تتمة الجواب على سؤال : كيف يكتوي خباب بن الأرت سبع مرات مع حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ؟
الشيخ : أن يطلب الإنسان من يكويه وفعل خباب بن الأرت ليس فيه تعينا أن يكون طلب أن يكوى ، يمكن أنه لما جاء من يكويه وافق وأجاز ، كالقراءة أيضا الذين يسترقون والذين يقرأ عليهم بدون استرقاء الإنسان لا يمنتع أن يكون من السبعين ألف ، ثم إن هناك مسألة وهي أنه ليست هذه الصفات الأربع إذا كانت فاتت الإنسان فاته أن يدخل الجنة بلا حساب ، قد تكون هناك أسباب أخرى توجب أن يدخل الجنة بغير حساب (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) يحتمل بغير حساب على الأجر ، يعطون أجرا كثيرا بلا عدد ، على كل حال إجابة على حديث خباب إما بمعنى أنه جاءه من يرقيه فوافق أو أن الحديث لم يبلغه ، نعم . السائل : يا شيخ ؟ الشيخ : أخذنا ثلاثة ؟ السائل : اثنين . الشيخ : هاه ، اثنين ، طيب .
السائل : كونه صلى الله عليه وسلم أرق . الشيخ : نعم . السائل : ما سبب الأرق هذا ،هل سببه أو هو أرق طبيعي ؟ الشيخ : الأرق سببه ما في شك الخوف، ولهذا تمنى أن الله يهيأ له رجلا صالحا يحرسه . السائل : حس يعني . الشيخ : لعله خاف من المنافقين أومن اليهود الذين في المدينة ، نعم .
حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة حدثنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول ( لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينةً علينا إن الألى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنةً أبينا أبينا ) يرفع بها صوته
القارئ : حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة حدثنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : ( لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ) . الشيخ :( لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ) . القارئ : ما أدري ؟ الشيخ : نعم . القارئ : ( ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينةً علينا إن الألى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنةً أبينا أبينا ) . برفع ، بالفاء . الشيخ : يرفع بها يرفع بها . القارئ : ( يرفع بها صوته ) . الشيخ : الشاهد قوله : لولا الله ما اهتدينا، وهذا مثال وإلا يصح أن تقول لولا الله ما اهتدينا ، لولا الله ما أنزل المطر ، لولا الله لم يحصل لنا هذا الربح ، لولا الله لم نرزق بالولد ، وهكذا .
الشيخ : ولكن إضافة الشيء إلى غير الله بلولا ، هل هو جائز أو لا ، نقول هذا له أحوال ، الحال الأولى: أن ينسبه إلى من ليس سببا له فهذا شرك إما أصغر وإما أكبر ، فإذا نسبه إلى ميت في قبره ، قال لولا فلان لم يحصل كذا وكذا ، أو لولا فلان لحصل كذا وكذا ، فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن للأموات تأثيرا في الحوادث وهذا شرك ، وقد يكون أصغر كما لو نسبه إلى غير سبب شرعي ، لكنه لا يصل إلى حد الأكبر ، مثل قول القائل لولا البط لأتى اللصوص هذا شرك أصغر ولا يخرج عن الملة ، الثالث: أن يضيفه إلى الله إلى السبب المعلوم ، شرعا أو حسا وحده فهذا لا بأس به ولا حرج فيه ، مثل أن تقول لولا شرب الماء لعطشت ، لولا أكل السحور ، لولا أكل السحور لجعت ، هذا لا بأس به ولا حرج ، وتقول أيضا لولا أني درأت الحادث لأصبت به ، وما أشبه ذلك ، هذا لا بأس ، لكن يشترط في هذا أن