ : نحن تتبعنا أربع مرات
الشيخ : نعم
القارئ : نحن تتبعناهم في الحلقة أربع مرات
الشيخ : أربع مرات
القارئ : يقول تقدم في الأضاحي ، وفي الأضاحي يقول تقدم في كذا
الشيخ : ولا لقاه ، الله أكبر ،ابن آدم ،
القارئ : ما في سطر ياشيخ
الشيخ : ماذا ؟
القارئ : سطر واحد فقط
قال الشيخ : في الباب الي نحن فيه
القارئ : أي نعم
الشيخ : إيه ، وش يقول ؟
القارئ : يا شيخ قول القرطبي إن هذه أنواع
الشيخ : إلي عندنا الآن في الباب إلي نحن فيه
القارئ : لا يا شيخ : من نفس القرينة ... أو له حظ
القارئ : وقال القرطبي رحمه الله : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم
الشيخ : تفسير رحمة بالنعمة فيها نظر ، لأن الرحمة الي في الخلائق غير النعمة ، رحمة يجدها الإنسان في قلبه ، فنقول هذه الرحمة الي وسعت الخلائق كلها يوم القيامة تتضاعف إلى مئه ، إلى مئه ، من الله ومن الملائكة و ومن النبيين وممن يشفع ، يعني ما تحتاج إلى كل هذا التعب ، المسألة واضحة ، الرحمة التي نفوسنا الآن معروفة لنا ، ولا لأ ؟ معروفة ، ولهذا ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بالفرس ، ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، هذه الرحمة ليست هي العطاء أو الفضل أو ما أشبه ذلك ، فنحن إذا أحسسنا أن ... هذه الرحمة ، نرحم الصغار ، نرحم الأولاد ، نرحم الضعفاء ، نقول يوم القيامة على ما في هذه الرحمة الموجودة في الدنيا من السعة ، لأنه ، من يحيط بها ؟
القارئ : ولا أحد
الشيخ : من يحيط بهذه الرحمة منذ أن خلقت الدنيا إلى أن تقول الساعة ؟
الشيخ : ما هي لأحد ، ولا هي خاصة بالبشر أيضاً ،الرسول ضرب مثل حتى في البهائم ، ولا هي بخاصة حتى في البهائم حتى في الحشرات ، أنا بعيني رأيت جحر ذر ، أصابه الماء ، أصابه الماء ، فبدأ الذر ينقل أولاده ، رأيته أنا بعيني ، ينقل أولاده بيضاء ، صغار ، بعد فيهن روح ولا ما فيهن ، لكن صار يجيش يجيش لأن الماء ، تعرفون الماء ، تشربه الأرض يأتي على الحجر يفسده ، لما أحسن بالماء من الداخل بدأن يطلعن ، كل وحدة حاملة ولدها ، هذا أبيض الذي بعد ما اسود هذه رحمة ، نعم ، كل شيء إذا تأملت سبحان الله العظيم يعني رحمة في أولاده شيء عجيب ، فالحاصل إننا نقول هذه الرحمة إلتي في الأرض تتراحم بها الخلائق ، ما يحصيها إلا الله ، يوم القيامة تتضاعف إلى مئة ضعف ، لا بالنسبة لرحمة الله عز وجل الذي وضع الرحمة في الخلائق ، ولا بالنسبة لرحمة الناس بعضهم لبعض
القارئ : ... ذكر فيها في الصفحة الثانية
الشيخ : يقول ما ذكر إلا شوي
القارئ : قوله إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة قال ابن الجوزي : " رحمة الله صفة من صفات ذاته وليس هي بمعنى الرقة التي في صفات الآدميين بل ضرب ذلك مثلاً لما يعقل من ذكر الأجزاء ورحمة المخلوقين والمراد أنه أرحم الراحمين " قلت : المراد بالرحمة هنا ما يقع من صفات الفعل كما سأقرره فلا حاجة للتأويل
الشيخ : هو في عنده تأويل رحمة الله عليه ، أقول تحويل هذه الرحمة إلى هذه الصفة إلى الفعل ، هذا ليس بتأويل؟ هذا على فهمه رحمه الله ، القارئ : وقد تقدم في أوائل الأدب جواب آخر مع مباحث حسنة وهو في باب
القارئ : ... قول الكرماني قول إنه حصر المئة هنا من باب التمثيل
الشيخ : من باب التمثيل ، هو على كل حال قريب لكن ما نقدر نقول من باب التمثيل ، الأصل أن الكلام على حقيقته ، لا على سبيل التمثيل ، طيب نقرأ بالبخاري ، ما دام ما جاء قارئنا
القارئ : في صحيحه في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم "باب لن يدخل أحد الجنة بعمله " والنسائي في الإيمان " باب الدين " الدين يسر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ميقل ، حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجوا أحد منكم بعمله ، قالوا يارسول الله ولا أنت ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، برحمة منه ، وفضل )
القارئ : الرواية الثانية ... خلاص
الشيخ : خلاص ، لن ينجو أحد بعمله هذا اللفظ ،
القارئ : نعم
الشيخ : ما في لن يدخل أحد الجنة بعمله
القارئ : تصير ثابتة حتى على هذه الروايات، تصير ثابتة ... .
