تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع
قال: ( وعرشه على الماء ) هذا ماء غير الماء الأول الذي كان قبل خلق السماوات والأرض هذا ماء آخر بين السماء السابعة والعرش ماء عظيم عليه العرش قال: ( وبيده الأخرى الميزان ) يعني إحدى اليدين للعطاء وهو ... والأخرى فيها العدل يخفض ويرفع يخفض من؟ يخفض من اقتضت حكمته خفضه ويرفع من اقتضت حكمته رفعه كما قال الله تعالى: (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير )) والشاهد من هذا الحديث قوله : (يد الله ملأى) وبيده الأخرى فأفاد هذا الحديث أن لله عز وجل يدين اثنتين نعم.
1 - تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع أستمع حفظ
ما معنى استأذن النبي على الله؟
الشيخ : استأذن على الله يعني طلب من الله أن يأذن له فيشفع
السائل : استأذن من الله ؟
الشيخ : من الله ايه نعم.
كيف الجمع بين قوله تعالى ( وكان عرشه على الماء) وما ورد في الحديث من أن الماء فوق السموات السبع؟
الشيخ : يعني الذي في الحديث الآن: قال وعرشه على الماء؟ أما قوله تعالى (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء )) هذا واضح هذا الماء الأول لكن هذا ماء فوق السماء السابعة كما جاء ذلك في السياق في سياق الحديث الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في آخر كتاب التوحيد قال ( بين السماء السابعة وبين العرش بحر بين أعلاه وأسفله مسيرة خمسمائة عام ) أما يوم القيامة فإنه من الجائز أنه عز وجل يعدم هذا الماء ويكون العرش هو سقف الفردوس.
3 - كيف الجمع بين قوله تعالى ( وكان عرشه على الماء) وما ورد في الحديث من أن الماء فوق السموات السبع؟ أستمع حفظ
ما الصحيح في ذكر حملة العرش؟
الشيخ : إي ما يمنع أن يكون على الماء ومحمول هذا شيء يتصور مع أن الآية التي ذكرت هذا يوم القيامة (( يحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية )) أما الآن فالمذكور أن حملة العرش أربعة.
حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك رواه سعيد عن مالك
5 - حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك رواه سعيد عن مالك أستمع حفظ
وقال عمر بن حمزة سمعت سالمًا سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض الله الأرض
6 - وقال عمر بن حمزة سمعت سالمًا سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض الله الأرض أستمع حفظ
فوائد :تتعلق بإثبات صفة اليد لله عز وجل
السائل : ما ذكرت اليد
الشيخ : القبض قبضته هذا معناه ولم يقل الله عز وجل: والأرض في قبضته قال قبضته والقبضة ما يقبض باليد هذا مدلولها اللغوي فهو ظاهر اللفظ نعم .
ما يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم:"من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه" ثم هو لا يصلي؟
الشيخ : مثقال ذرة من الخير
السائل : المسلم اللي ما يصلي
الشيخ : اللي ما يصلي ما عنده خير
السائل : ...
الشيخ : ... الحمد لله صل لله ما دمت تقول الحمد لله صلي لربك
السائل : ...
الشيخ : كل هذه حجج واهية يا آدم ما دام عندنا حديث صريح ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ) ايش؟
السائل : ترك الصلاة
الشيخ : نعم
8 - ما يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم:"من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه" ثم هو لا يصلي؟ أستمع حفظ
حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله أن يهوديًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبًا وتصديقًا له
الشيخ : أنا عندي سمع، أنه سمع
القارئ : حدثنا مسدد أنه سمع عن يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله ( أن يهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع والخلائق على أصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ: (( وما قدروا الله حق قدره )) قال يحيى بن سعيد وزاد فيه الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً له ).
