باب : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك .
باب : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك . تتمة شرح الحديث : حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل ).
تتمة شرح الحديث : حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل . )
الشيخ : هذا أصدق شيء ، أصدق كلمة قالها الشاعر ، وفيه لفظ كما هنا بيت ، ألا كل شيء ما خلا الله باطل ، كل شيء باطل سوى الله ، وهذا كقول الله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) والمراد بالبطلان هنا ، الذهاب ، الشيء الذاهب الضائع ، الذي لا فائدة منه ، إلا الله عز وجل فإنه حق ، وكذلل ما عمل له فهو حق ، يبقى ، فإنه ثواب الآخرة فهو باق .
فوائد حديث : ( أصدق بيت قاله الشاعر ألا كل شيء ما خلا الله باطل . ) .
الشيخ : وفي الحديث هذا دليل على جواز الإستشهاد بالشعر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استشهد به ، وفيه أيضا دليل على قبول الحق ، ممن جاء به حتى وإن كان شاعراً ، أو كان فاسقاً ، أو غير ذلك ، وهو واضح ، وقد قال الله تعال : (( يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) فإذا بان لنا أن خبره صحيح ، وجب علينا قبوله .
ذكرنا أن أمراض القلب قسمان مرض شبهات ومرض شهوات هل تدخل الشبهات في الشهوات في هذا الحديث ؟
السائل : دائماً نقول أن الأمراض تنقسم إلى قسمين ، مرض شبهات ومرض شهوات الشيخ : نعم السائل : ما أدري هل تدخل الشبهات في الشهوات في هذا الحديث ؟ الشيخ : أين ؟ السائل : حفت النار الشيخ :( حجبت بالشهوات ) ، السائل : بالشهوات وأيضاً والشبهات ؟ الشيخ : لا الشبهات قد يكون الإنسان معذوراً فيها ، الشبهات قد يكون الإنسان معذوراً فيها لعدم علمه لكن الشهوة ما تكون إلا مع العلم السائل : الشبهة معفو عنها الشيخ : نعم قد يعفى عنها ، الشبهة قد يفى عنها .
الشيخ : وش تقول؟ القارئ : يقول تنبيه ، مناسبة هذا الحديث الثاني للترجمة خفية ، وكأن الترجمة لما تضمنت ما في الحديث الأول من التحريض على الطاعة ولو قلت ، والزجر عن المعصية ولو قلت ، فيفهم أن من خالف ذلك إنما يخالفه لرغبة في أمر من أمور الدنيا ، وكل ما في الدنيا باطل كما صرح به الحديث الثاني ، فلا ينبغي للعاقل أن يؤثر الفاني على الباقي ، الشيخ : أحسنت ، مناسبة لكنها خفية كما قال ، القارئ : مناسبة هذا الباب هو الترغيب على الطاعة الشيخ : الترغيب والتحذير القارئ : وهذا يتعلق بالغرض الشيخ : بالغرض القارئ : أي نعم الشيخ : كيف الغرض ؟ القارئ : يعني المراد من هذا الباب هو الترغيب على الطاعة الشيخ : نعم القارئ : والترهيب من المعصية الشيخ : من المعصية ، طيب القارئ : وهذا يتعلق بهذا المراد الشيخ : على كل شيء ، على كل شيء ما خلا الله باطل القارئ : ... القارئ : القسطلاني الشيخ : نعم القارئ : قال القسطلاني : " ومطابقة الحديث للترجمة ، من حيث أن كل شيء ما خلا الله في الدنيا ، الذي لا يؤول إلى طاعة الله ، ولا يقرب منه إذا كان باطلاً يكون الاشتغالاً به مبعداً من الجنة ، مع كونها أقرب إليه من شراك نعله ، والاشتغاك بالأمور التي هي داخلة في أمر الله تعالى يكون مبعداً من النار ، مع كونها أقرب إليه من شراك نعله ، قاله في عمدة القاري ، وقال إنه من الفيض الإلهي الذي وقع فيه خاطره " الشيخ : على كل حال ما يستبعد ، إنه لما ذكر ما يرغب في الجنة ويرهب يحذر من النار ، ذكر أن الذي يوصل إلى الجنة ، هو قصد الله عز وجل ، والذي يوصل إلى النار هو قصد ما سوى الله، وهو الباطل ، يعني لا يستبعد أن البخاري رحمه الله فهم هذا الفهم ، فيكون المعنى أنه لما ذكر ما يرغب في الجنة ويرهب من النار ، ذكر السبب ، فما قصد به لله فهو مما يقرب إلى الجنة ، وما قصد به الدنيا فهو مما يقرب من النار .
