باب : كيف الحشر
بعض الفوائد في علم المصطلح
ما دام جبريل عليه الصلاة والسلام تكلم بإسلوب الأعراب فما يمنع أن يفعل فعل الأعراب ؟
الشيخ : الأعرابي ما يضع يده على هذا
السائل : قال يا محمد ياشيخ
الشيخ : نعم لكن ما يضع يده على فخد الرسول ، بعيد هذا .
بعض العلماء استدل بهذا الحديث أن جبريل وضع يديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفخذ ليس بعورة فهل يصح هذا ؟
الشيخ : إيه ، هذا ...ما هو مسلم ، حتى هو سوء أدب ، سوء أدب ، وإن لم تكن عورة ، وان لم تكن عورة ، ففيه نوع من سوء الأدب ، نعم
4 - بعض العلماء استدل بهذا الحديث أن جبريل وضع يديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفخذ ليس بعورة فهل يصح هذا ؟ أستمع حفظ
الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال ( هذا جبريل أتكم يعلمكم دينكم ) وكان مقتضى الحال أن يقول في نداءه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول يا رسول الله لتعليم الصحابة فلماذا لم يفعل ذلك ؟
الشيخ : نعم
السائل : طيب النداء باسم الرسول صلى الله عليه وسلم يعني أن مقتضى الحال كأن يقول يا رسول الله لتعليم الصحابة فلماذا لم يفعل ذلك ؟
الشيخ : نعم جاء يعلمهم دينهم بما سأل عنه من الإسلام والإيمان والإحسان ، ليس بأسلوبه ، أسلوبه قد يكون فيه نظر ، ولهذا قال العلماء أنه يستفاد من قوله يعلمكم دينكم ، أن الرجل إذا سأل عن الشيء ، وهو عالم به من أجل أن يعلمه الآخرون إنه يعد معلماً ، وإن كان التعليم من غيره ، نظراً إلى أنه هو السبب ، صار كأنه هو المعلم .
5 - الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال ( هذا جبريل أتكم يعلمكم دينكم ) وكان مقتضى الحال أن يقول في نداءه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول يا رسول الله لتعليم الصحابة فلماذا لم يفعل ذلك ؟ أستمع حفظ
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال كنا مع النبي في قبة فقال ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر )
الشيخ : نصف أهل الجنة عندكم شطر ؟
القارئ : شطر
الشيخ : يمكن نسخة ثانية
القارئ : (وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر )
الشيخ : الله أكبر ، نعم .
6 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال كنا مع النبي في قبة فقال ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ) قلنا نعم قال ( والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر ) أستمع حفظ
حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراءى ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعةً وتسعين ) فقالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا قال ( إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود )
الشيخ : نعم .
7 - حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أول من يدعى يوم القيامة آدم فتراءى ذريته فيقال هذا أبوكم آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول أخرج بعث جهنم من ذريتك فيقول يا رب كم أخرج فيقول أخرج من كل مائة تسعةً وتسعين ) فقالوا يا رسول الله إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا قال ( إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ) أستمع حفظ
فوائد الحديثين .
السائل : واحدة
الشيخ : هاه ، واحدة ، يعني أنكم قله ، أما الحديث الثاني ففيه إثبات ، أن الله سبحانه وتعالى ينادي ، ويخاطب ويقول ، ويجاب ، يقول الله تعالى ، يا آدم فيقول لبيك وسعديك ، كما سيأتي أن القائل هو الله عز وجل ، هنا يقول ، فيقال ، ولكن يأت إن القائل هو الله ، لكن هذا الحديث فيه أنه يقال أخرج من كل مائة تسعةً وتسعين ، وفي الحديث الآتي يخرج من الألف تسعمئة وتسعة وتسعين ، ومعلوم أن النسبة في الحديث الثاني أقل بكثير من النسبة في هذا الحديث ، ولا بد أن ننظر الآن الجمع بينهما بعد ما يأتي الكلام عن الحديثين ذكر الجمع الآن ؟
القارئ : ما أدري ، لا يا شيخ
الشيخ ، يمكن يذكره في الحديث الآتي
القارئ : باب قول الله يا شيخ
الشيخ : باب قول الله نفس الباب إلي بعده
باب : قوله عز وجل : (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )) . (( أزفت الأزفة )) . (( اقتربت الساعة )) .
