تتمة شرح الحديث : حدثنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم
السائل : ...؟
الشيخ : نعم ولم يكن شيء قبله.
1 - تتمة شرح الحديث : حدثنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
القارئ : " قوله كان الله ولم يكن شيء قبله تقدم في بدء الخلق بلفظ ولم يكن شيء غيرَه "
الشيخ : غيرُه
القارئ : " غيرُه، وفي رواية أبي معاوية كان الله قبل كل شيء وهو بمعنى كان الله ولا شيء معه وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق لا العكس والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق قال الطيبي : قوله ولم يكن شيء قبله حال وفي المذهب الكوفي خبر والمعنى يساعده إذ التقدير كان الله منفرداً وقد جوز الأخفش دخول الواو في خبر كان وأخواتها نحو كان زيد وأبوه قائم على جعل الجملة خبراً مع الواو تشبيهاً للخبر بالحال ومال التوربشتي إلى أنهما جملتان مستقلتان وقد تقدم تقريره في بدء الخلق وقال الطيبي لفظة كان في الموضعين بحسب حال مدخولها فالمراد بالأول الأزلية والقدم وبالثاني الحدوث بعد العدم "
الشيخ : الثاني ولا الثانية؟
القارئ : الثاني
الشيخ : الثاني؟
القارئ : نعم " ثم قال : فالحاصل أن عطف قوله وكان عرشه على الماء على قوله كان الله من باب الإخبار عن حصول الجملتين في الوجود وتفويض الترتيب إلى الذهن قالوا وفيه بمنزلة ثم وقال الكرماني قوله ( وكان عرشه على الماء ) معطوف على قوله كان الله ولا يلزم منه المعية إذ اللازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثبوت وإن كان هناك تقديم وتأخير قال غيره: ومن ثم جاء شيء غيره "
الشيخ : باللفظ يعني جاء اللفظ شيء غيره
القارئ : "ومن ثم جاء قوله ولم يكن شيء غيره لنفي توهم المعية قال الراغب :كان عبارة عما مضى من الزمان لكنها في كثير من وصف الله تعالى تنبئ عن معنى الأزلية "
الشيخ : معنى
القارئ : " تنبئ عن معنى الأزلية كقوله تعالى(( وكان الله بكل شيء عليماً )) قال وما استعمل منه في وصف شيء متعلقاً بوصف له هو موجود فيه فللتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له أو قليل الانفكاك عنه كقوله تعالى (( وكان الشيطان لربه كفورا )) وقوله: (( وكان الإنسان كفوراً )) وإذا استعمل في الزمن الماضي جاز أن يكون المستعمل على حاله وجاز أن يكون قد تغير نحو كان فلان كذا ثم صار كذا واستدل به على أن العالم حادث لأن قوله : ( ولم يكن شيء غيره ) ظاهر في ذلك فإن كل شيء سوى الله وجد بعد أن لم يكن موجودا قوله أدرك ناقتك ".
