الشيخ : قد يوجد له مانع يمنعه من النفوذ ومن حصول المسبب وهذا القول أصح أنه عام لم يضره لا في بدنه ولا في قلبه لكن هذا من باب الأسباب والأسباب قد توجد لها موانع كما أن أسباب الإرث توجد في قد الشخص يكون قريبا يكون زوجا يكون مولى ثم توجد موانع تمنع نفوذ هذه الأسباب والقاعدة العامة أن الأشياء لا تتم إلا باستكمال أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها فإذا طبقنا هذه القاعدة على هذا الحديث وشبهه قلنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان السبب ثم قد يوجد موانع تمنع من نفوذ هذا السبب ومن ذلك أن يعيش هذا الطفل بعد خروجه في بيئة سيئة فقد تصرفه عن الاستقامة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وفي هذا الحديث حث على أن يكون هذا الذكر عند جماع أهله لأنه يتصف بهذه الفائدة العظيمة التي لو اشتراها الإنسان بالملايين لكانت رخيصة .

السائل : في حال التلقيح الصناعي يقولون ماء الرجل ... كيف يقال هذا الذكر ؟
الشيخ : أولا أنا أتوقف فيالتلقيح الصناعي أتوقف في الإفتاء به وذلك لأن خطره عظيم فإنه يندر أن تجد طبيبا ثقة تعلم علم اليقين أنه لن يغش لكن لو وجدنا مثلا طبيبا ثقة نعلم علم اليقين أنه لن يغش ولن يدخل ماء رجل على ماء رجل آخر فإنه يقول حينما يريد أن ينزل يقول هذا الذكر.

السائل : ... .
الشيخ : حاملا ولا حامل ... يلا اسأل .
السائل : ... .
الشيخ : حامل إي هذا سؤال في الحقيقة وجيه جدا يقول إذا أتى الإنسان أهله وهي حامل هل يقول هذا الذكر أو لا يقوله لأنه قد نشأ الولد نقول الأفضل أن يقوله لأن الإمام أحمد رحمه الله قال : " إن الجماع يزيد في الحمل في سمعه وبصره وقوته " ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقي ماءه زرع غيره ) وهذا الحديث يشير إلى أنه أي الجنين ينتفع بالجماع وعلى هذا فيقوله.

السائل : ... .
الشيخ : عند الفعل إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله حتى لو كان كاشفا عورته فلا بأس. ما فيها إشكال.

القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا فضيل عن منصور عن إبراهيم عن همام عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أرسل كلابي المعلمة قال : إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فأمسكن فكل وإذا رميت بالمعراض فخرق فكل ) .
الشيخ : عندنا فخزق بالزاي. طيب عدي بن حاتم سأل النبي صلى الله عليه وسلم أنه يرسل كلابه المعلمة فتأتي بالصيد قد قتلته هل يحل أو لا فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحل لكن بشرط أن يسمي الله على ذلك وهنا نبحث في هذا الحديث بحثا فقهيا.

