تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا أبو الأسود وقال الليث عن أبي الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن أناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )).
القارئ : ( بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن أناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله أو يضربه فيقتله فأنزل الله تعالى : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم )) ). الشيخ : لكن هذا واضح الباب لا شك أن تكثير سواد الفتن والظلم وأهل الفتن والظلم وإن لم يفعل معهم ما فعلوا لا شك أنه مكروه بل ومن الإعانة على الإثم والعدوان فلا يجوز للإنسان أن يكثر سواد أهل الباطل وأهل الفتن وأهل المعاصي لأن في ذلك محذورين : المحذور الأول : تقوية شوكتهم. والمحذور الثاني : إرعاب أهل الخير إذا رأى أهل الشر قد كثر سوادهم لا شك أنه يخوفهم ويرعبهم.
القارئ : " قوله باب من كره أن يكثر بالتشديد سواد الفتن والظلم أي أهلهما والمراد بالسواد وهو بفتح المهملة وتخفيف الواو الأشخاص وقد جاء عن ابن مسعود مرفوعا : ( من كثر سواد قوم فهو منهم ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به ) أخرجه أبو يعلى وفيه قصة لابن مسعود وله شاهد عن أبي ذر في الزهد لابن المبارك غير مرفوع . وقوله فيأتي السهم فيرمى به قيل هو من القلب والتقدير فيرمى بالسهم فيأتي قلت ويحتمل أن تكون الفاء الثانية زائدة وثبت كذلك لأبي ذر في سورة النساء فيأتي السهم يرمي به وقوله أو يضربه معطوف على فيأتي لا على فيصيب أي يقتل إما بالسهم وإما بالسيف وفيه تخطئة من يقيم بين أهل المعصية باختياره لا لقصد صحيح من إنكار عليهم مثلا أو رجاء إنقاذ مسلم من هلكة وأن القادر على التحول عنهم لا يعذر كما وقع للذين كانوا أسلموا ومنعهم المشركون من أهلهم من الهجرة ثم كانوا يخرجون مع المشركين لا لقصد قتال المسلمين بل لإيهام كثرتهم في عيون المسلمين فحصلت لهم المؤاخذة بذلك فرأى عكرمة أن من خرج في جيش يقاتلون المسلمين يأثم وإن لم يقاتل ولا نوى ذلك ويتأيد ذلك في عكسه بحديث هم القوم لا يشقى بهم جليسهم كما مضى ذكره في كتاب الرقاق ".
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا ( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ) وحدثنا عن رفعها قال ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلمًا رده علي الإسلام وإن كان نصرانيًا رده علي ساعيه وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا ) .
القارئ : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال : ( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا : أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ) وحدثنا عن رفعها قال : ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلمًا رده علي الإسلام وإن كان نصرانيًا رده علي ساعيه وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا ). الشيخ : نعم هذا الحديث فيه التحذير مما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام عن رفع الأمانة وكذلك عن رفع الإيمان أيضا يقول : ( إن الرجل ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه ) والعياذ بالله فيصبح ولا أمانة له لكن يبقى أثرها ثم ينام فيبقى أثرها لكنه أثر لا أثر له في الواقع مثل الجمر إذا تدحرج على الرجل فإنه ينتفخ وليس فيه شيء وهذا كما يكون في الأمانة يكون في الإيمان أيضا ولذلك تجد قلبك أحيانا يكون عنده من الإيمان ما كأنه يشاهد أمور الغيب بعينه وأحيانا ينطفئ هذا النور ولا يجد في نفسه هذا اليقين وحينئذ يجب أن يفزع الإنسان إلى ربه عز وجل بسؤال الثبات وأن يتذكر من آيات الله عز وجل ما يقوي إيمانه لأن المسألة خطيرة إذا صدأ القلب بمثل هذا الصدأ الخبيث فهو أشد من السرطان في الجسم إذا لم تبادر بإزالته ودوائه وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ) ثم قال عليه الصلاة والسلام نفسه : ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ) يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام فكيف بنا ولذلك في هذا المقام أدعوكم إلى مراقبة ومتابعة القلوب فإنها أشد من متابعة الجوارح متابعة الجوارح تفسد الصلاه وتعيدها بصلاة جديدة مثلا تترك واجبا من الحج وتفديه بدم لكن القلوب هي المشكلة نسأل الله لنا ولكم الإيمان والثبات يجب أن الإنسان يلاحظ هذا لا تنزع الأمانة من قلبه وينزع الإيمان من قلبه بل يلاحظ دائما يلاحظ ويسأل الله الثبات ويأتي بالأعمال الصالحة لأن الأعمال الصالحة مثل سقي الشجرة الشجرة إذا يبس حوضها من الماء فإنها تذبل وتبدأ أوراقها تتساقط فإذا أتى عليها بالماء وروّاها عادت خضرتها وانتعشت فالأعمال الصالحة بمنزلة سقي الماء للأشجار فعليك بهذا إذا رأيت من قلبك فتورا أو ضعفا فقوّ ذلك بالأعمال الصالحة ثم قال رضي الله عنه : ( أتى علي زمان لا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه ) المراد بالمبايعة هنا البيع والشراء يعني يقول كنت بالأول لا أبالي إذا بايعت زيدا أو عمرا سواء كان مسلما أو نصرانيا لأن المسلم يرده علي إسلامه ولا يمكن أن ينكر لي شيئا أو يؤثر علي شيئا وأما النصراني فيرده علي ساعيه السعاة الذين يتفقدون النصارى في صدر الإسلام لما كان الإسلام قويا لكن ( أما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا ) أبايع إيش بيعة العهد أو البيع والشراء ؟ البيع والشراء لا أبايع إلا فلانا وفلانا لأنهم أمناء فصار الآن الأمناء في عهد حذيفة ابن اليمان الأمناء لا يوجد إلا فلان وفلان من البلد كم له ؟ مئات السنين كيف عاد الآن !! الآن أشد وأعظم نسأل الله أن يثبتنا وإياكم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو وعن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأةً وولدت له أولادًا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال فنزل المدينة.
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد : ( عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت . قال : لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو ) . وعن يزيد بن أبي عبيد قال : ( لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة وتزوج هناك امرأةً وولدت له أولادًا فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة ) .
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) .
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قول المؤلف رحمه الله : " باب التعرب في الفتنة " يعني الخروج إلى البادية حتى يكون أعرابيا ثم ذكر أحاديث تدل على جوازه إذا خاف الفتنة منها حديث سلمة ابن الأكوع ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن له في البدو) ومنها الحديث الثاني عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) يوشك يعني يقرب وهذا إذا كان يخشى الإنسان على نفسه وصار فتنة في المدن فإنه يخرج أما إذا كان لا يخشى على نفسه فإنه يبقى من أجل أن يدعو الناس إلى الخير ويزيل عنهم الشر والفتنة وإذا كان هو قادرا على ذلك فإنه لا يحل له أن يخرج إلى البدو من أجل البقاء في المدن وإبقاء الناس على ما هم عليه من الخير وترك الفتنة وفي هذا دليل على أن التعرب بدون حاجة من أسباب الإرتداد ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة أنه إذا أجابهم من يجيب من الناس فإنهم يرحلون من باديتهم إلى المدن والقرى يهاجروا حتى يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.
بعض الناس يتأولون في هذا الزمان أنه زمن فتنة فيخرجون إلى البدو يسخر بهم بعض الناس يقون فلان يتتبع القطر يعظم الشجر هل يعد ذلك سخرية ؟
السائل : بعض الناس يا شيخ يتأولون في هذا الزمان أنه زمن فتنة فيخرجون إلى البدو ويسخر بهم بعض الناس يقولون يستعملون عبارة فلان يتتبع شعف الجبال يتتبع القطر يعظم الشجر هل يعد ذلك سخرية مثل هذه الكلمات يا شيخ من المنكرات ؟ الشيخ : لا هو ما سخر بالمعنى سخر بهذا الشخص الذي فهم المعنى على غير المراد لأننا الآن ولله الحمد لسنا في زمن فتنة تؤدي إلى هذه الحال خصوصا عندنا في المملكة يعني ما وصلت الحال إلى أن نقول للإنسان اخرج من المدن اسكن البادية يستطيع الإنسان يعيش في المدن ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب القدرة. السائل : ... . الشيخ : في المدن أولى.
حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال ( لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه ) فقال يا نبي الله من أبي فقال ( أبوك حذافة ) ثم أنشأ عمر فقال رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا نعوذ بالله من سوء الفتن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط ) فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )).
القارئ : حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : ( سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال : لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه ، فقال : يا نبي الله من أبي ؟ فقال : أبوك حذافة ، ثم أنشأ عمر فقال : رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط ) فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )).
وقال عباس النرسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنسًا حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا وقال كل رجل لافًا رأسه في ثوبه يبكي وقال (عائذًا بالله من سوء الفتن ) أو قال ( أعوذ بالله من سوأى الفتن ).