9 - حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله أن يهوديًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبًا وتصديقًا له أستمع حفظ
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره
الشيخ : كل هذا يؤيد ما سبق من أن الأرض قبضته بيده عز وجل
10 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره أستمع حفظ
الفوائد مع الشرح
صليت الركعتين يا صليت الركعتين أنت الذي جلست؟ صلاة ركعتين
فعقيدتنا أن نثبت له أصابع وجاء في حديث اختصام الملأ الأعلى أن له أنامل فإذا أثبت الله لنفسه أو أثبت له رسول أي صفة كانت لا تستوحش منه أثبتها لله لكن اجعل أمامك شيئين:
الأول: انتفاء المماثلة لقوله تعالى (( ليس كمثله شيء ))
الثاني: امتناع التكييف لقوله تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم ))
فإذا ضمنت لنفسك هذين الأمرين انتفاء المماثلة وانتفاء وامتناع التكييف فاستقر ولا تستوحش، لا تستوحش من أي صفة يثبتها الله لنفسه أو يثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الأول ذكر خمسة أصابع وفي الحديث الثاني ذكر أربعة ولا منافاة لأنا نأخذ الزائد ونقول هذا يرد من يقع من اختلاف الرواة ولا يضر المهم ثبوت أصل الشيء وهو الأصابع وأصبع في اللغة العربية يقولون لا يمكن أن يخطئ فيه ألحن الناس لا يمكن أن يخطئ فيه ألحن الناس يعني من حيث التصريف لا من حيث الإعراب الإعراب يمكن أن يلحن فيه يمكن تقول قطعت أصبعٍ بالسكينة ممكن هذا لحن لكن من الناحية التصريفية لا يمكن أن يخطئ فيه أحد وأنشدوا لذلك بيتاً جمع معه الأنملة وأظن الأخ خالد يسمعنا إياه
الطالب : ... .
الشيخ : ... من طيب الآن ناصر
الطالب : "وهمز أنملة ثلث وثالثه التسع في أصبع واختم بأصبوع"
الشيخ : اليوبي يشرح لنا همزة ... .
الطالب : يعني فيها الحركات الثلاث
الشيخ : الهمزة فيها الحركات الثلاث انطق بها
الطالب : أُصبع وإصبع وأَصبع
الشيخ : طيب وثالثه ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب ليش قال يا عبد الله التسع في أصبع كيف؟ وهي ثلاث وثلاث ست
الطالب : ...
الشيخ : ثلاث وثلاث كم ؟
الطالب : ست
الشيخ : طيب كيف قال تسع في اصبع ؟ هذا أثبت أن فيها تسع لغات
الطالب : ...
الشيخ : نعم أي صار ثلاث ؟ ثلاثة وثلاثة كم؟
الطالب : ست
الشيخ : طيب ، لكن ثلاثة في ثلاثة؟
الطالب : تسع
الشيخ : تسع أي نعم يعني مأخوذة من ضرب ثلاثة في ثلاثة
هات تثنية الهمزة وننتقل الآن إلى أصبع وتثنية الهمزة مع بقاء الباء مضمومة
السائل : أَصبُع وأَصبِع
الشيخ : لا ، الهمزة مضمومة
السائل : أصبُع ،
الشيخ : أَصبُع
السائل : أُصبُع وإصبُع
الشيخ : أُصبع وإصبُع تمام، طيب يلا حجاج كسر الهمزة مع تثليث الباء
الطالب : إِصبَع
الشيخ : إِصبَع
الطالب : وإِصبِع
الشيخ : وإِصبِع
الطالب : وإِصبُع
الشيخ : وإِصبُع طيب ماذا بقي علينا بالهمزة هذول ست لغات نعم الأخ
الطالب : أَصبَع وأَصبِع
الشيخ : صحيح كم هذه ؟ تسع لغات قال قال واختم بأُصبُوع اختم بأُصبُع فتقول قطعت أصبوعه ونزيد في اللغة العامية إصبعاً خاصاً وهو إصباع ولكنه خاص بالبطارية ولا يقال لكل شيء طيب نعم
السائل : ...
الشيخ : الله على كل شيء قدير ، قادر على أن يقصد هذه من هذه في ذت الوقت
طيب بقينا في ضحك الرسول عليه الصلاة السلام تعجباً وتصديقاً له أنكر بعض أهل التعطيل هذا الاستنتاج من حديث عبد الله بن عباس ابن مسعود، قال إن هذا استنتاج من عبد الله بن مسعود وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الإنكار على اليهود وأنه جعل كلامه كالذي يضحك منه سخرية واستهزاء انتبه أنظر البلاء إذا اعتقد الإنسان قبل أن يستدل حرف النصوص تحريفاً واضحاً فما هو الجواب؟ نقول الجواب من وجهين الوجه الأول أن الصحابة رضي الله عنهم أفقه الناس بحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قال عبد الله بن مسعود إنه تعجباً وتصديقاً لقول الحبر فهو أعلم منكم أيها الخلف بلا شك، الشيء الثاني الوجه الثاني إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته )) وقراءة الآية هل هو تأييد أو تفنيد؟ أجيبوا تأييد لا شك فبطل دعوى هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحك كالساخر به لا كالمقر المصدق نعم.
