شرح كتاب التوحيد-01a
كتاب التوحيد
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التوحيد.
باب : ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى .
القارئ : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الكتاب اختتم المؤلف رحمه الله به الجامع الصحيح، كما ابتدأه بالوحي، لأن الوحي من الابتداء، والتعميل به الغاية، لهذا من مات وكان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، والتوحيد من مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا، هذا في اللغة، ولا يتم التوحيد إلا إذا تضمن شيئين : النفي والإثبات، لأن النفي وحده تعطيل، وإخلاء، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة، فلا توحيد إلا بإثبات ونفي، وطرق النفي والإثبات كثيرة، مثل (( إنما إلهكم الله )) لا إله إلا الله، وإلهكم إله واحد، المهم أن طرق التوحيد أو طرق الإثبات والنفي كثيرة، لكن التوحيد لا يتم إلا بأمرين هما : النفي والإثبات، لماذا لأن النفي وحده تعطيل وإخلاء، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة، ويتضح هذا بالمثال فإذا قلت : لا قائم في البيت، هذا نفي، معناه انتفى القيام عمن في البيت، وإذا قلت : زيد قائم، هذا إثبات، ولا يمنع أن يكون غيره قائما أيضا، وإذا قلت لا قائم في البيت إلا زيد، هذا نفي واثبات يتضمن قيام زيد وعدم مشاركة غيره له في ذلك، هذا في اللغة العربية، المثال مرة ثانية لا قائم في البيت زيد قائم في البيت لا قائم في البيت إلا زيد أيها التوحيد الأخير ولهذا لا بد فيه من ركنين النفي والإثبات كما سمعتم أن طرق النفي والإثبات كثيرة لا تختص بصيغة معينة هذا في اللغة في العربية أما في الشرع : فتوحيد الله سبحانه وتعالى : إفراد الله بما يختص به علما وعقيدة ، سواء كان ذلك بما يتعلق بأسمائه وصفاته أو أفعاله أو عبادته، فالذي يختص بالله يجب إفراد الله به، ولا يجوز أن يشرك به معه غيره، وقد قسم العلماء رحمهم الله التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية ويقال توحيد العبادة . أما توحيد الربوبية : فهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير، بأن تؤمن بأنه لا خالق إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا مدبر إلا الله، فإن قال قائل :كيف الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين : ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) وقوله تعالى: (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) ؟ قلنا :الخلق الثابت لله غير الخلق الثابت للمخلوق، الخلق الثابت لله هو إيجاد من عدم وهذا لا يملكه أحد، والخلق الثابت للمخلوق، تغيير وتحويل، يحول الشيء من شيء إلى آخر. أو يغيره وليس إيجادا . مثال ذلك هذا الباب الذي أمامنا الآن، من الذي خلقه إيجادا ؟ الله خلقه من الشجر ولا يملك أحد أن يخلق شجرا حتى يكون منها هذا الباب، لكن خلق النجار لهذا الباب يعتبر تحويلا وتغييرا، أي حول الخشبة التي أنبتها الله عز وجل إلى صورة معينة، فليس بخلق ثم إن خلق النجار لها كان بقدرته أي بقدرة النجار وعلمه وإرادته، ومن الذي أودعه العلم والإرادة والقدرة ؟ الله عز وجل، فكان خلق الإنسان أو خلق النجار لهذا الباب فرعا عن خلق الله سبحانه وتعالى ، لأن هذا من صفات النجار وصفاته وأخلاقه والإنسان مخلوق لله عز وجل بذاته وصفاته وأفعاله فتبين الآن أن كل الخلق يدور على من؟ على الله عز وجل، كذلك الملك، الملك الثابت لله غير الملك الثابت للإنسان، فالإنسان يملك كما قال تعالى: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) (( أو ما ملكت أيمانكم )) لكن ملك الإنسان للشيء، ليس كملك الله للشيء، ملك الله للشيء ملك مطلق، شامل، عام، يفعل في ملكه ما يشاء، وملك الإنسان للشيء ملك مقيد، ليس تاما ولا شاملا، فالإنسان مثلا يملك كتابه لكنه لا يملك كتاب غيره، والله عز وجل يملك كل ما في السماوات والأرض، الإنسان يملك الكتاب، ولكنه لا يتصرف في الكتاب كما شاء، بل تصرفه في الكتاب تصرف مقيد بحدود شرعية . ولهذا لو أراد أن يحرق هذا الكتاب بغير سبب شرعي يمنع منه، ولو كان ملكه تاما لكان يفعل ما يشاء، الإنسان يملك البعير فهو يركبها ، وينتفع بها ، وينحرها ، ويأكل لحمها، ولكن لا يملك أن يعذبها، لو أراد أن يحفر في ظهرها جرحا لم يمكن من ذلك، والله عز وجل يملك هذا أو لا ؟ يملك هذا ، يخرج غدة في ظهر البعير تنجرح وتتألم البعير منها وربما تموت ، إذن تبين أن الملك الثابت للخالق ليس كالملك الثابت للمخلوق، كذلك في التدبير، الإنسان له تدبير، يدبر، يقول لولده افعل كذا ولولده الآخر افعل كذا ويوجه ، لكن التدبير المطلق لله وحده، فالله عز وجل يدبر كما يشاء على ما تقتضيه حكمته لا معقب لحكمه، بخلاف الإنسان وبهذا تبين انفراد الله عز وجل بالخلق، والثاني الملك، والثالث التدبير. توحيد الأسماء والصفات من تمام توحيد الربوبية في الحقيقة، لكن نص العلماء عليه لوجود الخلاف فيه بين أهل القبلة من أهل القبلة ؟ أي : المسلمين. فلذلك جعلوه قسما مستقلا ، وإلا فإنه يتعلق بذات الرب، فهو من تمام الربوبية، لكن نظرا إلى أن أهل الملة، أعني الأمة التي تستقبل القبلة الواحدة، اختلفوا فيه، جعلوه قسما مستقلا بذاته، ما هو توحيد الأسماء والصفات؟ إفراد الله عز وجل بأسمائه وصفاته بحيث نثبتها له إثباتا بلا تمثيل ، وتنزيها بلا تعطيل ، أي نثبتها لله على وجه لا يماثل ما للمخلوقين من ذلك، مثال اليد لله عز وجل يد، وللمخلوق يد، لكن يجب أن نوحد الله بيده، بحيث نثبت له يدا لا تماثل أيدي المخلوقين، لأنك لو جعلت يد المخلوق كيد الله، أو يد الله كيد المخلوق، كنت بذلك مشركا، فتوحيد الأسماء والصفات إثبات أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، من غير تمثيل لها بما للمخلوق من ذلك، وقد يسمى الإنسان العزيز، كما قال تعالى : (( وقالت امرأة العزيز )) والله تعالى أيضا سمى نفسه بالعزيز، لكن هل العزيز الذي سمي به البشر كالعزيز الذي سمي به الله ؟ الجواب لا، يختلف اختلافا كبيرا، فالمخلوق قد يسمى بالعزيز ولا عزة له، أما الخالق فإنه سمي بالعزيز لكمال عزته، وقد يسمى المخلوق بصالح وليس فيه صلاح، ويسمى خالدا وهو يموت، لكن أسماء الله مشتملة على معانيها التامة، فبذلك حصل الفرق بين ما يثبت لله من الأسماء وما يثبت للمخلوق، وكذلك نقول بالصفات هذا توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته.
