تتمة سؤال هل يجوز للإنسان العزل ؟
باب : قول الله تعالى : (( لما خلقت بيدي )) .
فوائد: تتعلق بإثبات صفة اليد والخلق لله عز وجل
فائدة حول ما خلقه بيده حقيقة وما خلقه بالكلمة وما كتبه بيده.
السائل : أحسن الله إليكم
مراجعة الشيخ لما سبق في الدرس الماضي
الطالب : ...
الشيخ : يعني إذا قصد مراعاة الوصف وصف العاقل فإنه يؤتى بما وإن قصد الشخص فهو بمَن ومراعاة الوصف لآدم أنه خصه الله عز وجل أنه خلقه بيده أعظم من كونه شخصاً هو آدمي طيب وقوله تعالى (( بيدي )) الباء في قوله بيدي للتعدية يعني أن الخلق حصل باليد حصل باليد وهذا لم يكن في خلق السماوات والأرض ولا في غيرهما من المخلوقات لم يخلق الله أحداً بيده إلا آدم إلا ما ورد أنه سبحانه وتعالى غرس جنة عدن بيده فإذا صح هذا الأثر فإنه يضاف إلى ما خلقه الله تعالى بيده وأما ما كتبه بيده فهو التوراة كتبها الله تعالى بيده قال الله تعالى: (( وكتبنا لهم في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء )) خلق الله آدم بيده وخلق غيره بالكلمة كن فيكون حتى عيسى ابن مريم خلقه الله عز وجل بالكلمة كما قال الله تعالى: (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) فإنه خلقه وقال له كن فكان لكن بناءً ... سبب نفخ الله في فرجها بروح من عنده خلقها الله عز وجل ونفخ في فرجها جبريل هذه الروح فنشأ الولد .
تتمة كلام الشيخ حول صفة اليد وأحوالها
المبحث الثالث حول أحوال ورود صفة اليد
البحث الرابع حول صفة اليد الواردة في القرآن الكريم
فإن قال قائل لماذا لا نأخذ بالجمع لأنه أزيد فإن من أخذ بالجمع فقد أخذ بالمثنى قلنا هذا لا يستقيم، لأن قوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) جاءت رداً على قول اليهود: (( يد الله مغلولة )) فجاءت لبيان الصفة الكاملة لله عز وجل بالنسبة لهذه الصفة ولو كان هناك يد زائدة على الثنتين لذكرت، لأنه كلما كثرت الأيدي كثر العطاء فلو كان هناك يدٌ زائدة على ثنتين لذكره الله تعالى لما فيها من إفحام لهؤلاء اليهود والرد عليهم، فتعين أن تكون اليد اثتنان لا أكثر وجاءت الأحاديث أيضاً ظاهرة في هذا المعنى أن اليد اثنتان فقط وهذا الذي نعتقده بالنسبة لله عز وجل.
البحث الخامس: في الفرق بين قوله تعالى(لما خلقت بيدي) وبين قوله تعالى( مما عملت أيدينا).
الوجه الأول: أن الله أسند الفعل إلى نفسه في قوله: (( لما خلقت بيدي )) وجعل اليد بمنزلة الآلة التي يصنع بها، أما في عملت أيدينا فأسند الفعل إلى الأيدي نفسها
ثانيا: أن الله سبحانه وتعالى قال: (( لما خلقت بيدي )) بصيغة التثنية (( ومما عملت أيدينا )) بصيغة الجمع فلا بد أن يكون هناك فرق والفرق أن المراد بأيدينا النفس فهو كقوله تعالى: (( بما كسبت أيديكم )) أي بما كسبتم فمعنى الآية مما عملنا
الوجه الثالث: أن الله تعالى قال في خلق آدم: (( خلقت بيدي )) فقال خلقت وهناك قال: (( مما عملت )) فجعله عملاً والعمل يكون بالكلمة وكذلك الخلق يكون بالكلمة لكن لما غاير بينهما علم أنهما ليسا سواء وهو كذلك ولهذا أجمع العلماء أن الأنعام من الإبل والخيل وما أشبه ذلك مما يركب ويؤكل لم يخلقها الله بيده وإنما خلقها بالكلمة سبحانه وتعالى وعلى هذا فتكون الأنعام غير مخلوقة باليد بل مخلوقة بالكلمة لا باليد.
