تتمة شرح الحديث : حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرةً
قال:( ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ) في هذه الجملة الرابعة أو الخامسة؟ خلقك الله بيده أسجد لك ملائكته علمك أسماء كل شيء نعم الرابعة ذكر الخطيئة الخامسة يقول: ائتوا نوحاً ونوح هو الأب الثاني للبشرية لقول الله تبارك وتعالى: (( وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين )) فهو الأب الثاني للبشرية والأول آدم وقوله: ( أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ) صريح أن آدم ليس برسول وأن أول رسول نوح ويدل على ذلك قوله تعالى: (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) ولو كان قبل نوح رسول لقال كما أوحينا إلى فلان والنبيين من بعده وقال الله تبارك وتعالى (( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما )) يعني نوحاً وإبراهيم (( النبوة والكتاب )) وبهذا نعرف أيضاً كذب من قال من المؤرخين إن إدريس وشيتاً رسولان قبل نوح فشيت لم يذكر في القرآن لكن نأخذ الذي ذكر في القرآن وهو إدريس فإن بعض المؤرخين يذكر أن إدريس قبل نوح وهذا لا شك أنه كذب ولا يجوز تصديقه لأنه ليس أحد من الرسل قبل نوح أبداً والظاهر أن إدريس من أنبياء بني إسرائيل لأنه يذكر في سياق أنبياء بني إسرائيل فالظاهر أنه منهم فإن قال قائل لماذا لم يرسل أحد من قبل نوح فالجواب ما ذكره الله في قوله: (( كان الناس أمة واحدة )) يعني على الحق (( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) فكان الناس على الحق لكن لما كثروا وانتشروا في الأرض اختلفوا فحينئذٍ احتاجوا إلى الرسل ليحكموا بينهم بالحق وفيه إشارة إلى أن آدم نبي وقد جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاتم فيما رواه ابن حبان بإسناد صحيح أن آدم نبي مكلّم أوحى الله إليه بوحي بشرع يناسب الوقت الذي هو فيه فتعبد به وأولاده في ذلك الوقت قليلون على طبيعتهم وعلى فطرتهم فيأخذون بما كان عليه أبوهم ويتعبدون لله به حتى كثروا فاختلفوا.
1 - تتمة شرح الحديث : حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحًا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليمًا فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرةً أستمع حفظ
فوائد: تتعلق في الفرق بين النبي والرسول .
هل يوجد مثال على حكم الأنبياء بشرائع من قبلهم من الرسل ؟
الشيخ : أي منهم؟
السائل : الذي تقدمه رسول كل ما جاء في ...
الشيخ : أي نعم في قوله تعالى (( إنا أنزلنا التوارة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار )) فهذه الآية تشير إلى أن هناك أنبياء يحكمون بالتوارة التي أنزلها الله على موسى.
السائل : ...
الشيخ : كأن في الحديث شيئاً محذوفاً هو الحديث سيق بسياق أعم من هذا لعله يذكره المؤلف.
السائل : ... .
تتمة الشرح مع الفوائد
الشيخ : نوح عليه الصلاة والسلام يذكر خطيئته وهي سؤال ربه ما ليس له به علم فإنه قال لله عز وجل : (( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) شوف كلام الرب عز وجل لأنبيائه ورسله بهذه القوة والشدة (( فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) وقال لمحمد آخر الرسل: (( اتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) كيف يقول الله هذا الكلام للرسل لأولي العزم ونحن نسأل الله أن يعمنا بعفوه نبارز الله بالمعصية القولية والفعلية والعقدية إلا أن شاء الله نعم وكأننا واثقون مائة بالمائة بأننا ناجون نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا إلى أنفسنا طرفة عين نعم
القارئ : ( ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبداً )
الشيخ : نعم ائتوا إبراهيم خليل الرحمن إذا قال قائل من أين علم نوح أن إبراهيم خليل الرحمن؟ من أين علم؟ وأيهما الأول؟ نوح نعم عبد الرحمن
الطالب : كما قال عليه الصلاة والسلام نبي مرسل فيوحي إليه
الشيخ : من ؟
الطالب : نوح عليه السلام
