باب : رفع الأمانة
تتمة القرءة من الشرح .
الشيخ : الله المستعان ، نعم ، خلص
القارئ : أحال إلى الرقاق
القارئ : أحال إلى الرقاق ، وسيأتي بقية هذا الكلام على هذا الحديث في الرقاق
الشيخ : نعم وفي الرقاق أحال على هذا ضعنا هالحين ، فانتظر الساعة ما تكلم عليها
القارئ : العيني يا شيخ ، قال
الشيخ : هاه ،ما أدري العيني مع من ؟
القارئ : عليان
الشيخ : عليان، ما جاء ؟
القارئ : لو تبحث يا شيخ
الشيخ : يبحث ، طيب ، نعم .
وسد مبني للمجهول من الفاعل ؟
الشيخ : الفاعل ولي الأمر .
إذا كان الناس غير راضين بمن ولوا هل يقع الشرط ؟
الشيخ ، بمن ؟
السائل : بمن ولو
الشيخ : ما يطاعون يطالبون بأنه يزال ولكن قد يطاعون وقد لا يطاعون
السائل : هل يقع الشرط هنا ؟
الشيخ : هاه
السائل : إذا كان الناس غير راضين هل يقع الشرط ؟
الشيخ : إي نعم ، نعم .
إذا غيبت الأمانة الآن والساعة لم تأتي بعد كيف ندفعها ؟
الشيخ : بالصلاح ، كل شيء له سبب يندفع بدفع سببه ، ولهذا أشار الله عز وجل ، أشار الله إلى هذا في قوله : (( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم ، وما يتضرعون )) فتدل الآية على أنهم لو استكانوا لربهم ، وتضرعوا لرفع عنهم ، لكن قال : ((فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم باب ذا عذاب شديد )) أشد من الأول ((إذا هم فيه مبلسون)) ، آيسون من كل وجه ، نسأل الله العافية .
قوله ( فانتظر الساعة ) ألا يدل على أن المراد ساعة العذاب ؟
الشيخ : نعم ، فيه احتمال هذا وهذا ، فيه احتمال هذا وهذا
السائل : في الحديث هل لا يعين ؟
الشيخ : أن المراد الهلاك ؟ والله ما أظن يتعين ، إنما نقول هذا وهذا ،نعم
السائل : خلاص يا شيخ
الشيخ : خلاص.
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا ( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ) وحدثنا عن رفعها قال ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ) ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده علي الإسلام وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً
الشيخ : الله أكبر
القارئ : قال ... قال : أبو جعفر حدثت أبا عبد الله سمعت أبا أحمد ابن عاصم يقول سمعت أبا عبيد ، يقول قال الأصمعي ، وأبو عمرو وغيرهما : " جذر قلوب الرجال ، الجذر الأصل من كل شيء ، والوكت الأثر الشيء اليسير منه ، والمجل في العمل في الكف إذا غلظ " .
الشيخ : هذا أيضا من جنس الأول ، يقول إن الرسول صلى اله عليه وسلم حدثهم حديثين ، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، الأمر الأول أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، الجذر يعني ، والجذم أيضا ، يعني أصل ، أصل الشيء ، ونزلت الأمانة بناءاً على الفطرة ، التي فطر الله الناس عليها ، ثم علموا من القرآن وهذا تغذية للفطرة ، ثم علموا من السنة ، وفي هذا إشارة إلى أن التعلم من القرآن مقدم على التعلم من السنة ، خلافاً لما سلكه بعض الناس اليوم ، من العناية التامة بالسنة وهم لا يعرفون من القرآن شيئاً ، حتى أنك تسألهم عن أدنى آية من كتاب الله ، لا يعرفونها ، بينما هم في الحديث أجلاء وعلماء لكنهم في علم التفسير وعلم القرآن ، ضعاف ، وهذا لا شك أنه نقص والواجب تقديم القرآن ، ثم السنة ولكن ليس معنى قولنا أن الواجب تقديم القرآن أن تدع السنة ، لكن تجعل اهتمامك أكثر في تعلم القرآن ثم بعد ذلك تعلم من السنة ، ولهذا قال علموا من القرآن ثم علموا من السنة ، يقول وحدثنا عن رفعها من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ) فأسال الله أن يثبتنا وإياكم ، ينام النومة في ليل أو نهار على أنه أمين فإذا استيقظ وإذا