حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق فحج آدم موسى).
الشيخ : الكلم بمعنى الجرح ومنه قوله تعالى : ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا إذا كان يوم القيامة جاء وكلمه يثعب دما ) أي جرحه فيقال سبحان الله هذا التفسير الذي ذكرتم بعيد عن المعنى، بل ممتنع لأن الله يقول : (( كلم الله موسى )) ثم قال بعضهم القراءة الصحيحة : (( وكلم الله َ موسى تكليما )) فحرف اللفظ ، لماذا قال كليم الله موسى تكليما ؟ ليكون الكلام من موسى لله، فقيل له ماذا تقول في قوله تعالى : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) كلمه ربه هذا لا يمكن فيها تحريف اللفظ فبهت، ثم ساق المؤلف رحمه الله حديث احتجاج موسى على آدم قال : ( أخرجت ذريتك من الجنة ) بماذا أخرج الذرية من الجنة ؟ لأن الله نهاه أن يأكل من الشجرة فأكل منها فأخرجه الله عز وجل من الجنة فلامه موسى لتسببه بإخراج الذرية من الجنة انتبه ... من وراك ؟ ولكن آدم قال : ( أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه ) وهذا هو الشاهد ( وكلامه ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق فحج آدم موسى ) يعني غلبه في الحجة، وهذا الحديث اختلف فيه الناس فالمعتزلة قالوا : هذا حديث لا يصح، لأنه خبر آحاد وخبر الآحاد لا يقبل في العقائد وأفعال العباد ليست مكتوبة عند الله، بل العبد مستقل بعمله وأما الجبرية فتلقوا هذا الحديث بالقبول، وقالوا إن آدم احتج بالقدر وحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصحة احتجاجه على موسى أعرفتم ؟ فصار الآن تنازع في هذا الحديث طائفتان الجبرية إيش ؟ قبلته والمعتزلة الذين هم القدرية رفضته، وقالوا هذا لا يصح، وأهل السنة والجماعة قبلوا الحديث، ولكنهم قالوا ليس فيه دليل لمذهب الجبرية، لأن آدم لم يحتج بالقدر على فعل المعصية، وموسى أيضا لم يحتج على آدم في فعل المعصية إنما احتج على إخراجه من الجنة، فاحتج آدم بالقدر على المصيبة التي حدثت بغير اختياره وإرادته لأن آدم لو علم أنه سيخرج من الجنة ما أكل بالتأكيد، بدليل أن إبليس وسوس له (( وقال هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ))، فيكون احتجاج آدم بالقدر على المصائب لا على المعايب، لا على المعايب، ونظير ذلك أن يسافر شخص فيصاب بحادث فيلومه الأهل يقول ليش تسافر ؟ فماذا يجيب يقول : أنا ما سافرت لأجل أن يصيبني الحادث لكن هذا قضاء الله وقدره، فآدم لم يأكل من الشجرة لأجل أن يخرج من الجنة لكنه صارت النتيجة التي لا يعلم بها من قبل أنه خرج من الجنة ، فصار الاحتجاج هنا على إيش ؟ على المصيبة لا على الفعل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء ) يعني بعد الحرص ( فلا تقل لو أني فعلت كذا ولكن قل قدر الله ) حينئذ احتج بالقدر لك أن تحتج بالقدر لأنك فعلت ما ينبغي أن تفعل وهذا الوجه كما ترون ظاهر في القوة لا سيما وأن موسى صلى الله عليه وسلم أعلم وأبر من أن يصم أباه بعيب تاب منه وهداه الله واجتباه بعده، وخرج ابن القيم رحمه الله هذا الحديث تخريجا آخر، وقال : إن آدم إنما احتج بالقدر على معصيته بعد أن تاب إلى الله وندم وليس كاحتجاج المشركين على شركهم الذي أبطله الله ، لأن احتجاج المشركين على شركهم يريدون بذلك دفع اللوم عنهم واستمرارهم على شركهم ، فأما إذا احتج الانسان بالقدر على معصيته بعد أن تاب ورجع إلى الله فإن هذا لا بأس به مثاله : رجل فعل معصية وتاب وصلحت حاله فقال لامه بعض الناس قال :كيف يا فلان تفعل كذا وكذا قال : هذا شيء أفلت مني بقضاء الله وقدره وأنا أستغفر الله وأتوب إليه فهذا احتجاج ابن القيم احتجاج صحيح واستدل له بحديث علي الذي مر علينا حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت علي فوجده نائما هو وفاطمة فقال : ( ما منعكما أن تقوما فقال : إن أنفسنا بيد الله ) ولكن ما ذهب إليه شيخ الاسلام رحمه الله بالنسبة لتخريج الحديث أولى، أما بالنسبة لاحتجاج الإنسان بالقدر بعد فعل المعصية والتوبة منها فهذا لا بأس به لا بأس أن نقول والله هذا شيء قدره الله علي وغلبت النفس غلبني الهوى غلبني الشيطان ولكني أستغفر الله وأتوب إليه هذا لا بأس به وكثيرا ما يقع كثيرا ما يقع هذا الشيء والإنسان معذور فيه لأنه لم يحتج بالقدر ليبقى على معصيته أو يدفع اللوم عن نفسه نعم قل . السائل : شيخ أحسن الله إليكم ... . الشيخ : كيف ؟ اقرأ يا عبد الرحمن .
