القارئ : " وقال ابن حزم: أسوؤهم حالا الغلاة المذكورون، وأقربهم إلى قول أهل الحق الإباضية، وقد بقيت منهم بقية بالمغرب. وقد وردت بما ذكرته من أصل حال الخوارج أخبار جياد، منها ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر وأخرجه الطبري من طريق يونس كلاهما عن الزهري قال: لما نشر أهل الشام المصاحف بمشورة عمرو بن العاص حين كاد أهل العراق أن يغلبوهم هاب أهل الشام ذلك إلى أن آل الأمر إلى التحكيم، ورجع كل إلى بلده، إلى أن اجتمع الحكمان في العام المقبل بدومة الجندل، وافترقا عن غير شيء، فلما رجعوا خالفت الحرورية عليا وقالوا: لا حكم إلا لله. وأخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي رزين قال: لما وقع الرضا بالتحكيم، ورجع علي إلى الكوفة، اعتزلت الخوارج بحروراء فبعث لهم علي عبد الله بن عباس، فناظرهم فلما رجعوا جاء رجل إلى علي فقال: إنهم يتحدثون أنك أقررت لهم بالكفر لرضاك بالتحكيم، فخطب وأنكر ذلك، فتنادوا من جوانب المسجد لا حكم إلا لله. ومن وجه آخر: أن رؤوسهم حينئذ الذين اجتمعوا بالنهروان عبد الله بن وهب الراسي وزيد بن حصن الطائي وحرقوص بن زهير السعدي فاتفقوا على تأمير عبد الله بن وهب، وسيأتي كثير من أسانيد ما أشرت إليه بعد في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى. وقال الغزالي في الوسيط تبعا لغيره: في حكم الخوارج وجهان، أحدهما أنه كحكم أهل الردة، والثاني أنه كحكم أهل البغي، ورجح الرافعي الأول، وليس الذي قاله مطردا في كل خارجي فإنهم على قسمين أحدهما من تقدم ذكره، والثاني من خرج في طلب الملك لا للدعاء إلى معتقده، وهم على قسمين أيضا: قسم خرجوا غضبا للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية، فهؤلاء أهل حق، ومنهم الحسن بن علي وأهل المدينة في الحرة، والقراء الذين خرجوا على الحجاج، وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم لا، وهم البغاة، وسيأتي بيان حكمهم في كتاب الفتن وبالله التوفيق. قوله: وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله إلخ، وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا: كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال: كان يراهم شرار خلق الله انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين. قلت: وسنده صحيح، وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم من حديث أبي ذر في وصف الخوارج: ( هم شرار الخلق والخليقة )، وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا مثله، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج، فقال: ( هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي ) وسنده حسن، وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا: ( هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة )، وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: ( هم شر البرية )، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم: ( من أبغض خلق الله إليه )، وفي حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه عند الطبراني: ( شر قتلى أظلتهم السماء، وأقلتهم الأرض )، وفي حديث أبي أمامة نحوه، وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي برزة مرفوعا في ذكر الخوارج: ( شر الخلق والخليقة ) يقولها ثلاثا، وعند ابن أبي شيبة من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة: ( هم شر الخلق )، وهذا مما يؤيد قول من قال بكفرهم، ثم ذكر البخاري في الباب ثلاثة أحاديث ".
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة )
القارئ : حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا خيثمة، حدثنا سويد بن غفلة: قال علي رضي الله عنه : ( إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فوالله لأن أخر من السماء، أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ). الشيخ : الله أكبر.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري ما الحرورية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء )
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار: أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحرورية: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ( لا أدري ما الحرورية؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، - أو حناجرهم - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء ).
حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني عمر أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية )
القارئ : حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر، أن أباه، حدثه، عن عبد الله بن عمر، وذكر الحرورية، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ). الشيخ : هذه الأحاديث الثلاثة كلها في الحرورية الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكان يقال له حروراء،. وكما سمعتم من أوصافهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( حدثاء الأسنان )، وفي رواية : ( حدّاث ) يعني صغيري السن، صغار، لم يبلغوا الأربعين، ولم يعرفوا التجارب ، ولم يعرفوا الدنيا. ( سفهاء الأحلام )، يعني العقول، عقولهم سفيهة ليس عندهم حكمة. ( يقولون من خير أقوال البرية ) يعني أقوالهم إذا سمعها الإنسان قال هذا خير الأقوال لأنهم فصحاء أهل بيان. ( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ) الحنجرة هذه، يعني الإيمان لا يصل إلى القلب والعياذ بالله، وإنما هو في اللسان فقط، في النطق. يقول : ( يمرقون من الدين ما يمرق السهم من الرمية ) يعني يمرقون بقوة، السهم إذا ضرب الرمية، رمية فعيلة بمعنى مفعولة يعني مرمية، إذا ضربها خرج مرقاً دون أن يمكث، لا سيما إذا كان من رجل قوي. وقد وصف ذلك في الحديث الثاني أنه ينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى فيشك في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء لسرعة نفوذها.