كلام الشيخ على مسألة تسلسل الحوادث وأقوال العلماء فيها من أهل السنة وغيرهم؟
القول الثالث جواز التسلسل في المستقبل دون الماضي وهذا هو الذي عليه جمهور المتكلمين المستقبل يجوز التسلسل فيه مثل الجنة والنار هل تفنى؟ إذن إذا كانت لا تفنى معناه التسلسل إلى ما لا نهاية له لكن في المستقبل لا في الماضي لا ما نقول أن في حوادث متسلسلة إلى ما لا نهاية له ولكن عند التأمل كما قلت كما سمعتم أولا يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله وجماعة من أهل العلم أنه هو الصواب فإنه إذا جاز التسلسل في المستقبل فما الذي يمنعه في الماضي الحديث والآية الميزان فيه واحد أنت الأول فليس قبلك أنت الآخر فليس بعدك فهما متوازيان فإذا جاز التسلسل في الآخرية جاز في الأولية ولا شك ونقول بالطريق العقلي إذا قلت أنه لا تسلسل في الحوادث لزم أن الله تعالى قد أتى عليه وقت لم يفعل ولا لا؟ إذا قلت أنه لا تسلسل للحوادث لزم أن الله أتى عليه وقت ولم يفعل فلماذا؟ إذا قلت لعدم القدرة وهو لازم له لأنه إذا قلت ممتنع معناه أنه غير قادر إن قلت لعدم القدرة لزم أن تتصف الرب بالعجز، وإن قلت لعدم الإرادة صار الأمر ممكناً وهذا هو المطلوب يعني أنه لم يرد ولكن لو أراد لحصل وهذا هو المطلوب، فهؤلاء يقولون تسلسل الحوادث في الماضي ممتنع عقلاً ولا يمكن وفي المستقبل جائز عقلاً وممكن ونحن نقول إنه جائز في الماضي والمستقبل، والدليل في هذا واضح اصبر يا أخي تعلمت أول مرة خلاص
الدليل على أنه نعم الدليل على أنه جائز في الماضي جوازه في المستقبل إذ لا فرق وهذه المسألة كما قلت لكم قبل أن أبدأ البحث فيها من فضول العلم الذي غيره أهم منه لكننا يجب أن نعتقد أن الله فعال لما يريد لم يزل ولا يزال كذلك لم يزل ولا يزال فعالاً لما يريد لكن المخلوقات التي لم نخبر عنها وهي سابقة أزلية ما نعرف عنها شيئاً هذه يجب أن نقول لا نعلمها لا نعلم ماذا خلق الله قبل خلق السماوات والأرض إن كان هناك مخلوق لكن نعلم أنه خلق القلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بكم؟ بخمسين ألف سنة وأن هناك مخلوقات لكننا لم نخبر عنها فما أخبرنا عنه من المخلوقات قبل خلق السماوات والأرض وجب علينا التصديق وقلنا إن الله على كل شيء قدير وكما لا يستحيل دوام أفعاله في المستقبل فلا يستحيل دوام أفعاله في الماضي إي نعم
السائل : المؤلف يقول: "ومن مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية " أحياناً الإنسان إذا قرأ الكلام هذا وهو يعرف مقام ابن تيمية ويعرف ماذا يقول عن ابن تيمية ما يملك إذا أ يكتب بعض التعليقات القوية نظير ما كتب هو بابن تيمية وش رأيك في هذا شيء من النفس طبيعة يغضب الإنسان أحياناً.
الشيخ : هو لا شك الشيخ غسان رحمه الله يعني تكلم فيه ناس في هذه المسألة مع أن الصواب معه والحق معه لكن بعض العلماء رحمة الله عليهم في مقام الرد يخلطون ردهم بالسب إما لما عندهم من الغيرة على ما يعتقدون أنه باطل وهذه زلة من ابن حجر رحمه الله نسأل الله أن يعفو عنه وسيلتقي معه عند الله عز وجل يفصل بينهما يوم القيامة ومن المستحسن أن تطلعوا على قصيدتيه في أول منهاج السنة الطبعة القديمة ذكر فيها أحد الأعداء لشيخ الإسلام ذكر فيها مسائل كثيرة يشنع فيها على الغسلام ابن تيمية ثم جاء رجل آخر من أهل الحق فرد عليه وعلى قافية واحدة ووزن واحد نعم حتى في الجديدة أنا رأيتها في القديمة نعم انتهى الوقت الآن.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في: باب قوله: (( وكان عرشه على الماء )) (( وهو رب العرش العظيم))