تضيفه إليه إضافة السبب إلى المسبب ، لا إضافة المحدث إلى الحادث ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عمه أبي طالب لما ذكر أنه في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منه دماغه ، قال ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار، وابن القيم في ميميته المشهورة يقول في الصحابة : " ولولاهم ما كان في الأرض مسلم ولولاهم كادت تميد بأهلها ولكن رواسيها وأوتادها هم " وعلى كل حال نحن نذكر كلام ابن القيم رحمه الله للإعتضاد والإستشهاد لا للإعتماد ، لماذا ، لأنه غير معصوم ، غير معصوم ، طيب ، كم أخذنا الآن ، ثلاثة ، الرابعة : أن يقول لولا مضاف إلى ، ويضيفه إلى السبب المعلوم شرعا أو حسا مع الله مقرونا بالواو ، فهذا شرك ، قد يكون أكبر وقد يكون أصغر ، مثل لولا الله وزيد لغرقت ، يقوله في زيد الذي أنقذه من الغرق ، فيقول لولا الله وزيد لغرقت فإن هذا شرك إما أصغر و إما أكبر ، إن كان هذا القرن ، مجرد قرن لفظي فهو شرك أصغر وإن كان هذا القرن يعتقد أن هذا المنقذ مساو لله تعالى في إنقاذه أو أعظم من الله فهذا شرك، أكبر ، طيب ، الخامسة ؟ السائل : القرن بين الله . الشيخ : أنا أسالكم هي الخامسة ولا السادسة ؟ السائل : الخامسة . الشيخ : الخامسة . السائل : الرابعة . الشيخ : الخامسة، الخامسة : أن يقرن ذلك مع الله بما يدل على التعقيب بمهلة ، مثل لولا الله ثم فلان ، لولا الله ثم فلان ، فهذا جائز ولا بأس به ، بشرط أن يكون فلان سببا حقيقيا شرعيا أو حسيا ، فهذا جائز ، فإن قرنه بحرف يقتضي التعقيب ، يقتضي الترتيب والتعقيب مثل لولا الله ففلان ، فهذا محل نظر ، لإنه لم يضفه إلى الله وإلى غيره بالواو ، ولم يضفه إلى الله وإلى غيره بثم ، فكان مترددا بين هذا وهذا ، ولا شك أن الأفضل تجنبه ، الأفضل تجنبه، إما الجزم بأنه حرام لا نجزم بأنه حرام ، وخير من ذلك كله ، أن تقول لولا أن الله قيض لي فلانا لغرقت مثلا ، لولا أن الله قيض لي المعلم ما تعلمت وما أشبه ذلك، فتجعل الأصل هو الله عزوجل، هذا خير الأقسام، فالأقسام إذا الستة، احفظوها ، طيب لولا الله ما اهتدينا، من أي قسم ؟ السائل : الأخير . الشيخ : لا، القسم الأول، هذا هو القسم الأول والذي بنينا عليه التقسيم ، أن يضيفه إلى الله وحده ، نعم ، أما الأخير فهو لولا أن الله قيض لفلانا ، تذكر السبب ، من كتبها كلها ؟ السائل : أنا . الشيخ : يلا يا ابن داوود اقرأها على الإخوان ، ما خدت . السائل : الأول أن يضيف الشيء إلى غير سببه . الشيخ : إلى ؟ السائل : إلى غير سببه . الشيخ : نعم . السائل : ... فهذا شرك أكبر . الشيخ : إلى غير السبب المعلوم حسا أو شرعا ؟ السائل : الثاني . الشيخ : آه . السائل : الثاني : شرك أصغر وذلك أن يضيفه إلى غير سبب شرعي أن يقول لولا البط لأتانا اللص . الشيخ : إيه ، إلى غير سبب شرعي أو حسي ؟ السائل : أو حسي . الشيخ : نعم . السائل : ... . الشيخ : هذا عندك ؟ السائل : الثالث أن ينسب ذلك إلى سببه الشرعي أو الحسي ، مثل أن يقول ، أن يقول القائل ، الصائم ، لولا أني تسحرت لعطشت . الشيخ : نعم . السائل : وهذا لا بأس به . الشيخ : لجعت ، جعت أحسن . السائل : هاه . الشيخ : لجعت . السائل : وهذا لا بأس به بشرط أن يضيفه إضافة السبب إلى سببه . الشيخ : مسببه . السائل : مسببه . الشيخ : مسببه ، ومنه الحديث لولا أنا لكان يعني ، عمه ، ما كملت الحديث الشيخ : إي ، طيب ، في الدرك الأسفل من النار ، طيب . السائل : رابعا أن يضيفه السبب مقرونا مع الله بالواو . الشيخ : طيب، خامسا ؟ السائل : وهذا قد يكون شرك أكبر أو شرك أصغر . الشيخ : نعم . السائل : الخامس: أن يقرنه بحرف يقتضي الترتيب دون التعقيب ،كقوله لولا الله ثم فلان وهذا جائز . الشيخ : نعم . السائل : السادس ما كتبت ... . الشيخ : السادس ، أن يضيفه . السائل : لولا الله . الشيخ : الخامس ، السادس . السائل : السادس لولا الله . الشيخ : أن يضيفه إلى الله وإلى غيره ، وإلى سبب معلوم مقرونا بالفاء ، فهذا قلنا محل . السائل : نظر . الشيخ : محل نظر ، والسلامة منه أسلم ، السابع ؟ السائل : ... . الشيخ : لا ، أن يضيفه إلى الله مشيرا إلى السبب، أن يضيفه إلى الله مشيرا إلى السبب ، مثل أن يقول لولا أن الله قيض لي كذا وكذا ، أجل باقي علينا ، الثامن : أن يضيفه إلى الله وحده ، مثل لولا الله ما اهتدينا ، فهذا جائز وهو الأصل ، نعم . السائل : هذا الرابع . الشيخ : الآن ذكرته ، أنا ظننت ، أنا ظننت أني ذكرته أول . السائل : ... . الشيخ : على كل حال حسب تقسيم عبد الرحمن يكون هو الثامن . السائل : ذكرته يا شيخ بس هو ما ذكره ،الأول ما ذكره . الشيخ : وهذا ظني أنا هو الأول ما ذكرته . السائل : وقعت في إشكال معاه . الشيخ : الحديث ، نعم . السائل : ... .
إذا كان قد كتب في مكان الله ومحمد هل تزال هذه الكتابة ؟
الشيخ : نعم يا آدم . السائل : إذا كان قد كتب في مكان الله ومحمد هل تزال هذه الكتابة ؟ الشيخ : إي نعم ، نرى أنه يجب ذلك تجب إزلته، نرى أن إزالته واجبة . السائل : حتى في الساعة ؟ الشيخ : نعم . السائل : حتى في الساعة ؟ الشيخ : حتى في الساعة، الساعة ولا في الجدار ، ولا في خرقة ، ولا في باب ، نعم .
إن الله كتب الآجال فما الحكمة من النهي عن تمني الموت ؟
السائل : إن الله كتب الآجال فما الحكمة من النهي عن تمني الموت ؟ كيف نجمع بينهما ؟ الشيخ : نعم ، الحكمة من تمني الموت لضر نزل به يدل على تسخطه وعدم صبره ، وهو لا يدري لعل بقائه خير ، إما محسنا وإما مسيئا.
السائل : هل يؤثر تمني الموت في الأجل ؟ الشيخ : هاه ؟ السائل : هل يؤثر تمني الموت في الأجل ؟ الشيخ : ربما يؤثر، ربما يكون دعاءه هذا سببا ، ويكون الله قدره في الأزل ، يعني قدر أجله في الأزل ، مبينا على هذا السبب الذي هو من فعل العبد ، ولو لم يفعل ربما يكون لم يقدر له ذلك . السائل : قدر له ؟ الشيخ : نعم، لا بد، لكن أنا ما الذي أعلمني أن الله قدر هذا ، فعلي باختياري ، فعلي باختياري ، ثم هو ينبأ عن عدم رضى بالقدر ، بالقدر وعن تسخط ، ولهذا قال لضر نزل به ، نعم .
الفرق غير واضح بين قوله عليه الصلاة والسلام ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) وقول القائل لولا زيد ؟
السائل : الفرق غير واضح بين قوله عليه الصلاة والسلام ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ؟ الشيخ : نعم . السائل : وقول القائل لولا زيد ماالفرق بينهما ؟ الشيخ : لا فرق بينهما إذا كان زيد حقيقة مؤثرة ، يعني لما سقط في البركة ، رمى زيد نفسه عليه فأنقذه . السائل : ذكرنا أن هذا شرك أصغر . الشيخ : لا، ما ذكرناه ، قلنا إذا كان ، إذا أضافه إلى سبب معلوم شرعا أو حسا فلا بأس به ، بشرط أن لا يعمتد عليه على أنه محدث وفاعل ، بل على أنه سبب ، نعم .