الشيخ : قول الله عز وجل : (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )) هذا بقية آية ، قال الله فيها : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )) وقد اختلف العلماء في هذه الزلزلة ، هل هي يوم القيامة ؟ أو الزلزلة التي تكون قبيل النفخ في الصور ؟ فمنهم من قال بالأول وقال إن هذه الزلزلة تكون يوم القيامة ، وأنها عبارة عن زلزلة الأفئدة والقلوب واضطرابها ، ومنهم من قال أنها في الدنيا ، وأنها زلزلة حسية ، تزلزل الأرض بهم وحينئذٍ ، يعتقدون أو يوقنون بأنها هي الساعة ، ثم ينفخ في الصور فيفزعون ويموتون ، هؤلاء أيدوا رأيهم بقوله تعالى : ((يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت )) كل مرضعة ، والتاء إذا جاءت في مرضع فهي للفعل لا للوصف ، بخلاف ما إذا نزعت التاء ، فإنها
القارئ : للوصف
الشيخ : للوصف ، يعني تقول إمرأة مرضع وامرأة مرضعة ، الفرق بينهما أن الأول وصف ، والثاني
القارئ : فعل
الشيخ : فعل ، مرضعة ، يعني الآن صبيها يرضعها ، بخلاف الأولى مرضع لو كان الصبي في فراشه ، فهي مرضع ، لأنه وصف ، قالوا فقوله تعالى : (( كل مرضعة )) يدل على أن هناك من ترضع فعلاً ، (( وتضع كل ذات حمل حملها )) يدل على أن هناك حمل فعلاً يوضع ، وهذا لا يوجد في الآخرة ، ولا شك أن هذا يؤيد هذا القول ، على أنها زلزلة تكون في آخر الدنيا ، وقوله : (( أزفت الآزفة)) (( اقتربت الساعة )) ، أزفت الآزفة : يعني قربت ، القريبة وهي الساعة قال الله تعالى : (( أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة )) وقال تعالى : (( وما يدريك لعلى الساعة قريب )) وقال في الآيات التي ساقها المؤلف (( اقتربت الساعة )) فعلى هذا تكون الآزفة ، هي الساعة ، نعم .
9 - باب : قوله عز وجل : (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )) . (( أزفت الأزفة )) . (( اقتربت الساعة )) . أستمع حفظ
حدثني يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعةً وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد ) فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال ( أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجل ) ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) قال فحمدنا الله وكبرنا ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار )
الشيخ : الله أكبر ، نعم ،هذا الحديث أوفى من الحديث السابق حديث ابن مسعود ، وفيه أن الله يقول يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك ، وفي هذا حديث نص واضح ، على أن كلام الله تعالى بصوت مسموع وأنه بحروف ، لأن قوله يا آدم ، كلمة بل كلمات ، مكونة من حروف ، مكونة من حروف ، وبصوت ، لأن آدم سمع ، ولهذا قال لبيك وسعديك ، ومعنى لبيك معناها إجابة لك بعد إجابة ، وليس المقصود به التثنية ، بل المقصود به مطلق التكرار فهو كقوله : (( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير )) كرتين ليس معناها مرتين فقط ، بل كرة بعد كرة ، وهي مفعول مطلق ، مفعول مطلق ، لكن حذفت زوائده ، يعني أنه من ألب بالمكان ، إذا أقام به ، ولو كان مصدراً لقال إلبابين ، إلبابين ، لأن ألب رباعي ومصدر الرباعي على وزن إفعال ، يعني ألب مصدره
القارئ : إلباب