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه )
القارئ : باب : لينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه . حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه ) الشيخ : هذا سبق الكلام عن هذا ، على معنى هذا الحديث .
فوائد حديث : ( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه ) .
الشيخ : لكن في هذا فائدة تربوية ، وهي أن الإنسان ، ينبغي له إذا نظر إلى الشيء ، أن ينظر إلى ضده ومقابله ، حتى يقابل هذا بهذا ، وهذا له شواهد كثيرة بالسنة ، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرق مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) فهكذا إذا رأيت من هو أعلى منك في المال والخلق فإنك يجب أن تنظر إلى المقابل ، ومن هو دونك ، حتى تعرف بذلك قدر نعمة الله سبحانه وتعالى .
في الحديث السابق قال صلى الله عليه وسلم ( أصدق بيت قاله الشاعر .. ) والبيت يدل على الشطرين والرسول صلى الله عليه وسلم ذكر شطر واحد فكيف ذلك ؟
السائل : في الحديث السابق النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أصدق بيت ) والبيت عادة ما يطلق إلا على الشطرين المتكاملين أقول : الشطر الثاني " وكل نعيم لا محالة زائل " الشيخ : إي ما ذكره ، هذا بيت ، يعني جزء من بيت السائل : بس يا شيخ ، المعنى صحيح ؟ "وكل نعيم لا محالة زائل " صحيح الشيخ : لا ، ما هو بصحيح ، إلا إذا أراد نعيم الدنيا فصحيح ، ولعل هذا مراده ، ولعل مراده كل نعيم من الدنيا ، لأنه قال ألا كل شيء ما خلا الله باطل ومنه نعيم الدنيا السائل : قوله بيت الشيخ : ما في مانع يطلق البيت ، الشطر يسمى بيتا .
لو قررنا مناسبة الحديث السابق للباب لدخل في كل باب أحاديث كثيرة فما الجواب ؟
السائل : يا شيخ ، لو قررنا مناسبة الحديث السابق للباب لدخل في كل باب أحاديث كثيرة لو قررناها يعني الشيخ : هو على كل حال ما له وجه إلا هذا ، هذا من باب الإعتذار عن المؤلف ، لعله وقع في ذهنه في تلك الساعة هذا وجابه وليس لازم يأتي بكل حديث ، السائل :في الحديث السابق في النظر إلى الأسفل هل يدل على منع الدخول على الأغنياء ؟ الشيخ : لا ، ما يدل ، إلا إذا خاف الإنسان على نفسه ، إذا خاف الإنسان على نفسه من هذا فنعم ، يبعد عنهم ، وعن رفاهيتهم .
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا جعد بن دينار أبو عثمان حدثنا أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال قال ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئةً واحدةً )
القارئ : باب : من هم بحسنة أو سيئة . حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا جعد أبو عثمان حدثنا أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال قال : ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئةً واحدةً ) الشيخ : الحمد لله . قول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ، نعم ، أولاً قال من هم بحسنة أو سيئة ، الهم : يطلق على مبادئ التفكير ، ويطلق على مناه التفكير ، يعني منتاه ، وهذا هو المراد ، لأن الأول ليس فيه فعل من العبد ، وليس فيه عزم على شيء ، لكن من هم في أواخر الهم وهو العزم ، فهذا هو الذي يتنزل عليه الحديث ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يرويه عن ربه : ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك )) كتبها يحتمل أن يكون المعنى ، بينها ، بينها ، ويحتمل أن يكون المراد كتب ثوابها ، ويؤيد هذا الإحتمال الثاني آخر الحديث ، حيث قال ثم بين ذلك فمن هم بحسنة ، فقوله : (فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً ) وذلك لأن مجرد الهم بالحسنة الذي هو العزم ، يعتبر حسنة ، لأنك إن لم تهم بها هممت بالسيئة أو بشيء له لا فائدة منه ، فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، إذاً الحسنة لها مرتبتان ، المرتبة الأولى أن يهم بها ، والثانية أن يهم بها ويعملها ، هذا الحديث ، في مرتبة ثالثة لم تذكر هنا ، وهي إذا أهم بها ، وعزم عليها لكن عجز عنها ، أو