القارئ : باب : البكاء من خشية الله عز وجل. الشيخ : البكاء من خشية الله من هذه للسببية ، أي بسبب خشية الله ، والخشية هي الخوف المبني على العلم ، لقوله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) وهي أيضاً مبنيه على عظم المخشي ، لعظمه خشية والإنسان ، فأما الخوف الذي لا يبنى على علم ، فإنه يسمى خوفاً ولا يسمى خشية ، ثم إن الخوف أيضاً قد لا يكون من باب تعظيم المخشي ، ولكن من باب ضعف الخائف ، فمثلا يخاف الصبي من صبي أكبر منه سناً هذا الخوف لا يسمى خشية ، لأنه إنما حصل له الخوف من أجل ضعفه أمام هذا ، وإلا هذا المخووف ضعيف ، فالخشية نقول : هي الخوف ايش ؟ المبني على العلم ، وتكون من عظم المخشي .
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله رجل ذكر الله ففاضت عيناه )
القارئ : حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله رجل ذكر الله ففاضت عيناه ) . الشيخ : ماعندي في ظله ، يظلهم الله بس ، عندك في ظله القارئ : نعم يا شيخ الشيخ : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) ، سبعة هذه لا تدل على الحصر ، لأنه قد وردت أحاديث صحيحة ، في أناس يظلهم الله في ظله وليسوا من هؤلاء السبعة ، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أحياناً ، يذكر أشياء محصورة في سياق واحد ، ولكنها لا تدل على أن ما سواها ، لا يدخل هذا الحكم ، ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ، هل لا يوجد إلا هؤلاء الثلاثة ؟ لا ، فمثلاً لما حدث بهذا قال أبو ذر من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ؟ قال : ( المسبل والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) هذا حديث ، حديث آخر : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذب أليم ،أشيمط زان ، وعائل مستكبر ، ورجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ) هذا ثلاثة ، والأول قال ثلاثة ، فدل ذلك على أن مثل هذا التعبير لا يدل على الحصر ، وهو كذلك ، طيب هؤلاء السبعة ، ذكروا على وجه التمام ، في سياق آخر ، غير ما ذكره المؤلف ، إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )، هؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله ، والشاهد من هذا الحديث ما ذكره المؤلف في هذا السياق ، ما ذكره البخاري في هذا السياق ، وهو قوله : ( رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) واعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ظله ، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه ، يعني في ظل يخلقه الله ، لا يبنيه الآدميون بالسقوف ، والعروش وما أشبه ذلك ، الدنيا يبني الناس فيها ما يظلهم ، لكن في الآخرة ما في ظل إلا ظل الله عز وجل ، الذي خلقه فهو ظل مخلوق ، وليس ظل الخالق عز وجل ، وقد توهم بعض الناس من باب التمسك بظاهر السنة ، فيما يضيفه الله إلى نفسه ، وادعى أننا إذا قلنا إنه ظل مخلوق ، أن ذلك تحريف للكلم عن مواضعه ، ولكن هذا من جهله ، وذلك لأن الظل يكون تحت المظلل عنه ، الظلال دون الشيء ، لا بد أن يكون تحته ، وإلا لم يكن ظلاً وهل يمكن أن يكون هناك شيء ذو نور فوق الله عز وجل ، يكون الله تعالى مظللاً عنه أو لا يمكن القارئ : لا يمكن الشيخ : لا يمكن قطعاً ، لو أن أحدا قال هذا لهوى إلى الهاوية ، لصار كالذي ينكر علو الله ، الله عز وجل لا يمكن أن يكون شيء فوقه ومعلوم أن الناس بالحشر