الأمانة منزوعة من قلبه ، ولهذا شرع للإنسان أن ينام على ذكر ، وأن يستيقظ على ذكر ، وما أجدر بنا أن نعلم أذكار النوم ، وأذكار الإستيقاظ ، حتى ننام على ذكر ونقوم على ذكر ، نعم ، لكن الذي لا ينام على ذكر يخشى أن تنزع الأمانة من قلبه ، إذا استيقظ وإذا هي غير موجودة ، والإنسان يحمد الله على نعمته ويسأله الثبات ، لأن القلب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل ، يصرفه ويقلبه كيف يشاء ، فيظل أثرها أثر ، مثل الوكت ، الوكت الأثر السير، يعني مثل لو أن شرارة سقطت على جلدك ، صار لها أثر لكن ليس بذلك الأثر القوي ، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيبقى أثرها مثل المجل، ففسره بقوله : (المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء ) هذا أيضاً أشد من الأول ينام ثم تقبض من قلبه ، ويبقى أثرها مثل المجل ، كجمر دحرجته ، على رجلك فنفط ، يقول : ( فتراه منتبراً وليس فيه شيء ) وهذا شيء تفهمونه أنتم ، إذا سقطت جمرة على رجلك انتبرت ، ولكن ما فيها شيء هكذا إذا نزعت الأمانة النزعة الثانية ، ويقول فيصبح الناس يتبايعون ، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، حتى في البيع الذي هو جار في حياتهم صباحاً ومساءاً لا تكاد تجد أحدا يقوم فيه بالأمانة ، غش كذب ، خداع ، مكر ، وهلم جرا ، هذا إذا طبقته على حاضرنا اليوم ، وجدته أنه منطبق على كثير من الباعة ، كثير من الباعة ينلعب ، يغش ويكذب ويخدع ، ويخون ، المهم أن يجد كسباً ولو عن طريق محرم ، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال : في بني فلان رجلاً أميناً ، قبيلة ما فيها إلا رجل واحد أمين ، إن في بني فلان رجل أميناً ( ويقال للرجل وهذه الأخيرة أشد وأعظم ، ما أعقله ما أظرفه ما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ) يعني هو فيما يبدو للناس ومعاملة الناس جيد ، لكن ما عنده إيمان أعوذ بالله ، مثقال حبة خردل ، وهذا مما يضرب به المثل في القلة ، ثم قال رضي الله تعالى عنه : " ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده الإسلام وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً " المعنى أنه يقول أن اليوم نزعت الأمانة ، فلا أكاد أرى أحدا يصلح للمبايعة ، إلا فلانا وفلانا .
7 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا ( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ) وحدثنا عن رفعها قال ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ) ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده علي الإسلام وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً أستمع حفظ
قراءة من الشرح .
الشيخ : ليس مشكلة ، المشكلة يقول : ( وإن كان نصرانياً ) كيف يبايع نصراني؟
القارئ : يعني أنه كان يعامل من شاء غير باحث عن حاله ، وثوقاً بأمانته فأنه إن كان مسلماً فدينه يمنعه من الديانة ، ويحمله على أداء الأمانة
الشيخ : طيب ، إذاً المبايعة هنا ، ليست مبايعة الولاية ،المبايعة من البيع والشراء ، من البيع والشراء ، والمسلم يبايع المسلم ويبايع النصراني ويبايع اليهودي ، يعامل كلاً منهم ، وقوله رد علي ساعيه واضح ، يعني لو بايعت نصرانياً فإن الذي يتولى أموره ، سوف يرده عليه ، بمعنى أنه لا يمكنه من الخيانة ، يرد الأمانة ، أما الآن فلا أبايع إلا فلاناً وفلاناً ، معنى لا أبايع ؟
مبايعة الولاية ؟ لأ ، المبايعة في البيع والشراء ، نعم .
ما المقصود بضيعت الأمانة هل انها ترفع أم الناس يضيعونها ؟
الشيخ : يضيعونها ، الناس يضيعونها ،
السائل : ...
الشيخ : كيف ... واضح ،لأنهم إذا ضيعوها رفعوها ، ارتفعت .
