تتمة شرح باب : قول الله تعالى : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) .
الشيخ : حتى أنت في نفسك طبق ما توجه به أهلك على ما جاء عن السلف فإن هذا خير وأحسن تأويلا وفي قوله عز وجل : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) إشارة إلى أنه ليس العبرة بالكثرة العبرة بما وافق ما جاء في كتاب الله وسنة الرسول لو كان عشرين على رأي وخمسة على رأي مطابق للكتاب والسنة لكان الواجب علينا أن نرجع إلى الخمسة وليس العبرة بالكثرة لكن نظرا إلى أن الناس كما يقول العامة السوق تساوق قالوا إذا لا نرجح أحدا على أحد ونأخذ بالكثرة في غالب مجالسنا وإلا فالواجب الرجوع إلى ما جاء في الكتاب والسنة ولو لم يكن عليه إلا واحد من ألف.
شرح الحديث : حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )
الشيخ : ثم قال المؤلف حدثنا عبدان إلى أن قال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ) وهذا كقوله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله ))( ومن عصاني فقد عصى الله ) يؤخذ من مفهوم قوله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) أي ومن يعص الرسول فقد عصى الله ( ومن أطاع أميري فقد أطاعني ) أميري الذي امرته ومشى بمقتضى ما وجهته به ولهذا قال أميري وإن كان يرد في بعض الأحيان أميره أو الأمير بال لكن المراد الأمير الذي على مثل من أمره الرسول عليه الصلاة والسلام ( فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) لأن أمير النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمشي بأمره ويهتدي بهديه ولا يعني ذلك أن أمراءه معصومون هم معرضون للخطأ لكن الأصل فيهم أعني الأمراء الذين يؤمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم الأصل فيهم الصلاح والإصابة نعم.
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
القارئ : حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الأعظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ). الشيخ : كرر هذا مرتين عليه الصلاة والسلام تأكيدا أن كل إنسان منا راع ومسؤول عن رعيته حتى الرجل راع على نفسه ومسؤول عن رعيته مسؤول عن شبابه فيما أفناه بأي شيء أفنيت شبابك إذا أنت مسؤول عن نفسك لأنك راع عليها كل إنسان راع ومسؤول عن رعيته وأعظم الناس مسؤولية الإمام وهو رئيس الدولة هذا أعظم الناس مسؤولية يسأل ليس عن أهله الذين تحت إمرته وفي قصوره ولكن عن كل واحد كل واحد من الأمة هو مسؤول عنه حتى أن أمير المؤمنين قال : " لو مات عناقا في دجلة أو في الفرات لكان عمرا مسؤولا عنه " عناق صغير الغنم مسؤول عنه فالإمام مسؤوليته عظيمة جدا والحقيقة أنه كما قال بعض الناس أن الولاية العامة ليست تشريفا ولكنها نعم إشقاق وتكليف ولا سيما في مثل زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه الإجحاف وكثرت فيه الضغوط فالمسؤولية عظيمة يقول عليه الصلاة والسلام أيضا الرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وكل منهما مسؤول قد يظهر بهذا التناقض كيف يكون الرجل مسؤولا عن أهل بيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها نقول نعم الرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها لكن تختلف الرعاية المرأة راعية في بيتها فيما يختص بالبيت وشؤون البيت والرجل راع فيما سوى ذلك والرعاية الكبرى للرجل لقوله تعالى : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض )) فلو فرض أن المراة تخل برعايتها في بيتها فهو مسؤول إذا علم ووجه ذلك أن كل إنسان مسؤول عن دعاية ما يباشر رعايته ثم أكد ( وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ) يعني لو أن الرجل له عبد وأعطاه مالا يتجر به او له عبد أعطاه إبلا يرعاه أو غنما يرعاها فهو راع على مال السيد ومسؤول عن رعيته وقوله مال سيده لأن العبد لا يملك حتى لو ملك فإنه لا يملك لو جاء شخص لعبد وقال خذ يا ولدي هذه عباءة لك في الشتاء تدفأ بها فمن تكون له العباءة؟ للسيد حتى السيد لو قال لعبده يا غلام خذ هذا العباءة لك تدفأ بها في الشتاء فالعباءة للسيد ولهذا نقول إن عبارة بعض العلماء الذي يقول لا ربا بين السيد وعبده هذه لا تصح في الحقيقة إلا إذا قلنا بأن العبد يملك بالتمليك كما هو أحد القولين في المسألة والصحيح أنه لا يملك.