على الأرض ، فلو قدر أن هذا ظل الله نفسه ، لزم أن يكون هناك شيء فوقه ، يكون الله تعالى ظلالاً دونه ، ودون الخلائق ، وهذا بلا شك معنى منكر ، فالحديث لا يدل على هذا أصلاً ، حتى يقال إنه محرف عن موضعه ، نقول في ظله أضافه الله إلى نفسه ، لأنه في ذلك الوقت لا يستطيع أحد أن يأتي بظلال ، في الدنيا نستطيع أن نبني أبنية نستظل بها ، مع ما خلق الله تعالى من الظلال من الكهوف وغيرها ، لكن في الآخرة ما في إلا الظل ، ظل الله ، الذي خلقه ، إما ظل العرش ، أو غيره مما يظلل ، ولهذا جاء في الحديث : ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ) ، الصدقات تأتي يوم القيامة تظلل ، تظلل صاحبها ، وحكى لنا بعض الناس من كبار السن ، أن رجلاً كان قد منع أهله من أن يتصدقوا من ماله بشيء ، وقال لا تتصدقوا بشيء وأنتم مني في حرج ، ولكن كانت العائلة في البيت عائلة كريمة ، إذا جاء المحتاج أعطوه ، إذا جاء المحتاج أعطوه، فجاءهم فقير محتاج إلى لباس ، فأعطوه كسوة ، ثم جاءهم فقير آخر محتاج إلى طعام ، فأعطوه ثلاث رطب فقط ، صاحب البيت رأى في المنام أن القيامة قامت ، وأن الناس في كرب وشموس ، فرأى على رأسه كساء يظلله ، إلا أن فيه ثلاثة خروق ، فجاءت الثلاثة تمرات فسدت هذه الخروق ، فجاء إلى أهله مذعورا ، قال رأيت كذا وكذا وكذا ، وش إلي حاصل ؟ قالوا ما حصل شيء ، قال لا لا بد تخبروني ، فأخبروه بأن هذا هو الحاصل ، تصدقوا بكساء ثم تصدقوا بتمرات ، فقال لهم أنت في حل تصدقوا بما شئتم ، الله أكبر ، صار فاتح الخير له ، نعم ، فالحاصل إن الرسول أخبر أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ، فالظل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في ظله ، هذا ظل يخلقه الله عز وجل ، إن صح الحديث بلفظ ، يظلهم الله في ظل عرشه فقد بين هذا المبهم ، وإن لم يصح ، فنقول هذا ظل يخلقه الله والله أعلم به ، نعم القارئ : يا شيخ هنا يقول في سنن سعيد بن المنصور في ظل العرش الشيخ : في ظل عرشه ، طيب إذا صحت الحمد لله .
ذكرنا أن الخشية إنما تكون من عظم المخشي وفي الحديث عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل أول مرة قال ( لقد خشيت على نفسي ) مع أنه لم يكن يعرف من يخشاه فكيف ذلك ؟
السائل : ذكرنا أن الخشية إنما تكون من عظم المخشي ، نعم ؟ الشيخ : نعم ، السائل : وفي الحديث عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم خاف حينما أتاه جبريل في أول مرة قال لعائشة رضي الله عنها : ( لقد خشيت على نفسي ) هنا قال خشيت ، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام ، لم يكن يعرف من يخشاه فكيف هذا ؟ الشيخ : كيف بل ، يعرف شيء عظيم ماله مقابل ، ما يستطيع أن يقابله السائل : ما يعرفه الشيخ : إذا جاءك شيء تخشاه من عظمته ولا لك فيه قبل هذا تعظيم .
السائل : أحسن الله إليك ، بعضهم يقول أن ظل العرش من نور الله فهل هذا صحيح ؟ الشيخ : ظل العرش من نور الله ؟! السائل : إيه الشيخ : شلون هذا ؟ السائل : لا بد يكون الظل من تحت النور الشيخ : إيه وهاي الشمس ، والشمس تبدو من الخلائق ، ولهذا هذا يجعلنا نقول إن صحت الكلمة ، في ظل عرشه ، لأن المعروف أن العرش فوق كل شيء ، كيف يكون حائلا بين الشمس وبين الخلائق يوم القيامة ، على كل حال التي في الصحيحين ما فيها ظل العرش السائل : شيخ الشيخ : نعم السائل : بعض الناس السائل : ثلاثة الشيخ : ثلاثة ، إذن خليها بعدين يا سليم .
