حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )
السائل : حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا أقتل ) الشيخ : ثم . السائل : ما هي موجودة . الشيخ : لا موجودة في نسخة . السائل : ثم أحيا ثم أقتل .
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ) فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً أشهد بالله
السائل : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ) فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً أشهد بالله . الشيخ : طيب ... وددت إني لأقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا هكذا عندكم ؟ السائل : لا آخرها ثم أقتل . الشيخ : نعم . السائل : آخرها ثم أقتل . الشيخ : لا عندي أنا . السائل : أقتل ما هي أقاتل . الشيخ : هاه . السائل : أقول عنا الأولى لوددت أني أقتل مش أقاتل . الشيخ : لأقاتل إذا كانت فأقتل . لوددت إني لأقتل هذي واحدة . السائل : خمسة . الشيخ : الثانية : فأقتل ولكن عندنا أصح أقاتل . السائل : عنا أربعة بس . الشيخ : لا مهو علشان أقاتل في سبيل فأقتل لو قال أقاتل في سبيل الله فأقتل ولم يقل فأحيا فسد المعنى المهم أقتل أول ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا أربعة لكن في نسخة عندي إنها ثلاثة ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثلاثة ، هو عندك مصطفى السائل : أربعة يا شيخ، إني أقاتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل . الشيخ : نعم ، الشاهد من هذا التمني ، وتمني الشهادة ، وقد ورد في تمني الشهادة ، أن من تمنى الشهادة بصدق فإن الله تعالى يعطيه منزلة الشهداء ولو مات على فراشه ، جاء هذا في صحيح مسلم ، والتمني: هو الطلب لكن فرقوا بينه وبين الترجي بأن التمني أشد إلحاحا من الترجي، ولا يكون إلا في الأمر الصعب أو الأمر المستحيل ، أما الترجي فإنه أقل إلحاحا من المترجي ويكون في الأمر القريب ، يكون في الأمر القريب ، فمثلا لو اشترى سلعة ، وقال وقيل له لمن اشتريتها قال لعلي أربح ،هذا . السائل : ترجي . الشيخ : ترجي ، وفي قول الشاعر : " ألا ليت الشباب يعود يوما ... فأخبره بما فعل المشيب " هذا . السائل : تمني . الشيخ : تمني ، فتمني الشهادة يعني طلبها بشوق ومحبتها والرغبة فيها ، نعم . السائل : التمني بلا عمل ... الشهادة . الشيخ : نعم . السائل : ... لم يعمل... ؟ الشيخ : ظاهر الحديث مطلق ، من تمناها بصدق لكن من المعروف أن من تمنى الشهادة بصدق فلا بد أن يفعل أسبابها ، فإذا فعل أسبابها ولكن لم يتيسر له ، حسب له ذلك ، نعم .
ألا يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً بناءً على هذا الحديث ؟
الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم ما يعتبر شهيداً بناءً على هذا الحديث ؟ ذكر الزهري رحمه الله، الزهري ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم مات شهيدا، ولكنه لا شك أن مقام النبوة أفضل من مقام الشهادة إلا أن يقال لا مانع من أن ينال عليه الصلاة والسلام المقامين مقام الرسالة ومقام الشهادة ، وهذا ما قال بعض المتحذلقين قال إنكم تقولون إن أفضل هذه الأمة أبو بكر ، مع أنه جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكن عيسى من هذه الأمة وهو أفضل من أبي بكر ، فنقول عيسى مقامه ليس مقام صحبة ، بل هو مقام نبوة نبوة ، فهو من أولي العزم من أولي العزم ، لكنه يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله أخذ عليهم ميثاق من الأنبياء أنه إن جاءه رسول مصدق لما معهم ، ليؤمنن به ولينصرنه ، كما أن بعضهم ادعى أن الصحابة أعني عيسى قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع به ليلة المعراج ، وهو مؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام ، فيكون صحابيا فهو أفضل من أبي بكر ، فيقال هذا ، حال ، حال السماء غير حال الأرض ، وإلا لقلنا كل الأنبياء الذين مر بهم صحابة ، وقد يقال بالفرض بأن عيسى حي والأنبياء الآخرون أموات ، لكن على كل حال لا ينبغي أن يقال هذا ولا هذا ، يقال عيسى رسول من الله من أولي العزم ، فهو في مرتبة أعلى من هذا كله ، نعم . السائل : التمني يأخذ من الود لوددت . الشيخ : إي نعم ، نعم . السائل : يعني ما ذكر ... . الشيخ : إيه ، الود تمني ، نعم .
