تتمة كلام الشيخ حول طلب العلم والاستفادة من مذهب معين .
إذا كان للإمام أحمد روايتين إحداهما مدونة أخذ بها أصحابه والثانية لا تكاد تعرف هل أكون متبع للمذهب ؟
الشيخ : إذا كان للإمام أحمد روايتين إحداهما مدونة أخذ بها أصحابه والثانية لا تكاد تعرف هل أكون متبعا للمذهب ؟ الجواب على هذا أن نقول مذهب الإمام أحمد وغيره من الأئمة قسمان مذهب اصطلاحي ومذهب شخصي فأنت تكون متبعا له شخصيا إذا أخذت برواية من الروايات الواردة عنه ولكنك لست آخذا بالمذهب المصطلح عليه إذا كان يخالف المصطلح عليه والمذهب المصطلح عليه أحيانا ينص الإمام أحمد على أنه رجع عنه وعلى أنه لا يقول به لكن لكل أناس من أصحاب المذاهب طريقة يمشون عليها.
2 - إذا كان للإمام أحمد روايتين إحداهما مدونة أخذ بها أصحابه والثانية لا تكاد تعرف هل أكون متبع للمذهب ؟ أستمع حفظ
يذكر وينقل عن ابن الوزير رحمه الله أنه قال إن الصحابي الجليل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لم يحفظا القرآن الكريم وكذلك نقل عن بعض الأمة كأبي شيبة على جلالة قدره أنه لم يحفظ القرآن مثل هذه الأشياء تدعو ا بعضهم إلى ترك حفظ كتاب الله فهل هذ يستقيم وهل هذا صواب ؟
الشيخ : أنا أستبعد غاية البعد أن مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهؤلاء الأجلة من الصحابة لم يحفظوا كتاب الله هذا بعيد وتعلم أن القرآن جمع على عهد أبي بكر أليس كذلك وعلى عهد عمر وعلى عهد عثمان كيف يجمعون ولا يحفظون هذا بعيد جدا ولذلك حتى لو روي عنهم فيجب أن ينظر في الإسناد أولا ثم إذا صح الإسناد فنقول إن الذي تحدث عنهم وقال لم يحفظا القرآن كله تحدث عما علم ويبعد جدا أن مثل هؤلاء لا يحفظون القرآن نعم.
3 - يذكر وينقل عن ابن الوزير رحمه الله أنه قال إن الصحابي الجليل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لم يحفظا القرآن الكريم وكذلك نقل عن بعض الأمة كأبي شيبة على جلالة قدره أنه لم يحفظ القرآن مثل هذه الأشياء تدعو ا بعضهم إلى ترك حفظ كتاب الله فهل هذ يستقيم وهل هذا صواب ؟ أستمع حفظ
أليس كتاب المحرر لابن عبد الهادي رحمه الله خير أليس خيراً من بلوغ المرام ؟
الشيخ : لكن بلوغ المرام متداول بين الناس وصاحبه محقق رحمه الله والشيء المتداول ينبغي للإنسان أن يعتني به أكثر من غيره لأنه الشيء المهجور لا ينتفع الناس به كثيرا والبلوغ كما تعرف خدم وقرأ به علماؤنا ومشايخنا.
السائل : أحسن الله إليكم لو مثلا ... هذا المسلك أنقل الأحاديث التي زادت في بلوغ المرام على المحرر.
الشيخ : والتي زادت في المحرر على البلوغ.
السائل : لا أعتمد في الحفظ على المحرر وأنقل ما زاد في بلوغ المحرر وأضيف في المحرر.
الشيخ : ما فيه شيء هذا طريقة خاصة لكن على سبيل العموم واحد يدرس طلبة كونه يدرس الكتب المشهورة بين الناس المتداولة أحسن.