الشيخ : إلباب ، لكنه حذفت زوائده فصار لبيك ، فهو مفعول مطلق منصوب على مفعوله المطلق ، وسعديك : يعني إسعاداً بعد إسعاد ، وأصل الإسعاد المعاونة والمساعدة وهو عبارة عن إظهار الإنسان ولايته لله عز وجل ، ونصرته لدينه ، وأما قوله الخير في يديك فمعناه واضح يعني أن الخير كله بيد الله عز وجل ، هو الذي يعطيه من يشاء فيقول الله عز وجل أخرج بعث النار ، بعث : مصدر بمعنى اسم الممفعول ، أي مبعوث النار ، يعني الذين يبعثون إلى النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسع مائة أو تسعَ ؟ تسعَ لأن الذي بعدها وتسعين ، تسع مائة وتسعةً وتسعين ، من كل ألف ، تسعَ مائة وتسعةً وتسعين وش يبقى؟
القارئ : واحد
الشيخ : واحد من الألف ، قال فذاك حين يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم
القارئ : سكرى
الشيخ : نعم
القارئ : سكرى
الشيخ : سكرى نعم ، قراءة، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد ، ترى الناس سكرى وذلك لاضطراب تصرفاتهم وأفعالهم ، كأنهم يتصرفون بلا عقول ، من شدة الهول وماهم بسكارى يعني ليس فيهم سكر حقيقة ، لكن تصرفاتهم تصرف
القارئ : السكران
الشيخ : السكران ، طيب ، قال : فاشتد عليهم ذلك يعني على الصحابة ، فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال : ( أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفٌ ) وفي نسخة ألفاً وهذه هي الموافقة لقواعد اللغة العربية المعروفة ، لأن منكم خبر إن مقدم ، وألفاً ، اسمها مؤخر كما في قوله تعالى : (( وإنا لنعلم أن منكم )) وش بعدها ؟
القارئ : مكذبين
الشيخ : مكذبين ولا مكذبون
القارئ : مكذبين
الشيخ : مكذبين ، هذه مثلها ، إن من يأجوج ومأجوج ألفاً ، لكن إن صحت الرواية ألفٌ فهي تأول على أن اسم إن ضمير الشأن ، اسم إن ضمير الشأن ، والجملة بعدها خبر ، و قوله : ( يأجوج ومأجوج ) هما قبيلتان ، قبيلة اسمها يأجوج ، وقبيله إسمها اسمها مأجوج ، وهما قبيلتان عظيمتان كبيرتان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما كانتا في شيء إلا كثرتاه )، وفي هذا الحديث دليل على أنهما من بني آدم ، على أن يأجوج ومأجوج من بني آدم ، وهو كذلك ، لأن الخلق ثلاثة أصناف ، ملائكة ، وجن ، وبني آدم ، الملائكة خلقوا ؟
القارئ : من نور ،
الشيخ : من نور ، والجن ؟
القارئ : من نار
الشيخ : من نار ، وبنو آدم
القارئ : من طين ؟
الشيخ : من طين ، ومنهم يأجوج ومأجوج ، يأجوج ومأجوج من بني آدم وأشكالهم أشكال بني آدم ، وأما ما ذكر في بعض الكتب ، التي تتكلم عن أشراط الساعة من أنهم أصناف ، بعضهم طوله مفرط ، يأخذ السمكة من قاع البحر ويشويها بالشمس ، نعم ، إي نعم ، هذا واحد ، وبعضهم قصير جداً حتى إن العشرة يركب بعضهم بعضاً فلا يبلغون المد ، وينظرون إلى المد يقولون ما أبعد قعر البئر ، البير نعم ، المد تعرفونه ، إي نعم ، وبعضهم له آذان طويلة يفترش أذناً ويلتحف أذناً أخرى إلى غير ذلك من الخرافات، شيء عجيب لو راجعت بعض الكتب التي تتكلم عن أشراط الساعة سبحان الله العظيم ترى العجب العجاب ، هذا كله ليس بصحيح ، هم من بني آدم تماماً شكلهم شكل بني آدم ، ويختلفون باختلاف البيئات ، كما تختلف البيئات الآن ، تجد مثلاً بعض الناس مثلا في الشمال تكون أجسامهم كبيرة ، وفي محل آخر تكون صغيرة كما في شرق أسيا ، المهم أن اختلافهم كاختلاف بني آدم تماماً ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ( منكم رجل ومنهم ألف ) ، استدل به