تتمة شرح باب : (( وكان عرشه على الماء )) . (( وهو رب العرش العظيم )) . قال أبو العالية : (( استوى إلى السماء )) ارتفع . (( فسواهن )) : خلقهن . وقال مجاهد : (( استوى )) : علا على العرش . وقال ابن عباس (( المجيد )) : الكريم و (( الودود )) : الحبيب يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد
1 - تتمة شرح باب : (( وكان عرشه على الماء )) . (( وهو رب العرش العظيم )) . قال أبو العالية : (( استوى إلى السماء )) ارتفع . (( فسواهن )) : خلقهن . وقال مجاهد : (( استوى )) : علا على العرش . وقال ابن عباس (( المجيد )) : الكريم و (( الودود )) : الحبيب يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد أستمع حفظ
ذكر فوائد وقواعد في اثبات صفة الاستواء لله عز وجل ومعانيها والرد على المعطلة.
فإن قال قائل ماذا تقولون في قول من قال استوى على العرش استولى على العرش؟ نقول هذا قول باطل هذا قول باطل لأنه لا دليل له من اللغة ويلزم عليه لوازم باطلة ليس له دليل من اللغة ويلزم عليه لوازم باطلة، فليس له دليل إيجابي ولا تنتفي عنه الموانع، فإن قيل قولكم أنه لا دليل عليه في اللغة ممنوع فقد قال الشاعر:
"قد استوى بشر على العراق" بشر على العراق
"من غير سيف أو دم مهراق"
" قد استوى بشر على العراق *** من غير سيف أو دم مهراق "
ومعنى استوى على العراق أي استولى عليه فالجواب عن هذا من وجوه :
الوجه الأول: من قائل هذا؟ نعم ايش
الطالب : الأخطل
الشيخ : لا الأخطل غير هذا الذي قال: " إن الكلام لفي الفؤاذ .. " مجهول مجهول والناقل عنه أيضاً مجهول فهو ظلمات بعضها فوق بعض
ثانياً : سلمنا أن القائل معلوم فهل هو قبل تغير اللسان فيكون من العرب الأقحاح أو بعد تغير اللسان فلا يحتج به؟ الثاني فيما يظهر لأن الفتوحات كثرت في ذلك الوقت وانتشرت واختلط العجم بالعرب وتغير اللسان .
ثالثا : لو فرض أن هذا الرجل لم يتغير لسانه معلوم ولم يتغير لسانه فإن قوله قد استوى بشر على العراق لا يتعين أن يكون المراد به استولى إذ أنه يجوز أن يكون المراد استوى علا على العراق علواً معنوياً لا علوا حسياً لأن كونه يستولى عليه يعلو عليه علواً حسياً ممتنع، لكن يعلو عليه علواً معنوياً والمعنى قد كمل استيلاؤه عليه وسيطرته عليه لأن الاستواء أصل المادة هذه قلنا أنها من ايش؟ من الكمال وحينئذٍ لا دليل لقول هذا القائل أما ما يلزم عليه من اللوازم الباطلة إذا فسرنا استوى على العرش استولى على العرش فهي
أولاً: يقتضي أن يكون العرش قبل استواء الله عليه مملوكاً لغير الله، فمن الذي ملكه غير الله من؟ لا أحد
ثانيا: يقتضي أن يكون هناك معالجة للاستيلاء عليه يعني لأن استولى ما تكون إلا بعد عراك ومقاتلة وأخذ ورد فمن الذي قاتل الله؟ لا شيء
ثالثاً: نقول إذا قلت استوى بمعنى استولى لزم أن يصح قولك إن الله استوى على الأرض واستوى على البعير لأنه ايش؟ مستولٍ على هذا لأنه مستولٍ على هذا.