القسم الثالث :توحيد الله عز وجل بالعبادة ، بأن لا يعبد غير الله، أيا كان ذلك المعبود سواء كان ملكا أو رسول، أو وليا ، أو صالحا، أو سلطانا ، أو أما ، أو أبا ، أو غير ذلك، لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له.
وذكر العلماء ذلك قسما برأسه لأنه وقع الخلاف بين المسلمين وبين المشركين، توحيد الربوبية لم يقع فيه خلاف بين المسلمين وبين المشركين، توحيد الألوهية أو العبادة وقع فيه الخلاف بين المسلمين والمشركين، توحيد الأسماء والصفات وقع الخلاف فيه بين المسلمين، فصارت هذه الأقسام ثلاثة أقسام من حيث اتفاق الناس عليها، ولا ترد على هذا التقسيم أن من الناس من أنكر وجود الخالق، لأن من أنكر وجود الخالق فقد عطل تعطيلا نهائيا والكلام مع من أثبت الخالق، أما من أنكره فلا كلام معه لأنه لا يثبته الرب ولا غير الرب مثل الشيوعية الدهرية غيرهم كثيرون، طيب إذا هل وقع خلاف بين المسلمين والمشركين في توحيد الربوبية ؟ الجواب :لا، لأن الله صرح في آيات كثيرة أنهم مقرون بتوحيد الربوبية: (( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله ))، (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله )) ، (( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )) . فهم يقروا تماما بتوحيد الربوبية لكن توحيد الألوهية هل يتفق المسلمون والمشركون عليه ؟ لا لأن المشركين يشركون في الله في توحيد الألوهية يعبدون مع الله غيره، اللات، العزى، مناة، هبل، غيرها من الأصنام الكثيرة المعينة بعينها أو غير المعينة، يعني المشركون لهم أصنام معينة بعينها كاللات والعزى وما أشبهها لهم أصنام غير معينة: من سفههم أن الإنسان إذا نزل أرضا أخذ أربعة أحجار ثلاثة منها يجعلها للقِدر والأحسن منها جعله إلها يعبده سفه سفه عجيب.
طيب الأسماء والصفات النزاع بين من ؟ المسلمين وقع الذين يستقبلون قبلة واحدة هذه أقسام التوحيد التي ذكر أهل العلم. قد يقول قائل: ما هو الدليل على هذا التقسيم ؟ قلت : هو التتبع والاستقراء. أي أن العلماء رحمهم الله تتبعوا واستقرؤوا ما حصل من أنواع الشرك فوجدوه على هذه الأقسام.
فيه نسخة والرد على الجهمية أتباع الجهم بن صفوان، والجهم بن صفوان ليس هو رأس الأمر في التعطيل، بل رأس الأمر في التعطيل شيخه الجعد بن درهم ،لكن الجهم كان فصيحا بليغا نشيطا ، فحرك هذه الدعوة دعوة التعطيل ونشرها وناظر عليها وجادل فيها ، فنسب المذهب إليه وان كان المذهب في الأصل من الجعد بن درهم .
وأول هذا المبدأ الخبيث مبني على شيئين:
إنكار المحبة، وإنكار الكلام لله.
قالوا : الله لا يحب، ولا يتكلم وهذا هدم للدين كله، إذا كان لا يحب صار المؤمن والكافر عند الله سواء، إذا كان لا يتكلم صارت الشرائع والخلق سواء، أي أن حكمه الكوني وحكمه الشرعي سواء .وهذا تعطيل واضح، وعلى هذا فنقول : الجعد بن درهم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، قال إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا قال هذا إنكار تأويل لا إنكار جحد، لأنه لو كان يريد إنكار جحد لأعلن على نفسه بالكفر، إذ أن من أنكر حرفا واحدا من القرآن فهو كافر ، لكنه أنكره إنكار تأويل فقال: إن الله يتكلم ، وإن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، لكن ليس على المعنى الذي تريدون اتخذه خليلا من الخِلة بالكسر وهي الاحتياج والفقر، وليست من الخُلة التي هي المحبة أو أعلى أنواع المحبة، ولم يكلم موسى تكليما ، بمعنى الكلام الذي يسمع ، لكن كلمه أي جرّحه بمخالب الحكمة، ما هذا الكلام؟! لأن الكلم في اللغة الجرح ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريم المسك ) فمعنى كلّم :أي جرّح ، وهذا على سبيل الاستعارة على كلامه، كأن الحكمة وحش لها أظفار جرّح الله بها موسى ، ولا شك أن هذا الكلام منكر عظيم لكن من طبع الله على قلبه لا يرى الباطل باطلا والعياذ بالله.
ويقال إنه لما خرج خالد بن عبد الله القسري ذات عيد من أعياد الأضحى وكان قد حبس الجعد بن درهم، خرج به موثوقا وخطب الناس : أيها الناس ! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل من المنبر فذبحه، ونسأل عقيل هل تجزئ هذه الأضحية أو لا تجزئ ؟ تجزئ عن كم ؟ يقول ابن القيم رحمه الله :
ولأجل ذا ضحى بالجعد خالد القسري،
يوم ذبائح القربان.
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى كليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة
لله درك من أخي قربان
ونحن نشكره أن ضحى بهذا الرجل الذي هو رأس البدعة ، هذه البدعة العظيمة.
فالبخاري رحمه الله قال : التوحيد والرد على الجهمية. ويفهم من هذا الكلام أن الجهمية في رأي البخاري رحمه الله ليسوا من أهل التوحيد، إذ قال: التوحيد والرد على الجهمية .