الشيخ : يعني علم ذلك بالوحي، قطعاً أنه علمه بوحي وذلك لأنه لا يعلم الغيب، ولكن هل إن الله أوحى إلى نوح في وقت وجوده في الدنيا أنه سيبعث إبراهيم ويتخذه خليلاً أو أن نوحاً علم بعد ذلك ويكون الأنبياء تعرض عليهم أحوال الناس في الدنيا هذا محل نظر ومراجعة إن شاء الله حتى يتبين وإن أخذنا هذا بالتسليم وكنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أما كيف علم أنه خليل الله فهذا ليس إلينا إذا قلنا هذا فقد بنينا على المبدأ السابق الذي فيه ايش؟ الراحة والسلامة نقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام إن نوحاً قال ائتوا إبراهيم خليل الرحمن وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلاً خليل الرحمن لم يقل رسول ولا نبي قال خليل الرحمن لأن الخلة درجة عظيمة من ينالها؟ لا نعلم أن أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام إن الله اتخذني خليلاً قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً ) وبه نعرف أن من قالوا إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله أنهم نقصوا النبي صلى الله عليه وسلم نقصوه لأن المحبة أدنى من الخلة، والخلة ثابتة للرسول المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين لعامة المحسنين لعامة التوابين لعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلاً عن أولوا العزم والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين فالذي نجد في بعض الأدعية أو في بعض كتب الوعظ وما أشبه ذلك إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب، نقول هذا خطأ هذا تنقص في حق الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا قال أنا أريد محمد الحبيب لي قلنا أيضاً نقصت أنت كان أبو هريرة يقول: "حدثني خليلي أوصاني خليلي" اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلاً أشد من أن تتخذه حبيبا أليس كذلك طيب.
هل يجوز اتخاذ الصديق خليلا؟
لكن الشيء الذي يجب أن يتحرز الناس منه ما وجد عند بعض الشباب والشابات من المحبة مع الله التي تكون أول ما تكون محبة في الله ثم تنمو حتى تكون محبة مع الله فتزاحم محبة الله إن لم تتغلب على محبة الله فيحب المرء أول ما يحب لله ثم تنمو هذه المحبة وتنمو وتنمو حتى تطغى على محبة الله ولا يكون في قلبه إلا محبة هذا الشخص وهذه مسألة خطيرة مسألة خطيرة يجب أن ينتبه الإنسان لها بنفسه ويجب أن ينبه لها غيره، أن لا تكون المحبة في الله محبة مع الله فإنها تكون شركاً تكون نوعاً من الشرك (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )) نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين آمنوا والأخ حجاج يشير إلي فيقول انتهى الوقت والله أعلم وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الطالب : باقي وقت
الشيخ : لا ما بها ساعتك انت اثنا عشر أجل طيب نمشي
يقول ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ...لا ترفع ايديك أبداً في الوقت الذي يكون قريب من انتهاء الوقت.
يقول: خليل الرحمن قلنا لماذا قال خليل الرحمن ولم يقول رسولاً لأن الخلة أعلى شيء يحصل للإنسان فلذلك لم ينتق الله سبحانه وتعالى من عباده فيما نعلم خليلاً إلا إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام نعم يا علي
السائل : الإيراد الذي هو أن نوح عليه السلام ذكر خلة إبراهيم ، وإبراهيم لم يأتي بعد وهذا الكلام يوم القيام ويوم القيامة يحصل فكيف يورد ؟
الشيخ : لكن نوح عليه الصلاة والسلام توفي قبل أن يولد إبراهيم فمن الذي أعلمه أنه خليل.
السائل : ... هو من ذريته يعرفه
الشيخ : هذا الذي نحن قلناه قلنا إما أنه بوحي من الله أو أنه تعرض العمال على الأنبياء أو نقول بالطريق الأسلم دون أن نناقش بأي طريق وصل علم هذا إلى نوح، الأسلم أن نقول هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فنحن نؤمن به ولا حاجة إلى أن نبحث ما هو الطريق الذى أدى إلى علم نوح بهذا الشيء.
السائل : ...
الشيخ : نعم تكون أخص أخص الأخص الآن انتهى الوقت.
هل يجوز قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم أو جبريل صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : ما تقولون في هذا ؟ يقول هل نقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم أو جبريل صلى الله عليه وسلم أو نقول إبراهيم عليه السلام وجبريل عليه السلام؟ لا مانع من أن نقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم
السائل : الأولى يا شيخ ؟
الشيخ : لا أدري ما الأولى لكن ليس فيه مانع نعم
السائل : ... نقول جبريل عليه السلام ويقول جبريل صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : على كل ما ورد في هذا ، وإذا ورد بعد هذا مما يؤيد لا شك.
