تتمة شرح الحديث : حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً ) ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرةً لها خوار أو شاةً تيعر ) ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه يقول ( اللهم هل بلغت ) بصر عيني وسمع أذني
الشيخ : ... وأشد من ذلك من يستعمل منصبه سلطة، يهيب الناس به، فإن بعض الناس مثلا يكون بينه وبين أحد شيء، ثم يكتب: فلان بن فلان الرئيس الفلاني، ... تجده رئيسا متقاعدا من زمان، لكن يستخدم كلمة رئيس يُهيّب بها الناس، هذا أيضا حرام ما يجوز أن تستخدم مسمى وظيفتك فيما تنال به مقصودك. فنسأل الله أن يرينا الحق حقا، كثير من الناس نسأل الله العافية إذا أهدي إليهم في أعمالهم بشت وجوههم وقال : ما شاء الله، أكثر الله من أمثالك، وأكثر الله هداياك، والواجب عليه إيش ؟ أن يردها. قد يقول بعض الناس: إن رددتها أخشى أن يكون في نفسه شيء، فنقول : لا تردها بجفاء، ردها وقل يا أخي هذا حرام عليّ، وأنت تكون معينا لي على الإثم ...
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبي رافع قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الجار أحق بصقبه ) وقال بعض الناس إن اشترى داراً بعشرين ألف درهم فلا بأس أن يحتال حتى يشتري الدار بعشرين ألف درهم وينقده تسعة آلاف درهم وتسع مائة درهم وتسعةً وتسعين وينقده ديناراً بما بقي من العشرين الألف فإن طلب الشفيع أخذها بعشرين ألف درهم وإلا فلا سبيل له على الدار فإن استحقت الدار رجع المشتري على البائع بما دفع إليه وهو تسعة آلاف درهم وتسع مائة وتسعة وتسعون درهماً ودينار لأن البيع حين استحق انتقض الصرف في الدينار فإن وجد بهذه الدار عيباً ولم تستحق فإنه يردها عليه بعشرين ألف درهم قال فأجاز هذا الخداع بين المسلمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( بيع المسلم لا داء ولا خبثة ولا غائلة )
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال البخاري رحمه الله : حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبي رافع، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الجار أحق بسقبه ). وقال بعض الناس: " إن اشترى دارا بعشرين ألف درهم، فلا بأس أن يحتال حتى يشتري الدار بعشرين ألف درهم، وينقده تسعة آلاف درهم، وتسع مائة درهم، وتسعة وتسعين، وينقده دينارا بما بقي من العشرين الألف، فإن طلب الشفيع أخذها بعشرين ألف درهم، وإلا فلا سبيل له على الدار، فإن استحقت الدار رجع المشتري على البائع بما دفع إليه، وهو تسعة آلاف درهم وتسع مائة وتسعة وتسعون درهما ودينار، لأن البيع حين استحق انتقض الصرف في الدينار، فإن وجد بهذه الدار عيبا، ولم تستحق، فإنه يردها عليه بعشرين ألف درهم. قال: فأجاز هذا الخداع بين المسلمين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بيع المسلم، لا داء ولا خِبثة ولا غائلة ) ". الشيخ : شف ضبطها ؟