شيخنا عبد الرحمن السعدي أن يأجوج ومأجوج تشمل جميع الكفار ، ليسوا قبيلة معينة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حصر بني آدم بألف ، بألف من المسلمين واحد ، والباقي يأجوج ومأجوج ، إذن كل الكفار يصدق عليهم ، أنهم يأجوج ومأجوج ، وأيد قوله ذلك يأن الأجيج أجيج النار عند التهابها ، يكون مضطرباً مختلفاً ، مضطرباً مختلفاً ، وهكذا الكفار ،(( تقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ، بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج )) قال هم ليس المراد يأجوج ومأجوج هم قبيلة معينة أو قبيلتان معينتان ، لكن كل الكفار يأجوج ومأجوج ، وجعل الأجيج أجيجاً معنوياً ، وذلك لفساد أفكارهم ، واضطراب عقولهم ، وعدم ثباتهم ، وقال هذا الحديث يدل على هذا لأنه إذا كان من يأجوج ومأجوج من بني آدم ألف وتسعمئة ، نعم ، تسعمئة وتسع وتسعين ، واحد مسلم هذا لبنو آدم ، ونحن لا نعلم بني آدم إلا مسلم أو كافر ، فهذا يدل على أن المراد يأجوج ومأجوج في هذا الحديث جميع الكفار ، ثم قال: ( والذي نفسي بيده ، في يده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) قال فحمدنا الله وكبرنا ، ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار ) إذن أقسم النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بدون أن يستقسم .
10 - حدثني يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعةً وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد ) فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال ( أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجل ) ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) قال فحمدنا الله وكبرنا ثم قال ( والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار ) أستمع حفظ
فوائد حديث بعث النار .
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ .
الشيخ : نعم كريمة
القارئ : وفي رواية كريمة بإثبات قوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا وقع لمسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير بسند البخاري فيه ونحوه في رواية أبي أسامة وحفص، وقد ظهر من حديث أبي هريرة الذي قبله أن خطاب آدم بذلك أول شيء يقع يوم القيامة ولفظه : ( أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه السلام فتراأى ذريته ) بمثناة واحدة ومد ثم همزة مفتوحة ممالة وأصله فتتراأي فحذفت إحدى التاءين وتراأى الشخصان تقابلا بحيث صار كل منهما يتمكن من رؤية الآخر ووقع في رواية الإسماعيلي من طريق الدراوردي عن ثور : ( فتتراأي له ذريته على الأصل ) وفي حديث أبي هريرة فيقال هذا أبوكم وفي رواية الدراوردي فيقولون هذا أبوكم ، قوله فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك في الاقتصار على الخير نوع تعطيف ورعاية للأدب وإلا فالشر أيضاً بتقدير الله كالخير قوله أخرج بعث النار في حديث أبي هريرة : (بعث جهنم من ذريتك ) وفي رواية أحمد : ( نصيب ) بدل بعث والبعث بمعنى المبعوث وأصلها في السرايا التي يبعثها الأمير إلى جهة من الجهات للحرب وغيرها ومعناها هنا ميز أهل النار من غيرهم وإنما خص بذلك آدم لكونه والد الجميع ، ولكونه كان قد عرف أهل السعادة من أهل الشقاء فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وعن يمينه أسودة