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فقال ( ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ) قال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه قال ( دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس ) قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علياً قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم قال فنزلت فيه (( ومنهم من يلمزك في الصدقات ))
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، قال: ( بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم، جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل ، قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، قال: دعه، فإن له أصحابا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل إحدى يديه، أوقال: ثدييه، مثل ثدي المرأة، أوقال: مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس ). قال أبو سعيد: أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن عليا، قتلهم، وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فنزلت فيه: (( ومنهم من يلمزك في الصدقات )). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا يقول المؤلف البخاري رحمه الله : " باب من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه " سبق في الباب الذي قبله والذي قبله بأن الخوارج يقتلون وأن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، لكن إذا رأى الإمام أن لا يقتلهم للتأليف ولئلا ينفر الناس عنه فهو جائز، لكن بشرطين: الشرط الأول : أن لا يكون داعية إلى بدعته، إن كان داعية فلا يجوز للإمام أن يدع قتله. والثانية : أن لا يكون هذا خارجا على الإمام بالفعل، بمعنى أن يكون لم يحمل السلاح، فإن حمل السلاح فلا بد من قتله، وذلك لعظم شره وفساده، أما إذا كان مجرد رأي رآه من رأي الخوارج ولكنه لم يدع إلى هذه البدعة ولم يخرج على الإمام بالسيف فإن الإمام له أن يسقط القتل عنه، من أجل المصلحة أو من أجل درء المفسدة.
شرح حديث : من طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعدل .
الشيخ : ثم ذكر قصة عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي الذي قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : اعدل يا رسول الله، لأنه قسم قسمة لم يرضها، فقال له اعدل، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ويلك من يعدل إذا لم أعدل ) يعني إذا كان أنا لم أعدل فمن الذي يعدل ؟ وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعدل فمن دونه من باب أولى. فاستأذن عمر أن يضرب عنقه لأنه قال : دعني أضرب عنقه، لأنه سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : اعدل، لأن طلب العدل يعني أن المخاطب واقع في الجور، وهذا لا شك أنه قدح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دعه ) يعني لا تقتله، وهذا وجه الشاهد من الحديث، ( فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ) إلى آخره. ثم قال ذكر أنهم يمرقون من الدين هذا المروق العجيب الذي يكون كلمح البصر كما يمرق السهم من الرمية، ( ينظر في قذذه فلا يوجد فيه منه شيء ) القذذ الأطراف المسّواة، ومنه : ( حذو القذة بالقذة ). ( ثم ينظر في نصله ) نصل السهم، ولعله يعني أصل السهم، لأن السهم يكون رأسه دقيقا، حتى ينفذ. ( ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ) وكل هذه أوصاف لأجزاء السهم. ( ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء ) وذلك لماذا ؟ لسرعة نفوذه، لا يعلق فيه شيء، لا من دم ولا فرث، ولهذا قال : ( قد سبق الفرث والدم )، وهذا مروق عظيم، بل هو من أبلغ من يكون من التشبيه ، أن هؤلاء الخوارج وإن كانوا على جانب كبير من الصلاة والصيام والصدقة وغير ذلك، لكنهم يمرقون من الإسلام كمروق هذا السهم من رميته. ثم ذكر علامة هؤلاء : ( رجل إحدى يديه، أوقال: ثدييه، مثل ثدي المرأة، أوقال: مثل البضعة تدردر ) يعني أنها ترجرج ليست ثابتة، (يخرجون على حين فرقة من الناس )، قال أبو سعيد: أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فنزلت فيه: (( ومنهم من يلمزك في الصدقات )). وهذا الرجل جيء به في قتال علي رضي الله عنه للخوارج، ولما جيء به وألقي بين يديه كبر وحمد الله، لأنه تبين أن هؤلاء خارجون على إمام حق، ولا شك أن علي بن أبي طالب هو الإمام الحق وهو صاحب الخلافة، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ومعاوية لم يخرج عليه يطالب بالخلافة ولكنه يطالب بأن يقتص من قتلة عثمان " وهناك فرق بين هذا وهذا، وعلى كل حال فإن علي بن أبي طالب هو الخليفة الحق، ومن خرج عليه فهو خارج على خليفة حق، لكن إن كان بتأويل سائغ فإنه من البغاة، وإن كان بتكفير فهو من الخوارج، والخوارج يخرجون على الأئمة يدعون أنهم إيش ؟ أنهم كفار، لأنهم على زعمهم حكموا غير الكتاب والسنة ولم يصيبوا فيما ذهبوا إليه من التحكيم الذي قرأه عليكم البارحة الأخ مصطفى. إذن يؤخذ من هذا الحديث ما أشار إليه البخاري أو ما ذهب إليه البخاري من أنه يجوز للإمام أن يترك قتل الخوارج لكن كما قلت بشرطين، الشرط الأول: أن لا يكون داعية إلى بدعته، فإن كان داعية إلى بدعته وجب قتله لكف فساده، الثاني : أن لا يحمل السلاح، فإن حمل السلاح وخرج وجب قتاله.
موسى عليه السلام لما أتاه رجل وسأله هل هناك أحد أعلم منك قال لا عاتبه الله عز وجل هل هذا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن يعدل إذا لم أعدل ) ؟
السائل : في قصة موسى لما أتاه رجل وسأله هل هناك أحد أعلم منك ؟ قال: لا، عاتبه الله عز وجل، وهنا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن يعدل إذا لم أعدل ) ... ؟ الشيخ : ما بينهما تضاد، لأن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: لا أعلم أحدا أعلم مني، فلما بتّ وقال : لا أحد لا أعلم منه، أراد الله أن يبين له أن هناك من هو أعلم منه، ومع ذلك فإن علم الخضر غير العلم الذي أراد موسى عليه الصلاة السلام، لأن علم الخضر ليس بعلم شريعة لكنه علم أعطاه الله إياه فراسة تدل على شيء من الأمور التي أطلعه الله إياها. السائل : ...؟ الشيخ : إي نعم، وكان يقول : لا أعلم أن أحدا في الأرض، ... يقول الله أعلم، أما يبتّ يقول : لا أحد أعلم مني. أما العدل فهو حكم، ما هو ادّعاء علم، ولا شك أن الرسول أعدل الحكّام.
قال ابن حجر في الشرح وأقربهم إلى الحق الإباضية هل هذا صحيح ؟
السائل : كلام ابن حزم الذي نقله الحافظ رحمه الله عند قوله : " وأقربهم إلى الحق الإباضية " ... ؟ الشيخ : أي نعم ... أنا ما قرات في مذهب الخوارج بالتفصيل، لكن ابن حجر لا بد أنه اطلع على شيء، مثل نقول : الشيعة مثلا أقربهم إلى أهل السنة الزيدية.
قول النبي صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين هل هو مروق كلي أم جزئي ؟
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم: ( يمرقون من الدين ) هل يدل على المروق الكلي أم المروق الجزئي ؟ الشيخ : ظاهره أنهم يمرقون مروقا كليا، ما عندهم شيء من الدين، مثل أن السهم مرق ولم يحمل شيئا من الرمية.
السائل : يعني يكون قتالهم قتال ردة ؟ الشيخ : نعم، والعلماء مختلفون فيهم، منهم من قال إنهم كفار، ومنهم من قال إنهم غير كفار، ومنهم من فرّق بين الداعي إلى بدعته وغيره، وهذا هو الأقرب. وفي هذه المسألة روايتان عن الإمام أحمد رحمه الله فمرّة كفرهم، ومرة قال إنهم ليسوا بكفار. والظاهر أنهم إذا كفَّروا الصحابة فهم كفار، وكذلك إذا دعوا إلى بدعتهم. كل من كفر الصحابة فهو كافر لا شك فيه، بل كما قال شيخ الإسلام: " لا شك في كفر من شك في كفره ". وأما إذا كان داعية فيقتل فهو كافر لأنه دعا إلى غير الهدى.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني حدثنا يسير بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً قال سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق ( يخرج منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية )
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الشيباني، حدثنا يسير بن عمرو، قال: ( قلت لسهل بن حنيف، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: في الخوارج شيئا؟ قال: سمعته يقول، وأهوى بيده قبل العراق: يخرج منه قوم يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السّهم من الرمية ).
حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة )
القارئ : حدثنا علي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان، دعواهما واحدة ). الشيخ : اختلف العلماء رحمهم الله في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يكون كذا، هل هذا من أشراط الساعة الدالة على قربها أو أن المعنى أن هذا سيكون قبل الساعة سواء كان قريبا منها أو غير قريب ؟ اللفظ محتمل، ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أحاديث مثل هذا ولكنها يعني قد وقعت من أزمنة بعيدة، فلا يدل هذا على أن الساعة قد قربت القرب الذي يكون هذا من أشراطها القريبة، أما الأشراط البعيدة فإن مجرد بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونه خاتم الأنبياء دليل على قربها. شف من ذكره ؟ القارئ : وسيأتي شرحه مستوفى في كتاب الفتن. الشيخ : ننتظر ؟ ننتظر ... القسطلاني معكم ؟ القسطلاني موجود ؟
الذين يكفرون الصحابة هم كفار بلا شك وإن لم يخرجوا عليهم لكن الذين يخرجون الآن على الحكام الموجودين حالياً ما حكمهم ؟
السائل : الذين يكفرون الصحابة هم كفار لا شك لأنهم يكفرون الصحابة حتى ولو لم يخرجوا عليهم، لكن الذين يخرجون الآن على الحكام الموجودين حالياً، هل نكفرهم ؟ الشيخ : الغالب من هؤلاء بغاة، هؤلاء من البغاة، لأن الغالب الحكام في الأمة الإسلامية مستحقون للخروج عليهم من جهة فسقهم، يعني أن لمن خرج عليهم تأويل لفسقهم وفجورهم وكونهم يحلون ما حرم الله، وبعضهم ربما يكون كفره صريحا بنبذ الإسلام وراء ظهورهم وتحكيمهم غير الإسلام.
السائل : ...؟ الشيخ : هو رأيه ، هذا رأيه، ما هو هذا حديث حتى يحتاج إلى مخالفة الإجماع، هو يرى رضي الله عنه أنهم شر البرية لأن خطرهم أعظم من خطر اليهود والنصارى لأنهم يتظاهرون بالصلاح، حتى إذا كنت حولهم بالليل تسمع دويهم بالقرآن وبكاءهم ، وعندهم كثرة صيام صلاة وصدقة. السائل : ...؟ الشيخ : النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن إيمانهم لا يجاوز حناجرهم، نسأل الله العافية، ما دخل الإيمان في قلوبهم. السائل : ...؟ الشيخ : ما ينافق لكن الإيمان ما وصل إلى قلبه، تجد في قلبه شك أو كراهة لبعض الحق أو ما أشبه ذلك. السائل : ...؟ الشيخ : دار إسلام، أي نعم.
القارئ : قال رحمه الله. الشيخ : من ؟ القارئ : القسطلاني، قال " : ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان ) جماعتان جماعة علي وجماعة معاوية، ( دعواهما واحدة ) أي كل واحد منهما يدعي أنه على الحق وصاحبه على الباطل بحسب اجتهادهما. والحديث بهذا السند من إفراده ". الشيخ : بس ؟ ... في نفس الباب. القارئ : قال ابن حجر : " والمراد بالفئتين جماعة علي وجماعة معاوية والمراد بالدعوة الإسلام على الراجح، وقيل: المراد اعتقاد كل منهما أنه على الحق، وأورده هنا للإشارة إلى ما وقع في بعض طرقه كما عند الطبري من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد نحو حديث الباب، وزاد في آخره: فبينما هم كذلك إذ مرقت مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق، فبذلك تظهر مناسبته لما قبله، والله أعلم ". الشيخ : هذا فيه فائدتان، الفائدة الأولى: مناسبته لما قبله، والفائدة الثانية: تعين أن تكون هاتان الطائفتان هما علي ومعاوية. هذا فيه زيادة ؟ القارئ : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة )، قال العيني " : أي: هذا باب في ذكر قول النبي وترجمه بلفظ الخبر " ... نقرأ الباب أو نقرأ الحديث ؟ الشيخ : وش كلامه على الحديث ؟ القارئ : قال في شرح الحديث " : الترجمة عين الحديث كما ذكرنا، غير أن فيها: طائفتان في بعض النسخ، وفي الحديث: فئتان، أخرجه عن علي بن عبد الله المعروف بابن المديني ". الشيخ : خلاص سبحان الله ... ما يحتاج، المهم أنا فهمنا أن الفئتين هما علي ومعاوية.
