حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع أن ابن عمر قال إن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ذات ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيراً فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم إني أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لن تراع نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر له قرون كقرن البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وأرى فيها رجالاً معلقين بالسلاسل رءوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالاً من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل ) فقال نافع فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة
القارئ : حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا صخر بن جويرية حدثنا نافع أن ابن عمر قال : ( إن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وأنا غلام حديث السن وبيتي المسجد قبل أن أنكح فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء فلما اضطجعت ذات ليلة قلت اللهم إن كنت تعلم في خيراً فأرني رؤيا فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم وأنا بينهما أدعو الله اللهم إني أعوذ بك من جهنم ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال لن تُراع نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر له قرون كقرن البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد وأرى فيها رجالاً معلقين بالسلاسل رءوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالاً من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين ، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل ) فقال نافع: ( فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة ).
الشيخ : الله أكبر. هذا الحديث فيه فوائد: منها جواز اتخاذ المسجد مبيتا عند الحاجة لفعل ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال : " بيتي المسجد "، أما مع عدم الحاجة فلا ينبغي للإنسان أن يجعل المسجد بيتا له، إلا ما ندر، مثل الاعتكاف المشروع في المسجد أو إنسان مر ببلد ونزل فيه، وجعل المسجد بيتا له، وهذه حاجة. فالمهم أنه لا ينبغي اتخاذ المسجد بيتا إلا لحاجة شرعية أو عادية، فالشرعية كالاعتكاف، والعادية كرجل ليس له أهل يبيت في المسجد. وفيه أيضا منقبة لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث دعا الله سبحانه وتعالى أن يريه ما فيه خير فأراه. وفيه دليل على أن ابن عمر رضي الله عنه يحب أن ينال من الخير ما ناله غيره، وهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام رجل صالح من أصلح الصحابة وأحرصهم على اتباع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى إنه كان من حرصه على اتباع آثاره يتحرى في السفر المكان الذي نزل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليبول فينزل ويبول فيه، وإن كان هذا خالفه عليه الصحابة رضي الله عنهم ولم يرو أن ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتفاقا من الأمور المشروعة، بل ما فعله قصدا هو المشروع، أما ما كان بغير قصد فليس بمشروع، لكن من تحري ابن عمر للسنة أنه كان يفعل هذا. وفيه أيضا هذه الرؤيا العجيبة التي مرت بابن عمر رضي الله عنه حيث رأى هؤلاء الملائكة ورأى النار ووقف على شفيرها ورأى فيها أناسا معلقين على رؤوسهم، وفيها أناس من قريش يعرفهم، كل هذا يدل على أن النار موجود الآن كما هو في القرآن الكريم (( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )) فهي موجودة الآن وأهلها الذين هم أهلها موجودون فيها، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى عمرو بن لحي الخزاعي يجر أمعاءه في النار والعياذ بالله لأنه أول من أدخل الشرك على العرب، وأول من سيب السوائب. وفيه منقبة لابن عمر رضي الله عنهما من جهة أخرى وهي أنه نبه على إكثار الصلاة حيث قال له الملك : " نعم الرجل أنت لو تكثر الصلاة ". وفيه أيضا على أن من أكثر الصلاة فهو محل ثناء، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمن قال: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة، قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود )، فالصلاة خير موضوع، وينبغي للإنسان أن يكثر من الصلاة دائما، والإنسان إذا تعود على الإكثار من الصلاة صارت قرة عين، وصار يألفها دائما، ولكن نعني بالصلاة الصلاة الحقيقية التي تكون صلة بين الإنسان وبين ربه بحيث إذا دخل في صلاته لا يلتفت قلبه إلا إلى الله وحده، لا يلتفت إلى شيء من الدنيا بل يلتفت إلى الله، إن كبر استشعر عظمة الله عز وجل وكبرياءه وإن قرأ كتابه الكريم الفاتحة أو غيرها استشعر بأنه يتلو كلام رب العالمين الذي تكلم به لفظا ومعنى، وإن ركع استشعر أنه يخضع لله عزّ وجل، وإن سجد استشعر أنه يُنَزِّل أعلى ما في جسده وأشرف ما في جسده إلى مهبط القدمين وموضع الأقدام تواضعا لله عز وجل، هكذا يكون مع الله عز وجل في صلاته، وهذا يحصل إذا استشعر الإنسان بهذه الأمور، أما من دخل في الصلاة على أنها من الأمور العادية فالغالب أن قلبه يسرح ولولا أنه معتاد على الركوع والسجود ما ركع ولا سجد، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص.