الخطيب ذكر جانب من جوانب تعلم العلم بقي جانب من جوانب طلب العلم وهو ملازمة العلماء أو بعض المشايخ ؟
الشيخ : والله رأيي أنه جيد هذا يعني كون الإنسان يركز على شيخ من المشايخ يجعله هو الأصل مثل ما قلنا في المذهب وغيره يكون فضلة لا سيما المبتدئ الصغير المبتدئ الصغير إذا طلب العلم على عدة أناس تذبذب لأن الناس ليسوا على رأي واحد خصوصا في عصرنا الآن كان فيما سبق يعني قبل مدة كان الناس هنا في المملكة لا يخرجون أبدا عن القناع والمنتهى أبدا فتجد فتاواهم واحدة وشروحهم واحدة ما يختلف واحد عن الآخر إلا في الإلقاء وحسن الأسلوب لكن الآن لما كان كل واحد حفظ حديثا أو حديثين قال ابن جلا وطلاع الثنايا وأنا الإمام المقتدى به والإمام أحمد رجل ونحن رجال فصارت المسألة فوضى صار كل إنسان يفتي ثم فتاوي ليست مبنية على أصول أبدا على غير أصول أحيانا والله يعني تأتي فتاوى تبكي وتضحك وكنت أهم أدون مثل هذه الفتاوى لكن قلت أخشى أني أكون ممن تتبع عورات إخوانه فتركتها تحاشيا منها وإلا يعني ينقل لنا أشياء بعيدة عن الصواب بعد الثريا عن الثرى فأقول كما تفضلت ملازمة شيخ يركز عليه الإنسان ما دام في أول الطلب خصوصا هذا مهم لئلا يتذبذب لهذا كان مشايخا ينهانا عن مطالعة المغني وشرح المهذب والكتب اللي فيها أقوال متعددة لما كنا في زمن الطلب يقول هذا يضيعك تفرح أنت إذا وجدت مسألة وشفت الناس يناقشون فيها لكن تضيع وذكر بعض مشايخنا أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله وهو من أكبر مشايخ نجد حتى أنه يسمى مفتي الديار النجدية ذكروا أنه كان مكبا على الروض المربع لا يطالع إلا هو أو إلا إياه على الأصح ويكرره كلما خلص منه يكرره لكن يأخذه بالمنطوق والمفهوم والإشارة والعبارة فحصل خير كثير أما إذا توسعت مدارك الإنسان فهذا ينبغي أن ينظر أقوال العلماء لأنه يستفيد منها فائدة علمية وفائدة تطبيقية لكن في أول الطلب أنا أنصح الطالب أن يركز على شيخ معين لا يتعداه وإذا توسعت مداركه الحمد لله الكتب موجودة والمشايخ كثير.
5 - الخطيب ذكر جانب من جوانب تعلم العلم بقي جانب من جوانب طلب العلم وهو ملازمة العلماء أو بعض المشايخ ؟ أستمع حفظ
بعض طلاب العلم و بعض المشايخ اليوم في مسألة فرعية يصير فيها هجر ويصير فيها معاداة ويصير فيها أخذ ورد وتجد مسأ لة في أركان الإسلام أو أصل من أصول الدين ما يهتمون بها ؟
الشيخ : صحيح.
السائل : مثل الحين جلسة الاستراحة جات فيها هجر جات فيها قطع أرحام وجات فيها ... يقولون تكفير وجات فيها الحين ومثل الصلاة اللي مرت علينا سبحان الله ما تقولون مرت على شيء.
الشيخ : ترك الصلاة.
السائل : إي نعم وهي سبحان الله العظيم ... والرسول صلى الله عليه وسلم ... فيها نص من السنة وفيها دلائل من الآيات القرآنية وفيها كلام أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يقول : " والله لو منعوني عقالا لقاتلتهم عليه " كيف عاد الصلاة نسأل الله العفو والعافية وجلسة الاستراحة ويش موضوعها من الصلاة.