ما وجه ضحك النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : ما في شك يقين لكن لو حدثك إنسان بحديث غير صحيح ترى أنه غير صحيح ثم ضحكت عليه ضحكت
السائل : ...
الشيخ : لا اصبر خليك معي والقرينة تدل على أنك ساخر به ما يمكن هذا الرسول يمكن يضحك ساخراً باليهود لو جاءوه بباطل لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أيد هذا بقوله بقراءة الآية (( وما قدروا الله حق قدره )) لكن كما قلت لكم البلاء كل البلاء يحصل في مثل هذه الأمور مما إذا اعتقد الإنسان قبل أن يستنير ولهذا يجب أن يكون الإنسان بالنسبة للنصوص ساذجاً خالياً من أي شيء حتى تكون النصوص هي الواردة ويكون هو التابع للنصوص، ما يمدينا نأخذ الموضوع كم باقي
الطالب : ...
الشيخ : ثلاث نعم منصور
السائل : ...
الشيخ : على ايش؟
السائل : ...
الشيخ : في أحاديث كثيرة في أحاديث بهذا ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية وذكرها أيضا من تكلموا على هذه المسألة على بأنها أربع لكن لا يحضرني لفظ الحديث بهذا نعم .
ما هي الشفاعات الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الشفاعات الثابتة الشفاعة العظمى وهي شفاعة في أهل الموقف وهي داخلة في قوله تعالى: ((عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً )) وهذه خاصة به شفاعة أخرى خاصة به الشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة لأن أهل الجنة يصلون إلى باب الجنة ولا يدخلونها حتى يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لهم في دخولها هذه ثنتين خاصات به الثالثة الشفاعة في عمه أبي طالب فإن الله أذن له أن يشفع في عمه أبي طالب مع أنه كافر لكن هذه الشفاعة لعمه أبي طالب لم تخرجه من النار بل جعل في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه أعوذ بالله عرفت هذه ثلاث خاصات به
الشفاعة العامة له ولغيره ذكرها أهل العلم في من استحق النار أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها وهذا النوع من الشفاعة يكون في الدنيا ويكون في الآخرة يكون في الدنيا كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) يعني قبل شفاعتهم لأنهم يدعون له بالصلاة عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه عرفت نعم وبالمناسبة في صلاة الجنازة نبدأ أولا بالفاتحة ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بالدعاء لنا ثم بالدعاء للميت لأن حق الله مقدم على كل شيء وحق الرسول مقدم علينا بأنفسنا ثم حق عموم المسلمين ثم حق الميت الخاص في التشهد نبدأ بحق الله ثم حق الرسول ثم حقنا نحن ثم حق العموم، عرفت حق الله التحيات لله والصلوات والطيبات حق النبي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته حقنا نحن السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، مما يدل على أن حق الله مقدم على كل شيء ثم حق الرسول مقدم على حقنا ثم نبدأ بأنفسنا قبل غيرنا السلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين .
باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا شخص أغير من الله ) .
