تتمة شرح الحديث : حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه ( مروا أبا بكر يصلي بالناس ) قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقال ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس ) فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً
الشيخ : تعلل بهذا أنه كثير البكاء رضي الله عنه وتعلل أيضا بعلة أخرى أنه سيكون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والناس لا يطمأنون إليه إذا كان بعد حبيبهم عليه الصلاة والسلام ، فكانت رضي الله عنها تريد هذا وهذا . مناسبة هذا الحديث في الباب ما ذكره ؟ ممكن تأخذ من التنازع ، يمكن هذا ما يكره منه التنازع .
القارئ : "يقول والمقصود منه بيان ذم المخالفة ". الشيخ : إيش ؟ القارئ : "والمقصود منه بيان ذم المخالفة . وقال ابن التين وفيه أن أوامره على الوجوب وأن في مراجعته فيما يأمر به بعض المكروه قلت وليس ما ادعاه من دليل الوجوب ظاهرا " . الشيخ : نعم ، طيب . القارئ : حدثنا آدم . الشيخ : نعم . السائل : لا ، يا شيخ ، ... . الشيخ : أي نعم . السائل : ... مصرح بها أو ... . الشيخ : لا مصرح بها . السائل : لإنها الأخرى . الشيخ : أي نعم .
قوله في الحديث كاد الخيران أن يهلكا هل سبب ذلك ارتفاع أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : قوله كاد الخيران . الشيخ : هاه . السائل : قوله في الحديث كاد الخيران أن يهلكا هل سبب ذلك ارتفاع أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : أي لأن الله قال (( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) فجعل الله ذلك سببا في حبوط العمل ، ولهذا لما نزلت هذه الآية قام ثابت بن شماس رضي الله عنه في بيته يبكي ليلا ونهارا ففقده النبي عليه الصلاة والسلام فأرسل إليه ، فقال يا رسول الله إنه نزلت هذه الآية وأخشى أن يحبط عملي وأنا لا أشعر لأنه كان جهوري الصوت فقال له عليه الصلاة والسلام إنك لست في ذلك ، إنك تعيش حميدا وتكتب شهيدا وتدخل الجنة . السائل : شيخ . الشيخ : نعم .
هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإنسان يحبط عمله إذا رفع صوته عند العلماء ؟
السائل : هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإنسان يحبط عمله إذا رفع صوته هل يحبط عمله عند العلماء ؟ الشيخ : لا، لا، العلماء ليس كالرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه ليس من الأدب أن يرفع صوته على العالم بالمناقشة وما أسبه ذلك ثلاثة .
حدثنا آدم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي قال جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فيقتله أتقتلونه به سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فكره النبي صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها فرجع عاصم فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كره المسائل فقال عويمر والله لآتين النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم فقال له ( قد أنزل الله فيكم قرآناً ) فدعا بهما فتقدما فتلاعنا ثم قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ففارقها ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها فجرت السنة في المتلاعنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( انظروها فإن جاءت به أحمر قصيراً مثل وحرة فلا أراه إلا قد كذب وإن جاءت به أسحم أعين ذا أليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها ) فجاءت به على الأمر المكروه
القارئ : حدثنا آدم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب حدثنا الزهري عن سهل بن سعد الساعدي قال جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال : ( أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فيقتله أتقتلونه به سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فكره النبي صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها فرجع عاصم فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كره المسائل فقال عويمر والله لآتين النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم فقال له : قد أنزل الله فيكم قرآناً ، فدعا بهما فتقدما فتلاعنا ثم قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ففارقها ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها فجرت السنة في المتلاعنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم : انظروها فإن جاءت به أحمر قصيراً مثل وحرة فلا أَراه ). الشيخ : عندنا بالضم فلا أُراه . القارئ : ( فلا أُراه إلا قد كذب وإن جاءت به أسحم أعين ذا أليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها ، فجاءت به على الأمر المكروه ) . الشيخ : الشاهد في هذا قوله أن الرسول كره المسألة ، فلا ينبغي للإنسان أن يتعرض للبلاء ويفرض الأشياء المفروغة لأنه ربما يقع المكروه بناء على توقعه ، ولهذا قيل البلاء موكل بالمنطق ، وقال الشاعر : " إحذر لسانك أن تقول فتبلى *** إن البلاء موكل بالمنطق " وكم من إنسان يتوقع أشياء مكروهة ثم تقع ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ويكره الطيرة لأن الفأل حسن وفيه تنشيط للإنسان وفيه فتح للسرور له ، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ، نعم . السائل : قوله البلاء موكل بالمنطق . الشيخ : نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : ليس بالوكالة إي نعم . السائل : نعم .