تتمة شرح حديث الشفاعة
الشيخ : وقفنا على ذكر إبراهيم نعم يقول : (يذكر خطاياه التي أصابها ) اذكرها في الشرح لأن فيها اختلافاً في الروايات.
القارئ : ما ذكرها في ...
الشيخ : ما ذكرها؟ وش يقول ؟ ما أشار إليها؟
القارئ : ...
الشيخ : العيني أعطني اياه
الشيخ : أو هذا الباب مما يذكر في هذا الباب، هو المعروف أن هذه الخطايا هي أنه قال: (( بل فعله كبيرهم هذا )) (( وقال إني سقيم )) وقال لملك مصر هذه أختي والروايات بهذا مختلفة ولكن مع هذا فإنها ليست بالخطايا لكن مثل خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام يخشى أن تكون خطايا وإلا فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان متأولاً متأولاً فيما قال والتأويل وإن كان ظاهره عند مخاطب أنه كذب فإنه ليس بكذب، ولكن لعل ابن حجر يذكر الراجح من هذه الروايات
السائل : ...
الشيخ : مثل
السائل : ...
الشيخ : لا التوحيد ما في باسمك اللهم... لكن في أيضاً شيء غير هذا صريح لما قال: ( هذا قضى عليه محمد رسول الله قالوا لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال: اكتب ) هذا هو الذي يقال فيه أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقسم قال : (والله إني رسول الله وإن كذبتموني ) قبل أن يقول اكتب محمد بن عبد الله ويكون كما أشار إليه الزهري إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمة الله إلا أجبتهم عليها ) فيكون هذا لدرأ مفسدة أكبر نعم
السائل : ...
الشيخ : يقولون تقدير الآية ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبأنا من نبي إلا ...) ويقولون إن مثل هذا جار في اللغة العربية ومنه قول الشاعر عن ناقته: "علفتها تبناً وماءً بارداً" والماء البارد لا يعلف قالوا فالتقدير علفتها تبنا وسقيتها ماء بارداً، فحذف الفعل للدلالة عليه بقرينة سائغ في اللغة العربية نعم
السائل : ما هي القرينة ... ؟
الشيخ : القرينة ما علم أن النبي مأخوذ من النبوة وهي الرفعة أو النبأ وهو الخبر والرسول من الرسالة لأنه أمر أن يبلغ لأن الرسول مأمور بالتبليغ أنا لو أرسلت شخصاً إلى جماعة فقد أمرته بأن يبلغ لكن لو نبأته أخبرته بشيء ولم أقل له أن يبلغ صار منبأً غير مرسل.
السائل : عفا الله عنك هل يؤخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم اكتب : محمد ابن عبد الله مراعاة المصلحة إذا كان يترتب عليها مثلاً ؟
الشيخ : أي نعم أصلاً الشرائع ما جاءت إلا لإقامة المصالح وهدم المفاسد لكن عاد تعيين المصلحة لا يكون بهوى الناس قد يرى بعض الناس أن هذا مصلحة وآخرون يرون أنه غير مصلحة فيظنون في الآن من الناس من يقولون أن إبقاء البنوك على ما هي عليه ترابي مصلحة مصلحة اقتصادية لا يمكن أن تزال فنقول أن هذه ما هي مصلحة كل ما حرمه الشرع فليس بمصلحة قطعاً.
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد ) ؟
الشيخ : المعنى أن الرسول تعجب، تعجب من أن هذا الرجل مسعر حرب يعني موقد للحروب يعني أنه ليس بالهين لن يجد أحدا وفي رواية لو يجد من ينصره فعرف أبو بصير أنه لن ينصره الرسول عليه الصلاة والسلام سيوفي بعهده. لكن إذا قال قائل كيف يقتل أحد الرجلين وبينهم وبين الرسول عهد هذه من المسائل التي ستكون على عاتق من يبحث في هذا الحديث
السائل : هل يؤخذ من أبي بصير أنه كون عصابة ظهور الأحزاب الاسلامية.
الشيخ : هذه عصابة ضد من ؟
السائل : ضد كفار قريش
الشيخ : لا بأس كل المسلمين عصابة ضد المشركين
السائل : لكن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وأبا بصير ومن معه بأنفسهم
الشيخ : لأن أبا بصير وجماعته حرب للكفار الكفار هم الذين طلبوهم هم الذين طلبوهم ليقتلوهم أو يحبسوهم أو ينكلوا بهم
السائل : ...