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون له أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا فيقول لهم لست هناكم فيذكر لهم خطيئته التي أصاب).
القارئ : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون له أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا فيقول لهم لست هناكم فيذكر لهم خطيئته التي أصاب ) . الشيخ : ذكر المؤلف هذا طرفا من الحديث الطويل الذي فيه ذكر مرورهم على على من ؟ على موسى وذكر أن الله كلمه فهذا طرف من حديث طويل وإلا فهذه الطرف الذي ذكر الآن ليس فيه شاهد للباب نعم . السائل : ... . الشيخ : نعم . السائل : ... . الشيخ : نعم ، نعم لماذا ؟ السائل : هل يمكن ؟ الشيخ : لماذا لماذا ؟ السائل : هل يمكن هم يقولون وكلم الله موسى هل يمكن من هذه الآية أن هذا باطل من وجوه لغوية ؟ الشيخ : لا لا أبدا لو كانت الآية هكذا لكانت واضحة لأن الكلام من موسى. نعم .
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني سليمان عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت أنس بن مالك يقول :(ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشوًا إيمانًا وحكمةً فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابًا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا فقال جبريل قالوا ومن معك قال معي محمد قال وقد بعث قال نعم قالوا فمرحبًا به وأهلًا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال مرحبًا وأهلًا بابني نعم الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال هذا النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب يده فإذا هو مسك أذفر قال ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبًا به وأهلًا ثم عرج به إلى السماء الثالثة وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء قد سماهم فأوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى رب لم أظن أن يرفع علي أحد ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا للجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاةً على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال يا محمد ماذا عهد إليك ربك قال عهد إلي خمسين صلاةً كل يوم وليلة قال إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك فأشار إليه جبريل أن نعم إن شئت فعلا به إلى الجبار فقال وهو مكانه يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه فأمتك أضعف أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأبصارًا وأسماعًا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه عند الخامسة فقال يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وأبدانهم فخفف عنا فقال الجبار يا محمد قال لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدي كما فرضته عليك في أم الكتاب قال فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت فقال خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها قال موسى قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا موسى قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه قال فاهبط باسم الله قال واستيقظ وهو في مسجد الحرام).