فعلها ولم يدركها ، فهذا يكتب له الأجر كاملاً ، أجر النية وأجر الفعل إذا كان قد شرع فيه ، لقوله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )) ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن الرجل الفقير ، الذي ليس عنده مال ، حيث قال لرجل صالح ، ينفق المال فيما يرضى الله ، قال لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان قال فهو بنيته فهما في الأجر سواء ، الثالثة أن يهم ويعمل ، فهذا له الأجر كاملاً ، له الأجر كاملا، فصار الهم المجرد يعطى الإنسان عليه حسنة كاملة ، إن هم ولكنه عجز ، ولا سيما بعد أن شرع في العمل ، فهو يعطى الأجر كاملاً ، إذا شرع في العمل وعجز عن إتمامه ، إذا لم يشرع ولكنه تمنى ومنعه العجز يعطى أجر النية كاملاً ، إذا هم وعمل أعطي الأجر كاملاً ، فهذه ثلاث مراتب ، قال : ( ومن هم بسيئة فلم يعملها ، كتبها الله عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئةً واحدةً ) أنظر الحسنة قال كاملة ، والسيئة قال واحدة ، واحدة حتى لا يتوهم أحد الزيادة ، طيب السيئة إذا همّ بها ولم يعملها فلا يخلو من أحوال الحالة الأولى : أن يكون عجز عنها ، أن يكون عجز عنها، فهذا يكتب له وزرها ، وإن شرع فيها ثم عجز صار أشد وأشد الحال الثانية : أن يتركها لله ، فهذه هي التي يؤجرعنه ، عليها ، الحال الثالثة : أن يتركها لعدم رغبته فيها ، فهذا لا يأثم ولا يؤجر ، فهذه ثلاث مراتب عدها القارئ : الحالة الأولى : أن يهم بها ويعجز عنها تكتب له وزرها والحالة الثانية : أن يهم يعني يهم ثم يتركها هذه تكون أشد الشيخ : لا ، كيف ؟ القارئ : يعني يهم بفعلها الشيخ : فإن شرع في عملها صار أشد القارئ : فإن شرع في عملها صار أشد الشيخ : هذه تبع للحالة الأولى القارئ : طيب والحالة الثانية أن يتركها لله سبحانه وتعالى فهذه يؤجر عليها الحالة الثالثة : أن يتركها لعدم رغبته بها الشيخ : نعم ، بعد أن همّ القارئ: بعد أن همّ بها فهو لا يؤجر ولا يأثم ، الشيخ : نعم ، تمام ، وهذا التقسيم أخذ من أدلة أخرى ، غير المذكور ، لأن قوله هم بسيئة فلم يعملها ، كتبها الله عنده حسنة كاملة في بعض ألفاظ الحديث في غير الصحيح ، لأنه إنما تركها من جرائي ، أي من أجلي ، وإن همّ بها وعملها ، كتبها الله سيئة واحدة .
من هم بالصيام وصام فلما كان الظهر أفطر لا عجزاً عن الصيام ولا لعذر لكنه اشتهى الأكل ما حكم هذا ؟
السائل : من همّ بالصيام وصام فلما كان الظهر أفطر لا عجزاً عن الصيام ولابس .. الشيخ : ولا لعذر ؟ السائل : ولا لعذر لكنه اشتهى الأكل ما له من الأجر هذا ؟ الشيخ : الظاهر من هذا أنه أبطل صومه ، ماله أجر السائل : أبداً الشيخ : أبداً السائل : لا نية ، ولا عمل الشيخ : أبداً لأنه أفسد العمل ، أفسد العمل بعد أن شرع فيه لأنه لولا أنه نفل ، لقلنا إنه يأثم ، ولهذا قال العلماء يكره أن يفطر الإنسان أو يترك الإنسان العبادة إذا شرع فيها ، وأعني بذلك النافلة إلا لغرض صحيح ، السائل : لكن نحن قلنا بأنه إذا هم وهذا همّ عزم هم وعزم وبدأ ؟ الشيخ : إيه لكن بس هذا العمل له قيمته ، يعني ليس هين إفساد العمل .
السائل : قوله : ( كتبها الله له ) هل يحتمل أن الله الكاتب يكتب ؟ الشيخ : يحتمل أنه كتبها بيده ، يحتمل أمر بكتابتها السائل : الظاهر يا شيخ الشيخ : الظاهر مهو صريح ، لأن الله يقول كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء مع أنه لم يكتب بيده ، أمر القلم فكتب ، ما نقول كتبها بيده ، نقول كتب مثل خلق ، خلق الله كل شيء ، هل خلقه بيده ، ما نقدر ، الشيء الذي ما صرح الله أنه فعله بيده ما نقول بيده .
يقول تعالى (( ويرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) هل يحمل على الإرادة ؟
السائل : يقول تعالى : (( ويرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) يحمل على ماذا الإرادة ؟ الشيخ : يحمل على خصوصية مكة ، لعظم الذنوب فيها ، صار الهمّ يعاقب عليه الإنسان ، إلا إذا تركه لله ، تركه لله ، فإنه لا يأثم ، لكن مجرد الهم إذا لم يثني عزمه ، فإنه يعاقب بهذه العقوبة .