فهذه اللوازم الباطلة تبطن تحريف من حرف كلام الله تحريف من حرف الاستواء إلى الاستيلاء والحمد لله أن الأمر واضح فإن قال قائل: إذا قلتم استوى على العرش علا على العرش لزم أن يكون جسماً لزم أن يكون جسم ومحدوداً ولهذا لما جاءت امرأة جهم بن صفوان إلى الكوفة أو إلى البصرة واجتمع الناس عليها يناقشونها قالت إنها تكفر بمحدود على محدود، العرش محدود وهي تقول إنه إذا كان مستو على محدود لزم أن يكون محدوداً فما هو الجواب على ذلك؟ الآن قلنا يلزم أن يكون جسماً وأن يكون محدوداً نقول إذا لزم أن يكون جسماً من كلام الله فليكن ذلك ونحن نؤمن به ولكننا نقول إنه ليس كأجسام المخلوقين وإن لم يلزم ذلك فلا يلزمنا أن نلتزم به ولا يكون قولنا باطلا بهذا الإلزام الباطل ثم نقول ماذا تعنون بالجسم ؟ أتعنون بالجسم الشيء المركب من لحم وعظم ودم وما أشبه ذلك؟ فهذا ممنوع أم تريدون بالجسم الشيء القائم بنفسه الفاعل لما يريد الذي يأت ويتكلم وينزع إن قالوا نريد هذا فنحن ايش؟ نلتزم به ونقول إن الله هو هذا (( وليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) أما كلمة محدود فإنها كلمة كالجسم لم ترد في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة لا نفياً ولا إثباتاً وردت عن بعض الأئمة بالإنكار وعن بعض الأئمة بالإقرار يعني أن بعض الأئمة قالوا إن الله محدود أو له حد وبعضهم أنكر ذلك والحقيقة أن الخلاف لفظي عند التحقيق لأنه إن أريد بالحد أن شيئاً يحد الله فهذا منتفٍ قطعاً لأن ما فوق المخلوقات هو ما في شيء ما في شيء والله تعالى فوق المخلوقات، وإن أراد بالحد البينونة عن الخلق فهذا هو معنى قول السلف إنه بائن من خلقه ولهذا إنكار الحد مطلقاً أو إثباته مطلقاً فيه نظر بل يفصل ثم نقول: قولكم إنه يلزم من كونه على العرش أن يكون محدوداً على محدود أما كونه على محدود فهذا نسلم به فالعرش مخلوق له حد ولكن لا يلزم من استوائه على هذا المخلوق المحدود أن يكون هو أيضاً محدوداً لأنه فوق ما في شيء يحده ليس فيه شيء يحده وبهذا بطلت اعتراضاتهم وتبين أنهم أرادوا أن يحكموا على الله بعقولهم لا أن يحكّموا الله تعالى بعقولهم ، والفرق بينهما، الفرق بين الكلمتين واضح أن يحكموا على الله بعقولهم هذا لا يجوز أن يحكموا الله بعقولهم صحيح ولا غير صحيح؟ صحيح لأن العقل يقتضي أن تحكم الله لأنه هو الحَكم وإليه الحُكم فتبين الآن أن استواء الله على العرش بمعنى ايش؟ علا على العرش ولا يحتمل غير هذا المعنى.
البحث الثاني: هذا هو البحث الأول البحث الثاني هل استواء الله على العرش من الصفات الفعلية أم من الصفات الذاتية؟ الجواب الأول أن استواء الله على العرش من الصفات الفعلية، بناء على الضابط الذي ضبطه أهل العلم فقالوا: كل ما يتعلق بمشيئة الله فهو فعلي، والاستواء متعلق بمشيئته، والدليل على تعلقه بمشيئته أنه قال: خلق ثم استوى، إذا فالاستواء حدث بعد ايش؟ بعد الخلق.
