تتمة شرح باب : ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق . وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره ، فالرب بصفاته وفعله وأمره ، وهو الخالق المكون ، غير مخلوق . وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه ، فهو مفعول مخلوق مكون .
الطالب : وكلمه ربه
الشيخ : متى كان الكلام؟ حين المجئ لم يكن من قبل، فالأمر في هذا واضح والحمد لله ، فالبخاري رحمه الله في هذا أشار في هذا أن أفعال الله لازمة له وهذا هو الحق، ومن تأمله وجد أنه لا يمكن العدول عنه خلافاً لمن شنع على شيخ الاسلام رحمه الله بقوله بهذا القول، والإنسان يستغرب كيف يشنع لأنه إذا قلنا أنه ليس هناك تسلسل وأن الله في الأول كان ... نقول لماذا ... ؟ هل هو عاجز إن قالوا نعم كفروا كفر ، وإن قالوا بلى يعني وإن كان كذلك فما الذي يمنعه أن يفعل، ما الذي يمنعه أن يفعل، فجواز تسلسل الحوادث في الأزل كجوازه في المستقبل ولا فرق، هو الأول بصفاته وأفعاله ليس قبله شيء ، والآخر بصفاته وأفعاله الذي ليس بعده شيء، وقوله وأمره ، الأمر الذي يكون به الفعل كن هذا أمر فهو لم يزل عز وجل في صفاته وفعله وأمره ، وهو الخالق ، وهو الخالق ايش بعد؟
الطالب : وهو المكون
الشيخ : هو المكون ولا وهو المكون؟
الطالب : هو المكون
الشيخ : هو المكون أراد المؤلف رحمه الله بقوله المكون أن يفسر معنى الخالق لا أن يثبت أن المكون من أسماء الله، ولهذا ليس من أسماء الله المكون لكن هو فسر الخالق، والخالق من أسماء الله البارئ الخالق، المكون يعني تفصيل للخالق وإن شئت فقل تفسيرٌ للمصور، كما قال تعالى (( الخالق المصور )) أي المكون للشيء على الصورة التي أرادها
قال: غير مخلوق، نعم غير مخلوق وإن حدثت المنافاة ، فإنه ليس بمخلوق لأن الله هو الخالق وما سواه مخلوق ثم قال: وما كان بفعله وأمره وتصديقه وتكوينه فهو مفعول ، ففرق رحمه الله بين الفعل والفاعل والمفعول. فهذه ثلاث أشياء، ثلاث أشياء، كل واحدة منها لها حقيقة فاعل وفعل ومفعول، أيها الأول؟
الطالب : الفاعل
الشيخ : الفاعل ثم الفعل ثم المفعول، هذا إذا قلنا الفاعل يعني الذي يريد أن يفعل أما إذا قلنا الفاعل الذي قام به الفعل فالفعل سابق على الفاعل، لأنه لا يصدق عليه أنه فعل الحقيقة إلا بعد وقوع الفعل واضح؟ طيب.
السائل : ...
الشيخ : طيب الفاعل الأصل أنه لا فعل إلا بفاعل أليس كذلك، فإذا قلنا أنه لا فعل إلا بفاعل لزم أن يسبق الفاعل الفعل، ولا مفعول إلا بفعل وش السابق؟ الفعل، لكن إذا أريد بالفاعل حقيقة الفعل فهنا يجب أن يسبق الفعل الوصف بالفاعل يعني ما يكون فاعل حتى يفعل، طيب أنا مثلاً أنا ناطق، ناطق حقيقة أو حكماً؟
الطالب : حقيقة
الشيخ : نعم لا ما أكون ناطق حقيقة حتى أنطق لكن قبل أن أنطق أكون حكماً ناطق ولا يمكن نطق إلا بوجود فالناطق سابق على النطق والمنطوق به متأخر عن النطق لكن إذا أردت حقيقة وصفه بالفعل فإنه لا يكون فاعلاً حتى ايش؟ حتى طيب يقول نعم يقول وما كان بفعله وأمره وتخليقه فهو مفعول عائد على فعله، مخلوق عائد على تخليقه وأمره والحاصل من هذه الترجمة أن المؤلف رحمه الله أراد أن يبين أن ما سوى الله مخلوق، وأن الله وحده هو الخالق، وأنه عز وجل رب بفعله ووصفه بأفعاله وصفاته فلم يزل فعالا ولم يزل موصوفا بصفاته الكاملة وأن الخلق حادث، الخلق الذي هو المخلوق حادث.
