شرح حديث إن لله تسعتا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة
هل أسماء الله توقيفية ؟
قواعد متعلقة بالأسماء والصفات
السائل : أحسن الله إليكم الفرق بين الخبر والصفة ؟
الشيخ : بين الخبر والاسم الخبر هو الصفة نعم، يعني ما يخبر به عن الله وصفته.
السائل : ابن القيم في الفوائد يفرق بين الخبر والصفة.
الشيخ : ما يظهر لي الفرق بينهما إلا إذا أراد بالصفة الصفة اللازمة الدالة على الاسم مثل السمع والبصر.
السائل : بالنسبة للشافي ليش ما نقول ... ؟
الشيخ : واشف أنت الشافي فاشتق صفة من الشافي لقوله : ( اشف ) لأنه لا يشفي إلا من كانت له صفة الشفاء، أو الإشفاء، الطبيب أيضا إذا جاء بمثل هذه الصيغ سميناه طبيبا .
السائل : ...
الشيخ : الطبيب إذا جاء بهذه الصفة وهو الشافي قلنا إنه اسم لأن الطب المطلق لله عز وجل.
هل يوصف الله بأنه عارف ؟
الثاني : أن المعرفة انكشاف بعد لبس فتكون المعرفة واردة على جهل وهذا أيضا غير لائق بالله عز وجل ، ولهذا قال صاحب مختصر التحرير " ولا يوصف الله بأنه عارف " فإن قال قائل ما الجواب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) ؟ قلنا المعرفة هنا ليس هي المعرفة التي هي العلم لأن الله عالم بالإنسان في حال الشدة وفي حال الرخاء لكن المراد بذلك لازمها وهو أنك إذا تعرفت إلى الله في الرخاء فإن الله يرأف بك في حال الشدة، وكم من إنسان لم ينقذه من شدته إلا معرفته لربه تعالى في الرخاء، وحدثنا من نثق به إنه في زمن نقل البضائع على الإبل قبل وجود السيارات انقطع به السفر في الدهناء، والدهناء ما فيها ماء في ذلك الوقت وأنه نام على عطش شديد وجوع فرأى في المنام أن رجلا جاء إليه بقدح من لبن فشربه فقام نشيطا شابعا ريانا وقال إن القدح الذي جيء إلي بالمنام مثل القدح الذي كنت أسقي به عجوزا لنا من جيراننا سبحان الله أبدا يقول هو هو، وهذا مصداق الحديث : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) فالحاصل أن المعرفة التي في الحديث ليست هي المعرفة التي بمعنى العلم بل المراد لازمها بأن الله يرأف به ويذكره حتى يزيل شدته.
السائل : بارك الله فيكم لماذا لا نسمي الله الباسط ونسمي الله المحسن ؟
الشيخ : المحسن ورد فيه حديث بأن الله محسن وبعض العلماء يقول ليس من أسماء الله ولكنه خبر لأنه لم يرد معرف بأل فيكون خبرا لكن شيخ الإسلام رحمه الله عده من الأسماء وقال : " إن المحسن من أسماء الله " ولهذا أقره العلماء فكان من أجدادنا من يسمى بعبد المحسن، يعني كأنه رحمه الله رآه من الأسماء والناس مازالوا يقولون عبد المحسن ، عبد الباري ، عبد الخالق.
ما الفرق بين الاسم والصفة؟
الشيخ : الاسم ما كان لازما له والصفة ما كان من أفعاله هذا هو الفرق.
هل الأسماء المسرودة كلها واردة في الكتاب والسنة وهي صحيحة؟
الشيخ : لا فيه أشياء ما وجدت في القرآن والسنة المنتقم ما هو من أسماء الله، وهو موجود في المسرودات، الأسماء المسرودة موجود فيها اسم المنتقم، وهذا ليس من أسماء الله بل هو وصف الله المقيد أيضا : (( إنا من المجرمين منتقمون )) .
ما حكم اسم الله الصانع؟
الشيخ : صانع إن كان خبرا لا بأس قال تعالى : (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )).
هل المحسن من أسماء الله؟
الشيخ : الناس يسمون بعبد المحسن وجاء في الحديث : ( إن الله محسن كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ).