في الحديث ( لا تقوم الساعة حتى يلتمس العلم عند الأصاغر ) هل المقصود أصاغر في السن أم في العلم ؟
الشيخ : كلها ، لأن الأصاغر في العلم ما عندهم علم كامل ، والأصاغر في السن ما عندهم تجربة ، والعلم كما تعلمون رفع الجهل والتربية من السفه من سفه ، ولهذا يقال العلماء الربانيون ، ما كل عالم يكون مربياً ، بعض العلماء على العكس يفرح إذا وجد حيلة من الحيل يدل الناس عليها ليسقط بذلك فريضة من فرائض الله ، أو تنتهك حرمات من محارم الله ، فليس كل عالم يكون مفيداً للخلق ، فالمراد بالصغار يحتمل المعنيين ، صغار العلم وصغار السن ، أما صغار العلم فلجهلهم ، وأما صغار السن فلعدم تربيتهم ، يعني ما عندهم تجارب ، ما عندهم تجارب ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من حدثاء ، حدثاء الأسنان ، لأن حدثاء الأسنان ما عندهم دراية ، تجربة في الأمور ، تجد عندهم مثلاً إقدام في غير مواضع الإقدام ، إحجام في موضع غير الإحجام ، ما عندهم تركيز ، نعم .
السائل : في الحديث الذي سبق ( إذا ضيعت الأمانة ، فانتظر الساعة ، ) الساعة التي هي القيامة ،لها علامات ، فإذا ضيعت الأمانة والعلامات هذه لم تبدأ يعني يعني لم تحصل التي علق النبي صلى الله عليه وسلم أمور الساعة بها هل يتعين الثاني يعني هلاك الناس؟
الشيخ : انتظر الساعة يعني بأشراطها بأشراطها
السائل : بمجرد إذا حصل ..
الشيخ : إي نعم ، انتظر الساعة مثل ما قال الله عز وجل : (( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ، فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم )) قد يكون المراد بإتيان الساعة بأشراطها التي تسبقها ، الأشراط المباشرة
السائل : طويل الوقت
الشيخ : ما تدري ، ما تدري ، هي أشراط الساعة الكبار هذه تأتي كعقد انفرط سلكه ، يعني تأتي متتابعة سريعة ، شوف الدجال يبقى
السائل : أربعين يوما
الشيخ : أربعين يوما ًثم ينزل عيسى ثم يأتي بعد ذلك يأجوج ومأجوج ، بسرعة .
10 - في الحديث ( لا تقوم الساعة حتى يلتمس العلم عند الأصاغر ) هل المقصود أصاغر في السن أم في العلم ؟ أستمع حفظ
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلةً )
الشيخ : الله أكبر . هذا الحديث شرحه شيخنا رحمه الله في الأحاديث التسع والتسعين التي جمع ، شيخنا عبد الرحمن بن سعد ، والحقيقة أن الواقع يشهد له الناس كالإبل المئة ، واحد عنده مئة بعير ، يريد راحلة هينة لينة ، هملاجة سهلة المشي ، يركب واحدة ، فإذا هي تغير به ، الثانية الصعبة ، الثالثة حرون ، الرابعة رغاءة وهكذا يحوم على المئة ، يجد فيها راحلة واحدة ، لماذا ؟ لأن كلها ما تصلح للركوب ، هكذا الناس أيضاً ، الآن لو أن أحد شغل منصبه ، ولا سيما من المناصب الدينية ، إذا بقيت مدة تطلب أحداً ما تجدا أحداً يقوم ، لا تجد أحداً يقوم بالكفاية ، فهذا المثل منطبق تماماً على الأمة في هذا العصر ، لا تكاد تجد راحلة في مئة واحدة ، لو قدرنا مثلاً هذا الشعب عشرين مليوناً ، ما تجد فيهم مئتين رجل على ما تريد من الصلاح ، نعم .
السائل : ياشيخ إذا سأل ... رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ... قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أسند الأمر إلى )
الشيخ : غير أهله
السائل : غير أهله ، والسؤال هو الجواب ، يعني يقال إذا أسند إلى غير أهله ... هذا جزاؤه ، يعني السؤال كل يوم هو جزاء فانتظر الساعة هذا هو جزاء ... وفي قول المقدم إذا ضيعت الأمانه فانتظر ساعة هذا لا شك الجزاء في وقت السؤال هو الجزاء
الشيخ : أي ، بس كلام الرسول صلى الله عليه وسلم كلام واحد ، كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة ، ما في ، ما يحتاج إلى تقدير شرط أبداً
السائل : ...
الشيخ : أما مثلاً ، أما الفهم الذي ذكرت أن إسناد الأمر إلى غير أهله ليس موجودا عند كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذا صحيح ، لكن ما في حاجة إليه ، ما دام قال إذا أسند ، أنا أعرف متى ما رأيت ، متى رأيته أسند إلى غير أهله ، انتظرت الساعة .