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله فقال لأهله إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف ففعلوا به فجمعه الله ثم قال ما حملك على الذي صنعت قال ما حملني إلا مخافتك فغفر له )
القارئ : باب : الخوف من الله عز وجل . حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله فقال لأهله إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف ففعلوا به فجمعه الله ثم قال : ما حملك على الذي صنعت قال ما حملني إلا مخافتك فغفر له )
حدثنا موسى حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالاً وولداً يعني أعطاه قال ( فلما حضر قال لبنيه أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر عند الله خيرًا فسرها قتادة لم يدخر وإن يقدم على الله يعذبه فانظروا فإذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني أو قال فاسهكوني ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ففعلوا فقال الله كن فإذا رجل قائم ثم قال أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال مخافتك أو فرق منك فما تلافاه أن رحمه الله ) فحدثت أبا عثمان فقال سمعت سلمان غير أنه زاد فأذروني في البحر أو كما حدث وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا موسى حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلاً فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالاً وولداً يعني أعطاه قال : ( فلما حضر قال لبنيه أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر عند الله خيرًا _ فسرها قتادة لم يدخر _ وإن يقدم على الله يعذبه فانظروا فإذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني أو قال فاسهكوني ثم إذا كان ريح عاصف فاذروني فيها فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ففعلوا فقال الله كن فإذا رجل قائم ثم قال :أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال : مخافتك أو فرق منك فما تلافاه أن رحمه الله ) . فحدثت أبا عثمان فقال سمعت سلمان غير أنه زاد : ( فاذروني في البحر ) أو كما حدث وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث كالذي مضى من قبل فيه أن هذا الرجل ، من شدة خوفه من الله وصى أن يحرق ، ثم يذر في اليم ، خوفا من الله سبحانه وتعالى ، وهذا الرجل يقال أنه فعل ذلك ظاناً أن الله لا يقدر عليه وأنه إذا فعل هذا نجا من العذاب ، فبعثه الله عز وجل وسأله لم فعلت ذلك ، فأخبره أنه فعل ذلك خوفاً منه ، فغفر الله له ، ووجه أهل العلم هذا ، بأنه متأول ، ما قصد الشك في قدرة الله ، لكن ظن أن هذا ينجيه من عذاب الله ، وبنوا على ذلك أن كلمة الكفر إذا قالها الإنسان غير مريد لها فإنه لا يكفر بهذا ، وأيدوا قولهم بما ثبت في الصحيح ، من أن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبه عبده ، أشد فرحاً من رجل ضلت راحلته عنه ، فلما أيس عنها اضطجع تحت شجرة ، ينتظر الموت فإذا بخطام ناقته متعلقا بغصن الشجرة ، فأخذ بخطامها ، وقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطا من شدة الفرح ، فلم يعاقبه الله على هذا الأمر ، ويبني على ذلك أن كلمة الكفر ، لا بد أن يكون القائل لها قاصداً ، وإذا قصدها كفر ، سواء كان جاداً أم لاعباً ، لأنه لا فرق في كلمة الكفر ، بين المستهزئ وبين الجاد ، فالكلام على أنه يقصد معناه ، على أنه يقصد معناه ، بخلاف المتأول ، وفي هذا دليل على أن الخوف ، ينجي من عذاب الله ، وهو كذلك ، فإن الخوف من الله ينجي من عذاب الله ، ولكن قد يرد على هذا مثل قوله تعالى : (( كمثل الشيطان إذا قال للإنسان اكفر فلما كفر قال أني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين)) فهنا قال : إني أخاف الله رب العالمين ، والجواب عن ذلك أن الشيطان لم يخف ، خوف تعظيم وإجلال ، وإنما هو خوف هلاك ، يعني خاف أن يهلكه الله ، لا إجلالاً لله عز وجل ، ولا تقربا إليه بالخوف ، ولهذا لم ينفعه ، فخوف الشيطان من الله ، كخوف الإنسان من الأسد ، وخوف الإنسان من الأسد ليس خوف عبادة ، ولا تعظيماً ولا إجلال ، فيعيد علينا البخاري هذا الجواب ، لا بخاري رجل شاب ، الشاب ما شاء الله ما بينسى القائ : سارح الشيخ : يا خي ما عندنا سرح ، إلي ودو يسرح ، يسرح هو وبدنه علشان يستريح هو ويستراح منه القارئ : ليس خوف الشيطان من الله تبارك وتعالى ، خوف العبودية ، بل خوف من الله تبارك وتعالى لأجل إهلاكه كخوف الناس من الأسد : قال الشيخ : أحسنت ، يعني ليس خوف عبادة وتقوى ، وتعظيم تمام .
هل قول هارون لموسى ( إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل .. ) هل هو أشد من الخوف ؟
السائل : أحسن الله إليك ، هل قول هارون لموسى ( إني خشيت أن تكون فرقت بين بني اسرائيل ) هل هذا أشد من الخوف ؟ الشيخ : إي نعم ، إي نعم ، أشد يكون إن معناه أن موسى لما جاء إلى هارون أخذ برأسه ، يجره ، وأخذ بلحيته أيضا ، فكان موقفه من هارون موقف العزة والسلطة ، فلهذا قال هذا الكلام .