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو كان عندي أحد ذهباً لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار ليس شيء أرصده في دين علي أجد من يقبله )
السائل : حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو كان عندي أحد ذهباً لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار ليس شيء أرصده في دين علي أجد من يقبله ) . الشيخ : نعم هذا باب تمني الخير تمني الخير ينقسم إلى قسمين القسم الأول : أن يكون مجرد أمنيه فقط ، بأن يتمنى مغفرة الله بدون أن يسعى لأسبابها ، فهذا يعتبر عجزا ولا يؤاخذ عليه المرء ، والثانية: تمني الخير ويسعى بأسبابه ، يسعى بأسبابه ، فهذا يكتب له أجر العمل كاملا وإن لم يتمه ، لقوله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )) القسم الثالث: أن يتمناه ، يتمنى الخير وهو عاجز عنه ولا يسعى به ، فهذا يكتب له مثل أجر الفاعل بالنية لا بالعمل كما في حديث الأربعة ، صاحب المال عنده مال ينفقه في سبيل الله ، فقال لو أن لي مال فلان لعملت فيه مثلا عمل فلان ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) وقول الرسول هنا ( لو كان عندي أحد ذهبا لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث ) هذا الظاهر أنه من باب التمني ، ويحتمل أنه من باب الخبر ، كقوله : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا أحللت معكم ) ، قاله حينما أمر أصحابه أن يحلوا من عمرتهم في حجة الوداع ، إلا من ساق الهدي ، وسيذكرها المؤلف بعد هذا الباب ، نعم .
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلوا )
السائل : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولحللت مع الناس حين حلوا ).
حدثنا الحسن بن عمر حدثنا يزيد عن حبيب عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبينا بالحج وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرةً ونحل إلا من كان معه هدي قال ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة وجاء علي من اليمن معه الهدي فقال أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أننطلق إلى منىً وذكر أحدنا يقطر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لحللت ) قال ولقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال يا رسول الله ألنا هذه خاصةً قال ( لا بل لأبد ) قال وكانت عائشة قدمت معه مكة وهي حائض فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنسك المناسك كلها غير أنها لا تطوف ولا تصلي حتى تطهر فلما نزلوا البطحاء قالت عائشة يا رسول الله أتنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحجة قال ثم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم فاعتمرت عمرةً في ذي الحجة بعد أيام الحج
القارئ : حدثنا الحسن بن عمر حدثنا يزيد عن حبيب عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبينا بالحج وقدمنا مكة لأربع خلون من ذي الحجة فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرةً ) الشيخ : لأربع خلون من ذي الحجة توافق من الأسبوع ؟ السائل : الأربعاء . الشيخ : إيش . السائل : الأربعاء . الشيخ : لا، الأحد، توافق من الأسبوع الأحد، لأن يوم عرفة كان يوم الجمعة في حجة الوداع، وهو التاسع والخميس ، الثامن والأربعاء السابع ، والثلاثاء السادس والإثنين الخامس ، والأحد الرابع . القارئ : ( فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرةً ونحل إلا من كان معه هدي قال ولم يكن مع أحد منا هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة وجاء علي من اليمن معه الهدي فقال: أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لحللت، قال و لقيه سراقة وهو يرمي جمرة العقبة فقال يا رسول الله ألنا