الشيخ : أي شي كان من شجر أو حجر أو مدر أو جبال أو رمال فإنه يشهد له يوم القيامة لقول الله تعالى : (( يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها )) . السائل : أن الجهر بالقراءة من التحسين ... ؟ الشيخ : لا هو كما قلنا لكم أولا بأن البخاري رحمه الله ساق هذه الأدلة الكثيرة لأثبات أن صوت القارئ من فعله فيكون مخلوقا ، يعني هو ما قصد قصدا أوليا تحسين الصوت بالقراءة ما قصد هذا .
قول النبي صلى الله عليه وسلم لأَبَي مُوسَى (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ) هل في ذلك دليل على إستعمال من كان قبلنا للمزامير ؟
السائل : حديث ... لأبي موسى مزمارا من مزامير آل داود يدل على أن المزامير كانت في عهد داوود عليه الصلاة والسلام مباحة فكان يستعملها ؟ الشيخ : وش تقولون ؟ اللي يقرأ هو يزمر يا عبد الرحمن قصده أن أصواتهم أصواتهم جميلة جذابة بالزبور ليس قصرا المزامير التي هي آلة اللهو وأبو موسى ليس معه مزمار له . السائل : هو شبه الصوت ... بالمزمار . الشيخ : إيه طيب وهل هذا يدل على جواز ذلك ؟ لا ما يدل على هذا .
مر في الحديث أن المشركين كانوا يسبون القرآن ويسبون من أنزله ألايتعارض ذلك مع تعظيمهم لله ؟
السائل : ... ورد أن المشركين كانوا يسبون القرآن ويسبون ... كما مر معنا في هذا الحديث هذا ما يتعارض ... . الشيخ : كيف ؟ السائل : ... . الشيخ : إي لكن لما جاء الرسول بهذا صاروا يسبونه لأنه جاء من الرسول . السائل : لكن كيف يسبون من أنزل ؟ الشيخ : لأنه جاء به الرسول ونحن ذكرنا لكم فيما سبق أن الشرع قد يرد لا من أجل الشرع ولكن من أجل من جاء به، و ضربنا لكم مثلا لو جاء عالم من العلماء الموثوقين المعتبرين وفعل شيئا مشروعا يستنكره العامة هل ينكرونه عليه ؟ أبدا لا ينكرون بل يقولون هذا سنة لا نعلم عنها ، لكن لو جاء طالب علم صغير ليس له قيمه عند الناس ماذا يصنعون ، يسخرون به وينكرون عليه فهم وإن كانوا لا يسبون الله تعالى إلا إذا سببنا آلهتهم كما قال تعالى : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله )) لكن لما كانوا يكرهون هذا القرآن كانوا صاروا يسبون القرآن ومن جاء به ومن أنزله ، نعم . السائل : ثلاثة .
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن أمه عن عائشة قالت (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض).
القارئ : حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن منصور عن أمه عن عائشة رضي الله تعالى قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض ) . الشيخ : الشاهد قوله : ( يقرأ القرآن ) ، فأضافت الفعل إليه .
فوائد :جواز قراءة القرآن والإنسان متكئا أومضطجع كذلك فيه دليل على أن الحائض ليست بنجسة وجواز إستماعها للقرآن
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفقه دليل على جواز قراءة القرآن والإنسان متكئ أو مضطجع، لأن في بعض ألفاظ الحديث ( كان يتكئ في حجري ويقرأ القرآن ) وفيه دليل على أن الحائض ليست بنجسة وفيه أيضا دليل على جواز استماع الحائض لقراءة القرآن .
الشيخ : ولكن هل لها أن تقرأ القرآن هي بنفسها ؟ في هذا خلاف بين العلماء وليس فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة صحيحة صريحة تدل على تحريم قراءة القرآن على الحائض، وعلى هذا فنقول الأفضل أن لا تقرأ القرآن طلبا للثواب ، وأن تقرأه لدفع السوء أو لحفظ ما حفظت وما أشبه ذلك يعني تقرأه عند الحاجة ، عرفتم الآن ؟ وهذا قول وسط بين من يقول إنه يجوز لها أن تقرأ من القرآن ما شاءت لعدم وجود دليل على المنع وبين من يقول أنها لا تقرأ شيئا من القرآن، فالصواب أن هذا ينبغي أن يحتاط الإنسان ، فان احتاجت لقراءته لحفظ القرآن أو أوراد تقرأها في الليل أو في النهار أو لتعليم أبنائها أو لتعلمها فهذا لا بأس به أما لمجرد الأجر والثواب فالأولى أن لا تقرأ لأن فيه أحاديث لكنها ضعيفة .