ما الجمع بين هذا الحديث المقيد بمن نزل به ضر وبين الحديث المطلق ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ... ) ؟
السائل : ما الجمع بين حديث الجنازة ( أن كان لا بد يقول اللهم أمتني إن كانت الحياة خيرا لي ) وحديث آخر جاء عام ... والخشية في الغيب والشهادة ؟ الشيخ : إيه ، نعم . السائل : ... وأحيني إن كنت تعلم أن الموت خير لي ؟ الشيخ : نعم ، اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ، هذا دعاء مطلق السائل : ... الضرورة لكن لا بد ضرر ... ؟ الشيخ : إيه يعني لابد بدل التمني ، بدل ما تقول اللهم أمتني ، أو تتمنى الموت بقلبك ، لا تقل هكذا . السائل : طيب ممكن الواحد يدعوا بدعاء مطلق ؟ الشيخ : يمكن ، يمكن يدعوا بدعاء مطلق ، اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ، يمكن . السائل : قبل أن يموت يا شيخ ؟ الشيخ : قبل أن ... لكن تمني أن تقول اللهم ، هذه قيده ، اللهم أحييني إذا علمت الحياة خيرا ، نعم . السائل : ما حدد ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : حسب جوابنا السابق . الشيخ : جوابنا السابق أنه ما يتمناه لضر نزل به . السائل : كيف ... ؟ الشيخ : لا يتمناه لضر نزل به ، فإذا كان لا بد أن يقول ، فليقل الدعاء الجائز ، وهو اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرا لي ، يعني هذا جائز . السائل : حتى لو خشي الضرر ولم ... ؟ الشيخ : إي ، إي نعم ، إذا كان يخشى ، لكن ما يتمنى . السائل : لا يتمنى ؟ الشيخ : إيه ما يتمنى مافي شيء ، لأن هذا الدعاء جائز مطلقا ، وهو من الدعاء الذي يدعوا به الرسول عليه الصلاة والسلام ، نعم .
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتباً له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته فإذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية )
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتباً له قال : (كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته فإذا فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ).. الشيخ : فيه أن ، فإذا فيه أن . القارئ : ( فإذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية ). الشيخ : ثم قال في آخره ( فإذا لقيتموه فاصبروا فإن الجنة تحت ظلال السيوف ) وهكذا لا ينبغي للإنسان أن يتمنى البلاء ، فإنه إذا تمنى البلاء ربما لا يصبر إذا نزل به ، فقوله : لا تتمنوا لقاء العدو ليس خاصا بهذه المسألة حتى غيره ، كل ما فيه البلاء فاسأل الله السلامة منه ، فإذا نزل فاستعن الله عزوجل عليه واصبر كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وسواء كان هذا في الأمور التي تأتي من الله عزوجل ، أو من البشر ، لا تتمناه ، ولهذا يذكر أن سحنونا وهو من أصحاب مالك ، قال يعني عن نفسه أنه صابر ذكر أبياتا فيها ، فكما شئت فامتحني ، يقول لنفسه إنه صابر ، وسيصبر على البلاء فكما شئت فامتحني ، يعني لينظر هل يصبر أو لا ، فابتلي بعسر البول ، ما كان بوله يخرج بسهوله ، فكان يدور على الصبيان يقول أدعوا لعمكم الكذاب ، أدعوا لعمكم الكذاب .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم بن محمد قال ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد أهي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو كنت راجماً امرأةً من غير بينة ) قال لا تلك امرأة أعلنت
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن القاسم بن محمد قال: ( ذكر ابن عباس المتلاعنين فقال عبد الله بن شداد : أهي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت راجماً امرأةً من غير بينة ، قال لا تلك امرأة أعلنت ).
حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو حدثنا عطاء قال أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء فخرج عمر فقال الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان فخرج ورأسه يقطر يقول ( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس ) وقال سفيان أيضاً ( على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة ) قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أخر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة فجاء عمر فقال يا رسول الله رقد النساء والولدان فخرج وهو يمسح الماء عن شقه يقول ( إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي ) وقال عمرو حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس أما عمرو فقال رأسه يقطر وقال ابن جريج يمسح الماء عن شقه وقال عمرو ( لولا أن أشق على أمتي ) وقال ابن جريج (إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي ) وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثني محمد بن مسلم عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو حدثنا عطاء قال: ( أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء فخرج عمر فقال الصلاة يا رسول الله رقد النساء والصبيان فخرج ورأسه يقطر يقول : لولا أن أشق على أمتي أو على الناس ) وقال سفيان أيضاً : ( على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة ) قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: ( أخر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة فجاء عمر فقال يا رسول الله رقد النساء والولدان فخرج وهو يمسح الماء عن شقه يقول : إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي ). الشيخ : صلى الله عليه وسلم نعم القارئ : وقال عمرو حدثنا عطاء ليس فيه ابن عباس أما عمرو فقال رأسه يقطر، وقال ابن جريج يمسح الماء عن شقه، وقال عمرو : ( لولا أن أشق على أمتي )، وقال ابن جريج : (إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي ). وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثني محمد بن مسلم عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . الشيخ : نعم .
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن سمعت أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك )
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ) .
حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال واصل النبي صلى الله عليه وسلم آخر الشهر وواصل أناس من الناس فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( لو مد بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقين ) تابعه سليمان بن مغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
السائل : حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا حميد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : ( واصل النبي صلى الله عليه وسلم آخر الشهر وواصل أناس من الناس فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لو مد بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقين ) تابعه سليمان بن مغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال قالوا فإنك تواصل قال ( أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ) فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال فقال ( لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم )
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال قالوا فإنك تواصل قال : أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ، فلما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال فقال : لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم ) .
حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو قال ( نعم ) قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال ( إن قومك قصرت بهم النفقة ) قلت فما شأن بابه مرتفعاً قال ( فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو قال : نعم، قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال : إن قومك قصرت بهم النفقة ، قلت فما شأن بابه مرتفعاً قال : فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض ).
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار )
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار ).
حدثنا موسى حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها ) تابعه أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب
القارئ : حدثنا موسى حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها ) وتابعه أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب كما قال المؤلف رحمه الله ، باب : ما يجوز من اللو، وأشار رحمه الله إلى ما يجوز ، وسكت عن ما لا يجوز وذلك لأن اللو تختلف أحكامه كما سيأتي ، وهنا أدخل أل على لو ، والمعروف أن أل لا تدخل إلا على الأسماء ، ولا تدخل على الحروف ، لأنها من علامة الاسماء ، لكن لما قصد لفظها ، صح أن تدخل عليها أل كأنه قال باب ما يجوز من هذا اللفظ ، فصح دخول أل على لو مع أنها حرف لأنه يراد بها اللفظ ، اللو تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، قسم للتمني ، وقسم للخبر ، وقسم للندم ، ثلاثة أقسام ، القسم الأول : للتمني ومنه قول لوط عليه الصلاة السلام : (( لو أن لي بكم قوة ))، أي أتمنى أن يكون