تتمة شرح باب : قول الله تعالى (( تعرج الملائكة والروح إليه )) وقوله جل ذكره : (( إليه يصعد الكلم الطيب )) . وقال أبو جمرة عن بن عباس بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأخيه أعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء . وقال مجاهد (( و العمل الصالح )) : يرفع الكلم الطيب . يقال : (( ذي المعارج )) : الملائكة تعرج إلى الله .
1 - تتمة شرح باب : قول الله تعالى (( تعرج الملائكة والروح إليه )) وقوله جل ذكره : (( إليه يصعد الكلم الطيب )) . وقال أبو جمرة عن بن عباس بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأخيه أعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء . وقال مجاهد (( و العمل الصالح )) : يرفع الكلم الطيب . يقال : (( ذي المعارج )) : الملائكة تعرج إلى الله . أستمع حفظ
الفوائد مع الشرح
في حديث الاسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى آدم وعن يمينه أرواح مسلمين وعن شماله أرواح كفار وفي الحديث ابواب السماء لاتفتح لغير المسلمين فكيف يكون الجمع ؟
الشيخ : لا معارضة، لا يلزم من كون أن تكون أرواح غير المؤمنين عن يساره أن تكون بإزائه ، تكون عن يساره وهي في أسفل السافلين، واضح، نعم نعم سليم
السائل : ... القول الطيب والعمل الصالح يرفعه الله سبحانه وتعالى ...
الشيخ : على كل حال هذا رأي له قال به بعض المفسرون أيضاً ولكن الصحيح ما ذكرناه أولاً، أن الذي يرفعه هو الله عز وجل.
3 - في حديث الاسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى آدم وعن يمينه أرواح مسلمين وعن شماله أرواح كفار وفي الحديث ابواب السماء لاتفتح لغير المسلمين فكيف يكون الجمع ؟ أستمع حفظ
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
الشيخ : الشاهد من هذا الحديث قوله: ( ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ) يعني الله عز وجل ( وهو أعالم بكم )
4 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون أستمع حفظ
حل الإشكال اللغوي في الحديث.
الثاني في هذا الحديث أن هؤلاء الملائكة يجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليهما وقال: ( من صلى البردين دخل الجنة ) وقال حين تحدث عن رؤية المؤمنين لربهم قال : ( فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) فهاتان الصلاتان في طرفي النهار.
فوائد من الحديث.
السائل : أحسن الله إليكم ماذا قال ابن مالك ...؟
الشيخ : يقول إنه قليل لا أحفظه الآن لكنه يقول إنه قليل.نعم
وقال خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصعد إلى الله إلا الطيب
الشيخ : نعم هذا أيضاً فيه ذكر العلو المستفاد ذكره المستفاد من قوله: ( ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ) والصعود يكون من أسفل إلى أعلى، وهذا الحديث روي بهذا اللفظ كما قال خالد رحمه الله وروي ( من تصدق بعدل تمرة من طيب ولا يقبل الله إلى الطيب ) أيهما أعم؟
الطالب : من طيب
الشيخ : نعم، من طيب ، لماذا هو أعم؟
الطالب : الكسب غير كسب
الشيخ : كيف الكسب غير كسب؟
الطالب : ... بالنسبة للميراث
الشيخ : الميراث ...كسب
الطالب : ...
الشيخ : لا ، نقول الشيء قد يكون خبيثاً بكسبه ، وقد يكون خبيثاً بعينه ، فلو تصدق الإنسان بكأس من خمر فهنا نقول هذا تصدق بشيء غير طيب لا من كسبه يعني هو اشترى العنب بكسب طيب ثم خمره فعلى هذا يكون قوله: (من طيب) أعم من قوله من كسب طيب ليشمل ما كان طيبا في كسبه وما كان طيبا في عينه . وقوله ( لا يقبل الله إلا الطيب ) ظاهره أن الله لا يقبل إلا الطيب ولو كان الإنسان جاهلاً به وهو كذلك لكن الإنسان يثاب على نيته ، وفي هذا الحديث أيضا من صفات الله إثبات اليمين لله ( فإن الله يتقبلها بيمينه ). نعم
7 - وقال خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصعد إلى الله إلا الطيب أستمع حفظ
حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم
الشيخ : سبق هذا
القارئ : حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن أبيه عن
الشيخ : في فرق بين هذا والذي سبق هنا قال العظيم الحليم وهناك قال العليم الحليم
السائل : نعم؟ ايش؟ ارفع صوتك
السائل : ...
الشيخ : قوله رب العرش العظيم لأن العرش فوق المخلوقات
السائل : الحديث الثاني ما فيه لفظ الأرض ض
الشيخ : نعم رب السماوات ورب الأرض نعم هو كذلك
السائل : ...