لو الناس اتبعوا ما أنزل الله على رسوله لأظهرهم ونصرهم الله على من هو أقوى منهم فما رأيكم ؟
السائل : لو الناس اتبعوا مصالح الدنيا والدين ... ما جعله الله على يد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وابن سعود الذي أظهرهم على من هو أقوى منهم ... وبارك الله في ابن سعود اليوم من أجل دعوته يعني نظرة لو أن الناس اتبعوا ما أنزل الله على رسوله واتبعوه في الحق والحقيقة لجعلهم في ... ما يتصوره. الشيخ : صحيح هذا حق (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )) شفت يا سليم (( إن الله لقوي عزيز )) ما في قوة تحت قوة الله إلا وهي أضعف ولا عز تحت عز الله إلا وهو أذل ثم أنه قد يرد على ذهن الإنسان كيف ينصر بقوة الله وعزته وأمامنا أمم أقوى منا وأكثر عددا فقال : (( ولله عاقبة الأمور )) العاقبة بيد الله لا تنظر للوقت الحاضر انظر العاقبة لمن للمتقين وهي بيد الله (( لله عاقبة الأمور )) وهذا من باب دفع اليأس عن النفس إذا قالت كيف ننتصر وأمامنا عدو أكثر منا عدد وأقوى منا عدة قلنا الحمد لله العاقبة عند الله عز وجل (( ولله عاقبة الأمور )) لكن يا سليم أين المتعظ ؟
هل الأمير هو أمير البلاد أم السفر أم السرايا التي عينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : كلمة الأمير هو أمير البلاد وأمير السرايا وأمير السفر التي عينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماها ؟ الشيخ : الحديث عام بس كما قلت لك أمير ما مر الآن الأمير المطلق حتى يأتي إن شاء الله.
لو أمرنا الإمام بترك واجب أو فعل معصية في قضية معينة هل يعصى في جميع أوامره ؟
السائل : لو أمرنا الإمام بترك واجب أو فعل معصية في قضية معينة هل ينابذ في الجميع أم في هذه فقط ؟ الشيخ : لا يعصى في هذه القضية فقط أولا أن الإمام لا يجب أن يكون عدلا لا يفعل معصية ولا يترك واجبا هذا له حتى لو يفعل كل المعاصي دون الكفر البواح ما علينا منه نطيعه لكن إذا أمرنا بأمر معصية فإننا لا نطيعه ونطيعه في ما عدا ذلك إذا أمرنا بشيء آخر ليس معصية نطيعه.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين ) تابعه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : ( كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين ) تابعه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير.
