تتمة الفوائد في صفات الله عزوجل خصوصا صفة المحبة تحت شرح الحديث : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه
على كل حال الحديث هذا يدل على إثبات المحبة لله عز وجل لقوله : ( إن الله يحبه )
وهذا قد جاء ذلك في الكتاب والسنة، ومحبة الله تعالى تتعلق أحيانا بالأشخاص ، وأحيانا بالأعمال ، وأحيانا بالأماكن ، وأحيانا بالأزمان والأوقات.
تتعلق بالأشخاص مثل هذا الحديث : ( أخبروه أن الله يحبه ) .
وتتعلق بالأعمال :كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها ).
وتتعلق بالأوصاف : (( إن الله يحب المحسنين )).
هل هناك فرق بين الإرادة والمحبة أو هل هناك تلازم بين الإرادة والمحبة ؟ الجواب :لا، لا تلازم بينهما ، قد يريد الله ما لا يحب وقد يحب ما لا يريد، ولا تلازم بين ما أراد الله وأحب يعني ليس كل ما أحبه الله يريده، ولا كل ما أراده الله فهو يحبه. واضح يا جماعة.
فإذا قال قائل: ليس كل ما أراد الله يحبه فيه إشكال كيف يريد ما لا يحب ؟ نعم نقول : يريد ما لا يحب للحكمة والمصلحة التي تقتضيه ، فالمعاصي لا يحبها الله ولكنه يريدها ، وقعت بإرادته الكونية لكنه لا يحبها، طيب كيف يريدها وهو لا يحبها؟ نقول للمصلحة ، ألم تسمع إلى قول الله تعالى في الحديث القدسي: ( ما ترددت بشيء أنا فاعله ترددي عن قبضي نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره إساءته ولا بد له منه ) فهنا أراد الله سبحانه وتعالى ما يحب أو كما يكره ؟ ما يكره ، ولكن لمصلحة لا بد منها، ونظير ذلك في المحسوس : أن الإنسان يأتي بابنه إلى الطبيب فيقرر الطبيب أنه لا بد من كيه بالنار ، فيحمي الحديدة حتى تكون جمرة ثم يكوي بها ابن الرجل ، وهل الرجل يحب أن يحرق ابنه بالنار ؟ يكره ذلك لا شك ، لكن أحب إحراقه بالنار من أجل مصلحة أعظم من ذلك ، وهو شفاء ولده، فالله عز وجل قد يريد ما يكرهه لحكمة تقتضيها، وقد يحب ما لا يريد، يحب منا أن نكون مؤمنين به قائمين بأمره ، ولكن قد لا يريد ذلك لمصلحة أيضا فإن الله قد قسم العباد إلى قسمين :
(( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) ، ولو جاء الناس على ما يحبه الله عز وجل لم ينقسموا إلا إلى قسم واحد ويبطل الحكمة من خلق النار والجنة، ولبطل الجهاد في سبيل الله ، وبطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبطل الامتحان الذي يمتحن به العباد أيكم أحسن عملا، فتبين بهذا أنه لا ارتباط بين المحبة والإرادة، قد يجتمعان في شيء وقد يفترقان، فطاعة المطيع اجتمع فيها الإرادة والمحبة، ومعصية العاصي الإرادة دون المحبة.
1 - تتمة الفوائد في صفات الله عزوجل خصوصا صفة المحبة تحت شرح الحديث : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو عن ابن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه أستمع حفظ
كيف يكون الرد على من أنكر علو الله عز وجل؟
الشيخ : ألم تعلم يا سليم أن من الناس من قال : إنه لا يجوز أن نصف الله بأنه فوق العالم ولا تحت العالم ولا مع العالم، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم، فيه ناس قاولا هذا قال لا يجوز أن تقول الله فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار، ولا في العالم ولا متصل ولا منفصل ماذا يصير يا سليم هو كذب معلوم على رأيهم هل أثبتوا معبودا ؟! ما أثبتوا معبودا ولا ربا. الحمد لله الذي هدانا للحق.
كيف نثبت المحبة لله وما هي أقسامها؟
الشيخ : هل المحبة ميل يا عقيل ؟ لا أبدا الميل أثر المحبة، المحبة وصف لا يمكن وصفه ، عرفت كل الأوصاف الغريزية لا يمكن للانسان أن يتصفها أبدا. ولهذا ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه * روضة المحبين * ذكر للمحبة أكثر من عشرين تعريفا وقال : لا يمكن أن نعرف المحبة بغير لفظها المحبة هي المحبة عرفت، فنقول أيضا الإرادة : تكون ميل المريد إلى ما ينفعه أو يضره و... الإرادة.