إذا كان رجل صالح لا يريد أن أخبر الناس عن عمله خوفاً من الرياء فهل أفعل ؟
السائل : إذا كان رجل صالح لا يريد أن أخبر الناس عن عمله خوفاً من الرياء فهل أفعل ؟ الشيخ : كيف تقول عن حاله شلون ؟ السائل : ... . الشيخ : تخبر عن حاله هو . السائل : أمر المخبر حتى ما يرد عن ذلك ... . الشيخ : هاه . السائل : ... ؟ الشيخ : المهم على كل حال إن نهاك أن تخبر فلا تخبر وإن لم ينهك فلا بأس لأن الثلاثة نفر سألوا أزواج النبي عليه الصلاة والسلام عن عمله في السر فأخبروا، نعم ، محمد .
السائل : ما الفرق بين الفأل والطيرة ؟ الشيخ : الفأل الشيء الحسن، يعني التفاؤل بالخير ، والطيرة التشاؤم ، هذا الفرق بينهما فلا ينبغي للإنسان أن يكون قلبه متشائما، بل ينبغي أن يكون متفائلا ، لأن التفاؤل يوجب نشاط الإنسان وانشراح صدره وسيره في عمله والتطير بالعكس ، إي نعم . السائل يواجه أمور صعبة ؟ الشيخ : نعم . السائل : يواجه أمور صعبة كيف يتفائل وقد يواجه أمور صعبة ؟ الشيخ : على كل حال إذا واجه أمور صعبة فاليتركه من الصعوبة، نعم .
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أوس النصري وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكراً من ذلك فدخلت على مالك فسألته فقال انطلقت حتى أدخل على عمر أتاه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون قال نعم فدخلوا فسلموا وجلسوا فقال هل لك في علي وعباس فأذن لهما قال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظالم استبا فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا نعم قال عمر فإني محدثكم عن هذا الأمر إن الله كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا المال بشيء لم يعطه أحداً غيره فإن الله يقول (( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم )) الآية فكانت هذه خالصةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم وقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك فقالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكما الله هل تعلمان ذلك قالا نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما حينئذ وأقبل على علي وعباس تزعمان أن أبا بكر فيها كذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما على كلمة واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما ادفعها إلينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم فأقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال أفتلتمسان مني قضاءً غير ذلك فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاءً غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني مالك بن أبي أوس النصري وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكراً من ذلك فدخلت على مالك فسألته فقال انطلقت حتى أدخل على عمر أتاه حاجبه يرفأ فقال : ( هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنوك قال نعم فدخلوا فسلموا وجلسوا فقال هل لك في علي وعباس فأذن لهما قال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظالم استبا فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال اتئدوا أنشدكم بالله ). الشيخ : وش علاقة الرجلين بالآخر بأحدهما ؟ الطالب : عمه . الشيخ : نعم . الطالب : عمه العباس عمه . الشيخ : العباس عم أبي طالب شوف القرابة قد يحصل فيها من البلاء ما يحصل للأبعد إي نعم . القارئ : فقال : ( اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا نعم قال عمر فإني محدثكم عن هذا الأمر إن الله كان قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا المال بشيء لم يعطه أحداً غيره فإن الله يقول : (( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم )) الآية فكانت هذه خالصةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم وقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك فقالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكما الله هل تعلمان ذلك قالا نعم ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما حينئذ وأقبل على علي وعباس تزعمان أن أبا بكر فيها كذا والله يعلم أنه فيها صادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما على كلمة واحدة وأمركما جميع جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما ادفعها إلينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم فأقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال أفتلتمسان مني قضاءً غير ذلك فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاءً غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها ). الشيخ : أكفيكماها، أكفيكماها . السائل : نعم . الشيخ : هذا الحديث مر علينا من قبل ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لانورث ما تركنا صدقة ) وهاتان جملتان الأولى لا نورث والثانية ما تركنا صدقة ، فما هنا اسم موصول مبتدأ ، التقدير الذي تركناه ، صدقة ، أن يكون صدقة ، فالأنبياء لا يورثوا ، بل ما تركوه فإنه يكون صدقة ، وقد زعمت الرافضة أن الكلام جملة واحدة وأن قوله لا نورث ما تركنا صدقة أي لا نورث ما تركناه صدقة ، وأما ما تركناه تملكا فإنه يورث ، وعلى تحريفهم ، تكون ما في موضع نصب ، مفعولا به تركناه ، لا نورث الذي تركناه صدقة ، ولا شك أن هذا تحريف واضح ، لأن ما ترك صدقة لا يورث لا من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من غيره ، فإن الإنسان لو أوصى بشيء من ماله أن يكون صدقة تدفع بعد موته ، فإنه لا يمكن أن يورث عنه ، بل يتصدق به ، كما جاء في الحديث ( إن الله تصدق في ثلث أموالكم عند وفاتكم ) .
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا ، دليل أيضا على براءة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مما زعمته الرافضة أنهما ظلما علي بن أبي طالب وفاطمة والعباس ، فإن النهاية كما رأيتم أن عمر رضي الله عنه رضي الله عنه دفع إليهم المال على أن يعملا فيه على ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل فيه ، ومع ذلك تنازعا هذا النزاع حتى وصف ابن عباس علي بن أبي طالب بأنه إيش بأنه ظالم وهذا نزاع شديد ولهذا قال إن عجزتما عنها فادفعاها إلي أنا أكفيكماها رضي الله عنه ، وإن قدرتم على أن تصرفاها ، كما صرفها النبي عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الواجب عليه ، وفي هذا دليل على أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ينالهم من الرعية ما ينالهم من الأذى ولكنهم يصبرون ويحتسبون كما هي طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام ، (( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا )) ولا تظن أنك تكون رأسا في شيء من الأشياء فتسلم ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال : يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات ، كل إنسان يتولى شيئا قياديا فإنه لابد ، لابد أن يحصل من يرضى بعمله ومن لا يرضى بعمله ، ولكن وظيفة الإنسان أن يصلح ما بينه وبين الله عزوجل ، فإذا أصلح ما بينه وبين الله عزوجل أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ولهذا كتبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى معاوية حين تولى الخلافة ، وقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من التمس رضى الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن ألتمس رضى الله بسخط الناس ، كفاه الله مؤونة الناس ) فدافع عنه وحفظه وبين أمره أن من يسخط الله في رضى الناس فإن الله تعالى يسخط عليه ويسخط عليه الناس فتكون القلوب كارهة له ، ساخطة لفعله ، فأهم شيء على هذا الإنسان أن ينظر ما بينه وبين ربه فقط ، أما ما بينه وبين الناس فإنه سوف يصبر ولو بعد زمن نعم يا خالد .