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد سمعت أبي يقول قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان )
القارئ : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد سمعت أبي يقول قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ). الشيخ : المراد بالأمر هنا إن هذا الأمر في قريش يعني أمر الحكم والإمارة في قريش ولما حدث معاوية رضي الله عنه بأنه سيكون ملك من قحطان وقد مر علينا غضب رضي الله عنه وقام يخطب الناس وإنما فعل ذلك لئلا يتخذ من هذا الحديث وسيلة إلى الخروج على الخلفاء والأمراء فيأتي رجل من أرذل خلق الله من قحطان فيقول أنا الملك الذي حدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فيحدث بذلك فتنة هذا وجه الوجه الآخر أنه استند إلى حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهوما رواه رضي الله عنه حيث قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ) يعني خذله ورده على عقبه ( ما أقاموا الدين ) الحمد لله اشترط النبي عليه الصلاة والسلام انه في قريش ما أقاموا الدين ولهذا لما تخلف هذا الشرط من قريش انتزع الملك من أيديهم وصار حتى في قوم ليسوا من عرب كالخلافة التركية ليس من العرب لأنه انتزع من أيديهم وهذا لا ينافي ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام أنه يملك الناس في آخر الزمان رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه فإن هذا متى يكون ؟ بعد أن ينتزع الملك من قريش وقد انتزع من زمان آخر خلفاء بني العباس متى ؟ ست مائة وست وخمسين من ذاك الوقت نزعت الخلافة منهم وصارت غلى غيرهم لماذا؟ لأنهم لم يقيموا الدين والنبي عليه الصلاة والسلام اشترط في الأمر أن يكون في قريش ما أقاموا الدين ولكن معاذ رضي الله عنه شدد في خطبيته فقال : " أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما قوله ليست في كتاب الله فكلامه حق ولا غير حق؟ حق وقوله لا تؤثر هذا بحسب علمه هذا يكون بحسب علمه فيقول لا تؤثر وإن كان العبارة السليمة لا أعلمها مأثورة لأن هذا قد أثر لكن احيانا تملك الإنسان الغيرة حتى يطلق مثل هذا الكلام كما أنكرت عائشة رضي الله عنها قطع المراة للصلاة وقالت : " أشبهتمونا بالحمير والكلاب " نقول هذا يعني لا ينبغي ما دام ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام فإنا لا نشبهكن بالحمير والكلاب لكن لو تأمل المتأمل وجد أنه لا منافاة بين ما احتجب به وبين ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبد الله بن المغفل الثابت في صحيح مسلم لأن الذي احتجت به أنها تنام معترضة بين يديه وهو يصلي وحديث عبد الله بن المغفل في المرور وبينهما فرق لكن كما قلت لكم أحيانا مع شدة الغيرة يتصور الإنسان الشيء على خلاف ما هو عليه كذلك معاوية معاوية من أدهى الرجال يعني يعتبر من دهاة العرب ومثل هذا الكلام الصواب أن يقال عنه ولا أعلمه مأثورا عن رسول الله لأنه لم يحط علما بكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها " هذا حسب علمه رضي الله عنه ولعله في ذلك الوقت انتشر هذا الحديث قد يكون انتشر على ألسنة قوم لا يريدون الحق وإنما يريدون الخروج على الأئمة على معاوية وأمراءه والله أعلم بالسرائر طيب لو قال قائل لماذا كان الأمر في قريش ما أقاموا الدين ؟ نقول لأن الرسالة كانت فيهم فكانوا أحق الناس بالخلافة لكن بشرط إيش؟ بشرط إقامة الدين.
بعضهم يقول أن ولاة الأمر الذين تجب طاعتهم هم أمراء السلطة فقط ويستدلون بالآية التي قبلها (( إن الله يأمركم أن ... وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) فهذا خاص بمن يحكم بين الناس ؟
السائل : ... الشيخ : اصبر اصبر ويش قالوا ما سمعتك. السائل : قوله تعالى : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) المقصود بذلك غير ولاة السلطة استدلوا بالآية التي قبلها : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )). الشيخ :(( إن الله نعما يعظكم به )) ويكون من العلماء القضاة حكام يلزمهم القضاء بالعدل الحكم بالعدل كذلك أيضا العلماء ألم تعلموا أن من العلماء من يحابي في الفتوى يجيه زيد يستفتيه يقول هذا حرام من كبائر الذنوب أعوذ بالله أنت في النار أنت عرضت نفسك يجيه آخر يستفتيه في نفس المسألة يقول والله هذه المسألة خلافية المسالة الخلافية ؟ المسألة الخلافية أحد العلماء يقول خذ بالأيسر وواحد يقول خذ بالأحوط وما دامت خلافية فالأمر واسع نعم والمسألة وحدة فيه من يفعل هذا من العلماء المفتين.