السائل : ...؟ الشيخ : القرون يعني هكذا، ... الحصا أحيانا يكون متساويا وأحيانا يكون له قرون. السائل : ...؟ الشيخ : ... هو قال " لن تُراع "وهي وإن كانت مزعجة لكنه طمئن، أقول بأنه طمئن بأنه لن يراع، فزال الروع الذي أصابه مما رأى.
الشيخ : وفيه أيضا دليل على الاستنابة في العلم لأن ابن عمر قصها على حفصة وهي أخته وحفصة قصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعم. السائل : ...؟ الشيخ : هو يحتمل لكن الأول أبلغ، ويحتمل أن القرون تكون غير متساوية في الطي، بمعنى أن بعضها داخل وبعضها خارج كل هذا محتمل.
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال كنت غلاماً شاباً عزباً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أبيت في المسجد وكان من رأى مناماً قصه على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناماً يعبره لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمت فرأيت ملكين أتياني فانطلقا بي فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع إنك رجل صالح فانطلقا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم فأخذا بي ذات اليمين فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة فزعمت حفصة أنها قصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل ) قال الزهري وكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: ( كنت غلاما شابا عزبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت أبيت في المسجد، وكان من رأى مناما قصه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناما يعبره لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنمت، فرأيت ملكين أتياني، فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقال لي: لن تُراع، إنك رجل صالح. فانطلقا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم، فأخذا بي ذات اليمين. فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة ، فزعمت حفصة، أنها قصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عبد الله رجل صالح، لو كان يكثر الصلاة من الليل ) قال الزهري: ( وكان عبد الله بعد ذلك يكثر الصلاة من الليل ).
الشيخ : في هذا استعمال الزعم في المتيقن، لأن قوله : " زعمت " يعني ذكرت، وليس معناه ادّعت ما لم يكن. السائل : ...؟ الشيخ : لا بأس، لا بأس إذا لم يتخذ منه أن يعجب بنفسه فلا بأس.
قوله ( إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل ) هل هذا يعني أنه قبل أن يقوم من الليل لم يكن صالحاً ؟
السائل : قوله ( إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل ) هل هذا يعني أنه قبل أن يقوم من الليل لم يكن صالحاً ؟ الشيخ : الملك ... الصلاة من الليل ... يحتمل أن لو هذه شرطية، ويحتمل أنها للتمني، يعني ليته يكثر، وهذا هو الأقرب، لأنه في بعض الألفاظ رجل صالح بدون هذا، فيكون المعنى: لو كان يكثر يعني يتمنى لو كان يكثر الصلاة من الليل.
هل يؤخذ من هذا أنه يجوز للإنسان أن يقول اللهم إن كان لي عندك خير فأرني مناماً ؟
السائل : ...؟ الشيخ : نعم، إذا كان المقصود بذلك المسابقة إلى الخير فلا بأس، تقول : اللهم إن كنت تعلم فيّ خيرا فأرني رؤيا تسرني أو ما أشبه ذلك. السائل : ...؟ الشيخ : إن لم ير ما يدل على أن الله لم يرد به خيرا، لأن الله قد لا يجيب دعاءه لشيء يدّخره له، وإن كان يخشى فلا يقول شيئا.