الشيخ : أولا قوله : ( إذا أرسلت ) هذا يدل على أنه لا بد أن يكون صاحب الكلاب هو الذي يرسلها فإن استرسل الكلب بنفسه لما رأى الصيد انطلق عليه فهل يحل الصيد أو لا يحل ؟ ظاهر الحديث أنه لا يحل لأنه قال : ( إذا أرسلت ) لكن قال العلماء : إن زجره فاشتد في عدوه في طلبه فإنه يحل بناء على أن هذا الزجر صار سببا في إسراعه فإنه يدل على أنه إنما أمسك عليه ولم يمسكه لنفسه لأن انطلاقه أول ما رأى الصيد بدون أن ترسله إنما انطلق من أجل أن يصيد بنفسه فإذا زجرته فاشتد في عدوه في طلبه دل ذلك على أنه أمسكه لك ولهذا قال تعالى : (( كلوا مما أمسكن عليكم )) الفائدة الثانية من هذا الحديث : أنه قال : ( المعلمة ) التي علمت الصيد قال العلماء : والتعليم هو أنه يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر يعني يرتدع إذا طلب منه الوقوف وإذا أمسك لم يأكل فالتعليم حصل بثلاثة أشياء أنه يسترسل إذا أرسل وينزجر إذا زجر وإذا أمسك لم يأكل فإذا كان لا يسترسل إذا أرسل ترسله إن طالت عليه استرسل وإلا تركه تنهره تريد أن يسترسل لا يحرك ساكنا فهذا لم يتعلم كذلك إذا أرسلته وانطلق على الصيد وزجرته ليقف لم يقف فهذا لم يتعلم لأنه غير مؤدب ليش تنهاه تقول له قف فلا يقف إذا هو غير معلم الثالث إذا استرسل أرسل وإذا زجرته زجر ولكن إذا أمسك لم يأت لك إلا بنصف الصيد فهذا أيضا لا يؤكل منه لا يؤكل من صيده لأنه لما أكل منه دل هذا على أنه أمسكه لنفسه وإن كان قد يأتي ببقية الصيد إما لأنه شبع أو أنه يريد أن يكون شريكا لك لك نصفه وله نصفه فلا يحل لا بد ألا يأكل إذا أمسك الفائدة الثالثة قوله : ( وذكرت اسم الله ) متى تذكر اسم الله ؟ تذكره إذا أرسلته أي حين إرساله لا إذا رأيته قادرا على الصيد لا الأمر واسع إذا سميت عليه إذا أرسلته فإنه إذا صاد لك أمسك عليك حلّ وفهم منه إذا لم يسم الله فإنه لا يحل سواء ترك التسمية نسيانا أو جهلا أو عالما ذاكرا وذلك لأن الشرط لا يسقط سهوا ولا جهلا فإذا أرسله ولم يسم الله وأتى بالصيد فإن الصيد حرام يجب طرحه لأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط التسمية والشرط لا يسقط سهوا ولا جهلا فإن قال قائل : هذه الحال يكثر فيها النسيان لأن الإنسان إذا رأى الصيد ارتبك وأرسل الكلب بسرعة لئلا يفوته الصيد فينسى كثيرا قلنا ولو كان الأمر كذلك فإنه لا يعذر بترك هذا الشرط فإن قال قائل : ما الجواب عن قول الله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أو أخطأنا )) وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية قلنا نقول بموجب هذه القاعدة وأن هذا الرجل الذي ترك التسمية نسيانا لا مؤاخذة عليه لكن لو تركها عمدا صار مؤاخذا فنقول بالنسبة للذي أرسل الصيد ونسي التسمية لا مؤاخذة عليه ولا نؤثمه لكن بالنسبة لمن يأكل هو الذي نمنعه أن يأكل لأن الله قال : (( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق )) لكن لو أكل الإنسان من هذا الصيد الذي لم يسم عليه ناسيا أو جاهلا فهل يأثم أو لا يأثم ؟ لا يأثم حينئذ تنطبق القاعدة فنقول هذا الصيد من شرط حله التسمية فإذا فقد الشرط فقد المشروط كما أن الكلب لو استرسل بنفسه فإنه لا يحل كذلك لو استرسل بإرسال صاحبه ولم يسم فإنه لا يحل ولا فرق لا فرق في هذا ومثله أيضا المذبوح إذا ذبحت ونسيت أن تسمي الله فإن الذبيحة حرام ولا تحل لأن التسمية شرط للحل والشرط لا يسقط بالسهو والجهل قال الله تعالى : (( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ) فاشترط شرطين إنهار الدم والثاني ذكر اسم الله فلو أن أحدا ذبح بدون إنهار الدم جاهلا خنق الذبيحة وماتت وقد سمى الله عليها أتحل؟ لماذا لكنه جاهل ولو كان جاهلا لأن هذا شرط ولو أنه نسي وذبح بخنق ثم ماتت وقد سمى الله عليها فإنها لا تحل لأن إنهار الدم شرط فالتسمية كذلك مثل إنهار الدم لا بد منها وقد اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافا كثيرا فمنهم من قال : إن التسمية على الذبيحة أو الصيد سنة وليست بشرط وهذا قول ضعيف جدا ومنهم من قال أنها شرط في الذبيحة وفي الصيد ولكنها تسقط بالنسيان في الذبيحة ولا تسقط بالنسيان في الصيد أفهمتم وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة رحمهم الله واستدلوا بعدم السقوط في الصيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله ) فجعل التسمية شرطا وأما الذبيحة فالتسمية واجبة وليست بشرط فتسقط بالنسيان والجهل وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " لا تسقط التسمية لا في الصيد ولا في الذبيحة وأنه إذا نسي التسمية في الصيد أو الذبيحة فالصيد والمذبوح حرام " وقوله أصح وأقعد وأما التفريق بين الصيد والذبيحة فكان مقتضى النظر أن تسقط التسمية في الصيد دون الذبيحة لأن الذبيحة يذبحها الإنسان وهو مطمئن هادئ النفس بخلاف الصيد وأما قوله عليه الصلاة والسلام اشترط ذكر اسم الله في الصيد فنقول وكذلك أيضا في الذبيحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا إلا السن والظفر فإن السن عظم والظفر مدى الحبشة ) المسألة الثانية في الحديث قال : ( وإذا رميت بالمعراض فخزق فكل ) طيب وإن أصاب في عرضه فلا تأكل المعراض مثل العصا رميت بالعصا وكان رأسه مدببا فأصاب برأسه فخزقه حتى أنهر الدم فإنه يؤكل وأما إذا صدم الصيد وضرب الصيد بعرضه ومات الصيد فإنه لا يؤكل لأنه دخل في قوله تعالى : (( والموقوذة )) الموقوذة هي التي تضرب بعصا أو شبهه حتى تموت طيب فإن رمى الصيد بحجر وقتل الحجر الصيد بثقله لا بحده فإنه لا يحل لأنه كالمعراض تماما الصيد بالبنَدق البندق المعروفة التي تكال بالصدم أتعرفون الصدم الحبات الصغيرة هذه هل يحل هو سيخزق نعم يحل لأنه لا يقتل بثقله وإنما يقتل بنفوذه فهو كرأس السهم وقد اضطرب العلماء أول ما خرج هذا النوع من السهام هل يحل أو لا ولكنهم أجمعوا بعد ذلك على الحل وقالوا الكل يعلم أن هذه الصدمة التي ضربت بها الصيد لم يمت وإنما تقتله بنفوذها فيكون حلالا. السائل : لو كان الكلب حيث إذا أرسلته أكل لأنه غير مؤدب لكن لما ... نصيبا أطعمته حتى شبع ثم أرسلته فأكل الصيد كاملا ... فهل يحل مثل هذا ؟
الشيخ : ما يحل لأنه غير معلم ولو لم يأكل (( وما علمتم من الجوارح مكلبين )).