من حديث كاد الخيران أن يهلكا بعضهم قال لا يرفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن حرمته ميتاً كحرمته حي هل هذا صحيح ؟
السائل : من حديث . الشيخ : هاه ؟ السائل : من حديث كاد الخيران أن يهلكا بعضهم . الشيخ : نعم . السائل : هل هو رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : نعم . السائل : لأن حرمته ميتاً كحرمته حيا ؟ الشيخ : نعم . السائل : هل هذا صحيح ؟ الشيخ :(( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) لكن يؤخذ ما ذكره الشنقيطي رحمه الله من أن عمر بن الخطاب كان جالسا في المسجد ، فقدم رجلان من عند الطائف فجعلا يرفعان أصواتهما عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهما وقال : " لو اعلم أنكما من أهل هذا البلد لأوجعتكما ضربا " . وهذا يدل على أنه لا ترفع الأصوات عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، نعم .
هل معنى الآية (( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) أن يخفض عند النبي صلى الله عليه وسلم صوته ؟
السائل : هل معنى الآية (( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) أن يخفض عند النبي صلى الله عليه وسلم صوته ؟ الشيخ : نعم ، إي نعم يعني في المخاطبة مثلا ، الإنسان يخاطبه بصوت منخفض لا تخاطبه بصوت مرتفع ، وإذا كان هذا . السائل : ... صوته ألا يدل على هذا ؟ الشيخ : ما تدل عليه هذا ، ولكن قوله (( ولا تجهروا له بالقول )) يدل على هذا . السائل : شيخ . الشيخ : اصبر ، لا تجهر له بالقول يدل على أنه ينهى عن الجهر له بالقول وإن لم يكن له صوت ، ثم إنه إذا كان الإنسان منهيا عن رفع الصوت وهو صفة النطق وأنه ربما يحبط عمله بذلك فكيف من يرفع قوله فوقه قول الرسول عليه الصلاة والسلام بالحكم ، فيحكم بخلاف ما حكم به الرسول عليه الصلاة والسلام ، هذا أشد وأعظم ، وهذا فيه من التقدم بين يدي الله ما هو أعظم من أن يرفع صوته أو يجهر للرسول بالقول ، نعم يا سليم . السائل : ... ؟ الشيخ : من كلام الرسول ، نعم .
هل يدخل في ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل يدخل في ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : هل يدخل في ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : لا، ما يدخل في هذا ، ما يدخل في هذا إلا إذا كان الإنسان يقصد بذلك أن اللغو كما قال المشركون (( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون )) إذا كان قصده من رفع الصوت التشويش على المحدث حديث رسول الله صار هذا حرام، نعم .
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت لأنس أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال نعم ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قال عاصم فأخبرني موسى بن أنس أنه قال أو آوى محدثاً
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت : ( لأنس أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال نعم ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها من أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ). قال عاصم فأخبرني موسى بن أنس أنه قال أو آوى محدثاً . الشيخ : نعم، آواه يعني تلقاه ونصره ودافع عنه ، فإنه ملعون ، وإذا كان هذا فيمن آواه ، فالمحدث أولى باللعن والعياذ بالله ، وهذا يشمل الحدث الإعتقادي، والحدث العملي كل من أحدث في المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وقوله لا يقطع شجرها ، يستثنى من ذلك ما يحتاج أهلها للحرث ، فإنه رخص في هذا بخلاف مكة فإنه لم يرخص لشجرها إلا الإذخر ، ثم إذا حرم من شجرها فهل فيه جزاء ، الصحيح أنه لا جزاء في قطع الشجر لا في مكة ولا في المدينة ، أما الصيد ففيها الجزاء في مكة ، واختلف العلماء فيه في المدينة ، نعم .
ما تقولون في حديث أنس أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمر بطفل صغير ومعه طير يسمى النغير فهلك هذا الطير فحزن الصبي عليه حزناً شديد فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) ؟
السائل : ... ؟ الشيخ : نعم . السائل : ... الشيخ : نعم . السائل : ... . الشيخ : نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : نعم، يقول ما تقولون في حديث أنس أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمر بطفل صغير ومعه طير يسمى النغير فهلك هذا الطير فحزن الصبي عليه حزناً شديد فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) يداعبه ؟ أجاب العلماء بأن هذا النغير صيد خارج الحرم، وإذا صيد الصيد خارج الحرم ثم دخل به إلى الحرم فإنه لا يحرم، وكذلك النغير، إيش سؤالك .