السائل : ... .
الشيخ : ذكرنا الآن قواعد هل نقول لله صفة هذه قاعدة أن لله صفة وأن له أسماء.
السائل : ... .
الشيخ : يعني تريد ألا نبحث ؟
السائل : لا نبحث يا شيخ لكن أقصد الآن تحرر هذه القواعد.
الشيخ : ما يمكن ما دام نبي نمشي على الأحاديث ،كيف نضع القواعد، نأخذ قواعد من الأحاديث حسب ما يكون في الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : اصبر خلي نشوف اللي عند الأخ ويش الإشكال الآن ؟
السائل : ... .
الشيخ : هذا إذا مر علينا بالحديث لا بأس أحسن تذكر القواعد، مثلا هنا من القواعد ، هل يثبت لله صفة أو نقول له اسم بلا صفة، الآن الدليل بين أيدينا ، في الفقه مسائل وأحكام تحتاج إلى دليل يعني الفقه مبني على الدليل ، أما هنا سلبنا الأحكام عن الأدلة. المهم أنتم الآن تريدون أن نختصر الكلام أو لا ؟ زين طيب.
هل ابن حزم ينفي الصفات عن الله عزوجل وهل هو بنفي المحبة عنه؟
الشيخ : نفي ابن حزم لا يقول : الصفة لا تقول لله صفة، قل له اسم ولا تقل له صفة لأن هذا محدث ، لا المحبة ما أدري عن رأيه في المحبة يثبتها أو لا لكن يقول لا تقل إنها صفة، نعم هي صفة لكن هو يقول إن الله يحب يعني ما أدري عن رأيه في هذا لكن له أن يقول أن الله يحب لكن لا أقول المحبة صفة.
تتمة الكلام عن المحبة وأنواعها؟
باب : قول الله تبارك وتعالى : (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )) .
6 - باب : قول الله تبارك وتعالى : (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )) . أستمع حفظ
حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس
الشيخ : يقول البخاري رحمه الله : باب قول الله تعالى : (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )) ذكر أن سبب نزول هذه الآية أن قريشا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا الله يا رحمن فقالوا هذا الرجل يقول أن الإله واحد وينهانا أن نجعل له شريكا وهو يدعو إلهين يا الله يا رحمن، فأنزل الله هذه الآية (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو )) أي : ادعوا ربكم باسم الله أو باسم الرحمن ادعوا الله أو ادعوا الرحمن، ليس المعنى أن هناك من يسمى بالله ومن يسمى بالرحمن، ولكن المعنى ادع الله باسم الله أو باسم الرحمن هذا معنى الآية. يعني قولوا يا الله يا رحمن، أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى.
أيّا : اسم شرط جازم، مفعول به مقدم لتدعوا، وجملة (( فله الأسماء الحسنى )) هي جواب الشرط، يعني أي اسم تدعو الله به فله الأسماء الحسنى ، يعني فأسماؤه كلها حسنى، تصح أن تكون وسيلة للدعاء بها.
والشاهد من هذا الباب هو إثبات اسم الرحمن وإثبات اسم الله، وإثبات الأسماء الحسنى عموما أما اسم الله واسم الرحمن فهو نص وتعيين وأما الأسماء الحسنى فهي عامة.
7 - حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس أستمع حفظ
مباحث وقواعد حول الأسماء والصفات تحت هذا الباب
أولا : على أي شيء يدل الاسم؟ نقول : كل اسم من أسماء الله فإنه يدل على شيئين : على الذات المقدسة، وعلى الصفة التي اشتق منها. فكلمة الله تدل على الرب عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الألوهية.
الرحمن تدل على ذات الله عز وجل وعلى الصفة التي اشتق منها وهي الرحمة. هذه قاعدة كل اسم من أسماء الله يدل على شيئين أولا الذات والثاني الصفة وإن شئت الوصف الذي اشتق منه هذا الاسم وهل يدل على أكثر من ذلك ؟ الجواب : نعم. ربما يدل على أكثر من صفة باللزوم لا بالتضمن، مثال ذلك : قوله تبارك وتعالى : (( هو الله الخالق البارئ )) دلت الخالق على ذات الله ، وعلى وصفه بالخلق ودلت على علمه وعلى قدرته.