فإن قال قائل : أنا لا أقر بالصفات الفعلية وأرد الصفات الفعلية إلى القدرة الأزلية، قلنا هذا خطأ عظيم لأنك إذا حولت استوى على العرش ثم قدر على الاستواء على العرش لزم من ذلك أن يكون قبل هذا عاجزاً فوقعت في شرٍ مما فررت منه، بل نقول قيام الأفعال بالله عز وجل وكونه يفعل ما يشاء هذا من كماله هذا من كمال الله أن يفعل ما يشاء وأن تقوم به الأفعال الاختيارية (( وربك يخلق ما يشاء )) بعدها (( ويختار ))
فإن قال الحوادث لا تقوم إلا بحادث فما الجواب؟ الجواب هذه أكذب القواعد من قال هذا؟ من قال إن الحوادث لا تقوم إلا بحادث ومن قال إن الفعل لا بد أن يكون مقارناً للفاعل وإلا بطل إثباته من قال هذا؟! الإنسان نفسه يحدث الفعل يقوم بعد أن كان قاعداً ويقعد بعد أن كان قائماً ولا يلزم من حدوث هذا القيام المعين أو القعود المعين أن يكون سابقاً سبق هذا الفاعل بمعنى أن الفاعل يفعل ووجوده سابق على فعله فما المانع أن يقع على الله عز وجل فعل حادث مع كونه هو أزلياً ما المانع إذا كان الإنسان المحدث يفعل الفعل الحادث وهو سابق على هذا الفعل قد يكون له مائة سنة، نوح عليه الصلاة والسلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، فهل الفعل الذي فعله في آخر وجوده في قومه يلزم أن يكون موجوداً معه حين ولد أو لا يلزم؟ لا يلزم، فتبين أن هذه القاعدة باطلة وفاسدة وأن من كمال الله سبحانه وتعالى أن من كمال الله أن يكون فعالاً لما يريد، ومن جملة ذلك الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا والضحك والفرح والغضب وما أشبهها، وذكرنا قبل هذا الدرس أن كل صفة لها سبب فهي صفة فعلية لأنها متعلقة بمشيئته فتبين الآن أن الاستواء على العرش صفة ايش؟ فعلية طيب العلو العام العلو العام هل هو صفة فعلية أو ذاتية؟
الطالب : ذاتية
الشيخ : ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال عالياً فوق المخلوقات لأن الاستواء علو خاص كما سبق ثم قال البخاري رحمه الله: وقال ابن عباس: "المجيد الكريم" وهذا القول عن ابن عباس معلق ولا ندري من وصله إلا من عند ابن حجر إقرأه لنا
قراءة من الشرح
الشيخ : خلاص يكفي
تتمة الشرح
الطالب : تقريبي
الشيخ : تقريبي وإلا فالمعنى الأدق أن نقول الودود ذو المحبة الخالصة وليست مطلق المحبة والودود من أسماء الله سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى: (( وهو الغفور الودود )) وهي بمعنى الوادّ فجمع الله تعالى بين هذين الاسمين الكريمين لأن بالمغفرة تكفير السيئات وبالود حصول الهبات فيجمع الإنسان في تلاوة هذين الاسمين بين الخوف والرجاء بين الخوف من الذنوب فيسأل الله المغفرة والرجاء لقوله: الودود، لأن الودود لا شك أنه سيكون كثير العطاء وكثير ... ثم قال البخاري: "يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد" في العبارة لف ونشر ما نوعه؟ غير مرتب نعم فيها لف ونشر غير مرتب يقول حميد كأنه فعيل من حامد نعم طيب محمود من حامد مجيد يقول كأنه فعيل من ماجد فعيل من ماجد ماجد اسم فاعل ومجيد اسم فاعل لكن فيه مبالغة كما هو معروف في علم النحو أن أمثلة المبالغة منها ايش منها فعيل فيكون مجيد بمعنى ماجد لكن فيه مبالغة وما هو المجد؟ المجد سبق أنه السلطان التام الذي تكون به السيطرة التامة، وأما حميد فيقول محمود من حُمِدَ كذا؟
إذن مجيد بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول؟ بمعنى الفاعل حميد: يقول البخاري إنه بمعنى المفعول من حُمد فهو محمود وهذا صحيح فالله سبحانه وتعالى حميد بمعنى محمود أي محمود حمداً يستحقه ولهذا جاءت بصيغة المبالغة حميد وتحتمل معنى آخر أن يكون حميد بمعنى حامد لأنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد من أوليائه يحمد الأنبياء الأولياء الصديقين الشهداء ويثني عليهم وهذا حمد فهو حميد بمعنى حامد وحميد بمعنى ايش؟ بمعنى محمود يكون للمعنيين جميعاً، وجاء الجمع بينهما في القرآن والسنة فقال الله تبارك وتعالى في قصة إبراهيم، (( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم مما علمنا من الصلاة عليه ( كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) نعم
السائل : ...
الشيخ : تطوف نعم، ما أعلم إلا أنه تطوف بالبيت المعمور وفي يوم القيامة قال: (( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم )) إذا فإن صح فلا غرابة .
في قوله "ثم إستوى على العرش" هل فيه دلالة على أن الإستواء يكون من الأسفل الى أعلى؟
الشيخ : لا ما يكون لأن استوى على العرش ما يدل على إنه كان من أسفل إلى أعلى ما يدل على هذا.
