تتمة شرح الحديث : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً
الشيخ : قوله : ( أنا عند ظن عبدي بي ) يعني كما جاء في حديث آخر ( إن ظن بي خير فله وإن ظن بي سوءا فله ) ولكن متى يحسن أن يظن الإنسان بربه خيرا ؟ يحسن إذا عمل عملا يستحق به الخير فحينئذ يظن بربه خيرا مثاله : عمل عملا صالحا فظن بربه أن يقبله تاب من ذنب فعله فيظن بربه أن يقبله لا ينظر إلى عمله وإلى حاله فيسيء الظن بناء على ما عنده ولكن ينظر إلى رحمة الله عز وجل فيحسن الظن أما من ليس عنده ما يكون به إحسان الظن فإن إحسان الظن إفلاس ولهذا فقد جاء في الحديث : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) فحسن الظن لا بد أن يكون في محل قابل بأن يعمل عملا صالحا فيحسن الظن بالله عز وجل أن قبله يتوب فيحسن الظن بالله أن الله قبل توبته أما أن يصر على معصيته ويقول أنا أحسن الظن بالله أن يغفر لي الله يزني صباحا ومساء ويشرب الخمر صباحا ومساء ويقول أحسن الظن بالله مسكين كيف تحسن الظن بالله تب إلى الله وأحسن الظن بالله أن يقبل الله توبتك إذن إحسان الظن بالله متى يكون ؟ إذا كان في محل قابل عند العمل الصالح أو التوبة من عمل سيء فيحسن الظن بالله أن يقبل توبته وأن يقبل عمله قال : ( وأنا معه إذا ذكرني ) المعية هنا معية خاصة تقتضي التثبيت والتأييد والنصر وغير ذلك من مقتضيات هذه المعية الخاصة فكلما ذكرت الله فاعلم أن الله معك سواء ذكرته بقلبك أو بلسانك أو بجوارحك فاعلم أن الله معك ولهذا قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )) حتى تنالوا الفلاح في الثبات والاطمئنان ولهذا إذا ذكر الإنسان ربه من قلبه نسي كل شيء ولست أقول نسي كل شيء كما ينسى الصوفية الذين يفنون عن شهود السوى إذا قام أحدهم تعبد نسي كل شيء فغفل على زعمه بالمعبود عن العبادة وبالمذكور عن الذكر وبواجب الوجود عن ممكن الوجود نسي كل شيء حتى يصل بعضهم إلى حد الجنون يخبط يخبط يقول أنا خيمتي على جهنم كيف نصبت خيمتي على جهنم هذا كلام عقل أم جنون جنون ويقول سبحاني سبحاني يغيب مرة سبحاني سبحاني ويقول ما في الجبة إلا الله يعني نفسه فيصلون إلى حد السفه والجنون والهذيان فأنت كل ما ذكرت ربك فإن الله معك بالنصر والتأييد والتثبيت وزوال الوحشة حتى إذا استوحشت في الليل وأردت أن تزول الوحشة عنك فاذكر الله عز وجل لأنك بذكر الله يكون عندك كل شيء ويتصاغر عندك كل شيء.
1 - تتمة شرح الحديث : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً أستمع حفظ
معنى المعية وأقسامها ؟
القسم الثالث : معية خاصة بقوم معينين بأوصافهم للتأييد والتثبيت مثل قوله تبارك وتعالى : (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) وأمثالها كثير. الرابعة : مخصوصة بقوم معينين للتأييد مثل قوله تعالى : (( ولا تهنوا وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم )) هذه خاصة في المخاطبين في ذلك الوقت خاصة وإلا هي عامة خاصة بالمجاهدين وأنتم الأعلون والله معكم بالنصر والتأييد والتثبيت الخامس : خاصة بأشخاص معينين للتأييد والنصر والدفاع مثل قوله تعالى في موسى وهارون لما قال موسى : (( ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) المعية هنا لشخص خاصة بشخص للتأييد والتقوية والتثبيت ومن ذلك قوله تعالى في حق نبينا صلى الله عليه وسلم حين قال له أبو بكر وهما في غار ثور : ( يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ) يعني بذلك قريشا الذين يطلبون الرسول عليه الصلاة والسلام وأبا بكر وقفوا على الغار ليس بينهم وبين أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم حائل لا عش حمام ولا شجرة عليها حمام ولا شيء قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) أخبر وبين الحكم هذا هو التأييد والتثبيت والدفاع ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) ويش الظن ؟ أبو بكر رضي الله عنه ماذا يظن باثنين الله ثالثهما أنه لم يضرهما أحد ولن يستطيع أحد أن يعثر عليهم وهذا هو الواقع وقفوا على الغار وما رأوا أحدا أعمى الله أبصارهم وانصرفوا وهذه المعية من الله عز وجل للرسول وأبي بكر كالمعية التي كانت في موسى وهارون ولهذا كانت أقوى من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب لما خلفه في أهله في غزوة تبوك وكأن عليا صار في نفسه شيء كيف تخلفني مع النساء والصبيان فقال : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) في إيش ؟ أن تكون بمنزلة هارون وموسى في كونك خليفة لي على أهلي كما خلف موسى هارون على قومه (( اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين )) لكن أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله معنا )) كمعية الله لموسى وهارون فكان هذا أبلغ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) بينهما فرق أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ( إن الله معنا ) اثنين كما قال الله لموسى إنني معكما أسمع وأرى فهذه معية خاصة بالشخص ولا بالوصف ؟ بالشخص فإن قال قائل هل هذه المعية حقيقية أو المراد بها لوازمها ؟ نقول هي حقيقية واللوازم تابعة للمعنى الأصلي كسائر المعاني اللوازم كالسمع والعلم والبصر والمدافعة وما أشبه ذلك تابعة للمعنى الأصلي الذي يدل عليه اللفظ بالمطابقة فإن قال قائل كيف تجعلونها حقيقية وأنتم تنكرون على الحلولية الذين يقولون إن الله معنا حقا بذاته نقول نعم ننكر عليهم لأن هؤلاء يقولون إن الله معنا في نفس المكان فيقولون إن الله مع الرسول وأبي بكر في نفس المكان في الغار مع المحسنين في نفس ذاتهم المعية العامة مع الناس كلهم في أي مكان كانوا ونحن ننكر هذا أشد الإنكار فإن قال قائل : كيف يمكن أن تثبتوا معية حقيقية مع اعتقادكم أن الله تعالى فوق عرشه فوق السماوات السبع هذا تناقض كيف تكون المعية حقيقية ثم تقول : نؤمن أن الله فوق العرش فوق سبع سماواته هذا تناقض الجواب على هذا من ثلاثة أوجه الوجه الأول إن الله جمع فيما وصف به نفسه بين المعية والعلو أليس كذلك فقال وهو معكم وقال : وهو العلي العظيم بل في نفس آيات الحديد (( خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم )) فليس استواؤه على العرش بمانع من كونه معكم فإذا كان كذلك إذا كان الله جمع بما وصف به نفسه بين العلو والمعية فإننا نعلم علم اليقين أنه لا تناقض بينهما لأن لو كان بينهما تناقض للزم أن يكون أحد الخبرين كذبا وهذا مستحيل هذه واحدة. الوجه الثاني : أنه لا تناقض بين العلو والمعية وذلك لأن المعية معناها الأصلي مطلق المصاحبة والمقارنة وهذا المطلق يختلف باختلاف المضاف إليه وباختلاف القرائن فمثلا الرجل يقول زوجتي معي وهو في المسجد والمرأة في البيت والكلام هذا صحيح ولا غير صحيح إذن في مطلق مقارنة ومصاحبة لكن ليس معناه أن تكون معه في نفس المسجد والجنود في الميدان في القتال يقولون القائد معنا لأنهم يمشون على توجيهاته هذه المعية أو المقارنة أو المصاحبة لها معنى القائد أين هو ؟ في غرفة العمليات وهم في ميدان القتال ويقولون القائد معنا إذا تغير المعنى بحسب السياق العرب يقولون ما زلنا نسير والقمر معنا القمر معهم بأيديهم أم على رواحلهم لا في السماء ويقولون باللفظ العربي المبين الفصيح إن القمر معنا ولا ينكر عليهم أو يقولون ما زلنا نسير القطب معنا أو الجدي معنا وكل هذا كلام عربي فصيح صحيح فهل هناك الآن منافاة بين علو القمر والسماء أو القطب أو الجدي وبين كونه معنا أجيبوا لا فإذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق أولى وأولى ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في * العقيدة الواسطية * : " بل القمر في السماء وهو من أصغر المخلوقات وهو مع المسافر وغيره أينما كان " موضوع في السماء وهو من أصغر المخلوقات ومع ذلك هو مع المسافر وغيره في كل مكان فكيف بمن هو محيط بكل شيء كيف بمن السماوات السبع والأرضين السبع في كفه كخردلة في كف أحدكم ألا يصح أن نقول هو معنا وهو في السماء ؟ يصح إذن هذا من وجهان الوجه الثالث : أن نقول هب أن بين المعنى الحقيقي بين المعية والعلو الذاتي تناقضا في حق المخلوق فإن ما يلزم في حق المخلوق لا يلزم في حق الخالق وما استحال في حق المخلوق قد يكون جائزا أو واجبا في حق الخالق وبهذا يزول الاشكال أن ما يقع في القلب من الشك والتردد بين قولنا بإثبات معية حقيقية وعلو ذاتي حقيقي وأهم شيء الوجه الأول وهو أن الله تعالى لا يمكن أن يجمع فيما بين ما وصف به نفسه بين شيئين متناقضين لكن يحتاج الأمر إلى فطنة وإلى ذكاء حتى يتمكن الإنسان من الجمع بين ما ظاهره التعارض وفضل يؤتيه من يشاء هذا تكلمنا عنه على قوله : ( أنا معه إذا ذكرني ) المعية في هذا الحديث من أي الأقسام ؟ من الأقسام الخاصة فعليك أخي بذكر الله دائما اذكر الله دائما حتى يكون الله معك دائما ( فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ) هذا هو الشاهد من الحديث الشاهد قوله : ( ذكرته في نفسي ) ( وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) ملأ يعني الجماعة ذكرته في ملأ خير منه من هم ؟ الملائكة المقربون ( الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادتي ويسبحونه وله يسجدون ) يذكره في ملأ خير منهم ويا له من فخر عظيم إذا جلست في مجلس ما أسهل أن تذكر الناس بالله عز وجل لو لم تقل إلا لا إله إلا الله ما أعظم الله كيف استطاع بنو آدم أن يكونوا هذا النور من مسمار يربط ويطفئ النور أو لا يطفئ هذا ذكر لله ولا لا ؟ هذا ذكر لله فإذا ذكرت الله في هذا الملأ ذكرك الله في ملأ خير منهم وهم الملائكة المقربون عند الله .
استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أفضلية الملائكة على بعض الإنس والجن فهل هذا الإستدلال صحيح ؟
3 - استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أفضلية الملائكة على بعض الإنس والجن فهل هذا الإستدلال صحيح ؟ أستمع حفظ