السائل : مالفرق بين لعنة الله عليه ولعنة الملائكة والناس أجمعين ؟ الشيخ : لعنة الله تكفي عن كل شيء، لكن لعنة الملائكة والناس أجمعين تكون أشد وأعظم يعني كل يلعنهم على هذا .
السائل : كيف يكون إيواء المحدث من غير ... ؟ الشيخ : يعني لنفرض مثلا أن رجلا علمنا أنه دخل المدينة يريد أن يخرب، أن يخرب بمتفجرات أو غيرها، فآواه رجل من أهل المدينة ، أسكنه عنده وآواه وأيده ، ما يخفى عليك هذا هو المراد . السائل : ... ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : إذا سأله في علمه لم ... ؟ الشيخ : لم ؟ السائل : ... ؟ الشيخ : قد يقال من هذا الأسلوب، لكنه ليس في الحقيقة مذموم من كل وجه، لأن نشر الكتب ليس كإيواء رجل، لأنك إذا آويته أحبك، وجعلك ذخيرة له بخلاف الكتب .
باب : ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس . (( ولا تقف )) لا تقل (( ماليس لك به علم )) .
القارئ : باب : ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس (( ولا تقف )) لا تقل (( ماليس لك به علم )) . الشيخ : قوله رحمه الله ما يذكر من ذم الرأي المراد به الرأي المجرد عن التجربة وتكلف القياس ولم يقل والقياس بل قال تكلف القياس يعني القياس المتكلف في المتعمق فيه ، وأما القياس الصحيح فلا يقال ، فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاس بنفسه حيث قال للمرأة ( أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته حكم الله والله أحق بالوفاء ) وقال للرجل الذي قال يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود يعرض بها فقال : ( هل لك من إبل ) قال نعم، قال ( فانظر هل فيها من أورق ) الأورق الذي فيه سواد ، فيه سودا ، وفيه بياض ، قال نعم ، قال : ( من أين أتاها الأورق ) قال لعله نزعه عرق قال ( فابنك هذا لعله نزعه عرق ) القياس الصغير الذي ليس فيه تكلف هذا طريق شرعي محمود ، أما القياس المتكلف فهو المذموم ، ثم استدل لمؤلف رحمه الله بقوله تعالى : (( ولا تقف ماليس لك به علم ))، وفسر تقف بتقل والصواب أنها تقف بمعنى تتبع ، لأنه مأخوذ من القفى ، أي لا تتبع شيئا ليس لك به علم ، سواء كان بقول أو بفعل ، وتشمل الآية : قف ما ليس فيه علم ، من الأمور الشرعية وغيرها ، حتى في (...) بين الناس ، لا تقف ماليس لك به علم ، وفي هذه الآية دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتأنى ويتثبت فيما ينقل وقد جاء في الحديث : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) نعم .
حدثنا سعيد بن تليد حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون ) فحدثت به عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو
القارئ : حدثنا سعيد بن تليد حدثني ابن وهب . الشيخ : كيف ؟ القارئ : حدثنا سعيد بن تليد . الشيخ : نعم . القارئ : حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون ) فحدثت به عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو . الشيخ : الشاهد قوله : ( فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون ) ، نعم .
السائل : هل يعذر الذين يقولون ما لا يعلمون ؟ الشيخ : نعم ، لا ،لا يعذرون، يجب أن لا يقول على الله إلا ما علم ، نعم . السائل : بالنسبة ... ما نقول أنه أوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : يعني، إيش، لا، لا ما يقولون، واضحة، حتى في وقنا الآن وتأتي امرأة تلد غلاما أسودا وهي بيضاء وزوجها أبيض، فنقول لها كما النبي صلى الله عليه وسلم .