1 - تتمة شرح باب : ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق . وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره ، فالرب بصفاته وفعله وأمره ، وهو الخالق المكون ، غير مخلوق . وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه ، فهو مفعول مخلوق مكون . أستمع حفظ
ماالمراد من قوله تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى ))؟
الشيخ : كيف؟
السائل : المراد بقوله تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى ))
الشيخ : يعني سبح ربك الأعلى باسمه نعم
تعاقب الأيام يعني خلق بعد خلق الى غير نهاية فما معنى ذلك؟
الشيخ : خلق بعد خلق إلى غير نهاية في المستقبل
السائل : ...
الشيخ : اصبر، هذا واضح ولا غير واضح؟ طيب خلق مسوبق بخلق إلى ما لا نهاية له في الماضي اي نعم، ما الذي يمنع؟ إذا كان يجوز خلق بعد خلق إلى ما لا نهاية له فيجوز خلق مسبوق بخلق إلى ما لا نهاية له، والأمر واضح نعم
قلتم إن الصفات أصلها أزلي فما الجواب على قوله تعالى إن رحمتى سبقت غضبي ؟
الشيخ : الأفعال
السائل : لكن ماذا يجاب عن الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة قوله تعالى تعالى :( إن رحمتي سبقت غضبي ) المسابقة ما يدل على...
الشيخ : سمعتم سؤاله يقول إنكم قلتم إن الصفات الفعلية أصلها أزلي فما الجواب عن قوله : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) المعنى إذا وجد مقتضي الغضب ومقتضى الرحمة فالرحمة تسبق ، هذا المعنى ليس المعنى سبقت بالأزل، المعنى إذا وجد شيء يوجب غضب الله ورحمة الله فالرحمة تغلب وتسبق.
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس قال بت في بيت ميمونة ليلةً والنبي صلى الله عليه وسلم عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعةً ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء فقرأ إن في خلق السموات والأرض إلى قوله لأولي الألباب ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعةً ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين ثم خرج فصلى للناس الصبح
الشيخ : نمِر عندي نمِر
القارئ : نمْر مسكنة مسكنة الميم
الشيخ : نمْر؟ نعم
القارئ : عن كريب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ( بت في بيت ميمونة ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء )
الشيخ : عندي نسخة أو نصفُه، أظنها أرجح نعم
القارئ : ( قعد فنظر إلى السماء فقرأ: (( إن في خلق السموات والأرض )) إلى قوله: (( لأولي الألباب )) ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين ثم خرج فصلى للناس الصبح ).