11 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلةً ) أستمع حفظ
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ) هل هذا يعني أن النساء ليس عندهن أمانة ؟
هل هذا يعني أن النساء ليس عندهن أمانة ؟
الشيخ : لا لا ، هذا كثيرا ما تأتي التعبيرات بذكر الرجال دون النساء ، يشمل ، يكون الحكم شامل للرجال والنساء
السائل : تخصيص الرجال ؟
الشيخ : لا ما يدل على التخصيص ، مثل هذا الذي بعده ، يقول ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة ، قد يكون هذا أيضاً في الأنثى فإذا ذكر الرجال والنساء ، تعين الرجال للذكور والنساء للإناث لكن إذا أطلق الرجال فهو من باب التغليب .
12 - قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ) هل هذا يعني أن النساء ليس عندهن أمانة ؟ أستمع حفظ
ألا يقال أيضاً أن من علامات الساعة تقصير العلماء ؟
الشيخ : تقصير العلماء ؟
السائل : نعم
الشيخ : والله ربما نقول هذا أيضاً من إضاعة الأمانة ، لأن العلماء لأن العلماء في أعناقهم عهد من الله عز وجل أن يبينوا العلم للناس ، ولا يكتمونه ، فإذا ضيعوا هذا وكتموه ،لا شك أن هذا من تضييع الأمانة .
باب : الرياء والسمعة
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سلمة بن كهيل ح و حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة قال سمعت جندباً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أحداً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم غيره فدنوت منه فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به )
الشيخ : الأول : سلمة بن كهيل ، قال السائل
القارئ : قال : حدثنا سلمة بن كهيل ح و حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة قال :سمعت جندباً يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أحداً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم غيره فدنوت منه فسمعته يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به )
الشيخ : السندان المحول والمتحول عنه ، المتحول إليه وعنه ، ما بينهما ؟
القارئ : مسدد شيخ البخاري
الشيخ : مسدد
القارئ : ...
الشيخ : إي ما المزية ؟
القارئ : ، علو زنزول
الشيخ : نعم ، في علو النزول ، الثاني
القارئ : أعلى
الشيخ : أعلى ، لكن يمتاز الأول بالتصريح بالتحديث من سفيان ، واضح ، فالأول يمتاز بأن فيه التصريح ، بالتحديث من سفيان ، وسفيان من الذين يعنعنون أحياناً ، يدلسون، والثاني أرفع سنداً ، ولكن فيه هذا الخلل وهو مسألة العنعنة ، وهذه الحقيقة مما يدل على أن البخاري رحمه الله إمام في علم الحديث ، إمام في علم الحديث ، يعني لما رأى أن السند ما فيه ، أي ضعف من حيث الإسناد ، دعمه بكونه عالياً في الطريق الأخرى ، الشاهد قوله : (من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ) يعني من سمع يعني من قال قولاً يتقرب بمثله إلى الله ، من أجل أن يسمعه الناس ، فيمدحوه عليه ، سمع الله به ، يعني أظهر الله حاله للناس ، حتى أسمع الناس بعضهم بعضاً بحاله ، فصار الناس يتحدثون به ، ومن راءى بأن فعل ، لأن الرؤيا تكون في الفعل ، والسماع يكون للقول ، والإنسان إما قائل وإما فاعل ، فمن قال قولاً يرائي به ، ليسمعه الناس ، سمع الله به ، ومن فعل فعلاً يرائي ليراه به الناس راءى الله به وأظهر أمره ، ففي هذا التحذير من إيش؟ من الرياء والسمعة ، طيب فإذا قال قائل : قد يعرض الإنسان الرياء ، قد يعرض له فلا يستطيع دفعه ؟ قلنا هذا صحيح ، قد يعرض للإنسان فلا يستطيع دفعه لكن له دواء ، إذا عرض عليك الرياء ، إذا عرض الشيطان عليك الرياء فأعرض عنه ، أعرض عنه ، وحدث نفسك بأنك قلت هذا ليقتدى بك ، فعلت هذا من أجل أن يقتدى بك ، لا من أجل أن تمدح بأنك فاعل ، فإذا أشعرت نفسك بأنك فعلته ليقتدى بك زال عنك الر ياء من وجه ،وشعرت بالمسؤولية من وجه آخر ، أنك إمام ، تريد أن يقتدي الناس بك ، لأنك لو أطعت الشيطان في قوله إنك مراءٍ ما فعلت فعلاً ، دخل عليك بكل فعل ولو أطعت الشيطان بقولك إنك مسمع ، كذلك ما قلت قولاً يتقرب به إلى الله ، لأن الشيطان سوف يقول لك أنك إيش ؟
القارئ : مسمع
الشيخ : يسمع، فأنت إعرض عن هذا ، وأشعر نفسك بما ذكرت .