القارئ : باب ما يتقى من محقرات الذنوب. الشيخ : من ، من ؟ القارئ : باب ما يتقى من محقِرات الذنوب الشيخ : لا ، عندي بالفتح القارئ : محقِرات يا شيخ ؟ الشيخ : محَقَرات وله وجهه، وهذا وجهه القارئ : محَقرات ؟ الشيخ : إيه محَقرات يعني التي يحقرها الإنسان .
حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال أبو عبد الله يعني بذلك المهلكات .
القارئ : ( باب ما يتقى من محقرات الذنوب ) حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال : " إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات " قال أبو عبد الله : "يعني بذلك المهلكات " نعم . الشيخ : هذا فيه ما يتقى من محقرات الذنوب ، يعني ما يجب أن يتقيه الإنسان من محقرات الذنوب ، الذنوب التي يحقرها ويقول هذه بسيطة ، الله غفور رحيم ، إياك أن تعود نفسك على هذا ، لأن هذه المحقَرات إذا اجتمعت صارت عظيمة ، إن الجبال من الحصى ، إن الجبال من الحصى ، ثم هذا المحقَرات إذا عود الإنسان نفسه عليها ، سهلت عليه الكبائر ، ولهذا قال العلماء : " إن الصغائر بريد الكبائر وإن الكبائر بريد الكفر " لأن الإنسان والعياذ بالله ينتقل مرحلة مرحلة حتى يصل إلى غاية المعصية ، فلا يجوز للإنسان أن يحقر الذنوب ، لأن ذلك يضره ، في الحاضر والمستقبل ، ثم ذكر أثر أنس رضي الله عنه أن الناس في عهده يعملون أعمالاً ويحقرونها ، ولكنهم يعدونها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ، أي أنهم يستعظمونها ، ويرون أنها مهلكة ، أما العصر الذي بلغه أنس وبلغ حوالي التسعين ، فإن الناس تغيروا ، حتى صارت الكلمات عندهم ليست بشيء ، يغتاب الإنسان ، وينم، ولا يهمه شيء ، شيء من ذلك ، ربما يسعر فتيل الفتنة ، بكلمة واحدة لا يراها شيئاً ، فلذلك حذر أنس رضي الله عنه ، من هذه المحقرات التي يحتقرها الإنسان ولكنا في عهد الصحابة من كبائر الذنوب .
مناقشة مع الطلاب في موضوع غيبة ولاة الأمور والعلماء .
السائل : بعض الناس يترصد لطلبة العلم بالكلمة ، ليشوه سمعتهم له مقصد؟ الشيخ : هذا أيضاً من الأشياء الذي يحقرها الإنسان ، وهي من المهلكات ، وقد ذكرنا أن غيبة ولاة الأمر من العلماء أو الأمراء أشد من غيبة غيرهم ، لأن غيبة الأمراء ولاة الأمور توجب أن يخف وزنهم عند الناس ، وطاعتهم ، ويخف التمرد عليهم ، وإذا عملوا أي عمل ولو كان فيه خيراً مثل الشمس لم يروا فيه فضلا ولاة الأمور ، والعلماء أشد أيضاً ، لأن الكلام في العلماء يؤدي أيضاً إلى حط رتبهم ، وألى عدم قبول ما جاءوا به من الشرع ، فيكون هذا الرجل متسبباً لرد الشرع الذي جاءوا به الذي يأتي به هؤلاء العلماء ، فالمسألة خطيرة جداً ، يعني التعرض للعلماء والأمراء أعظم بكثير من التعرض لعامة الناس السائل : بس الآن زمننا غير يعني مثلاً نبين الأمور بالنسبة لولاة الأمور أو العلماء ، يعني في شي يبين أن الواحد يغتاب فيه ، يعني يعملوا أفعال ، يعني الواحد لا بد مضطر يقول في فيها . الشيخ : مضطر !لا يا شيخ آدم ، كيف مضطر؟ ، إذا رأيت شيئاً من العلماء أو الأمراء ، مخالفاً للشرع في نظرك ، فليس مما يزيل هذا أن تتكلم فيهم في المجالس ، الذي يزيله أن تتصل بهم السائل : ... الشيخ : لا ... أكتب كتاب وإلا اتصل بمن يمكن أن يتصل بولاة الأمور ، وبلغه ، أما تقعد مثلاً في كل ربعه تتكلم ، نعم ، كأنما وكلت أن تنشر معايبهم ، هذا خطأ ، هذا خطأ ، يوجب التمرد عليهم السائل : بس هذا يا شيخ ا ليس سهلاً في كل الأمكنة في بعض البلاد موضوع الاتصال بولاة الأمور موضوع يعتبر يعني عبث ، ما يمكن توصل رسالتك لولي الأمر الشيخ : طيب ، ما يمكن تتصل بمن يتصل بولي الأمر السائل : أبدً ، يحول حتى لو هذا الرجل الذي يتصل به له مكانه قال السائل تقف عنده الرسالة ما تصل الشيخ : طيب السائل : هذا الواقع يعني الشيخ : هذا ما يخالف ، إذا تكلمنا في المجالس ، وجعلناهم فاكهة المجالس ، ما الذي نستفيد ؟ السائل : لا أنا لا أقول أنه يسوغ هذا الأمر لكل واحد أن يقول ما شاء لكن بعض الدعاة يتكلم في هؤلاء الولاة الشيخ : والله ما أرى هذا ، أنا أرى إن تكلم الإنسان لا بأس يتكلم عن الأشياء المنتشرة بين الناس ، يحذر منها ، أما الكلام في نفس ولي الأمر فهو صعب السائل : خصوصاً إذا كان ولي الأمر يعني حرب على الإسلام الشيخ : لا يخدم المصلحة ، إي نعم ، إذا كان حرب على الإسلام وكان الكلام فيه يجدي ولكن الغالب أنه يكون المسألة عكسية ، الغالب إن الحكومة التي تتابع هذا الشخص الذي تشير إليه ، أنها تكون تتبع الطيبين ، ماذا يقولون ثم تضيف إلى الحبة عشر حبات ، إي نعم السائل : إي ، لكن لو عملنا بهذا ، صار الحق مدفون الشيخ : لا لا ، ما يدفن ، لا ، لا ، أنا أبين ، أبين الخطأ عموماً ، مثلاً أقول ، لا يجوز لنا أن نشاهد ما ينشر في التلفزيون مثلاً ، أو ما يكتب في الصحافة ، مما يخالف الإسلام ، أو مما يوجب هدم الأخلاق ، أو ما أشبه ذلك ، لا بأس ، قل هذه ملء فمكم ولا بأس وهذا واجب عليك ، لأن الخطاب في هذا موجه إلى من ؟ السائل : إلى الناس الشيخ : إلى الناس ، إلى عامة الناس ، لكن مثلا وزير الإعلام أقول مثلاً هذا الرجل الغاش الخائن لأمانته ، نعم ، المجرم ، وما أشبه ذلك ، هذا ما فيه ما فيه فائدة، هذا ليس فيه فائدة ، إلا لو فرضنا أننا إذا قلنا مثل هذا قلنا بصدق وكان سببا لإبعاده عن الحكومة ، صح ، يمكن نقول هذا ، نعم ، أخذنا ثلاثة .
حدثنا علي بن عياش الألهاني الحمصي حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين وكان من أعظم المسلمين غناءً عنهم فقال ( من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ) فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها )
القارئ : باب : الأعمال بالخواتيم ، وما يخاف منها . حدثنا علي بن عياش الألهاني الحمصي حدثنا أبو غسان قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين وكان من أعظم المسلمين غناءً عنهم فقال : ( من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ) فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها ) . الشيخ : قال المؤلف رحمه الله إنما الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها ، أي من الخواتيم ، الأعمال في الحقيقة في الخواتيم كما قال المؤلف رحمه الله ، وذلك لأن الإنسان ربما يعمل العمل من عمل أهل الجنة ولكنه من أهل النار أو بالعكس ، فلهذا يجب أن يحذر الإنسان من هذا وأن يخاف ، ثم ذكر قصة هذا الرجل ، وكان هذا الرجل شجاعاً مقداماً لا يدع شاذةً ولا فائدة للعدو ،إلا قضى عليها ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم : ( من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ) ، فشق هذا على الصحابة ، وعظم عليهم وقالوا كيف يكون هذا الرجل من أهل النار ، وهو بهذه المثابة ، فقال رجل والله لألزمنه ، والله لألزمنه يعني أتبعه حتى أنظر ما خاتمته فحصل ما ذكر هنا ، لما جرح استعجل الموت ، وكأنه لشجاعته وإقدامه قال لماذا ، لماذا أجرح وأنا بهذه المثابة ، شجاع ، مقدام ، فاستعجل الموت والعياذ بالله قهراً ، فأخذ بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه ، واتكأ عليه تحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه ومات ، فقال النبي عليه لصلاة والسلام : ( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار عمل أهل النار ) أعوذ بالله ، فيما يرى الناس يعني ويكون ما في باطنه مخالفاً شرا وفاسداً ، وكذلك ( يعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم) ، الأعمال بالخواتيم ، قد يكون هذا الرجل يعمل بعمل أهل النار فيما يرى الناس ثم يمن الله عليه بالهداية ، ويهتدي ويختم له بها ، بحسن الخاتمة ، نسأل الله أن يحسن لنا جميعاً الخاتمة .