السائل : ... هل يحل ؟
الشيخ : يحل لو لم يكن فيه جرح فيه خلاف يعني لو أن الكلب خنقه وجاء به فهل يحل أو لا ؟ فيه خلاف المشهور من المذهب أنه لا بد أن يكون هناك جرح لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أنهر الدم ) والقول الثاني أنه لا يشترط لعموم قوله تعالى : (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) والاحتياط أن لا يأكله.

السائل : ... .
الشيخ : لو أتى الكلب بالصيد حيا وجب أن يذكي التذكية الشرعية يعني لا بد أن ينهر الدم ويسمي عليه مرة أخرى .

السائل : إذا رميت بالمعراض فخزق فكل ... .
الشيخ : تعرف العصا هذا المعراض رأى إنسان طيرا يطير أو أرنبا تعدو فرمى عليها العصا إن أصاب بعرضه هكذا فإنها لا تحل وإن كان المعراض رأسه مدببا يعني دقيق بحيث أصاب الصيد خرقه فإنه يحل.

القارئ : حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( قالوا يا رسول الله إن هنا أقواما حديثا عهدهم بشرك يأتون بلحمان لا ندري أيذكرون اسم الله عليها أم لا قال : اذكروا أنتم اسم الله وكلوا ). تابعه محمد بن عبد الرحمن والداروردي وأسامة بن حفص .

القارئ : " يقول قوله : تابعه محمد بن عبد الرحمن هو الخناثي وعبد العزيز بن محمد الداروردي وأسامة بن حفص هو المدني وتقدم في الذبائح بيان من وصله وطريق الداروردي وصلها محمد بن أبي عمر العدني في مسنده عنه وتقدم القول في هذا السند بأشبع من هذا هناك ".
الشيخ : طيب هذا الحديث قوله : ( لا ندري يذكرون اسم الله ) قال : ( اذكروا اسم الله أنتم وكلوا ) .