في الرواية الثانية رواية ابن عمر ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) هل يحمل هذا على الحقيقة ؟
السائل : في الرواية الثانية رواية ابن عمر : ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) من حمل هذا العدد على الحقيقة أنه المراد أو يحمل على أن الإمارة لا تكون أو هذا الحديث نفي الإمارة على غير قريش ؟ الشيخ : يحتمل أن هذه للمبالغة يحتمل أن تكون مثل (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) لو عمل أقل من مثقال أيره ؟ أسألك يراه كذلك قال : ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين ) لو اقتطع أقل من شبر ؟ السائل : كذلك. الشيخ : طيب هذه لو بقي اثنان من باب المبالغة يعني حتى لو لم يبق اثنان فالأمر فيهم بشرط هذا الشرط لازم تجعلونه أمام اعينكم ما هو ؟ ما أقاموا الدين.
لو بقي رجلين من قريش وولي أحدهما فأورد بعضهم على هذا أنه لا بد أن تكون الإمارة في غير قريش لأنه أقل عشيرة وإذا كان أقل الناس عشيرة كان خلعه أمكن وأيسر فما الجواب ؟
السائل : لو كان هناك بقي رجلين من قريش وولي أحدهما فأورد بعضهم على هذا أنه لا بد من باب أولى أن تكون الإمارة في غير قريش لأنه أقل عشيرة وإذا كان أقل الناس عشيرة كان خلعه أمكن وأيسر ... ؟ الشيخ : الله المستعان نعم من الذي يجعل في قلوب الرجال خلع السلطان ؟ من ؟ الله عز وجل فإذا كان الرسول يقول : ( هذا الأمر في قريش ) لا يزال خبر هذا ( ما أقاموا الدين ) إذا كان الأمر كذلك فلا بد أن يكون الأمر فيهم لأن هذا خبر أعرفت ألم تعلموا بني أمية أتعبوهم الخوارج في كل مكان حتى صارت الجزيرة كأنها قدر يغلي ولما تولى عمر بن عبد العزيز خمدت النار ولانت الجلود نعم وصار زعماء الخوارج يجيون لأبوه يبايعونه فالقلوب بيد الله نعم.
بعض الناس يقول الملك يستبد ولا يشاور أهل العلم كيف ذلك وهل كان هناك أدهى من عمر وقد شاور الصحابة ؟
السائل : ... دون أهل العلم وأنا أقول فيه ملك أدهى من عمر رضي الله عنه وأرضاه وأكثر منه مشاورة للصحابة. الشيخ : لكن عالم هو عمر عالم. السائل : بس مشاورته الصحابة. الشيخ : يعني تقول أن بعض الناس يقول الملك يستبد كذا تقول يعني ما يشاور طيب ما تقول ؟ هل فيه أدهى من عمر ؟ من بعده أنا أقول بارك الله فيك هل فيه أرشد من الرسول ويش قال له ( فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) عرفت ولا لا الواجب على كل حاكم عام أو خاص إذا أشكل عليه شيء أن يشاور أما إذا كان الأمر واضح فلا حاجة للاستشارة كما أن عملك الذي تعمله أنت إذا كان واضحا لا حاجة للإستخارة فقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا هم أحدكم بالشيء فليصل ركعتين ) يعني إذا هم وأشكل عليه كلها فيما يشكل ولا شك أن الاستشارة استنارة في الواقع الاستشارة استنارة لأن الإنسان بشر يخفى عليه كثير من الأمور فإذا اجتمعت الآراء ونوقشت بعلم وعدل لا بد من هذا علم وعدل ما في هوى فإن الله يوفقهم للصواب.
باب : أجر من قضى بالحكمة . لقوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) .
القارئ : باب : أجر من قضى بالحكمة لقول الله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )). الشيخ : قوله : باب : أجر من قضى بالحكمة ما هي الحكمة ؟ الحكمة ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لقول الله تعالى : (( وأنزل الله إليك الكتاب والحكمة )) وقال في وصفه : (( يعلمهم الكتاب والحكمة )) فما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام هو الحكمة ومن قضى بها فله أجر كما سيذكره في الحديث وقوله : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) هذه الآية كررت ثلاث مرات على ثلاثة وجوه : الأول : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) ذكرت بعد ذكر بأن التوراة أنزلها الله يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار . والثانية : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )) ذكرت بعد ذكر القصاص ووجوب المقاصة . والثالثة : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) ذكرت في الخروج عن ما يجب نحو الكتاب المنزل.