هذه خاصةً قال : لا بل لأبد، قال وكانت عائشة قدمت معه مكة وهي حائض فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنسك المناسك كلها غير أنها لا تطوف ولا تصلي حتى تطهر فلما نزلوا البطحاء قالت عائشة يا رسول الله أتنطلقون بحِجة وعمرة وأنطلق بحِجَة ، أتنطلقون بحَجَة وعمرة وأنطلق بحَجَة قال ثم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم فاعتمرت عمرةً في ذي الحجة بعد أيام الحج ). الشيخ : نعم ، هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه رواه مسلم مطولا ، بسياق أوفى من هذا ، فإنه ذكر رضي الله عنه حجة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منذ خرج من المدينة إلى يوم العيد ، يقول إنه أمرنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أن لبينا بالحج ، أمرنا أن نطوف بالبيت وبالصفا والمروة وأن نجعلها عمرةً ونحل مع أن من أحرم بالحج من الميقات ، لا يحل إلا يوم العيد ، المفرد لا يحل إلا يوم العيد ، لكن يسن لمن أحرم بالحج مفردا في أيام الحج ، في أشهر الحج ، يسن له أن يجعلها عمرة ، ليصير متمتعا ، انتبه ، يجعلها عمرة ليصير متمتعا ـ حكمت الله نائما اليوم ـ ليجعلها عمرة إلا من ساق الهدي وذلك لأن من ساق الهدي لا يمكن أن يحل حتى يبلغ الهدي محله يوم العيد ، وقوله : أن نجعلها عمرة ليصير متمتعا لو أراد أن يجعلها عمرة ليتخلص من النسك ويرجع إلى بلده فهل له ذلك ؟ لا، يعني لو أحرم بالحج من الميقات، فلما قدم مكة قال أريد أن أجعلها عمرة لأطوف وأسعى وأقصر وأمشي إلى أهلي أرجع ، قلنا لا يجوز هذا حتى وإن كان ذلك نفلا ، لأن من تلبس بنسك لا يجوز أن يتحول عنه إلا لما هو أفضل منه ، أما يتحول عنه ليتخلص منه فهذا لا يجوز ، أمرهم أن يجعلوها عمرة وكانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، يرونها من أفجر الفجور ، ليش؟ ، لأجل أن يأتي الناس إلى مكة في أيام الحج وفي الأيام الأخرى فلا يزال للبيت عامر ، فقالوا يا رسول الله نجعلها عمرة وقد سمينا الحج ، قال إفعلوا ما آمركم به حتى قالوا هذه المقالة ، قال ننطلق إلى منى وذكر أحد يقطر ، يعني يقطر منيا من أهله لأنهم إذا حلوا من العمرة ، حل لهم كل شيء حتى النساء ، وقالوا ذلك على سبيل المبالغة ، على سبيل المبالغة وإلا من المعلوم أنهم لن يخرجوا على هذه الحال ، ولكن على سبيل المبالغة وتقبيح هذه الحال ، لأنهم كما قلت يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، ويقولون : " إذا عفى الأثر وبرأ الدبر ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر" ، شف كيف إذا برأ الدبر ،دبر الإبل من الحمل ، يعني بعد الرجوع من الحج ، وعفى الأثر يعني أثر طرق خفاف الإبل في البر، ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر ، وصفر هذا قال بعض العلماء لأنهم يأخذون بالنسيء ، يجعلون المحرم صفرا وصفر المحرم ، المهم أن الرسول أمرهم ، حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لحللت ) قال ذلك خبرا أو تمنيا ؟ خبرا ، ليطيب قلوبهم ، ويسهل الأمر عليهم ، وهو صادق عليه الصلاة والسلام لو أنه علم أنهم سوف يحز ذلك في نفوسهم ويشق عليهم لفعل ما هو أهون عليهم ، كما أفطر من رمضان في صيامه دفعا للمشقة على أصحابه ، (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )) وقوله في هذا الحديث : إنه ليس مع أحد منا هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة ، هذا بناءا على علمه وإلا فعامة الأغنياء من الصحابة كان معهم هدي وفي قوله : يا رسول الله هذه خاصة لنا ، قال ( لا بل لأبد ) يعني أن فسخ الحج إلى عمرة ليصير متمتعا ليس خاصا بالصحابة بل هو عام ، أبد الأبد ، فإن قال قائل ما الجمع بين هذا وبين حديث أبي ذر أنه قال في المتعة هي لهم خاصة ، هي لهم