وقد صرح كثير من العلماء بكفر الجهمية ، وأنهم كفار وبعضهم فصل وقال : المجتهد كافر والمقلد العامي ليس بكافر، وبعضهم زاد قيدا في المجتهد، وقال المجتهد الداعية إلى بدعته كافر ، وغير الداعية الذي يكون بدعته على نفسه ليس بكافر ، وهذه مسألة أعني تكفير الجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة ونحوهم تحتاج إلى نظر عميق وفي كل قضية بعينها لأن الإطلاق إطلاق الكفر قد يدخل فيه من ليس بكافر، ونفي الكفر قد يخرج منه من هو كافر، والكفر حكم من أحكام الله لا يجوز لنا أن نطلقه على أحد إلا علمنا أنه يستحق هذا الوصف .كما أن التحليل والتحريم من أحكام الله ، فلا يجوز أن نطلق على شيء أنه حرام أو حلال إلا وعندنا فيه من الله برهان، بل الكفر أعظم ، لأن الكفر فوق الحرام فوق الكبائر.
ثم قال : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى .الظاهر أن (أل) في النبي للعهد الذهني ، وليست للعموم ، بدليل سياق الأحاديث ويصح أن نجعلها للعموم أي دعاء كل نبي أمته إلى توحيد الله، وإذا جعلناها للعموم فإن دليل ذلك كقوله تعالى: (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))، وقال تعالى: (( وما (( أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) ، فكل الرسل جاؤوا لتحقيق هذا التوحيد نسأل الله لنا ولكم.
تحقيق التوحيد مهم جدا عبادة الله وحده ، وإخلاص العبادة له أمر عظيم جدا وليس بالسهل وليس اليسير ، ولهذا قال بعض السلف: " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص "، النفس تحتاج إلى جهاد في تحقيق هذا التوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب بل من أجله خلق الجن والإنس، قال تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فجميع الرسل دعوا أممهم إلى التوحيد كل الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فقد دعا إلى التوحيد في مكة وفي المدينة بالقول وبالفعل. فمن ذلك ما قال البخاري اقرأ.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الكتاب اختتم المؤلف رحمه الله به الجامع الصحيح، كما ابتدأه بالوحي، لأن الوحي من الابتداء، والتعميل به الغاية، لهذا من مات وكان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، والتوحيد من مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا، هذا في اللغة، ولا يتم التوحيد إلا إذا تضمن شيئين : النفي والإثبات، لأن النفي وحده تعطيل، وإخلاء، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة، فلا توحيد إلا بإثبات ونفي، وطرق النفي والإثبات كثيرة، مثل (( إنما إلهكم الله )) لا إله إلا الله، وإلهكم إله واحد، المهم أن طرق التوحيد أو طرق الإثبات والنفي كثيرة، لكن التوحيد لا يتم إلا بأمرين هما : النفي والإثبات، لماذا لأن النفي وحده تعطيل وإخلاء، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة، ويتضح هذا بالمثال فإذا قلت : لا قائم في البيت، هذا نفي، معناه انتفى القيام عمن في البيت، وإذا قلت : زيد قائم، هذا إثبات، ولا يمنع أن يكون غيره قائما أيضا، وإذا قلت لا قائم في البيت إلا زيد، هذا نفي واثبات يتضمن قيام زيد وعدم مشاركة غيره له في ذلك، هذا في اللغة العربية، المثال مرة ثانية لا قائم في البيت زيد قائم في البيت لا قائم في البيت إلا زيد أيها التوحيد الأخير ولهذا لا بد فيه من ركنين النفي والإثبات كما سمعتم أن طرق النفي والإثبات كثيرة لا تختص بصيغة معينة هذا في اللغة في العربية أما في الشرع : فتوحيد الله سبحانه وتعالى : إفراد الله بما يختص به علما وعقيدة ، سواء كان ذلك بما يتعلق بأسمائه وصفاته أو أفعاله أو عبادته، فالذي يختص بالله يجب إفراد الله به، ولا يجوز أن يشرك به معه غيره، وقد قسم العلماء رحمهم الله التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية ويقال توحيد العبادة . أما توحيد الربوبية : فهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير، بأن تؤمن بأنه لا خالق إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا مدبر إلا الله، فإن قال قائل :كيف الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين : ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) وقوله تعالى: (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) ؟ قلنا :الخلق الثابت لله غير الخلق الثابت للمخلوق، الخلق الثابت لله هو إيجاد من عدم وهذا لا يملكه أحد، والخلق الثابت للمخلوق، تغيير وتحويل، يحول الشيء من شيء إلى آخر. أو يغيره وليس إيجادا . مثال ذلك هذا الباب الذي أمامنا الآن، من الذي خلقه إيجادا ؟ الله خلقه من الشجر ولا يملك أحد أن يخلق شجرا حتى يكون منها هذا الباب، لكن خلق النجار لهذا الباب يعتبر تحويلا وتغييرا، أي حول الخشبة التي أنبتها الله عز وجل إلى صورة معينة، فليس بخلق ثم إن خلق النجار لها كان بقدرته أي بقدرة النجار وعلمه وإرادته، ومن الذي أودعه العلم والإرادة والقدرة ؟ الله عز وجل، فكان خلق الإنسان أو خلق النجار لهذا الباب فرعا عن خلق الله سبحانه وتعالى ، لأن هذا من صفات النجار وصفاته وأخلاقه والإنسان مخلوق لله عز وجل بذاته وصفاته وأفعاله فتبين الآن أن كل الخلق يدور على من؟ على الله عز وجل، كذلك الملك، الملك الثابت لله غير الملك الثابت للإنسان، فالإنسان يملك كما قال تعالى: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) (( أو ما ملكت أيمانكم )) لكن ملك الإنسان للشيء، ليس كملك الله للشيء، ملك الله للشيء ملك مطلق، شامل، عام، يفعل في ملكه ما يشاء، وملك الإنسان للشيء ملك مقيد، ليس تاما ولا شاملا، فالإنسان مثلا يملك كتابه لكنه لا يملك كتاب غيره، والله عز وجل يملك كل ما في السماوات والأرض، الإنسان يملك الكتاب، ولكنه لا يتصرف في الكتاب كما شاء، بل تصرفه في الكتاب تصرف مقيد بحدود شرعية . ولهذا لو أراد أن يحرق هذا الكتاب بغير سبب شرعي يمنع منه، ولو كان ملكه تاما لكان يفعل ما يشاء، الإنسان يملك البعير فهو يركبها ، وينتفع بها ، وينحرها ، ويأكل لحمها، ولكن لا يملك أن يعذبها، لو أراد أن يحفر في ظهرها جرحا لم يمكن من ذلك، والله عز وجل يملك هذا أو لا ؟ يملك هذا ، يخرج غدة في ظهر البعير تنجرح وتتألم البعير منها وربما تموت ، إذن تبين أن الملك الثابت للخالق ليس كالملك الثابت للمخلوق، كذلك في التدبير، الإنسان له تدبير، يدبر، يقول لولده افعل كذا ولولده الآخر افعل كذا ويوجه ، لكن التدبير المطلق لله وحده، فالله عز وجل يدبر كما يشاء على ما تقتضيه حكمته لا معقب لحكمه، بخلاف الإنسان وبهذا تبين انفراد الله عز وجل بالخلق، والثاني الملك، والثالث التدبير. توحيد الأسماء والصفات من تمام توحيد الربوبية في الحقيقة، لكن نص العلماء عليه لوجود الخلاف فيه بين أهل القبلة من أهل القبلة ؟ أي : المسلمين. فلذلك جعلوه قسما مستقلا ، وإلا فإنه يتعلق بذات الرب، فهو من تمام الربوبية، لكن نظرا إلى أن أهل الملة، أعني الأمة التي تستقبل القبلة الواحدة، اختلفوا فيه، جعلوه قسما مستقلا بذاته، ما هو توحيد الأسماء والصفات؟ إفراد الله عز وجل بأسمائه وصفاته بحيث نثبتها له إثباتا بلا تمثيل ، وتنزيها بلا تعطيل ، أي نثبتها لله على وجه لا يماثل ما للمخلوقين من ذلك، مثال اليد لله عز وجل يد، وللمخلوق يد، لكن يجب أن نوحد الله بيده، بحيث نثبت له يدا لا تماثل أيدي المخلوقين، لأنك لو جعلت يد المخلوق كيد الله، أو يد الله كيد المخلوق، كنت بذلك مشركا، فتوحيد الأسماء والصفات إثبات أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، من غير تمثيل لها بما للمخلوق من ذلك، وقد يسمى الإنسان العزيز، كما قال تعالى : (( وقالت امرأة العزيز )) والله تعالى أيضا سمى نفسه بالعزيز، لكن هل العزيز الذي سمي به البشر كالعزيز الذي سمي به الله ؟ الجواب لا، يختلف اختلافا كبيرا، فالمخلوق قد يسمى بالعزيز ولا عزة له، أما الخالق فإنه سمي بالعزيز لكمال عزته، وقد يسمى المخلوق بصالح وليس فيه صلاح، ويسمى خالدا وهو يموت، لكن أسماء الله مشتملة على معانيها التامة، فبذلك حصل الفرق بين ما يثبت لله من الأسماء وما يثبت للمخلوق، وكذلك نقول بالصفات هذا توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته.
القسم الثالث :توحيد الله عز وجل بالعبادة ، بأن لا يعبد غير الله، أيا كان ذلك المعبود سواء كان ملكا أو رسول، أو وليا ، أو صالحا، أو سلطانا ، أو أما ، أو أبا ، أو غير ذلك، لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له.
وذكر العلماء ذلك قسما برأسه لأنه وقع الخلاف بين المسلمين وبين المشركين، توحيد الربوبية لم يقع فيه خلاف بين المسلمين وبين المشركين، توحيد الألوهية أو العبادة وقع فيه الخلاف بين المسلمين والمشركين، توحيد الأسماء والصفات وقع الخلاف فيه بين المسلمين، فصارت هذه الأقسام ثلاثة أقسام من حيث اتفاق الناس عليها، ولا ترد على هذا التقسيم أن من الناس من أنكر وجود الخالق، لأن من أنكر وجود الخالق فقد عطل تعطيلا نهائيا والكلام مع من أثبت الخالق، أما من أنكره فلا كلام معه لأنه لا يثبته الرب ولا غير الرب مثل الشيوعية الدهرية غيرهم كثيرون، طيب إذا هل وقع خلاف بين المسلمين والمشركين في توحيد الربوبية ؟ الجواب :لا، لأن الله صرح في آيات كثيرة أنهم مقرون بتوحيد الربوبية: (( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله ))، (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله )) ، (( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )) . فهم يقروا تماما بتوحيد الربوبية لكن توحيد الألوهية هل يتفق المسلمون والمشركون عليه ؟ لا لأن المشركين يشركون في الله في توحيد الألوهية يعبدون مع الله غيره، اللات، العزى، مناة، هبل، غيرها من الأصنام الكثيرة المعينة بعينها أو غير المعينة، يعني المشركون لهم أصنام معينة بعينها كاللات والعزى وما أشبهها لهم أصنام غير معينة: من سفههم أن الإنسان إذا نزل أرضا أخذ أربعة أحجار ثلاثة منها يجعلها للقِدر والأحسن منها جعله إلها يعبده سفه سفه عجيب.
طيب الأسماء والصفات النزاع بين من ؟ المسلمين وقع الذين يستقبلون قبلة واحدة هذه أقسام التوحيد التي ذكر أهل العلم. قد يقول قائل: ما هو الدليل على هذا التقسيم ؟ قلت : هو التتبع والاستقراء. أي أن العلماء رحمهم الله تتبعوا واستقرؤوا ما حصل من أنواع الشرك فوجدوه على هذه الأقسام.
فيه نسخة والرد على الجهمية أتباع الجهم بن صفوان، والجهم بن صفوان ليس هو رأس الأمر في التعطيل، بل رأس الأمر في التعطيل شيخه الجعد بن درهم ،لكن الجهم كان فصيحا بليغا نشيطا ، فحرك هذه الدعوة دعوة التعطيل ونشرها وناظر عليها وجادل فيها ، فنسب المذهب إليه وان كان المذهب في الأصل من الجعد بن درهم .
وأول هذا المبدأ الخبيث مبني على شيئين:
إنكار المحبة، وإنكار الكلام لله.