الكافرون الفاسقون الظالمون هل هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد أو هي تختلف باختلاف الموصوف ؟
الشيخ : فاختلف العلماء رحمهم الله هل هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد أو هي تختلف باختلاف الموصوف فمن الحكام بغير ما أنزل الله من نقول هم كفار ومنهم من نقول ظلمة ومنهم من نقول فسقة أفهمتم الفرق بين القولين القول الأول يقول إن هذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد فمن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق واضح طيب القول الثاني يقول إن هذه الأوصاف تتنزل على اختلاف أحوال الحاكم فمن الحكام من نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت ظالم ولا نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت ظالم ولا نقول أنت كافر ومنهم من نقول أنت فاسق ولا نقول ظالم ولا كافر فهمتم الفرق الآن طيب الذين قالوا إنها أوصاف لموصوف واحد قالوا عندنا دليل فقد وصف الله الكافرين بالظلم فقال (( والكافرون هم الظالمون )) ووصفهم بالفسق فقال تبارك وتعالى في سورة السجدة : (( واما الذين فسقوا فمأواهم النار )) في مقابلة المؤمنين فدل هذا على أن الفسق والظلم وصف للكافر فتكون الأوصاف الثلاثة أوصافا لموصوف واحد وأما الذين قالوا إنها أوصاف لمتعد حسب ما يقتضيه الحكم فقالوا من حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أنه مثل حكم الله أو أحسن أو وضع للناس قانونا يخالف قانون الله وألزم الناس بالحكم به فهذا كافر لأنه في الأول كذب قول الله تعالى : (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) فقال إن حكمي أحسن من حكم الله وفي الثاني استبدل دين الله بدين آخر يعني بمنهج آخر يعني شال الدين شال حكم الله وضع بدله قانونا طاغوتيا فصار كافرا لأنه لم يرض بحكم الله وأما الموصوف بالظلم فهو الذي يحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن حكم الله هو الحق لكن يريد أن ينتقم من شخص معين فيحكم عليه هذا لا يكفر لأنه يؤمن بأن حكم الله هو الحق وأحسن من غيره لكن في نفسه من المحكوم عليه شيء يريد أن يظلمه ينتقم منه هذا نقول ظالم ولا نقول إنه كافر الثالث الذي وصف بالفسق لا يريد ظلما ولا يريد أن يستبدل بدين الله شيئا ولكن يريد هوى في نفسه فهذا فاسق وليس بظالم لأنه لم يظلم أحدا ولم يقصد ظلم أحد لكن لهوى في نفسه أراد أن يحكم كما لو حصل منازعات في أراضي فحكم بها لقريبه مع أنها هي ليست لأحد لكن قانونا لا تملك مثلا لكن هو حكم بها لقريبه وأعني قانونا أعني مؤيدا بالشرع لا مجردا من الشرع فهذا نقول إنه فاسق وليس بظالم ولا بكافر وإن كان كل فاسق ظالما من حيث المعنى العام لأن الفاسق قد ظلم نفسه لكن لما اجتمعت أوصاف متعددة لمن لم يحكم بما أنزل الله صار لا بد أن ننزلها هذا التنزيل ولا شك أن هذا المعنى أو هذا القول لا شك أنه أدق من القول الأول عرفتم الأول.
الشيخ : الأول : من حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أنه أحسن من حكم الله أو مثله فهو كافر لماذا؟ لأنه كذب قول الله تعالى : (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) وقوله تعالى : (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) . الثاني : من استبدل قانونا وضعيا بدين الله يعني أخذ القانون الوضعي بدلا عن دين الله وضعه يعني ألزم الناس بالحكم به والمشي عليه فهذا أيضا كافر.