السائل : دليل على سنية الأذان في البادية . الشيخ : نعم، هذا الحديث . السائل : ... . الشيخ : نعم كيف ؟ السائل : ... . الشيخ : لما قال : فأذنت للصلاة ، لكن ما في دليل على وجوبه على الفرد أما الجماعة فقال : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) ولهذا قال الحنابلة : يسن الأذان للمنفرد ولا يجب .
السائل : ... . الشيخ : أي نعم ، لا اللي على غير الوضوء يقرأ عند الحاجة وعدمها اللي على غير الوضوء ، لأن المسألة التي نتكلم فيها قراءة القرآن لا مس المصحف .
تطويل القراءة في صلاة الفجر والمغرب أحيانا تنفر العامة فهل يأثم القارئ ؟
السائل : بالنسبة لقراءة القرآن مثلا في صلاة الفجر أو في صلاة المغرب تطبيقا للسنة هذا ... ينفر العوام ... . الشيخ : سمعتم السؤال ؟ يقول التطويل في قراءة الفجر يعني تطويل القراءة أو في قراءة المغرب أحيانا ينفر العامة ، هنا نقول إذا علمهم وقال هذه السنة وقال الأجر بيني وبينكم كلنا نؤجر على هذا، فإنهم لن ينفروا ، أما أن يطول بهم ولا سيما إذا كان بعد إمام مخفف فالنفور حاصل .
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال أرسله اقرأ يا هشام فقرأ القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت التي أقرأني فقال كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبده القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول : ( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال : أرسله اقرأ يا هشام فقرأ القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت التي أقرأني فقال كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ) . الشيخ : الحمد لله .
الشيخ : هذه القصة فيها فوائد عظيمة أولا : فيها قوه عمر رضي الله عنه وثانيا : أن انفعال الإنسان في صلاته لشيء سمعه لا يؤثر في الصلاة يعني سمع شيئا يفرح ففرح وهو في الصلاة ، سمع شيئا يحزن فحزن وهو في الصلاة ، سمع شيئا يغضب فغضب وهو في الصلاة ، كل هذا جائز، والدليل قوله : ( فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت ) ،أساوره يعني أمسك به في الصلاة لكن تصبر حتى خلص، وفيه أيضا : أنه لا ينبغي للإنسان أن يتسرع فيما دون الأهم لأن بقاءه في صلاته أهم من مساورته إياه، وفيه أيضا : دليل على جواز تلبيب الإنسان بردائه يعني يأخذ بلبته الرداء معروف الكتفين فيأخذ لبتي وينصرف به، وفيه دليل على جواز الإنكار بالقول وبالفعل لقوله : ( لببته فقلت من أقرأك ) وفيه دليل على مسألة مهمة وهي أن إنكار شيء من القرآن جاهلاً لا يكفر به الإنسان ، لأن عمر أنكر القراءة التي قرأها هشام بل قال كذبت ، وهذه فرع من فروع المسألة السابقة التي بحثنا فيه وهي العذر بالجهل ، فإنه لو جاء أحد وأنكر شيء من القرآن وهو عالم فهذا كفر ، قال العلماء : من أنكر حرفا واحدا من القرآن وهو يعلم فإنه كافر، وعمر أنكر عدة حروف لكنه كان جاهلا لم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أجازها وفيه دليل على حسن معاملة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،حيث لم يؤاخذ هشام بمجرد قول عمر حتى استمع ما عنده واستمع أيضا إلى ما عند عمر، وفيه أيضا دليل على إيقان الصحابة وإيمانهم فإن عمر رضي الله عنه لم يلحقه الشك حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لهشام اقرأ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام كذلك أنزلت ولا وكذلك لعمر لم يقل كذلك أنزلت على خلاف ما أقرأ هشاما ومع ذلك لم يحصل عنده ريب أو شك، وفيه أيضا من فوائده : أن القران أول ما نزل كان على سبعة أحرف أي كان موسعا فيه حتى أنه يوسع لبعض الناس في لغتهم أن يقرؤونه بلغتهم ، لكن بعد ذلك حصره الصحابة رضي الله عنهم على حرف واحد وهو لغة قريش خوفا من الفتنة لأنها وقعت فعلا ففي عهد عثمان رضي الله عنه كاد الناس يقتتلون حيث كان يقرأ بعضهم على حرف والبعض الآخر على حرف أخر، ثم جيء إلى عثمان وشكي عليه الأمر فأقام اللجنة المعروفة لجمع القران على حرف واحد ، وفي فوائد أخرى لكن بعضها قد مر .
هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإمام إذا أخطأ في الصلاة خطأ لايسمح به ويجر و يتقدم أحد سواه؟
السائل : هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإمام إذا أخطأ في آية ... . الشيخ : إيه ، ماذا تقولون ؟ السؤال ؟ يقول هل يؤخذ من هذا الحديث أن الإمام إذا اخطأ في الصلاة خطأ لا يسمح به إنه يجر ويتقدم أحد سواه ؟ الجواب : إذا كان يحيل المعنى ورددنا عليه ولكن أبى وأصر فحينئذ نأخذ به ونرده ويصلي من يقيم القراءة أما إذا كان لا يحيل المعنى فإن أخذه يكون به فتنه .
كيف جاز للصّحابة أن يرفعوا ستّة الحروف الباقية ويجعلوها على حرف واحد ؟
السائل : ... . الشيخ : إيش سؤالك ؟ السائل : كيف يكون للصحابة يرفعوا باقي الحروف التي أنزل بها القرآن ؟ الشيخ : نعم، ماذا تقولون ؟ سمعتم كلامه ؟ يقول كيف جاز للصحابة أن يرفعوا ستة الحروف الباقية ويجعلوه على حرف واحد ؟ الجواب : أن قراءة القرآن على ستة أحرف ليست من باب الوجوب بل هي من باب الجائز، وإذا خيف من الجائز فتنة فإنه يترك، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما هو مستحب في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفا من الفتنة فهذا من باب أولى وإذا كان عمر رضي الله عنه منع من رجوع المرأة إلى زوجها إذا طلقها ثلاثا خوفا من الانهماك في هذا الطلاق المحرم فكذلك هذا ، وهذه من السياسة الشرعية أنه إذا كان الشيء ذريعة إلى ممنوع منه فإنه يمنع .
لو مر الإنسان في الصلاة على آية فرح فتبسم فهل يمكن له ذلك ؟
السائل : شيخ حفظك الله قلنا إن الإنسان إذا مر على آية حزن فله أن يحزن وإذا مر على آيه فرح فله أن يفرح ، لو مر على آية فتبسم مثلا فله أن يتبسم ؟ الشيخ : وله أيضا أن يقهقه ، أقول لو سمع ما يوجب الضحك هل له أن يضحك قهقهة ؟ التبسم قال العلماء لا بأس به في الصلاة لأنه لا يظهر له صوت فلا بأس به ، أما القهقهة فلا تجوز تبطل الصلاة نعم . السائل : ... . الشيخ : كيف ؟ يعني إذا كان الإمام يلحن لحنا يحيل المعنى ينظر ماذا لحن فيه ، إن كان لحن في الفاتحة فلا بد من إعادة الفاتحة إذا تقدم الإمام الثاني يعيد الفاتحة ، المأمومين ... بالإمام الثاني .
باب : قول الله تعالى : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل ميسر لما خلق له ) يقال : ميسر مهيأ . وقال مجاهد : يسرنا القرآن بلسانك هونا قراءته عليك . وقال مطر الوراق : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) قال : هل من طالب علم فيعان عليه .