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا شخص أغير من الله )
حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة وقال عبيد الله بن عمر عن عبد الملك لا شخص أغير من الله
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين فيه صفة الغيرة لله عز وجل وهي من صفاته التي جاء بها الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعتم والغيرة هي أن يغار الإنسان على فعل ما يكرهه يعني يطلب كأنه يطلب تغييره كأن يطلب تغيير ما حصل مما يكرهه هذا أصل اشتقاق الغيرة أن الإنسان يكره أن الغائر يكره ما حصل ويريد تغييره فهل يوصف الله بالغيرة؟ الجواب نعم يوصف الله بالغيرة كما يوصف بالفرح والضحك والعجب وما أشبهها وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته لأن الضابط أن "كل صفة لها سبب فهي من الصفات الفعلية "كل صفة لها سبب فإنها من الصفات الفعلية فالضحك صفة فعلية الفرح صفة فعلية العجب صفة فعلية "كل صفة لها سبب فإنها صفة فعلية " لدخولها في الضابط المعروف عند العلماء أن "كل صفة تتعلق بمشيئته فهي صفة فعلية" ومعلوم أن الصفة ذات السبب تتعلق بمشيئته لأنه هو الذي شاء السبب فلما وجد السبب وجدت الصفة فالتوبة مثلاً توبة الإنسان إلى ربه لماذا حصلت بمشيئة الله فحصلت بمشيئته ثم ترتب عليها الفرح هذا وجه قولهم: " إن كل صفة ذات سبب فإنها من الصفات الفعلية "فالغيرة من الصفات الفعلية وهنا هل أراد البخاري رحمه الله إثبات الشخص لله لكونه ترجم بقوله لا شخص أغير من الله؟ لما ذكر الحديث المعلق أو الأثر المعلق لا شخص أغير من الله دل هذا على أنه رحمه الله يريد ذلك وهل يوصف الله بالشخص أو لا؟ هذا ينبني على أمرين الأمر الأول صحة اللفظ ( لا شخص أغير من الله ) لأن بعض ألفاظ الحديث: ( لا أحد أغير من الله ) وهذا هو أكثر الروايات ( لا أحد أغير من الله ) وأحد يصح أن يوصف الله به في الاثبات وبالنفي (( قل هو الله أحد )) وفي النفي ( لا أحد أغير من الله ) في الاثبات (( قل هو الله أحد )) وفي النفي ( لا أحد أغير من الله ) فلا بد أن نبحث هل هذه اللفظة محفوظة أو غير محفوظة
ثانياً إذا كانت محفوظة وأن الرواة الذين رووا الحديث رووه بالمعنى فبعضهم عبر بالشخص وبعضهم عبر بأحد فإن ذلك لا يلزم منه ثبوت الشخصية لله عز وجل، لأنه يحتمل أن المعنى لا شخص منكم أو لا شخص من بني آدم أغير من الله وهذا لا يلزم منه أن يكون المفضل عليه من جنس المفضّل كما لو قلت لا رجل أقوى من الفيل فهل يلزم أن يكون الفيل من الرجال؟ أجيبوا لا يلزم إلا إذان كان لفظ الحديث محفوظاً ( لا شخص أغير من الله ) لا يلزم أن يكون الله سبحانه وتعالى موصوفاً بالشخصية ثم إذا سلمنا أن اللفظ محفوظ وأنه يدل على أنه يوصف بالشخصية فإنه لا يلزم من كونه شخصاً أن يكون مماثلاً للأشخاص لأن الله (( ليس كمثله شيء )) حتى في اللفظة التي يستوي فيها الإنسان والرب عز وجل فإنه لا يماثله في حقيقة معناها لكن رأيت بعضهم بعض العلماء قال: إنهم أجمعوا على أنه لا يوصف الله بأنه شخص، فيحتاج إلى تحقيق هذا الإجماع فإن صح الإجماع لم يبق علينا إلا أن نقول نبحث أولاً عن ايش؟
الطالب : ثبوت هذا اللفظ
الشيخ : عن ثبوت هذا اللفظ هل هو محفوظ أو غير محفوظ لأنه ما دام رواته ثقات رووه على وجهين لا أحد ولا شخص وأحد أكثر فقد يكون هذا اللفظ شاذاً .
والشيء الثاني الأمر الثاني على تقدير ثبوت هذه اللفظة لا تستلزم ثبوت الشخصية في الله إذ لا يلزم أن يكون المفضل عليه من جنس المفضل ونظيره ما قلت لكم أن يقول قائل لا رجل أقوى من الفيل، فإنه لا يلزم أن يكون الفيل رجلاً وبهذا يزول الإشكال لكن اذا انتفى الاجماع وصحت اللفظة ولم يتوجه قولنا أن لا يكون المفضل والمفضل عليه من جنس واحد وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الله بأنه شخص فالأمر في هذا سهل جدا ما هو؟ أن نقول هو شخص ليس كالأشخاص (( ليس كمثله شيء )) ولا شك أن الله جل وعلا ذاتٌ قائمةٌ بنفسها لا شك في هذا لكن هل هو مثل الذوات الأخرى لا له ذات تختص به لا يعلم كيفيتها إلا هو عز وجل.