قيل الإستواء معلوم والكيف مجهول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهل يجوز تطبيق هذه القاعدة على بقية صفات الله؟
الشيخ : سمعتم كلامه أشار إلى جواب الإمام مالك رحمه الله وشيخه ربيعة ويروى عن أم سلمة رضي الله عنها أنه قال في الاستواء: " الاستواء غير مسبوق والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" وهذا السؤال الوارد من الأخ محمد هذا السؤال نافع في هذا المقام ، " الإمام مالك رحمه الله سئل في الحلقة هذا السؤال قال له رجل يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاستعظم الإمام مالك رحمه الله هذا السؤال وأطرق برأسه هكذا حتى علاه الرحضاء" أي العرق جعل يتصبب عرقاً من شدة وقع السؤال على قلبه " ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" هذا اللفظ الذي روي لكن نقله كثير من العلماء على وجه آخر فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" فلنشرح الكلام هذا أولا قال الاستواء غير مسبوق أي أنه معلوم بمقتضى اللغة العربية وإجماع من سلف، اللغة العربية إذا جاء استوى على كذا بمعنى العلو، وإجماع من سلف، لأنه لم يرد حرف واحد من الصحابة يخالف ما جاء به القرآن فيكون أصله بقاؤه على ما كان عليه كما قررنا ذلك سابقاً الكيف غير معلوم أو مجهول نعم "الكيف مجهول" والرواية عنه "غير معقول" أما رواية "غير معقول" فالمعنى أن الكيف لا يدركه العقل وإذا لم يدركه العقل توقف إثباته على الدليل السمعي وليس هناك دليل سمعي وعلى هذا فيكون أجيبوا؟ إذا كان العقل لا يدركه ولم يرد به السمع صار مجهولاً فالكيف مجهول ودليل جهالته أن كيفية استواء الله على عرشه هو تكييف لصفة من صفاته والقول في الصفات كالقول في الذات فإذا كنا لا نكيف صفات ذاته فإننا لا نكيف صفاته لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات هذا وجه
الوجه الثاني :أن الله لم يخبرنا عن كيفيته، أخبرنا عنه ولم يخبرنا عن كيفيته ونحن لا ندركه بعقولنا.
الوجه الثالث: أن الشيء لا تعلم كيفيته إلا بواحد من أمور ثلاثة مشاهدته أو مشاهدة نظيره أو الخبر الصادق عنه وكل هذا منتفي بالنسبة لاستواء الله على العرش لا شاهدناه ولا شاهدنا له نظيراً ولا أخبرنا الصادق عنه فوجب أن يكون ايش؟ أن يكون مجهولاً وبقية الصفات يقال فيها كما يقال في الاستواء فيقال مثلاً في النزول إلى السماء الدنيا النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، طيب لماذا كان الايمان به واجبا؟ لأنه خبر من أخبار الله ورسوله لماذا كان السؤال عنه بدعة؟ لوجهين: أما الوجه الأول: أن الصحابة لم يسألوا عنه والوجه الثاني: أن السؤال عن ذلك من سمات أهل البدع هم الذين يسألون هذا السؤال ولهذا قال الإمام مالك : "وما أراك إلا مبتدعاً" ثم السؤال عنه أيضاً تنطع وتكلف فيدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطعون ) وهكذا في بقية الصفات السؤال عن كيفيتها أو عن شيء زائد على ما جاء به النص بدعة وتكلف وتنطع ولهذا يجب على المرء أن يحذر من التنطع في هذه الأمور
السائل : هل هي ميزان لجميع الصفات
الشيخ : ذكرناه ذكرناه قلنا الميزان لجميع الصفات وأتينا بمثال يا خالد.