وعن شماله أسودة الحديث كما تقدم في حديث الإسراء وقد أخرج ابن أبي الدنيا من مرسل الحسن ، قال : ( يقول الله لآدم يا آدم أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك قم فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم ) قوله : ( قال وما بعث النار ) الواو عاطفة على شيء محذوف تقديره سمعت وأطعت وما بعث النار أي وما مقدار مبعوث النار وفي حديث أبي هريرة : ( فيقول يا رب كم أخرج ) قوله : (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ) في حديث أبي هريرة : (من كل مائة تسعة وتسعين ) قال الإسماعيلي في حديث أبي سعيد : ( من كل ألف واحد ) وكذا في حديث غيره ويشبه أن يكون حديث ثور يعني راويه عن أبي الغيث عن أبي هريرة وهماً ، قلت : ولعله يريد بقوله : غيره ما أخرجه الترمذي من وجهين عن الحسن البصري عن عمران بن حصين نحوه وفي أوله زيادة قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين ((يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)) إلى ((شديد)) فحث أصحابه المطي فقال هل تدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : ذاك يوم ينادي الله آدم فذكر نحو حديث أبي سعيد وصححه وكذا الحاكم وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية هشام الدستوائي عنه ورواه معمر عن قتادة فقال عن أنس أخرجه الحاكم أيضاً ونقل عن الذهلي أن الرواية الأولى هي المحفوظة ، وأخرجه البزار والحاكم أيضاً من طريق هلال بن خباب بمعجمة وموحدتين الأولى ثقيلة عن عكرمة ، عن ابن عباس قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال : ( هل تدرون ) فذكر نحوه وكذا وقع في حديث عبد الله بن عمر وعند مسلم رفعه : ( يخرج الدجال ) إلى أن قال: ( ثم ينفخ في الصور أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال أخرجوا بعث النار ) وفيه : (فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فذاك يوم يجعل الولدان شيبا ) وكذا رأيت هذا الحديث في مسند أبي الدرداء بمثل العدد المذكور رويناه في فوائد طلحة بن الصقر وأخرجه بن مردويه من حديث أبي موسى نحوه فاتفق هؤلاء على هذا العدد ولم يستحضر الإسماعيلي لحديث أبي هريرة متابعاً وقد ظفرت به في مسند أحمد فإنه أخرج من طريق أبي إسحاق الهجري وفيه مقال عن أبي
الشيخ : الآجري
القارئ : الهجري يا شيخ
الشيخ : الهجري
القارئ : نعم بالهاء يا شيخ ، عن أبي إسحاق الهجري وفيه مقال عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود نحوه وأجاب الكرماني بأن مفهوم العدد لا اعتبار له فالتخصيص بعدد لا يدل على نفي الزائد والمقصود من العددين واحد وهو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين قلت : ومقتضى كلامه الأول تقديم حديث أبي هريرة على حديث أبي سعيد فإنه يشتمل على زيادة فإن حديث أبي سعيد يدل على أن نصيب أهل الجنة من كل ألف واحد ، وحديث أبي هريرة يدل على عشرة فالحكم للزائد ومقتضى كلامه الأخير أن لا ينظر إلى العدد
الشيخ : ... قال الزائد ... يعني من كل ألف زائد على ... وإذا زاد هنا نقص هنا ، يعني الزائد في هذا ما يمكن ، أن نقول أحدهما زائد ، يعني ما يمكن نعين أن واحداً هو الزائد ، لأنك إن عينت أن المستثنى ، الواحد من تسعمئة ، صار أزيد ، من واحد من ألف ، لكن يبقى عندنا العدد الصريح ، من كل مئة ومن كل ألف ، أين الزائد