الشيخ : ما هي صلة ميمونة بابن عباس؟
الطالب : خالته
الشيخ : خالته أخت أمه ، وابن عباس رضي الله عنه ذكي، عاقل، حريص على العلم حتى إنه كان يأتي إلى الرجل من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في القيلولة، ويضع رداءه يتوسده ينام على العتبة حتى يخرج صاحب البيت ويقول حدثني عن رسول الله ، فيقول له يا ابن عم رسول الله : لماذا لن توقظني؟ قال أنا صاحب حاجة، وفهمه وعقله وفقهه رضي الله عنه معروف أحب أن ينظر كيف يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام في أهله وكيف يصلي في الليل، يقول فاتخذني عليه الصلاة والسلام بعد صلاة العشاء وتحدث مع أهله ساعة، ساعة يعني ستين دقيقة أو ساعة يعني زمناً من الزمان؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني، يمكن ستين دقيقة أو أكثر أو أقل لكن معروف أنه عليه الصلاة والسلام يكره الحديث بعد صلاة العشاء فيكون هذا الحديث الذي تحدث به حديثاً يحصل به الإيناس للأهل لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( خيركم خيركم لأهله ) ومعلوم أن الرجل لو جاء إلى أهله ودخل عليهم ثم انصرف إلى الفراش ونام نعم، والمرأة نامت ماذا يكون من الألفة؟
الطالب : لا شيء
الشيخ : نعم، لا شيء وهذا سبب للقطيعة، ولكن إذا تحدث مع أهله ساعة يؤنسهم ويدخل السرور عليهم فهذا من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو نصفُه قام صلوات الله وسلامه عليه (( إن ربك تعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه )) حسب نشاطه عليه الصلاة والسلام إما إذا مضى ثلث الليل أو نصفه أو ثلثه يقول فقعد فنظر إلى السماء، نظر تفكر واتعاظ وما بما فيها من الآيات عظيمة، هذه النجوم الزواهر والقمر الزاهر يستدل به عظمة الرب عز وجل وحكمته ونظام هذا السماء العظيمة فقرأ (( إن في خلق السماوات والأرض )) إلى قوله (( لأولي الألباب )) (( إن في خلق السماوات والأرض )) أي تخليقهما وما أودع الله فيهما من الغرائب وبدائع الصنعة (( واختلاف الليل والنهار )) بأي نوع من الاختلاف بالطول والقصر ، والحر والبرد، والحرب والسلم، والصحة والمرض، والعز والذل، وغير ذلك كل فيه (( آيات لأولي الألباب )) (( واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) آيات جمع آية، وهي العلامة الدالة على ما لله تعالى من الحكمة والرحمة وغير ذلك مما تقتضيه هذه الاختلافات وقوله: (( لآيات )) هل المعنى في كل واحد منها آيات أو آية موزعة على الجمع السابق؟ الجواب الأول ، كل شيء من هذه فيه آيات عظيمة فمثلاً ننظر النجوم فيها آيات ، في عظمها وكبرها ونورها وحركاتها وسكناتها ولونها بعض النجوم تجري تتحرك يلمع ، وبعضها ساكن وبعضها أبيض وبعضها يميل للحمرة، وبعضها كبير وبعضها صغير وبعضها سائد وبعضها خالص كله فيه آيات، وهكذا القمر وهكذا الشمس فيه آيات لكن لمن؟ لأولي الألباب لأصحاب العقول أما الغافلون فلا ينتفعون بهذه الآيات، ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة توضأ واستن يعني استاك ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ) هكذا قال حذيفة رضي الله عنه يعني يدلكه دلكاً بغصب، لأن الفم يتغير بالنوم
5 - حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس قال بت في بيت ميمونة ليلةً والنبي صلى الله عليه وسلم عندها لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعةً ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء فقرأ إن في خلق السموات والأرض إلى قوله لأولي الألباب ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعةً ثم أذن بلال بالصلاة فصلى ركعتين ثم خرج فصلى للناس الصبح أستمع حفظ
فوائد من الحديث.
النبي صلى الله عليه وسلم يجري عليه ما يجري على بقية البشر فكيف يعلم ما يخرج منه وهو في النوم؟
الشيخ : لا، لا، ما يكون في نفسه يعني ما يحدث من فعله فهو يعلمه، لكن الشيء الخارجي ما يعلمه ما يعلمه، ولهذا طلع الفجر عليهم في سفر ولم يحس بهذه نعم
السائل : التسلسل في الماضي لا يشكل عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هو الأول بلا بداية ).