الشيخ : هذا صحيح أنا أوافق الأخ سليم في أن بعض الناس يجعلون الولاء والبراء مقيد بمسألة فرعية يتولى الشخص لأنه وافقه في هذا ويتبرأ منه لأنه خالفه فيها وهي مسألة فرعية وأنا قد ذكرت لكم قصة مرت علينا في منى بين طائفتين من إفريقيا نعم كل واحد يلعن الثاني ويكفره يقول أنت كافر ملعون ونزاع كثير وجاؤوا إلى الأمين العام للتوعية في الحج وهم يتنازعون فجاء بهم إلي قال شوف الجماعة ويش الحاصل قال هذا الرجل إذا قام في الصلاة يضع يديه على صدره وهذا كفر بالله أعوذ بالله سبحان الله السنة تكون كفر وقال الثاني هذا إذا قام يرسل يديه وهذا كفر بالله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) وعلى هذا يكفر بعضكم بعض اتققوا الله مع الكلام وهذا قلنا هذه المسألة سنة مسألة ما هي واجبة ولا ركن ولا شرط للصحة ويلا بالزت والزتيت اقتنعوا أمامنا والله أعلم من وراءنا فهذا كما قال الأخ سليم الحقيقة أنها مشكلة يعني الآن تجد بعض الإخوان مع الأسف يرد على إخوانه أكثر مما يرد على الملحدين اللي هم ملحدين صريح نعم يعاديه أكثر مما يعادي هؤلاء ويشهر به في كلام لا أصل له ولا حقيقة له لكن حسد وبغي ولا شك أن الحسد من أخلاق من؟ اليهود أخبث عباد الله ثم الحسد لا يستفيد منه الحاسد إطلاقا بل لا يزيده إلا غما وحسرة وحرقا ابغ الخير للغير يحصل لك الخير واعلم أن فضل الله يؤتيه من يشاء لو حسدت ما تقدر تمنع فضل الله ربما تمنع فضل الله عليك بمحبتك لزوال فضل الله على غيرك وكراهتك نعمة الله على غيرك فتجد بعض الإخوة عندهم حسد وأنا أظن أن الحاسد خصوصا طالب العلم أنا أشك في نيته أو في إخلاصه في طلب العلم لأنه إنما حسد لكون الثاني صار له جاه عند الناس صار له كلمة والتف الناس حوله فحسده إذا معناه أنك تريد الدنيا لو كنت تريد الآخرة حقا تريد العلم حقا لكنت تسأل عن هذا الرجل الذي التف الناس حوله وأخذوا بقوله تسأل عن علمه لتكون مثل الناس أيضا تجي أنت تستفيد منه أما أن تحسده وتشوه سمعته وتذكر فيه من العيوب ما ليس فيه فهذا لا شك أنه بغي وعدوان وخصلة ذميمة ثم كما قال الأخ سليم أنا أسمع فيه هنا في القصيم وغير القصيم من يتعادون ويتبرأ كل واحد من الآخر مع أنهم كلهم أهل سنة وكلهم يحبون الخير فيما يظهر لكن الشيطان والعياذ بالله فرق بينهم بهذا والصحابة رضي الله عنهم هل اتفقوا على كل شيء ؟ اختلفوا من أول من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وهم يختلفون وبعد موته اختلفوا هل يغسل هل يجرد عند التغسيل اختلفوا هل يدفن في أي مكان يدفن اختلفوا في الخليفة من بعده واستقر الرأي على ما فيه الخير ولم يعادي أحد الآخر ولم يتبرأ منه واختلفوا في مسائل كثيرة في الفروع ولم يتعادوا اختلفوا حتى في الأصول ابن عباس يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه وعائشة تنكر هذا إنكارا عظيما ومع ذلك لم يتبرأ أحد من الآخر ولم يكرهه ولم يبغضه لكن نحن في الحقيقة خلف خلْف نسأل الله أن يعصمنا وإياكم.
6 - بعض طلاب العلم و بعض المشايخ اليوم في مسألة فرعية يصير فيها هجر ويصير فيها معاداة ويصير فيها أخذ ورد وتجد مسأ لة في أركان الإسلام أو أصل من أصول الدين ما يهتمون بها ؟ أستمع حفظ
إذا رأى واحد من طلبة العلم وما وصلوا إلى درجة الشيخ وجدوا حديثاً صحيحاً مخالف لقول المذهب وهو لا يعرف أصول الفقه هل هو خاص أو عام أو مقيد وغير ذالك ومايعرف من صغته وتركيبه هل هو مقرر او غير ذلك هل الأولى أن يرجع إلى أهل العلم ؟
الشيخ : قال الله عز وجل : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فإذا كان هذا طالبا ناشئا لا يعرف كيف يخرج الأدلة فليس له إلا التقليد سواء قلد الإمام السابق الميت أو قلد الإمام الحاضر ذهب إلى عالم من العلماء وسأله هذا هو الأحسن لكن إذا تبين له أن هذا القول مخالف للحديث الصحيح وجب عليه أن يأخذ بالحديث الصحيح.
7 - إذا رأى واحد من طلبة العلم وما وصلوا إلى درجة الشيخ وجدوا حديثاً صحيحاً مخالف لقول المذهب وهو لا يعرف أصول الفقه هل هو خاص أو عام أو مقيد وغير ذالك ومايعرف من صغته وتركيبه هل هو مقرر او غير ذلك هل الأولى أن يرجع إلى أهل العلم ؟ أستمع حفظ
ورد أن ابن تيمية قال كلام الله منه خرج هل تصح هذه اللفظة ؟
الشيخ : هذه أهل العقائد يقول منه بدأ لكن ورد عن الإمام أحمد أنه قال ما تقرب أحد إلى الله بمثل ما خرج منه ولا مانع ما فيه مانع.