6 - قيل الإستواء معلوم والكيف مجهول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهل يجوز تطبيق هذه القاعدة على بقية صفات الله؟ أستمع حفظ
بعض الصفات في اللغة العربية ليس لها معاني محددة فكيف نفهمها؟
الشيخ : مثل ايش؟
السائل : ... في اللغة العربية
الشيخ : كل المعاني النفسية أو الانفعالات النفسية ما تقدر تحدها ولا تعبر عنها المحبة الكراهه البغضاء ما تقدر تحدها يعني لا تفسر بأوضح من لفظها كل الانفعالات حزن وش معنى حزن ايش معناها؟
السائل : ما أدري
الشيخ : ... حزن يعني حزن
السائل : التعبير عنها
الشيخ : ما تعبر عنها هذا التعبير عنها كل من خاطبته قلت حزن يعرف معنى الحزن لكن ما يرد بعده من آثار هذا من آثاره مثلا الانتقام من آثار الغضب لا شك من آثار الغضب (( فلما آسفونا )) ايش؟ (( انتقمنا منهم )) ولو فسرت الغضب بالانتقام لكنت خالفت القرآن لأن الله جعل الانتقام فرعاً عن الغضب ولم يجعل الانتقام بمعنى الغضب، الشرط وجوابه يختلفان بلا شك (( فلما آسفونا )) هذا الشرط، الجواب (( انتقمنا منهم )) لكن الذي يفسر هذا التفسير هم الذين ينكرون هذه الصفات الاختيارية لله عز وجل نقول: ما يمكن هذا لا يمكن أبداً ولكن نقول إذا فسرتموه بالانتقام فإننا نقول وهل ينتقم من لم يغضب أجيبوا؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ينتقم إذا تفسيركم باللازم يدل على وجود الملزوم، فأهل البدع لا يمكن أن يفروا من شيء إلا وقعوا في شر منه أبداً والحمدلله الذي هدانا نسأل الله لكم الثبات إذا وجد الإنسان كلامهم عرف ما أعطاه الله من النعم وإلا فإن القلوب بيد الله قادر على أن يزيغ قلب الإنسان ولا يعرف من الحق إلا باطل هؤلاء نعم أخذنا أربعة نعم .
حدثنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم
الطالب : عندنا عن أول
الشيخ : عن أول هذا الأمر
القارئ : نسخة، ( قال: كان الله ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كلّ شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم ).
الشيخ : الشاهد في هذا الحديث: ( وكان عرشه على الماء ) هذا شاهد الترجمة وكان عرش الله عز وجل على الماء، فيه مما ينبغي الكلام عنه جاءه قوم من بني تميم قال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا ناس يريدون الدنيا بشرتنا وعرفنا ما عندك لكن أعطنا، ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا رداً منهم ردا منهم للبشرى لما دخل أهل اليمن قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم لأنهم قالوا: بشرتنا فأعطنا فكأنهم جاءوا لايش؟
الطالب : للعطية
الشيخ : للعطايا للمال ولكن لا يعني هذا أنه لا يوجد خير في بني تميم بنو تميم فيهم خير ولو لم يكن فيهم إلا أنهم أشد الناس على الدجال كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أشد أمتي على الدجال بنو تميم ) وكل قبيلة وكل أمة فيها خير وفيها غير الخير والخير قد يكون عاماً وقد يكون خاصاً وكذلك الشر ثم ( قال فدخل ناس من أهل اليمن قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا ) رضي الله عنهم قبلنا البشرى (جئناك لنتفقه في الدين ) يعني ولم يقولوا جئناك للعطاء ما قالوا أعطنا نعم جاءوا للعلم ( ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ) وش أول الدنيا وش أول الخلق كيف نشأت الدنيا هذه كيف نشأت السماوات كيف نشأت الأرض أخبرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كان الله ولم يكن شيء قبله ) فهو الأول الذي ليس قبله شيء وهذا أمر معلوم وقوله كان الله هذه مسلوبة الدلالة على الزمنية، يعني ليس معنى كان فبان بل هو عز وجل لم يزل ولا يزال موجوداً والعقل لا يدرك كيف كان لأنه أزلي لا نهاية لأوله ولا غاية هو الأول الذي ليس قبله شيء ولا تعمل فكرك تقول كيف ما هذا؟ إن اعملت فكرك ستصل إلى نقطة بين النبي صلى الله عليه وسلم علاجها حيث أخبر أن الناس يقولون من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا حتى يقولوا من خلق الله وحينئذٍ يجب أن تقف وتقول الله أحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتنتهي عن هذه التقديرات كلها قال: ( وكان عرشه على الماء ) قبل خلق السماوات ولا بعد؟
الطالب : قبل خلق السماوات
الشيخ : قبل ثم خلق السماوات والأرض وخلقها مبين في القرآن مجملاً ومفصلاً وكتب في الذكر كل شيء الذكر اللوح المحفوظ كما قال تعالى: (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ))
8 - حدثنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم أستمع حفظ