الشيخ : ايش؟
السائل : حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( هو الأول بلا بداية ) لا يشكل على التسلسل في الماضي؟
الشيخ : من قال بلا بداية؟ هذه عبارة لبعض المصنفين، أما الرسول قال: ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) شف ليس قبلك شيء.
7 - النبي صلى الله عليه وسلم يجري عليه ما يجري على بقية البشر فكيف يعلم ما يخرج منه وهو في النوم؟ أستمع حفظ
هل يجوز الوقوف للصلاة إذا رأينا الإمام يدخل من الباب ؟
الشيخ : اي نعم، لا بأس أن يقوموا لا بأس أن يقوموا إذا رأوا الإمام إذا كان من عادة الإمام أنه إذا دخل المسجد أقيمت الصلاة، أما إذا كان لا قد يدخل المسجد ويبقى يتسنن أو كان دخل المسجد ومعه من يحدثه فلا يقوم
السائل : أحياناً مثلاً
الشيخ : وقد عرفتم أن المشهور عند الحنابلة أنه لا يقوم أن المأموم لا يقوم إلا إذا قال المؤذن المقيم قد قامت الصلاة .
باب : (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين )) .
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي
حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي )
الشيخ : قوله تعالى: (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين )) بقية الكلام (( إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون )) .
10 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي أستمع حفظ
فوائد تتعلق بإثبات صفة الكلام لله عز وجل
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب أنه قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا أو أربعين ليلةً ثم يكون علقةً مثله ثم يكون مضغةً مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها
الشيخ : نعم هذا الحديث كالأول فيه بيان لثبوت الكلام، يقول ابن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، الصادق فيما أخبر به ، المصدوق فيما أُخبر به يعني ما كَذب وما كُذب، بخلاف الكهان، فالكهان كاذبون مكذوبون، لأن الشياطين التي تلقي إليهم السمع تكذب مع الصدق مائة كذبة وهم يكذبون أيضاً، أما النبي عليه الصلاة والسلام فهو الصادق المصدوق، صادق فيما أخبر به، مصدوق فيما أُخبر به، فالوحي الذي أوحاه الله إليه صدق، وخبره إيانا أو إخباره إيانا صدق، وإنما قدم ابن مسعود بهذه المقدمة لأنه سيتحدث عن أمر غيبي غيبي لا يعلمه إلا الله عز وجل ولا سيما أنه في ذلك الوقت ليس هناك ليس هناك يعني طب متقدم يعرف الناس كيف يتكون الجنين، قال: ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربيعن يوماً أو أربعين ليلة ) يجمع الجمع ضد التفريق وذلك أن الحيوانات المنوية في النطفة الواحدة كثيرة جدا تجمع هذه لمدة أربعين يوماً نطفة ثم بعد ذلك و أربعين ليلة نعم ثم يكون علقة مثله يتحول هذا المني إلى علقة العلقة دودة دقيقة جداً حمراء يكون هذا الحيوان المنوي علقة ( مثله ) أي أربعين يوماً ( ثم يكون مضغة مثله ) أي أربعين يوماً والمضغة القطعة من اللحم بقدر ما يمضغه الإنسان في الأكل ولكن لا تظنوا أن هذا التحول يحدث طفرة واحدة، بمعنى يبقى أربعين يوماً منياً ثم في تمام الأربعين ينقلب على طول أحمر ثم بعد الأربعين ينقلب على طول مضغة لا هو يتكون شيئاً فشيئاً لكن بغلب عليه بالأربعين الأولى ايش؟ أن يكون نطفة وفي الأربعين الثانية أن يكون علقة وفي الأربعين الثالثة يكون مضغة، ويتكون بإذن الله العظم واللحم كل شيء ( ثم يبعث إليه الملك ) الملك اسم جنس ويراد به الملائكة الموكلون بما في البطون ( فيؤذن بأربع كلمات) أي يعلم، يؤذن أي يعلم كما قال تعالى: (( وأذان من الله ورسوله )) أي إعلام بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد يكتب الملك هذه الأشياء الأربعة الرزق ولكن يُكتب الرزق بأسباب الرزق، من أين يأتيه بشراء إرث هبات يكتب الرزق، الأجل طويل أو قصير يكتب، العمل يكتب، عمل صالح أو عمل فاسد، الشقي أو السعيد المآل مآله للشقاء أو مآله للسعادة كل هذا يكتب ولكن نسأل هل نحن عندنا علم بالمكتوب؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ليس عندنا علم بما يكتب، الملك الموكل بذلك عنده علم عنده علم متى يموت هذا الرجل كيف رزقه كيف أجله كيف عمله كيف مآله لكن نحن ليس عندنا علم ولهذا لا يمكن لأحد أن يحتج بهذا الحديث وما شابهه على معصية الله، لأننا نقول له لو احتج من الذي أعلمك أنك من الأشقياء؟ من الذي أعلمك أن عملك سيء؟ أنت الذي اخترت وأنت لا تعلم أن عملك سيء إلا بعد أن تفعل طيب ( ثم ينفخ فيه الروح ) الروح من الأشياء التي لا تفنى، إذا خلقها الله عز وجل فإنها لا تفنى لأنها عند الموت تخرج من الجسد فقط، وتنعم أو تعذب ويوم القيامة ترد إلى الجسد فهي من المخلوقات الدائمة التي خلقها الله عز وجل للبقاء ولذلك ليست من العناصر المعروفة يعني ليست من حديد ولا من خشب ولا من طين من عنصر الله أعلم به، كما قال تعالى (( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيت من العلم إلا قليلا )) ولهذا تجدونها تتخلل البدن وتخرج منه في النوم من غير أن يشعر الإنسان وترجع عند اليقظة من غير أن يشعر أن شيء دخل فيه أو خرج منه، مع أنها لا شك أنها تخرج ولذلك يفقد الإحساس وتعود ةلذلك يعود الإحساس ولهذا أمرها عجيب الروح، أمرها عجيب ومن ثم قطع الله عز وجل علينا الوصول إلى حقيقتها فقال: (( قل الروح من أمر ربي وما أوتيت من العلم إلا قليلاً )) يقول عز وجل يقول الحديث: ( ثم ينفخ فيه الروح ) والنفخ معروف والنافخ الملك، كيف الملك ينفخ؟ هو داخل في الرحم؟ نقول هذا ليس لنا أن نسأل عنه لأن هذا أمر غيبي وإذا كان الشيطان وهو عدو للإنسان يجري من ابن آدم مجرى الدم فالملك الذي يسير بأمر الله من باب أولى والشيطان كذلك يسير بأمر الله ولكنه ابتلاء وامتحان ( فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها ) هاتان الجملتان من أشد ما يكون إخافة للإنسان الذي يعمل بعمل أهل الجنة لأنه لا يدري ماذا يختم له قد يعمل بعمل أهل الجنة حتى يكاد يصلها لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع وقد كتب شقياً من أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، والثاني بالعكس يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، ولكن قد ثبت في صحيح البخاري في قصة الرجل الذي كان في غزاة مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكان مقداماً شجاعاً لا يدع للعدو شادة ولا فاذة إلا قضى عليها فقال النبي صلى الله عليه سلم : ( هذا من أهل النار ) هذا من أهل النار وهو مجاهد فعظم ذلك على الصحابة وكبر عليهم فقال أحدهم: والله لألزمنه حتى أنظر ماذا يكون أمره ألزمنه يعني؟ ألازمه وأنظر مآله يقول فأصابه سهم من العدو فجزع، فوضع لبابة سيفه بين ... يعني على صدره واتكأ على السيف حتى خرج السيف من ظهره أعوذ بالله فقتل نفسه فجاء الرجل في الصباح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أشهد أنك رسول الله ، قال: وبم؟ قال: الرجل الذي قلت به كذا وكذا هذا ما فعله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) فهذا الحديث يقيد حديث ابن مسعود، يقيد حديث ابن مسعود فيكون قوله: ( حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع ) أي حتى يقرب أجله وهو يعمل بعمل أهل النار أو بعمل أهل الجنة فيكون قد سبق عليه الكتاب فإذا قال قائل ما هو السبب أليس الله سبحانه وتعالى قد سبقت رحمته غضبه أليس الله تعالى قال (( وكان الله شاكرا عليماً )) فهل من شكر الله أن يعمل له هذا الرجل إلى أن يبقى بينه وبين الموت هذا القدر ثم يختله الله ؟ أين الشكر؟ نقول والله إن الله لشكور حليم، شكور عليم، لكن هذا الرجل نعوذ بالله في قلبه سر هو الذي أهلكه سر إما مراءاة الناس أو أحقاد أو كراهة لبعض ما أنزل الله أو ما أشبه ذلك هذا السر الذي لا يبدو للناس هو الذي خانه أحوج ما يكون إليه، فأودى به إلى الهلاك ولهذا يجب علينا يا إخوان أن نطهر قلوبنا دائماً وأن نحافظ على طهارتها وسلامتها أكثر مما نحافظ على ركن من أركان الصلاة أو شرط من شروط الصلاة يعني الإنسان منا لا يكاد يفرط بركن من أركان الصلاة أو شرط من شروطها لكن القلوب قد غبنا عنها لا نصقلها ولا نطهرها وهذا يخشى علينا منه نسأل الله أن يسلمنا منها المسألة خطيرة، وبهذا الحديث الذي سقناه في قصة الرجل يرتاح الإنسان ويحافظ على قلبه وعلى سلامة قلبه حتى يوافق ظاهره باطنه، ويسلم من سوء الخاتمة نسأل الله العافية أما العكس الذي ( يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة ) فهذا كثير ما أكثر الذين أسلموا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ماتوا قريباً من إسلامهم ومنهم الأصيري رجل من بني عبد الأشهل كان كافراً معاديا للدعوة الإسلامية فلما سمع بالخروج يوم أحد ألقى الله في قلبه الإسلام وخرج مع الناس للغزو في سبيل الله فقتل، فلما تتبع الناس قتلاهم بعد انفكاك المعركة وجدوا الأصيري قالوا ما الذي جاء بك ونحن قد عهدناك تكره هذا الأمر أحدب على قومك، أم رغبة في الاسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، ما شاء الله شوفوا حسن الخاتمة، وبلغوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وأخبروه ثم مات من حينه. فهذا الرجل كان يعمل بعمل من؟ أهل النار حتى لم يبق بينه وبينها إلا ذراع أو أقل فخرج فقتل شهيداً في سبيل الله. فنسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة وأن يطهر قلوبنا وأن يجعل بواطننا خيراً من ظواهرنا إنه على كل شيء قدير وانتهى الوقت والحمدلله رب العالمين ولا سؤال ولا شي.
12 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب أنه قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا أو أربعين ليلةً ثم يكون علقةً مثله ثم يكون مضغةً مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها أستمع حفظ
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عمر بن ذر سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا إلى آخر الآية قال كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم
باب (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ))
الشيخ : قرأنا هذا
القارئ : اي نعم، ما قال باب كذا
الشيخ : لا تقول قال في باب كذا
القارئ : حدثنا خلاد بن يحيى قال: حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت (( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا )) إلى آخر الآية قال : هذا كان الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم ).