القارئ : يقول : " قال ابن التين: ضبطناه بكسر الخاء المعجمة وسكون الموحدة بعدها مثلثة ". الشيخ : خِبثة، ما ذكر لها ضبط آخر ؟ اقرأ اقرأ، سمعنا جزاك الله خير. القارئ : أدور أنا. الشيخ : قرأت تو قلت: خبثة بكسر الخاء. القارئ : قال " : ضبطناه بكسر الخاء المعجمة وسكون الموحدة بعدها مثلثة، وقيل: هو بضم أوله لغتان، قال أبو عبيد: هو أن يكون البيع غير طيب، كأن يكون من قوم لم يحل سبيهم لعهد تقدم لهم. قال ابن التين: وهذا في عهدة الرقيق. قلت: إنما خصه بذلك لأن الخبر إنما ورد فيه. قال: والغائلة أن يأتي أمرا سرا كالتدليس ونحوه. قلت: والحديث المذكور طرف تقدم بكماله في أوائل كتاب البيوع من حديث العداء بفتح العين وتشديد الدال المهملتين مهموزا، ابن خالد أنه اشترى من النبي صلى الله عليه وسلم عبدا أو أمة وكتب له العهدة: هذا ما اشترى العداء من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أو أمة، لا داء ولا غائلة ولاخبثة، بيع المسلم للمسلم، وسنده حسن ". الشيخ : المهم أن البخاري رحمه الله انتقد هذه الحيلة على قائل هذا القول ، لأن المقصود من هذه الحيلة إسقاط الشفعة، وقد مر علينا أنه لا يجوز التحيل على إيش ؟ إسقاط الشفعة أو غيرها من الواجبات، ولا على فعل المحرمات، وأن التحيل على إسقاط الواجبات أو فعل المحرمات لا يزيدها إلا خبثا، لأنه يجمع بين مفسدة المتحيل عليه وبين إيش ؟ وبين الخداع، وقد مر علينا كلام أيوب السختياني رحمه الله أن هؤلاء المتحيلين يخادعون الله عزّ وجل، وأنهم لو أتوا الأمر على وجهه لكان أحب إليه. وخلاصة القول في مسألة الشفعة أن الشريك يأخذها بالثمن الذي استقر عليه العقد سواء كان دراهم أو دنانير أو متاع أو حيوان أو مكاين أو أراضي، يأخذها بالثمن الذي استقر عليه العقد.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أن أبا رافع ساوم سعد بن مالك بيتاً بأربع مائة مثقال وقال لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الجار أحق بصقبه ) ما أعطيتك
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد: ( أن أبا رافع، ساوم سعد بن مالك بيتا بأربع مائة مثقال، وقال: لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الجار أحق بسقبه ، ما أعطيتك ). الشيخ : اقرأ الشرح.
القارئ : يقول " : قوله في آخر الباب حدثنا مسدد، حدثنا يحيى هو القطان، وسفيان هو الثوري. وقوله: إن أبا رافع ساوم سعد بن مالك هو ابن أبي وقاص، وعند أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري بالشك: أن سعدا ساوم أبا رافع، أو أبو رافع ساوم سعدا، ولا أثر لهذا الشك. وقوله: بيتا بأربعمائة مثقال فيه بيان الثمن المذكور. قوله: قال وقال لولا أني سمعت إلخ القائل الأول عمرو بن الشريد، والثاني أبو رافع، وقد بينه عبد الرحمن بن مهدي في روايته ولفظه: فقال أبو رافع لولا أني سمعت إلخ، وقد تقدمت مباحثه ولله الحمد ". الشيخ : هذا أيضا مر علينا في قوله ( الجار أحق بسقبه ) أن نفي الشفعة في الجوار على الإطلاق غير صحيح، وإثباتها على الإطلاق غير صحيح، وأنه لا شفعة للجار إلا إذا كان بينه وبين جاره مشاركة في حق من حقوق الملك، مثل أن يكون النهر بينهما سواء، أو الطريق، أو البئر، أو ما أشبه ذلك.
ما قيل عن ابن القيم أنه أجاز التحيل من الحلف بالحلف الخلف هل هذا صحيح ؟
السائل : نُسب إلى ابن القيم أنه أجاز التحيل للتخلص من الحنث في الحلف هل هذا صحيح ؟ الشيخ : إي نعم، هذا غير صحيح، وقد نقلنا على هامش كتابنا الروض المربع كلام ابن القيم نفسه بأنه يحرم الحيلة على ... ويقول هذا من الحيل الباطلة.