القارئ : باب قول الله تعالى : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل ميسر لما خلق له ) يقال ميسر مهيأ وقال مجاهد يسرنا القرآن بلسانك هونا قراءته عليك وقال مطر الوراق : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) قال : " هل من طالب علم فيعان عليه " . الشيخ : قوله تعالى : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر )) الجملة هذه مؤكدة بثلاث مؤكدات كما هو معروف القسم واللام وقد ، والتيسير التسهيل والتهيئة ، يسرنا القرآن هيئناه وسهلناه للذكر والذكر بمعنى التذكر بدليل قوله : (( فهل من مدكر )) أي هل من متذكر ، فالإنسان إذا رجع إلى القرآن ليتذكر به فإن الله تعالى ييسر له التذكر به فإذا أعرض عنه فإنه يحال بينه وبين الانتفاع به، وقوله : (( هل من مدكر )) قال : " هل من طالب علم فيعان عليه " ، لأن طالب العلم إذا طلبه بصدق فلا بد له أن يتذكر وهنا يقول فيعان عليه بالفتح لماذا ؟ الجواب الاستفهام نعم . السائل : عندنا قول لمجاهد . الشيخ : إيش ؟ السائل : ما ذكر قال مجاهد . الشيخ : إي هذا النسخة الثانية وقال مجاهد : " يسرنا القران بلسانك هونا قراءته عليك " ، نعم ما فيه إلا بعد الحديث التراجم ما فيها سؤال .
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله عن عمران قال قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال( كل ميسر لما خلق له ).
القارئ : حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله عن عمران قال : ( قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له ) . الشيخ : خذ يا عبد المنان أعطه لعبد المنان شوف الباب هذا لماذا ذكره المؤلف ؟ مناسبته . القارئ : (( ولقد يسرنا القران للذكر )) ؟ الشيخ : إي نعم .
القارئ : " يقول قيل المراد بالذكر: الأذكار والاتعاظ وقيل الحفظ وهو مقتضى قول مجاهد قوله : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل ميسر لما خلق له ) فذكره موصولا في الباب من حديث علي قوله : وقال مجاهد : * يسرنا القرآن بلسانك هوناه عليك * في رواية غير أبي ذر * هونا قراءته عليك * وهو بفتح الهاء والواو وتشديد النون من التهوين ، وقد وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر )) قال هوناه ، قال ابن بطال : تيسير القرآن تسهيله على لسان القارئ حتى يسارع إلى قراءته فربما سبق لسانه في القراءة فيجاوز الحرف إلى ما بعده ويحذف الكلمة حرصا على ما بعدها انتهى . وفي دخول هذا في المراد نظر كبير ، قوله : وقال مطر الوراق : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) قال : * هل من طالب علم فيعان عليه * وقع هذا التعليق عند أبي ذر عن الكشميهني وحده وثبت أيضا للجرجاني عن الفربري ووصله الفريابي عن ضمرة بن زمعة عن عبد الله بن شوذب عن مطر ، وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في * كتاب العلم * من طريق ضمرة . ثم ذكر حديث عمران بن حصين قلت يا رسول الله وهو مختصر من حديث سبق في كتاب القدر فيه عن عمران قال قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار ؟ قال نعم . قال : فلم يعمل العاملون ؟ وقد تقدم شرحه هناك " الشيخ : ما ذكر المناسبة . السائل : ... . الشيخ : كيف؟ القارئ : يقول : " قلت : وكأن مناسبة هذا الباب لما قبله من جهة الاشتراك في لفظ التيسير والله أعلم " . الشيخ :(( فاقرأوا ما تيسر من القرآن )) .
بعض الناس يقول القرآن الذي بين أيدينا يشتمل على الأحرف السبعة فما صحة ذلك ؟
السائل : القرآن الموجود بين أيدينا يتناول السبعة أحرف وفعل عثمان إنما هو دمج السبعة أحرف في مصحف واحد . الشيخ : نعم . السائل : فعل عثمان هو دمج السبعة أحرف تحت مصحف واحد وألغى ... قوله صحيح هذا ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : يقول القرآن الذي بين أيدينا يتناول السبعة أحرف وفعل عثمان إنما هو إلغاء المصاحف وجعل السبعة أحرف كلها تحت مصحف واحد . الشيخ : يقول أن بعض الناس يقول أن القرآن الذي في أيدينا يشتمل على الأحرف السبعة نقول أن هذا ليس بصحيح ، لأنه ثبت في الصحيح أنه قال : ( إذا اختلفتم في شي فاجعلوه على حرف قريش ) وهذا يدل على أنه على حرف واحد وهذا هو الذي جزم به في مختصر التحرير فقال : ومصحف عثمان أحد الحروف السبعة ، نعم .