الشيخ : هذا الحديث فيه اشتياق النبي صلى الله عليه وسلم إلى زيارة جبريل لأن الملائكة عباد الله عز وجل فيجب علينا أن نحبهم لله لأنهم عباده عباد مكرمون (( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )) فعرض عليه النبي عليه الصلاة والسلام قال: ألا تزورنا وفي لفظ ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت هذه الآية (( وما نتنزل إلا بأمر ربك )) إلى آخره قال: ( هذا كان الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم ) جواب من الله عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام لجبريل: ( ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ) والشاهد في هذا الحديث أن قوله وما نتنزل كلام فهو كلام الله عز وجل حصل بعد أن قال النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل: ( ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ) نعم
السائل : حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
الشيخ : كملناه
السائل : الروايات فيه أربعون يوماً وأربعون ليللة ما فائدة ذلك ؟
الشيخ : توكيد توكيد نعم
13 - حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا عمر بن ذر سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا إلى آخر الآية قال كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم أستمع حفظ
حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه عن الروح فسألوه فقام متوكئًا على العسيب وأنا خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه
الشيخ : نعم هؤلاء اليهود يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم تعنتاً وتنطعاً لا أنهم يريدون أن يرجعوا إلى حكمه لقوله تعالى: (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )) فهم لا يحكمون الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يسألونه إلا تعنتاً ولهذا اختلفوا هل يسألونه عن الروح أو لا؟ فقال بعضهم سلوه وقال بعضهم لا تسألوه، والمراد بالروح هنا نفس الإنسان وهي التي في البدن وهي من أمر الله عز وجل لا يمكن للإنسان أن يدرك حقيقتها وكنهها لكن يعرف ذلك بآثارها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الروح تقبض وتكفن وأن الميت يراها يتبعها بصره إذا توفي وهذا يدل على أنها ذات جرم وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في الروح أنها جسم لطيف لا يشبه هذه الأجسام وليس من مادة منها هذه الأجسام والله أعلم بكيفيتها وحقيقتها. وقال بعض المتكلمين: "إن الروح صفة من صفات البدن كالمرض والصحة والقوة والنشاط والضعف وما أشبه ذلك" وقال بعضهم: "هي جزء من أجزاء البدن "، وقال بعضهم: "هي الدم" وقال بعضهم: " هي البدن" واطربوا فيها وسبب اطرابهم أنهم لم يبلغهم ما جاء في الكتاب والسنة عن هذه الروح وقالت الفلاسفة : الروح شيء ليس داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالبدن ولا منفصل عنه، ولا مباين للبدن ولا محايد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، وصفوها بماذا بالعدم كما وصفوا الله بالعدم كما وصفوا الله بهذه الأوصاف . وسبب اضطراب هؤلاء وهؤلاء أنهم لم يدركوا ما جاء في الكتاب والسنة من صفاتها ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله : "المتكلمون بالنسبة للروح ممثلة والفلاسفة معطلة "وصدق رحمه الله فهؤلاء ألحقوها بالأجسام وهؤلاء وصفوها بالعدم المحض ، أما نحن فنقول هي من أمر الله ، وأمرها عجيب ولا يمكن إدراك حقيقتها ولا كنهها ونعلم أنها ليست من المادة الذي خلق منها الجسد وليس لنا أكثر من ذلك.
وقوله (( وما أوتيتم من العلم )) الخطاب للناس كلهم ما أوتوا من العلم إلا قليلاً وكأن في هذا توبيخ وكأن في هذا توبيخاً لهم يعني كأنه يقول ما فاتكم من العلم إلا الروح تسألون عنها فاتكم شيء كثير (( ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) وصدق الله ما أكثر ما يخفى علينا مما هو بين أيدينا الكتاب والسنة الآن بين أيدينا ويخفى علينا شيء كثير من أحكام الله نحن نعيش في وسط مجتمع ويخفى علينا كثير من المجتمع بل الإنسان يعيش في أهله في عش محصور ومع ذلك يخفى عليه شيء كثير من أهله. إذن ما أوتينا من العلم إلا قليلاً كما قال ربنا عز وجل.
14 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه عن الروح فسألوه فقام متوكئًا على العسيب وأنا خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه أستمع حفظ