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ح و حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراءً فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم ) فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال ( زملوني زملوني ) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال ( يا خديجة ما لي ) وأخبرها الخبر وقال ( قد خشيت على نفسي ) فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأً تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعاً أكون حياً حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أومخرجي هم ) فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك قال ابن عباس فالق الإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل
الشيخ : كتاب التعبير يعني تعبير الرؤيا، يعني تفسيرها، وسمي تعبيرا لأنه يعبر مما رؤي إلى ما يتوقع، فهو من العبور، يعني مثلا إذا رأى الرؤيا عبر إليها إلى ما يتوقع وجوده منه على أساس هذه الرؤيا. والتعبير في الحقيقة موهبة ومكسبة، ... وارأساه واظهراه وما أشبه ذلك. ويا للقريب تصلح للقريب وتصلح للبعيد، وأي كذلك للقريب وللبعيد، أي ابن عم اسمع من ابن اخيك ؟ فقال ورقة : ابن أخي ماذا ترى ؟ ابن هنا منادى حذفت منها ياء النداء، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، الناموس أصله رسول السر، رسول السر يسمى ناموسا، وربما يطلق على الكتاب، والظاهر أنه أراد به هنا الكتاب، هذا الناموس يعني الكتاب الموحى به الذي أنزل على موسى، وإنما ذكر موسى ولم يذكر عيسى مع أنه قد تنصر لأن الإنجيل متمم للتوراة وليس مستقلا، فالأصل هو التوراة، وهو الكتاب الأكبر وهو الذي يقرنه الله عز وجل في القرآن، وأما الإنجيل فإنه متمم. ثم قال : " يا ليتني فيها جذعا "، هذه فيها إشكال نحوي، إذ إن المعروف في اللغة العربية أن ليت تنصب الاسم وترفع الخبر، وهنا الخبر منصور ظاهرا، وإلا فإن الخبر حقيقة محذوف، والتقدير : يا ليتني كنت فيها جذعا، فجذعا خبر لكان المحذوفة، وكان المحذوفة هي خبر ليت. تمنى أن يكون جذعا أي شابا صغيرا، أكون حيا حين يخرجك قومك، يعني أنه قال : إن قومك سيخرجونك، وتمنى أن يكون جذعا وأن يكون حيا في ذلك الوقت، حتى ينصره ويساعده، فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الكلمة، وقال : ( أو مخرجي هم ؟! ) استفهام تعجب واستنكار، يعني كيف يخرجونني وأنا منهم وفيهم. فقال له ورقة : " نعم، لم يأت رجل قط بما جئت إلا عودي "، يعني إلا عاداه، وأول من يعاديه قومه، وهكذا ورثة الأنبياء من بعدهم يكون لهم أعداء، وربما يكون أخص أعدائهم من قومهم، ولكن الواجب الصبر والاحتساب وانتظار الفرج، ولعل هذا من حكمة الله عز وجل أن يهيئ النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله مستعدا لهذه العداوة التي ذكرها له ورقة وذكر ورقة أنها كانت للأنبياء من قبله. ويشهد لقول ورقة هذا قوله تعالى هاتوا الآية ؟ : (( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على كذبوا وأذوا حتى أتاهم نصرنا )). قال : وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، قال أهل العلم: وبذلك صار ورقة مؤمنا، فكان أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه آمن به قبل أن يكون رسولا، وعلى هذا فلا تنافي هذه الأولية أولية أبي بكر رضي الله عنه، فإن أول من أسلم أبو بكر، لا شك في هذا، متفق عليه، وأول ما أسلم أبو بكر بعد إيش ؟ بعد الرسالة، أما ورقة فآمن قبل الرسالة وبعد النبوة. " ثم لم ينشب ورقة أن توفي "، لم ينشب أي لم يلبث إلا قليلا ثم توفي، وفتر الوحي فترة، فتر أي توقف الوحي، والحكمة من ذلك أن يشتد شوق النبي صلى الله عليه وسلم إليه، لأنه كلما اشتد الشوق إلى الشيء كان مجيئه عند ذلك أشد قبولا وأشد تأثيرا مما لو بغت الإنسان من أول الأمر، ولهذا كان من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يخبر الرجل الذي كان يصلي ولا يطمئن لم يخبره من أول الأمر بأن صلاته نقصها كذا وكذا، وعليه أن يفعل كذا وكذا، بل ردده حتى صار أشوق ما يكون إلى العلم، فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني. فتر الوحي فترة، قيل إنه فتر ثلاث سنوات، وقيل غير ذلك. " حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال " يعني أنه اشتاق شوقا عظيما، حتى إنه من شدة شوقه يصعد إلى قمم الجبال ليتردى منها حتى يؤتيه الوحي، ولهذا فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقّا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع. وهذا الذي أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يفعله ليس تسخطا على القضاء والقدر ولكن شوقا وحزنا على ما فاته، والله يعلم عز وجل أنه لن يمكنه من إلقاء نفسه، لأنه كلما همّ بذلك أتاه جبريل فطمأنه ، ولكن من أجل أن يشتد شوق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلا يكون في هذا دليل للمنتحرين الذين إذا فاتهم الشيء ذهبوا ينتحرون لفقدانه، لأننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لن يتمكن من ذلك بسبب مجيء جبريل إليه، وتطمينه إياه، لكن هؤلاء المنتحرين من يقول إنهم سيحصل لهم مقصودهم لو همّوا بالانتحار. يقول : " فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك ". وهذا الحديث يسمى حديث الوحي، وقد افتتح المؤلف رحمه الله كتابه بعد حديث عمر بن الخطاب ( إنما الأعمال بالنيات )، إشارة إلى أن هذا الكتاب كتاب سنة، والسّنة قرينة الكتاب العزيز في أنها حجة، وأنها يجب تصديق خبرها وامتثال حكمها نعم.