خاصة ، فالجواب عن هذا أن يقال: الذي أراد أبو ذر رضي الله عنه وجوب الفسخ ، وجوب الفسخ من الحج إلى العمرة ، فإنه يجب على الصحابة وأما من بعدهم فالأمر فيه واسع ، الفسخ يكون على سبيل الإستحباب ، وبهذا تجتمع الأدلة ، وهو جمع شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله ، وهو أصح ممن ذهب إلى وجوب الفسخ وممن ذهب إلى منع الفسخ ، من العلماء من قال لا يجوز الفسخ أبدا ، إذا أحرم بحج يبقى على إحرامه ولو لم يسق الهدي، ومنهم من قال يستحب الفسخ، ومنهم من قال يجب الفسخ ، فالأقوال ثلاثة والصواب إنه ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله أنها في حق الصحابة واجبة أنه أي الفسخ في حق الصحابة واجب وفي حق غيرهم سنة ، فإن قال قائل كيف يجب على الصحابة دون غيرهم، أليسوا هم سلفنا ؟ ، فالجواب: بلى ، لكن لما جابههم الرسول عليه الصلاة والسلام بالخطاب من أجل إزالة عقيدة ثبتت من نفوسهم ورسخت في قلوبهم صار ذلك واجبا ، لأن كسر هذا الإعتقاد بالفعل أقوى من كسره بالقول ، فلمن كسر هذا الإعتقاد وزال بقي الأمر على الإستحباب ، فإن قال قائل: هذا يقتضي أن لا يبقى الإستحباب أيضا ، ما دام المقصود هو إزالة العقيدة الفاسدة ، فقد زالت بفعل الصحابة ويبقى الأمر غير مستحب ، قلنا: إلى هذا ذهب بعض العلماء وقال من بعض الصحابة لا يفسخون الحج إلى العمرة للتمتع ، ولكن الصحيح أن ذلك باق ، لأن الرسول قال لأبد الأبد ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام هنا يصرح بأن هذا لأبد الأبد إلى يوم القيامة ، نعم ،ما بقي لأحد قول ، وفيه أيضا ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام من حسن الخلق فإن عائشة قدمت مكة متمتعة كسائر زوجات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما كانت في سرف حاضت ، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تبكي ، فقال :ما يبكيكي ، فقالت إنها لا تصلي ، قال هذا شيء كتبه الله على بنات بني آدم قال ذلك تسلية لها ، ثم أمرها أن تحرم بالحج ، فتدخل الحج على العمرة ، وقال لها طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك أي يكفيكي ، لعمرتك وحجك ، فهذا دليل على أن قوله على أن أمره إياها بالحج ليس إبطالا للعمرة بل لإدخال الحج على العمرة ، بدليل أنه قال طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك ، يسعك لعمرتك وحجك ، فلما عملت هذا العمل ، صار فعلها وفعل المفرد إيش ؟ سواءا ، ما أتت بعمرة مستقلة ، فلما طهرت وأدت المناسك ، وصار ليلة الرابع عشر من ذي الحجة ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وكان نازلا من منى تحول من منى، طلبت منه أن تأتي بالعمرة وقالت له أتنطلقون بحجة وعمرة ، وأنطلق بحجة ، ومرادها بقولها تنطلقون بحجة وعمرة يعني تعني كل واحدة مستقلة عن الأخرى ، وإلا فقد صرح النبي عليه الصلاة والسلام أنها حاجة معتمرة في قوله طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك بحجتك وعمرتك ، وكان عليه الصلاة والسلام رفيقا ، فأذن لها أن تأتي بالعمرة ، وأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بها إلى التنعيم ، وهو أدنى الحل إلى الأبطح، أقرب من عرفة وأقرب من الجعرانة ، فأمره أن يخرج بها إلى التنعيم فأتت بعمر ، ولم يقل لأخيها إئت بعمرة ، ولا أتى بها هو ، لأنه ليس من هديهم أن يأتي الإنسان بعمرة بعد الحج ، وأما ما يفعله بعض العوام الآن من كونهم يأتون بعمرة أو عمرتين ، أو ثلاث عمر ، نعم ، ويقول واحد له ، واحد لأمه واحدة لأبيه واحدة لجده ، واحدة لجدته ، نعم ، فهذا لاشك أنه بدعة ، لو كان خيرا لسبقونا إليه .
القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال البخاري رحمه الله تعالى باب : قوله صلى الله عليه وسلم : ليت كذا و كذا .