هل يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن للمراجعة لكي لاينسى القراءات ؟
السائل : الإنسان يقرأ القرآن للمراجعة كي لا ينسى القراءات ... التلفيق بينها هل يجوز هذا ؟ الشيخ : أولا ذكرنا أن القراءة بقراءة غير المشهورة بين العامة خطأ، لأن العامة لا يعرفون فمثلا لو قرأ قارئ : (( يا أيها الذين آمنوا إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا )) نقول خطأ . الطالب : فتثبتوا . الشيخ : إي فثبتوا نعم ، نقول خطأ أن تقرأها أمام العامة لماذا ؟ لأنهم ينفرون وتقل هيبتهم للقرآن وربما يلقي الشيطان في قلوبهم الشكوك أما فيما بينك وبين نفسك أو مع طلبه العلم فلا بأس بل الأفضل أنه لمن كان عنده علم بالقراءات أن يقرأ بهذا مرة وبهذا مرة كما أنه في العبادات المتنوعة الأفضل منها هذا مرة وهذا مرة حتى يحصل على السنة في كل وجوهها . السائل : ... . الشيخ : نعم . السائل : ... . الشيخ : ما فيه كتم ما دام هذا الحرف الموجود هو أحد الحروف ، فالحروف الأخرى بمعناها ليس معناه أنه في تغاير بمعناها ، لكن ميسر على ألسنة القوم قبل أن تقوى اللغة العربية اللغة القرشية ميسر بلغة القوم يعني مثل بعض العرب يميل إمالة لا يميلها قريش بعض العرب يأتي بهاء السكت ، لا يميل أن يأتي بها قريش بعض العرب يأتي باسم الفاعل على وجه، وهكذا أما شيء حذف من القرآن فهذا لم لم يكن . القارئ : ثلاثة .
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن منصور والأعمش سمعا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم( أنه كان في جنازة فأخذ عودًا فجعل ينكت في الأرض فقال ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة قالوا ألا نتكل قال اعملوا فكل ميسر ((فأما من أعطى واتقى ..))الآية
القارئ : حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن منصور والأعمش سمعا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكت في الأرض فقال ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة قالوا ألا نتكل قال اعملوا فكل ميسر (( فأما من أعطى واتقى )) الآية ) . الشيخ : هذا أيضا سبق والشاهد هنا قوله : ( وكل ميسر ) وفي لفظ آخر ( ميسر لما خلق له ) فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار فإذا رأيت أن الله قد يسر لك العبادات وسهلها على نفسك فاعلم أن هذه بشرى واذا رأيت من شخص أن الله قد عسر عليه العبادات فاعلم أن هذه بشرى سوء لأن أهل الشقاوة ييسرون لعمل أهل الشقاوة ، نعم .
هل يدخل في الحديث من كان يقوم بالعبادات ولكن بشدة ومشقة ؟
السائل : لو الإنسان رأى من نفسه . الشيخ : نعم . السائل : لو الشخص رأى من نفسه أنه يقوم بهذه العبادات بشدة وكذا هل يدخل في هذا ؟ الشيخ : لا هذا اذا كان يجاهد نفسه على فعل العبادات فإنه في النهاية إذا كانت نيته خالصة ستكون ميسرة له نعم .
السائل : هل إذا لحن الإمام . الشيخ : إذا . السائل : إذا لحن الامام في قرائته في الفاتحة أو غيرها هل للمأموم أن ينصرف ؟ الشيخ : هل ؟ السائل : ... . الشيخ : إذا كان اللحن يحيل المعنى ورد عليه ولكنه أصرّ فإنه يبطل الصلاة وحينئذ يجب عليكم المفارقة لئلا تبطل صلاتكم .
ما المراد بالجدال في القرآن ؟ وماهو حكم التأويل في القرآن ؟
السائل : ... . الشيخ : إيش ؟ السائل : الجدال في القرآن كفر فمتى يكون كفرا هل مع العلم أو مع التأويل ؟ الشيخ : المراد بالجدال في القرآن صدقه أو عدم صدقه ، صحته أو عدم صحته والمراد في المجادل الذي يحاول أن يطعن في القرآن أما المجادل الذي يريد أن يثبت القرآن وأنه حق فهذا الإيمان . السائل : التأويل ؟ الشيخ : التأويل ، إذا كان له مساق اللغة العربية فليس بكفر قد يكون الإنسان يتأول هذه الآية لأنه لا يعرف المعنى الصحيح مجتهد ثلاثة .