السائل : ...؟ الشيخ : أيهم ؟ السائل : ...؟ الشيخ : كيف ؟ الشيخ : هو على كل حال ليس من كلام الزهري، لكنه قد يقال إنه غير متصل، لأنه قال : فيما بلغنا، مع أن الحديث ساقه في أول الكتاب لا أذكر أن فيه هذه الكلمة. الطالب : ابن حجر ... الشيخ : نبه عليها الحين ؟ ماذا يقول ؟
القارئ : يقول : " قوله: وفتر الوحي تقدم القول في مدة هذه الفترة في أول الكتاب، وقوله هنا: فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا، هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل ابن يونس، وصنيع المؤلف يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه فساق الحديث إلى قوله: وفتر الوحي ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري فقال: وفتر الوحي فترة حتى حزن فساقه إلى آخره. والذي عندي أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر، فقد أخرج طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه في أول الكتاب بدونها، وأخرجه مقرونا هنا برواية معمر، وبيّن أن اللفظ لمعمر، وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر، وأخرجه أحمد ومسلم والإسماعيلي وغيرهم وأبو نعيم أيضا من طريق جمع من أصحاب الليث عن الليث بدونها، ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة، وهو من بلاغات الزهري، وليس موصولا. وقال الكرماني: هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور، ووقع عند ابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله: فيما بلغنا، ولفظه: فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنا غدا منه إلى آخره فصار كله مدرجا على رواية الزهري، وعن عروة عن عائشة، والأول هو المعتمد ". الشيخ : ما صرح، وفيه اختلاف الرواة. في أول الصحيح ما ذكر شيئا ؟ ... يعني بذلك قوله تعالى : (( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا )) فالق أي مظهر ومبين، والإصباح إصباح النهار بضوء الشمس، وكان ابن عباس يقول أيضا : إن ضوء القمر بالليل من هذا، لأنه يضيء ويبين، والله أعلم. القارئ : وهنا تكلم يا شيخ على أخو، يعني أخي أو أخو. يقول : " وهو ابن عم خديجة أخو أبيها كذا وقع هنا، وأخو صفة للعم فكان حقه أن يذكر مجرورا، وكذا وقع في رواية بن عساكر أخي أبيها، وتوجيه رواية الرفع أنه خبر مبتدأ محذوف ". الشيخ : ما دام عندنا نسختان إحداهما توافق اللغة العربية فأحسن. السائل : ...؟ الشيخ : أيها ؟ وهو المعتمد، وهو أخو أو أخي. السائل : ...؟ الشيخ : وهي مدرجة من الزهري ؟ السائل : ...؟ القارئ : هنا ما ذكر الزيادة. الشيخ : ما ذكرها ؟ طيب. على كل حال العلماء وجهوا هذا على القول بصحتها أنه ليس قصده كما يفعله المنتحرون الآن الملل من الحياة وأنه يريد يستغيث أو يستجير من الرمضاء بالنار.
