تتمة شرح باب : قول الله تعالى : (( كل يوم هو في شأن )) . (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) . وقوله تعالى (( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا )) . وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ) .
الشيخ : قيام الأفعال الحادثة به واستواءه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا وتكليمه من يكلم كل هذا يدل على قيام الحوادث به لكن لا يلزم أن يكون هو حادث وسبحان الله العظيم يعني لو رجعنا إلى الفطرة وسألنا عجوزا لم تعرف الكلام ولا أهل الكلام وقلنا هل الله يفعل متى شاء ماذا تقول ؟ تقول نعم سبحانه يفعل ما شاء أيهما أحسن رب لا يفعل أو رب يفعل ؟ تقول رب يفعل اللي ما يفعل جماد لا يصح أن يكون ربا ولكن نسأل الله العافية لما دخلوا في علم الكلام وحكموا العقول ضلوا عن شيء تعرفه العجائز إذا إحداث الله عز وجل للفعل ليس كإحداثنا له لأنه يحدثه بماذا ؟ يحدث ما شاء بكلمة " كن فيكون " ونحن لا نحدثه إلا بمعاناة وعمل ، ثانيا يحدثه من غير جهل سابق أو عجز مقارب وأما نحن فإننا نحدثه من جهل يكون خافيا علينا ثم يتبين لنا وجهه ثم إننا لا نسلم من عجز مقارن نعجر عن إكماله أما الله عز وجل فلا .
ما صحة من يقول إن الله يحدث الشيئ لزم أن يكون الله حادثا ؟
السائل : ما حكم من قال الشيخ : إيش السائل : لا تقوم الحوادث إلا بحادث . الشيخ : يقولون إذا قلنا إن الله يحدث الشيء لزم أن يكون الله حادث والله ليس بحادث هو الأول الذي ليس قبله شيء .
بعض الناس يقول إن أمر الله سبحانه وتعالى بين الكاف والنون فكيف نرد على هذا القول ؟
السائل : نسمع بعض الناس يقولون إن أمر الله سبحانه وتعالى بين الكاف والنون فما موقفنا من هذا الكلام ؟ الشيخ : لا هو مرادهم إن أمر الله سبحانه وتعالى لا يتأخر وإلا حقيقة هو بعد الكاف والنون لكنه مباشرة يأتي بعدها مباشرة .
السائل : ... . الشيخ : إي نعم الأشعرية ينفون صفة الخلق والتكوين . السائل : يقولون العالم أزلي . الشيخ : لا لا لا مو العالم أزلي العالم حادث لكنه منفصل عن الله ليس بصفة الخلق وإنما هو بصفة الإرادة والقدرة لأنهم هم يثبتون الإرادة والقدرة أما أن يكون تكوين فهذا عند الأشاعرة ممنوع وعند الماتريدية يثبتون هذا الشيء يعني يفترقون في هذه المسألة .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدًا بالله تقرءونه محضًا لم يشب
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدًا بالله تقرءونه محضًا لم يشب ) . الشيخ : سبق الكلام على هذا الحديث والشاهد منه قوله : ( أقرب الكتب عهدا بالله ) وهذا في الوحي ولما نزل المطر حسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ثوبه ليصيبه وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) من أي ناحية ؟ من جهة الخلق لأنه خلق الآن فنزل حديث عهد بربه من جهة خلقه وتكوينه فإذا عندنا قريب عهد من جهة التكوين الوخلق قريب العهد من قبل الإنزال والوحي فما ذكره ابن عباس يعود إلى الإنزال والوحي والآية تشهد له : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث )) وأما التكوين والخلق فحديث المطر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يحسر عن ثوبه ليصيبه ويقول : ( إنه حديث عهد بربه ) . نعم القارئ : ... . الشيخ : لا (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي )) المداد لا يكون إلا بشيء يكتب (( لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) وذكرنا وجه ذلك أليس كذلك ذكرناها فيما سبق قلنا المخلوقات لا نهاية لها والتسلسل في الماضي والمستقبل جائز فإذا كان ليس لها غاية ولا منتهى لزم أنه لو تأتي البحار والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله .
فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حسره لثوبه هل يؤخذ منه حكم شرعي ؟
السائل : فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حسره لثوبه هل يؤخذ منه حكم شرعي ؟ الشيخ : إي نعم ولهذا بنى العلماء رحمهم الله على ذلك فإنه يستحب عند نزول المطر أن يحسر الإنسان عن ثوبه ليصيبه المطر .
جاء في الحديث ( إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ ) ألم نقل بأن المشيئة لاتأتي في الأمور الشرعية ؟
السائل : أن الله عز وجل يحدث من أمره ما يشاء قلنا أنها شرعية هل يرد أن المشيئة لا تأتي ضد الكونية (( ربنا ما يشاء )) . الشيخ : لا حتى الأمور الشرعية حتى الوحي إذا شاء تكلم به وإذا لم يشأ لم يتكلم به . السائل : المشيئة تنقسم أيضا إلى كونية وإلى .. . الشيخ : لا لا المشيئة لما يشاءه من كون أو شرع أما المشيئة نفسها فلا تنقسم يعني شاء أن يوحي إلى جبريل أو إلى رسول من الرسل يصح .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضًا لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم الكتب قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنًا قليلًا أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا والله ما رأينا رجلًا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس قال : ( يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضًا لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم الكتب قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنًا قليلًا أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا والله ما رأينا رجلًا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم ) . الشيخ : الله أكبر، مع أنهم أحق أن يسألونا عما أنزل علينا نعم وكأن ابن عباس رضي الله عنه في زمنه رأى من الناس من يذهب إلى بني اسرائيل ويسألهم فاشتد قوله في ذلك وعلى هذا يجب علينا نحن المسلمين إذا دعونا إلى أخلاق حسنة من وفاء بوعد وصدق في القول وعزيمة بالقصد وما أشبه ذلك ألَّا نقول هذا فعل الأنجليز هذا فعل أمريكان هذا فعل كذا هذا فعل كذا لأن هذه الأخلاق الفاضلة مصدرها من الإسلام وهي في الإسلام وعجبا من بعض الناس ضعفاء العقول وضعفاء الدين إذا أراد أن يؤكد الوفاء بالعوعد قال هذا الوعد إنه وعد إبجليزي سبحان الله قل إنه وعد مؤمن هذا هو الصحيح يعني الأنجليز أوفى بالوعد من المسلمين أبدا فعلى كل حال هذا الذي رسمه ابن عباس رضي الله عنهما ينبغي أن يكون نبراسا نمشي عليه ألَّا نظهر الافتقار لأهل الكتاب وإن كان الرسول رخص لنا في أن نقبل من حديثهم ما شهد له الشرع وما لم يشهد به الشرع ولا بخلافه لا نصدق ولا نكذب وما شهد شرعنا بخلافه فإننا نكذبه نعم . القارئ : شيخ إستنباط من هذا الحديث مقدما ... ابن عباس رضي اللله عنهما. الشيخ : بلى ذكرناها ذكرنا لما جئنا له قبل كم ليلة .
السائل : على ذكر العهد الوفاء بالعهد الآن ... من أهل الصلاح تجد مثلا يقول لك يعدك بموعد ثم يخلفه فهل يعني هناك ضابط في إخلاف الوعد إذا كان يترتب عليه مصلحة . الشيخ : أبد أبد إخلاف الوعد من النفاق مطلقا.
المعروف عن ابن عباس أنه من المكثرين من أحاديث الإسرائليات فبماذا نفهم ذلك؟
السائل : الآن الحديث مشدد في مسألة الإسرائلية مو معروف ياشيخ ابن عباس ... . الشيخ : هذا لسعه واصل وأجبنا عنه من قبل وقلنا هذا يدل على أن ما ذكر عن ابن عباس أنه ليس بصحيح وأنه إنما يأخذ من الأشياء يأخذ مو يسأل إذا رووا له شيئا أخذ مما لا يصدق ولا يكذب فرق بين السؤال وبين أن تسمع اسرائيلي مثلا تكلم بكلام لا يرده شرعنا ولا يوافقه فتحدث به بينهما فرق .
باب : قول الله تعالى : (( لا تحرك به لسانك )) . وفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي . وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) .