السائل : هل هذا الرجل مؤمن بالله الشيخ : من ؟ السائل : هذا الرجل الموحد ؟ الشيخ : أي نعم ، هو ما فعل هذا إلا لإيمانه بالله ، وإيقانه بأن الله سيعذبه ، لكن ظن أن هذا يحميه ، فأخطأ في هذا الظن .
قوله صلى الله عليه وسلم ( فجمعه الله ) هل هذا يوم القيامة ؟
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم : ( فجمعه الله ) الجمع هذا يوم القيامة ولا ؟ الشيخ : لا ، جمعه الله الآن ، يعني في ذلك الوقت ، من حين ما ذروه في اليم جمعه الله وكلمه السائل : شيخ ينافي الإيمان ، اعتقاده ينافي الإيمان يا شيخ الشيخ : ما ينافي الإيمان السائل : ظن أن الله ليس قادر الشيخ : لا لا ، هو ظن أن هذا ينجيه من الله ، قد لا يكون في ذهنه تلك الساعة ، الشك في القدرة ، ولكن ظن أن هذا ينجيه من الله وهو ما فعل هذا إلا خوفاً من الله ، ما في شك في إيمانه ، نعم أخذنا ثلاثة السائل : أربعة الشيخ : نعم
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوماً فقال رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجا النجاء فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم )
القارئ : باب : الانتهاء عن المعاصي .حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوماً فقال رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم ) . الشيخ : هذا فيه انتهاء عن المعاصي وأن الإنسان يجب عليه أن يبادر ، والمعاصي جمع معصية ، وهي مخالفة الأمر ، مخالفة الأمر إما بترك المأمور وإما بفعل المحظور ، والواجب على العبد أن يكون مستقيماً في هذا وهذا ، فيقوم بالأوامر ويدع النواهي ، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لما جاء به ولنفسه ، بمثل رجل أتى قوما فقال رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، قوله : ( رأيت بعيني ) هذا من باب التوكيد ، لأنه إذا قال رأيت فقط ، فقد يحتمل أن المعنى علمت من طريق لم أشاهد بعيني ، لكن إذا قال بعيني ، صار هذا من باب التوكيد ، مثل : ((ولو نزلنا عليهم كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم )) وقوله ( أن النبي أنا العريان ) العريان لأنه كلما اشتدت النذارة حصل هذا الأمر ، يعني أن من عادتهم عند العرب أن النذير إذا جاء ينذر بقوم ، أحياناً يصيح بهم ، ويقول العدو العدو ، وأحياناً مع الصياح والإستصراخ يتعرى ، يخلع ثيابه ، لأنه يرى أن هذا أشد في استنهاض هممهم ، وطلب النجاة ، فالنجاء النجاء ، فالنجاء النجاء ، يعني إلزموا النجاء ، النجاء يقول : فأطاعته طائفة ، فأدلجوا على مهلهم فنجوا وكذبته طائفة ، فصبحهم الجيش فاجتاحهم ، الذين أطاعوه وصدقوه مشوا على مهل وسلموا ، والآخرون بقوا فاجتاحهم العدو.
في الحديث قبل السابق قوله ( وربي ) هذا قسم فأين جواب القسم ؟
السائل : في حديث قبل فيه بعض ... ، مثل قوله وربي ، هذا قسم ، آه الشيخ : نعم السائل : وجواب القسم لأفعلن كذا يعني الشيخ : لا ، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي ، السائل : لأفعلن وجوابه لشيخ : لا ، إن المعنى ، إنها مواثيق مؤكدة بالقسم ، وربي لنوفين السائل : لنوفين الشيخ : أو لتوفون أنتم .
السائل : وكذلك ( فما تلافاه ) الشيخ :( فما تلافاه أن رحمه ) السائل : إيه ، وهذا ما نافية ولا موصولة ؟ الشيخ : لا ، ما نافية ، يعني ما مضى وقت طويل إلا وقد رحمهم السائل : إلا محذوفة ؟ الشيخ : نعم .
السائل : ما قولك يا شيخ لو الآن رجل قال أنا أفعل مثل الذي فعله هذا الرجل الذي ذكر في الحديث ؟ الشيخ : على كل حال إذا فعل مثلما فعل ، نقول له إن هذا الرجل كان جاهلا وأنت الآن عرفت أن الله قادر ، فلا يسوغ لك أن تفعل مثلما فعل ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ، حدثنا بأن الله جمعه وسأله ، وكان في الأول جاهل نعم .