السائل : خاص بالله ؟
الشيخ : الإحسان المطلق ما فيها شيء.
لو قال لنا قائل إن قولكم (أعرفك في الشدة ) معناه الرحمة والحنان والعطف فقال هذا صرف للفظ عن ظاهره وأنتم تشنعون علينا في صرف اللفظ عن ظاهره فما الجواب؟
الشيخ : أورد الأخ سامي العقيلي يقول لو أورد علينا مورد بأننا إذا قلنا أن المراد بقوله يعرفك في الشدة أي الرحمة والحنان والعطف وما أشبه ذلك وقال هذا صرف للفظ عن ظاهره وأنتم تشنعون علينا إذا اصرفنا اللفظ عن ظاهره فما الجواب ؟ الجواب صرف اللفظ عن ظاهره إذا كان بدليل فلا بأس به عرفت ولهذا نقول إن قول الله تعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) معناه إذا أردت أن تقرأ وعلى المعنى المتعين أنه خلاف ظاهر اللفظ.
السائل : ... .
الشيخ : إذا قرأ القرآن هذا فيه دليل أن الرسول كان يتعوذ عند إرادة القراءة الدليل بلغتموه ماذا قلنا في الدليل ؟ قلنا إن الله يعرف الإنسان في الشدة وفي حال السعة هذا من وجه الوجه الثاني أن الله لا يوصف بالمعرفة فلأن المعرفة معناها اللغوي انكشاف بعد لبس يعني بعد خفاء والله عز وجل لا يخفى عليه شيء وأيضا المعرفة في اللغة تشمل العلم والظن والظن في حق الله غير وارد ما يليق بالله أن يكون ظن ظن منا ومن الثاني والثالث الذي تخفى عليهم الأمور نعم.
9 - لو قال لنا قائل إن قولكم (أعرفك في الشدة ) معناه الرحمة والحنان والعطف فقال هذا صرف للفظ عن ظاهره وأنتم تشنعون علينا في صرف اللفظ عن ظاهره فما الجواب؟ أستمع حفظ
هل يصح إطلاق القابض والباسط على الله؟
الشيخ : الأولى جمعهما ويكون هذا من الأسماء المزدوجة التي لا يتم الكمال إلا باجتماعهما وإن كان الباسط لو أفرد لا بأس به لكن القابض مجرد القبض ليس صفة الكمال لكن إذا قلنا القابض الباسط صار معناه كمال التصرف في حق الله عز وجل قبضا وبسطا ولو قلنا الباسط فقط لكان معناه الموسع وهو صفة كمال على كل حال، القابض لا يذكر وحده أما الباسط فلا بأس.
السائل : بعض الأسماء يلاحظ أنها تأتي دائما مع بعض ... ؟
الشيخ : إي يكون فيها تناسب يعني جمع الاسم للآخر يكون منه كمال آخر فوق ذكر كل اسم وحده فالجمع بين العزة والحكمة يفيد معنى أكثر مما لو ذكرت العزة وحدها أو الحكمة وحدها لأن العزيز إذا لم تكن عزته بالحكمة ربما يكون التصرف تصرفا غير حكيم، فإذا قرنت العزة بالحكمة صار لها معنى أكثر، أيضا عفو قدير : (( إن الله كان عفوا غفورا )) مثلها فاجتماع العفو مع القدرة يتم الكمال لأن العفو مع العجز نقص.
هل من أسماء الله السيد؟
الشيخ : نعم السيد يسمى جاء ذلك بالحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
السائل : ... المنتقم هل نلزمه بتغيير هذا الاسم ؟
الشيخ : إي نعم يغير.
سؤال حول حديث (إن لله تسعا وتسعين اسما)؟
الشيخ : نحن ذكرنا الانفكاك عن هذا الايراد بأن الكلام جملة واحدة، أن قوله : ( من أحصاها دخل الجنة ) عائد على ما سبق.
السائل : ( مئة إلا واحدة ).
الشيخ : نعم مئة إلا واحدة نفس الشيء هذا من باب التأكيد فقط.