بعض الطلاب يطلبون العلم عند الأحداث في العلم والعمر ويتركون كبار العلماء الذين يجدون هذ ا العلم ؟
الشيخ : والله الذي أرى أن الإنسان ينبغي له أن يطلب العلم على العالم الناضج دون الصغار لأن الصغار بمستواه والذي يبهر الطلبة الصغار الناشئين أن هذا الذي تصدى للتدريس يحقق مسألة من المسائل سواء حديثية أو فقهية أو عقدية يحققها تماما ويراجع عليها فإذا سمعه الصغير الناشئ ظن أنه من أكابر العلماء لكن لو تخرج به قيد أنملة عن هذا المكان الذي حققه ونقحه ورجع عليه وجدت أنه ليس عنده علم وهذه مشكلة والطالب الصغير على اسمه طالب صغير يظن اللي فوقه بدرجة أنه من أكابر العلماء وهذه مشكلة لكن قد يكون بعض العلماء بعض كبار العلماء قد لا يكون يفرغ للناس فتجده مثلا لا يكون منشرح الصدر لهم أو الجلوس لهم ويقول القائل إن لم تجدوا ماء فتيمموا.
السائل : شيخ قد يصدق عليه قول الشاعر : " تصدر للتدريس كل مهوس *** بليد تسمى بالفقيه المدرس " .
الشيخ : لا على كل حال ما نقدر نقول شيء إنما التعجل فيه قاعدة فقهية يقول من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ونحن نقول للإنسان اصبر يا أخي الإمامة إن كنت على نية خالصة متبع للطريقة السليمة فستحصل لك مثل ما حصلت لغيرك انتظر لا تتعجل ثقيلة ما في شك نعم.
السائل : شيخ قلة الهمة في طلب العلم ما هو العلاج؟
الشيخ : هذا عاد هو البلاء قلة الهمة في طلب العلم ما هو العلاج؟
9 - بعض الطلاب يطلبون العلم عند الأحداث في العلم والعمر ويتركون كبار العلماء الذين يجدون هذ ا العلم ؟ أستمع حفظ
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال( نعم )قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال ( نعم وفيه دخن ) قلت وما دخنه قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) قلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال ) اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .
قال البخاري رحمه الله تعالى :
باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال : نعم، قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال : نعم وفيه دخن ، قلت وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ، قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت يا رسول الله صفهم لنا قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .
الشيخ : هذا حديث عظيم حديث حذيفة ابن اليمان صاحب السر الذي أسر إليه النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بعض المنافقين وكان يلقب بذلك فيقال صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمر رضي الله عنه : يناشده الله يقول : " أنشدك الله هل سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمى من المنافقين ؟ " هذا وهو عمر رضي الله عنه لكن لا يخاف النفاق إلا مؤمن ولا يأمن النفاق إلا منافق كما قاله بعض السلف كان رضي الله عنه ذا حزم فكان الناس يسألون النبي الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ليعملوا به لكنه كان يسأله عن الشر ليستعد له مخافة أن يدركه ذلك اليوم فبين أنهم كانوا في جاهلية وشر ثم منّ الله عليهم بالإسلام فيؤخذ من هذا أن تحدث الإنسان على ماضيه على سبيل العموم وإخباره بعد ذلك لما آلت إليه الحال لا بأس به لا بأس أن يقول كان الناس في جهل كان الناس في إعواز كان الناس في كذا ويذكر من أمور الشر ثم يقول حتى جاء الله بالعلم وبالصحوة وما أشبه ذلك لكن هل يقول هذا على سبيل الخصوص بمعنى أنه يحدث به عن نفسه ؟ فيقول : كنت فاسقا كنت أغازل النساء كنت أشرب الخمر كنت مع السفهاء حتى منّ الله علي فالتزمت ؟ نقول : هذا محل تفصيل إن كان الإنسان قاله على سبيل الفخر والإعجاب بالنفس فلا شك أنه حرام وإن قاله على سبيل التحدث بنعمة الله فهذا طيب لأن الله قال لنبيه : (( ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )) أي بما أنعم الله عليه وكذلك إن قاله ليشجع غيره على سلوك هذا المنهج فلا بأس به بل قد يكون من الأمور المطلوبة لأنه يفتح الباب لغيره ثم قال رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم : " فهل بعد ذلك الخير من شر " : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم فيه شر ) ثم استدرك رضي الله عنه لعلمه بطول المدة فقال : "وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ " قال : ( نعم وفيه دخن ) يعني فيه خير لكن فيه دخن أي فيه ما يعكر صفوه ويغطي نوره قلت : " وما دخنه ؟ " قال : ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) إذا هؤلاء يهدون بغير هدي النبي عليه الصلاة والسلام لكن تعرف منهم وتنكر يعني فيهم خير وفيهم شر ليس شرهم محضا خالصا قلت : " فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ " قال : ( نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) هؤلاء شر محض يعني لم يقتصروا على فساد أنفسهم بل دعوا غيرهم كما قال تعالى : (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون )) دعاة على أبواب جهم تعال تعال هنا هنا هنا من أجابهم قذفوه فيها ولم يرحموه وهذا يشمل كل من دعا إلى ضلالة وبدعة حسب ما عنده من البدع ويشمل كل من دعا إلى فتنة كالخروج على الأئمة وتأليب الناس على ذلك وما أشبهه ولم تتضرر الأمة الإسلامية إلا بهذا إلا بالبدعة والخروج على الأئمة بدعة الرافضة أفسدت جانبا كبيرا من الأمة وبدعة الخوارج كذلك ثم تطورت البدعة كما هو معروف عند أهل هذا الشأن فهؤلاء دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها لكننا لا يعني أن كل داع من هؤلاء يكون كافرا أو داعيا إلى كفر بل بحسب ما دعا إليه قد يكون ما دعا إليه صغيرا وقد يكون كبيرا عظيما قلت : " يا رسول الله صفهم لنا " قال : ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) من جلدتنا من قومنا من العرب ويتكلمون بألسنتا : باللسان العربي وقد جرى ذلك وجرت الفتن العظيمة والمحنة على أيدي أناس منا من العرب سابقا ولاحقا وإلى يومنا هذا نسأل الله السلامة والعافية .
يقول : " قلت ما تأمرني إن أدركني ذلك " قال : ( تلزم جماعة المسلمين ) وفي قوله : ( تلزم جماعة المسلمين ) إشارة إلى أن ما أراده الرسول عليه الصلاة والسلام هو الفتن والخروج على الأئمة لأن الخروج على الأئمة يمزق المسلمين ويضيع جماعتهم ولهذا أمره أن يلزم جماعة المسلمين أي ما اجتمعوا عليه من ولاة الأمر وأن لا يفرق الناس وتفريق الناس حصل فيه فتن كبيرة كثيرة إلى يومنا هذا الأمة الإسلامية الآن عدد كثير وقوة لكنها متمزقة كل جانب قليل من الأرض له ولي خاص كانت الأمة الإسلامية تملك مشارق الأرض ومغاربها الآن أصبحت دويلات وإمارات وشيوخ متمزقة بل أدى الحال إلى أن بعضها يحارب بعضا ويقاتل بعضها بعضا فتمزقت يقول
قلت : " فإن لم يكن جماعة ولا إمام " قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) إذا لم يكن لهم جماعة ولا إمام وكانوا متفرقين متمزقين كل قبيلة لها إمام كل طائفة لها إمام يقول : ( فاعتزل تلك الفرق ) وهل هذا الأمر على إطلاقه وأن الإنسان إذا لم يجد إماما عاما للمسلمين يجب عليه أن يعتزل ؟ الظاهر لا وإنما يجب ذلك إذا كانت الفتنة بين هذه الفرق والقتال أما إذا كانت متمزقة من حيث الإمارة لكنها مطمئنة وساكنة وآمنة فلا بد أن يكون الإنسان مع الناس ولا ينبغي له أن يعتزل ما لم يخف على نفسه مخافة خاصة فهذا شيء آخر وعلى هذا فقوله : ( اعتزل تلك الفرق ) ليس على إطلاقه بل إذا كانت هذه الفرق تتنازع وتتناحر لأنك مع من تكون أما إذا كانت الفرق آمنة فاختر ما ترى أنه أقرب إلى الصواب إن تمكنت مع أنه في الوقت الحاضر الآن ما حد يتمكن لا أحد يستطيع أن ينتقل من دولته إلى دولة أخرى وتجد بعض الناس يطالب بأن يبقى في هذه الدولة من أهلها له ما لهم وعليه ما عليهم ولكن ما يحصل له لأمور تتعلق بالحكام قد يكون من ناحية الأمن أو غير ذلك ما نعرف لكن على كل حال إذا كانت هذه الفرق آمنة ليس فيها تناحر فاختر ما ترى أنه أقرب إلى تحكيم شريعة الله عز وجل إذا تمكنت من ذلك.