السائل : شيخ أحسن الله إليك ، قوله : ( لئن قدر الله علي ) الشيخ : نعم السائل : هل فيها دليل على أن الرجل شك في القدرة ؟ لأنه قال لئن قدر الشيخ : لا ، لا ما يلزم ، ما يلزم إنه هذا التعليق يدل على الشك ، مثل ((لئن أشركت ليحبطن عملك )) هو خائف من هذا ، على كل حال المسألة محتملة إنه شك في قدرة الله ، لكن ليس معناه إنه شاك من الأصل ، عقيدته سليمة ، لكن ظن هذا ينجيه من عذاب الله وأن الله سبحانه وتعالى لن يفعل .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن أنه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها )
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن أنه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل الرجل يزعهن) الشيخ : ينزعهن القارئ : يزعهن يا شيخ ، رواية ثانية الشيخ : رواية ثانية ؟ نعم القارئ : ( فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها ). الشيخ : هذا أيضا مثل ضربه النبي عليه الصلاة والسلام له مع أمته ، رجل استوقد نارا ًفلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ، كما تشاهدون في البر ، البر إذا أوقدت نار صار الفراش وغيره من الحشرات يأتي ويقع ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام ، فجعل ينزعهن أو يزعهن ، يعني يطردهن ، ولكن أبينَ إلا أن يقعن في النار ، فهذه حال الأمة بالنسبة لأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام ، يقول فأنا ، آخذ بحجزكم أي بمعنى ما يحجزكم عن النار ، وهم يقتحمون فيها ، وهذا أيضاً فيه أنه يجب على الإنسان أن يعرف ، قدر ما أنعم الله عليه ، من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنها منجاة ، لكن لمن ؟ لمن نجا بها ، بأن ابتعد عن ما حرم الله ، وأتى بما أوجب الله .
فوائد حديث : ( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً ... )
الشيخ : وفي هذا والذي قبله ، دليل على استعمال الأمثال ، الحسية لتقريب الأمور المعنوية وهذا كما هو طريق السنة فهو طريق القرآن أيضاً ، قال تعالى : (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )) وما أكثر الأمثال الواردة في القرآن الكريم ، لأنها تقرب المعنى ، فإن إدراك الإنسان للأمور المحسوسة ، أقرب من إدراكه للأمور المعقولة ، فتضرب الأمثال لأجل تقريب المعنى المعقول ، وفيها أيضا ، في هذين الحديثين وما شابههما ، دليل على ثبوت القياس ، وأنه دليل معتبر وكل مثل ضربه الله وكل مثل ضربه الرسول عليه الصلاة والسلام فهو دليل على ثبوت القياس ، لأن المقصود من المثل ، إلحاق المعقول بإيش ؟ القارئ : بالمحسوس الشيخ : بالمحسوس، وهذا هو القياس ، القياس إلحاق غير المنصوص عليه بالمنصوص عليه لعلة جامعة .
كيف الجمع بين الحديث الماضي وحديث ( أنا عند ظن عبدي بي ) لأن هذا الرجل ظن أن الله سبحانه وتعالى لن يغفر له ومع ذلك غفر له الله ؟
السائل : كيف الجمع بين الحديث الماضي وحديث : ( أنا عند ظن عبدي بي ) لأن هذا الرجل ظن أن الله سبحانه وتعالى لن يغفر له ومع ذلك غفر الله له ؟ الشيخ : نعم ، هناك فرق بينهما ، هذا ظن أن الله لا يغفر له لتهمته نفسه ، أما الثاني ظن أن الله لا يغفر له لأنه ظن سوء بالله .