في الحديث أن الله يرفع القرآن من المصاححف فكيف نجمع بينه وبين هذا الحديث ؟
السائل : في الحديث أن الله يرفع القرآن من المصاحف فكيف نجمع بينه وبين هذا الحديث ؟ الشيخ : نعم ، هذا إن صح ، إن صح الحديث فلا ينافي ، لأنه مع المصاحف قد يكون ناس يقرؤونها قراءة بلا علم كما قال تعالى : (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) يكون هؤلاء هم الجهال تبقوا معهم القرآن لكن لا يعلمون ، نعم .
حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة سمعت الأعمش قال سألت أبا وائل هل شهدت صفين قال نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول ح و حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال سهل بن حنيف يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر قال وقال أبو وائل شهدت صفين وبئست صفون
القارئ : حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة سمعت الأعمش قال سألت أبا وائل هل شهدت صفين قال نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول ح وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال سهل بن حنيف : ( يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهل بنا ). الشيخ : إلا أسهلن بنا . القارئ : ( إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر ) . قال وقال أبو وائل شهدت صفين وبئست صفين . الشيخ : عندي صفون، آه ملحقه بجمع المذكر السالم . الشاهد قوله : " يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم " ثم استدل بقصة أبي جندل ، يشير إلى الصلح الذي وقع في غزو الحديبية بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين قريش ومنه أي من شروط الصلح أن من جاء مسلما رددناه إلى قريش من جاء مسلما منهم رددناه إليهم ومن جاء ومن جاء منا إليهم فإنهم لا يردوهم ، راجع النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال ألسنا على الحق ، وعدونا على الباطل ، قال بلى ، قال فلما نعطي الدنية فيما بيننا ولكن كان هذا الصلح خير وفتحا كان خيرا وفتحا، صار الناس يأتون إلى المدينة ويذهبون من المدينة إلى مكة وانتشر به الإسلام ولهذا سماه الله تعالى فتحا ، وقال : (( لا يستوي منكم من أسلم قبل الفتح وقاتل )) يعني بذلك صلح الحديبية الناس يظنون أن هذا الصلح ، جو على المسلمين ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ذلك الصلح : ( إنه بأمر الله ) وأنه لن يعصي الله ، وأن الله سينصرنا ، وهذا هو الذي وقع والحمد لله ، فبهذا دليل على أن الإنسان يجب عليه أن يحترم رأيه أمام شرع الله عز وجل ، ولا يقل أين كان هذا أو كيف كان هذا ، يريد بذلك الإنكار ، أما إذا سأل عن ما كان هذا يريد بذلك الإسترشاد والوصول إلى الحكمة ، أو سأل عن الكيف كيف هذا يريد بذلك أن يعرف الكيفية فيقول بها، فهذا لا بأس بها، نعم . السائل : أحسن الله إليكم ما معنى قوله : لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر ؟ الشيخ : نعم، يعني معناه أن ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه المعنى أن لا نحمل السيوف لنقاتل ، فإذا أمرنا بالكف ، عاد بذلك إلى الأسهل ، أسهلن بنا إلى أمر نعرفه ، يعني ونعلم أنه الموافقة إقرأ الشرح عليها .