الذين يستدلون بهذا على الإنتحار هل يقال لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس محلاً للقدوة قبل الرسالة ؟
السائل : الذين يستدلون بهذا على الانتحار هل يقال لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس محلاً للقدوة قبل الرسالة ؟ الشيخ : إذا لم يرد هذا الفعل فقد يكون قدوة، لكن أصلا ما أراد الرسول ما يريدون، والله يعلم أنه لن يكون هذا، لأن جبريل يأتيه ويقول يطمئنه على هذا الشيء .
السائل : أحسن الله إليك، قول ورقة هل ينجيه من النار ؟ الشيخ : إي نعم، هو الظاهر، لأنه آمن والتزم بأن يساعد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولذلك ادّعى بعض الناس أنه صحابي لأنه ينطبق عليه حد الصحبة، من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، وهو مجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به.
باب : رؤيا الصالحين . وقوله تعالى : (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )) .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين. قال البخاري رحمه الله تعالى : باب : رؤيا الصالحين . وقوله تعالى : (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )) . الشيخ : نعم، يقول عز وجل : (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق )) الجملة هذه مؤكدة بثلاث مؤكدات، وهي اللام وقد والقسم المقدر. وصدق رسوله الرؤيا أي أخبره بالصدق، وهناك فرق بين صدق وصدَّق، صدق أي أخبر بالصدق، وصدَّق أي صدق من أخبر بالصدق. صدق الرؤيا بالحق أي الرؤيا المصحوبة بالحق، وهو الشيء الثابت. هذه الرؤيا (( لتدخلن المسجد الحرام )) الجملة أيضا مؤكدة بثلاث مؤكدات: اللام والنون والقسم المقدر. (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله )) كلمة إن شاء الله قد تشكل على بعض الناس، فيقال : كيف يقول الله عز وجل عن فعله إن شاء الله وهو يعلم أنه سيقع ؟ نحن مأمورون إذا وعدنا شيئا في المستقبل أن نقول : إن شاء الله، لأننا لا نعلم أيتحقق هذا أم لا ؟ ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه سيتحقق، فلماذا قال : إن شاء الله ؟ والجواب عن هذا أن نقول : قال إن شاء الله ليبيّن للصحابة أنه سبحانه وتعالى لم يشأ أن يدخلوا الآن ولكن سيدخلونه بمشيئة الله، وأن كل شيء مقرون بمشيئته، فالشرط هنا لبيان الواقع، وهو يشبه قوله صلى الله عليه وسلم في زيارة المقبرة : ( وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) فإن لحقونا بالأموات متيقن، ولكن المعنى : وإنا نلحق بكم إذا شاء الله ذلك. (( آمنين )) حال من فاعل تدخلون، والأمن ضد الخوف. (( محلقين رؤوسكم ومقصرين )) ولم يذكر الطواف والسعي لأن التحليق والتقصير به التحلل، ولا تحلل إلا بعد الطواف والسّعي بعد أداء النسك، فذكر آخر النسك ليزداد اطمئنانهم بذلك. وفي تقديم الحلق على التقصير دليل على أنه أفضل، والحلق جز الشعر بالموسى، والتقصير قصه، ومن القص المكائن التي تقص الشعر قصا تاما، والتي يسمونها نمرة واحد، حيث يعتبر تقصيرا لأنه ليس جزا بالموسى. وقوله : (( محلقين رؤوسكم ومقصرين )) ولم يقل رؤوسكم، فقيل : إن هذا من باب الاكتفاء كقوله تعالى : (( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر )) يعني والبرد، فمحلقين رؤوسكم ومقصرين يعني رؤوسكم. وقيل: بل هناك فرق، لأن التحليق يكون على جميع الرأس شعرة شعرة، والتقصير لا يكون على جميع الرأس شعرة شعرة، بل يكون بحيث يظهر على الرأس أثر التقصير، فيكون كل من شاهده يعلم أنه قد قصره، ولا يجب استيعاب الرأس كله شعرة شعرة، لأن هذا لا يتم إلا بالحلق. (( لا تخافون )) قيل إنها جملة مستأنفة، والمعنى لا تخافون من إخلاف الوعد، وقيل : بل هي حال مؤكدة لقوله : (( آمنين )) يعني آمنين لا تخافون في هذا الأمن أي لا يلحقوكم فيه أي خوف، فيكون النفي لإثبات كمال الأمن.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )
الشيخ : سم الله. القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ).