الشيخ : نعم، هذه لأحاديث الذي سمعت تدل على هذا نعم
السائل : ... هل يجمع بينهما ولا ..؟
الشيخ : يؤخذ بما هو أوفى، العظيم أبلغ من العليم ورب السماوات ورب الأرض تضاف رب الأرض
السائل : قلنا ... لعل الناسخ نقله...
الشيخ : ليس صحيح هذا ليس بصحيح ما دام فيه مناسبة ساق الحديث هنا وهناك نعم
8 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم أستمع حفظ
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم أو أبي نعم شك قبيصة عن أبي سعيد الخدري قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين أربعة و حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتغيظت قريش والأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال يا محمد اتق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
الشيخ : الشاهد من هذا الحديث ما أشار إليه المؤلف رحمه الله وهو قوله: ( فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ) فإن فيه بعض الألفاظ ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) وكعادة البخاري رحمه الله يذكر سياقاً يشير به إلى سياق آخر ، والشاهد من هذا قوله: ( وأنا أمين من في السماء ) أهل السنة والجماعة يقولون إن الله في السماء أي : فوق السماء وأهل التعطيل يقولون في السماء ملكه وسلطانه فيفسرون قول الله تعالى (( أأمنتم من في السماء )) على أنه ... أأمنتم من في السماء ملكه وسلطانه ولا شك أن هذا خروج عن ظاهر اللفظ وأنه يؤدي إلى معنى فاسد وهو أنه لا ملك ولا سلطان لله في الأرض مع أن الله تعالى ملكه في السماء والأرض كما قال تعالى (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) أي إله لمن في الأرض وإله لمن في السماء ، وسبق لنا جوابٌ على إشكال أورده بعضكم وهو كيف نخرج قوله في السماء؟ هل نجعل في ظرفية أو نجعلها بمعنى على وذكرنا أن عن ذلك جوابين:
الجواب الأول: أن نجعل السماء هنا بمعنى العلو وحيئذ نجعل في للظرفية
والثاني أن نجعل السماء يعني السماوات التي هي السقف المحفوظ وحينئذ يتعين أن تكون في بمعنى على.
9 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم أو أبي نعم شك قبيصة عن أبي سعيد الخدري قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها بين أربعة و حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان فتغيظت قريش والأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين ناتئ الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال يا محمد اتق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد أستمع حفظ
فوائد تتعلق بالخوارج 0
ما المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم ( لايجاوز حناجرهم ) ؟
الشيخ : اي نعم، يعني لا يدخل الإيمان إلى قلوبهم
السائل : ... في الأقوال
الشيخ : في الأقوال، قوله لأقتلنهم قتل عاد فسرها نشوف التفصيل قبل يا عبد الرحمان
السائل : تقدم
الشيخ : تقدم نعم يا ابن داوود
السائل : ...
الشيخ : اصبر اصبر
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
القارئ : " قوله ( لأقتلنه ) قيل لم منع خالد بن الوليد؟ وأجيب بأنه إنما أراد إدراك طائفتهم وزمان كثرتهم وخروجهم على الناس في السير وإنما أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سيكون ذلك، وقد كان كما قال وأول ما نجم هو في زمان علي رضي الله تعالى عنه قوله ( قتل عاد ) وقد تقدم في بعث علي إلى اليمن أنه قال ( لأقتلنهم قتل ثمود ) ولا تعارض لأن الغرض منه منه الاستئصال بالكلية وعاد وثمود سواء فيه، إذ عاد استئصلت بالريح الصرصر، وثمود أهلكوا بالطاغية ، قال الكرماني: ما معنى كقتل حيث لا قتل؟ وأجاب بأن المراد لازمه وهو الهلاك ويحتمل أن تكون الإضافة إلى الفاعل ويراد بالقتل الشديد القوي، لأنهم مشهورون بالشدة والقوة ".
الشيخ : الظاهر الأول أنه ليس معنى قتل عاد أن عاد إذا قتلوا أحدا فإنهم يقتلونه بطريقة الشدة والقوة والظاهر والله أعلم أن هذه كلمة تقال
معروفة عند العرب والمراد بها الإهلاك.
هل في وصف هذا الرجل وصف للخوارج عموما؟
الشيخ : وصف لهذا الرجل قد يكون الخارجي ناتئ العينين لا غائرهما
السائل : يدل على ضعفه؟
الشيخ : لا ، يحتمل أن هذا وصفه لأن بعض الناس الآن تجد أن عينيه غائرة ، وأن جبينه بارز ، هذه صفة من صفات الناس نعم
السائل : تفسير من ضئضئ أي صلب هذا الرجل .