9 - البحث الخامس: في الفرق بين قوله تعالى(لما خلقت بيدي) وبين قوله تعالى( مما عملت أيدينا). أستمع حفظ
المبحث السادس: حول تعطيل أهل الكلام لصفة اليد والرد عليهم.
إثبات اليد الحقيقية لله عز وجل منكر ومحال على الله ووصف لله بما لا يليق به وأنه لا يجوز للمسلم أن يعتقد هذه العقيدة حتى أن بعضهم قال: من أطلق ذلك فهو كافر، لأنه يقتضي أو يستلزم أن يكون الله جسماً ومن أثبت أن الله جسم فهو كافر على زعمهم، إذن ما معنى اليد؟ قالوا معناها يعود إلى القدرة يعود إلى القدرة وإنما أعادوه إلى القدرة يا إخوان لأنهم يثبتون القدرة من جملة الصفات ايش؟ السبع فيحيلون كل صفة فعلية إلى معنى القدرة فيقولون معنى اليد القدرة وبعضهم قال اليد النعمة، لأنها تأتي في اللغة العربية بمعنى النعمة ومنه قول الشاعر:
" وكم لظلام الليل عندك من يد *** تؤيد أن المانوية تكذب أو تخبر أن المانوية تكذب "
يعني يقول إن لك خيرات كثيرة في الليل تبين وتخبر أن المانوية والمانوية طائفة من المجوس يقولون إن الظلمة لا تخلف خيراً أبداً ولا يكون خيرٌ في ظلمة وهذه الخيرات التي يفتيها هذا الممدوح تشهد بأن المانوية كاذبة الشاهد: " قوله من يد " أي من نعمة ومنه قول أبو بكر رضي الله عنه أظنه لبديل بن ورقة : لولا يد لك عندي لم أجزي أنا نسيت القصة لكنه قال لولا يد لك عندي يعني نعمة فيقال: الأصل في اليد أنها اليد الحقيقية فإذا وجدت قرينة تمنع أن يكون المراد بها غير الحقيقية أن يكون المراد بها اليد الحقيقية فحينئذٍ يجب أن نأخذ بما دلت القرينة عليه ثم نقول يمنع هذا التحليل التثنية (( بيدي )) (( بل يداه )) فهل تقولون إنه ليس لله قدرة إلا اثنتان وما معنى هذا القول أو تقولون أن ليس لله نعمة إلا نعمتان وهذا يكذبه الواقع يكذبه الواقع لا شك وعلى هذا فنقول كل من حرفها فإنه مخطئ مجانب للصواب مخالف لما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، فإن قال قائل إيتوا لنا بدليل واحد أو نص واحد عن الصحابة أنهم قالوا أن المراد باليد اليد الحقيقية نقول لا نأتي لكم بشيء بل المتواتر عنهم حيث يتلون كتاب الله وما جاء من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم ينقل عنهم حرف واحد يبينون أن المراد بها خلاف ظاهرها وعلى هذا فهم يؤمنون بها على ظاهرها وهم عرب خلص يعرفون المعنى وإذا لم يرد عنهم شيء يخالف الظاهر فإننا نجزم بأنهم يقولون بالظاهر إذ كيف يتلون كتاب الله آناء الليل والنهار ولا يتجاوزون العشر آيات يتعلموها وما فيها من علم وعمل ثم لا يرد عنهم حرف واحد يدل على أنهم يخرجون الكلام عن ظاهره ولا حاجة إلى أن ننقل لكل صفة بعينها نص عن الصحابة أو التابعين لأن الأصل أنهم يقولون بما دل عليه ظاهر القرآن أن المراد اليد الحقيقية والعين الحقيقية وكذلك بقية الصفات، فإن قال قائل إن قوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) لم يبين فيها أن لله يداً يمنى وله يداً شمالاً فماذا تقولون هل تقولون إن الله ليس له إلا يدان وتسكتون أو تقولون له يدٌ يمنى وشمال أم ماذا تقولون قلنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كلتا يديه يمين ) فكلتا يديه يمين بالنسبة إلى عدم اختلاف كل يد عن الأخرى لكن ورد التصريح بالشمال في من حديث ابن عمر أخرجه مسلم في صحيحه وذكره الشيخ رحمه الله محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد واستخرج المسائل من الدلائل وقال من جملة المسائل: " التصريح بالشمال لله عز وجل " وعلى هذا فالجمع بين هذه الرواية وبين قوله: ( كلتا يديه يمين ) أن نقول هما يدان يمين وشمال ولكن لا تختلفان كما تختلف أيدي المخلوقين بالنسبة لليمنى والشمال فكلتاهما يمين مباركة كلتاهما فيها الخير وفيها العطاء فإن الله سبحانه وتعالى يده ملآى سحاء الليل والنهار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغظ ما في اليمين ) سبحانه وتعالى لكثرة خيراته وبركاته وجوده وإحسانه نعم.