إذا قال إنسان كلمة الكفر فقال له رجل صدقت يكفر بذلك وأحياناً في بعض الأفلام قد يقول الممثل كلمة الكفر وقد يسجد للصنم لأنه يمثل دور المشرك فهل يكفر ؟
السائل : إذا قال الإنسان كلمة الكفر قاصداً يكفر بها الشيخ : نعم السائل : شيخ من يمثل في بعض الأفلام يأتون بالممثل مثلا يقول كلمة الكفر وهو قاصدها بها وقد يسجد للصنم لأنه يمثل دور المشرك مثلا وشيء من هذا القبيل؟ الشيخ : لا ، هو يحكي حالة شخص ثان ، مع أننا لا نرى جواز التمثيل بهذا ، جواز التمثيل بالكافر أو بالفاسق نرى أنه ليس بجائز السائل : لكن ما يكفر ؟ الشيخ : لا ما يكفر ، كفر لا يكفر السائل : يسجد للصنم؟ الشيخ : لا هو يحكي شخص واحد ، ولا ما في نفسه تعظيم لهذا الصنم ، لكن يحكي شخصا آخر ، إنما نحن لا نرى هذا حتى وإن لم يسجد للصنم وذلك لأن الإنسان قد يشعر بقلبه أنه كفر فيستولي عليه هذا الشعور ، يوماً بعد يوم حتى يكون عقيدة ، و لأن الرجل ربما يعير بذلك ، فيلاقيه الناس ويقول أنت فلان بن فلان ، أنت أبو جهل ، أنت أبو سفيان ، أنت كذا، أنت كذا ، سمعنا إنه بعضهم يتمثل بالشيطان ، نعم السائل : نعم الشيخ : هذا أيضا أخبث وأخبث . السائل : أحسن الله إليك ، هذا الرجل ما يحمل على أنه كان هذا م... ؟ الشيخ : لا ، بل هو كان خائف من الله ولهذا قال إنما خفتك ، ما قال تبت إليك ، قال مخافة منك ، السائل : ... الشيخ : نعم ، السائل : قوله مخافتك أو خوف منك الشيخ : فرق ، فرق ، الفرق الخوف ، السائل : لو قال مثلا الشيطان ، أبو جهل الشيخ : أخذنا ثلاثة ، خلها عندك
حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )
القارئ : حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) . الشيخ : أولاً المسلم من سلم إلى آخره ، والمهاجر من هجر هذا ليس على سبيل الحصر ، لكن المسلم في حقوق العباد ، فهو عام أريد به الخاص ، أما المسلم على سبيل الإطلاق ، فهو من استسلم لله ظاهراً وباطناً ، لكن هنا المسلم باعتبار من ؟ حقوق الآدميين ، من سلم المسلمون من لسانه ويده فذلك هو المسلم ، من لسانه فلا يغتاب الناس ، ولا يسبهم ولا ينم ببعضهم إلى بعض ، ويده : لا يعتدي عليهم بضرب أو قتل أو جرح أو أخذ مال أو ما أشبه ذلك ، المهاجر : من هجر ما نهى الله عنه ، هذا أيضاً عام أريد به الخاص ، يعني المهاجر إلى الله عز وجل ، لا هي الهجرة التي هي الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، لكن مهاجر إلى الله بعمله لا ببدنه ، هو من هجر ما نهى الله عنه ، سواء كان هذا المنهي عنه قولاً أو فعلاً ، وبهذا الحديث نعرف أن الإسلام وأن الهجرة تتنوع ولها معان متعددة يبينها السياق ، وقوله : (من هجر ما نهى الله عنه ) إذا قال قائل لم يذكر ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالجواب : نقول إن ما نهى عنه الرسول كالذي نهى عنه الله ، لأن الرسول رسول ولهذا قال الله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) . السائل : يا شيخ : لو أن الممثل... بصيغة ... قال الشيطان كذا ، أو قال أبو جهل كذا الشيخ : بدون هيئة السائل : بدون هيئة الشيخ : إي نعم ، ما في شيء ، هذا ما في شيء .
ما الفرق بين هذا الرجل الذي شك في قدرة الله تعالى وبين من يشك فيه في عذاب القبر ؟
السائل : يا شخ ، ما الفرق بين هذا الرجل الذي شك في قدرة الله سبحانه وتعالى وبين من يشك في عذاب القبر ؟ الشيخ : يعني يقول مثلاً لا تدفنوني أخشى من عذاب القبر ؟ السائل : لا يعني يقول ما أصدق أن في القبر عذاب الشيخ : يقول ما أصدق أن في القبر عذاب ؟ السائل : نعم الشيخ : لا هذا ما قال لا أصدق بقدرة الله ، السائل : هو يقول أشك أنه في هناك عذاب ، الشيخ : لا ما يصلح ، هذا ، هذا نقول له تب إلى الله إذا بلغه النص ، كفر ، أما إذا لم يبلغه فإنه لا يكفر السائل : ما الفرق بينهما ؟ الشيخ : الفرق بينهم أن هذا خائف من ذنوبه ، فظن أن هذا ينجيه من عذاب الله ، ما ظن أن الله ماله قدرة ، لكن ظن أن هذا ينجيه ، مثل ما لو ظن الإنسان أن حظيرة من القش تحميه من المدافع ، وهي لا تحميه ، هي لا تحميه هذا يتوهم الإنسان أن هذا الشيء ينجيه وأنه حاجز وحجاب بينه وبين هذا الشيء ، وهو ليس كذلك ، وإلا هو ما شك في القدرة مطلقا ، يعرف أن الله على كل شيء قدير .