القارئ : " قوله قال سهل بن حنيف يا أيها الناس قد تقدم بيان سبب خطبته بذلك في تفسير سورة الفتح وبيان المراد بقول سهل يوم أبي جندل وقوله يفظعنا بالظاء المعجمة المكسورة بعد الفاء الساكنة أي يوقعنا في أمر فظيع وهو الشديد في القبح ونحوه وقوله إلا أسهلن بنا بسكون اللام بعد الهاء والنون المفتوحتين والمعنى أنزلتنا في السهل من الأرض أي أفضين بنا وهو كناية عن التحول من الشدة إلى الفرج وقوله بنا في رواية الكشميهني بها ومراد سهل أنهم كانوا إذا وقعوا في شدة يحتاجون فيها إلى القتال في المغازي والثبوت والفتوح العمرية عمدوا إلى سيوفهم فوضعوها على عواتقهم وهو كناية عن الجد في الحرب فإذا فعلوا ذلك انتصروا وهو المراد بالنزول في السهل ثم استثنى الحرب التي وقعت بصفين لما وقع فيها من إبطاء النصر وشدة المعارضة من حجج الفريقين إذ حجة علي ومن معه ما شرع لهم من قتال أهل البغي حتى يرجعوا إلى الحق وحجة معاوية ومن معه ما وقع من قتل عثمان مظلوما ووجود قتلته بأعيانهم في العسكر العراقي فعظمت الشبهة حتى اشتد القتال وكثر القتل في الجانبين إلى أن وقع التحكيم فكان ما كان ". الشيخ : نعم .
باب : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي ، فيقول : ( لا أدري ) . أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ، ولم يقل برأي ولا بقياس . لقوله تعالى : (( بما أراك الله )) . وقال ابن مسعود : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت ، حتى نزلت الآية .
القارئ : باب : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي ، فيقول : ( لا أدري ) أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى : (( بما أراك الله )) وقال ابن مسعود : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فسكت حتى نزلت الآية . الشيخ : نعم . القارئ : وحدثنا . الشيخ : قوله يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول : ( لا أدري ) أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ، هذه إحدى حالات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا سئل عن أمر لا يعرفه توقف لكن إذا سئل عن أمر يعرفه أجاب ، وقد يأتي الإستدراك على جواب من عند الله عز وجل ، مثال ذلك أنه سئل عن الشهادة هل تكفر في الذنب فقال نعم، فانصرف السائل : ثم دعاه فقال إلا الدين ، أخبرني بهذا جبريل آنفا ، فهذا دليل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام يجيب ، فإذا أقره الله على الجواب كان هذا وحيا ، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أقر أحدا على شيء كان هذا الإقرار سنة ، نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : ما في، ما في دليل، ما يتعلق هذا ، لا يتعلق ، لأن الوحي يكون جملة واحدة .
إذا سئل الإنسان عن مسألة وهو عنده علم سابق فيها لكن ليس عنده دليل وليس متأكد مما يقول لكن يغلب على ظنه فهل يتوقف إلى أن يأتي بالدليل ؟
السائل : معلش يا شيخ بارك الله فيكم إذا سئل الإنسان عن مسألة وهو عنده علم سابق فيها لكن ليس عنده دليل وليس متأكد مما يقول لكن يغلب على ظنه أن هذا هو الراجح إلى أن يأتي بالدليل فهل يتوقف لأنه ليس علمه راسخ ؟ الشيخ : إذا أمكن ، نعم ، إذا أمكن التأني فهو أولى ، وإذا كانت الضرورة تلح على المبادرة في الإتيان فلا بأس أن يفتي بما كان يعلمه راجحا ، وإن لم يستحضر الدليل حين الفتوى . السائل : ... ؟ الشيخ : يكفي، لأن الأمور الشرعية قد تكون يقينية أو قد تكون ظنية نعم . السائل : أحسن الله إليك ... . الشيخ : نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : إذا كانوا ؟ السائل : ... ؟ الشيخ : لا، الصلح إنما يجوز ، إنما الصلح يجوز عند الضروة فقط نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : هاه ؟ السائل : صلح ... ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : أقول الصلح ، صلح الحديبية . الشيخ : إي واضح الرسول ما يقدر على محاربة قريش في ذالك الوقت .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت ابن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت أي رسول الله كيف أقضي في مالي كيف أصنع في مالي قال فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت ابن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول : ( مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فأتاني وقد أغمي علي فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت فقلت يا رسول الله وربما قال سفيان فقلت يا رسول الله كيف أقضي في مالي كيف أصنع في مالي قال فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث نعم ).