كيف نتمكن من الرد على أهل الكلام اللذين ينكرون صفة اليد لله عز وجل ؟
الشيخ : نحن ذكرنا حول هذا السؤال قاعدة قلنا أن أهل الكلام أدخلوا في العقائد كلمات لا بد من أن نخوض الميدان معهم فهم قالوا إن اليد مجازاً عن كذا فكان لا بد أن نقول بل هي حقيقة ولا يعني ذلك أن باقي القرآن مجازا كذلك تكلموا في أشياء أخرى في مسألة الجسم ومسألة الحيز، فاضطر أهل السنة أن يتكلموا كذلك مسألة زيادة بذاته في الاستواء والنزول والمجئ كل هذا دفعاً لما يروجه هؤلاء المحرفون بين العامة ويقولون المراد كناية عن كذا مجازاً عن كذا وما أشبه ذلك.
السائل : ... قلنا حقيقة يد حقيقة ...
الشيخ : هو على كل حال له يد يكفي إلى إذا قلنا له يد كفى هو الحقيقة لكن إذا بلينا بما نطالعه في عامة الكتب التي تتكلم عن العقيدة ما عدا كتب السلف وأنهم يقولون هو مجاز عن القدرة مشكلة فلا بد من إخراج هذا المفهوم.
حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرةً
حدثني معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام عن قتادة عن أنس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء شفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن إيتوا نوحاً فإنه أـول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض )
الشيخ : نعم هذه القطعة من الحديث نتكلم عليها أولاً: قال في هذا اللفظ يجمع الله المؤمنين ولكن الجمع يوم القيامة للمؤمنين وغيرهم والمشقة تكون على المؤمنين وغيرهم ويقول في هذا الحديث يأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس يعني على ما هم عليه من الغم والكرب الذي لا يطاق فالمفعول الثاني محذوف دلّ عليهم السياق، المعنى: أما ترى الناس أصابهم ما أصابهم من الهم والغم والكرب (خلقك الله بيده ) وهذا هو الشاهد من الحديث المطابق للترجمة تماماً (وأسجد لك ملائكته) أي أمرهم أن يسجدوا لك فسجدوا وهنا يقع سؤال كيف جاز للملائكة أن يسجدوا لغير الله وهل سجودهم هذا عبادة؟ الجواب جاز لهم أن يسجدوا لغير الله لأن الله أمرهم به وسجودهم لآدم عبادة ولهذا كان ترك إبليس السجود لآدم كفراً استكبر وكان من الكافرين كما أن قتل النفس من كبائر الذنوب ولا سيما الأقارب وكان قتل النفس للأقارب منقبة عظيمة لإبراهيم الخليل حيث أمره الله أن يقتل ولده فاستسلم هو والولد ولما أحضره للذبح وتله للجبين تله بشدة لئلا تأخذه الرحمة وجعل جبينه مما يلي الأرض لئلا يعجز عن تنفيذ ما أمره الله به أن يرى وجه ولده والسكين أمامه أو أن الولد أيضاً يحصل له ما يحصل حين يرى السكين فوق وجهه، لكن جاء الفرج من الله ورفع عنه هذا التكليف العظيم الباهظ و قال له ((قد صدقت الرؤيا)) وكتب لك أجر من ذبح ولده الذي بلغ معه السعي امتثالاً لأمر الله عز وجل فصار هذا القتل للابن صار قربى لله عز وجل والله تعالى له أن يفعل ما يشاء إذا كلفنا بأمر فإن امتثالنا لهذا الأمر عبادة مهما كان
والبحث الثالث في هذا قوله: ( علمك أسماء كل شيء ) أسماء كل شيء معلوم أن كل شيء لو أخذت بظاهرها لكان الله علمه كل شيء حتى ما يكون إلى يوم القيامة ولكن المراد بذلك أسماء كل شيء يحتاج إليه أو إلى معرفة اسمه في ذلك الوقت ولا غرابة أن تأتي هذه اللفظة كل شيء ويراد بها شيء مخصوص ألم تروا إلى قوله تعالى عن ريح عاد: (( تدمر كلّ شيءٍ بأمر ربها )) ولكن لم تدمر المساكن (( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم )) لكن علمه أسماء كل شيء يحتاج إليه إلى معرفته ولهذا قيل للملائكة: (( أنبئوني بأسماء هؤلاء )) شيء معين عندهم (( إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا )) ولكن هل علمه كلّ ما يتعلق بهذه المسميات؟ يروى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " علمه القصعة والقصيعة والفسوة والفسية " يعني مكبرات الأسماء ومصغراتها كل ما يحتاج إليه وفي هذا البحث اختلف العلماء هل اللغات توقيفية أو كسب والصحيح أن بعضها توقيفي وبعضها كسب أي بعضها أي أن بعضها مما علمه الله وبعضها أخذه الإنسان بالتجارب ووضع لكل معنى اسماً حسب تجاربه ولهذا نرى أن اللغات تتطور وتزيد أحياناً وتنقص أحياناً ففي كلمات من اللغات هجرت ولا تستعمل أبداً هذه ماتت وفي كلمات تجدد لها معاني فاستعمل لها اللفظ المناسب لهذه المعاني الجديدة طيب
البحث الرابع: قول: ( لست هناك ويذكر خطيئته التي أصاب ) هذا اعتذار وبيان حجة الاعتذار لست هناك وبيان الحجة الخطيئة التي أصاب وذلك أن الشافع لا بد أن يكون له قدر عند من شفع إليه وإذا لم يكن له قدر أو كان حصل منه مخالفة فإنه هو يحتاج إلى من ايش؟ إلى من يشفع له ويخجل أن يكون شافعاً لغيره مع أنه حصل منه ما حصل وهذا شيء فطري فطري، لو جاء إليك إنسان وقال تشفع لي عند فلان لا والله أنا ما أقدر متهاوش أنا وياه البارحة يشفع ولا ما يشفع؟ ما يشفع فآدم اعتذر وذكر سبب الاعتذار أنه أكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها أمره الله أن يأكل من كل ما طاب في الجنة وقال :(( لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) فجاءهما الشيطان ((فوسوس لهما )) ((ودلاهما بغرور)) ((وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)) وقال: ((هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)) والإنسان بشر ضعيف، فانقاد وأكل من الشجرة وبدت العورة العورة الحسية والعورة المعنوية العورة المعنوية بالمعصية، والحسية تساقط ما ستر الله به عورتهما وجعل يخصفان عليهما من ورق الجنة وفي هذا دليل على كذب الرواية التي تروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقت دعوا الله ربهما لئن ءاتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحاً جعل جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون )) حيث زعمت هذه الرواية أن حواء حملت فجاءهما الشيطان فقال: سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً ثم حملت فجاءهما وقال: لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فإن هذه كذب لا شك فيها أنها كذب والعجيب أن في بعض سياقاتها أنه قال لهما: أنا صحابكما الذي أخرجتكما من الجنة سبحان الله يتوسل إليهما بقبول خبره بأنه أخرجهما من الجنة وهذه القصة ذكرنا في شرح التوحيد أكثر من ثمانية أوجه تدل على كذبها ومنها هذا الحديث، لأنه لو وقع من آدم لكانت أكبر من أكل الشجرة لأن فيها اخلالاً بالتوحيد ووقوعاً في الشرك وهو أعظم من المعصية، الله أكبر الله أكبر
فإن قال قائل إذا تبين بطلان كون الآية الكريمة في آدم وحواء فبماذا تجيبون عن قوله: (( هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها )) قلنا الجواب على هذا سهل المراد بقوله من نفس واحدة أي من جنس واحد وجعل منها زوجها كقوله تعالى: (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته )) وليس المراد بالنفس الواحدة آدم بل المراد نفوس بني آدم والمعنى أنه خلق من جنس واحد وحصل..
12 - حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرةً أستمع حفظ