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول : ( ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال آخرهم ) . الشيخ : انتبهوا للحديث من مسجد الكعبة وهو نائم في المسجد الحرام ولكن اشتهر عند الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من بيت أم هانئ، والصواب أنه أسري به من المسجد الحرام نفسه، فإنه كان نائما في الحجر فأسري به من هناك وجمع بينهما بعض العلماء فقال : إنه كان نائما في بيت أم هانئ فأوقظ ثم قام فنام في المسجد فكان ابتداء الاسراء من بيت أم هانئ لكن حقيقته كانت من المسجد الحرام نعم . القارئ : ( فقال أوسطهم هو خيرهم، فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلةً أخرى ) . الشيخ : وفيه أيضا أن مسجد الكعبة هو نفسه المسجد، نفس المسجد الذي هو موضع الصلاة وعلى هذا فيكون التفضيل الوارد أن صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام هذا لفظ الصحيحين ولفظ مسلم في حديث ميمونة قال إلا مسجد الكعبة يدل على أن المراد بالمسجد الحرام هو موضع الصلاة المكان الذي فيه الكعبة وليس المراد جميع الحرم حتى نقول إن التضعيف يكون في جميع مكة بل نقول إن التضعيف يكون في المسجد الذي فيه الكعبة فقط كما أن الذي تشد إليه الرحال هو مسجد الكعبة فقط فلا تشد الرحال مثلا إلى مسجد العزيزية أو مسجد في الأبطح وما أشبه ذلك . نعم . القارئ : ( فقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشوًا إيمانًا وحكمةً فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابًا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا فقال جبريل قالوا ومن معك قال معي محمد قال وقد بعث إليه قال نعم ) . الشيخ : بعث إليك ؟ القارئ : وقد بعث إليه . الشيخ : فيه إليه ؟ القارئ : نعم . الشيخ : عندي وقد بعث نعم . القارئ : ( قال نعم قالوا فمرحبًا به وأهلًا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال مرحبًا وأهلًا يابني نعم الابن أنت ). الشيخ : عندي بابني . القارئ : يا بني . الشيخ : وش عندكم ؟ الطالب : يا بني . الشيخ : سبحان الله شف الشرح . القارئ : ما تكلم هذه الكلمة . الشيخ : نعم ؟ القارئ : ما ذكر الكلمة هذه . الشيخ : القسطلاني مو معك طيب تراجع نعم . القارئ : ( نعم الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال: ما هذان النهران يا جبريل قال : هذان النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب يده فإذا هو مسك قال : ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ثم عرج إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى من هذا ؟ قال: جبريل قالوا : ومن معك قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : وقد بعث إليه قال : نعم قالوا : مرحبًا به وأهلًا ثم عرج به إلى السماء الثالثة وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء قد سماهم فأوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى رب لم أظن أن يرفع علي أحد ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاةً على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال : يا محمد ماذا عهد إليك ربك قال : عهد إلي خمسين صلاةً كل يوم وليلة قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك فأشار إليه جبريل أن نعم إن شئت فعلا به إلى الجبار فقال وهو مكانه : يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال : يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه فأمتك أضعف أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأبصارًا وأسماعًا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه عند الخامسة فقال : يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وأبدانهم فخفف عنا فقال الجبار يا محمد قال : لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدي كما فرضته عليك في أم الكتاب قال فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال :كيف فعلت فقال خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها قال : موسى قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا موسى قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه قال : فاهبط باسم الله قال : واستيقظ وهو في مسجد الحرام ) .