الشيخ : بس اختلف المعنى
القارئ : اختلف المعنى الآن
الشيخ : نعم ، حققها أنت أفرغها للأخوة
القارئ : المسألة بسيطة ، بس يرد على ابن القيم فقط
الشيخ : نعم
القارئ : يرد على بن القيم
الشيخ : من
القارئ : المحشي
الشيخ : أنت جزاك الله خير حقق عشان نعرف ابن القيم أصوب من ذلك ، لأن ابن القيم لعله يقول الشيخان .
باب : الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) . وقال عمر : وجدنا خير عيشنا بالصبر .
قال البخاري رحمه الله تعالى : باب : الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) . وقال عمر : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .
الشيخ : سبق الكلام على الصبر وأقسامه ، وقوله تعالى : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم )) أي يعطى الصابرون أجرهم ، بغير حساب : يعني أن ليس كغيره من الأعمال الصالحة ، الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، بل هذا أجر أكثر من أن يحصر ، فهو بغير حساب ، وقول عمر : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " هذه حكمة بالغة ، أن الإنسان إذا صبر ، فإنه يعيش عيشة راضية ، لأنه لا ينظر إلى من فوقه ، فيستقل ، فيستقل ما أعطاه الله ، بل ينظر إلى من تحته ، حتى يعرف أن الله أعطاه ،أكثر منه ، ولقد جاء في الحديث : ( لا تنظروا إلى من هو فوقكم ولكن انظروا إلى من هو أسفل منكم ، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) ، يعني ألا تحتقروها ، لأن الإنسان لو نظر إلى من هو أعلى منه ، قال ما عندي شيء ، فإذا نظر إلى من دونه ، عرف قدر نعمة الله ، فمثلاً إذا كان الإنسان ضعيف البدن ، لا ينظر إلى قوي البدن ، إن نظر إلى قول البدن إستقل ، ما أعطاه الله ولكن ينظر إلى من هو أضعف منه ، إذا كان قليل ذات اليد ماعنده فلوس ، لا ينظر إلى من هو أغنى منه ، لأنه لو نظر إلى من هو أغنى منه لاستقل ما أعطاه الله ولكن انظر إلى من هو أفقر منه ، وهلم جرا ، حتى في مسائل الدين ، لا تنظر إلى من هو أعلى منك ، لأنك إذا نظرت إلى من هو أعلى منك ، احتقرت نعمة الله عليك ، ولكن سابق غيرك في دين الله ، سابقه ، حتى تنال ما ينال ، فالنظر إلى من هو فوقك في الدين ، إن كنت تريد بنظرك أن تسابقه حتى تصل إلى ما وصل إليه ، فهذا خير ، وإن كان نظرك إلى من هو أعلى منك في الدين يستلزم احتقارك لنعمة الله عليك بما أنعم به فإنك لا تنظر ، قد ينظر الإنسان مثلاً إلى رجل صائم قائم مجاهد باذل ، عالم معلم ، فيجد نفسه ليس في هذه المنزلة ، فيحتقر نعمة الله عليه بما أنعم عليه من الدين ، الذي إذا نظر من تحته من الفساق ، والكفار عرف قدر نعمة الله ، فهنا ينظر إلى من هو فوقه أومن هو دونه
القارئ : من هو دونه
الشيخ : من هو دونه ، أما إذا نظر من هو فوقه من أجل أن يرتقي إلى مرتبته ويسابقه ، فهذا خير ، هذا خير .
11 - باب : الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل : (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) . وقال عمر : وجدنا خير عيشنا بالصبر . أستمع حفظ
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري أخبره أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه ( ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )
الشيخ : الشاهد قوله ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ، خيراً من الصبر وأوسع منه وذلك لأن الصابر يتحمل أشياء كثيرة ، ولا يتأثر منها ، ولا يضجر منها ، وهذا لا شك أنه خير ، بخلاف غير الصابر ، فإنه لا يتحمل ، إن أصابه مرض تعب وإن أصابته حاجة .
12 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري أخبره أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه ( ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ) أستمع حفظ