باب : قول الله تعالى : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) . (( والطور وكتاب مسطور )) . قال قتادة : مكتوب . (( يسطرون )) : يخطون . (( في أم الكتاب )) : جملة الكتاب وأصله . (( ما يلفظ )) : ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه . وقال ابن عباس : يكتب الخير والشر . (( يحرفون )) : يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله . (( دراستهم )) : تلاوتهم . (( واعية )) : حافظة . (( وتعيها )) : تحفظها . (( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به )) : يعني أهل مكة (( ومن بلغ )) : هذا القرآن فهو له نذير .
القارئ : باب قول الله تعالى : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ))((والطور وكتاب مسطور )) قال قتادة : " مكتوب " يسطرون يخطون في (( أم الكتاب )) جملة الكتاب وأصله (( ما يلفظ )) ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه وقال ابن عباس : ( يكتب الخير والشر ) يحرفون يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله دراستهم تلاوتهم واعية حافظة وتعيها تحفظها وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به يعني أهل مكة ومن بلغ هذا القرآن فهو له نذير . الشيخ : هذا الباب مشتمل على أشياء متعددة أولاً : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ))، هذا آخر سورة البروج ، هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ، هو ضمير يعود على القرآن ، والمجيد : ذو العظمة، وإذا كان القرآن مجيدا فمن تمسك به نال المجد وقوله : (( في لوح محفوظ )) أي في اللوح المحفوظ عند الله عز وجل ، (( والطور وكتاب مسطور )) الطور هو الجبل المعروف وكتاب مسطور يعني مكتوب ، مأخوذ من السطر لأنه كتاب يكتب على وجه الأسطر ، وما المراد بهذا الكتاب المسطور ؟ إما أنه اللوح المحفوظ وإما أنه قرآن ويؤيده قوله : (( في كتاب مسطور ))(( في رق منشور )) والرق الجلد ، وكانوا بالأول يكتبون القرآن في الجلود ، في حسيب النخل ، في اللخاف وهي حجارة رقيقة ملساء وغير هذا ، (( والقلم وما يسطرون )) قال : وما يخطون فيه ، يخطون يسطرون يخطون لأن الخطاط يسطر المكتوب ، (( في أم الكتاب )) جملة الكتاب وأصله يشير إلى قوله تعالى : (( وأنه في أم الكتاب لدينا لعليٌ حكيم ))(( ما يلفظ )) ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه ، يشير إلى قوله تعالى : (( ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )) وقوله إلا كتب عليه فيها شيء من القصور ولهذا أردفها بقوله وقال ابن عباس : ( يكتب الخير والشر ) وعلى هذا فيكون قول من قول عاما لأقوال الخير وأقوال الشر (( إلا لديه رقيب )) يراقب ، (( عتيد )) حاضر لا يغيب قال : (( يحرفون )) يزيلون ، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويل قول : يحرفون مأخوذ من التحريف وهو صرف الشيء ، يقال انحرفت الدابة أي انصرفت ، ويقال حرفت كذا أي صرفته وهو بمعنى التغيير والإزالة عن موضعه ، الكلم عن مواضعه أي يزيلونه عن مواضعه ، ولكن هل التحريف لفظي أو معنوي أو هذا وهذا ؟ هذا وهذا، قد يكون لفظيا وقد يكون معنويا وقد يكون لفظيا معنويا ، فإذا قال القارئ قل أعوذ برب الناسَ فهذا تحريف لفظي لكن لا يتغير به المعنى ، وإذا قال (( ثم استوى على العرش )) أي ملكه وقهره كان تحريف معنوي واذا قرأ القارئ (( وكلّم الله موسى تكليما )) فهذا تحريف لفظي معنوي وكله مذموم ، كله مذموم ، لكن أشده التحريف اللفظي المعنوي وقوله : وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل يعني في الغالب وإلا فإنهم أي الذين حرفوا ربما يغيرون يزيدون أو ينقصون طيب ، وقوله دراستهم تلاوتهم، ما هي دراستهم ؟ هل جاءت في القران دراستهم ؟ (( وإن كنا عن دراستهم لغافلين )) ، أي تلاوتهم ، (( واعية )) يعني (( وتعيها أذن واعية )) حافظة ، (( وتعيها )) تحفظها ، وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ يعني أهل مكة ، يريد بذلك الخطاب لينذركم يعود إلى أهل مكة ، ومن بلغ ، أي من بلغه هذا القرآن من غير أهل مكة ، نعم قال : ومن بلغ هذا القرآن فهو له نذير .