القارئ : وقال عباس النرسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنسًا حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا وقال : " كل رجل لافًا رأسه في ثوبه يبكي " وقال : ( عائذًا بالله من سوء الفتن ) أو قال : ( أعوذ بالله من سوأى الفتن ).
و قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد ومعتمر عن أبيه عن قتادة أن أنسًا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال( عائذًا بالله من شر الفتن ).
القارئ : وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد ومعتمر عن أبيه عن قتادة أن أنسًا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال: ( عائذًا بالله من شر الفتن ). الشيخ : هذا الحديث كما ترون الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة يعني أتعبوه في المسألة حرصا منهم على العلم لا تطرقا لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم فصعد ذات يوم المنبر فقال: ( لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم ) وهذا خبر صدق لو سألوه عن أي شيء لبينه لكن هذا فيه فتنة لأنه ربما يسألونه عن أشياء في الجاهلية عن آبائهم وأمهاتهم عن أمور ستحدث في المستقبل فتكون مرعبة مزعجة فلما قال هذا جعل كل إنسان رأسه في ثوبه ولفه عليه وجعل يبكون رضي الله عنهم يبكون تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخجلا أن ألجؤوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقول هذه المقالة ( فقام رجل كان إذا لاحا ) يعني إذا خاصم ( يدعى إلى غير أبيه ) وهذا تعريض بالقذف أو قذف فقال : " يا نبي الله من أبي ؟ " قال : ( أبوك حذافة ) وهو أبوه حقا فقال عمر : " رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " لتأكيد العقيدة وأنهم مؤمنون بالرسول عليه الصلاة والسلام حق الإيمان ثم قال : " نعوذ بالله من سوء الفتن " خشية أن يقوم أحد فيسأل أسئلة تكون فتنة للناس إلى يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ) يعني أنه أقر عمر على تعوذه من الفتن وهذا سنة يعني أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم على شيء يعتبر من سنته قال : ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ) فالكاف هنا اسم بمعنى مثل فتكون مضافة إلى اليوم وتكون مفعولا به لقوله رأيت يعني ما رأيت مثل اليوم في الخير والشر وذلك أنه صورت له الجنة والنار حتى رآهما دون الحائط ولو سألوه من فيهما لأجاب لأنه يقول بالأول لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم. قال قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية : (( يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) وهذا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام أما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب أن يسأل الإنسان عن كل ما يحتاج إليه لأنه إن كان عند المسؤول علم بينه وإلا سكت ثم ذكر ألفاظا أخرى في الحديث وقال : ( كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي ) وقال : ( عائذا بالله من سوء الفتن ) أو قال : ( أعوذ بالله من سوء الفتن ) واللفظ الثالث ( عائذا بالله من شر الفتن ) قوله : ( أعوذ بالله من سوء الفتن ) ما فيها إشكال من حيث الإعراب لكن ( عائذا بالله ) ما وجه النصب فيها ؟ عائذا اسم فاعل فهي حال.
الشيخ : حال منين؟ السائل : هكذا وقع بالنصب وهو على الحال أي أقول ذلك عائذا أو على المصدر أي عياذا. الشيخ : لا عائذا بالله أحسن حال يقول أقول ذلك عائذا وهي لولا الرواية وهي مسموعة لكان وجه أن نقول عائذ على أنها خبر لمبتدأ محذوف يعني أنا عائذ فيه رواية بالرفع الرفع أوجه.
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جنب المنبر فقال ( الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس).
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه قام إلى جنب المنبر فقال : الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس ).
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول ( ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان ) .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول : ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان ).
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ) .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ، قال اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة : هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ).
حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن وبرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير قال خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثًا حسنًا قال فبادرنا إليه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) فقال هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنةً وليس كقتالكم على الملك .