القارئ : مئة يا شيخ
الشيخ : الألف: الألف ، ولذلك ما هو بظاهر ،ما يظهر، نعم
القارئ : ومقتضى كلامه الأخير أن لا ينظر إلى العدد أصلاً ، بل القدر المشترك بينهما ما ذكره من تقليل العدد وقد فتح الله تعالى في ذلك بأجوبة أخر ، وهو حمل حديث أبي سعيد ومن وافقه على جميع ذرية آدم فيكون من كل ألف واحد وحمل حديث أبي هريرة ومن وافقه على من عدا يأجوج ومأجوج فيكون من كل ألف عشرة ويقرب ذلك أن يأجوج ومأجوج ذكروا في حديث أبي سعيد دون حديث أبي هريرة ويحتمل صحيح يا شيخ
الشيخ : لا مهو بصحيح
القارئ أقول أيضاً ذكررو في حديث أبي هريرة
الشيخ : هاه
القارئ : ما ذكر في حديث أبي هريرة ؟
الشيخ : لا ، لا ، ما ذكر
القارئ : ويحتمل ، أن يكون الأول يتعلق بالخلق أجمعين والثاني بخصوص هذه الأمة ويقربه قوله في حديث أبي هريرة إذ اخذ منا لكن في حديث ابن عباس وإنما أمتي جزء من ألف جزء ويحتمل أن تقع القسمة مرتين مرة من جميع الأمم قبل هذه الأمة فيكون من كل ألف واحد ومرة من هذه الأمة فقط فيكون من كل ألف عشرة ، ويحتمل أن يكون المراد ببعث النار الكفار ومن يدخلها من العصاة فيكون من كل ألف تسعمئة وتسعة وتسعون كافراً ومن كل مائة تسعة وتسعون عاصياً والعلم عند الله تعالى قوله فذاك حين يشيب الصغير وتضع
الشيخ : يعني في ، أقول بسيط لو قلنا الراوي توهم ولا نأتي بهذه التعليلات المستبعدة ، كما توهموا في عدد دراهم جمل جابر رضي الله عنه ، وفي عدد دراهم بريرة ، وفي عدد الدنانير في حديث فضالة بن عبيد وغيرها ، وعلى هذا فنقول ، مادام جاء من عدة أوجه ، من كل ألف ، يكون هو المعتمد
القارئ : ... يا شيخ هذا لأن الإشكال في حديث يدل أن الساعة هذه يوم القيامة
الشيخ : إي نعم ، ما ، ماجاء بها ، طيب
القارئ : وساق إلى قوله قوله شديد ظاهره أن ذلك يقع في الموقف وقد استشكل بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب ومن ثم قال بعض المفسرين إن ذلك قبل يوم القيامة لكن الحديث يرد عليه وأجاب الكرماني بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل وسبق إلى ذلك النووي فقال فيه وجهان للعلماء فذكرهما ، وقال التقدير أن الحال ينتهي إلى أنه لو كانت النساء حينئذٍ حوامل لوضعت كما تقول العرب أصابنا أمر يشيب منه الوليد وأقول يحتمل أن يحمل على حقيقته فإن كل أحد يبعث على ما مات عليه فتبعث الحامل حاملاً والمرضع مرضعة والطفل طفلاً فإذا وقعت زلزلة الساعة وقيل ذلك لآدم ورأى الناس آدم وسمعوا ما قيل له وقع بهم من الوجل ما يسقط معه الحمل ويشيب له الطفل وتذهل به المرضعة ، ويحتمل أن يكون ذلك بعد النفخة الأولى وقبل النفخة الثانية ويكون خاصاً بالموجودين حينئذٍ وتكون الإشارة بقوله فذاك إلى يوم القيامة وهو صريح في الآية ولا يمنع من هذا الحمل ما يتخيل من طول المسافة بين قيام الساعة واستقرار الناس في الموقف ونداء آدم لتمييز أهل الموقف لأنه قد ثبت أن ذلك يقع متقارباً كما قال الله تعالى فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة يعني أرض الموقف وقال تعالى : ((يوماً يجعل الولدان شيباً السماء منفطر به )) والحاصل أن يوم القيامة يطلق على ما بعد نفخة البعث من أهوال وزلزلة وغير ذلك إلى آخر الاستقرار في الجنة أو النار وقريب منه ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو في أشراط الساعة إلى أن ذكر النفخ في الصور إلى أن قال : ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال أخرجوا بعث النار فذكره قال فذاك يوم يجعل الولدان شيباً ) ووقع في حديث الصور الطويل عند علي بن معبد وغيره ما يؤيد الاحتمال الثاني ، وقد تقدم بيانه في باب النفخ في الصور وفيه بعد ، قوله وتضع الحوامل ما في بطونها وتشيب الولدان وتتطاير الشياطين فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض فيأخذهم لذلك الكرب والهول ثم تلا الآيتين من أول الحج الحديث ، قال القرطبي في التذكرة هذا الحديث صححه بن العربي فقال يوم الزلزلة يكون عند النفخة الأولى وفيه ما يكون فيه من الأهوال العظيمة ومن جملتها ما يقال لآدم ولا يلزم من ذلك أن يكون ذلك متصلاً بالنفخة الأولى بل له محملان أحدهما : أن يكون آخر الكلام منوطاً بأوله والتقدير يقال لآدم ذلك في أثناء اليوم الذي يشيب فيه الولدان وغير ذلك وثانيهما : أن يكون شيب الولدان عند النفخة الأولى حقيقة والقول لآدم يكون وصفه بذلك إخباراً عن شدته وإن لم يوجد عين ذلك الشيء وقال القرطبي : يحتمل أن يكون المعنى أن ذلك حين يقع ، حين يقع ، لا يهم كل أحد إلا نفسه حتى إن الحامل تُسقط من مثله والمرضعة إلخ .. ونقل عن الحسن البصري في هذه الآية المعنى أن لو كان هناك مرضعة لذهلت وذكر الحليمي واستحسنه القرطبي أنه يحتمل أن يحيي الله حينئذ ٍكل حمل كان قد تم خلقه ونفخت فيه الروح فتذهل الأم حينئذٍ عنه لأنها لا تقدر على ارضاعه إذ لا غذاء هناك ولا لبن وأما الحمل الذي لم ينفخ فيه الروح فإنه إذا سقط لم يحيى لأن ذلك يوم الإعادة فمن لم يمت في الدنيا لم يحيى في الآخرة قوله : فاشتد ذلك عليهم
الشيخ : وعلى كل حال كما عرفتم ، الخلاف في هذا هل هو ، حينما ينفخ في الصور أول مرة عند قيام الساعة ، فيفزع الناس وتضع كل حمل ذات حملها ، والمرضع تترك ولدها وهي ترضعه ، أو أنه في الآخرة بعد قيام الناس من قبورهم لرب العالمين وهذا هو ظاهر الحديث ، هذا هو ظاهر الحديث ، فأما عن الأول : فإننا نحمله على الحقيقة ، نحمله على الحقيقة ، ولا مانع من أن الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر شيئاً يشبهه يكون ، يوم القيامة بعد قيام الناس من قبورهم لرب العالمين ، ويكون تضع كل ذات حمل حملها ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت حقيقةً فيم كان إيش؟ بعد النفخة الأولى عن الفزع ، ويكون على تقدير أن المرأة ترضع أو أن المرأة حامل ، فيما إذا كان بعد قيام الناس من قبورهم لرب العالمين .
ما الفرق بين النفخة الأولى والقيام ؟
الشيخ : النفخة الأولى يفزعون ثم يصعقون ، والنفخة الثانية يبعثون ، وبينهما أربعون كما قال عليه الصلاة والسلام لكن أبا هريرة لما سئل أربعون يوماً أو سنة ، قال أبيت ، يعني أنه ما فهم رضي الله عنه ما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام
السائل : النفخة الأولى التي فيها إماتة الأحياء ...
الشيخ : نعم ، هذه في آخر الدنيا ينفخ في الصور ، فيحصل فزع عظيم ورعب عظيم ، يموت به الناس ، هذا هو الذي تذهل به كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها حقيقةً ، أما ما كان بعد قيام الناس من قبورهم لرب العالمين ، وحين نداء آدم ، فهذا على التقدير ، هذا على التقدير ، وأما قول ابن حجر رحمه الله : " أنه قد تموت الحوامل فهذا صحيح ، كثير ، لكن المرضعات قلّ من تموت وهي أمسكت بابنها ترضعه .