كيف دلت على علمه وقدرته، وهي ليس فيها علم ولا قدرة ؟ نقول : لأن من لازم الخلق العلم والقدرة إذ مع الجهل لا يكون أن يخلق، ومع العجز لا يمكن أن يخلق، فكل اسم من أسماء الله يتضمن شيئين : أولا الذات ،والثاني الوصف الذي اشتق منه ذلك الاسم ،ثم قد يدل على صفة أخرى ثانية وثالثة ورابعة عن طريق اللزوم.
ثانيا : كل أسماء الله حسنى ولهذا قال الله : (( فله الأسماء الحسنى ))، والحسنى : اسم تفضيل يقابله في المذكر أحسن ، ويقال رجل أحسن وامرأة حسنى، وهنا قال : الحسنى ، فجعل الوصف وصف مؤنث ، لأن الأسماء جمع ، والجمع يوصف بالمؤنث، إلا جمع العاقل ، فيوصف بحسب ما يقتضيه المعنى، إذا كان للذكور جمع مذكر سالم، وإن كان إناثا جمع مؤنث سالم، أما غير العاقل فإنه يجمع وصفه على جمع المؤنث، إذن أسماء الله تعالى كلها حسنى، والحسنى : هي المشتملة على أكمل وجوه الحسن فهي حسنى ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، فيفهم من هذه القاعدة أنه لا يوجد في أسماء الله اسم يحتمل معنيين، معنى حسن ومعنى غير حسن، انتبهوا لهذا كل أسماء الله لا بد أن تكون حسنى ، أي بالغة الكمال في الحسن، فلا يمكن أن يوجد اسم يحتمل معنيين حسن ومعنى غير حسن، ولهذا لم يكن من أسماء الله المتكلم ولا من أسمائه المريد، مع أنه متكلم ومريد، قال العلماء: لأن المتكلم من قام به الكلام ، والكلام : قد يكون حسنا وقد يكون سيئا، وكذلك الارادة ، ولهذا لا يصح أن يسمى الله عز وجل بالمتكلم ، ولا يسمى الله بالمريد، لكن يوصف بأنه متكلم ، وأنه مريد ، لأن باب الاخبار أوسع من باب التسمية، لأن التسمية إنشاء ، تنشئ اسما للمسمى الذي تريد أن تسميه، لكن الإخبار مجرد خبر ليس بإنشاء ولذلك قالوا : الإخبار أوسع من الانشاء فقد يخبر عن الشيء والشيء لا يسمى به، مثل المتكلم، وحينئذ يمكن أن نقسم ما يضاف إلى الله عز وجل إلى أربعة أقسام:
ما تضمن كمال الحسن ، فهذا يكون من أسمائه وما كان حسنا من وجه دون وجه فهذا يخبر به عنه ولا يسمى به.
وما كان محمودا في حال دون حال ، فهذا يوصف به في الحال الذي يكون فيها محمودا، ولا يسمى به على الاطلاق مثل المكر ، والخداع ، والاستهزاء والكيد هذه أوصاف إن ذكرت في مقابل من يعامل بهذه الأوصاف صارت أوصافا محمودة ووصف الله بها وإلا فلا، فمثلا المكر : وصف الله نفسه بأنه يمكر لكن وصفا مقيدا بمن يمكر بهم، فقال : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) فلا يصح أن تقول : أن الله ماكر، وهذا فرق بين هذا وبين قولنا : إن الله متكلم لأنه يجوز أن تقول : أن الله متكلم على وجه الإطلاق، لكن لا يجوز أن تقول: إن الله ماكر إلا إذا قيدته بمن يمكر به، لأن المكر لا يكون مدحا ، إلا حيث كان مقابل مكر آخر ليتبين به أن قوة الله عز وجل أقوى من قوة هذا الماكر، وكذلك نقول في الخداع (( يخادعون الله وهو خادعهم )) فلا يصح أن نصف الله أنه خادع أو مخادع على وجه الإطلاق قل خادع من يخادعه، تخادعون الله وهو خادعهم، كذلك المستهزئ، لا يصح أن نقول على سبيل الاطلاق، بل نقول بمن يستهزئ به، وكذلك الكيد : نقول : إن الله لا يكيد على أحد إلا من كاد عليه (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )).