لي بكم قوة فهذه حكمها حكم ما يتمناه ، إن تمنى خيرا فهي خير ، وإن تمنى شرا فهي شر ، لو رأى رجلا عنده مال يبذله في سبيل الله ، فقال لو أن لي مثل فلان ، مثل مال فلان ، فأفعل مثلما فعل ، كان هذا تمني الخير ، كان هذا تمني خير فهو خير ، ورجل آخر رأى شخصا ينفق ماله في الملاهي والفسوق والفجور والمجون ، فقال لو أن لي مالا حتى أنفقه بمثل ما ينفقه هذا ، فهو تمني شر ، فيكون شرا ، يقول الفقير لو أن لي مالا فأصدق منه ، هذا تمني خير ، إذا التي للتمني تكون بحسب ما تمنى الشخص ، نعم . الثاني : أن تكون لمجرد الخبر فهذه جائزة إذا كان القائل صادقا في قوله ، إذا كان صادقا في قوله ، مثل أن تقول لصاحبك لو زرتني لأكرمتك ، هذا خبر ، خبر محض ، إذا كنت صادقا في أنه لو زارك لأكرمته فهذا خبر صادق ولا شيء فيه ، فإن قلت لو زرتني لأكرمتك وأنت كاذب ، بل لو زارك لأهنته فهنا يحرم ليش ؟ لأنه كذب ، طيب إذا كانت خبر ، فهو على حسب ما يقتضيه ذلك الخبر ، طيب . القسم الثالث : أن تكون للندم ، فهذه هي التي نهى عنها الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير إحرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيئ فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان )، هذه منهي عنها ، لأنها تفتح عمل الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وما عمل الشيطان، الندم ، التحسر ، الهم ، كل هذه من عمل الشيطان ، لأن الشيطان لا يريد من ابن آدم أن يكون مسرورا أبدا ، يريد أن ينزل به الغم ، والحزن والكسل ، قال الله تعالى : (( إنما النجوى من الشيطان )) إيش ؟ ((ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) ومن فتح أعمل الشيطان أنها تفتح الإعتراض على القدر ، الإعتراض على القدر، فإن الذي يقول لو أني فعلت ، لكان ، كأنه يغالب قدر الله ، وقدر الله قد حصل لا يمكن أن، فعمل الشيطان يفتح ليس بالأمر الهين ، قد يكون أمرا صعبا ، فلهذا نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يقول الإنسان لو أني فعلت كذا ، لكان كذا وكذا ، ولكن بعد أن يفعل الأسباب النافعة لقوله إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ، طيب فإن قالها على سبيل الخبر ، مثل أن يقول لو أني تركته ما حصل كذا وكذا ، كسبيل الخبر ما هو على سبيل الندم ، فلها حكم القسم الثاني ، الذي ذكرنا أنه لا بأس به إن كان صدقا .
الشيخ : وقوله تعالى : (( لو أن لي بكم قوة)) قال البخاري وقوله تعالى مع أن الله حكاه عن لوط ، حكاه عن لوط ، لأن هذا اللفظ من الله ، فلوط لم يقله بهذا اللفظ ، لأن هذا اللفظ لفظ عربي ، ولوط ليست لغته عربية ، فكان قول الله عزوجل ومن العلماء من يحكي مثل هذا فيقول لقول الله تعالى عن لوط ، عن آدم ، عن نوح ، وما أشبه ذلك والأمر في هذا واسع .
الشيخ : ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لو كنت راجماً امرأةً من غير بينة ) يعني لرجمتها وهي امرأة كما قال ابن عباس تعلن ، لكنها لا تقر، وهذا من باب الخبر .
الشيخ : ثم ذكر أيضا حديث تأخير صلاة العشاء حديث أعتم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالعشاء فخرج عمر فقال الصلاة يا رسول الله ، الصلاة بالنصب ، لفعل محذوف التقدير ؟ السائل : أدرك . الشيخ : نعم . السائل : أدرك . الشيخ : إيش . السائل : أدرك . الشيخ : أدرك لا . السائل : أقم الصلاة . الشيخ : أقم الصلاة ، يقول الصلاة يا رسول الله ، ويجوز أن تكون الصلاة تقدير على الصلاة حاضرة ، أو حضرت ، فخرج فقال الصلاة يا رسول الله ، رقد النساء والصبيان وفي هذا دليل على أن الصبيان يحضرون المسجد ، في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكن اشترط العلماء في تمكينهم للحضور أن لا يحصل منهم أذية على المصلين ولا على المسجد ، فإن حصل منهم أذية فإنهم يمنعون ، لكن يمنعون منعا مباشرا ، أو عن طريق أولياء الأمر ، عن طريق أولياء الأمر ، أولياء أمورهم ، لأننا لو منعناهم منعا مباشرا لكان في ذلك تنفير لهم عن المسجد . فخرج ورأسه يقطر يقول : ( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس ) وقال سفيان أيضاً : ( على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة )، يعني بعد أن أعتم ومضى نحو ثلث الليل، وإنما قال الراوي وخرج رأسه يقطر أو يمسح الماء عن شقه ، من باب أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعمد التأخير ، ومن باب أنه ضبط القصة ، وهذا يشبه ما يسميه علماء المصطلح ، بالمسلسل ، نعم ، يقول : ( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة ) ، أي بالصلاة أي صلاة العشاء هذه الساعة ، وفي هذا دليل على أن القاعدة المشهورة عند العلماء : " أن المشقة تجلب التيسير " ،وفيه دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يشرع من عنده ، لأنه لم يقل لولا أن يشق على أمتي لأمرهم الله ، قال لولا أن أشق ، أمرت ، وهو كذلك له أمر مستقل ، لكن لو أمر بما لا يريده الله لبين الله له ذلك ، كما في قوله : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ))، وفيه هذا الحديث دليل على أن الأفضل في صلاة العشاء التأخير ، فإذا كانوا في جماعة ، وقالوا نحن سنتأخر بالنوم ولا يشق علينا إذا أخرنا الصلاة ، فما هو الأفضل لهم ، التأخير أو التقديم ؟ التأخير ، نعم ، وذكر المؤلف أيضا اختلاف الروايات في هذا الحديث ولكنه اختلاف لا يضر ، يعني لا يؤدي إلى أن يكون هذا الحديث مضطربا ، لأن موضع الدليل منه ليس فيه إضطراب وهو تأخير الصلاة إلى أن يمضي هزيع من الليل .