15 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سلمة بن كهيل ح و حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة قال سمعت جندباً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أحداً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم غيره فدنوت منه فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ) أستمع حفظ
باب : من جاهد نفسه في طاعة الله
حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال بينما أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال ( يا معاذ ) قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعةً ثم قال ( يا معاذ ) قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعةً ثم قال يا ( معاذ بن جبل ) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ( هل تدري ما حق الله على عباده ) قلت الله ورسوله أعلم قال ( حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) ثم سار ساعةً ثم قال ( يا معاذ بن جبل ) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه ) قلت الله ورسوله أعلم قال ( حق العباد على الله أن لا يعذبهم )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال المؤلف رحمه الله تعالى ،" باب من جاهد في طاعة الله " ، جاهد على وزن فاعل، وجاهد في الأصل تكون من طرفين ، يعني بين شيئين ، كقاتل ، وقد تأتي على غير هذا الوجه مثل قولهم سافر ، فالمجاهدة معناها بذل الجهد ، والإنسان مع نفسه في جهاد دائم ، النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، والإنسان الذي له نفس أخرى تريد الخير ، نفس مطمئننة ونفس أمارة ، ونفس لوامة ، فالمطمئنة تريد الخير والأمارة بالسوء تريد الشر ، واللوامة بين هذا وهذا ، فالإنسان لا بد أن يجاهد نفسه في طاعة الله ، واختلف العلماء رحمهم الله في الذي يجاهد نفسه على الطاعة ، هل هو أفضل ، أم الذي يفعل الطاعة بدون مشقة وجهاد ؟ فمن العلماء من قال إن الأول أفضل ، لأن له من ينازعه على الطاعة ، ولأنه يحمل نفسه ويصبرها ، والثاني ليس فيه هذا الأمر ، ومنهم من قال إن الثاني أفضل ، لأن الطاعة صارت غريزة في نفسه ، من محبته لها ودوامه عليها ، والصحيح أن الثاني الذي لا يحتاج إلى مجاهدة أكمل حالاً من الأول ، والثاني ، والأول ربما يعطى أجراً أكثر ، فيما يتكلفه من العبادات ، وكمال الحال أفضل من مجاهدة الأعمال ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أكمل حالاً ممن بعدهم ومع أن بعدهم ولا سيما في غربة الدين يتكلفون للعبادة ، أكثر مما يتكلف الصحابة رضي الله عنهم .
17 - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال بينما أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال ( يا معاذ ) قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعةً ثم قال ( يا معاذ ) قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعةً ثم قال يا ( معاذ بن جبل ) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ( هل تدري ما حق الله على عباده ) قلت الله ورسوله أعلم قال ( حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) ثم سار ساعةً ثم قال ( يا معاذ بن جبل ) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه ) قلت الله ورسوله أعلم قال ( حق العباد على الله أن لا يعذبهم ) أستمع حفظ
فوائد حديث حق الله على العباد وحق العباد على الله .