القارئ : باب : قول الله تعالى : (( لا تحرك به لسانك )) . وفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه الوحي . وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) . الشيخ : نعم، باب قول الله تعالى : (( لا تحرك به لسانك )) ترجم المؤلف البخاري هذه الترجمة ليشير إلى أن القراءة بالقرآن من فعل الإنسان لأن قوله : (( لا تحرك )) من الذي يحرك ؟ القارئ وعلى هذا فتلفظ الإنسان بالقرآن يعتبر مخلوقا لأنه من فعله وفعل الآدمي مخلوق وهذه المسألة صار حولها جدل عظيم في فتنة الجهمية في القول بخلق القرآن حتى إن الإمام أحمد رحمه الله قال : " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " وفي رواية عنه : " من قال لفظي بالقرآن مخلقوق يعني يريد القرآن " يعني لا يريد القراءة " فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " لماذا أطلق في إحدى الروايتين من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي لأن الجهمية يموهون على الناس ويقولون قل لفظي مخلوق وهم يريدون لفظي أي القرآن فيوهون على العامة والصحيح في هذه المسألة التفصيل فيقال قراءة القارئ تشتمل على أمرين على مقروء وعلى قراءة أما المقروء فهو كلام الله عز وجل غير مخلوق وأما القراءة فهي فعل الإنسان هو الذي يحرك شفتيه يحرك لسانه وهو الذي ينطق وهو الذي يخرج صوته من فمه وكل هذا مخلوق ولا غير مخلوق ؟ كل هذا مخلوق لأنه من صفات الإنسان وصفات الإنسان كلها مخلوقة فهذا مراد البخاري رحمه الله بهذه الترجمة الإشارة إلى أن قراءة قارئ القرآن من فعله لأنه قال : (( لا تحرك به لسانك )) وفعله مخلوق .
جاء في شرح حديث ابن عباس بأن المطر حديث عهد بالله من حيث الخلق والتكوين فكيف ذلك ؟
السائل : ذكرتم في شرح حديث ابن عباس بأن المطر حديث عهد بالله من حيث الخلق والتكوين حديث العهد بالخلق والتكوين ماضي ولكن الإشكال في حديث عهد بالخلق الشيخ : في إيش السائل : حديث عهد بالخلق لأنه يعني درسنا في المطر له دورة معروفة يصير بخار ثم فكيف حديث عهد بالخلق ؟ الشيخ : حديث عهد . السائل : حديث عهد بالخلق والتكوين كما ذكرتم الشيخ : إي نعم نعم السائل : أما حديث العهد بالتكوين فواضح وأما حديث العهد بالخلق فما هو واضح . الشيخ : نفس الشيء لأن الخلق له أطوار فآخر أطوار هذا الخلق أن نزل. السائل : بس هذا المطر كان في البحر ثم صار بخارا . الشيخ : هذا إذا سلمنا بهذا جدلا فلا مانع أنه يتكون أولا من البحر ثم يرتفع ثم يؤلف الله بينه حتى في النهاية أنه ينزل ماء يعني مو معناه أنه من أول ما نشأ يكون حديث عهد لأن هذا متطور يأتي شيئا فشيئا مع أن كونه من البحر في النفس منه شيء لأن أحيانا نشاهد هنا في منطقتنا هذه نشاهد السماء صاحية فإذا بنا نجد قطعة من الغيم تتسع وتنتشر تكبر أحيانا نجد قطعة كبيرة ثم تصغر شيئا فشيئا حتى تزول . نعم
ما معنى قوله تعالى في الآية (( وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ )) ؟
السائل : يا شيخ جزاك الله خيرا ناسي هنا، معنى الآية في قوله تعالى : (( وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ )) مناسبتها بالترجمة ما الشيخ : ما إيش السائل : الملاحظ بين سرد النجوم . الشيخ : واضح أنهم كانوا يستترون ويخفون ما يريدون من الشر ويقولون إن الله لا يسمع فأنزل الله هذه الآية .