القارئ : حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي حدثنا خالد عن بيان عن وبرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير قال : ( خرج علينا عبد الله بن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثًا حسنًا قال فبادرنا إليه رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول : (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) فقال هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنةً وليس كقتالكم على الملك ) . الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفتنة من قبل المشرق ) هذا من الحديث الذي يتعين أن يكون مطبّقا على مكانه الذي قيل فيه وذلك لأنه لو قيل أن الفتنة من قبل المشرق من كل مكان لزم أن يكون من في أفريقيا يرى الفتنة تخرج من الحجاز مثلا ومن كان في أوروبا يرى أنها تخرج من أفريقيا مثلا أو من الحجاز أو غير ذلك فهذا من الأحاديث التي يتعين تأويلها على مكانها الخاص وقوله : ( من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس ) شك من الراوي . ولا شك أن قرن الشمس يطلع مع قرن الشيطان لأن الشيطان إذا طلعت الشمس يكون مقارنا لها فيسجد له الكفار وهو يرى أنهم يسجدون له ثم ذكر الحديث الآخر : ( اللهم بارك الله في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) أظنه قال في الثالثة : ( هنالك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ) قال أهل العلم إن النجد اسم لكل ما ارتفع وأن المراد بها نجد العراق لأن الفتن ظهرت في نجد العراق ظهورا عظيما في أواخر زمن الخلفاء الراشدين وكذلك في أوائل خلافة بني أمية وسنأخذ كلام ... الآن الشرح.
القارئ : " قوله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق أي من جهته ذكر فيه ثلاثة أحاديث الأول ذكره من وجهين وقد ذكرت في شرح حديث أسامة في أوائل كتاب الفتن وجه الجمع بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأرى الفتن خلال بيوتكم ) وكان خطابه ذلك لأهل المدينة. قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جنب المنبر في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر وفي رواية شعيب عن الزهري كما تقدم في مناقب قريش بسنده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر وفي رواية يونس بن يزيد عن الزهري عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو مستقبل المشرق . قوله الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا كذا فيه مرتين وفي رواية يونس ها إن الفتنة ها هنا أعادها ثلاث مرات قوله من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس كذا هنا بالشك وفي رواية عبد الرزاق ها هنا أرض الفتن وأشار إلى المشرق يعني من حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية شعيب ألا إن الفتنة ها هنا يشير إلى المشرق حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية يونس مثل معمر لكن لم يقل أو قال قرن الشمس بل قال يعني المشرق ولمسلم من رواية عكرمة بن عمار عن سالم سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده نحو المشرق ويقول ها ان الفتنة ها هنا ثلاثا حيث يطلع قرن الشيطان وله من طريق حنظلة عن سالم مثله لكن قال ان الفتنة ها هنا ثلاثا وله من طريق فضيل بن غزوان سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول :* يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة * سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الفتنة تجيء من ها هنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان ) كذا فيه بالتثنية وله في صفة إبليس من طريق مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر مثل سياق حنظلة سواء وله نحوه من رواية سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار أخرجه في الطلاق ثم ساق هنا من رواية الليث عن نافع عن بن عمر مثل رواية يونس إلا أنه قال ألا إن الفتنة ها هنا ولم يكرر وكذا لمسلم وأورده الإسماعيلي من رواية أحمد بن يونس عن الليث فكررها مرتين الحديث الثاني. قوله عن ابن عون هو عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لنا في شامنا ) الحديث كذا أورده عن علي بن عبد الله عن أزهر السمان وأخرجه الترمذي عن بشر بن آدم بن بنت أزهر حدثني جدي أزهر بهذا السند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومثله للإسماعيلي من رواية أحمد بن إبراهيم الدورقي عن أزهر وأخرجه من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه كذلك وقد تقدم من وجه آخر عن بن عون في الاستسقاء موقوفا وذكرت هناك الاختلاف فيه قوله قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ) وقع في رواية الترمذي والدورقي بعد قوله وفي نجدنا قال : ( اللهم بارك لنا في شأمنا وبارك لنا في يمننا ) قال وفي نجدنا قال هناك فذكره لكن شك هل قال بها أو منها وقال يخرج بدل يطلع وقد وقع في رواية الحسين بن الحسن في الاستسقاء مثله في الإعادة مرتين وفي رواية ولد بن عون