قال : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام قال حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض )
الشيخ : نعم هذا الحديث سبق الكلام عليه وبيّنا معنى قوله: ( فإنه لم ينقص ما في يمينه ) من هذا الإنفاق وأن التقدير على أن الإنفاق كان على أمر خارج فإنه لو كان على أمر خارج فإنه لا ينقص الله شيئاً مع أن الكل في ملك الله عز وجل وإنما قلنا ذلك لئلا يقول قائل معلوم أنه لا ينقص ما في يمينه إذا انفق لأنه إنما ينفق في ملكه فهو كما لو أن الإنسان أخرج الدراهم من حجرة وجعلها في حجرة أخرى أو من دولاب وجعلها في دولاب آخر فإنه معلوم أنه لم يخرج عن ملكه ولا يمكن أن يقال في هذا نقص لكن هو على تقدير أن الإنفاق كان خارجاً ومع ذلك لم ينقص ما في يمينه ما هو الشاهد للباب في هذا الحديث؟
الطالب : وعرشه على الماء
الشيخ : قوله وعرشه على الماء نعم
4 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض أستمع حفظ
حدثنا أحمد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات وعن ثابت وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة
الشيخ : قال أنس قالت عائشة
القارئ : أنضيفها ؟
الشيخ : عندنا نسخة قال أنس قالت عائشة ، وفي بعض النسخ الأخرى قالت عائشة نعم
القارئ : ( قال أنس قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهليكن )
الشيخ : أهاليكن ما بها ألف عندك؟ لابد يكون فيها ألف إذا لم يكن فيها ألف صارت بالواو لأن أهل ترفع بالواو (( شغلتنا أموالنا وأهلونا )) نعم عندي بالألف أنا أتكلم على نسخته،
القارئ : ما عندي ألف
الشيخ : مهي عندك اقرأ اقرأ أشوف
القارئ : اقرأ الشرح؟
الشيخ : لا اقرأ هي
القارئ : ( تقول زوجكن أهليكن )
الشيخ : أهاليكن هذا الصواب صحح
القارئ : ( تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات وعن ثابت وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة )
الشيخ : الشاهد من هذا قوله من فوق سبع سماوات وذلك أن العرش فوق السماوات فيكون الله عز وجل فوق السماوات لأن الله فوق العرش وليعلم أن هناك استواءً وعلواً فالاستواء سبق الكلام عليه وبينا أنه من الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة أما العلو فإنه من الصفات الذاتية اللازمة له فهو دائماً أزلاً وأبداً فوق كل شيء وليس فوقه شيء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ) وهذا الحديث في قصة زينب بنت جش وزيد بن حارثة رضي الله عنه فيها روايات كثيرة رويت حول هذه القصة ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نصح زيد بن حارثة أن يبقي زوجته عنده ولم يضمر في قلبه إلا أن زيد بن حارثة يبقيها عنده وإن كان الرسول عليه الصلاة والسلام حين أشار عليه هذه المشورة في قلبه أشياء الله أعلم بها فلعله عليه الصلاة والسلام خاف أن يطلقها ثم يتزوجها الرسول عليه الصلاة فيكون في هذا إشكال عند الناس لأنهم يرون أن ابن التبني لا يجوز أن يتزوج امرأته من تبناه ولكن الله عز وجل أراد أن يبين للخلق أن ابن التبني يجوز أن يتزوج زوجة من تبناه قال: (( فلما قضى زيد منها وطراً )) وطلقها رغبة عنها (( زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان الله غفوراً رحيماً )) نعم
السائل : ...
الشيخ : واحد يرد عليه. الآن ما عرفت ما تقول واحد يرد عليه واحد فقط
الطالب : وكان أمر الله مفعولاً
الشيخ : (( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً )) فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها زيد بن حارثة وبذلك زالت هذه المشكلة نعم.