تتمة شرح الآية . (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ... ))
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. لم نكمل الكلام على الآية، قوله تعالى : (( فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )) (( علم )) أي الله عز وجل، (( علم ما لم تعلموا )) أي مما سيكون من هذا الصلح الذي جرى، فإن هذا الصلح الذي جرى كما يعلمه كثير منكم حصل فيه في ظاهره غضاضة على المسلمين، حتى قال عمر رضي الله عنه : " ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ "، قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( بلى )، قال : " فلم نعطي الدنية في ديننا ؟! " فجعلوا ذلك من الدنيّة، ولكن الله عز وجل قال : (( علم ما لم تعلموا )) أي من المصالح العظيمة في هذا الصلح ، (( فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )) فسمّى الله تعالى ذلك فتحا، (( من دون ذلك )) أي من دون دخولكم المسجد الحرام، (( فتحا قريبا )) وهو هذا الصلح، فسمّاه الله تعالى فتحا، وكذلك سمّاه فتحا في قوله تعالى : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ))، فالمراد بالفتح في هذه الآية صلح الحديبية. وأما قول الله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح )) فالمراد بالفتح هنا فتح مكة.
شرح حديث : ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) .
الشيخ : أما الحديث فظاهر فيه، الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة من ستة وأربعين جزء من النبوة، يعني كأنها كالوحي، لكنها ليست وحيا تاما، بل هي جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، فيكون فيها شيء من صدق ما يراه الإنسان الصالح في منامه إذا كانت الرؤيا حسنة، أما إذا كانت الرؤيا سيئة فهي من الشيطان يسوء بها المؤمن فيريه أشياء يكرهها فيتألم ويحزن، ولكن لهذا دواء ربما يمر علينا في الصحيح، فإن لم يكن فسنذكره إن شاء الله في آخر الكلام على التعبير .
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى هو ابن سعيد قال سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان )
القارئ : حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا يحيى هو ابن سعيد، قال: سمعت أبا سلمة، قال: سمعت أبا قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان ). الشيخ : الرؤيا الصادقة من الله في نسخة، وعندنا الرؤيا من الله، لكنها على هذه الرواية إن صح النقل وأن النسخة صحيحة فالمراد الرؤيا الصادقة أو الحسنة كما سبق.
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره ). الشيخ : هذا الحلم، الحُلم يأتي به الشيطان يمثل به للنائم مما يكرهه، مثل أن يرى أنه قتل أباه أو قتل ابنه أو أحرقته النار أو ما أشبه ذلك، فهذه مؤلمة محزنة فهي حُلم من الشيطان، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بمداواتها في هذا الحديث بأمرين: فليستعذ بالله من شرها، والثانية أن لا يذكرها لأحد فإنها لا تضره. أما إذا رأى ما يحب فليحدث بها، ولكنه سبق لنا أنه يحدث بها من يحبه لئلا يكيد له.
حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير وأثنى عليه خيراً لقيته باليمامة عن أبيه حدثنا أبو سلمة عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم فليتعوذ منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره ) وعن أبيه حدثنا عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، - وأثنى عليه خيرا، وقال لقيته باليمامة - عن أبيه: حدثنا أبو سلمة، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم فليتعوذ منه، وليبصق عن شماله، فإنها لا تضره ). وعن أبيه، حدثنا عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. الشيخ : طيب، هذا زاد عما سبق ؟ البصق عن اليسار، ( فليبصق عن يساره )، فهذه ثلاثة أشياء نعم.
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )
القارئ : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ).
حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) ورواه ثابت وحميد وإسحاق بن عبد الله وشعيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) ورواه ثابت، وحميد، وإسحاق بن عبد الله، وشعيب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )
القارئ : حدثني إبراهيم بن حمزة، حدثني ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ).