القارئ : من علم الله
الشيخ : من علم الله ، وما قاله الرسول تشريعاً فيها شرع الله ، فصح ، أن يقرن الحكم بين الله ورسوله بالواو ، ومن ذلك قوله تعالى : (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله )) ، لأن الإتيان هنا إتيان
القارئ : شرعي
الشيخ : شرعي ، وفيه أيضاً هذا الحديث أن للعباد حقاً على الله ، أن للعباد حقاً على الله ، واجباً على الله ، فإذا قال قائل : كيف نوجبه على الله ؟ ، كيف ؟ قلنا نحن لم نوجبه ، بل الذي أوجبه على نفسه هو الله عز وجل ، تكرماً منه وفضلاً ، وإلا فهو ربنا يفعل ما يشاء ، ولكن من كرمه أن أوجب على نفسه لنا حقوقاً ومن ذلك قوله تعالى : (( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ، ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم )) أنظر كتب ، كتب بمعنى ؟
القارئ : فرض
الشيخ : فرض وأوجب ، على نفسه الرحمة ، أما نحن ما نوجب على الله شيء ، لكن إذا أوجب الله على نفسه ، تكرماً منه فله الحمد والفضل ، ولهذا ، قيد ابن القيم رحمه الله ، قول الشاعر : " ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا عمل لديه ضائع ، إن عذبوا فبعدله ، أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع " قيد هذين البيتين فقال :" ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان " هو أوجبه ، " كلا ولا عمل لديه ضائع إن كان بالإخلاص والإحسان " ، قيده أيضا، والأول ، الشاعر الأول ما قيده ، فالعمل يكون ضائعاً ، إذا لم يكن مخلصاً ، ويكون ضائعاً إذا لم يكن على الإحسان على شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقيدها ، ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان، كلا ولا عمل لديه ضائع إن كان بالإخلاص والإحسان أنشدنا إياهما
القارئ : " ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشان " ولا أجر عنده ضائع ،
الشيخ : لا
القارئ : كلا ولا أجر
الشيخ : عمل
القارئ : ولا عمل عنده ضائع
الشيخ : لا
القارئ :كلا ولا عمل عنده
الشيخ : عنده منكسر البيت ، لديه
القارئ : كلا ولا عمل لديه ضائع إذا قترن بالإخلاص والإحسان،
الشيخ : إذا اقترن لا
القارئ : إذا اقترن
الشيخ : لا
الشيخ : إن كان
السائل : أن كان بالإخلاص والإحسان
الشيخ : إن كان بالإخلاص والإحسان ، طيب . وفيه أيضاً : دليل على تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أردف خلفه معاذاً وجواز الإرداف على الدابة لكن بشرط أن لا يكون ذلك شاقاً عليها .
عندما كان الخطيب يخطب قال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى لماذا أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : صحيح ، قال بئس خطيب القوم أنت لكنه نفسه عليه الصلاة والسلام قال : ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ) نفس الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولهذا جمع بينهما بأن الرسول رأى من هذا الخطيب ما يوجب أن يقدح في خطبته ، وذلك أن المقام مقام لا يقضي هذا ، يقتضي البسط والإيضاح ، لأن السامع الذي لا يدري ربما يظن أنه لا ، يعني : يحصل الغي إلا إذا اجتمع فيه معصية الله ورسوله جميعاً وهذا يتضمن أنه لا يحصل الغي إلا إذا كان ورد نص كتاب ونص سنة ثم خولف ، فيكون هنا التخطئة له ليس من أجل أنه جمعهما ، لكن من أجل أنه لم يفصّل لأن المقام يقتضيه ولذلك في القران (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم )) .
19 - عندما كان الخطيب يخطب قال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى لماذا أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
إذا سئل الإنسان عن مسألة شرعية الآن فقال الله ورسوله أعلم هل فيها شيء؟
الشيخ : إي نعم ، ما في شيء،شرعيا ، قال السائل : الآن
الشيخ : الآن ، الآن ، الرسول ما يخفى عليه من علوم الشرع ، نعم .
النفس المطمئنة ألا تصل إلى مرتبة اللوامة عن التقصير في الخير ؟
الشيخ : المطمئنة لها علامة التي تأمرك بالخير وتنهاك عن الشر، هذه المطمئنة
السائل : ولا تلوم أبد يعني ؟
الشيخ : اللوامة قلنا إنها تجمع بين الأمرين ، المطمئنة تلومك إذا فعلت الشر ، والأمارة بالسوء تلومك إن فعلت الخير .