هل تكفرون هذا ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم ويحج ويعتمر ؟
الشيخ : بقي أن نقول هل تكفرون هذا ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم ويحج ويعتمر ؟ نعم لأن أسباب الكفر كثيرة ليست أسباب الكفر منحصرة في ترك الصلاة أو الزكاة أو الصيام أوما أشبه ذلك كثيرة ومن أراد أن يعرف كثرة أسباب الكفر فليرجع إلى كما كتبه العلماء في باب أحكام المرتد.
الشيخ : الثاني : الظالم هوالذي قال أنا أشهد أن حكم الله خير الأحكام لكن هذا الرجل آذاني أساء إلى جيرتي فعل فعل فعل أنا أبغى أهينه أبغى أحكم عليه شخص لهو عدو لكن ما هي ظاهرة العداوة ولكان يقول ظاهر العداوة ما ينفذ حكمه له لكن ما هو بين حكم لأجل أن يهين هذا فهو ظالم . الثالث : يقول حكم الله أحسن الأحكام لا شك ولا أنكر هذا لكن أنا لي رغبة أن أحكم بخلافه لأن هذا لمصلحة لي نقول هذا إيش فاسق فالذي يترجح عندي هوهذا القول أن الأوصاف الثلاثة منزلة على أوصاف ثلاثة.
هل ثبت أن الشيخ عبد الرحمن السعدي يقول إن الكفار الموجودين اليوم هم يأجوج ومأجوج وما هو ترجيحكم ؟
الشيخ : هل ثبت أن الشيخ عبد الرحمن السعدي يقول : إن الكفار الموجودين اليوم هم يأجوج ومأجوج وما هو ترجيحكم ؟ الجواب : نعم ثبت هذا وله في ذلك رسالة واستدل بأدلة من طالع الرسالة عرفها.
ما حكم إناء ماء سقطت فيه فأرة في حالين إذا ماتت فيه وإذا سقطت فيه ثم خرجت منه ؟
الشيخ : السؤال الثاني : ما حكم إناء ماء سقطت فيه فأرة في حالين ماتت الفأرة في الماء وقعت في الإناء ثم خرجت منه ؟ إذا وقعت في الإناء ثم خرجت منه فهو طاهر لأنها من الطوافين علينا وإذا ماتت ولم يتغير الماء فهو طاهر على القول الراجح أيضا.
يقول ابن عباس في قوله تعالى (( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها )) ما من شجرة ببر أو بحر إلا وملك موكل بها يكتب ما يسقط منها فهل هذه العبارة وعلى ما يحمل ذلك اللفظ وهل توكل الملائكة بغير المكلفين ؟
الشيخ : يقول : قال ابن عباس في قوله تعالى : (( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها )) : ما من شجرة ببر أو بحر إلا وملك موكل بها يكتب ما يسقط منها انتهى النقل عن تفسير ابن كثير . فهل هذه العبارة وعلى ما يحمل ذلك اللفظ وهل توكل الملائكة بغير المكلفين ؟ الجواب : إي نعم أقول الله أعلم ابن عباس رضي الله عنه مما عرف بالأخذ عن بني اسرائيل لكن هو قاله تفسيرا للقرآن ونحن لا نثبت إلا ما دل عليه القرآن إلا يعلمها والله اعلم هل تكتب هل لها ملك موكل بها أو لا.
حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها )
القارئ : وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال البخاري رحمه الله تعالى : باب أجر من قضى بالحكمة لقوله تعالى : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها ). الشيخ : عندي أنا بالرفع رجلٌ ويجوز الجر على أنها بدل لكن قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا حسد إلا في اثنتين ) معلوم أن الحسد وهو تمني زوال نعمة الغير عند الجمهور أو كراهة ما أنعم الله على غيره عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الحسد محرم فكيف يجيزه النبي صلى الله عليه وسلم في هاتين الثنتين ؟ الجواب : أن الحسد يرادبه الغبطة يعني أن يغبط الإنسان فكأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تنبغي الغبطة في شيء من أمور الدنيا لا في النساء ولا في البنين ولا في القصور ولا في السيارات ولا في غيرها إلا في اثنتين ( رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ) على هلكته يعني على صرفه وإنفاقه لأن الصرف والإنفاق هو هلكة المال وقوله في الحق ضد الباطل يشمل الواجب والمستحب فمن الواجب الزكاة والنفقات وإطعام الجائع وكسوة العاري وإيواء الضيف وما أشبه ذلك وأما الباطل صرفه فيما يضر كصرفه في شرب الخمر أو شرب الدخان أو لباس الحرير للرجال أوما أشبه ذلك ومن هذا أيضا صرفه في غير فائدة فإنه من صرفه في الباطل لأنه قد نهي عن إضاعة المال الثاني ( رجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها ) الحكمة العلم يقضي بها أي بمقتضاها ويعلمها الناس إذا لا يحسد إلا صاحب المال الذي يصرفه في طاعة الله وصاحب العلم الذي يقضي به ويعلمه وقوله عليه الصلاة والسلام فهو يقضي به يشمل العمل بالحكمة لأن العمل بها قضاء والحكم بين الناس فيها وأما يعلمها فواضح.
السائل : تقديم المال على العلم هل يدل على أفضلية المال ؟ الشيخ : لا ما يدل على الأفضلية يدل على أن تعلق الناس بالأموال أو أكثر الناس أكثر من تعلقهم بالعلم.
السائل : الحاكم بغير ما أنزل الله يعذر بجهله ؟ الشيخ : إي معلوم كل أحد يعذر بجهله لكن قد لا يعذر إذا فرط في ترك العلم الواجب أما مع الجهل فالنصوص واضحة بأن الإنسان يعذر. السائل : رواية أخرى ( ورجل آتاه الله القرآن فيقوم به ) ... الشيخ : عندك في البخاري ؟ موجودة عندكم أشار إليها في الفتح. السائل : ورجل آتاه الله الحكمة وقد مضى شرحه مستوفى هناك وأن المراد بالحكمة القرآن كما في حديث ابن عمر أو أعم من ذلك وضابطها ما منع الجهل وزجر عن القبح قال ابن المنير. الشيخ : بس يقول : ( فهو يقوم بها آناء الليل والنهار ) يعني يعمل به على كل حال القرآن لا شك من الحكمة نحن قلنا الحكمة هي العلم العلم بالشرع كله الحكمة فهو يقضي بها يعمل بها ويقضي بها بين الناس ويعلمها فيقضي بها له معنيان العمل والحكم بين الناس ويعلمها واضح وحينئذ لا يكون بينهما تعارض.
القارئ : باب : السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية. الشيخ : قول المؤلف : باب السمع والطاعة للإمام الإمام عند أهل العلم هو الرئيس الأعلى للدولة ومن ناب عنه فهو في حكمه لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما سبق ( ومن أطاع أميره فقد أطاعني ) فنواب ولي الأمر من الوزراء والأمراء والمدراء ورؤساء الدوائر وما أشبه ذلك كلهم داخلون في طاعتهم كلها داخلة في طاعة الإمام لأن هؤلاء يأخذون بتوجيهاته وأوامره فما أمروا به فله حكم ما أمر به لا يجوز التمرد عليهم ولا معصيتهم إلا في معصية الله ولكن إذا أخطأوا أو ضلوا فلنا أن نرفع الأمر إلى من فوقهم فإن استقام وأقامهم فذاك وإلا فإلى فوقه حتى تنتهي إلى الإمام فإذا انتهيت إلى الإمام حينئذ وقف نعم.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ). الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم ) استعمل عليكم الفاعل هنا محذوف يعني مبني للمجهول فمن المستعمل نعم المستعمل الإمام لو استعمل علينا عبد حبشي كأن رأسه زبيبة وجب علينا أن نطيعه لأن طاعته من طاعة الإمام وهل هذا يدل على أنه يجوز أن يولى العبد الحبشي الولاية العامة كالإمامة مثلا ؟ نقول لا يدل على ذلك لأن هذا أمير للإمام لكن لو فرض أن هذا الأمير للإمام غلب وقهر وحكم الحكم العام وجب علينا الطاعة السمع والطاعة لأنه لا فرق بين هذا وهذا فيما إذا كانت الولاية عامة وإلا لحصلت الفوضى والشر وقوله : ( اسمعوا واطيعوا ) هذا مطلق يقيد بما سبق ما هو ؟ ( ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) .