السائل : ما مناسبة ... ؟ الشيخ : لعل في بعض الطرق، لعل في بعض الطرق أنه كان نائما على يمينه. ما ذكر شيئا في الشرح. القارئ : في الحديث: " فأخذا بي ذات اليمين ". الشيخ : باب الأخذ على اليمين في النوم، إي نعم، الأخذ على اليمين ليس المراد المنام على اليمين، أنا توهمت أن المراد بالأخذ على اليمين يعني المنام، وليس كذلك، الأخذ على اليمين يعني يؤخذ به ذات اليمين.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) قالوا فما أولته يا رسول الله قال ( العلم )
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم ). السائل : شيخ أحسن الله إليكم، البخاري رحمه الله ترجم : باب القدح في النوم، ووضع له هذا الحديث، مع أنه في سائر الألفاظ الباقية أن البقية هي العلم، ما بقي في الإناء، فكيف وضع الترجمة ... ؟ الشيخ : لأنه قال : ( بينا أنا نائم أتيب بقدح لبن ). السائل : العلم الذي أوتيه هو ما بقي في القدح، ما هو القدح؟ الشيخ : القدح، يعني إذا رأى الإنسان قدحا في النوم، هذا مراده. السائل : لكن أحسن الله إليك العلم هو بقية اللبن؟ الشيخ : الذي أعطاه الرسول ؟ هو شرب لبنا فأوله بأنه علم أوتيه ثم أعطى بقيته عمر فأعطي عمر علما من علم الرسول صلى الله عليه وسلم. السائل : يعني الإشكال عندي أحسن الله إليك أن العلم الذي ... هو ما بقي من اللبن، وهنا الترجمة قال : باب القدح في النوم؟ الشيخ : إي ما قال القدح في النوم علم، هو ما أراد أن يقول القدح في النوم علم، لكن إذا رأى قدحا فيه شيء. السائل : وإذا رأى قدحا مجردا ؟ الشيخ : ما قصده هذا، قصده القدح الذي فيه شيء.
حدثني سعيد بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن بن عبيدة بن نشيط قال قال عبيد الله بن عبد الله ثم سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأذن لي فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان ) فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز ظاهرا والآخر مسيلمة
القارئ : حدثني سعيد بن محمد أبو عبد الله الجرمي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة بن نشيط، قال: قال عبيد الله بن عبد الله: ( سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر، فقال ابن عباس: ذكر لي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينا أنا نائم، رأيت أنه وضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان ). فقال عبيد الله: " أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة ". الشيخ : هذا فيه من الإسناد: ذكر لي أن رسول الله، والذاكر هنا مجهول، ولكن يحمل على أن الذاكر صحابي فيكون الحديث متصلا، لأن أدنى ما نحكم على هذا السند بأنه مرسل صحابي، ومرسل الصحابي محمول على الاتصال، هكذا قرر علماء المصطلح أن مرسل الصحابي يحمل على الاتصال، فلو أن ابن عباس روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثا نعلم أنه لم يشهده فإنه متصل لأنه مرسل صحابي. وهنا قال: ذكر لي ولم يذكر من الذاكر، فإذا لم يكن الذاكر معلوما فإنه لا يضر لأنه مرسل صحابي. وقوله هنا : ( ففظِعتهما ) وفي نسخة: ففظَعتهما، وفي نسخة ثانية وهي الأصل: ففُظِعتهما، ولا أشار إلى النسخة التي ذكرتم، والمعنى أني رأيتهما أمرا فظيعا مزعجا، ولهذا قال : ( وكرهتهما ). ( فأذن لي فنفختهما فطارا ) فأولهما عليه الصلاة والسلام بأنهما كذابان يخرجان، أي يدعيان النبوة، وقد حصل ذلك، الأسود العنسي قتل باليمن، ومسيلمة قتل باليمامة وكلاهما ادّعى أنه رسول الله.
إذا كان الصحابي ممن يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل وروى حديثاً لم يسنده هل يكون مرسل ؟
السائل : شيخ بالنسبة للصحابي إذا كان الصحابي ممن يروي عن بني إسرائيل ...؟ الشيخ : إذا أسنده للرسول فإنه متصل ، يحكم باتصاله. أما إذا قال قولا لا مجال للاجتهاد فيه ولم يسنده للرسول فإنه لا يحكم بأنه مرفوع إلا إذا كان ممن لم يعرف عن الأخذ عن بني إسرائيل. لا تلتبس عليك. ذاك إذا قال الصحابي قولا لا مجال للرأي فيه فهل نقول إنه مرفوع ؟ هو الذي يشترط أن لا يكون الصحابي معروفا بالأخذ عن بني إسرائيل، أما إذا أسنده للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو مرفوع متصل. السائل : ...؟ الشيخ : نحن نقول متصل نحمله على الاتصال، سواء كان عن تابعي عن صحابي، أو عن صحابي، المهم أن مرسل الصحابي محمول على الاتصال.