قالوا : الله لا يحب، ولا يتكلم وهذا هدم للدين كله، إذا كان لا يحب صار المؤمن والكافر عند الله سواء، إذا كان لا يتكلم صارت الشرائع والخلق سواء، أي أن حكمه الكوني وحكمه الشرعي سواء .وهذا تعطيل واضح، وعلى هذا فنقول : الجعد بن درهم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، قال إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا قال هذا إنكار تأويل لا إنكار جحد، لأنه لو كان يريد إنكار جحد لأعلن على نفسه بالكفر، إذ أن من أنكر حرفا واحدا من القرآن فهو كافر ، لكنه أنكره إنكار تأويل فقال: إن الله يتكلم ، وإن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، لكن ليس على المعنى الذي تريدون اتخذه خليلا من الخِلة بالكسر وهي الاحتياج والفقر، وليست من الخُلة التي هي المحبة أو أعلى أنواع المحبة، ولم يكلم موسى تكليما ، بمعنى الكلام الذي يسمع ، لكن كلمه أي جرّحه بمخالب الحكمة، ما هذا الكلام؟! لأن الكلم في اللغة الجرح ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريم المسك ) فمعنى كلّم :أي جرّح ، وهذا على سبيل الاستعارة على كلامه، كأن الحكمة وحش لها أظفار جرّح الله بها موسى ، ولا شك أن هذا الكلام منكر عظيم لكن من طبع الله على قلبه لا يرى الباطل باطلا والعياذ بالله.
ويقال إنه لما خرج خالد بن عبد الله القسري ذات عيد من أعياد الأضحى وكان قد حبس الجعد بن درهم، خرج به موثوقا وخطب الناس : أيها الناس ! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل من المنبر فذبحه، ونسأل عقيل هل تجزئ هذه الأضحية أو لا تجزئ ؟ تجزئ عن كم ؟ يقول ابن القيم رحمه الله :
ولأجل ذا ضحى بالجعد خالد القسري،
يوم ذبائح القربان.
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى كليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة
لله درك من أخي قربان
ونحن نشكره أن ضحى بهذا الرجل الذي هو رأس البدعة ، هذه البدعة العظيمة.
فالبخاري رحمه الله قال : التوحيد والرد على الجهمية. ويفهم من هذا الكلام أن الجهمية في رأي البخاري رحمه الله ليسوا من أهل التوحيد، إذ قال: التوحيد والرد على الجهمية .
وقد صرح كثير من العلماء بكفر الجهمية ، وأنهم كفار وبعضهم فصل وقال : المجتهد كافر والمقلد العامي ليس بكافر، وبعضهم زاد قيدا في المجتهد، وقال المجتهد الداعية إلى بدعته كافر ، وغير الداعية الذي يكون بدعته على نفسه ليس بكافر ، وهذه مسألة أعني تكفير الجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة ونحوهم تحتاج إلى نظر عميق وفي كل قضية بعينها لأن الإطلاق إطلاق الكفر قد يدخل فيه من ليس بكافر، ونفي الكفر قد يخرج منه من هو كافر، والكفر حكم من أحكام الله لا يجوز لنا أن نطلقه على أحد إلا علمنا أنه يستحق هذا الوصف .كما أن التحليل والتحريم من أحكام الله ، فلا يجوز أن نطلق على شيء أنه حرام أو حلال إلا وعندنا فيه من الله برهان، بل الكفر أعظم ، لأن الكفر فوق الحرام فوق الكبائر.
ثم قال : باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى .الظاهر أن (أل) في النبي للعهد الذهني ، وليست للعموم ، بدليل سياق الأحاديث ويصح أن نجعلها للعموم أي دعاء كل نبي أمته إلى توحيد الله، وإذا جعلناها للعموم فإن دليل ذلك كقوله تعالى: (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))، وقال تعالى: (( وما (( أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) ، فكل الرسل جاؤوا لتحقيق هذا التوحيد نسأل الله لنا ولكم.
تحقيق التوحيد مهم جدا عبادة الله وحده ، وإخلاص العبادة له أمر عظيم جدا وليس بالسهل وليس اليسير ، ولهذا قال بعض السلف: " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص "، النفس تحتاج إلى جهاد في تحقيق هذا التوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب بل من أجله خلق الجن والإنس، قال تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فجميع الرسل دعوا أممهم إلى التوحيد كل الرسل وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم فقد دعا إلى التوحيد في مكة وفي المدينة بالقول وبالفعل. فمن ذلك ما قال البخاري اقرأ.
حدثنا أبو عاصم حدثنا زكرياء بن إسحاق عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن
القارئ :حدثنا أبو عاصم حدثنا زكريا بن إسحاق ،عن يحيى بن عبد الله بن صفي عن أبي معبد، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن ).
3 - حدثنا أبو عاصم حدثنا زكرياء بن إسحاق عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن أستمع حفظ
و حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل نحو اليمن قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاةً أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس
القارئ : وحدثني عبد الله بن الأسود، قال :حدثنا الفضل بن العلاء ،قال : حدثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن معاذ بن صيفي، أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول :سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول : ( لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال: إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ).
الشيخ : باب بعث معاذا إلى اليمن كان في السنة العاشرة من الهجرة ، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وأبا موسى الأشعري ، لكن بعث كل واحد منهما إلى ناحية، ولهذا وردت ألفاظ ابن عباس في بعث معاذ على وجهين :
الوجه الأول : بعث معاذا إلى اليمن.
والوجه الثاني : بعث معاذا نحو اليمن، أي جهة اليمن، والثاني أقرب إلى الواقع أي نحو اليمن ، لأن النبي صلى اله عليه وسلم بعث معاذا إلى جهة وبعث أبا موسى الأشعري إلى جهة أخرى، ولا يمتنع أن يكون اللفظ الذي فيه إلى اليمن يراد به الخصوص وان كان للعموم ، ومن المعلوم أن معاذا لم يتجول في كل اليمن، والشاهد من هذا الحديث : قوله : ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله ) كلمة يوحدوا الله مطابقة للترجمة تماما .
وفي لفظ آخر في الحديث نفسه : ( إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فبأيهما نأخذ؟ نأخذ بالثاني، لأن فيه زيادة وهو قوله : ( أن محمدا رسول الله )، لأن أهل الكتاب لا يؤمنوا أن محمدا رسول الله إلى جميع الخلق ، فيكون هذا اللفظ هو المعتبر وهو المأخوذ به ، لأنه أوفى وأكثر فائدة، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث معاذا إلا مرة واحدة، ولم يوصه إلا مرة واحدة وعلى هذا فينبغي أن نختار من ألفاظ هذا الحديث أوفاها وأكثرها وهكذا ينبغي في كل حديث اختلفت ألفاظه، ونحن نعلم أنه لم يقع إلا مرة واحدة فإنه يجب علينا أن نأخذ أوفاها وأتمها سياقا ، لأن الوافي التام السياق يدل على أن راويه قد ضبطه وأحاط به.