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد أن أبا سعيد حدثه قال قيل يا رسول الله ح وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس خير قال ( رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير والنعمان عن الزهري وقال معمر عن الزهري عن عطاء أو عبيد الله عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن عطاء عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : باب : العزلة راحة من خلاط السوء . حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد أن أبا سعيد حدثه قال : قيل يا رسول الله ح وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس خير قال : ( رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير والنعمان عن الزهري وقال معمر عن الزهري عن عطاء أو عبيد الله عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن عطاء عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، المؤلف رحمه الله يقول العزلة راحة من خلاط السوء ، وصدق رحمه الله ، فإن العزلة راحة إذا لم يكن إلا اختلاط مع أهل السوء ، ولا شك أن الراحة خير من التعب لا سيما التعب فيما لا يرضي الله عز وجل ، وقد اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل ، العزلة أو الإختلاط بالناس ؟ فقال بعض العلماء إن العزلة أفضل ، لأنها أسلم لدين المرء ، وقال بعض العلماء بل الإختلاط بالناس أفضل لما يتوقع من أمر بمعروف ونهي على منكر ، ودعوة إلى الخير وغير ذلك ، والصحيح أن الاختلاط بالناس أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) إلا إذا كان في الاختلاط شر على المرء في دينه ، فحينئذٍ تكون العزلة خيراً ، لكنها مؤقته ، بمعنى أنه إذا زالت الموانع اختلط بالناس ، لأن الإختلاط بالناس فيه خير ، دعوة للخير أمر بالمعروف ، نهي عن المنكر ، معرفة لأحوال الناس ، إئتناس بهم ، إلى غير ذلك من المصالح الكثيرة ، والعزلة ينطوي الإنسان على نفسه وربما ينفتح عليه في هذه العزلة أبواب لا يستطيع سدها من الوساوس ، والتفكيرات السيئة حتى يذهب بذلك دينه ودنياه ، ولهذا قيدها البخاري رحمه الله قال : " راحة من خلاط السوء " يعني لا مطلقاً ، وقول من قال إن العزلة أسلم ، فيه نظر لأن كثيراً من الناس ، يبنون السلامة على التخلي عن الشيء ، وهذا خطأ ، فالتخلي عن الشيء قد لا يكون سلامة ، لأنه إذا وجب عليك الخروج للناس والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لم تكن العزلة سلامة ، بل تكون العزلة ندامة ومسؤولية وإضاعة ، فالتخلي عن شيء ليس سلامة على كل حال ، بل قد يكون فيه الندامة ، والملامة ، ثم ذكر هذا الحديث واضطراب إسناده لكنه اضطراب لا يضر ، إنما سئل النبي عليه الصلاة والسلام : أي الناس خير ؟ قال : ( رجل جاهد بنفسه وماله) ، فهذا خير النفس ، لأنه ركب ذروة سنام الإسلام ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) والثاني رجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ، وهذا في حال الفتن ، وحال الشر في باختلاط الناس ، فتكون العزلة في شعب من الشعاب خيراً من الإختلاط بالناس ، لما في الإختلاط من الفتنة والشر ، فالجهاد في حال مشروعيته وجوباً أو استحباباً خير من العزلة ، والعزلة في حال الفتنة خير من الاختلاط ، فعلى هذا يكون الحديث مقيداً ، يعني إطلاق قوله في شعب من الشعاب ، ( رجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ، ويدع الناس من شره ) هذا مقيد ، بماذا ؟ بما إذا كثرت الفتن ، ولعله يفسره ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودعك عنك أمر العوام ) .
الذي لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجماعة ثم يغلق على نفسه البيت هل هذا معتزل ؟
السائل : الذي لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجماعة ثم يغلق على نفسه البيت هل هذا معتزل عن الناس ؟ الشيخ : نعم ، هذه عزلة ، لكنها ما هي بالعزلة المطلقة التامة ، لكن لا بد تختلط مع الناس السائل : يسلم عليهم في المسجد ثم يرجع الشيخ : إي هذه فيها نوع اختلاط ، لكن ما هي الخلطة التامة ، ولهذا يقول الناس عن هذا الرجل إنه معتزل ، من بيته للمسجد ، دائماً يتحدثون هذا الحديث ، نعم .
حديث ( الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ألا يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية ؟
السائل : حديث : ( الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ألا يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية ؟ الشيخ : إي نعم السائل : لا فرض عين الشيخ : هو فرض كفاية ، هو فرض كفاية ، إلا إذا لم يقم به أحد فصار فرض عين .