نستطيع الجمع بين الروايات بحسب الرائي إذا كان قريب من عهد النبوة يكون جزء من ستة وأربعين وإذا كان بعيد كان جزء من سبعين هل هذا صحيح ؟
السائل : نستطيع التفريق بين الروايات، بحسب الرائي ... ؟ الشيخ : ما هو ظاهر، لأن هذا وصف للرؤيا نفسها، ما هو للرائي. لو كان الوصف للرائي لقلنا هذا بحسب قوة إيمانه، لكن هذا للرؤيا نفسها. والعدد دائما يكون فيه نسيان، كما اختلف الرواة في قيمة جمل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وكذلك اختلفوا في القلادة التي اشتراها فضالة بن عبيد باثني عشر دينارا أو أكثر أو أقل، لكن ما اتفق عليه البخاري ومسلم أصح، والباقي يكون شاذا.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ) قالوا وما المبشرات قال ( الرؤيا الصالحة )
القارئ : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات ، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة ). الشيخ : الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه، أو ترى له، فيرى خيرا فيستبشر به، أو يرى له خير فيستبشر به، فهذه من المبشرات.
هل المراد الرؤيا باب من أبواب النبوة أي طريق من طرق النبوة ؟
السائل : هل المراد ( الرؤيا باب من أبواب النبوة ) أي طريق من طرق النبوة ؟ الشيخ : إي نعم، أي جزء من الوحي، لكن ليست وحيا كاملا، ولكن فيها شيء من الوحي.
السائل : هل اللام في النبوة هي للعهد ؟ الشيخ : كيف العهد ؟ السائل : اللام ... ؟ الشيخ : قصدك العهد الذكري ؟ السائل : إي نعم. الشيخ : هذه للعهد الذهني، يعني النبوة المعروفة. السائل : يعني نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أو النبوة ... ؟ الشيخ : عموما.
إذا رأى رجل صالح رؤيا تدل على شيء مباح هل يأخذوا به ؟
السائل : إذا رأى رجل صالح رؤيا تدل على شيء مباح هل يأخذون به ؟ الشيخ : لا ما يأخذ به إلا إذا وافق الشرع. السائل : ...؟ الشيخ : المعنى أنها تصدق، كما أن النبوة صدق وحق، كذلك الرؤيا الصالحة، مثل ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصالحة، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
باب : رؤيا يوسف . وقوله تعالى : (( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم )) . وقوله تعالى : (( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) .
القارئ : باب : رؤيا يوسف . وقوله تعالى : (( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم )) . وقوله تعالى : (( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) . الشيخ : نعم، هذه رؤيا أنزل الله تعالى بها سورة كاملة تسمّى سورة يوسف، رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له، والأحد عشر كوكبا هم إخوته، لأنه هو الثاني عشر، والشمس والقمر أبوه وأمه، ولكن أيهم الأب ؟ قيل : إنه القمر اعتبارا بتذكير اللفظ، والشمس اعتبارا بتأنيث اللفظ، وقيل الشمس الأب، والقمر الأم اعتبارا بالمعنى، لأن القمر ضوؤه مستفاد من الشمس، فالشمس هي الأم في إضاءة القمر، وعلى كل حال نقول الشمس والقمر هم أبواه الأم والأب سواء هذا أو هذا. (( رأيتهم لي ساجدين )) ففهمها أبوه لما قص عليه هذه الرؤيا وقال له : (( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك )) والتصغير هنا للإشفاق والرحمة والتمليح والتقريب، كما تقول الأم لابنها يا وليدي، وكذلك الأب. (( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا )) يكيدوا هنا محذوفة النون، لماذا ؟ للنصب بفاء السببية أو بأن مضمرة بعدها على رأي البصريين لأنها وقعت في جواب النهي (( لا تقصص )). والكيد هو التوصل إلى الإيقاع بالشخص من حيث لا يشعر يعني بأسباب خفية، يتوصل بأسباب خفية للإيقاع بالشخص هذا يُسمى كيدا ويسمى مكرا ويسمى خداعا. (( فيكيدوا لك كيدا )). (( إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) هذا تعليل لما يتوقع من فعلهم لو أنه قصَّ عليهم الرؤيا.