على كل حال إلى أن يوحدوا الله أي شهادة أن لا إله إلا الله ، وفي الحديث دليل على أن أهل الكتاب لم يوحدوا الله عز وجل وهو كذلك، فإن اليهود يقولون :عزير ابن الله ، والنصارى يقولون : المسيح ابن الله، والنصارى يقولون : إن الله ثالث ثلاثة، فهم لم يوحدوا الله عز وجل إلى السنة العاشرة وهم لم يوحدوا الله عز وجل وبهذا نعرف أن قوله تعالى : (( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) أي حل نساء أهل الكتاب ثابت ولو كانوا يقولون بالشرك.
الشيخ : باب بعث معاذا إلى اليمن كان في السنة العاشرة من الهجرة ، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وأبا موسى الأشعري ، لكن بعث كل واحد منهما إلى ناحية، ولهذا وردت ألفاظ ابن عباس في بعث معاذ على وجهين :
الوجه الأول : بعث معاذا إلى اليمن.
والوجه الثاني : بعث معاذا نحو اليمن، أي جهة اليمن، والثاني أقرب إلى الواقع أي نحو اليمن ، لأن النبي صلى اله عليه وسلم بعث معاذا إلى جهة وبعث أبا موسى الأشعري إلى جهة أخرى، ولا يمتنع أن يكون اللفظ الذي فيه إلى اليمن يراد به الخصوص وان كان للعموم ، ومن المعلوم أن معاذا لم يتجول في كل اليمن، والشاهد من هذا الحديث : قوله : ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله ) كلمة يوحدوا الله مطابقة للترجمة تماما .
وفي لفظ آخر في الحديث نفسه : ( إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فبأيهما نأخذ؟ نأخذ بالثاني، لأن فيه زيادة وهو قوله : ( أن محمدا رسول الله )، لأن أهل الكتاب لا يؤمنوا أن محمدا رسول الله إلى جميع الخلق ، فيكون هذا اللفظ هو المعتبر وهو المأخوذ به ، لأنه أوفى وأكثر فائدة، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث معاذا إلا مرة واحدة، ولم يوصه إلا مرة واحدة وعلى هذا فينبغي أن نختار من ألفاظ هذا الحديث أوفاها وأكثرها وهكذا ينبغي في كل حديث اختلفت ألفاظه، ونحن نعلم أنه لم يقع إلا مرة واحدة فإنه يجب علينا أن نأخذ أوفاها وأتمها سياقا ، لأن الوافي التام السياق يدل على أن راويه قد ضبطه وأحاط به.
على كل حال إلى أن يوحدوا الله أي شهادة أن لا إله إلا الله ، وفي الحديث دليل على أن أهل الكتاب لم يوحدوا الله عز وجل وهو كذلك، فإن اليهود يقولون :عزير ابن الله ، والنصارى يقولون : المسيح ابن الله، والنصارى يقولون : إن الله ثالث ثلاثة، فهم لم يوحدوا الله عز وجل إلى السنة العاشرة وهم لم يوحدوا الله عز وجل وبهذا نعرف أن قوله تعالى : (( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم )) أي حل نساء أهل الكتاب ثابت ولو كانوا يقولون بالشرك.
4 - و حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل نحو اليمن قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاةً أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس أستمع حفظ
فوائد في معرفة الله عزوجل
الشيخ : وفي الحديث دليل رد على قائل يقول :إن أول واجب على الإنسان المعرفة قبل أن يعتقد أي أننا ندعو الناس أولا إلى أن يعرفوا ويتعلموا ، ثم بعد ذلك يعتقدون.
وأفسد منه قول من يقول : إن أول واجب على الإنسان الشك ، أن يشك أولا ثم ينظر في الآيات لكي يدفع هذا الشك . وهذا القول من أبطل الأقوال، بل هو أبطل قول سمعته، لأن الذي يلقي نفسه في الطين ليتعود كيف يخرج من الطين هل يأمن أن يركس في الطين أو لا يأمن؟ لا يأمن. ربنا نقول لهذا القائل: شك أولا ثم يشك وبعدين ما يستطيع يصل إلى اليقين فيبقى شاكا نسأل الله العافية من هذه الأقووال ، والسبب في هذه الأقوال هو انحراف الفطرة والطبيعة عند هؤلاء، فيظنون أن الناس مثلهم ، والناس في الحقيقة الناس مجبولون على الفطرة، لا يحتاج إلى أن يقولوا انظروا من خلق السماوات والأرض لأن هذا أمر معلوم فطريا، بل نقول وحدوا من خلق السماوات والأرض، واعبدوه وحده. نعم لو احتاج الإنسان إلى نظر فإننا نخبره، مثل شخص نشأ في بلاد شيوعية لا يعرفون ربا ولا إلها ، وإنما هم كالأنعام ، فهؤلاء قد نحتاج إلى أن نعرفهم بالله أولا ، ثم ندعوهم إلى التوحيد ثانيا، لكن أهل الكتاب هل يحتاجون إلى تعريف بالله أو لا يحتاجون ؟لا يحتاجون ، لأنهم عندهم علم بالله عز وجل بل يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم ، فصار أول ما ندعو الناس إلى توحيد الله عز وجل ، قبل المعرفة ، لأن هذا أمر فطري ، إلا أذا كان إنسان منغمسا في قوم أفسدوا فطرته نعرفه بالله أولا ثم ندعو إلى توحيد الله، أما القول بأن الواجب الشك أولا ثم المعرفة ثانيا ثم العقيدة ثالثا فهذا من أبطل الأقوال ، بل هو أبطل قول سمعته طيب.