السائل : ...؟ الشيخ : أعزب ما عنده أحد، هذه حاجة ولا سيما في عهدهم، قد تختلف عما عندنا، لأن الأعزب عندنا الذي ليس عنده أهل قد يكون عند أبيه أو عند أخيه الكبير أو ما أشبه ذلك، لكن هذا عندهم غير معروف.
حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن جده أبي بردة عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو الهجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدر )
القارئ : حدثني محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، - أراه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت فيها بقرا، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله من الخير، وثواب الصّدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدر ). الشيخ : هذا سبق الكلام عليه في أثناء الشرح، وقلنا إن وجه كون الصحابة مثلوا بالبقر في المنام هو ما فيه من الخير والبركة، فإن البقر من خير المواشي والبهائم نفعا وبركة.
الحديث ليس فيه بقراً تنحر فلماذا بوب البخاري بهذا ؟
السائل : ...؟ الشيخ : ... إي نعم، في سياق آخر، البخاري رحمه الله من عادته أنه يشير إلى حديث ليس على شرطه يشير إليه في ترجمته، أو إلى سياق آخر غير الذي هو ساقه. أخذنا ثلاثة.
حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( نحن الآخرون السابقون )
القارئ : حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( نحن الآخرون السابقون ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سوارين من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة )
القارئ : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بينا أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوضع في يدي سواران من ذهب، فكبرا علي وأهماني، فأوحي إلي أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة ). الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( نحن الآخرون السابقون ) أي الآخرون زمنا السابقون فضلا، وفي لفظ : ( السابقون يوم القيامة ) فنحن أمة محمد الآخرون زمنا ولكننا يوم القيامة السابقون فضلا، نسبق غيرنا في جميع المواقف، نحاسب قبل الناس، ونعبر الصراط قبل الناس، وندخل الجنة قبل الناس، كل مواقف القيامة هذه الأمة ولله الحمد هي السابقة إظهارا لفضلها ولفضل رسولها صلى الله عليه وآله وسلم. أما بقية الحديث فقد سبق الكلام عليه.
باب إذا رأى بقراً تنحر هل فيه دليل على تكرار الرؤية ؟
السائل : أحسن الله إليك، باب إذا رأى بقراً تنحر هل فيه دليل على تكرار الرؤيا ؟ الشيخ : ما فيه دليل. السائل : لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا في المدينة؟ الشيخ : في مكة. السائل : ...؟ الشيخ : هذا يفيد بأنه رآه في مكة. السائل : ورأى رؤية ثانية قال : كأني في درع حصينة ...؟ الشيخ : يمكن أن تكرر الرؤيا تأكيدا، يمكن.
هل يعاقب العاصي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعاقب العاصي من الأمم السابقة ؟
السائل : ... هل يعاقب العاصي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعاقب العاصي من الأمم السابقة ؟ الشيخ : لا شك أن هذه الأمة تؤتى أجرها مرتين، كما صح ذلك الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هل تعاقب أكثر من غيرها ؟ لا أدري، أما نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنهن يؤتين الأجر مرتين لكن يضاعف لهن العذاب ضعفين، وهذه الأمة لا أدري عنها .
الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الواقعة (( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين )) كيف ذلك وهذه الأمة أكثر الأمم دخولاً الجنة ؟
السائل : الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الواقعة (( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين )) كيف ذلك وهذه الأمة أكثر الأمم دخولاً الجنة ؟ الشيخ : الأولين من هذه الأمة، والآخرين من هذه الأمة، ما هو بالأولين من الأمم، الأولين من هذه الأمم. السائل : ...؟ الشيخ : بعض المفسرين قال ما قلت، لكن ما هو صحيح، لأن هذه الأمة شطر أهل الجنة، وفي مسند الإمام أحمد أن أهل الجنة مائة وعشرون صفا، ثمانون من هذه الأمة، فكيف يكون القليل من هذه الأمة، لا. ثلة من الأولين من هذه الأمة، وقليل من الآخرين منها.
حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان بن بلال عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة فأولت أن وباء المدينة نقل إليها )
القارئ : حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة، حتى قامت بمهيعة - وهي الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها ). الشيخ : شف عندك أول شيء مناسبة الترجمة ؟ القارئ : ما ذكر شيئا. الشيخ : ما ذكر شيئا ؟ ... فأسكنه موضعا آخر ... لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما رأى أنه أخرجها، إنما دعا الله أن ينقل حماها إلى الجحفة فنقلت، بعد الأذان.
القارئ : " في الفتح يقول : قوله ( خرجت ) كذا في أكثر الروايات، ووقع في رواية ابن أبي الزناد أخرجت بزيادة همزة مضمومة أوله على البناء للمجهول ولفظه: أخرجت من المدينة فأسكنت بالجحفة وهو الموافق للترجمة. وظاهر الترجمة أن فاعل الإخراج النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه نسبه إليه لأنه دعا به، فقد تقدم في آخر فضل المدينة في آخر كتاب الحج من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم حبب إلينا المدينة الحديث ) وفيه: ( وانقل حماها إلى الجحفة )، قالت عائشة: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله ". الشيخ : هذه مناسبة جيدة ... واش لقيت؟ القارئ : " قوله: ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة ) هي أم سليم، والرميصاء بالتصغير صفة لها لرمص كان بعينها واسمها سهلة، وقيل رميلة وقيل غير ذلك وقيل هو اسمها ويقال فيه بالغين المعجمة بدل الراء وقيل هو اسم أختها أم حرام وقال أبو داود هو اسم أخت أم سليم من الرضاعة وجوز ابن التين أن يكون المراد امرأة أخرى لأبي طلحة. قال البخاري من حديث جابر عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك ) ". الشيخ : بس قف ما صارت ؟ الطالب : ... في الحديث البارحة ذكر ابن حجر ... الشيخ : ... تقدم في المناقب هذه المناقب الآن المرأتين الرميصاء ثم الجارية الثانية عند القصر. الطالب : ... ذكر ... الشيخ : الحديث ، إذا كان ما فيه غير هذا فهذا واضح أنهما امرأتان. الطالب : هذا صريح. الشيخ : ولهذا يحسن تعلقون في الشرح تقول تقدم في المناقب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الرميصاء ورأى القصرو رأى الجارية حتى لا يتوهم الناس ... نعم.
حدثنا أبو بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة وهي الجحفة )
القارئ : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا موسى، حدثني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة وهي الجحفة ). الشيخ : نعم وهو كذلك، يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم المدينة وكانت المدينة أوبأ البلاد، يعني فيها وباء، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينقل الله حمّاها إلى الجحفة وكانت الجحفة في ذلك الوقت قرية أهلها غير مسلمين، فنقلت إلى هناك، ثم إن السيول اجتاحتها لأنها في مجرى الوادي، فتركت وهجرت وهي ميقات أهل الشام، ثم انتقل الناس في الميقات عنها إلى رابغ، المكان المعروف الآن فصار هو الميقات. يعني معنى ذلك أنا إذا رأينا امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من مكان محموم أو فيه وباء إلى مكان آخر فيمكن أن نؤولها كما أولها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذه هي الفائدة نعم. السائل : ...؟ الشيخ : إذا رأينا مثلا في بلد فيه حمى وباء، ثم رأينا أن امرأة سوداء خرجت من هذا المكان إلى مكان آخر يمكن أن نؤولها كما أولها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة فأولت أن وباء المدينة ينقل إلى مهيعة وهي الجحفة )
القارئ : حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، حدثني سليمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة، فأوّلت أن وباء المدينة ينقل إلى مهيعة وهي الجحفة ). الشيخ : عندك ينقل، عندنا نقل أحسن، ولا أشار إلى ...