قال أبو عبد الله وقال الليث حدثني يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فكدت اساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم ثم لببته بردائه أو بردائي فقلت من أقرأك هذه السورة قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له كذبت فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أرسله يا عمر اقرأ يا هشام ) فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هكذا أنزلت ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرأ يا عمر ) فقرأت فقال ( هكذا أنزلت ) ثم قال ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه .)
القارئ : قال أبو عبد الله: وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب، يقول: ( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم، ثم لببته بردائه أو بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر ، فقرأت، فقال: هكذا أنزلت ، ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه ). الشيخ : عمر رضي الله عنه هنا أنكر شيئا من القرآن، أليس كذلك ؟ لكنه أنكره متأولا، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرأه السورة على غير الذي سمعه من هشام فأنكر، حتى لما قال : أقرئنيها رسول الله قال : كذبت. ففي هذا دليل على أن المتأول لا يكفر، لأنه لم يرد المعاندة ولا مخالفة الحق، لكنه قال ذلك بتأويل، وعلى هذا فلو أن العامي سمع قراءة لم تكن في المصحف الذي بين يديه فقال : أبدا هذا ليس من القرآن، فإنه لا يكفر بذلك، لماذا ؟ لأنه متأول، وهذا من سعة رحمة الله عز وجل على هذه الأمة، أن الإنسان إذا تأول وحكم بتأويله فإنه لا يؤاخذ لقوله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).
فوائد حديث : ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه .)
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا دليل على قوة عمر رضي الله عنه، وأن له هيبة في قلوب الناس، وإلا فبإمكان هشام أن يتفلت منه. وفيه أيضا دليل على أن من أمسك شخصا نحو هذا الإمساك غيرة لله ورسوله فإنه لا يعاتب، ولهذا لم يعاتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وفيه دليل أيضا على سعة نزول القرآن، حيث أنزل على سبعة أحرف، يعني أن كل إنسان يقرؤه بلهجته التي يعرفها دون أن يكلف لهجة أخرى أو لغة أخرى، وهذا في أول الأمر، ثم إن الصحابة رضي الله عنهم في عهد أبي بكر اختاروا أن يكون على حرف واحد، وهو لغة قريش، ثم اختاروا اختيارا ثانيا أضيق في عهد عثمان رضي الله عنه، وهو أن يجمع الناس على مصحف واحد، وهو المصحف العثماني حتى لا يحصل النزاع، وهذا كله اجتهادات موفقة ، لأنها لو بقيت القراءات التي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا لتنازعت الأمة ولكن من نعمة الله أن الله حمى هذا القرآن الكريم بما اجتهد فيه الصحابة رضي الله عنهم.
السائل : ...؟ الشيخ : المتأوّل إذا كان مفرِّطا فإنه لا يعذر بتأوله، لأنه مفرط، وكان عليه أن يبحث ويسأل حتى يتبين له الحق. السائل : ...؟ الشيخ : ... الأقرب أنهم للبغاة أقرب منهم للخوارج.
السائل : عفا الله عنك، ما فعله عمر رضي الله عنه يدل على حسن النية ، وحسن النية ... إذا كان ...؟ الشيخ : بلى، وهذا هو المتأول، المتأول المجتهد حسن النية، أما المتأول المتعصب لرأيه ولو خالف الحق فهذا لا يعذر.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع ح و حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) )
القارئ : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وكيع، ح وحدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: ( لما نزلت هذه الآية: (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )) شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك )) ). الشيخ : هؤلاء تأوّلوا، ظنوا أن المراد بالظلم مطلق المعصية، فبيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المراد بالظلم الشرك، واستدل بقوله تعالى : (( إن الشرك لظلم عظيم ))، ولم يوبِّخهم على تأويلهم، بل نفى هذا التأويل، وبيَّن أنه ليس المراد، وبين الوجه الصحيح.