باب : التواضع
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة قال ح و حدثني محمد أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر عن حميد الطويل عن أنس قال كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سبقت العضباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه )
الشيخ : الله أكبر، قال المؤلف باب التواضع ، التواضع : يعني التطامن ، والتنازل وعدم الترفع وهو نوعان : تواضع للحق، وتواضع للخلق ، التواضع للحق : يكون في جانب الله وجانب رسوله يعني قصدي في حق الله وحق العباد ، فإذا فالتواضع للحق في حق الله عز وجل أن الإنسان متى علم بالشرع في أي مسألة من المسائل ، أخذ بها وإن خالفت هواه ،وإن خالفت ما كان يقوله ، أما قولنا وإن خالفت هواه فإن بعض الناس لا يقبل الحق إلا ما وافق الهوى كما قال الله تعالى : (( إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين )) هؤلاء أهل الأهواء، وقد يمنع الإنسان القول بالحق أو التواضع للحق قد يمنعه أنه قال قولاً بخلافه ، يعني مثلاً قال بالأمس للناس أن هذا حرام ثم اطلع على أن هذا الشيء حلال في حكم الله ، فتجده يصعب عليه أن يقول غداً أن هذا حلال أو يقول للناس اليوم أن هذا حرام ، أن هذا حلال ، ثم يطلع على أن حكم الله فيه أنه حرام ، فيصعب عليه أن يقول للناس أنه حرام ، هذا إذن تواضع ولا غير تواضع؟ هذا غير تواضع الواجب إذا بان لك الحق أن تتواضع حتى وأن كان الذي أبانه لك أدنى منك سناً ومرتة وجاها، الحق متبوع ، طيب لو جاء بالحق نصراني أو يهودي أو وثني أو ملحد تتواضع له ، نعم تتواضع له ، أتواضع له وأقبله ، ولو جاء بالباطل مسلم مؤمن ما قبلته ، التواضع للخلق : لين الجانب وعدم العنف ، ولكن لين الجانب وعدم العنف إذا اقتضت الحكمة ذلك ، فإن العنف أحياناً والشدة والغلظة تقتضيهما الحكمة ، وانظر إلى قول الله تعالى في وصف الصحابة (( أشداء على الكفار رحماء بينهم )) بل قال الله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام : (( جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )) بل دون ذلك، قال في الزاني والزانية (( لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) فالأحوال ثلاث : ما تقتضي الحال فيه اللين ، فهذا يكون استعمال اللين هو الحكمة ، وما تقتضي فيه الشدة فهنا ، نأخذ بالحكمة ونستعمل الشدة ، وما لا تقتضي فيه الحال هذا ولا هذا ، فما هو الأحسن الشدة ليكون الإنسان مهاب الجانب ، أو اللين ليكون محبوباً مألوفاً
القارئ : حسب الحال
الشيخ : لا ، دعنا حسب الحال ما في حكمة الآن ، يعني الحكمة لا تقتضي لا هذا ولا هذ
القارئ : اللين
الشيخ : اللين نعم هذا هو الأحسن ، فاللين هو الأحسن ،ولهذا يذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأبي بكر: أنت كإبراهيم ، وقال : أظنه لعمر : أن كنوح ، نوح قال : ((رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)) وإبراهيم قال : (( ومن عصاني فإنك غفور رحيم )) فالحاصل أن هذه الأحوال الثلاث ما اقتضت الحال فيه اللين فلا شك أن اللين هو الخير ، وهو الموافق للحكمة ، وما اقتضت فيه الشدة فاللين فيه غير مناسب ، استعمل الشدة ، وما لا الحكمة لا هذا ولا هذا فلا شك أن للين أولى ، اللين أولى وأطيب حتى أنه أطيب لقلب اللين حتى الإنسان إذا لان يجد من نفسه انشراحاً ، وإذا غلظ ربما يندم يقول : كيف فعلت كذا ، ليتني ما فعلت ، لكن إن استعمل اللين ما يندم في الغالب ، والنبى عليه الصلاة والسلام أخبر ( أن الله يعط بالرفق ما لا يعط على العنف ) ولذلك متى تعارض عندك الأمران فمل إلى اللين ، أما الحديث الذي ذكره يقول : كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له ، قعود ،مهو كبير، فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين ، لأن ناقة الرسول غلبت ، وهي ناقة ،نعم ، وقالوا سبقت العضباء ، مستنكرين لهذا الأمر، فقال رسول الله النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه ) نعم من الدنيا إلا وضعه أما من الدين فمن رفعه الله فإنه لا ضعة له ، لكن إذا ركن الإنسان للدنيا فهذا يوضع ، قال الله تعالى : (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد الى الأرض )) أعوذ بالله ، صار همه الدنيا (( أخلد الى الأرض واتبع هواه )) فلم يرفعه الله فكان مثله (( كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )) .
يستفاد من هذا الحديث ، أنه لا حرج على الإنسان إذا اشتد عليه الأمر إذا غلب ، لأن هذا من طبيعة البشر .
23 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة قال ح و حدثني محمد أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر عن حميد الطويل عن أنس قال كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سبقت العضباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه ) أستمع حفظ