الشيخ : في هذا من الفوائد الفقهية أن الفعل إذا وقع من أهله فإن الأصل فيه السلامة كل فعل يقع من أهله فالأصل فيه السلامة البيع إذا وقع من جائز التصرف فالأصل فيه السلامة وأنه ملك البائع ولا يحتاج أن نقول ثبت وكذلك الهبة وكذلك جميع العقود والأفعال أيضا إذا صدرت من أهلها فإن الأصل السلامة وفيه أيضا أن الذابح إذا كان أهلا للذبح وشككنا هل سمى أم لا ؟ فإننا لا نلتفت إلى هذا الشك. بناء على أن الأصل السلامة ولهذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح هؤلاء القوم الذين هم حديثو عهد بشرك والغالب أن الحديث عهد بشرك لا يعرف أحكام الإسلام ومع ذلك قال سموا أنتم وكلوا ( اذكروا أنتم اسم الله وكلوا ) فدل ذلك على أن الذبيحة إذا ذبحها من هو أهل للذبح لا نسأل هل سمى أم لا لأن الأصل أن ذبيحته حلال وكذلك لا نسأل كيف ذبح هل ذبحها بالسكين أو بخنق أو بغير ذلك لا نسأل لأن التسمية شرط وإنهار الدم شرط وإذا قلنا لا نسأل عن التسمية فإننا لا نسأل عن إنهار الدم ولا فرق فإذا أطعمنا يهودي أو نصراني لحما فهل نأكل أو نقول كيف ذبحت وهل سميت ؟ لا لا نقول هذا نأكل ولكن نسمي طيب ويُشعر هذا الحديث بفحواه انتقاد السؤال لأنه لما قال : ( سموا أنتم وكلوا ) فكأنه قال ليس لكم أن تبحثوا عن فعل غيركم فإن هذا من التعمق والتنطع ولكن أنتم سموا على فعلكم ولا تبحثوا عن فعل غيركم وهذا هو الموافق للشريعة الإسلامية أالإنسان لا ينبغي أن يتنطع ويتعمق ما دام الفعل صدر من أهله وقوله : ( سموا أنتم وكلوا ) هل المراد التسمية على الذبح الذي هو فعل غيره أو على الأكل الذي هو فعلهم ؟ الثاني لأن التسمية على الذبح لا فائدة منها انتهى الذبح فالتسمية هنا على الأكل الذي هو فعلنا وفي هذا من يسر الشريعة الإسلامية وسهولتها ما فيه وأن الإنسان لا يكلف أن يبحث ولو أننا كلفنا أن نبحث لضاقت علينا الأمور، لو كنا نقول من ذبح هذا فلان ابحثوا هل يصلي أو لا يصلي ابحثوا أيضا هل هو قد تملك هذه الذبيحة على وجه شرعي أو لا قالوا نعم اشتراها من فلان فلان كيف جاءته قالوا استوهبها من فلان الواهب كيف جاءته قالوا عوض خلع لامرأته طيب من أين جاء المرأة وبقينا نتسلسل إلى ما لا نهاية لكن من فضل الله عز وجل أننا لا نتعمق هذا التعمق وأن الأصل في التصرف الواقع من جائز التصرف السلامة والصحة.

السائل : الراوي يذكر أن هؤلاء الأصل فيهم أنهم مسلمون أن هؤلاء الذين يأتون باللحم مسلمين لم لا يبنى على الأصل والمسلمين سموا ... .
الشيخ : النصراني ممن تحل ذبيحته وكذلك اليهود.

السائل : ... بالنسبة للمصيدة التي تسمى بالنباطة .
الشيخ : إي نعم أتعرفها هذا يسأل ماذا تقول في المصيدة التي تسمى بالنباطة لأنها تنبط الحصى نقول لا يحل ما صيد بها إلا إذا أدركته حيا وذكيته ما تقتل الصغير أبدا ما تقتل هذه لا تحل إذا خزقت تحل حتى إذا خزقت والله في النفس منها شيء لأنها ما هي تنفذ حتى لو واحد ينبطك بيدك ما يؤثر عليك كثيرا .