الشيخ : الشاهد على هذا الكلام مع الله عز وجل في ليلة المعراج ، والمعراج والإسراء ثابتان بالقرآن الكريم قال الله تعالى في الإسراء : (( سبحان الذي أسرى بعيده ليلا من المشجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) وقال في المعراج : (( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى )) إلى أن قال : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) وهما على القول الراجح في ليلة واحدة والعروج كان بجسده وروحه، وليس بروحه فقط وهو حقيقة وصاحبه فيه جبريل يصعد به إلى السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة حتى يصل إلى السماء السابعة، وفي هذا الحديث أن موسى في السابعة وأن إبراهيم في السادسة وهو غلط، فإن إبراهيم في السابعة وموسى في السادسة وهارون في الخامسة وإدريس في الرابعة وهنا ذكر أن إدريس في الثانية وهو غلط أيضا، وهذا السياق الذي ذكره البخاري رحمه الله هنا فيه شيء يحتاج إلى تحليل، وعلى كل حال فإن الإسراء والمعراج لا يعلم متى كان، وما اشتهر عند الناس أنه ليلة السابع والعشرين فلا أصل له وأقرب ما يقال أنه كان في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات هذا أقرب ما قيل فيه أنه كان في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات ، صلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات، هذه السنوات الرباعية ركعتين ولما هاجر إلى المدينة زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى، والمعراج من خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعرج بأحد من الأنبياء قبله، نعم. انتهى الوقت ؟ القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام. الشيخ : الحديث في الحديث الشريف في المعراج فيه أشياء تحتاج إلى نظر فهل ترون أنا نقرأ الشرح ؟ ولو في القسطلاني فيه أحد معه القسطلاني ؟ ها من اللي معه ؟ معها القسطلاني أحد؟ لأن الفتح أحيانا يطول وأحيانا يحول . الطالب : شرح ... . الشيخ : القسطلاني ماهو موجود سبحان الله كان عندي نسخة قلت أبي أجيبها لكن قلت ما حاجة نخليها للقابل ونجيب نسخة نعم . القارئ : الزاد . الشيخ : زاد المعاد تتبع . الشيخ : تتبع هذا ؟ القارئ : نعم ... . الشيخ : نشوف جيبوها ... نعم . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم قال البخاري رحمه الله تعالى . الشيخ : على كل حال المهم أن قوله ودنا الجبار فتدلى الصحيح أن قوله تعالى : (( ثم دنا فتدلى )) أنه جبريل لأن الله قال : (( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى )) يعني أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى لأن الأول (( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى )) إلى أن قال : (( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة النتهى )) وهذا جبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين مرة في الأرض في غار حراء ومرة في السماء عند سدرة النتهى هذا هو الصواب في هذه القطعة منه وفيه أيضا أشياء ... فيه ولكن دعنا ننتظر حتى نراجعه يؤتى بالكتاب أي نعم . القارئ : باب كلام الرب مع أهل الجنة حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري . الشيخ : أيضا إنه : ( لا يبدل القول لدي )، هذا في غير الأحكام الشرعية التي يمكن أن تنسخ كما قال الله تعالى : (( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر )) ولكن الأحكام الجزائية التي وعدها الله عز وجل ما تبدل كما قال تعالى في سورة ق : (( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد )) نعم .
حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا).
القارئ : باب : كلام الرب مع أهل الجنة .حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول : هل رضيتم فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا ) . الشيخ : اللهم اجعلنا منهم .
الشيخ : هذا فيه إثبات الكلام كلام الرب عز وجل مع أهل الجنة وإثبات الرضل لله وانتفاء السخط على أهل الجنة أما القول فقد سبق الكلام فيه وأما الرضا فلنسأل الآن أهو من الصفات الذاتية أو من الفعلية ؟ على العموم أجيبوا على العموم . الطلاب : فعلية . الشيخ : فعلية لماذا ؟ يتعلق بمشيئته وقد قلنا كل صفة ذات سبب فهي فعلية لأنها مقرونة بسبب والسبب حادث فكل صفة من صفات الله مقرونة بفعل بسبب فهي فعلية، طيب الرضا هل هو الإثابة والإعطاء أو هو شيء آخر؟ هو شيء آخر ولا يحرفه إلى الإثابة أو الإعطاء إلا من لا يثبتون الصفات الفعلية لله عز وجل ويحولون الصفات الفعلية إلى القدرة أو الإرادة أو المفعول.