وفي الحديث: قوله : ( فإذا عرفوا ذلك ) استدل بعض الناس أن أول شيء هو المعرفة لقوله : ( فإذا عرفوا ذلك ) لكن ذكرنا لم آنفا أن الحديث روي بألفاظ متعددة وأوفى هذه الألفاظ هو قوله اللفظ الثاني : ( فإن هم أطاعوك لذلك ) هذا اللفظ الذي سيق به الحديث سياقا تاما ، وعلى هذا نقول هذا اللفظ الذيذكرنا المؤلف هنا منقولا بالمعنى على أن قوله ( إذا عرفوا ذلك ) لا يتعين أن معناه أن المراد به إذا عرفوا الله ، بل المراد إذا عرفوا ذلك أي عرفوا أن الله إله واحد ، أي عرفوا التوحيد وأقروا به وانقادوا له ، فأخبرهم أن افترض عليهم إلى آخره وهذا لا يحتاج إلى شرح وهو معروف وقد سبق وفي قوله في الحديث: زكاة في أموالهم تدل هذه اللفظة تدل على أن الزكاة واجبة في المال ، وهو كذلك ولهذا لا يشترط لوجوبها على القول الراجح أن يكون مالك المال مكلفا أي بالغا عاقلا ، فتجب في مال الصبي وفي مال المجنون .
وقوله : ( من غنيهم فترد على فقيرهم ) ، المراد بالغني : من يملك نصابا زكويا، أما من يملك العقار ولو كثر فإنه ليس غنيا بالنسبة لوجوب الزكاة عليه ، لأن العقارات على الرأي الراجح لا تجب فيها الزكاة.
وفي الحديث أيضا : ( على فقيرهم ) ، دليل على أن الصدقة توزع على مستحقيها توزيع أفراد لا توزيع جميع، فقوله تعالى: (( إنما الصدقات للفقراء )) لبيان جنس المستحقين وليس المراد أن نستوعب هذه الأصناف بالزكاة، وهذه المسألة اختلف فيها الفقهاء رحمهم الله مع وجود هذا النص فقال بعضهم لا بد أن نقسم الزكاة ثمانية أقسام لكل واحد من الأقسام الثمانية قسم، وقال آخرون زيادة على ذلك بل ما جاء في صيغة الجمع زيادة على هذه الأصناف وجب أن نعطي ثلاثة منهم، وعلى هذا يكون الواجب أن نعطي ثلاثة فقراء وثلاثة مساكين، وثلاثة عاملين عليها، وثلاثة غارمين، وثلاثة مؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله وابن السبيل : هذه مفرجة تصدق بالواحد ولكن القول الراجح: أن المراد في بيان المستحقين لا وجوب الصرف في الجميع ، بدليل هذا الحديث في فقرائهم.
والحديث له فوائد سبق الكلام عليه والذي يختص بهذا الباب قوله : ( إلى أن يوحدوا الله ).
السائل : ...
الشيخ : نعم صحيح لأنه لو قال قائل إن الخطاب لا يوجه إلا للمكلف أصلا لو قال قائل لكان هذا وجه قوي لكنه لما قال في أموالهم وقال في الآية : (( خذ من أموالهم صدقة )) دل على أن الزكاة مركزة في المال .
وأفسد منه قول من يقول : إن أول واجب على الإنسان الشك ، أن يشك أولا ثم ينظر في الآيات لكي يدفع هذا الشك . وهذا القول من أبطل الأقوال، بل هو أبطل قول سمعته، لأن الذي يلقي نفسه في الطين ليتعود كيف يخرج من الطين هل يأمن أن يركس في الطين أو لا يأمن؟ لا يأمن. ربنا نقول لهذا القائل: شك أولا ثم يشك وبعدين ما يستطيع يصل إلى اليقين فيبقى شاكا نسأل الله العافية من هذه الأقووال ، والسبب في هذه الأقوال هو انحراف الفطرة والطبيعة عند هؤلاء، فيظنون أن الناس مثلهم ، والناس في الحقيقة الناس مجبولون على الفطرة، لا يحتاج إلى أن يقولوا انظروا من خلق السماوات والأرض لأن هذا أمر معلوم فطريا، بل نقول وحدوا من خلق السماوات والأرض، واعبدوه وحده. نعم لو احتاج الإنسان إلى نظر فإننا نخبره، مثل شخص نشأ في بلاد شيوعية لا يعرفون ربا ولا إلها ، وإنما هم كالأنعام ، فهؤلاء قد نحتاج إلى أن نعرفهم بالله أولا ، ثم ندعوهم إلى التوحيد ثانيا، لكن أهل الكتاب هل يحتاجون إلى تعريف بالله أو لا يحتاجون ؟لا يحتاجون ، لأنهم عندهم علم بالله عز وجل بل يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم ، فصار أول ما ندعو الناس إلى توحيد الله عز وجل ، قبل المعرفة ، لأن هذا أمر فطري ، إلا أذا كان إنسان منغمسا في قوم أفسدوا فطرته نعرفه بالله أولا ثم ندعو إلى توحيد الله، أما القول بأن الواجب الشك أولا ثم المعرفة ثانيا ثم العقيدة ثالثا فهذا من أبطل الأقوال ، بل هو أبطل قول سمعته طيب.
وفي الحديث: قوله : ( فإذا عرفوا ذلك ) استدل بعض الناس أن أول شيء هو المعرفة لقوله : ( فإذا عرفوا ذلك ) لكن ذكرنا لم آنفا أن الحديث روي بألفاظ متعددة وأوفى هذه الألفاظ هو قوله اللفظ الثاني : ( فإن هم أطاعوك لذلك ) هذا اللفظ الذي سيق به الحديث سياقا تاما ، وعلى هذا نقول هذا اللفظ الذيذكرنا المؤلف هنا منقولا بالمعنى على أن قوله ( إذا عرفوا ذلك ) لا يتعين أن معناه أن المراد به إذا عرفوا الله ، بل المراد إذا عرفوا ذلك أي عرفوا أن الله إله واحد ، أي عرفوا التوحيد وأقروا به وانقادوا له ، فأخبرهم أن افترض عليهم إلى آخره وهذا لا يحتاج إلى شرح وهو معروف وقد سبق وفي قوله في الحديث: زكاة في أموالهم تدل هذه اللفظة تدل على أن الزكاة واجبة في المال ، وهو كذلك ولهذا لا يشترط لوجوبها على القول الراجح أن يكون مالك المال مكلفا أي بالغا عاقلا ، فتجب في مال الصبي وفي مال المجنون .
وقوله : ( من غنيهم فترد على فقيرهم ) ، المراد بالغني : من يملك نصابا زكويا، أما من يملك العقار ولو كثر فإنه ليس غنيا بالنسبة لوجوب الزكاة عليه ، لأن العقارات على الرأي الراجح لا تجب فيها الزكاة.