السائل : لو غلب على ظننا أن هؤلاء القوم تاركون اسم الله ... .
الشيخ : سم وكل ما لم تتيقن أنهم لم يسموا أو لم ينهروا الدم فلا تأكل ولكن إذا شككنا هل الذابح ممن تحل ذبيحته أو لا هذه هي النقطة التي يجب أن نفهمها إذا شككنا هل الذابح ممن تحل ذبيحته أم لا نقول إذا كان هناك أصل نبني عليه فنبني على الأصل مثل أن نشك في رجل مسلم هل هو يصلي أو لا يصلي ؟ الأصل الصلاة أما إذا لم يكن لدينا أصل مثل أن شككنا في القائمين على المجزرة هل هم مسلمون أو مشركون أو شيوعيون أو مجوسيون فهل نأكل أو لا نأكل ؟ لا نأكل لأننا الآن شككنا في أهلية الذابح لا في الشروط التي تترتب على الذبح فحينئذ لا نأكلها المجوسي هل تحل ذبيحته ؟ لا تحل ذبيحته وقد قيل للإمام أحمد إن أبا ثور يرى أن المجوسي تحل ذبيحته فقال : " أبو ثور كاسمه " شذ في هذا لأن ما قاله خلاف الإجماع فلم يقل أحد من العلماء أن المجوس تنكح نساؤهم ولا تحل ذبائحهم ولهذا نقول إنه لا تحل ذبيحة المجوسي ولا تنكح نساؤهم وإن كان تؤخذ منهم الجزية لأن الجزية على القول الراجح تؤخذ من كل كافر من المجوس واليهود والنصراني والشيوعي وكل أحد.
السائل : ... .
الشيخ : لا تحل يعني لو أن أحد مسك الطائر ومزعه فإنه لا يحل لأن هذا يشبه الخنق وكذلك لو فعل كما يفعله بعض الصبيان يمسكون العصفور فيقتله بظفره يذبحه بظفره فإنه لا يحل وبعضهم يذبحه بسنه .
السائل : ... .
الشيخ : ما يحل لأنه من جنس اللي يدخل عود ويقطعه.
السائل : ولو كان ميت .
الشيخ : الميت ما يحل.
لا الصيد في أي موضع كان من بدنه ... إذا ضربه السهم في أي موضع من بدنه حل.

القارئ : حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : ( ضحى النبي صلى الله عليع وسلم بكبشين يسمي ويكبر الشاهد قوله يسمي ويكبر ) .
الشيخ : الشاهد قوله : ( يسمي ويكبر ) فذبح باسم الله.

السائل : ... .
الشيخ : هم ما داموا على شيوعيتهم لا تحل ذبائحهم .
السائل : أصلهم مسلمين .
الشيخ : تشيعوا إذا تشيعوا كرها فإنهم مسلمون.
السائل : ... .
الشيخ : لأن الاستعانة باسم الله كالاستعاذة باسمه.

السائل : ... .
الشيخ : سمعتم السؤال يقول : لو أن غير الكتابي والمسلم أعان مشركا على الذبح هل تحل الذبيحة ؟ نقول المعونة إن كانت على الذبح نفسه فإنها لا تحل لأنه اجتمع في هذا الفحل مبيح وحاظر يعني بمعنى أن الاثنين أمسكا بالسكين وذبحاه فهذا لا تحل ذبيحته أما لو ناول من لا تحل ذبيحته السكين من تحل ذبيحته فذبح فإنها تحل وكذلك لو ذبح فأنهر الدم ثم كمل الذبح من لا تحل ذبيحته فهي حلال.
السائل : ... .
الشيخ : هذه مسألة الصيد الصيد له حرمة فلا تجوز الإعانة عليه أما هذا فيحل ذبحه عرفت.
السائل : ... .
الشيخ : مشرك أعان مسلما.

القارئ :حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن الاشول بن قيس عن جندب رضي الله عنه : ( أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر صلى ثم خطب فقال : من ذبح قبل ان يصلي فيلذبح مكانها اخرى ومن لم يذبح فليذبح باسم الله ) .
الشيخ : الشاهد قوله : ( فليذبح باسم الله ).

الشيخ : وفي هذا دليل على أن الشرط لا يسقط بالجهل لقوله : ( من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ) فإن عمومه يقتضي وأنه وإن كان جاهلا ولهذا لما قال بردة بن ميار رضي الله عنه : ( يا رسول الله إنني ذبحت قبل أن آتي إلى الصلاة من أجل أن يطعم أهله ويأكلوا مبكرين فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بدلا منها وقال : إن شاتك شاة لحم ) مع أنه كان جاهلا لكن الشرط لا يسقط بالجهل كما ذكرنا قبل الأذان .
القارئ : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ورقاء .
الشيخ : قال : ( ومن لم يذبح فليذبح باسم الله ) استنبط بعض العلماء من قوله : ( فليذبح باسم الله ) أن الجار والمجرور في البسملة ينبغي أن يكون متعلقه فعلا مناسبا للعمل الذي ابتدأته بالتسمية فمثلا إذا أراد إنسان أن يتوضأ وقال باسم الله ما متعلق البسملة ؟ توضأ وإذا أراد أن يدخل المسجد يقول باسم الله أدخل.