10 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال( نعم )قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال ( نعم وفيه دخن ) قلت وما دخنه قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) قلت يا رسول الله صفهم لنا قال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال ) اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) . أستمع حفظ
قوله صلى الله عليه وسلم ( ولو أن تعض على جزع شجرة ) هل هو على ظاهره ؟
الشيخ : يعني لو بلغته تلك الحال حقيقة إلى هذا فافعل قد تصل الحال أن الإنسان ما يستطيع أن ينزل للبلد يشتري طعاما وشرابا نعم.
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم إذا كان الإنسان يخشى منها يخشى أن تقع فلا بأس.
تتمة شرح حديث حذيفة : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ...
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
عودا على بدء في حديث باب : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ) ولفظ الحديث : ( إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ) والمعنى واحد يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلاهما من أهل النار) القاتل والمقتول أما كون القاتل من أهل النار فهذا نص في كتاب الله قال الله تعالى : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) وأما كون المقتول في النار فهو مشكل ولهذا قيل : ( فهذا القاتل فما بال المقتول ؟ ) ما شأنه ؟ قال : ( إنه أراد قتل صاحبه ) وفي لفظ : ( كان حريصا على قتل صاحبه ) والحرص يلزم منه الإرادة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم إرادة القتل سببا لدخول النار ومع أنه لم يفعل ولكنه نوى وفعل الأسباب المؤدية إلى الجريمة إلا أنه لم يقتل وهذا نستفيد منه فائدة أن من لم يفعل المحرم فإنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ألا يفعله لله بمعنى أن يتركه لله عز وجل فهذا يثاب بحسنة كاملة لأنه تركه لله عز وجل فتركه المقرون بالإخلاص حسنة مثال ذلك : رجل هم أن يزني ولكنه تركه مع القدرة عليه خوفا من الله . فهذا يثاب بل إنه إذا كانت الأسباب متوفرة فإنه يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) هذا من تركه لله ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن ( من هم بالسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة ) قال : ( لأنه تركها من جرائي ) أي من أجلي.
القسم الثاني : من تركه عجزا عنه فعل الأسباب لكنه عجز فهذا يعطى حكم فاعله لقوله : ( القاتل والمقتول في النار ) فهو قد فعل الأسباب ولكن عجز هذا يكون في النار.
القسم الثالث : من ترك المحرم لأنه لم يطرأ له على بال ليس من أهل الخنا والزنا وشرب الخمر ولا تطرأ هذه على باله فهذا لا يثاب ولا يعاقب لكنه سالم لا غانم ولا غارم لأن الله تعالى يقول : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) والعدل فيمن ليس منه فعل ولا نية أن لا يكون غانما ولا غارما لا ثواب ولا عقاب فهذه أحوال أو أقسام من ترك المحرم.
12 - تتمة شرح حديث حذيفة : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ... أستمع حفظ
هل يكفر القاتل والمقتول ؟
السائل : ... .
الشيخ : في الحرم استثنى بعض العلماء ذلك قالوا (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم )) وما نضجت عندي هذه المسألة (( ومن يرد فيه بإلحاد )) أن المراد من يهم بإلحاد بظلم لأن النصوص عامة (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها )) وهذا في سورة الأنعام وهي مكية بالاتفاق لكن إن كان أحد من العلماء قال (( من يرد فيه بإلحاد بظلم )) أي من يقرن إرادته بالإلحاد فيكون جامعا بين الإرادة وبين الإلحاد (( نذقه من عذاب أليم )) فإذا قال قائل ما الفرق إذا بين الحرم وغيره ؟ قلنا الفرق أن الله قال (( من عذاب أليم )) يكون العذاب أشد وأعظم وإن كان لا يزاد في الكمية ولكن يزاد فغي الكيفية.
لو هم وفعل الأسباب فحكمه حكم الفاعل فكيف لو هم ولم يفعل الأسباب ؟
الشيخ : لا ما يكون كالفاعل لكن يكون كالفاعل في النية فقط نعم.
السائل : ... المقتول يعذب على ... .
الشيخ : الحديث عام ( كلاهما في النار ) وهذا عجز.
باب : من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم .
حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا أبو الأسود وقال الليث عن أبي الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن أناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )) .
16 - حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا أبو الأسود وقال الليث عن أبي الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن أناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )) . أستمع حفظ