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني يحيى بن سعيد سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قالت عائشة أرق النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ( ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ) إذ سمعنا صوت السلاح قال من هذا قال سعد يا رسول الله جئت أحرسك فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه قال أبو عبد الله وقالت عائشة قال بلال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً بواد وحولي إذخر وجليل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني يحيى بن سعيد سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قالت عائشة : ( أرق النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ، إذ سمعنا صوت السلاح قال من هذا قال سعد يا رسول الله جئت أحرسك فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه ). قال أبو عبد الله وقالت عائشة: ( قال بلال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً بواد وحولي إذخر وجليل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ). الشيخ : نعم ، هذا باب يقول باب قوله صلى الله عليه وسلم ليت كذا وكذا ، وليت للتمني والتمني حسب ما يتمناه الإنسان إن كان مباحا فهو مباح وإن في محرم فهو حرام وإن كان في في غير ذلك فله حكم ما تمناه الإنسان ، وذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما روته عائشة حين أرق ذات ليلة ، أرق يعني لم ينم فقال : ( ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ) ، تمنى ذلك ، فيسر الله له سبحانه وتعالى ما تمناه وهذا بدون دعاء ولكنه تمني، فيسر له سعدا . الشيخ : تذكر لي من ؟ السائل : سعد يا شيخ . الشيخ : ابن معاذ أو ابن أبي وقاص ؟ السائل : ابن أبي وقاص . الشيخ : نعم، يسر له سعد بن أبي وقاص وهو من أخواله، يقول سمعوا صوت السلاح، نعم، فقيل من هذا؟ ، فقال من هذا؟ ، قيل سعد وفي نسخة ، قال سعدٌ، يا رسول الله جئت أحرسك، وهذا من تيسير لله عزوجل للإنسان ، وإلا فما الذي بعث سعدا ليجيء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحرسه ، ولكن هذا من تيسير الله عزوجل ، وكثيرا ما يتمنى الإنسان الشيء ثم ييسره الله له بدون سبب حسي معلوم ، فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام يسمع له غطيط ، قال أبو عبد الله وقالت عائشة قال بلال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً بواد وحولي إذخر وجليل ، نوعان من النبات فكان يقول هذا الكلام : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ، والظاهر أن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك حينما أقره النبي صلى الله عليه وسلم ، عليه وعلى آله وسلم حينما أخبرته إن بلال قال هذا فأقره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدل ذلك على أن تمني الإنسان الشيء المباح لا يعد نقصا ولا مذمه تذكر لي متى قال بلال هذا ؟
القارئ : " هذا حديث آخر وقالت عائشة قال بلال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة إلخ، هذا حديث آخر تقدم موصولا بتمامه في مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الهجرة وموضع الدلالة منه قولها فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك اقتصر من الحديث عليها والذي في الرواية الموصولة قالت عائشة فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته " . الشيخ : طيب .
إذا كان هناك رجل نفعه يتعدى للناس سواء كان عالماً أو أنه القاضي الوحيد في هذه البلدة فهل يجب عليه أن يتخذ حارساً إذا كان يخشى عليه ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك، إذا كان هناك رجل وهذا الرجل ، نفعه يتعدى للناس سواء كان عالماً أو أنه القاضي الوحيد في هذه البلدة فهل يجب يا شيخ عليه أن يتخذ حارساً إذا كان يخشى عليه من شيء ؟ الشيخ : قد يقال إنه يجب وقد يقال أنه لا يجب ، لكن مثلا تجب المدافعة عنه ، هو وغيره من المعصومين ، إذا رأى أحدا يريد أن يعتدي عليه . السائل : وإن لم يرض يا شيخ ، فهل نلزمه بذلك ؟ الشيخ : ما تجب يمكن يقول أنا أرضى حراسة الله عزوجل ولا أحتاج لحراسة أحد، نعم .
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليت رجلاً صالحاً .. ) ما المراد بالصالح هنا ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليت رجلاً صالحا ... ؟ الشيخ : نعم . السائل : رجلا صالحا، ما المراد بالصالح هنا ؟ الشيخ : صالحا للحراسة، أو صالحا في الدين والحراسة جميعا، نعم، من أصحاب الرسول نعم .
ما الجمع بين هذا الحديث وبين قول الله تعالى (( والله يعصمك من الناس )) ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليت رجلاً صالحاً يحرسني ) والآية قول الله تعالى (( والله يعصمك من الناس )) . الشيخ : نعم . السائل :(( والله يعصمك من الناس)) الشيخ : كيف ؟ السائل : ما الجمع بينهما ؟ الشيخ : الجمع بينهما إما أن يكون هذا قبل قوله تعالى والله يعصمك من الناس وهو الظاهر ، الظاهر أنه قبلها ، قبل نزول الآية ، لأن الآية والله يعصمك من الناس في سورة المائدة وهي من آخر ما نزل ،نعم .