بعضهم يمثلون حياة الرسول ويتكلم واحد بدون أن يقول بصيغة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكره هل يجوز هذا ؟
السائل : بعضهم يمثلون حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويتكلم واحد ثم يأتون بصيغة يقول : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكره يجوز هذا ؟ الشيخ : أما إذا مثله بالهيئة والحركات فهو لا يجوز ، أما إذا قال فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فقال كذا هذا ما فيها باس ، حكاية القول ليس بتمثيل .
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )
القارئ : باب : قول النبي صلى اله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) . حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )
القارئ : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) . الشيخ : هذا الحديث أيضا فيه التخويف ، تخويف الإنسان من العذاب وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم ) يعني من عظمة الله عز وجل ، لا من أحكامه ، لأن أحكامه التي علمها بينها النبي عليه الصلاة والسلام للناس ، ولم يجحد شيئاً منها ، لكن لو تعلمون ما أعلم من عظمة الله وقدرته ، التي لا يصل إليها إلا من كان على جانب كبير من العلم بالشرع ، ( لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) وذلك لهول ما يعلمه عليه الصلاة والسلام من عظمة الله عز وجل ، ومما يخافه من عذابه يوم القيامة ولهذا يقولون : " من كان بالله أعرف كان منه أخوف " وكان النبي عليه الصلاة والسلام أشد الناس خوفاً من الله ، كان عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورم قدماه ، ليكون عبداً شكوراً ، ليؤدي شكر نعمة الله عليه ، كل هذا خوفا أن يكون من غير أهل الشكر.
هل يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون ... ) لأنه اطلع على الجنة واطلع على النار ؟
السائل : هل يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو تعلمون ما أعلم ) أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على النار واطلع على العذاب فيها واطلع على الجنة يعني لو تعلمون ما أعلم ؟ الشيخ : من غير الأحكام ، الأحكام لا بد أنه أخبرنا بها ، فهذا من عظمة الله ، وكذلك من عذاب الله ، النار ، يوم القيامة ، وما يتعلق بها .
جاء في وصف الجنة أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كيف ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم اطلع على الجنة ؟
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الجنة والنار ؟ الشيخ : نعم السائل : كيف قال : ( الجنة والنر فيهما ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) كيف ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم اطلع على الجنة ؟ الشيخ : وش تقولوا ؟ السائل : ما لا عين رأت في الدنيا الشيخ : هو رآها في الدنيا ، أولا أنت تعرف أن النصوص الشرعية منها عام يدخله التخصيص ممكن يقول مالا عين رأت ولا سمعت إلا ما رآه النبي عليه الصلاة والسلام ، الشيء الثاني ، هل الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى الجنة والنار هل رأى كل الجنة والنار ؟ أو رأى شيئا منها؟ رأى مثلاً امرأة تعذب ورأى صاحب المحجن ، فهمت ، هذا الثاني ، ما هو رأى كل شيء السائل : الحديث يا شيخ نفس الحديث في آخر الحديث ( بله واطلعتم عليه ) الشيخ : إيش السائل : بله واطلعتم عليه ،يعني ذروا ما اطلعتم عليه الشيخ : نعم السائل : طيب يعني الجنة خلق أصلها ، وأنها لم تكتمل من حديث أبي سلمة لما قال أخبر أمتك أن التسبيح غرس للجنة فيكون التسبيح يغرسها ، الشيخ : نعم السائل : ما يدل هذا يا شيخ على .. الشيخ : بلى فيه ، يدل ولا شك ، لأن الجنة قيعان ، قيعان ، غراسها التسبيح والتحميد والتكبير ، وكل تسبيحة فيها شيء ، السائل : تتزايد يا شيخ ؟ الشيخ : أي نعم ، تتزايد بحسب أعمال العبد ، يعني الإنسان مكانه معروف ، في الجنة وقيعان ، وكلما عمل عملا صالحاً ، مما جاءت به السنة أنه يغرس فيه ، يغرس له فيه شجرة من الجنة ، غرس له فيه .
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره ) .