5 - حدثنا أحمد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس قالت عائشة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات وعن ثابت وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة أستمع حفظ
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم عليها يومئذ خبزًا ولحمًا وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تقول إن الله أنكحني في السماء
الشيخ : نعم هذا كالأول فيه إثبات علو الله سبحانه وتعالى، وأهل السنة والجماعة يثبتون علو الله تعالى في ذاته وبصفاته ويقولون أن العلو نوعان علو ذاته وعلو صفته وأما علو الذات فهو أنه سبحانه وتعالى فوق عباده وأما علو الصفة فهو أن جميع صفاته علياً ليس فيها نقص بوجه من الوجوه أهل التعطيل أنكروا الأول أنكروا الأول وقالوا أن الله ليس عالياً بذاته ثم اختلفوا فقال بعضهم إنه جل وعلا بذاته في كل مكان ،كل مكان فالله فيه في الأرض في السماء في البر في البحر في الجو في المساجد في البيوت في كل شيء هو حال في كل شيء وهذا مذهب الجهمية الحلولية الذين يقولون إن الله معنا بذاته في أي مكان كنا والقسم الثاني الذين أنكروا العلو قالوا : إن الله تعالى لا يوصف بأنه فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد فقيل لهم هذه الأوصاف أوصاف لايش؟ للمعدوم لو قيل لنا صفوا لنا المعدوم بأبلغ من هذه الأوصاف ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً مع أنها كما ترون أوصاف سلبية وأهل التعطيل يصفون الله بالأوصاف السلبية دون الإيجابية أما أهل السنة والجماعة فقالوا: إن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء فوق عباده وقالوا إن دلالة إن الأدلة على علو الله سبحانه وتعالى متنوعة وأن أصولها بل وأن جميع الأدلة أو جميع أصول الأدلة تشهد بذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة، خمسة أنواع من الأدلة وهي كلها ولا يوجد سوى هذه الأدلة كلها تدل على أن الله سبحانه وتعالى فوق عباده ففي القرآن الكريم ما لا يحصى من الأدلة على علو الله على وجوه متنوعة (( وهو القاهر فوق عباده )) (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) (( سبح اسم ربك الأعلى )) (( تعرج الملائكة والروح إليه )) والآيات في هذا كثيرة (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده )) لأن النزول يكون من أعلى إلى أسفل.
أما السنة فكذلك جاءت السنة بأنواعها الثلاثة بالقول والفعل والإقرار أما القول فإن الرسول عليه الصلاة والسلام ( كان يسبح الله تعالى في سجوده ويقول: سبحان ربي الأعلى ) والأحاديث عنه في اثبات ذلك كثيرة وأما الفعل فإنه ( لما استشهد الأمة على إبلاغه في حجة الوداع وهو يخطب الناس فيقول ألا هل بلغت قالوا نعم فيرفع أصبعه إلى السماء فيقول اللهم اشهد ) هذه إشارة إلى أن الله في العلو وكذلك مد يديه إلى السماء حينما استسقى واستصحى هذه دلالة بالإشارة على أن الله تعالى فوق وأما الإقرار فهو ( أقر الجارية التي سألها أين الله قالت في السماء قال اعتقها فإنها مؤمنة ) وأما الإجماع إجماع السلف فقد قال شيخ الاسلام رحمه الله : "أنه طالع ما أمكنه من كتب السلف فلم أجد عن واحد منهم أنه قال أن الله ليس في السماء " أو أنكر الفوقية أو العلو وأما العقل فإنا نقول : هل العلو صفة كمال أو السفل هو صفة الكمال؟ الأول كلٌ يقول الأول فإذا كان العلو صفة الكمال وكان السفل صفة نقص لزم أن يكون الله متصفاً بالكمال عقلاً وأما الفطرة فظاهر فإن الإنسان حينما يذكر ربه في قلبه لا يجد قلبه يتطلع إلا أو يرتفع إلا إلى السماء بفطرته بدون أن يلقن بدون أن يدرس حينما يقول يا رب يجد من قلبه ضرورة لطلب العلو وهذا يدل على أن الفطرة تدل على علو الله عز وجل، ويقال أن أبا المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين كان يقرر فيقول : "كان الله ولم يكن شيء قبله أو كان الله ولا شيء وهو الآن على ما كان عليه" يريد بهذا أن ننكر استواء الله على العرش لأنه إذا كان الله قبل كل شيء وكان الآن على ما هو عليه لزم من ذلك أن لا يستوي على العرش وهو يريد أن يقرر ما وراء ذلك أيضاً أن الله لا يوصف بأنه فوق فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله : " يا شيخ دعنا من ذكر العرش يعني أن الاستواء على العرش دليله السمع لا تقتضيه الفطرة ولولا أن الله أخبرنا أنه استوى على العرش ما علمنا بهذا ولكن أخبرنا عن هذه الضرورة ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه أو من قلبه ضرورة لطلب العلو" العامة يوافقون أبو العلاء أو لا يوافقونه؟
الطالب : يوافقونه
الشيخ : يوافقونه كل العامة يوافقونه ما قال الإنسان يا رب إلا وقلبه يرتفع إلى السماء " فصرخ أبو المعالي وجعل يضرب على رأسه ويقول حيرني الهمداني " حيرني يعني أنه لم يستطع أن يجيب عن هذه الفطرة فتبين الآن أن أدلة العلة خمسة أنواع الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة نعم.