باب : قول الله تعالى : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العلمين )) . وقال ابن عباس : (( وتقطعت بهم الأسباب)) : قال: الوصلات في الدنيا .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله قال : باب : قول الله تعالى : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العلمين )) هذه الآية بل الآيتان في سياق جزاء المطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وهذا لا بأس به ، إذا اكتالوا على الناس يستوفون لا بأس به ، لأن هذا هو حقهم ، ولكن إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، يعني إذا كالوا لهم ، أو وزنوا لهم ، يخسرون يعني ينقصون ، فهم يطالبون بحقوقهم ، ويهضمون حقوق الناس ، وهذا غاية الجور ، لو أنهم لا يطالبون بهذا ولا بهذا كان أهون ، ولو كانوا يعدلون بهذا وهذا لكان حقا ، لكن كونهم يريدون حقهم كاملاً ، وينقصون ، هؤلاء هم المطففون ، قال الله تعالى : (( ألا يظن أولئك )) واعلم أن هذا على سبيل المثال أعني ذكر الكيل والوزن ، على سبيل المثال ، وإلا فكل من كان ينقص حق غيره ويطالب بحقه كاملاً فهو من المطففين ، حتى في مسائل العلم ، لو أن شخصاً أراد أن يقارن بين قولين ، وصار ينصر قوله ويأتي بالأقوال الكثيرة ، الترجيحات الكثيرة ، ولكنه يهضم قول غيره ، ولا يعرضه كما يعرض قول نفسه فهو من المطففين ، كذلك الإنسان الموظف ، الذي يبخس الوظيفة حقها ، فيتأخر في الحضور ، أو يتعجل في الخروج ، أو لا يعطي العمل حقه في حال تلبسه بالعمل ، وهو لو ينقصه درهم واحد من راتبه ، لطالب به ، هذا أيضاً من من مَن ؟
القارئ : من المطففين
الشيخ : من المطففين ، الضابط أن المطفف يريد حقه كاملاً ، ويهضم حق غيره ، يقول الله عز وجل : (( ألا يظن أولئك )) يظن بمعنى يوقن ، لأن الظن لا يكفي في باب الإيمان ، بل لا بد من اليقين ، فكلما جاءك كلمة ظن في أمر يطلب فيه اليقين ، فالمراد بالظن اليقين ، مثل قوله تعالى : (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم )) (( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولا يجدوا عنها مصرفا )) فالظن هنا بمعنى ؟
القارئ : اليقين
الشيخ : اليقين ، هذه أيضاً ألا يظن ، أولئك الخ ..، يعني ألا يوقن وهذا عرض بمعنى التوبيخ ، يعني على أداة عرض لكن هنا جاءت بمعنى التوبيخ ، وقوله : أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، هو يوم ، هو يوم القيامة ، والمبعوثون من البعث ، وهو الإخراج ، والإرسال وله عدة معان ، وقوله : يوم يقوم الناس لرب العالمين ، هذا هو اليوم العظيم ، وهو يوم البعث ، يوم يقوم الناس كلهم ، مؤمنهم وكافرهم وصغيرهم ، وكبيرهم ، برهم ، و فاجرهم ، لرب العالمين ، الذي خلقهم وأماتهم ، ثم أحياهم ، وهذا فيه التحذير من التطفيف الذي يلقى المطفف فيه جزاؤه في هذا اليوم العظيم ، وقوله : وتقطعت بهم الأسباب ، قال الوصلات في الدنيا ، هذا في سياق قوله تعالى : (( إذ تبرء الذين اتُبِعوا من الذين اتَبَعوا و رأوو العذاب وتقطعت بهم الأسباب )) الذين اتُبِعوا هم السادة والكبراء ، الذين يتبعهم أتباعهم ، في معصية الله ، يتبرؤون منهم يوم القيامة ، ومنهم المعبودون مع العابدين ، يتبرؤون منهم يوم القيامة ، قال الله تعالى : (( ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب )) وهذا يوم القيامة ، هذا يكون يوم القيامة ، قال ابن عباس الوصلات في الدنيا ، وفي رواية عنه المودة ، يعني المحبة بينهم في الدنيا ، والصلات بينهم في الدنيا تتقطع في ذلك اليوم ، ولا ينتفع ، ولا ينتفعون بها ، لا ينتفع بالتواصل في الآخرة إلا المتقون ،كما قال الله تعالى : (( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) .