إذا اختلف رأي الإمام ورأي الناس هم يرون أنه حرام وهو يرى أنه جائز فهل تجب منابزته ؟
السائل : أحسن الله إليكم إذا كان في أمر شبهة والإمام أمر الشعب أن يأخذوا بقوله والأمر فيه شبهة هل يسمعوا كلام الإمام ؟ الشيخ : يعني إذا اختلف رأي الإمام ورأي الناس هم يرون أنه حرام وهو يراه أنه جائز فلا يجوز منابذته يعني لا تجوز مخالفته ظاهرا لكن باطنا لك أن تخالفه.
لو أن رجلاً ملك عبد ثم هذا العبد دون أن يتحرر صار للملك هل يسكت أو يطالب به ؟
السائل : لو أن رجلاً ملك عبد ثم هذا العبد دون أن يتحرر صار للملك هل ؟ الشيخ : إذا ملك هذا العبد ما هو سائل عن سيده ولا شيء. السائل : لو حصل. الشيخ : سيجلد سيده جلد العبد. لا يبقى على رقه. السائل : ما يتحرر. الشيخ : أبدا ما يتحرر هو يحرر نفسه إذا صار الإمام الأعظم.
من يقول أن الإمامة تكون في غير قريش استدلوا بهذا الحديث لقول الصحابة لما اجتمعوا لمبايعة خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : منا أمير ومنكم أمير وكذلك الحديث الذي ذكره الحافظ عن عمر رضي اللع عنه وصححه الحافظ وهو عند الإمام أحمد في مسنده قال فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل ومعاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش فكيف الجواب عن هذا ؟
السائل : من يقول أن الإمامة تكون في غير قريش استدلوا بهذا الحديث لقول الصحابة لما اجتمعوا لمبايعة خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : " منا أمير ومنكم أمير " وكذلك الحديث الذي ذكره الحافظ عن عمر رضي الله عنه وصححه الحافظ وهو عند الإمام أحمد في مسنده قال : " فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل " ومعاذ من الأنصار فكيف الجواب عن هذا يا شيخ ؟ الشيخ : ما في جواب الجواب أن الصواب أن من ملك وقهر أيا كان فإنه يجب السمع له والطاعة لكن عند الاختيار يجب أن نختار من قريش إن كان فيهم من يقيم الدين وكان قادرا أيضا على تولي الأمر لأنه لا بد من القوة والأمانة فإن نقص الدين نقصت الأمانة ولا يصح وإن كان أمينا لكنه لا يستطيع أن يدبر الأمة ويقوم بمصالحها فلا يجوز أن يولى ولو كان من قريش. السائل : عندما قال عمر هذه الكلمة قال الصحابة ذلك ... ذكروا أبا عبيدة وغيره من الصحابة ... الشيخ : إي لا بأس لكن عمر رضي الله عنه لما راى أن الرسول بعث معاذا إلى اليمن معلما وحاكما وقاضيا رأى أن فيه السداد. القارئ : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن الجعد عن أبي رجاء عن ابن عباس يرويه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتةً جاهليةً ). الشيخ : قوله فيما أحب وكره يعني مما يؤمر به وذلك أن الناس قد يكرهون ما أمر به السلطان ولكن عليهم السمع والطاعة حتى لو أمر بأخذ الأموال وهدم البيوت وغيرها فعلينا السمع والطاعة ولكن نشكو الأمر إلى الله عز وجل لكن إذا أمر الإنسان بمعصية فإنه لا يجوز أن يمتثل مثلا لو قيل كما يقوله بعض الولاة الظلمة.