القارئ : حدثنا ابو نعيم قال حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله ).
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام :( لا تحلفوا بآبائكم ) إنما خص الآباء لأنه الغالب كانوا يحلفون بآبائهم ثم أرشد لما نهى عن الحلف بالآباء أرشد إلى ذكر من يحلف به وهو الله فقال : ( ومن كان حالفا فليحلف بالله ) فدل ذلك على تحريم الحلف بالآباء ومثله الحلف بأي مخلوق كان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز الحلف به حتى بجبريل حتى بالعرش أي مخلوق فإنه لا يجوز الحلف به فمن حلف به فقد أشرك شوف مناسبة حديث الباب.

القارئ : " حديث ابن عمر لا تحلفوا بآبائكم تقدم شرحه في باب الأيمان والنذور قال نعيم بن حمام في الرد على الجهمية دل هذا الحديث على الاستعاذة بأسماء الله وكلماته والسؤال بها مثل حديث الباب وحديث عائشة وأبي سعيد باسم الله أرقيك وكلامهما عند مسلم وفي الباب عن عبادة وميمونة وأبي هريرة عند النسائي وغيره بأسانيد جياد على أن القرآن غير مخلوق إذ لو كان مخلوقا لم يستعذ بها وإذ لا يستعاذ بمخلوق قال الله تعالى : ( ( فاستعذ بالله )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا استعذت فاستعذ بالله ) وقال الإمام أحمد في كتاب السنة قال الجهمية لمن قال إن الله لم يزل بأسمائه وصفاته قلتم بقول النصارى إذ جعلوا مع الله غيره فأجابوا بأننا نقول أنه واحد بأسماءه وصفاته ".
السائل : العيني يقول : مطابقته للترجمة ... .
الشيخ : بس ما في استعاذة أقول ما فيه استعاذة ولا سؤال لكن إن كان من وجه بعيد يقال الحلف بالله تعظيم له فيكون في هذا تعظيم أسماء الله وإذا عظم أسماء الله صارت محلا للاستعاذة من هذا الوجه يمكن لكن فيه شيء من البعد ثم إن قوله الاستعاذة لا تكون بالمخلوق ليس هذا على إطلاقه بل الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه جائزة وفي ذلك أحاديث نعطيها للأخ الذي يريد أن يخرجها مع أنها مخرجة بس تحتاج إلى نقلها من مستعد منكم أعطيك إياها يقول : فعاذت المخزومية بأم سلمة ؟ يعوذ عائذ بالبيت، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به، أعوذ برسول الله ، من كان متعوذا؟ فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا تأتي بها غدا إن شاء الله.

السائل : ... .
الشيخ : يقول كيف نجمع بين نهي الرسول صلى الله عليه وسلم على الحلف بالآباء مع أنه حلف عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( أفلح وأبيه إن صدق ) في قصة الرجل الذي سأل عن الاسلام فقال والله لا أزيد على هذا ولا أنقص فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( أفلح وأبيه إن صدق ) وقد اختلفت أجوبة العلماء في هذا فقال بعضهم إن في هذا تصحيفا وأن الأصل أفلح والله لكن لما كانوا بالأول لا ينقطون الكلمات ولا يضعون عليها الحركات صارت أفلح والله إن صدق قريبا من أبيه ولا شك أن هذا خطأ لأن الأحاديث رويت بالنقل بالقول والنقل بالكتابة واللذين رووها أفلح وأبيه ثانيا قال بعضهم : هذا قبل النهي عن الحلف بالآباء وهذا القول يحتاج الى شيء ما هو ؟ التاريخ وقال بعض العلماء : أن هذا مما يجري على اللسان بلا قصد كقوله ثكلتك أمك يا معاذ هذه ثلاثة أقوال وقال بعض العلماء : إن النبي صلى الله عليه وسلم يستحيل أن يكون في قلبه من تعظيم المحلوف به مثل ما يكون في قلب غيره وعلى هذا فيكون مستثنى.