الشيخ : طيب بقينا في قوله : وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) تحركت بي شفتاه مع أن الإنسان إذا ذكر الله يذكر أسماء الله وأسماء الله غير مخلوقة ولكن نفس الحركة تكون مخلوقة وبهذا التفصيل الذي ذكرنا وهو الفرق بين الملفوظ به وبين اللفظ فاللفظ حركة الإنسان وهي مخلوقة والملفوظ به إذا كان قرآنا فإنه ليس كلام الله وليس بمخلوق .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً وكان يحرك شفتيه فقال لي ابن عباس فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا أن تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في ( قوله تعالى : (( لا تحرك به لسانك )) قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً وكان يحرك شفتيه فقال لي ابن عباس فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه )) قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) قال فاستمع له وأنصت (( ثم إن علينا )) أن تقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه ) . الشيخ : نعم هذه الآية آية عظيمة بل آيات عظيمة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من الوحي شدة لأن الله قال : (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) أحيانا إذا نزل عليه الوحي وهو على ناقته بركت ونزل عليه الوحي مرة ورأسه على فخذ حذيفة رضي الله عنه فكاذت ترضها وكان يأتيه الوحي في اليوم الشاتي البارد فيتصبب عرقا من شدة ما يجد وكان لحرصه عليه الصلاة والسلام على القرآن وضبطه يتعجل إذا قرأه جبريل تلقاه فورا منه فيتعجل وربما يكون بتعجله هذا يفوته بعض الشيء فنهاه الله عن ذلك وقال : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به )) والعجلة قد يكون فيها شيء من فوات المقصود ثم تكفل الرب عز وجل فقال : (( إن علينا جمعه وقرآنه )) نحن الذين نجمعه في صدرك ونحفظه فيه ولا يفوتك شيء منه فإذا قرآناه أي قرأه جبريل وأسند الله قراءة جبريل إليه لأنه رسول رب العالمين وفعل الرسول فعل لمن ؟ للمرسل فإذا قرأناه أي قرأه جبريل (( فاتبع قرآنه )) ولا تعجل تأخذ كل كلمة تأخذه كلمة كلمة لا انتظر حتى يفرغ ثم اتبع قرآنه الكفالة الثانية التي بعد الجمع والقرآن (( ثم إن علينا بيانه )) تكفل الله عز جل بيناه لعباده بيانه لفظا وبيانه معنى وما يفوت الناس من لفظه أو من معناه فهذا إما لقصور أو تقصير وإلا فإن الله قد تكفل ببيان القرآن لفظا ومعنى لكن لا يلزم من هذا أن يكون مبينا لكل واحد ولهذا نقول ليس في القرآن شيئ يخفى معناه على جميع الناس أبدا لا يمكن لأن الله قال : (( ثم إن علينا بيانه )) ولو كان في القرآن حرف واحد يخفى على جميع الناس لم يكون القرآن بيانا والله تعالى قال فيه (( هذا بيان للناس )) لكن الخفاء والظهور أمر نسبي بمعنى أنه قد يخفى على شخص ما ما يظهر لشخص آخر بل إن الإنسان الإنسان نفسه أحيانا يكون صافي الذهن فيظهر له من معاني القرآن والسنة ما لا يظهر له إذا كان مشوشا وهذا شيء مجرب إذا فالخفاء والظهور أمر نسبي باعتبار الأشخاص واعتبار الأحوال وإلا فإن الله قد تكفل ببيانه والحمد لله والأمر كذلك حفظ القرآن منذ نزل به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وعرف معناه وتبين للناس إلى يومنا هذا ولله الحمد .
هل يؤخذ من هذه الآية بعض الآداب لطالب العلم للتعلم ؟
السائل : هل يؤخذ من هذه الآية آداب لطالب العلم بالتعلم . الشيخ : آداب إيش ؟ السائل : التعلم مثل إصغاء وإنصات . الشيخ : إيش السائل : مثل الإصغاء والإنصات الشيخ : إي نعم لا شك أنه يؤخذ من هذا أنه ينبغي لمن تلقى القرآن عن غيره ألا يتعجل ينتظر حتى يفرغ ثم يتابعه نعم .