6 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طهمان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم عليها يومئذ خبزًا ولحمًا وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تقول إن الله أنكحني في السماء أستمع حفظ
هل يمكن الإستدلال على علو الله "بقوله الرحمان على العرش إستوى"؟
الشيخ : يصح يصح لأن العرش فوق السماوات.
قالت إن الله أنكحني في السماء وقول الجارية في السماء فهل المقصود بهذا المعنى على السماء؟
الشيخ : هذه المسألة موجودة في القرآن (( أأمنتم من في السماء )) أأمنتم من في السماء والمعروف أن في للظرفية وإذا جعلناها للظرفية صار في هذا إشكال لأن الظرف يحيط بالمظروف وهو أوسع منه أوسع من المظروف إذا قلت الماء في الكأس أيهما أوسع؟
الطالب : الكأس
الشيخ : الكأس لأنه محيط بالماء قيبقى في هذا إشكال أجاب أهل العلم عن ذلك بأحد وجهين الوجه الأول : أن تكون في للظرفية والسماء بمعنى العلو لأن السماء يطلق على العلو في اللغة العربية وفي القرآن قال الله تبارك وتعالى: (( أنزل من السماء ماءً )) وقال: (( وأنزلنا من السماء ماء طهوراً )) فجعل الإنزال من أين؟
الطالب : من السماء.
الشيخ : من السماء والمراد به هنا العلو قطعاً لا السماء الذي هو السقف المحفوظ والدليل على هذا قوله تبارك وتعالى (( إن في خلق السماوات والأرض )) إلى أن قال: (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) ومعلوم أن المطر ينزل من؟ من السحاب (( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله )) وعليه يكون في للظرفية والسماء بمعنى العلو والعلو اللانهائي فوق السماوات ولا إشكال في هذا .
والوجه الثاني: قالوا إن في بمعنى على إن في بمعنى على وليست للظرفية والسماء هي السماوات وحينئذٍ نحتاج إلى شاهد نؤيد فيه القول بمعنى على فاستشهدوا في ذلك بقول فرعون للسحرة (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) في جذع النخل يعني على جذع النخل لأنه ليس المعنى أنه يشق الجذع ثم يدخل الرجل فيه بل يصلبه على الجذع وقوله تعالى : (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )) سيروا في الأرض أي عليها لأن ديار المكذبين الذين نشاهدها الذين نشاهد ديارهم على سطح الأرض ليست في جوفها وبهذا يزول الإشكال
السائل : هل يفسر الاسم بالاسم
الشيخ : الاسم بالاسم، وشلون يفسر الاسم بالاسم
السائل : الرحمان هو الله
الشيخ : الرحمن هو الله
السائل : ذكر هنا المجيد الكريم
الشيخ : ما سبق الكلام على هذا؟ قلنا إن كان المجيد تعود على العرش فتفسيرها بالكريم لا إشكال فيه وإن كانت تعود على الله ففيه نظر.