الذذي لا يستطيع أن يؤثر على الناس هل العزلة أفضل في حقه ؟
السائل : شيخ ، الذي يرى العزلة في هذا الوقت هل هذا صواب ؟ الشيخ : والله يختلفون الناس ، إذا كان الإنسان لا يؤثر على المجتمع بالتوجيه السليم ، فقد يكون اعتزاله خيراً ، أما إذا كان يستطيع يؤثر فاختلاطه في الناس وبيان الواقع والحق أحسن ، أحسن ، لأن الناس في حال الفتن يموجون كأمواج البحر ، هذا مقبل وهذا مدبر ، ولا يكون أحد عندهم يوجههم ، فالناس يختلفون ، إذا كان هذا الرجل له تأثير وهو قدوة عند الناس ، فلا ينبغي أن يعتزل ، يتكلم بما يرى أنه الحق .
حدثنا أبو نعيم حدثنا الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
القارئ : حدثنا أبو نعيم حدثنا الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) . الشيخ : ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام سيقع ، يأتي على الناس زمان خير مال الرجل المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يعني مواقع الأمطار كالأوديه ، يفر بدينه من الفتن ، وهذا خير ما للإنسان ، أنه يسلم به دينك من الفتن ، وهذا وأمثاله من الأحاديث لا ينبغي أن نطبقه على قضية معينة ، حتى تتم هذه القضية ، وتكون متطابقتا تماماً لما جاء في الحديث ، ثم إذا وقعت القضية مطابقة تماماً لما جاء بالحديث ، فهل نقول أنها انتهت ولن تعود ، أو نقول ربما تعود ، ففي صدر الإسلام حصلت فتن عظيمة ، من الخوارج وغير الخوارج ، في ذلك الوقت خير قد يكون مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ، فهل نقول أنه انقضت أو ربما تعود نقول أو ربما تعود ، ربما يأتي على الناس زمان يكون فيه ما ذكره الر سول عليه الصلاة والسلام ، وينقطع ثم يعود ، وينقطع ، المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول :يوشك أن يكون هذا خير مال الرجل المسلم .
ألا يدل هذا الحديث على عدم وجوب صلاة الجماعة إذا اعتزل الإنسان ؟
السائل : ألا يدل هذا الحديث على عدم وجوب صلاة الجماعة إذا اعتزل الإنسان ؟ الشيخ : لا إذا كان بعيداً عن المسجد لا يجب عليه ، الإنسان الراعي يرعى الغنم نقول لازم تأتي من المرعى تصلي مع الجماعة ، ما يجب هذا السائل : اختياره ؟ الشيخ : حتى لو باختياره ، حتى الإنسان إذا صار بيخرج من البلد ، لا فراراً من وجوب الصلاة مع جماعة له ذلك ، حتى في الأمور المباحة ، أليس الإنسان المسافر في رمضان ويفطر ، السائل : نعم الشيخ : ما نقول لا تسافر في رمضان لأنك إذا سافرت لم تصم .
ما المراد بالإختلاط هل الإنسان يزور الناس أو يتحدث إليهم أو ماذا ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، ما المراد بالاختلاط هل الإنسان يزور الناس أو يتحدث إليهم أو ماذا ؟ لشيخ : أي نعم ، يعني ، يغشاهم في مجالسهم ، يدعوهم مثلاً لبيته ، يجب دعوتهم ، يتكلم معهم حتى في المسجد ، في الطريق ، إي نعم .
السائل : هل الإعتكاف بالمسجد من العزلة ؟ الشيخ : الإعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، هو العزلة يمكن في المسجد ، يمكن في البيت ، يمكن بره في الغنم .
حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
القارئ : باب : رفع الأمانة . حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال : ( إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) الشيخ : المراد بالساعة هنا يحتمل أن تكون ساعة يوم القيامة ، ويحتمل أن تكون ساعة الهلاك ، تكون ساعة الهلاك ، يعني أن الأمة تهلك إذا ضيعت الأمانة ، وإن كانت الساعة لم تأت بعد ، فالاحتمالان واردان والمهم أن في الحديث دليلاً على أن الأمة في آخر الزمان ، سوف تفسد بتضيع الأمانة ، وذلك إذا وسند يعني أسند الأمر إلى غير أهله في الولاية العامة والخاصة ، إذا أسند إلى غير أهله فانتظر الساعة ، مثلاً إذا أسندت الإمرة إلى شخص بعيدٍ عن الدين ، لا يقيم الحدود ويحابي القريب ، ويحابي الغني ، ويضغط على الضعيف وما أشبه ذلك ، هذا ليس أهلاً للإمارة ، هذا ليس أهلا للإمارة ، إذا أسند إليه ننتظر الساعة ، وزير يقود الأمة إلى الشر وفساد الأخلاق ، وانحلال الأمة هذا غير أهل ، فإذا أسند إليه الأمر فانتظر الساعة ، رئيس لا يحكم بكتاب الله ، ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يسند إليه أمر المسلمين ، هذا أيضاً غير أهل ، فإذا أسند الأمر إليه ، فانتظر الساعة ، مدير مثلاً ، أسند إليه الأمر ، لكن لا يحسن الإدارة لا فنياً ولا تربوياً ، لكنه قريب للوزير أو معرفة للوزير أو ما أشبه ذلك ، فأسند إليه الإدارة ، نقول هذا أيضاً من إضاعة الأمانة ، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الرجل إذا ولى شخصا ًعلى أحد وفيهم من هم خير منه لقد خان الله ورسوله والمؤمنين ، إذا يعني وليت أحداً على جماعة وفيهم خير منه لهذه الولاية ، فهذه خيانة لله ورسوله والمؤمنين ، إذا طبقت هذا الأمر على واقعنا هذا اليوم وجدت أن الأمانة قد ضيعت تماماً إلا أن يشاء الله ، وأن الأمر مسند إلى غير أهله ، أو يسند إلى غير أهله ، يحاب القريب ، يحاب الصديق ، يحاب الوجيه ، وهذه مشكلة ، ولهذا نقول : الآن نحن منتظرون للساعة إما ساعة الهلاك ، وإما ساعة القيامة التي تقوم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شرطا ومشروطاً ، الشرط تضيع الأمانة ، والمشروط الساعة ، والمشروط الساعة.
الشيخ : نشوف كلام الشارح ، قوله فانتظر الساعة القارئ : إذا ضيعت الأمانة الشيخ : نعم القارئ : ولا فانتظر الساعة يا شيخ ، كلها ، كلها ما يخالف القارئ : قوله : إذا ضيعت الأمانة هذا جواب الأعرابي الذي سأل عن قيام الساعة وهو القائل كيف إضاعتها قوله : إذا أسند قال الكرماني أجاب عن كيفية الإضاعة بما يدل على الزمان لأنه يتضمن الجواب لأنه يلزم منه بيان أن كيفيتها هي الإسناد المذكور، وقد تقدم هناك بلفظ وسد مع شرحه والمراد من الأمر جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير ذلك ، وقوله إلى غير أهله ، قال الكرماني : أتى بكلمة إلى بدل اللام ليدل على تضمين معنى الإسناد، قوله : فانتظر الساعة الفاء للتفريع أو جواب شرط محذوف أي إذا كان الأمر كذلك فانتظر، قال ابن بطال : معنى أسند الأمر إلى غير أهله أن الأئمة قد الشيخ : هذا غلط هذا ، الإعراب هذا غلط ،الجواب هنا جواب الشرط المذكور، إذا أسند الأمر إلى أهله القارئ : إلى غير أهله الشيخ : هاه القارئ : إلى غير أهله الشيخ : إلى غير أهله ، فانتظر الساعة ، لماذا نقدر الشرط القارئ : يعني إذا كان الأمر كذلك الشيخ : ليش ، ليش نقدر هذا ، سبحان الله العظيم القارئ : قال ابن بطال : معنى أسند الأمر إلى غير أهله أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم فينبغي لهم تولية أهل الدين فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله القارئ : الحديث الثاني حديث حذيفة الشيخ : ما ذكر القارئ : ما ذكر الشيخ : القسطلاني ما عنده ؟ القارئ : يقول الحديث الشيخ : فانتظر الساعة القارئ : فانتظر الساعة : الفاء للتفريع ...محذوف أي إذا كان الأمر كذلك فانتظر الساعة ، وحديث سبق في أول الأمر الشيخ : عجيب القارئ : إذا وسد يا شيخ الشيخ : هذا بعد حال القارئ : قوله إذا وسدت الشيخ : نعم القارئ : إذا وسدت أي أسند وأصله من الوسادة ، وكان من شأن الأمير عندهم إذا جلس أن تثنى تحته وسادة ، فقوله وسد أي جعل له غير أهله وساداً فتكون إلى بمعنى اللام وأتى بها ليدل على تضمين معنى أسند ولفظ محمد بن سنان في الرقاق إذا أسند وكذا رواه يونس بن محمد وغيره عن فليح ومناسبة هذا المتن لكتاب العلم أن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ورفع العلم وذلك من جملة الأشراط ومقتضاه أن العلم ما دام قائماً ففي الأمر فسحة وكأن المصنف أشار إلى أن العلم إنما يؤخذ عن الأكابر تلميحاً لما روي عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر ) .