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين )
القارئ : حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، - أراه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين ). الشيخ : ووجه ذلك أن الأصحاب حماية للإنسان بهم يستنصر وبهم يقدم وبهم يقوى، فلذلك أوّل النبي صلى الله عليه وآله وسلم السّيف بأصحابه الذين استشهدوا في أحد، وعددهم كم ؟ سبعون رجلا. ثم إنه هزه مرة أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، لأن المؤمنين إذا اجتمعوا كانوا كالسيف على الأعداء يقطعون ما يواجههم، وإذا تفرقوا وتشتتوا التهمهم الأعداء، ولهذا نجد في القرآن الكريم والسنة النبوية الحث على اجتماع الكلمة، والنهي عن كل ما يفرق الكلمة، حتى في المعاملات نهى بيع بعضنا على بعض خوفا من العداوة والبغضاء والتفرق.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ ) قال سفيان وصله لنا أيوب وقال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله من كذب في رؤياه وقال شعبة عن أبي هاشم الرماني سمعت عكرمة قال أبو هريرة قوله من صور صورة ومن تحلم ومن استمع حدثنا إسحاق حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال من استمع ومن تحلم ومن صور نحوه تابعه هشام عن عكرمة عن بن عباس قوله
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( من تحلّم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن صوّر صورة عذب، وكلّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ ). قال سفيان: وصله لنا أيوب. وقال قتيبة: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن عكرمة، عن أبي هريرة: قوله: " من كذّب في رؤياه ". وقال شعبة: عن أبي هاشم الرّماني، سمعت عكرمة: قال أبو هريرة: قوله: " من صور صورة، ومن تحلّم، ومن استمع". حدثنا إسحاق، حدثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " من استمع، ومن تحلّم، ومن صوّر " نحوه. تابعه هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس قوله. الشيخ : هذا الحديث فيه ثلاث مسائل: المسألة الأولى: ( من تحلم بحلم لم يره فإنه يعذب بذلك، يعني يقول: رأيت في المنام كذا وكذا وهو كاذب فإنه يكلف أن يعقد بين شعيرتين ومعلوم أن هذا مستحيل، وعلى هذا يعذب بقدر ما يكلف بهذا الشيء. والثاني : ( من استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صُبّ في أذنه الآنك يوم القيامة ) والآنك هو الرصاص المذاب والعياذ بالله.
فوائد حديث : ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ... )
الشيخ : وفي هذا دليل على أن التسّمع إلى قوم يكرهونه من كبائر الذنوب لأنه رتّب عليه عقوبة، والذنب المرتب عليه عقوبة يكون من الكبائر. وفيه التحذير من التجسس، قال العلماء: وإذا رأيت اثنان يتحدثان والتفت أحدهما فلا تستمع إليهما لأن الالتفات يدل على أنهما يفران من استماع الناس إليهما. والثالثة : ( من صوّر صورة عذب، وكلّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ ) يعني أن ينفخ فيها الروح، كما جاء ذلك مفسرا في ألفاظ أخرى، يكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، لأنه مستحيل، إذ لا ينفخ الروح في الجسد إلا الله عز وجل، فيكلف ويعذب ويقال : أحي ما خلقت، انفخ فيها الروح، ولا يستطيع. وفي هذا إشارة إلى أن الصورة التي ليس لها روح لا بأس بها، كما لو صور شجرة أو صور قصرا أو صور سيارة أو طيارة أو جبلا أو نهرا أو ما أشبه ذلك، لأن هذا ليس فيه روح، وكذلك لو صور قمرا أو شمسا أو نجوما فإنه لا بأس به. وأخذ بعض العلماء من هذا أن من صور نصف صورة فلا حرج