الشيخ : نعم البدن هي الإبل
السائل : ...
الشيخ : الرقبة تنفرد سالفتي يعني تقطع رقبتي جموا يعني نشطوا وعادت إليهم قواهم وأموالهم نعم.
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : وما حلا إلا ما حلا به
القارئ : " وما حلا بمهملة بمعنى جادل وزنه ومعناه ووقع في رواية حذيفة المقرونة ( لست بصاحب ذاك إنما كنت خليلاً من وراء وراء ) وضبطه وضبط بفتح الهمزة وبضمها واختلف الترجيح فيهما قال النووي أشهرهما الفتح بلا تنوين ويجوز بناءهما على الضم وصوبه أبو البقاء والكندي وصوب ابن دحية الفتح على أن الكلمة مركبة مثل شذر مذر، وإن ورد منصوبا منونا جاز ومعناه لم يكن في التقريب والادلال بمنزلة الحبيب
قال صاحب التحرير : كلمة تقال على سبيل التواضع، أي لست في تلك الدرجة
قال: وقد وقع لي فيه معنى مليح وهو أن الفضل الذي أعطيته كان بسفارة جبريل ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله بلا واسطة وكرّر وراء إشارة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم لأنه حصلت له الرؤية والسماع بلا واسطة فكأنه قال أنا من وراء موسى الذي هو من وراء محمد "
الشيخ : لا لا أقول ...
القارئ : " قال البيضاوي الحق أن الكلمات الثلاث إنما كانت من معاريض الكلام لكن لما كانت صورتها صورة الكذب أشفق منها استصغاراً لنفسه عن الشفاعة عن الشفاعة مع وقوعها لأن من كان أعرف بالله وأقرب إليه منزلاً كان أعظم خوفاً "
الشيخ : أحسنت، إذن ليست خطايا في الواقع لكن نظراً لمقام الشفاعة وأنه أمر عظيم خاف أن يكون مثل هذا مانع له من أن يكون أهلاً لأن يشفع للناس، والأمر لا شك أنه مراد أن الله ساق الشفاعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم من وراء الأنبياء كلهم كما سيأتي إن شاء الله.
تتمة الشرح
الشيخ : خطيئته التي أصاب هو أنه قتل القبطي الذي استغاثه عليه الإسرائيلي من بني إسرائيل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اعترف بأنه ظلم نفسه مع أن قتله إياه كان قبل أن يُنبأ قبل أن يذهب إلى مدين لكن الأنبياء مقامهم عليهم الصلاة والسلام مقامهم مقام الخوف والأدب معه الله والتعظيم فهو يرى نفسه أنه ليس أهلاً لأن يشفع وقد صدر منه قتل نفس بغير حق نعم
القارئ : ( ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم )
الشيخ : عيسى لم يذكر خطيئة ليكمل الشرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يكون الأنبياء الذين سبقوه منهم من اعتذر بخطيئة ومنهم من اعتذر لاعترافه بأن محمداً أكمل بدون خطيئة ولكن الكمال لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا فضل الله يأتيه من يشاء أن يتنقل طلب الشفاعة من أبي البشر إلى أربعة من أولي العزم ولا تحصل الشفاعة إلا من محمد صلى الله عليه وسلم منهم من يرى أنه عمل أشياء تحول بينه وبين أهلية الشفاعة وهم ثلاثة أو أربعة؟ ثلاثة نوح وإبراهيم وموسى والرابع لا يذكر شيئاً لكن يرى أن هناك من هو أحق منه أن يشفع وأكمل منه وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم نعم
القارئ : ( فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبداً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني )
الشيخ : هنا طوي ذكر سبب طلب الشفاعة لأن سبب طلب الشفاعة من البشر ايش؟ أن يريحهم الله من الموقف وهنا طوي ذكرها ولم تذكر لكنها ذكرت في أحاديث أخرى أن الرسول يشفع حتى يأتي الله عز وجل للقضاء بين عباده قال أهل العلم: وإنما كان الرواة يطوون ذكر هذه الشفاعة لأن هذه الشفاعة لا ينكرها أحد من فرق الأمة كل الأمة لا تنكر الشفاعة العظمى التي للقضاء بين العباد فلهذا اقتصر الرواة على ذكر الشفاعة التي فيها الخلاف بين فرق الأمة وهي الشفاعة لمن دخل النار فإن الخوارج والمعتزلة يرون أن من دخل النار فإنه لا يخرج منها بشفاعة ولا غيرها حتى وإن كان من المؤمنين لأن الخوارج يرون أن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار وأن السارق من سرق ربع دينار كمن سجد لصنم كلاهما كافر مخلد في النار والمعتزلة يرون أن فاعل الكبيرة خارج من الإيمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين المنزلتين لا يعطى اسم الايمان ولا يعطى اسم الكفر لكنه في حكم الآخرة مخلد في النار فلا فرق بينهم وبين الخوارج في حكم الآخرة كلهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلهذا كان الرواة رواة حديث الشفاعة كانوا يذكرون ما يتعلق بالخلاف بين أهل السنة وبين أهل البدعة وهو الشفاعة فيمن دخل النار بذنب لكنه ليس بكافر نعم
القارئ : ( ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة )
الشيخ : الحمد لله وهذه الشفاعة لأهل الكبائر من هذه الأمة إذا شفع لهم الرسول عيهم الصلاة والسلام أو الأنبياء الآخرون أو الملائكة أو الصالحون أخرج الله سبحانه وتعالى من النار من في قلبه مثقال ذرة من الخير والشاهد من هذا الحديث كله هو قوله لآدم خلقك بيده خلقك الله بيده إثبات اليد لله عز وجل وسبق الكلام عليها وبيان الوجوه التي وردت عليها بالكتاب والسنة نعم
السائل : ...
الشيخ : على كل حال هذه المسألة فيها تفصيل في الفقه.
من هم الاقوام الذين حبسهم القرآن؟
الشيخ : الكفار هم الذين حبسهم القرآن أنهم لا يخرجون منها قال الله تعالى: (( وما هم منها بمخرجين )) ولهذا قالوا ووجب عليه ووجب عليه الخلود نعم.
الشفاعة عند الخروج من النار هل هي خاصة بأهل الكبائر من هذه الأمة ؟
الشيخ : جاء في الحديث أن الرسول قال: ( ادخرت شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي )
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع
الشيخ : سحاءُ الليلَ الأحسن تقف عشان يعرف المعنى لئلا يظن أن سحاء مضاف إلى الليل
القارئ : ( لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع )
الشيخ : اللهم ارفعنا يقول: ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ) يعني لا ينقصها سحاء يعني كثيرة العطاء الليل والنهار يعني في الليل وفي النهار، ويأتي الكلام على بقية الحديث وما فيه من الاشكال والجواب عنه
وقوله الليل والنهار يعني أنها كثيرة العطاء ليلاً ونهاراً والليل والنهار أوسع من قوله في الليل والنهار لأنه إذا قيل في الليل والنهار فإن في للظرفية تحتمل أن تكون في جميع الليل والنهار أو أن تكون في جزء منه أما إذا قال الليل والنهار فالمعنى دائماً وقوله: ( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ) يعني أخبروني ماذا أنفق منذ خلق السماوات والأرض من يستطيع إحصاءها؟ لا أحد قال: ( فإنه لم يغض ما في يده ) يعني لم ينقص ومنه قوله تعالى: ( وغيض الماء ) يعني نقص فإن قال قائل معلوم أنه لا يغيض ما في يده لأنه ينفق مما في يده على ما في ملكه فالكل لم يخرج عن ملكه فكيف يتصور النقص قلنا هذا مثل المراد أنه لو قدر أنه ينفق خارج ملكه لم يكن ذلك ناقصاً مما عنده كما جاء في حديث أبا ذر الغفاري الطويل الذي أخرجه مسلم ورواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس بالبحر ) إذا غمست المخيط في البحر ثم نزعته وش ينقص من البحر لا شيء يعني لا ينقص من ذلك شيئاً والمعنى أنه لو قدر أنني أعطيت من هو خارج ملكي أما من هو في ملكه فهو في ملكه سواء أعطاهم أو ما اعطاهم الكل في ملكه فهذا من باب التمثيل قال: (وعرشه على الماء) هذا ماء غير الماء الأول الذي كان قبل خلق السماوات والأرض هذا ماء آخر بين السماء السابعة والعرش ماء عظيم عليه العرش قالوا وبيده الأخرى الميزان يعني إحدى اليدين بالعطاء وهو قول محض والأخرى فيها العدل يخفض ويرفع يخفض من؟