الشيخ : طيب . السائل : هل يجوز التسمية بعبد الرضى ؟ الشيخ : عبد الرضى؟ لا أعلم أن الله يسمى رضى . السائل : ... . الشيخ : ولا عبد الرضى لأن الرضى إذا كان صفة فلا يضاف إلى الربوبية . السائل : ... . الشيخ : ها . السائل : ... . الشيخ : حديث إيش ؟ السائل : الحق ... . الشيخ : إي نعم . السائل : ... . الشيخ : نعم 0 السائل : ... . الشيخ : في إيش ؟ السائل : ... . الشيخ : إي نعم ( (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) ثم يهزهن فيقول أنا الملك ) وكما قلنا لكم فيما سبق إن البخاري رحمه الله يذكر الحديث وإذا نظرت إليه لم تجد فيه شاهد للترجمة ولكن يكون إشارة إلى حديث آخر ليس على شرطه أو إلأى حديث آخر ذكره هو في صحيحه من أجل أن ترجع إليه . السائل : ... . الشيخ : ها . السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : الشاهد ... . الشيخ : قلنا : ( يهزهن ويقول أنا الملك يقول أنا الملك ). السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : إي نعم هو كلام البخاري يريد إثبات القول لله عز وجل أيا كان لأنه يقول مع الملائكة وغيرهم وأنت البارحة استشكلت وظنيت أن غير هم غير موجودة ولما قلنا لك أنها موجودة تبسمت انتقادا على نفسك نعم . السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : ... . الشيخ : الرب لأن الأصل لا يضاف إلا إلى مربوب لكن وردت رب العزة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وقلنا إن رب بمعنى ؟ الشيخ : صاحب ما نضيف إلى ما جاء به النص لأن الأصل أن الرب لا يضاف إلا إلى المربوب رب فلان . السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : من فعل الله عز وجل متى شاء ... . الشيخ : إي نعم . السائل : تكلم متى شاء . الشيخ : لا لا بس ما تقول أن الله رب صفة لأن الله موجود بصفته ما يقال رب كذا إلا لشيء منفصل عن الرب يكون مربوبا لكن إذا وردت فيجب أن تحمل على أن المراد الصاحب نعم .
ما المعنى بأن يضاف النبي صلى الله عليه وسلم إلي الربوبية ؟
السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : ... . الشيخ : الرب لأن الأصل لا يضاف إلا إلى مربوب لكن وردت رب العزة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وقلنا إن رب بمعنى ؟ الشيخ : صاحب ما نضيف إلى ما جاء به النص لأن الأصل أن الرب لا يضاف إلا إلى المربوب رب فلان . السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : من فعل الله عز وجل متى شاء ... . الشيخ : إي نعم . السائل : تكلم متى شاء . الشيخ : لا لا بس ما تقول أن الله رب صفة لأن الله موجود بصفته ما يقال رب كذا إلا لشيء منفصل عن الرب يكون مربوبا لكن إذا وردت فيجب أن تحمل على أن المراد الصاحب نعم .
حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة :(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له أولست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيًا أو أنصاريًا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله).
القارئ : حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا فليح قال : حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له أولست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده ) . الشيخ : تبادر إيش ؟ القارئ : ( فتبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي : يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيًا أو أنصاريًا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . الشيخ : صحيح هذا من الفلاحين يريد أن يزرع حتى في الجنة، ولكنه كما سمعتم يعني يتبادر طرف نباته يعني مثل الطرف ينبت بسرعة ويستوى بسرعة ويستحصد الزرع بسرعة ويكون بسرعة، نعم فيحصل ما في نفسه لأن الله قال : ( وفيها ما تستهي الأنفس ) وإن كان ليس كمثل زرع الدنيا يبقى ستة أشهر أو نحوها سبحان الله كنت أتوقع هذا الأعرابي أن يقول وهل في الجنة من إبل ؟ وأظنه ورد من هذا أن فيها نوقا من الذهب ولكني لا أذكره جيدا نعم .
المعروف أن قريش ماعندهم زرع فما الذي دفع الأعرابي إلى أن يقول هذا ؟
السائل : المعروف أن قريش ما عندهم زرع ما الذي دفع الأعرابي إلى هذه المقولة ؟ مكة ما فيها زرع ؟ الشيخ : مكة ما فيها ولكن هل قريش في مكة فقط ؟ قريش قبيلة كبيرة . السائل : الأصل أنها من قريش . الشيخ : لا ما هو الأصل اذكر الفرع.