عليه، لأن نصف الصورة تحله الحياة ولا يبقى فيه حياة، يعني لو صور الصدر فما فوق ولو بيده فإنه لا بأس لأن هذا لا ينفخ فيه الروح، وليس فيه مضاهاة لخلق الله لأن خلق الله يكون كاملا بالبطن والرجلين والأفخاذ كاملا، ولكن في النفس من هذا شيء، لا سيما إذا كان أعلى الجسد فإنه يشبه الذي يطل من نافذة ولا يظهر إلا صدره، أو يشبه الذي هو جالس ولا يبين إلا صدره، أمّا أسفل البدن أو يد أو رجل أو ما أشبه ذلك فلا بأس به ولا تعد من مماثلة خلق الله ولا يكون فيها روح. وقوله : ( من صوّر ) حمله بعض العلماء على من صور جسما بخلاف من صوّر بالتلوين، قال : لأن المضاهاة التامة لا تكون إلا إذا كانت الصورة جسما، يعني بأن يخلق كهيئة الإنسان، كما كان عيسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله. أما من صور بالتلوين فإنه لا يدخل في هذا ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إلا رقما في ثوب ) والرقم تلوين، وليس مماثلا لخلق الله على قولهم، لكن الذي يظهر العموم، وأن التصوير حرام سواء كان بالتجسيم جسم على صورة الحيوان، أو كان بالتلوين، ويحمل قوله : ( إلا رقما في ثوب ) على ما جاز تصويره كالشجر وشبهه. ويؤيد هذا حديث أبي الهياج أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا تدع صورة إلا طمستها "، وهذا يظهر منه أن المراد الصورة ولو بالرّسم فإنها تطمس فتكون صورة، ولا شك أن هذا القول أحوط وأبرأ للذمة أن يكون النهي عاما سواء كان بالرسم أو كان بتمثيل الجسم.
السائل : ما معنى الحديث: ( الصورة الرأس ) ؟ الشيخ : المعنى اقرأ آخر الحديث : ( فإذا قطع الرأس فلا صورة )، وجاء في سنن النسائي أن جبريل قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " مر برأس التمثال فليقطع حتى يكون كهيئة الشجرة "، كان عنده تمثال تام برأسه ويديه ورجليه، فأمره أن يقطع الرأس حتى يكون كهيئة الشجرة، يعني كشجرة لها أغصان وهي اليدان والأصابع، وهو يدل على أنه إذا فصل الرأس عن الجسم لا يجب طمس الرأس وكسره ولا طمس الجسم أيضا. وأما ما يفعله بعض الناس الآن يصور الصورة ثم يفصل بين الرأس وبين بقية الجسم بخط أبيض مثلا، فهذا لا يتبين به الفصل ، بل قد يقول قائل إن هذا الفصل تحسين لها كالقلادة، وجدنا في بعض الكتب على سبيل التورع يجعلون خطا أبيض يفصل بين الرأس والجسم، هذا لا يكفي، لكن إذا فصل الرأس من جانب والجسم من جانب فلا بأس.
هل يجوز رسم الشخص للمصلحة كرسم الآدمي في كتب العلوم ؟
السائل : هل يجوز رسم الشخص للمصلحة ؟ الشيخ : مثل ؟ السائل : كرسم الآدمي في كتب العلوم ؟ الشيخ : ما يخالف، لكن يرسم آدمي ويخلي الرأس جانبا. السائل : ربما يكون الرأس هو المقصود ؟ الشيخ : ما يخالف، ما دام هو المقصود خله يصور الرأس فقط.
الشيخ : التصوير في الآلات التي ليس لليد فيها عمل لا تدخل في الحديث. السائل : ضغط الزر ...؟ الشيخ : ضغط الزر هذا ما هو بتصوير، لأن ضغط الزر لتوجيه الآلة فقط، لكن ضغط الزر لا يحدد مثلا الأنف أو العين أو الشفتين أو ما أشبه ذلك، ما يحددها، إنما يضبط المقياس المقابلة فقط. في مجلة الفرقان في عددها السّابق، هي في الكويت تصدر، قبل الأزمة، فيها تحقيق جيد لعبد الرحمن عبد الخالق في خمسة أعداد أظن أو أربعة أعداد، جيد جدا، إن شئتم فارجعوا إليه فهو حسن.
حدثنا علي بن مسلم : حدثنا عبد الصمد: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن دينار، مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أقرى الفرى أن يرى عينه ما لم تر ) .
القارئ : حدثنا علي بن مسلم، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.