السائل : ألم يقول القرآن أربعة أقسام ، الذي يقول القرآن ثلاثة أقسام قسم يعلموا العالم وغيره، وقسم لا يعلموا إلا العلماء وقسم لا يعلموا إلا الله ورد عليه ... . الشيخ : قال ابن عباس فيما يروى عنه ( القرآن أربعة أقسام : قسم لا يسعه أحد جهالته وقسم تعرفه العرب من لغاتها وقسم يعرفه الراسخون في العلم وقسم لا يعلمه إلا الله فمن ادعى علمه فهو كذاب ) أربعة أقسام أما الذي تعرفه العرب من كلامها فمثل معرفة السماء الأرض الشجر النبات الكهف الغار وما أشبه ذلك هذا معروف بدلالة إيش اللغة وأما الذي لا يسع أحد جهالته فهو ما يجب على الإنسان معرفته مما يكمل به دينه كمعرفة أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج والبيع والشراء وما أشبه ذلك وأما الذي يعرفه الراسخون في العلم فهو الآيات التي تحتاج إلى تعمق في فهما أو جمع بينها إذا كان ظاهرها التعارض وما أشبه ذلك وأما الذي لا يعلمه إلا الله فهو الكنه والحقيقة لما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات فإن هذا لا يعلم حقيقته إلا الله فمن ادعى علمه فهو كاذب أما المعنى للقرآن فإنه لا يمكن أن يخفى على جميع الناس أبدا . السائل : ما معنى قوله تعالى (( وما يعلم تأويه إلا الله )) شيخ يعني إيش تخرجها على النوع هذا - الراسخ - ؟ الشيخ : قوله : (( وما يعلم تأويله إلا الله )) فيها قراءاتان معروفتان أكثر السلف على الوقف في قوله : (( إلا الله )) ثم يبتدأ فيقول : (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) وعلى هذا يكون المراد بالتأويل الحقيقة التي عليها الأمور الغيبية لأن حقيقة الأمور الغيبية لا يعلمها إلا الله لا يعلمها الراسخون في العلم ولا غيرهم والوجه الثاني القراءة الثانية وهي ثابتة عن السلف قراءة الوصل (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) وعلى هذا يكون المراد بالتأويل التفسير تفسير المشتبهات التي تخفى على كثير من الناس ويعلمها الراسخون في العلم ولهذا قال ابن عباس : ( أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله ) .
باب : قول الله تعالى : (( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) . (( يتخافتون )) : يتسارون .
القارئ : باب : قول الله تعالى : (( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) . (( يتخافتون )) : يتسارون . الشيخ : قوله تعالى : (( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور )) ولم يقل إنه عليم به أي بالقول الذي أسررتم أو جهرتم به لأن من علم بذات الصدور أو بالقلوب كان علمه بما أظهرته الألسن من باب أولى وهذا هو قياس الأولى (( أسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور )) وسيعلم ما في الصدور وما تجهرون ثم قال : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وهذا الاستفهام للتقرير وقوله من في إعرابها وجهان : الوجه الأول : أن تكون فاعلا والوجه الثاني أن تكون مفعولا به فإن كانت فاعلا فالمعنى ألا يعلم الخالق وهو اللطيف الخبير والجواب بلى ولا لا ؟ بلى لا بد أن يعلم الخالق ما خلقه ولا يمكن أن يكون الخالق جاهلا بما خلق وإذا كانت مفعولا به ألا يعلم من خلق صار المعنى ألا يعلم مخلوقه والجواب بلى يعني مخلوقه فإذا قال قائل : لماذا عدل عن قوله ألا يعلم العلام أو ألا يعلم الله ؟ قلنا من أجل إقامة الحجة العقلية الملزمة لأن كونه يخلق يلزم عليه عقلا أن يكون عالما فإذا كان خالقا لكل شيء كان عالما بإيش؟ بكل شيء أضف إلى ذلك أنه عز وجل لطيف خبير اللطيف الذي علم بسرائر الأمور والخبير كذلك العالم ببواطن الأمور واللطف أخص من الخبرة والخبرة أخص من العلم فهناك علم وخبرة ولطف كلها ذكرت في الآية ألا يعلم من خلق العلم اللطف وهو اللطيف والخبرة الخبير واللطيف تجدون أنه أرق من الخبير وأنه أدق حيث يعلم أشياء لطيفة لطيفة جدا لا تدرك لكنه يدركها عز وجل (( يتخافتون )) يقول : يستارون وهذا مذكور في قوله تعالى : (( فانطلقوا وهم يتخافتون ألَّا يدخلنها اليوم عليكم مسكين )) من هؤلاء ؟ أصحاب الجنة الذين أقسموا أن يصرموها صباحا ولم يقولوا إن شاء الله وإنما اختاروا صرمها صباحا لئلا يأتي المساكين فيأكلون منها فهم ذهبوا أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون لم يقولوا إن شاء الله فطاف عليها طائف من الله فدمرها أصبحت كالصريم فلما أصبحوا تنادوا وذهبوا إليها فلما رأوها قالوا هذه ليست جنتنا إنا لضالون أي تائهون لم نهتد إلى طريقها ثم تأكدوا فقالوا (( بل نحن محرومون )) فعرفوا أنهم حرموا وأن الله أتلف هذه الجنة لأن نيتم كانت سيئة لا يريدون أن يطعموا منها المساكين " وقد ذكر لنا من نثق به من كبرائنا في السن أن شخصين تقاسما ثمر بستان لهما وأن أحدهما خير الآخر قال اختر فقال الآخر أختار هذا الجانب الشرقي لأنه رأى أنه أحسن وأكثر فقال الثاني أختار الغربي والملك بينهما أنصافا أحدهما قال سأجذه في نهار رمضان لأجل ألا يأكل الفقراء فوعد الناس الذين يجذون في النهار فجذوا ودخل التمر الثاني قال لن أجذه حتى يفطر الناس فلما أفطروا قال لهم لأهل حيه وكان ذاكم الوقت الناس في فقر شديد قال لحيه إني سأجذ النخل في اليوم الفلاني بعد العيد فمن شاء منكم أن يحضر فليحضر فحضر الناس حضر الفقراء امتلأ البستان وصتاروا يأكلون حتى إن الزنابيل امتلأت من النوى ولكن مع ذلك أنزل الله فيه البركة فجاءه شريكه وقال له إننا قد أخطأنا في القسمة وأنا الآن أدعي أنني مغبون كيف أنت يأكل الناس منك هذا الأكل الكثير وتدخل من التمر أكثر مما دخلت أنا ما يصير هذا هذا معناه أنك غلبتني قال وأنت قسمنا جميعا وخيرتك أنت واخترت نصيبك معتقدا أنه أقل أو أكثر ؟ أنه أكثر ولكن بركة الله عز وجل لا حد لها قال أبدا أنت غبنتني ولا يمكن رفع الأمر إلى القاضي يعني إلى هذا الحد رفع الأمر إلى القاضي وحضروا قال أيها القاضي اقتسمنا الثمر نصفين ودخلت أنا تمري وبلغ من الزنابيل كذا وكذا وهو تأخر حتى أفطر الناس وجاؤوا يأكلون وملأوا الزنبيل نوى وأدخل من التمر أكثر مما دخلت وهذا يعني أنني مغبون إيه فكان القاضي ذكيا فقال له : اقرأ (( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة )) وكأنه يقول احمد ربك أنك حصلت هذا التمر لأن أصحاب الجنة ما حصل شيء وأنت قلت أجذها في نهار رمضلان لئلا يدخلنها اليوم عليك مسكين فهذا جزاؤك وهذا أنزل الله له البركة وبركة الله أنها هكذا، فطرده " هذه قصة مشهورة عندنا ويسمى أصحابها فلان وفلان لكن لا حاجة لذكرهما فالحاصل أن قوله : (( وانطلقوا وهم يتخافتون )) يعني يسر بعضهم إلى بعض لا يأتي للمسكين اصح يجي فقير فلما أصبحوا وجدوها كالصريم سبحان الله في النهاية أقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ولينا إنا كنا طاغين عسى ربمنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون )) وهذا من حكمة الله عز وجل أن الله قد يبتلي الإنسان بفقد ما يحب لاستقامة دينه (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) وهذا الابتلاء قد يكون خيرا للإنسان وقد يكون شرا من الناس من إذا ابتلي في دنياه قوي إيمانه ورجع إلى ربه وأناب إلى الله (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )) .
السائل : مقصود البخاري بهذه الآية . الشيخ : كيف ؟ السائل : ... . الشيخ : مقصوده بهذا ثبوت علم الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى يسمع القول سواء أسر به صاحبه أو لم يسر به والغرض من علمنا نحن بأن الله تعالى يعلم ما نسر وما نخفي وما نعلن الغرض من هذا هو أن نخشى الله عز وجل فلا نسمعه ما يغضبه علينا ولا نفعل ما يغضبه علينا ولا نضمر في قلوبنا أيضا ما يغضبه علينا لأنه عليم بذات الصدور . نعم السائل : ما مقصوده من ... . الشيخ : يؤكد للتأكيد انتهى .