فلما كان الثالثة أو الرابعة قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال : ( بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ) قال المهلب إنما ترك صلى الله عليه وسلم الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن وأما قوله قرن الشمس فقال الداودي للشمس قرن حقيقة ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال وهذا أوجه وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له قيل ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه وقال الخطابي القرن الأمة من الناس يحدثون بعد فناء آخرين وقرن الحية أن يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور وقال غيره كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية فكان كما أخبر وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ". الشيخ : وهذا فيه نظر لأن أهل اليمن أيضا في ذلك الوقت كانوا أهل شرك وكذلك الشام نعم. القارئ : " فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة وقال الخطابي نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة انتهى وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي أن نجدا من ناحية العراق فإنه توهم أن نجدا موضع مخصوص وليس كذلك بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه يسمى المرتفع نجدا والمنخفض غورا الحديث الثالث. الحديث الثالث قوله حدثنا إسحاق الواسطي قوله أن يحدثنا حديثا حسنا أي حسن اللفظ يشتمل على ذكر الترجمة والرخصة فشغله الرجل فصده عن إعادته حتى عدل إلى التحدث عن الفتنة قوله فقام إليه رجل تقدم في الأنفال أن اسمه حكيم أخرجه البيهقي من رواية زهير بن معاوية عن بيان أن وبرة حدثه فذكره وفيه فمررنا برجل يقال له حكيم قوله يا أبا عبد الرحمن هي كنية عبد الله بن عمر قوله حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول يريد أن يحتج بالآية على مشروعية القتال في الفتنة وأن فيها الرد على من ترك ذلك كابن عمر وقوله ثكلتك أمك ظاهره الدعاء وقد يرد مورد الزجر كما ها هنا وحاصل جواب ابن عمر له أن الضمير في قوله تعالى : (( وقاتلوهم )) للكفار فأمر المؤمنين بقتال الكافرين حتى لا يبقى أحد يفتن عن دين الإسلام ويرتد إلى الكفر ووقع نحو هذا السؤال من نافع بن الأزرق وجماعة لعمران بن حصين فأجابهم بنحو جواب بن عمر أخرجه ابن ماجه وقد تقدم في سورة الأنفال من رواية زهير بن معاوية عن بيان بزيادة فقال بدل قوله وكان الدخول في دينهم فتنة فكان الرجل يفتن عن دينه إما يقتلونه وإما يوثقونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة أي لم يبق فتنة أي من أحد من الكفار لأحد من المؤمنين ثم ذكر سؤاله عن علي وعثمان وجواب ابن عمر وقوله هنا وليس كقتالكم على الملك أي في طلب الملك يشير إلى ما وقع بين مروان ثم عبد الملك ابنه وبين ابن الزبير وما أشبه ذلك وكان رأي ابن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة والأخرى مبطلة وقيل الفتنة مختصة بما إذا وقع القتال بسبب التغالب في طلب الملك وأما إذا علمت الباغية فلا تسمى فتنة وتجب مقاتلتها حتى ترجع إلى الطاعة وهذا قول الجمهور ".
السائل : إذا قال قائل بالنسبة لهذا الحديث ... رواية في تاريخ بغداد يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لأهل الشام والحجاز واليمن فيه رجل عراقي خلفه قال والعراق فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يعني رددها عليه العراق فناداه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنت عراقي ؟ ) قال : نعم قال السبب الذي هممت يعني معنى الحديث ما خلاني أدعو لأهل العراق أن إبراهيم عليه السلام كان يدعو عليهم فأوحى الله إليه ما يدعو عليهم ... ثانيا بالنسبة للظن يكون هذا ظن. الشيخ : أيهم؟ السائل : بالنسبة إلى قول فظنوا في الثالثة هنالك الزلازل والفتن ... الشيخ : إي نعم قوله أظن في الثالثة يعني هل قالها في الثانية أو في الثالثة ما هو الظن لما قال الظن هل كان في الثانية أو في الثالثة. السائل : قول ابن القيم رحمه الله أن كل ما ورد في ذم العراق فهو ليس بصحيح. الشيخ : ما هو مسلم أقول ما هو مسلم والأحاديث واضحة فيه والفتن ظهرت من قبل العراق الخوارج غير الخوارج الفتن كلها في العراق علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسين وغيرهم كلهم في العراق.
السائل : يسمون هذه المنطقة نجد. الشيخ : إي نعم هذه مشكلة لأن بعض الناس الذين قاموا ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قالوا الشيخ محمد من نجد ونجد هي قرن الشيطان لكن العلماء أنكروا عليهم قالوا نجد ما هي قبل المشرق بالنسبة لأهل المدينة اللي قبل مشرق لأهل المدينة هي العراق أما نجد فتقع عنها يمينا إذا كنت مستقبل المشرق فهي تقع عنها يمينا واللي يكون شرقا يكون هو قبل العراق وهذا هو الأقرب ومن تتبع التاريخ عرف هذا يعني ما حصل من أهل نجد مثل ما حصل من أهل العراق ولا صحيح أن نجد حصل فيها مسليمة الكذاب وظهر لكن قضي عليه بدون فتنة تذكر نعم.