السائل : يعني لا يصح؟
الشيخ : لا يصح أن نفسر المجيد بالكريم لأن المجد غير الكرم نعم منصور ثلاثة؟ طيب
8 - قالت إن الله أنكحني في السماء وقول الجارية في السماء فهل المقصود بهذا المعنى على السماء؟ أستمع حفظ
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي
الشيخ : ( كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) وهذه الكتابة فرضها الله عز وجل على نفسه كما قال تعالى: (( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم )) وفي هذا الحديث الشاهد الباب قوله: ( عنده فوق عرشه ) وفيه من الصفات الرحمة والغضب الرحمة والغضب.
9 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي أستمع حفظ
فائدة: أقسام الرحمة المضافة إلى الله
والقسم الثاني: الرحمة التي هي صفته وهي غير مخلوقة تنقسم أيضا إلى قسمين: عامة وخاصة، فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق. الشاملة لجميع الخلق حتى الكافر يدخل في رحمة الله يرزقه الله عز وجل معاشاً مسكناً منكحاً قوة في بدن في عقله كل هذا من الرحمة ينعم عليهم بأنواع النعم إنزال المطر إنبات النبات وما أشبه ذلك هذه رحمة عامة تكون لمن؟ للمؤمنين وللكافرين وهي رحمة دنيوية قاصرة في ذاتها وفي زمنها وفي موضعها. القسم الثاني : الرحمة الخاصة، خاصة بالمؤمنين وهذه رحمة تتصل بها رحمة الآخرة فيرحم المؤمنون في الدنيا وفي الآخرة. فإن قال قائل: هذه الرحمة التي جعلها عز وجل في قلوب المخلوقات تجد أن الإنسان يرحم الضعيف من الصغار والشيوخ والعجائز والمرضى ويرحم الدواب البهائم وكذلك الدواب فيما بينها تتراحم، نقول: هذه الرحمة صفة للراحم من هو الراحم المخلوق والمخلوق وصفاته مخلوق فالرحمة التي وضعها الله في قلوب البشر وغير البشر هذه رحمة مخلوقة لأنها وصف لا لله ولكن للراحم ولهذا جاء في الحديث: ( الراحمون يرحمهم الرحمن ومن لا يرحم لا يرحم ) لكن هذه رحمة مخلوقة لا تتعلق بصفة الله عز وجل وإنما هي من خلق الله في عباد الله وفي الحديث إثبات الغضب ، والغضب وصف يحصل لفعل ما يكرهه الغاضب حيث يشعر بالقدرة على الانتقام، انتبهوا هي وصف انفعالي لا فعلي تحصل إذا وجد ما يكرهه الغاضب مع شعوره بالقدرة على الانتقام الحَزَن أو الحُزْن قريب منه لكنه يحصل من الحازن لعدم قدرته على الانتقام أفهمتم الآن؟ فالفرق الآن بين الحزن زبين الغضب أن الغاضب يشعر بالقدرة على الانتقام والحزن أو الحازم لا يشعر بذلك بل يشعر بالضعف وعدم القدرة ولهذا لا يوصف الله بالحزن ويوصف بالغضب طيب غضب الله عز وجل هو صفة من صفاته الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته وقد سبق لنا القول بأن " كل صفة ذات سبب فإنها من الصفات الفعلية" وهو حقيقي، وهو حقيقي لكن أهل التعطيل أنكروا هذه الصفة لأنها صفة فعلية وقدسبق أنهم ينكرون جميع الصفات الفعلية بحجة أن الصفات الفعلية حادثة والحادث لا يقوم إلا بحادث وقد بينا بطلان ذلك. هم أيضاً أنكروها من وجه آخر قالوا: إن الغضب غليان غليان دم القلب لطلب الانتقام والله منزه عن ذلك. فنقول: هذا الغضب الذي وصفتموه بهذا الوصف غضب من ؟ غضب المخلوق أما غضب الخالق فإنه لا يماثل غضب المخلوق طيب يقولون: نحن نفسر الغضب بأحد أمرين إما بإرادة الانتقام أو الانتقام نفسه.