حدثني عمرو بن زرارة عن هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلًا
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال البخاري رحمه الله تعالى: باب قول الله تعالى (( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))(( يتخافتون )) : يتسارون حدثني عمرو بن زرارة عن هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير ( عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها )) ) . الشيخ : أولا هذا الباب لماذا عقده المؤلف ؟ في أثناء الكلام على كلام الله ليبين أن لفظ الإنسان بكلام الله من فعله فأنت إذا تكلمت بالقرآن إسرارا أو جهرا فهو من فعلك وفعلك إيش وفعلك مخلوق وتعلمون أن البخاري رحمه الله امتحن في مسألة اللفظ والملفوظ وهل اللفظ مخلقوق أو غير مخلوق والملفوظ به مخلوق أو غير مخلوق فأكثر من صحيحه في سياق الأدلة الدالة على أن أقوالنا من أفعالنا وأفعالنا مخلوقة فقوله : (( أسروا قولكم أو اجهروا به )) الإسرار والجهر صفة القول ومن الذي يسر أو يجهر ؟ الإنسان المتكلم إذا فالإسرار والجهر من فعل الإنسان فيكون مخلوقا وما يسر به أو يجهر به هو إما مخلوق وإما غير مخلقوق فكلامي الآن معكم مخلوق أو غير مخلوق حتى الملفوظ به ؟ نعم حتى الملفوظ به لكن عندما أقرأ القرآن يكون قولي ولفظي مخلوقا لكن القرآن غير مخلوق إي نعم . القارئ : ( عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها )) قال : نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلًا ) . الشيخ : يعني اطلب سبيلا إيش بين الإخفات والجهر الشاهد من هذا الحديث أن الله قال : (( لا تجهر بصلاتك )) أي بقراءتك القرآن في صلاتك (( ولا تخافت بها )) ومعلوم أن الجهر والمخافة من فعل الإنسان وأن القرآن الذي يسر به أو يخافت هو كلام الله نعم .
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء
القارئ : حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( نزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء ) . الشيخ : أي فيكون معنى بصلاتك أي بدعاءك ولا منافاة بين كلام عائشة وكلام ابن عباس وذلك لأن قول الصحابي نزلت في كذا ليس صريحا في أن هذا هو سبب النزول انتبهوا ليس صريحا في أن هذا سبب النزول بل قد يكون مراده نزلت في كذا أي في هذا المعنى أما لو قال القائل : سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذا أو صار كذا فنزلت فالأول صريح في سبب النزول والثاني ظاهر فيه وأما الذي في سياق ما ذكره البخاري فلا فالصور إذا ثلاثة أن يقول الصحابي وسبب نزولها كذا وكذا فهنا يكون سبب النزول صريحا الثاني أن يقول كان كذا فنزلت وهذا ظاهر وليس بصريح والثالث أن يقول نزلت في كذا فهذا محتمل أن يكون المراد أن هذا سبب النزول أو أن هذا من معناه وهنا نقول قول عائشة وقول ابن عباس ليس بينهما تنافي لأن المعنى أنها نزلت في كذا أي في هذا المعنى وفي كذا أي في هذا المعنى .
جاء عن ابن عباس أن سبب نزول هذه الآية في الصلاة كما جاء عن عائشة أن سبب نزول هذه الآية في الدعاء فكيف يكون الجمع ؟
السائل : على فرض يعني أن المراد أنها نزلت في شيء معين ما يقال أن المراد بها أنها تحمل على يعني كون مثلا كون الصلاة دعاء وعلى كون الصلاة الشرعية لأن اللفظ عام. الشيخ : كما قلنا لا منافاة لا منافاة المعنى أنها نزلت في هذا المعنى وفي هذا المعنى . السائل : المقصود البخاري من هذا الباب الشيخ : طيب بقي علينا لو كان كل من اللفظين صريحا في سبب النزول وبينهما اختلاف فإن ترجح أحدهما أخذ به وإن لم يترجح فلا مانع من تعدد سبب النزول ويكون تعدد سبب النزول يعني كونه نزلت مرتين من باب التوكيد والتذكير نعم .