و قال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر سمعت أبي عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لما قضى الله الخلق كتب كتابًا عنده غلبت أو قال سبقت رحمتي غضبي فهو عنده فوق العرش).
القارئ : وقال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر قال : سمعت أبي عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لما قضى الله الخلق كتب كتابا عنده غلبت أو قال سبقت رحمتي غضبي فهو عنده فوق العرش ) .
حدثني محمد بن أبي غالب حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا معتمر سمعت أبي يقول حدثنا قتادة أن أبا رافع حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش)
القارئ : وحدثني محمد ابن ابي غالي قال حدثنا محمد ابن اسماعيل قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا قتاده أن أبا رافع حدثه انه سمع أبو هريره رضي الله تعالى عنه يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق ). الشيخ : أن يخلق عندك يخلق ؟ القارئ : أي نعم . الشيخ : طيب . القارئ : ( قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش ) . الشيخ : الشاهد قوله : ( كتب كتابا عنده ) وهذا كأن المؤلف رحمه الله يشير إلى قوله تعالى بل هو نعم إلى قوله تعالى : (( كتاب مسطور )) شوف المناسبه من أول الباب .
القارئ : " قوله : باب قول الله تعالى : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) قال البخاري في خلق أفعال العباد بعد أن ذكر هذه الآية والذي بعدها : فقد ذكر الله أن القرآن يحفظ ويسطر ، والقرآن الموعى في القلوب المسطور في المصاحف المتلو بالألسنة كلام الله ليس بمخلوق ، وأما المداد والورق والجلد فإنه مخلوق ، قوله : (( والطور وكتاب مسطور )) قال قتادة : * مكتوب * وصله البخاري في خلق أفعال العباد من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله : (( والطور وكتاب مسطور )) قال : * المسطور : المكتوب * ، (( في رق منشور )) : هو الكتاب ، وصله عبد بن حميد من رواية شيبان بن عبد الرحمن وعبد الرزاق عن معمر كلاهما عن قتادة نحوه ، وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : (( وكتاب مسطور )) قال صحف مكتوبة (( في رق منشور )) قال في صحف . قوله : (( يسطرون )) : يخطون أي يكتبون ، أورده عبد بن حميد من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة في قوله : (( والقلم وما يسطرون )) قال وما يكتبون . قوله : (( في أم الكتاب )) جملة الكتاب وأصله وصله أبو داود في كتاب * الناسخ والمنسوخ * من طريق معمر عن قتادة في قوله : (( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) قال جملة الكتاب وأصله ، وكذا أخرجه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة وعند ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( وعنده أم الكتاب )) يقول جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يكتب وما يبدل . قوله : (( ما يلفظ من قول )) ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه ، وصله ابن أبي حاتم من طريق شعيب بن إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة والحسن في قوله : (( ما يلفظ من قول )) قال ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه ومن طريق زائدة بن قدامة عن الأعمش عن مجمع قال : * الملك مداده ريقه ، وقلمه لسانه *. قوله : وقال ابن عباس : ( يكتب الخير والشر ) وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( ما يلفظ من قول )) قال : ( إنما يكتب الخير والشر ) ، وأخرج أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) قال : ( يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قوله : أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر ما كان من خير أو شر وألقي سائره ، فذلك قوله تعالى : (( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) ) وأخرج الطبري هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب بكسر الراء ثم ياء مهموزة وآخره موحدة ، والكلبي متروك وأبو صالح لم يدرك جابرا هذا ، وأخرج الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة والحسن (( ما يلفظ من قول )) ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه وكان عكرمة يقول : * إنما ذلك في الخير والشر * . قلت : ويجمع بينهما برواية علي بن أبي طلحة المذكورة قوله : (( يحرفون )) يزيلون لم أر هذا موصولا من كلام ابن عباس من وجه ثابت مع أن الذي قبله من كلامه وكذا الذي بعده ، وهو قوله : (( دراستهم )) : تلاوتهم وما بعده ، وأخرج جميع ذلك ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقد تقدم في باب قوله : (( كل يوم هو في شأن )) عن ابن عباس ما يخالف ما ذكر هنا وهو تفسير يحرفون بقوله يزيلون ، نعم أخرجه ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه ، وقال أبو عبيدة في * كتاب المجاز * في قوله : (( يحرفون الكلم عن مواضعه )) قال : يقلبون ويغيرون ، وقال الراغب : التحريف الإمالة وتحريف الكلام أن يجعله على حرف من الاحتمال بحيث يمكن حمله على وجهين فأكثر ". الشيخ : أحسنت ، انتهى الوقت نعم نقرأ . القارئ : ما كنا نقرأ به الشرح . الشيخ : نعم طيب . القارئ : نقرأ الشرح . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله : وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل ولكن " . الشيخ : وليس . القارئ : كذا في الشرح ، وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل . الشيخ : لفظ كتاب من كتب الله ، لفظ كتاب من كتب الله . القارئ : نضيف لفظ الجلالة ، " وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه : يتأولونه على غير تأويله في رواية الكشميهني * يتأولونه على غير تأويله * قال شيخنا ابن الملقن في شرحه : هذا الذي قاله أحد القولين في تفسير هذه الآية وهو مختاره - أي البخاري - وقد صرح كثير من أصحابنا بأن اليهود والنصارى بدلوا التوراة والإنجيل وفرعوا على ذلك جواز امتهان أوراقهما وهو يخالف ما قاله البخاري هنا انتهى . وهو كالصريح في أن قوله : * وليس أحد * إلى آخره من كلام البخاري ذيل به تفسير ابن عباس وهو يحتمل أن يكون بقية كلام ابن عباس في تفسير الآية ، وقال بعض الشراح المتأخرين : اختلف في هذه المسألة على أقوال : أحدها : أنها بدلت كلها وهو مقتضى القول المحكي بجواز الامتهان وهو إفراط ، وينبغي حمل إطلاق من أطلقه على الأكثر وإلا فهي مكابرة ، والآيات والأخبار كثيرة في أنه بقي منها أشياء كثيرة لم تبدل ، من ذلك قوله تعالى : (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل )) الآية ، ومن ذلك قصة رجم اليهوديين وفيه وجود آية الرجم ، ويؤيده قوله تعالى : (( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )) ثانيها : أن التبديل وقع ولكن في معظمها وأدلته كثيرة وينبغي حمل الأول عليه ، ثالثها : وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ، ونصره الشيخ تقي الدين بن تيمية في كتابه * الرد الصحيح على من بدل دين المسيح * ". الشيخ : ... * الجواب الصحيح * لكن يمكن له اسمان يمكن . القارئ : " رابعها : إنما وقع التبديل والتغيير في المعاني لا في الألفاظ وهو المذكور هنا ، وقد سئل ابن تيمية عن هذه المسألة مجردا فأجاب في فتاويه أن للعلماء في ذلك قولين ، واحتج للثاني من أوجه كثيرة ، منها قوله تعالى : (( لا مبدل لكلماته )) وهو معارض بقوله تعالى : (( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه )) ولا يتعين الجمع بما ذكر من الحمل على اللفظ في النفي وعلى المعنى في الإثبات لجواز الحمل في النفي على الحكم وفي الإثبات على ما هو أعم من اللفظ والمعنى ، ومنها أن نسخ التوراة في الشرق والغرب والجنوب والشمال لا يختلف ومن المحال أن يقع التبديل فيتوارد النسخ بذلك على منهاج واحد ، وهذا استدلال عجيب ، لأنه إذا جاز وقوع التبديل جاز إعدام المبدل والنسخ الموجودة الآن هي التي استقر عليها الأمر عندهم عند التبديل والأخبار بذلك طافحة ، أما فيما يتعلق بالتوراة فلأن بختنصر لما غزا بيت المقدس وأهلك بني إسرائيل ومزقهم بين قتيل وأسير وأعدم كتبهم حتى جاء عزير فأملاها عليهم ، وأما فيما يتعلق بالإنجيل فإن الروم لما دخلوا في النصرانية جمع ملكهم أكابرهم " .