الشيخ : يحتمل لكن إذا قلنا من شكله صار أعم يعني من صلبه ومن غيره.
حدثنا عياش بن الوليد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش
الشيخ : الشاهد قوله: ( تحت العرش ) ولا شك أن الشمس عالية جداً فإذا كانت تحت العرش لزم من هذا أن يكون العرش عالياً علواً عظيماً.
14 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش أستمع حفظ
ما هي الغاية من إنكار صفة العلو لله عز وجل ؟
الشيخ : يمنعهم من ذلك زعمهم أنه إذا كان في مكان وهو العلو لزم أن يكون محصوراً ومحدوداً هكذا زعموا ، وقد سبق الجواب على هذا، نعم
السائل : ...
الشيخ : وارتفع كذلك من، باقي عندنا التي التباين العلو والاستقرار نعم
السائل : ...
الشيخ : صحيح، أصل الصعود من أسفل إلى أعلى
السائل : ...
الشيخ : أما ... لا ما يكون من أسفل صعد على العرش يعني علا عليه ولا يلزم... نعم يا منصور
السائل : ...
الشيخ : ... تجري بمستقر يعني حتى تصل المستقر نعم
السائل : هل للمؤلفة قلوبهم سهم الآن؟
الشيخ : اي ما في شك
السائل : ...
الشيخ : كل ما في القرآن من الأحكام فهو باق إلى يوم القيامة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الخلفاء الذين لم يعطوهم قالوا : إنه لا داعي للتأليف الآن .
باب : قول الله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) .
الكلام على صفة الرؤية والرد على المخالفين فيها؟
الطالب : يوم القيامة
الشيخ : (( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذٍ )) يعني في الآخرة (( ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة )) يعني كالحة (( تظن أن يفعل بها فاقرة )) أي مهلكة تهلكهم وتقطع فقرة ظهورهم (( وجوه يومئذٍ ناضرة )) انظروا إلى كتابة الكلمتين (( ناضرة إلى ربها ناظرة )) تجد بينهما فرقاً فالأولى بالصاد والثانية (( وجوه يومئذ ناضرة )) أي حسنة (( إلى ربها ناظرة )) يعني إلى الله ناظرة إلى أين؟ ويتعين أن يكون ذلك بالعين لأنه أضافه إلى الوجوه التي هي محل الأعين والآية واضحة وصريحة ولها شواهد من القرآن مثل قوله تبارك وتعالى: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله ومثل قوله تبارك وتعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) فإن نفي الإدراك يدل على وجود أصل الرؤية ولو كان أصل الرؤية غير موجود لكان النفي يسلط عليه فيقال لا تراه الأبصار فلما قال لا تدركه علم أنها تراه لكن بدون إدراك ،
ثالثاً: قوله تبارك وتعالى: (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) فإن قوله: ((مزيد )) يحمل على قوله تعالى (( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ومن ذلك قوله تعالى (( على الأرائك ينظرون )) ينظرون من؟ ينظرون الله عز وجل لقوله في نفس السورة عن الفجار: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) فيكون النظر أي النظر إلى الله عز وجل وإن كان اللفظ أعم من الوارد إذ يشمل النظر إلى وجه الله وإلى كل ما أعد الله من نعيم ، ولكن الذي يظهر أن المراد ينظرون إلى الله، ومنها أي أدلة النظر إلى وجه الله قوله تبارك وتعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) يعني الفجار، فإذا كان الفجار محجوبون عن الله دلّ ذلك على أن الأبرار ينظرون إلى الله ولو كان النظر ممتنعاً على الأبرار لكان لا فرق بين الأبرار وبين الفجار، فهذه آيات من القرآن كلها تدل على ثبوت رؤية الله عز وجل ولهذا قال بعض السلف: من أنكر رؤية الله فهو كافر،لأن الآيات الواردة فيها لا تحتمل التأويل، وإذا كانت لا تحتمل التأويل صار تأويلها بمنزلة الجحد لها وقد مرّ علينا شيء من هذا أن النصوص إذا لم تحتمل التأويل فأولها الإنسان فهذا يعني أنه ايش؟ ردها يعني أنه ردها إذ التأويل إنما يكون عذراً حيث كان النص يحتمل ذلك أما مع عدم الاحتمال فلا تأويل وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأنكر ذلك الأشاعرة والمعتزلة ونحوهم وقالوا لا يمكن أن يرى الله لأنك إذا رأيت الله فقد حددته وجعلت له حداً، وهذا ممنوع فيقال : سبحان الله الرب عز وجل يثبت أنه ينظر إليه ورسوله كذلك وأنتم تقولون لا فتقدمون القياس على النص قال العلماء: وأول من قدم القياس على النص من؟ إبليس فيكون من قدم القياس على النص من جنود إبليس، من جنود إبليس كيف يقول الله (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ويقال لا ما تنظر إلى الله لأن هذا يقتضي أن يكون الله محدود؟ ولا شك أن هذا كما قلت قياس في مقابلة النص ويكون فاسد الاعتبار، ولما نقول له: عماذا تجيبون الآيات الواضحة الصريحة قالوا نقول: إن قوله: (( إلى ربها ناظرة )) أي إلى ثواب ربها فهو من مجاز الحذف وعندهم أن المجاز أنواع: منها مجاز الحذف بأن يحذف من الكلام ما يعلم وقد قال ابن مالك رحمه الله: وحذف ما يعلم جائز فنقول إذا قالوا إلى ثواب ربها هذا معنى جديد يخالف الظاهر، فمن قال إن الله أراد ما قلتم؟ الأصل أن اللفظ يراد به ايش؟ ظاهره لا يراد به سواه ومن ادعى خلاف الظاهر فعليه، فعليه الدليل، وكيف نعدل عن الظاهر مع أنه مؤيد بآيات أخرى ومؤيد بأحاديث صريحة لا تحتمل التأويل بوجه من الوجوه وعلى هذا فنقول: إن من عقيدتنا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يرى يوم القيامة ولكن من الذي يراه؟ ومتى يرى؟ فنقول الذي يراه رؤية رضاً هم المؤمنون هم الذين يرون الله ، ويرونه في عرصات القيامة ويرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله ، وأما الكفار الخلص فلا يرون الله لقوله: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) وأما المنافقون فيرون الله عز وجل في عرصات القيامة ثم يحجبون عنه فلا يرونه وهذا أشد مما لو لم يكونوا رأوه من قبل يعني كونهم يرون الله ثم يحجبون عنه أعظم مما لو لم يكونوا رأوه أصلاً ولهذا كان عذاب المنافقين بحجبهم عن رؤية الله أشد من عذاب الكافرين الذين لم يروه، هذا بيان من يرى الله ومتى يرى الله أما لو قال قائل كيف يرى الله فهذا الذي يجب الامتناع عنه وأن نقول أن صفاة الله ليس فيها كيف نقول هو على كيفية الله أعلم الله أعلم بها نحن لا ندري نقول أن الله يرى أما كيف يرى فإن هذا علمه عند الله عز وجل
السائل : أحسن الله إليكم ما معنى الإدراك في قوله تعالى (( لا تدركه الأبصار )) ؟
الشيخ : معنى الإدراك الإحاطة نعم.
السائل : ما الدليل على أن المنافقين يرون ربهم ثم يحجبون
الشيخ : لعله يأتينا
السائل : قوله تعالى : (( وجوه يومئذٍ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية )) فهذه الآية ... المسلمون .
الشيخ : لا ليس الظاهر الظاهر أنها للكافرين
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا
الشيخ : صريح ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ) وهم يرون القمر رؤية صريحة واضحة والتشبيه هنا ليس تشبيهاً للمرئي بالمرئي ولكنه تشبيه للرؤية بالرؤية، أي أنها رؤية حقيقة كما يرى القمر والدليل على أنها تشبيه للرؤية بالرؤية أن ما في قوله كما ترون مصدرية، فإذا حولنا الفعل بعدها إلى مصدر صار تقدير الكلام إنكم سترون ربكم ايش؟ كرؤية هذا القمر هذا من حيث اللفظ من حيث المعنى قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فلا أن يكون الله تعالى مثل القمر وقوله: ( لا تضامون في رؤيته ) فيها عدة روايات منها هذه الرواية هذا اللفظ ( لا تضامون ) أي لا يلحقكم ضيم وضيق، ومنها لا تَضامّون يعني لا يضم بعضكم بعضاً ليريه الآخر لأن الشيء الخفي إذا تراءاه الناس تجد كل واحد يقول تعال ثم يمسك بأخيه يضمه إلى نفسه يقوله شوف هنا أو هنا أو هنا ومنها من ألفاظه لا تضارون برؤيته يعني لا يضر بعضكم بعضاً في الرؤية بل كل إنسان يراه بدون ضيم ولا مضامة ولا ضرر كل يراه في مكانه كالقمر القمر يراه الناس في البلد ويراه المسافرون في البر ويراه أهل البحر في البحر ويراه أهل الجو في الجو نعم وكل واحد يراه في مفرده.
18 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا أستمع حفظ