الشيخ : ثم ذكر المؤلف أيضا حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ) وتتمة الحديث بألفاظ أخرى عند كل صلاة ، هذا هو المشهور أنه عند كل صلاة، ورواه مالك مع كل وضوء ، والغالب أن الصلاة والوضوء مقترنان ، وفي هذا إشارة على أن الأصل في الأمر الوجوب ، في هذا والذي قبله أيضا ، على أن الأصل في الأمر الوجوب ، لأنه لو لم يكن أصله الوجوب ، لم يكن في الأمر به مشقة ، لأن المندوب يجوز الإنسان تركه والذي فيه مشقة وأمر به ما كان واجبا ، ولكن أين محل السواك ، قال العلماء: عند المضمضة ، لأن المضمضة هي تطهير الفم ، ولكن لو تمضمض قبل ذلك أو بعده صدق عليه أنه توضأ ، تمضمض ، نعم ، لو تسوك ، لو تسوك قبل الوضوء أو بعده صدق عليه أنه تسوك مع الوضوء .
الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث الوصال أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الوصال والوصال أن يقرن الصائم يومين بدون فطر بينهما ، هذا الوصال وقد نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنه ، مع أنه كان يفعلها ولهذا لما نهى عنه الصحابة ، قالوا إنك تواصل ولنا فيك أسوة في الوصال ، ولكنه بين الفرق ، قل إني لست كهيأتكم ، إني لست كهيأتكم ، أو قال أيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، يطعمني ويسقيني ، يعني فلست أواصل ، لو واصلت حسا ، فلا أواصل معنا ، لأن الله تعالى يطعمه ويسقيه ، لكنه ليس إطعاما حسيا ، ولا سقيا حسية ، لأنه لو كان كذلك لم يكن مواصلا ، ولم يكن ممسكا ، فما هذا الإطعام و الإسقاء ، قال بعضهم إنه يطعم من الجنة ، ويسقى من الجنة ، وهذا ضعيف ، لأنه حتى لو أطعم من الجنة أو سقي من الجنة فهو غير مواصل، والصحيح ، أنه ما كان في قلبه من الإنشغال بالله عزوجل ، فإنه بانشغاله بالله وذكره لله ، لا يهمه الأكل ولا الشرب ، لا يهمه الأكل ولا الشرب ، وهذا شيء محسوس أن الإنسان إذا اشتغل إشتغالا تاما بشيء، نسي نسي ما سواه ، تجده إذا كان منهمكا في شغل من الأشغال يأتي عليه وقت الغدا ووقت العشاء وما يهمه ، وقد قال الشاعر : " لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد " ،لها أحاديث من ذكراك ،إذا قامت تذكر وتحدث بك نسيت الأكل والشرب تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد ، هذا هو المعنى الصحيح لهذا الحديث ، وقال عليه الصلاة والسلام في آخر الأمر لما واصلوا وليس قصدهم رضي الله عنهم المعنادة ، لكنهم فهموا أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أراد الرفق بهم ، فقالوا نتحمل المشقة ، ولم يريدوا قطعا المعصية ، فواصل بهم النبي عليه الصلاة والسلام ، تركهم ، يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال ، هلال شوال ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( لو تأخر لزدتكم كالمنكل لهم ) حتى يمسهم الجوع والعطش ويعرفوا حكمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النهي عن الوصال ، وفيه أيضا ، في بعض الألفاظ ( لو مد بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ) ، في هذا إشارة إلى أن التعمق مذموم .