بعض الإخوان يجعل المشرق ما هو حاصل الآن في العراق وإيران هل الأمر كما ذكر أم هو أبعد من ذلك ؟
السائل : بعض الإخوان يجعل المشرق ما هو حاصل الآن في العراق وإيران هل الأمر كما ذكر أم هو أبعد من ذلك ؟ الشيخ : هو إذا رأينا حديث الرسول أنا قلت لكم هذا حديث يتعلق بالمكان المشرق للمدينة هو هذا جهة العراق وما والاها. السائل : ... . الشيخ : ربما يكون أيضا ما وراءها ربما يأجوج ومأجوج كلهم من ناحية المشرق وقد قال عنهم من كان يؤذونهم إنهم مفسدون في الأرض. السائل : يعني أبعد. الشيخ : إي نعم ربما يشمل. السائل : ثبت يا شيخ بالسند الصحيح ... وعراق رواية الطبراني. الشيخ : على كل حال إذا رأينا إلى المشرق تماما ونحن في المدينة عرفنا ما يريد نجد هذه ثم لا يضر الواقع يعني لا يضر إذا كان لم يدعو لهم بالبركة فليس يعني هذا أنه لا يكون فيهم أهل خير وأهل دعوة يكون فيهم لكن لئلا يغتروا إذا بورك لهم في هذا لئلا يغتروا فلا يطغوا نعم. السائل : نجد قرن الشيطان ... الشيخ : السندي عبد القادر ؟ السائل : ... الشيخ : عبد القادر حبيب الله السندي غيره ؟ إي لا هو العلماء تكلموا عليه ببسط أكثر مما تكلم في الشرح ... يبسط القول فيها لكن.
باب : الفتنة التي تموج كموج البحر . وقال بن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ آلاف الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ولت ذات حليل شمطاء ينكر لونها وتغيرت مكروهة للشم والتقبيل .
القارئ : وصلى الله وسلم على خير نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد قال البخاري رحمه الله تعالى : باب : الفتنة التي تموج كموج البحر وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس : " الحرب أول ما تكون فتية *** تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها *** ولت ذات حليل شمطاء ينكر لونها وتغيرت *** مكروهة للشم والتقبيل ". الشيخ : الحرب أول ما تكون فتية يعني الإنسان يتقدم إليها إلى الفتنة وتجد عنده شجاعة وقدرة على إشاعة الفتن والسعي بين الناس بالنميمة وما أشبه ذلك " حتى إذا ما اشتعلت وشب ضرامها ولت عجوزا " يعني كرهها وتمنى أن لم يكن فعل وهكذا الفتن نسأل الله العافية أول ما تبدأ يجد الإنسان من نفسه خفة في إضرامها ويجد أنه يعطي نفسه شيئا من الحرية ولكن في النهاية يندم ندما عظيما ويتمنى أن لم يكن وكما قال : " شمطاء ينكر لونها وتغيرت مكروهة للشم والتقبيل أو للمس والتقبيل " لكن للشم والتقبيل أبلغ من ... والتقبيل يعني كريهة المنظر والملمس الشمطاء العجوز الكبيرة.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابًا مغلقًا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال عمر إذًا لا يغلق أبدًا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلةً وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقًا فسأله فقال من الباب قال عمر
القارئ : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول : ( بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، قال : فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر، قال : ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابًا مغلقًا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال : بل يكسر قال عمر : إذًا لا يغلق أبدًا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال : نعم كما يعلم أن دون غد ليلةً وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقًا فسأله فقال : من الباب ؟ قال : عمر ) . الشيخ : قوله : ( فتنة الرجل في أهله وما له وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة ) فتنة الرجل في أهله وماله وولده هذه الفتنة إما أن يعنى بها التعلق بهم كما قال تعالى : (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم )) أو يعني بها عدم القيام بحقهم ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قول : ( وجاره ) فإن الظاهر أن المراد بفتنة الجار عدم القيام بحقه والجار له حقوق عظيمة قال : ( تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) لأنها حسنات والحسنات كما قال تعالى : (( يذهبن السيئات )) ولكن أمير المؤمنين عمر يسأل عن شيء أبعد قال : " ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر " فقال له حذيفة : " ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا " قال عمر : " أيكسر الباب أم يفتح ؟ " قال : " لا بل يكسر " لأنه لو فتح لأمكن إغلاقه ولكن إذا كسر فسد وصار غير صالح للاستعمال ولهذا قال عمر : " إذا لا يغلق أبدا " قلت : " أجل " قلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم الباب ؟ قال : نعم كما أعلم .