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالاً ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي لفعلت كما يفعل ) حدثنا قتيبة حدثنا جرير بهذا
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالاً ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي لفعلت كما يفعل ) حدثنا قتيبة حدثنا جرير بهذا . الشيخ : نعم ، هذا كالأول أو فرع منه وهو تمني القرآن والعلم وكذلك المال الذي ينفقه في سبيل الله بل عبارة أعم من هذا كله ، تمني الخير ، فإن تمني الخير مطلوبا ولكنه ، ولكنني لا أريد بتمني الخير التمني بلا رغبة وعمل فإن العاجز من اتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني لكن المراد من لا يقدر فهو يتمنى الخير لعدم قدرته عليه وتيسره له ، فإن هذا لا بأس به ، بل قد يكون مطلوب لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو بنيته فهما في الأجر سواء ، أي سواء في الأجر من حيث النية لا من حيث العمل ، لأن العمل له أجران ، أجر النية وأجر العمل ، والدليل على هذا ما ثبت في الصحيح ، أن فقراء المهاجرين أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقالوا يا رسول : ( سبق أهل الدثور بالأجور والدرجات العلى من الجنة يعني الأموال ، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ) ، فأرشدهم النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم إلى أن يقولوا دبر كل صلاة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاث وثلاثين ، فسمع الأغنياء بذلك ففعلوها ، فرجع المهاجرون الفقراء وقالوا يا رسول الله سمع إخواننا المهاجرون أو الأغنياء بما صنعنا فصنوا مثله فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، فدل ذلك على أن من عجز عن الشيء تمناه وحرص عليه فإنه لا يعطى الأجر كاملا ، وإنما يعطي الأجر بحسب ، بحسب النية ، نعم لو سعى الإنسان بالعمل أو كان من عادته أن يعمله ثم تأخر عنه لعذر فهذا يكتب له أجر العمل لقوله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ) نعم .
قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسد إلا ... ) هل هو من باب التعيين ؟
السائل : يا شيخ ، قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسد إلا في اثنتين )، هل هو من باب التعيين ؟ الشيخ : هذا من باب التعيين ، وقوله لا تحاسد يعني تحاسد غبطة كما مر علينا فيما سبق ، في قوله ، بلفظ آخر لا حسد إلا في اثنتين ، فهذا حسد الغبطة وليس حسد العدوان ، فإن حسد العدوان محرم حتى في هذا . السائل : ... ؟ الشيخ : لا ، لا أذكر شيئا سواه . السائل : يا شيخ . الشيخ : نعم .
قوله ( ليت رجلاً صالحاً )ما المانع أن يكون هذا من باب الدعاء ؟
السائل : قوله ( ليت رجلاً صالحاً ) الشيخ : نعم . السائل : ما المانع أن يكون هذا من باب الدعاء ؟ الشيخ : الدعاء يكون بلفظ الدعاء بأن يقول يارب هيء لي رجلا صالحا أو ما أشبه ذلك .
النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام قلبه فكيف أرق يريد الحراسة ؟
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام قلبه فكيف أرق يريد الحراسة ؟ الشيخ : إيه، لا ينام قلبه، لكن جسمه ؟ جسمه ينام، أليس نام عن صلاة الفجر ، لكن الإحساس الباطني موجود . السائل : يعني لا يشعر بمن حوله ؟ الشيخ : لا، ما يشعر بمن حوله، لأن القلب يشعر بنفسه لو أحدث مثلا أو جرى له شيء شعر به . سليم .
السائل : ما مقصود بلال بالتمني إلي تمناه ؟ الشيخ : ايش ؟ السائل : مقصود بلال بالتمني ؟ الشيخ : إي نعم ، الظاهر أن هذا من جملة ما يتمناه الشعراء في أشعارهم يتمنون مثل هذا ، هذا إلي يظهر لي الآن ، والشرح ما ذكره ،إلا إذا كان عند العيني . السائل : ما في . الشيخ : هاه ؟ السائل : ما في . الشيخ : ما ذكر شيء ، نعم .