الأحرف السبع التي نزل القرآن بها هل هي القراءات السبع ؟
السائل : ... هل هي القراءات السبع ؟ الشيخ : لا، الآن ما هي بمعلومة، الآن بعد أن وحدت على لغة قريش انمحت. السائل : ...؟ الشيخ : القراءات السبع هي في حرف واحد لغة قريش ما تتجاوزها. السائل : ... ؟ الشيخ : ... عمر رضي الله عنه ... الشيخ : على كل حال كل مقام له مقال، في عهد الصّحابة ليس الأمر كعهدنا الآن، عهد الصحابة قلوبهم نزيهة، كلهم نياتهم طيبة، لكن الآن لو يفتح هذا الباب للناس لحصل شر كثير، وادّعى مدع هذا ... كذا وهذه ... كذا نعم.
في عصرنا الحاضر الآن إذا كانت بعض الحكومات لا تطبق شيئاً من الشرع فهم يكفروا الحكومة ثم بعد ذلك كفروا الشعب على رضاهم بهذا ما حكم هؤلاء ؟
السائل : في عصرنا الحاضر هذا في بعض الطوائف الآن ... بعض الحكومات لا تطبق شيئاً من الشرع فهم يكفرون الحكومة ثم بعد ذلك كفروا الشعب على رضاهم بهذا، ما حكم هؤلاء ؟ الشيخ : هؤلاء كالرافضة، طائفة من الرافضة تقول إن أبا بكر وعمر كافران، لأنهما ظلما عليا بأخذهما الخلافة، وإن عليا كافر أيضا لأنه لم يدفع الظلم عن نفسه، هؤلاء كذلك. هل الشعب الذين عليهم حكام ظلمة لا يحكِّمون الشرع هل هم راضون ؟ هم ليسوا براضين. السائل : ... الشيخ : والله ما أدري أنا، إذا كان بكفر الشعب، وبكفر الحاكم، ليش ما يكفر نفسه بعد أيضا ؟!
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني محمود بن الربيع قال سمعت عتبان بن مالك يقول غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل أين مالك بن الدخشن فقال رجل منا ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا تقولوه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) قال بلى قال ( فإنه لا يوافى عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار )
القارئ : حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعت عتبان بن مالك، يقول: ( غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: أين مالك بن الدخشن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق، لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تقولونه: يقول لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله ، قال: بلى، قال: فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به، إلا حرّم الله عليه النار ). الشيخ : الله أكبر، والمراد: إذا كان خالصا من قلبه، لا مجرد قوله باللسان، لأن مجرد القول باللسان يقع من المنافق، فالمنافقون يشهدون أن لا إله إلا الله ويشهدون أن محمدا رسول الله، لكن المراد: من قالها خالصا من قلبه، فإنه لا يوافي الله بها يوم القيامة إلا حرم الله عليه النار. وقد استدل بها بعض العلماء الذين قالوا : إن تارك الصلاة لا يكفر، ولكن لا وجه للاستدلال به. أولا: لأنه قيد بكون هذا القول خالصا من قلبه، وإذا وقع هذا خالصا من قلبه فإنه لا يمكن أن يدع الصلاة، هذه واحدة. الثاني : أننا لو لم نأخذ بهذا الاعتبار لكان هذا الحديث عاما مخصص بأحاديث كفر تارك الصلاة، ولا يجوز لنا أن نأخذ بالمشتبه وندع الواضح. الشاهد من هذا الحديث قول الرجل : ذلك منافق، ولم يعزره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يوبخه على ذلك، لماذا ؟ لأنه قاله عن تأويل.
السائل : الفرق بين قصد وجه الله وابتغاء وجه الله ؟ الشيخ : قصد وجه الله وابنغى وجه الله كلها بمعنى واحد. السائل : ...؟ الشيخ : يحتمل أن الرّسول يعرف من حاله هذا الشيء، أو أنه قال لهم : لا تقولوا هكذا وهو يقول لا إله إلا الله، ولهذا بعض النسخ عندي أنا يقول: ( ألا تقولون ) في نسخة: لا تقولوه. هذه أوضح.
الله تعالى يقول (( اجتنبوا كثيراً من الظن )) ألا يعتبر قول الصحابة في ذلك الرجل أنه منافق من الظن ؟
السائل : ...؟ الشيخ :(( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا )). السائل :(( كثيرا من الظن )). الشيخ : ولم يقل كل الظن، فالظن المبني على قرائن لا بأس به، لكن الظن الذي بدون قرائن ما يكفي، ولهذا قال العلماء: يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة وإن كان قد يكون له باطن.