هل يكون رضى الله عز وجل على أهل الجنة دائما في مزيد ؟
السائل :(( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : إحلال رضوان الله على أهل الجنة مزيد ... . الشيخ : لا رؤيتهم له فوق الرضا الرؤية فوق الرضا ، الرضا من تمام النعيم لا شك لأن الإنسان يأمن الآن يأمن العقوبة إذا كما قال أرضى ولا أسخط أمن العقوبة وأمن من تغير المكان الذي هو فيه أو النعيم الذي فيه فيأتي النظر فوق ذلك نعم محمد . السائل : بارك الله فيك جاء في الحديث : ( إن الله طيب لا يقبل إلتا طيبا ) الطيب نقول من الأسماء أو الصفات ؟ الشيخ : الأسماء والصفات والأفعال والذات ذكرنا أربع .
باب : ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ لقوله تعالى : (( فاذكروني أذكركم )) . (( واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) . غمة : هم وضيق . قال مجاهد : اقضوا إلي ما في أنفسكم يقال افرق اقض . وقال مجاهد : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) : إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع منه كلام الله وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه . (( النبأ العظيم )) : القرآن . (( صوابًا )) : حقًا في الدنيا وعمل به
القارئ : باب : ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ لقوله تعالى : (( فاذكروني أذكركم )) . (( واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمةً ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) . غمة : هم وضيق . قال مجاهد : " (( اقضوا إلي )) ما في أنفسكم يقال افرق اقض " . وقال مجاهد : " (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) : إنسان يأتيه فيستمع ما يقول وما أنزل عليه فهو آمن حتى يأتيه فيسمع منه كلام الله وحتى يبلغ مأمنه حيث جاءه (( النبأ العظيم )) : القرآن " . (( صوابًا )) : حقًا في الدنيا وعمل به . الشيخ : يقول المؤلف البخاري رحمه الله ما ذكر الحديث في هذا الباب قال باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ يعني أن الله سبحانه وتعالى يكون كلامه المضاف إليه كلامه بنفسه وأما العباد فلهم الدعاء والتضرع والرسالة والابلاغ، (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) كلام الله المبلغ من قبل التالي وليس كلام الله الذي هو فوق العرش عز وجل ، ثم ذكر الحديث فقال لقوله تعالى : (( واذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )) حذف المؤلف آخر الآية مع أنه كان ينبغي أن يذكر ، لأن الشكر لله هو العبادة ، (( اذكروني أذكركم )) هذا شرط وجواب (( اذكروني )) أمر جوابه (( أذكركم )) وهذا التركيب عند علماء النحو فيه قولان : الأول : أن أذكركم جواب الأمر والثاني : أن أذكركم جواب لشرط مقدر تقديره فاذكروني إن تذكروني أذكركم ولكن القول الأول أصح لأنه إذا دار الكلام بين التقدير وعدمه فالأولى عدم التقدير والكلام يستقيم بلا تقدير، (( اذكروني اذكركم )) اذكروني بأي شيء ؟ بنفوسكم بألسنتكم بجوارحكم، ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) إذا فكونك ساعة من الليل أو النهار تتأمل وتتفكر في الرب عز وجل في أسمائه وصفاته وآياته الكونية والشرعية يعتبر هذا ذكرا، وكونك تنطق بلسانك سبحان الله والحمد لله الله أكبر هذا ذكر، وكونك تثني على الله عز وجل بنعمه عند جماعة من الناس هذا أيضا ذكر، وكونك تقوم بطاعته بالجوارح بالركوع والسجود والقيام والقعود هذا أيضا ذكر، فالله عز وجل يقول : (( اذكروني أذكركم )) والجزاء من جنس العمل (( واتل عليهم )) يا محمد (( نبأ نوح إذ قال لقومه )) النبأ هو الخبر الهام نوح أول الرسل إذ قال لقومه إذ متعلقة باتل أو بنبأ ؟ هل تلاوته حين قال نوح لقومه ؟ لا إذا لا تصح ولكن نبأ نبأه في هذه الحال (( إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله )) يعني عظم عليكم وشق عليكم (( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم )) وهذه قوة عظيمة وتحد عظيم يقول إن كان الأمر كبر عليكم وعظم مقامي بينكم وتذكيري إياكم بآيات الله فأنا متوكل على الله معتمد عليه واثق به جل وعلا ، وأنا لا تهموني وأنتم لا تهموني أجمعوا أمركم أي اعزموه اعزموه وجدوا فيه واجمعوا شركاءكم ولهذا الواو حرف عطف وشركاء مفعول لفعل محذوف تقديره واجمعوا شركاءكم ولا يصح أن يكون معطوفا على أمر لأن المعنى يفسد أجمعوا شركاءكم لا يصح لكن أجمعوا أمركم من الإجماع وهو العزم واجمعوا شركاءكم يعني اجعلوا الأمر جدا لا هزلا واجمعوا شركاءكم كل من تعبدون من دون الله وكل من شارككم فيما أنتم عليه من الكفر ثم لا يكن أمركم عليكم غمة يعني إيتوا إلي ببصيرة سبحان الله تحداهم بعدة أمور أولا : أن يعزموا بلا تردد، من أين يؤخذ؟ أجمعوا أمركم، الثاني : أن يجتمعوا بلا تفرق من قوله : (( وشركاءكم )) واجمعوا شركاءكم الثالث: أن يتأنوا بلا عناء لقوله : (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة )) يعني ايتوا بتأني وتبصر وكيف تقولون علي نعم ثم (( اقضوا إلى ولا تنظرون )) يعني انتهوا بالقضاء إلي حتى تصلوا إلي وتقضوا علي، سبحان الله وحيد يقول هذا الكلام لأنه آوى إلى ركن شديد إلى من ؟ إلى الله أول ما قدم توكلت على الله ، (( فعلى الله توكلت ))(( ثم قضوا إلي ولا تنظرون )) أيضا بسرعة ليكن قضاؤكم علي بسرعة لا تمهلوني يقول بعض العلماء : إن هذا يعتبر آية أوتيها نوح لأن كونه يتحدى هذا التحدي لقومه وهو وحيد وعجزوا عن أن يدبروا ما تحداهم به يعتبروا ايش؟ يعتبروا آية لأنه لم يذكر له آية معينة صادقة أو آية وكذلك موسى وعيسى ولكن نوح ما في آية معينة تدل على ذلك ولكن مثل هذا الكلام وصبره على قومه ألف سنة الا خمسين عاما يعتبر آية من آيات الله (( فإن توليتم فما سألتكم من أجر )) يعني إن توليتم فأنا لن أضيع لأني لست أقول آمنوا بي وأعطوني دراهم إن توليتم فإن ذلك لا يضر بالنسبة لي لأن إيمانكم بي لا يعني أنكم تعطونني ايش؟ اجرا إن أجري إلا على الله أجره على الله وهو ثواب الآخرة الذي هو خير من ثواب الدنيا (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) أمر وهو نبي أن يكون من المسلمين والإسلام وصف يشترك فيه الأنبياء وأتباعهم بإحسان كلهم مسلمين لكن هناك فرق بين إسلام الأنبياء واسلام الأتباع أيهما أقوى ؟ إسلام الأنبياء لا شك لكن يشتركون في كون كل منهما مسلما يقول : غمة : هم وضيق، يعني بذلك قوله : (( ثم لا يكن أمركم عليكم غمة )) المعنى الذي ذكره له وجه لكن ما ذكرناه أحسن يعني لا يكن أمركم فيه تعمية كما يقال غم الهلال إذا استتر فلم إيش ؟ فلم ير والمعنى إيتوا على بصيرة وتأني لكن ما قاله المؤلف لا بأس به قال مجاهد : " اقضوا إلي ما في أنفسكم " وش اللي ما الذي في أنفسهم ؟ القضاء عليه اقضوا إلى ما في أنفسكم اهلكوني اقتلوني لكن ما استطاعوا إلى هذا سبيلا يقال: افرق اقض افرق اقضي هل في الآية افرق ؟ نعم وش معناها عند الشرح ها . القارئ : ما بين ... . الشيخ : لا لا بد .
القارئ : يقول : " أما قوله : افرق اقض فمعناه أظهر الأمر وافصله بحيث لا تبقى شبهة ". الشيخ : ها. القارئ : " بحيث لا تبقى شبهة وفي بعض النسخ يقال اقض فلا يكون من كلام مجاهد ويؤيده إعادة قوله بعده فقال مجاهد " . الشيخ : بس ما في الآية افرق.