القسم الرابع : ما لا يصح أن ينسب لله اطلاقا وهو ما تضمن نقصا مطلقا فهذا لا يصح أن يضاف إلى الله إطلاقا ، مثل الخائن والعياذ بالله، هذا لا يمكن ان تصف الله به مطلقا، وقول العامة : خان الله من يخون، خطأ فادح وغلط، ولهذا لما ذكر الله خيانة أعدائه لم يذكر خيانته لهم فقال: (( ذلك بأنهم خانوا الله من قبل فأمكن منهم )) ولم يقل خانهم، لكن في الخداع قال : (( يخادعون الله وهو خادعهم )) .
فإذا قال قائل : ما الفرق بين الخيانة والخداع ؟ قلنا : الفرق بينهما ظاهر، الخيانة : أن تخون الأمانة فيمن ائتمنك والخداع : أن تخادع من خادعك وبينهما فرق يظهر بالمثال. يقال أن الحرب خدعة، والحرابة في مقابلة من يريد أن يخدعك ، فإذا خدعته كان هذا مدحا ، لكن الخيانة لا يمكن أن تخون من ائتمنك، إذا خنته فأنت أتيت ما يقدح فيك، لأن الذي ائتمنك لا يريد بك سوءا ، بخلاف المحارب، لهذا يحرم علينا إذا استأمننا أحد من المشركين، يحرم علينا أن نخون أمانته بل يجب علينا حمايته، يذكر أن علي ابن أبي طالب أراد أن يبارزه عمرو بن ود وتعرفون المبارزة، المبارزة : إذا التقى الصفان للحرب طلب الشجعان في هؤلاء وهؤلاء أن يبرز بعضهم لبعض ، وفائدة المبارزة : أنه إذا قتل أحدهما الآخر، صار في هذا قوة وتشجيع لأصحاب القاتل وانهزام لأصحاب المقتول، فلهذا كان يستعملون هذا في الحرب لما خرج عمرو بن ود إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاح به وقال: ما خرجت لأبارز رجلين، وهذا صحيح ولا غير صحيح ؟ ما خرج ليبارز رجلين فظن عمرو بن ود أنه لحقه رجل آخر يتبعه ، فالتفت فضربه علي حتى أبان رأسه عن جسده هذا خداع ، لكنه خداع جائز ولا غير جائز ، لأن عمرو بن ود خرج ليقتل عليا فخدعه ، فهذا الخداع يعتبر مدحا وثناء، فهؤلاء المنافقون الذين يخادعون الله ، خدعهم الله عز وجل، فيعتبر هذا الخداع مدحا، لكن الخيانة :ليست بمدح لأن الخيانة خديعة في محل الأمانة وهذا ذم فلا تجوز على الله عز وجل.
فائدة: ما ينسب ويضاف إلى الله ينقسم إلى أربعة أقسام.
والثاني : أوصاف يخبر عنها ولا يسمى بها.
والثالث : أوصاف يوصف بها مقيدة.
والرابع : أوصاف لا يوصف بها مطلقا .
فإن وصف بها كان ذلك عدوانا وظلما، اليهود قالوا : إن الله فقير، هل يصح أن يوصف الله بالفقر ؟! لا، قالوا : يد الله مغلولة ، بخيل، وهذا لا يمكن أن يوصف به لأنه نقص بكل حال. يأتي إن شاء الله بقية القواعد في هذا الباب نسأل الله لنا ولكم العلم النافع.
نظرا لأهمية التوحيد ولأن كتاب * فتح الباري * متداول بين طلبة العلم ولأن الحافظ رحمه الله عنده بعض الهنات في بعض المسائل فنرجو التكرم بالتعليق عليه وتصحيح ما فيه بالإضافة إلى تعليقكم على الأحاديث وهذه رغبة غير واحد من الطلبة.
يعني يبغينا نقرأ فتح الباري هذا لا بأس إذا كان يريد أن نبقى عشرة سنوات لا مانع نعم توافقون على هذا ؟ يعني الله أعلم.
السائل : ... لو أنه مقطع معين قرأناه تعلق عليه في بعض.
الشيخ : هو على كل حال تراجعون الفتح ولا لا خلاض الذي تقرأونه الذي يشكل عليكم يبين إن شاء الله.
السائل : هناك أحد العلماء تتبع الفتح .
الشيخ : إي فيه كتاب صغير مو كبير.
السائل : ظهر بعضه فقط.
الشيخ : لا عندي رسالة صغيرة كاملة.
السائل : لا هذا يتتبع ويظهر.
الشيخ : من أول الكتاب أجل نصبر حتى نشوفو.