باب : ما يكره من التمني . (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً )) .
القارئ : باب : ما يكره من التمني . : (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً )) .
حدثنا حسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن النضر بن أنس قال قال أنس رضي الله عنه لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تتمنوا الموت لتمنيت )
القارئ : حدثنا حسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن النضر بن أنس قال قال أنس رضي الله عنه لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( لا تمنوا الموت لتمنيت ).
حدثنا محمد حدثنا عبدة عن ابن أبي خالد عن قيس قال أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعاً فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به
القارئ : حدثنا محمد حدثنا عبدة عن ابن أبي خالد عن قيس قال ( أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعاً فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ).
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد وإما مسيئاً فلعله يستعتب )
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد وإما مسيئاً فلعله يستعتب ) . الشيخ : باب ما يكره من التمني ، يعني أن من التمني ما يكره وذكر الآية : ((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)) . يعني لا تتمنوا أن يكون لكم ، (( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله )) فيتمنى ما أنعم الله به على غيره أن يكون له ، نقول لا تفعل ، إسأل الله من فضل ، وقل كما قال اللهم كما مننت على فلان بكذا ، فامنن علي بمثله ، أما أن تتمنوا ما فضل الله به بعضكم عل بعض حتى يحرم منه وتبقوا أنتم ، ويبقى لكم فهذا مما نهى الله عنه ، وأما قوله : لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تتمنوا الموت لتمنيت ) يقوله أنس رضي الله عنه لما رأى من الفتن ، لأن أدرك الفتن التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم فكان يتمنى ، فكان يود أن يتمنى الموت لولا النهي ، وفي هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على موافقة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطاعته ، وكذلك الحديث الذي بعده ، خباب ابن أرت قال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، وفي الحديث الثالث بيان الحكمة من النهي عن تمني الموت ، وذلك لأنه قد يكون محسننا فيزاد ببقائه في الدنيا ، وقد يكون مسيئا فيستعتب ويستغفر ويتوب إلى الله عزوجل ، فلا ينبغي للإنسان أن يتمنى الموت ، وما من ميت يموت إلا ندم، إن كان محسننا ندم على أن لا يكون يزداد ، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون استعتب ، فإن قال قائل ما تقولون في قول مريم عليها السلام : (( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ))، فالجواب عن هذا أن نقول إنما أرادت التمني بأنها ماتت قبل هذه الفتنة ، يعني ما أتت ولم تفتن ، ولم تتمن تعجل الموت ، فكأنها تقول ليتني مت قبل أن يصيبني ما أصابني ، وليست تقول مت قبل هذا فتكون قد تمنت الموت ، ففرق بين أن يتمنى الإنسان الموت قبل أن يصاب بالفتنة وبين أن يتمنى تعجل الموت ، الأخير هو المنهي عنه ، ولهذا جاء في الحديث : ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ، ومثل هذا قول يوسف عليه الصلاة والسلام ، (( أنت وليني في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) توفني مسلما ليس هذا دعاء ، دعاء بالموت ، لكن ، لكنه دعاء بالموت على هذا الوصف وهو الإسلام ، ويشبهه ما في دعاء الجنازة ، ( ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان )، نعم .
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ) إلى أن قال ( وتوفني إن كانت الوفاة خيراً لي ) هل يشرع للإنسان أن يدعو بهذا إذا توقع نزول الضرر ؟
السائل : أحسن الله إليك، قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ) . الشيخ : نعم . السائل : إلى أن قال ( وتوفني إن كانت الوفاة خيراً لي ) . الشيخ : نعم . السائل : هل يشرع للإنسان أن يدعو بهذا إذا توقع نزول الضرر ؟ الشيخ : لا، لأن الرسول قيده إذا نزل به الضرر، أما إذا كان حياته عادية وليس عليه ضرر فلا ينبغي .
كيف يكتوي خباب بن الأرت سبع مرات مع حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ؟
السائل : في الحديث خباب بن الأرت قد اكتوى . الشيخ : نعم . السائل : سبع مرات . الشيخ : إيش . السائل : مع حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب . الشيخ : نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : الإكتواء في الحديث أن يطلب الإنسان من يكويه وفعل خباب بن الأرت ليس فيه تعين أن يكون طلب أن يكوى ، يمكن أنه لما جاء يكويه وافق وأجاز .