الشيخ : في هذا دليل على استحباب عيادة المريض وعلى قوة الصلة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر وعلى أنه ينبغي أن يصب على المغمي عليه ماء لأن ذلك يوجب انتباهه كما هو مجرب ومشاهد نعم .
السائل : هل التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم شرك ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : هل التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم شرك ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : هل التبرك، التبرك ؟ الشيخ : نعم . السائل : بالنبي صلى الله عليه وسلم شرك . الشيخ : هذا، ليس من الشرك، لإنه يتبرك به بإذن الله عزوجل ، وما كان بإذن الله فإنه ليس بشرك ، حتى السدود لعادة هو شرك ، لولا أن الله أمر به . السائل : في حياته ؟ الشيخ : نعم . السائل : في حياته ؟ الشيخ : التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، أما بعد موته، فإنه لا يتبرك بتراب قبره، لكن يتبرك بآثاره، كما في حديث أم سلمة تتبرك بشعره ، ويستشفى بها من المرض . السائل : ... . الشيخ : نعم . السائل : ... ؟ الشيخ : لا، لا يكره .
مما ليس فيه أثر من آثاره الجسدية كخطاباته صلى الله عليه وسلم لليهود والتي قد تكون محفوظة مثل هذه هل يتبرك بها ؟
السائل : أحسن الله ليك مما ليس فيه أثر من آثاره الجسدية . الشيخ : إيش ؟ السائل : أقول مما ليس فيه أثر من آثاره الجسدية كخطاباته عليه الصلاة والسلام لليهود والتي قد تكون محفوظة مثل هذه هل يتبرك بها ؟ الشيخ : لا ، هذي ما يتبرك، لكن الإنسان ينظر إليها إعتبارا ، وكذلك الخط في ذلك الوقت ، وكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعني يأتي بمختصر القول دون التضييع . الشيخ : خلاص أخذنا ثلاثة . القارئ : باب . الشيخ : اثنين طيب .
هل قول البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل برأي ولا بقياس قصده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتهد برأي ولا بقياس ؟
السائل : هل قول البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل برأيه ولا بقياس قصده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتهد برأي ولا بقياس ؟ الشيخ : أي نعم هذا ظاهر الكلام، لكن فيه نظر ، نقول فيه نظر ، هو ورحمه الله البخاري مع أصحاب الرأي الحنفية شديد جدا عليهم ، كما مر علينا في رده لأقوالهم ردا قويا ، نعم .
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال ( اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ) فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال ( ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثةً إلا كان لها حجاباً من النار ) فقالت امرأة منهن يا رسول الله أو اثنين قال فأعادتها مرتين ثم قال ( واثنين واثنين واثنين )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد : ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال : اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال : ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثةً إلا كان لها حجاباً من النار ، فقالت امرأة منهم يا رسول الله أو اثنين قال فأعادتها مرتين ثم قال : واثنين واثنين واثنين ) .
الشيخ : في هذا دليل على أنه لا بأس أن يجتمع النساء في مكان ويعطي الرجل الثقة الأمين فيعلمهن ، ويؤخذ منه جواز تدريس الرجل للنساء ، لكنه يؤخذ من القواعد العامة في الشريعة أنه إذا كان يخشى الفتنة ، فإنه لا يجوز ، لأن الفتنة يجب درءها لكونها مفسدة ، وفي هذا دليل على أن النساء لا يجتمعن مع الرجال في التعليم ، وإلا لقال لهن الرسول عليه الصلاة والسلام احضرن مع الرجال ، لكن الشرع لا يقر الإختلاط بين الرجال والنساء حتى في مقام التعليم ، ولهذا كان النساء يحضرن مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ولكنه كان يحثهن على التأخر ، فيقول خير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها ، كل هذا من أجل البعد عن الإختلاط في الرجال ، وفي هذا دليل أيضا على أنه لا بأس في تقدير الحصص مكانا وزمانا ، وعلى هذا فيرد على من يقول إن الدراسة النظامية الآن بدعة ، وأنه لا خير فيها .