تتمة شرح الحديث : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى :أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث تقدم الكلام على أوله إلى قوله : ( ذكرته في ملأ خير منهم ) قال : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) في هذه الجمل الثلاث بيان فضل الله عز وجل وأنه يعطي أكثر مما فعل من أجله أن يعطي العامل أكثر مما عمل وهذه هي القاعدة في ثواب الله عز وجل أنه يعطي أكثر كما جاء في القرآن الكريم : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) (( ومثل ما ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل )) هذه الجمل الثلاث تدل على هذا المعنى العظيم وأن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه يقول جل وعلا : ( إن تقربت إليه بشبر تقربت إليه ذراعا ) الشبر مسافة ما بين طرف الخنصر إلى طرف الابهام عند مد اليد هكذا هذا الشبر والذراع مسافة ما بين طرف الأصبع الوسطى إلى عظم المرفق وهذا هو طرف الأصبع هذا الذراع وهذا هو الذي كان يقدر به سابقا الشبر والذراع والباع وما أشبه ذلك وقوله : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ) اختلف العلماء في هذه الجملة وما بعدها فقيل : إن هذا على حقيقته وإن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا وعلى هذا فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلى مشي كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج أو ما أشبه ذلك وتخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ولكنها كالتي تحتاج إلى مشي أي أن الله يعطي العامل أكثر ما عمل وقيل هذا على سبيل المثال وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه تقرب الله إليه على كيفية لا نعلمها نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله لكن تقرب الله إلينا لا نعلمه فالمعنى إذا تقرب الإنسان بقلبه إلى الله فإن الله تعالى يتقرب إليه على كيفية لا تعلم وذلك أن الإنسان يشعر بتقربه إلى الله بالقلب أحيانا يكون قلبه ذاكرا لله عز وجل فيشعر أنه قريب من الله عز وجل وأحيانا يكون غافلا فالمعنى إذا تقرب الإنسان إلى ربه بالقلب ومن المعلوم أن العبادات تكون سببا لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ولهذا تشعر وأنت ساجد بأنك قريب من الله وأن الله في السماء فيكون على هذا القول يكون هذا من باب ضرب المثل وليس على الحقيقة وهذا القول أحسن من الأول لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات والأول يختص بالعبادات ذات السعي والمشي وكذلك أيضا يقال : ( من تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) أما قوله : ( وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فهذا أيضا اختلف العلماء هل هو على حقيقته أو لا ؟ فقيل : هو على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي أما الله عز وجل لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال إن الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولا بد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يأتي على صفته هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن أنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة ؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يمكن أن نتصورها هي فوق ما نتصور وفوق ما نتكلم به والقول الثاني : ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي بها الإنسان مشيا وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم بمكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها على القول الثاني من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضائي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يشسع إلى العبادة إسراعا بالبدن وأحيانا يسرع بالقلب وهو ثابت بمكانه فالمهم أن للعلماء في هذه المسألة قولين لعلماء السلف هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنها بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية على أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الاسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ويؤيد هذا بأنه ليست جميع العبادات تحتاج إلى سعي ومشي وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون ولا عشر العبادات الأخرى يعني العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل بالنسبة للعبادات الأخرى فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل بهذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل علي فإني سوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشيا أقبل إليك مسرعا أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون فهذا أسلوب عربي معروف ولا زال إلى يومنا هذا طيب وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية .
4 - تتمة شرح الحديث : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً أستمع حفظ
هل يمكن إثبات المجيء لله عز وجل ؟
الشيخ : نعم تثبت لكن لا بهذا الحديث لأننا إذا أثبتنا المجيء لا بد أن يكون على مجيء يختاره هو لكن المهم لا نثبتها بهذا الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : والله يجوز التوقف نقول آمنا بما أراد الله لكن إذا رأينا أكثر العبادات لا تحتاج إلى مشي فهذا قد يؤيد القول أنها على سبيل التمثيل .
السائل : ... .
الشيخ : هذا يرجح القول الأول لكن المعنى يررجح به الثاني ثم إن السلف ليس يحملون كل شيء على ظاهره وإن دل الدليل على خلاف الظاهر ولهذا لا ينكر السلف كل تأويل السلف ينكرون كل تأويل لا يدل عليه الدليل فإذا دل عليه دليل قالوا إن المراد ما دل عليه هذا الدليل.
هل يقال إن معنى الحديث" أسرعت إليه بالثواب "
الشيخ : أنه على سبيل التمثيل.
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : وبعضهم يقول الباع الخطوة والمعروف عندنا عند العامة الباع الخطوة ما بين الخطوتين هو الباع إذن هي مصرية نجدية.
القارئ : " ( أتاني يمشي أتيته هرولة ) إسراعا يعني من تقرب إلي بطاعة ".
الشيخ : أظن أن عندنا بالتقدير إذا قدر الحبال قال هكذا هذا الباع إذا قدر الحبال لكن إذا قدر الأرض فهو بخطوة هذا أطول لعله اصطلاح خاص بمساحة الأرض بالخطوة .
القارئ : " ( أتاني يمشي أتيته هرولة ) إسراعا يعني من تقرب إلى بطاعة قليلة جازيته بمثوبة كثيرة وكلما زادت الطاعة زدت في ثوابي وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني فإتياني بالثواب له على السرعة والتقرب والهرولة والتقرب والهرولة مجاز على سبيل المشاكلة أو استعارة أو قصد إرادة لازمها وإلا فهذه الإطلاقات وأشباهها لا يجوز إطلاقها على الله تعالى إلا على المجاز واستحالته عليه تعالى وفي الحديث جواز اطلاق النفس على الذات ".
الشيخ : أقول ليست قاعدة هذه وأشكالها ليست على الحقيقة وإنما على سبيل المجاز ما هو على عمومه .
باب : قول الله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك فقال أو من تحت أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك قال أو يلبسكم شيعًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أيسر
قال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك أو قال : (( من تحت أرجلكم )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك قال : (( أو يلبسكم شيعا )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا أيسر ) .
الشيخ : قال البخاري رحمه الله باب قول الله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) هالك أي زائل إلا وجه الله والمراد بالهالك قبوله للهلاك وإن لم يهلك ولهذا من المخلوقات ما لا يهلك كالجنة والنار والروح وما شاء الله عز وجل فالمراد بالهلاك هنا أنه إما هالك حقيقة أو قابل للهلاك إلا وجه الله واختلف المفسرون بقوله : (( إلا وجهه )) فقيل إلا ما أريد به وجهه وعلى هذا يكون معنى الآية كل ما يقوم به الإنسان ويفعله الإنسان لا فائدة منه إلا ما أراد به وجه الله.
9 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك فقال أو من تحت أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك قال أو يلبسكم شيعًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أيسر أستمع حفظ