وفي الحديث أيضا : ( على فقيرهم ) ، دليل على أن الصدقة توزع على مستحقيها توزيع أفراد لا توزيع جميع، فقوله تعالى: (( إنما الصدقات للفقراء )) لبيان جنس المستحقين وليس المراد أن نستوعب هذه الأصناف بالزكاة، وهذه المسألة اختلف فيها الفقهاء رحمهم الله مع وجود هذا النص فقال بعضهم لا بد أن نقسم الزكاة ثمانية أقسام لكل واحد من الأقسام الثمانية قسم، وقال آخرون زيادة على ذلك بل ما جاء في صيغة الجمع زيادة على هذه الأصناف وجب أن نعطي ثلاثة منهم، وعلى هذا يكون الواجب أن نعطي ثلاثة فقراء وثلاثة مساكين، وثلاثة عاملين عليها، وثلاثة غارمين، وثلاثة مؤلفة قلوبهم وفي سبيل الله وابن السبيل : هذه مفرجة تصدق بالواحد ولكن القول الراجح: أن المراد في بيان المستحقين لا وجوب الصرف في الجميع ، بدليل هذا الحديث في فقرائهم.
والحديث له فوائد سبق الكلام عليه والذي يختص بهذا الباب قوله : ( إلى أن يوحدوا الله ).
السائل : ...
الشيخ : نعم صحيح لأنه لو قال قائل إن الخطاب لا يوجه إلا للمكلف أصلا لو قال قائل لكان هذا وجه قوي لكنه لما قال في أموالهم وقال في الآية : (( خذ من أموالهم صدقة )) دل على أن الزكاة مركزة في المال .
سئل الشيخ حول تأويل إسم الله" الرافع"?
السائل : ...
الشيخ : الرافع؟
السائل : ...
الشيخ : التأويل الرافع للكفر هو أن يكون للتأويل مساغ في اللغة العربية أما إذا كان لا وجه له فتأويله مثل الجحود .
السائل : ...
الشيخ : المعطلة ينقسمون الى أقسام.
الشيخ : الرافع؟
السائل : ...
الشيخ : التأويل الرافع للكفر هو أن يكون للتأويل مساغ في اللغة العربية أما إذا كان لا وجه له فتأويله مثل الجحود .
السائل : ...
الشيخ : المعطلة ينقسمون الى أقسام.
هل يكفر من يؤول صفة الرحمة؟
السائل : من يؤول مثل الرحمة ...
الشيخ : ما يكفر هذا ، من يؤول الرحمة بأن المراد الإحسان أو إرادة الإحسان لا يكفر أولا أن الله سمى الرحمة مخلوقا في قوله في الجنة: ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ) وسمى المطر رحمة (( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الله الأرض بعد موتها )) مع أنها شيء مخلوق ، فالمهم أن التأويل إذا كان له مساغ في اللغة العربية فإن صاحبه لا يكفر .
السائل : أليس هذا تكذيب ؟
الشيخ : لا ليس تكذيب ما دام اللفظ يحتمله في اللغة العربية والقرآن نزل باللغة العربية. لكن لو قال : أن الله لم يستو على العرش فهذا تكذيب، فإذا قال: استوى لكن بمعنى استولى ننظر هل له مساغ في اللغة العربية أولا؟
السائل : يعني أي تأويل سائغ في اللغة ؟ .
الشيخ : أي تأويل سائغ في اللغة فإن من سلكه لا يؤدي إلى كفر، والذي لا مساغ له كفر .
الشيخ : ما يكفر هذا ، من يؤول الرحمة بأن المراد الإحسان أو إرادة الإحسان لا يكفر أولا أن الله سمى الرحمة مخلوقا في قوله في الجنة: ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ) وسمى المطر رحمة (( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الله الأرض بعد موتها )) مع أنها شيء مخلوق ، فالمهم أن التأويل إذا كان له مساغ في اللغة العربية فإن صاحبه لا يكفر .
السائل : أليس هذا تكذيب ؟
الشيخ : لا ليس تكذيب ما دام اللفظ يحتمله في اللغة العربية والقرآن نزل باللغة العربية. لكن لو قال : أن الله لم يستو على العرش فهذا تكذيب، فإذا قال: استوى لكن بمعنى استولى ننظر هل له مساغ في اللغة العربية أولا؟
السائل : يعني أي تأويل سائغ في اللغة ؟ .
الشيخ : أي تأويل سائغ في اللغة فإن من سلكه لا يؤدي إلى كفر، والذي لا مساغ له كفر .
هل يجوز نقل الزكاة من بلد الغني إلى بلد آخر?
السائل : قوله عليه السلام : ( تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ) هل يؤخذ من هذا الحديث أن الصدقات أو الزكاة التي تؤخذ من أغنياء هذا البلد لا ينبغي أن تخرج من هذا البلد ... ؟
الشيخ : قوله : ( تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ) أخذ العلماء بعضهم من هذا الحديث لا يجوز نقل الزكاة عن البلد الذي فيه الأغنياء إلى بلد آخر لأن قوله غني كما أنه خاص بأغنياء أهل اليمن فقيرهم هو أيضا خاص بفقراء أهل اليمن.
ووجهوا ذلك أيضا من حيث المعنى أنه إذا نقلت الزكاة من بلد الغني إلى بلد آخر ، صارت في هذا إيغار لصدور الفقراء الذين في البلد وكرهوا الأغنياء ، وربما صار ذلك فتحا للعدوان على الأغنياء ، وأخذ أموالهم فيكون في هذا فتنة .وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله، أنه يحرم نقل الزكاة من خارج البلد ، ولكن قيدوها بمسافة القصر، إلا إذا لم يكن في البلد مستحقا فإنها تصرف في بلد آخر.
الشيخ : قوله : ( تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ) أخذ العلماء بعضهم من هذا الحديث لا يجوز نقل الزكاة عن البلد الذي فيه الأغنياء إلى بلد آخر لأن قوله غني كما أنه خاص بأغنياء أهل اليمن فقيرهم هو أيضا خاص بفقراء أهل اليمن.
ووجهوا ذلك أيضا من حيث المعنى أنه إذا نقلت الزكاة من بلد الغني إلى بلد آخر ، صارت في هذا إيغار لصدور الفقراء الذين في البلد وكرهوا الأغنياء ، وربما صار ذلك فتحا للعدوان على الأغنياء ، وأخذ أموالهم فيكون في هذا فتنة .وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله، أنه يحرم نقل الزكاة من خارج البلد ، ولكن قيدوها بمسافة القصر، إلا إذا لم يكن في البلد مستحقا فإنها تصرف في بلد آخر.
اضيفت في - 2005-01-13