سؤال حول تضمن الأسماء لمعاني الصفات؟
الشيخ : لا أسماء كل واحد متضمن لصفة. أسماء الناس هل كل اسم متضمن لصفة ؟ لا قد يكون ضد الصفة خالد مثلا هذا ضد الصفة صالح يمكن يصير صالح لكن خالد (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد )) هذا ضد الصفة ربما تسمي فلان سهل ويكون من أصعب عباد الله، ربما تسمي عبد الله وهو كافر ، وصالح وهو غير صالح، ولهذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم اسم حكيم لأنه لا يراد بها ملاحظة الصفة التي هي الحكمة ومنع التكني بأبي الحكم وقال : ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) منع التكني بأبي الحكم لأنه قد يوهم أن لله أبا والله عز وجل ليس له أب لهذا منع التكني بأبي الحكم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: " حدثنا في باب قول الله تعالى : (( قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى )) قال حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول.
تتمة شرح الحديث : حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس
14 - تتمة شرح الحديث : حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس أستمع حفظ
فوائد: تتعلق بأسماء الله عز وجل وأقسامها
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمًى فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
الشيخ : الله أكبر الشاهد من هذا الحديث قوله : ( وإنما يرحم الله ) يرحم وهذه صفة من صفات الله عز وجل من آثار الاسم الذي هو الرحمن طيب فإن قال قائل هل الرحمة صفة ذاتية لازمة لله أو صفة فعلية فالجواب أنها في أصلها ذاتية لأنها صفة كمال لكن في إفرادها وآحادها فعلية لأنه يرحم من يشاء وكل شيء يتعلق بالمشيئة فهو صفة فعلية، وفي هذا الحديث رحمة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه رفع إليه الصبي وهو في سياق الموت ونفسه تقعقع يعني لها صوت قعقعة كأنها في شن والشن هو القربة البالية التي فيها شيء يتحرك تسمع لها قعقعة وهذه حشرجة النفس في صدر هذا الصبي ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة به فقال سعد : ( ما هذا يا رسول الله ) كأنه استغرب أن يبكي النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الصبي فقال : ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )، وفي هذه الكلمات النيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر تعزية ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) سبحان الله كلمات النبوة لها نور إيجاز مع عظم المعنى وسعته إذا كان الشيء لله فله ما أخذ وله ما أعطى فما موقفنا نحن مما أخذ الله من بين أيدينا التسليم لأن الأمر لله له ما أخذ وله ما أعطى سبحانه وتعالى كل شيء عنده بأجل مسمى الشيء المقدر لا يمكن أن يتقدم أو يتأخر لأنه بأجل مسمى أي معين في تلك الساعة يكون هذا الشيء لا يمكن أن يتقدم ولا يتأخر كل شيء بأجل مسمى وفي القرآن الكريم : (( وكل شيء عنده بمقدار )) فهذا الحديث عائد للمدة وذاك عائد للكم كل شيء بمقدار ويمكن أن نجعل كل شيء بمقدار عائدا حتى على الزمن وهذا دليل كمال عناية الرب عز وجل بخلقه وأنه سبحانه وتعالى يقدر كل شيء بأجل لا يتعداه ولا يقصر عنه. طيب إذن من أسماء الله الرحمن يدل على وصف الرحمة وعلى فعل الرحمة، طيب في البسملة بسم الله الرحمن الرحيم هل هما مترادفان أو متباينان، باعتبار دلالتهما على الذات وباعتبار معناهما قولكم باعتبارهما متباينان كيف يكونان متباينين وهما من الرحمة، الرحمن من الرحمة والرحيم من الرحمة ؟ أجاب العلماء عن ذلك بما يقتضي أن يكون جوابين الجواب الأول : أن الرحمن صفة عامة والرحيم صفة خاصة فالرحمن عامة كل أحد والرحيم خاصة بالمؤمنين كما قال تعالى : (( وكان بالمؤمنين رحيما )) والمعنى الثاني أن الرحمن باعتبار الوصف.
16 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمًى فمرها فلتصبر ولتحتسب فأعادت الرسول أنها قد أقسمت لتأتينها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء أستمع حفظ