15 - حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة وقال عبيد الله بن عمر عن عبد الملك لا شخص أغير من الله أستمع حفظ
فوائد من الحديث
سعد بن عبادة رضي الله عنه عنده غيرة شديدة حتى قيل إنه إذا طلق امرأة لن يتزوجها أحد من بعده من شدة غيرته الله أعلم بصحة هذا لكن هذا الحديث يدل على شدة غيرته يقول : ( لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ) معنى غير مصفح يعني لا أضربه بصفحته أضربه بحده وإذا ضربه بحده يعني أنه ايش؟ قتله قطعه نصفين فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( تعجبون وفي لفظ أتعجبون من غيرة سعد ) والمعنى فيهما واحد لأن همزة الاستفهام قد تحذف من الجملة بدليل ومن ذلك قوله تعالى: (( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون )) والتقدير أهم ينشرون ولهذا ينبغي لك إذا قرأت القرآن تقول: (( أم اتخذوا آلهة من الأرض )) أن تقف لأنك لو وصلت لفهم من وصلك أن جملة هم ينشرون صفة لآلهة فيتغير المعنى ولكن المعنى: أهم ينشرون؟ يعني أيقدر هؤلاء على نشر الموتى ؟ الجواب لا وهنا أتعجبون إن كانت باللفظ أتعجبون فالأمر واضح وإن حذفت الهمزة فللدليل عليها، والله لأنا أغير منه والله أغير مني واختلف العلماء في هذا الكلام من رسول صلى الله عليه وسلم أهو إقرار أو إنكار يعني هل الرسول عليه الصلاة والسلام أقر سعدا على أنه وجد رجلاً مع امرأته لضربه بالسيف أو هو إنكار منه، فعلى الأول يكون قوله عليه الصلاة والسلام ( والله إني لأغير منه والله أغير مني ) يكون ثناءً على سعد ولكنه ليست غيرته أعظم من غيرة الله ورسوله وعلى الثاني يكون المعنى: ( إني لأغير منه والله أغير مني ) ومع ذلك لم يجز ولم يشرع هذا الفعل الذي عزم عليه سعد، والأقرب عندي الأول أن ذلك إقرارا لأنه لو كان إنكاراً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً فإن الأمر خطير لأن الأمر هو قتل نفس فلو كان قتل هذه النفس بغير حق لبينه الرسول صلى عليه الصلاة والسلام ويدل على هذا " القصة التي وقعت بعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رُفع إليه رجل قتل شخصاً وجده على امرأته ضربه بالسيف فقطعه جزأتين فارتفعوا إلى عمر ارتفعوا إلى عمر فقال الرجل أنا لم أضرب إلا ما بين أو قال: ما فوق فخذي امرأتي فإن كان فوق فخذيها أحد فقد ضربته فقال لأوليائه ما تقولون قالوا : لا نقول شيئاً فأخذ عمر السيف فهزه وقال له: إن عادوا فعد " أن عادوا فعد فهذا ايش؟ اقرار ولا شك أن هذا هو الحكمة وليس هذا من باب دفع الصائل ليس هذا من باب دفع الصائل لأنه لو كان من باب دفع الصائل لكان الواجب على الزوج أن يقول له يا فلان اتق الله كيف تفعل فاحشة بأهلي فإذا أبى أن يقوم جره فإن عجز عنه نعم فله أن يقتله إذا لم يندفع إلا بالقتل ولكن هذا ليس من باب دفع الصائل بل من عقوبة المعتدي فإن قال قائل وهل لهذا نقيض في الشرع قلنا نعم لو أن رجلاً نظر إليك من خصاص الباب نظر إلى بيتك من خصاص الباب خصاصه يعني فتحة الباب والباب مغلق فإنه يجوز لك أن تأخذ المدرى وتفقأ عينه بانذار ولا بدون إنذار؟ بدون إنذار حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذ المدرى وجعل يختله يعني يمشي شوي شوي من أجل أن لا يحس به ولو كان هذا من باب دفع الصائل نعم لتكلم عليه أولاً وقال انصرف عن الباب اتق الله ثم إذا أصر يعامل بما يعامل به فالظاهر لي أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتعجبون من غيرة سعد ) الخ أن هذا من باب الثناء على سعد والإقرار على ذلك ولكن لو ادعى أحد هذه الدعوى أنه وجد هذا القتيل على أهله وأنكر أولياء القتيل فماذا نصنع ؟ هل نقول للقاتل ائيت ببينة لأن البينة على المدعي واليمين على من أنكر أو نقول إنه صادق لأن إقامة البينة على مثل هذه القضية ايش؟ صعبة متعذرة أو متعسرة؟ لو ذهب يأتي بأربعة شهداء لكان هذا الرجل قضى حاجته وولى ولهذا كان سبب كلام سعد بن عبادة سببه أن الله أنزل (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة )) قال: ( أرى لكع ابن لكع على أهلي وأذهب آتي بأربعة شهداء والله لو رأيته لأضربنه بالسيف غير مصفح ) فإقامة البينة متعذرة ولكن قبول الدعوى أيضاً مشكل لأن كل إنسان يستطيع أن يدعو شخصاً إلى بيته وهو يريد قتله فيقتله ويدعي هذه الدعوة فاختلف العلماء في هذا فقال الفقهاء وبعض الحنابلة لا تقبل دعواه ويقتل لا تقبل دعواه ويقتل، لأنه قتل نفساً محرمة وتكون هذه المصيبة عليه رفعة درجات له عند الله ولكن حبر زمانه وإمام من بعده شيخ الإسلام ابن تيمية قال: " لا تأتي بمثل هذا شريعة الإسلام المبنية على العدل والحكمة بل يجب أن ينظر فإذا كان المدعي رجل خير وعدلاً وكان المقتول شريراً معروفاً بالخبث فإن القول قول المدعي القاتل وإن كان الأمر بالعكس فالقول قول أولياء المقتول " وقال " إن القرائن تثبت بها الأحكام " فالحاكم في قصة يوسف حكم بالقرينة (( قال إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قدّ من دبر )) حكم وقال (( إنه من كيدكن إن كيدكم عظيم )) وسليمان أيضاً حكم بالقرائن في قصة المرأتين المتنازعتين على ابن لإحداهما فدعا بالسكين وقال أشق الولد نصفين نصف لهذا ونصف لهذا أما الكبيرة فرحبت بهذه الحكم وأما الصغيرة فأبت وقال هو ولدها يا نبي الله فلمن قضى به ؟ للصغيرة عرف أنها أمه وأنها آثرت حياته على مفارقته وأما الكبيرة فلقد هلك ولدها وقالت خذ هذا الولد يهلك معه أيضاً ولا في قلبها رحمة فعرف أنه ليس ولدها، فالحاصل أن ما ذهب إليه شيخ الاسلام رحمه الله هو الحق في هذه المسألة.
ثم قال في : ( الحديث ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) ما ظهر وما بطن ظهر في ايش؟ هل ظهر فحشه وخفي أو ظهر للناس واشتهر أو خفي عنهم أو الأمران؟ الأمران جميعاً
( ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ) يعني الرسل لإقامة العذر والحجة كما قال تعالى (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) واستدل بهذه الآية أهل السنة على طائفة منحرفة في باب القدر من؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : أي نعم الجهمية لأنهم كانوا جبرية لأنه لو ثبت الجبر لكان حجة حتى لو جاء الرسل وقالوا الإنسان مجبر على المخالفة فهو حجة نعم قال ومن أجل ذلك ( ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل لك وعد الجنة ) وعده لمن لمن؟ مدحه وأثنى عليه وقام بعبادته .
إذا ثبتت هذه اللفظة "لا شخص " فهل يمكن إثباتها لله عز وجل؟
الشيخ : لا إذا ثبتت إذا ثبتت وثبتت دلالته، لأنه في حديث أخرجه عن السنن ( أن أبا رزين العقيلي قال يا رسول الله كيف يحاسبنا الله وهو شخص ونحن جميع ) فهذه إذا ثبتت قطعت النزاع .
من قتل رجلا وجده على امرأته هل عليه الدية أو الكفارة؟
الشيخ : لا لا ما يدفع الدية ، لا دية ولا كفارة
السائل : ...
الشيخ : وهو ايش؟
السائل : ...
الشيخ : يعني يقول عبد الله لو وجد رجل..