طيب يقول قسم شيخ الإسلام الناس في الأسماء والصفات إلى ستة أقسام ولم يتضح أي من هذه الأصناف أيهم المفوضة واضح الرابع.
طرح إشكال حول دلالة المطابقة والتضمن والإلتزام في الأسماء و الصفات
المثال المحسوس : قلت : هذا قصر فلان. كلمة قصر تشتمل على كل هذه البناية على بما فيها من غرف، وحجر ، وساحات ، وغير ذلك ولا لا تدل على ذلك بالمطابقة. قصر متضمن لكل ما فيه، تدل عليه كل غرفة منه ، أو حجرة منه ،أو ساحة منه ، تدل عليه بالتضمن، أي من ضمن هذا القصر غرفة، من ضمنه حجرة، من ضمنه ساحة، تدل على أن هناك بانيا بنى هذا القصر باللزوم، لأنه من لازم القصر المبني القائم أن يكون له باني عرفتم ، دلالة المطابقة والتضمن غالب الناس يفهمها ولا تستشكل عليهم لكن دلالة اللزوم هي التي يختلف فيها العلماء اختلافا كبيرا ، بحسب ما أعطاهم الله تعالى من الفهم ، لأن كونك تعرف أنه يلزم من كذا كذا أو كذا، هذا لا يدركه إلا الجهابذة ، ولهذا نقول كل اسم من أسماء الله يدل على ذات وصفة وقد يدل على أكثر من صفة عن طريق اللزوم.
قواعد في أسماء الله عز وجل
السائل : كل أسماء الله تدل على.
الشيخ : ذات وصفة.
السائل : كل أسماء الله حسنى ...
الشيخ : إلى ما يضاف إلى الله طيب.
السائل : ...
الشيخ : أقسام ما يضاف إلى الله أربعة بس ؟
السائل : ... 0
الشيخ : هذه خارجة عن الأسماء.
الشيخ : طيب نذكر الآتن من قواعد الأسماء : أن أسماء الله تعالى متباينة ، مترادفة باعتبارين : فما هو التباين وما هو المترادف ؟ المتباين : أن يكون كل شيء غير الآخر، والمترادف : أن يكون الشيء هو الشيء الآخر. أسماء الله تعالى متباينة مترادفة فباعتبار دلالتها على الذات فقط مترادفة ، لأن السميع العليم ، العزيز ، الحكيم ،كلها لمسمى واحد فهي مترادفة ، وباعتبار دلالة كل واحد منها على معناه الخاص متباينة لأن السميع غير البصير ، والعزيز غير الحكيم يعني معنى العزيز غير معنى الحكيم ، ومعنى السميع غير معنى البصير ، وعلى هذا يتبين بطلان مذهب المعتزلة الذين يقولون : أن أسماء الله مترادفة، فالعليم ، والسميع والبصير كلها واحد ، لا يدل السميع على غير ما يدل عليه البصير ، ولا البصير يدل على معنى غير ما يدل عليه السميع ، لأن هذا القول يكذبه كل لغات العالم تكذب هذا إذ أن المشتق من السمع ليس هو المشتق من البصر، فإذن أسماء الله متباينة مترادفة ، فلو قيل لك هل أسماء الله متباينة ؟ إن قلت نعم أخطأت ،وإن قلت :لا أخطأت وإن فصلت أصبت.
ومما يتعلق بالأسماء هل أسماء الله سبحانه وتعالى محصورة بعدد معين أم هي لا حصر لها ؟ قال بعض أهل العلم إنها محصورة بتسعة وتسعين اسما لأن الله وتر ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ). وقال بعض العلماء : إن أسماء الله ليست محصورة بعدد واستدل هؤلاء بالحديث الصحيح حديث ابن مسعود حديث الهم والغم أن الإنسان إذا أصابه هم أو غم أو حزن دعا به وفيه : ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) الشاهد من هذا الحديث : ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) لأن ما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن إدراكه لو أمكن إدراكه لم يكن مستأثرا به، وإذا لم إدراكه ،فإنه لا يحصر بتسعة وتسعين ، وهذا هو القول الراجح ، وهو أن أسماء الله غير محصورة، وليست كلها معلومة لنا ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .
تبقى الحاجة إلى الجواب عن قوله : ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) فنقول الجواب : أن هذا الحديث جملة واحدة ، إن لله تسعة وتسعين اسما موصوفة لأن من أحصاها دخل الجنة يعني وهناك أسماء أخرى لا علاقة لها بهذا الحكم.