القارئ : حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره ) . حجبت بمعنى أحيطت ، يعني النار محل ذوي الشهوات الذين ليس لهم هم إلا اتباع شهواتهم ، ومن ذلك شهوة الزنى ، اللواط ، شرب الخمر ، السرقة ، العلو في الأرض ، الفساد فيها ، كل هذه شهوات ، فهذه هي التي أحيطت به النار ، ولذلك أكثر من يدخل النار المترفون ، كما قال الله تعالى : (( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين )) وقال تعالى : (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أخذنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) فأصحاب الشهوات هم الذين اقتحموا ما حجبت به النار ، حتى دخلوها والعياذ بالله ، أما الجنة فبالعكس حجبت بالمكاره ، لأن عمل الخير مكروه للنفوس الأمارة بالسوء ، فتجد كثيرا من الناس عند عمل الخير يرغم نفسه ويكرهها على ذلك ، ولكن هذا يوصله إلى الجنة ، ومع هذا إذا تجاوز الإنسان هذه المكاره ، صارت بالنسبة إليه محاب ، وصار لا يأنس إلا بهذه الأعمال ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) وقال بعض السلف : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " فالإنسان إذا اعتاد فعل الطاعة مع الإخلاص والمتابعة ، صارت الطاعة أحب شيء إليه ، لكنها في الأصل لا باعتبار كل شخص بعينه ، الأصل إنها مكاره ، من ذلك مثلاً : ما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرفع به الله الدرجات ويحط منه الخطايا ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره ) ، يعني في السبرات في البرد يسبغ الإنسان الوضوء مع أنه يكره ، إيذاءه بهذا الماء البارد ، لكنه يفعله ابتغاء وجه الله ، هذا من أسباب دخول الجنة ، كذلك الإنسان عندما يسافر للحج ، للجهاد ، يجد هذا مكروهاً عنده لكنه كما قال الله تعالى : (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم ) .
حدثني موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك )
القارئ : باب : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك . حدثني موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، لما ذكر المؤلف رحمه الله الباب الأول أن الجنة حفت بالمكاره ، والنار حفت بالشهوات بين أنها مع ذلك ، أنها مع ذلك قريبة ، فهي أقرب إلى الإنسان من شراك نعله وهذا يضرب مثلاً للشيء القريب من الإنسان ، والنار مثل ذلك ، والغرض من هذا الحديث ، الترغيب والترهيب ، الترغيب في الجنة وأن الإنسان قد يدركها بأدنى عمل ، والترهيب من النار وهو أن الإنسان قد يستحقها بأدنى عمل ، رُب كلمة يصل بها الإنسان إلى أعلى عليين ، وكلمة ينزل بها إلى أسفل السافلين . القارئ : يا شيخ في الحديث السابق يصور صورتين مربعين ، مربع ذكر فيه المكاره ومربع ذكر فيه الشهوات ، على أنها تصوير ما ادري مدى صحتها ؟ الشيخ : ما أدري والله ، تقريب ، هذا بس تقريب هذا فقط .
حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل )
القارئ : حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) . الشيخ : نعم، هذا أصدق شيء ، أصدق كلمة قالها الشاعر ، وفي لفظ كما هنا بيت " ألا كل شيء ما خلا الله باطل " ، كل شيء باطل سوى الله ، وهذا كقول الله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه)) والمراد بالبطلان هنا ، الذهاب ، الشيء الذاهب الضائع ، الذي لا فائدة منه ، إلا الله عز وجل فإنه حق ، وكذلك ما عمل له فهو حق ، يبقى ، فإنه ثواب الآخرة وهو باق ، إي نعم ، في الحديث هذا دليل على جواز الإستشهاد بالشعر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استشهد به ، وفيه أيضاً دليل على قبول الحق ، ممن جاء به حتى وإن كان شاعراً ، أو كان فاسقا ، أو غير ذلك ، وهو واضح ، وقد قال الله تعال : (( يا أيها الذين ءامنوا إِنْ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) فإذا بان لنا أن خبره صحيح ، وجب علينا قبوله ، نعم. السائل : يا شيخ : ذكرنا أن الأمراض تنقسم إلى قسمين ، مرض شبهات ومرض شهوات الشيخ : نعم السائل : ما أدري الشبهات تدخل في الشهوات هنا في هذا الحديث ؟ الشيخ : أين السائل :حفت النار الشيخ :( حجبت بالشهوات ) السائل : بالشهوات ؟ الشيخ : نعم ، السائل : وأيضا الشبهات الشيخ : لا الشبهات قد يكون الإنسان معذوراً فيها ، الشبهات قد يكون الإنسان معذورا فيها لعدم علمه لكن الشهوة ما تكون إلا مع العلم السائل : الشبهة قد يعفى عنها . الشيخ : نعم يعذر عنها .