يقول ما حكم متابعة الإمام بالمصحف أثناء قرأته في صلاة التراويح والقيام ؟
الشيخ : أهلا وسهلا مرحبا بكم.
السائل : فضيلة الشيخ محمد هذه الرسالة وردتنا من الموقع أحمد عبد الله محمد من الرياض يقول ما حكم متابعة الإمام بالمصحف أثناء قراءته في صلاة التراويح والقيام؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، المشروع للمأموم أن يُنصت لقراءة إمامه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وإذا تابع إمامه في النظر في المصحف فإذا كان لا يُشغله عن الإنصات فإنه لا بأس به لما في ذلك من المصلحة.
السائل : نعم.
الشيخ : لاسيما إذا كان الإمام كثير الغلط والنسيان وأما إذا كان يشغله عن الاستماع وربما يتوقف حينما يقع بصره على ءاية ليتأمل معناها ويكون الإمام قد استمر في قراءته فإن هذا لا ينبغي لأنه يُشغله عن الاستماع والإنصات الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
أيضاً يقول إذا نسي الإنسان أثناء الوضوء ولم يتشهد هل يبطل وضوءه وكذلك إن لم يلتزم بالترتيب التام ؟
الشيخ : التشهد لا يكون في أثناء الوضوء كما هو ظاهر سؤال الأخ وإنما التشهد بعد الفراغ من الوضوء ومع هذا فالتشهد سنّة فإن من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
السائل : نعم.
الشيخ : فهو سنّة وليس بواحب التشهد بعد الفراغ من الوضوء وأما من نسي الترتيب فبدأ بغسل عضو قبل الأخر فإن ذلك موجب لبطلان وضوئه إذا كان متعمدا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حينما أقبل على الصفا قرأ (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) ثم قال ( أبدأ بما بدأ الله به ) .
السائل : نعم.
الشيخ : وفي رواية للنسائي ( ابدؤوا بما بدأ الله به ) بلفظ الأمر وإذا قرأنا ءاية الوضوء وجدنا أن الله تعالى بدأ بغسل الوجه ثم غسل اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين وعلى هذا فيجب الترتيب بين هذه الأعضاء الأربعة على ما أمر الله تعالى به في كتابه.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن إذا نسي الترتيب فلم يرتب فقد اختلف أهل العلم هل يصح وضوؤه حينئذ أو لا يصح والأحوط والأولى أن يُعيد الوضوء فيما خالف ترتيبه فمثلا إذا كان قد غسل وجهه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه نقول له أعد مسح الرأس لأنه وقع في غير محله ثم اغسل الرجلين ولا حاجة إلى أن تعيد الوضوء من أوله لأن إنما تُعيد ما حصل فيه مخالفة الترتيب فتعيد العضو وما بعده، العضو الذي حصل فيه المخالفة وما بعده.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
2 - أيضاً يقول إذا نسي الإنسان أثناء الوضوء ولم يتشهد هل يبطل وضوءه وكذلك إن لم يلتزم بالترتيب التام ؟ أستمع حفظ
أيضاً يقول ما حكم السفر إلي بلاد الكفار للترفيه مع العلم بأن الإنسان سيلتزم بزيه الإسلامي وواجباته والله الموفق ؟
الشيخ : لا شك أن السفر إلى بلاد الكفار خطر على الإنسان مهما كان في التقوى والالتزام والمحافظة فهو إما مكروه أو محرّم إلا لحاجة.
السائل : نعم.
الشيخ : والنزهة ليست بحاجة ففي بلاد الإسلام ولله الحمد من المنتزهات الكثيرة ما هو كفيل بإشباع رغبة الإنسان على الوجه المباح ولا حاجة به إلى بلاد الكفر ثم إن النفس أمارة بالسوء، قد تسوّل له نفسه أن يفعل ما لا يحل له شرعا في تلك البلاد التي لا تُحل حلالا ولا تحرم حراما ثم إنه قد يألف ذلك سنة بعد سنة حتى يرغب في أولئك القوم ويحلو له ما يفعلون من عادات وغيرها مخالفة للشرع وحينئذ يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه. نعم.
3 - أيضاً يقول ما حكم السفر إلي بلاد الكفار للترفيه مع العلم بأن الإنسان سيلتزم بزيه الإسلامي وواجباته والله الموفق ؟ أستمع حفظ
يقول ما الحكم الشرعي في سفر المرأة علماً بأنها سوف يكون معها محرم حتى المطار الذي تسافر منه ثم ينتظرها محرم في المطار الذي سوف تصل إليه وبالطبع المدة التي سوف تستغرقها هذه الطائرة بدون محرم مدتها ساعتان تقريباً فهل يحل لها السفر أم لا أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً ؟
الشيخ : لا يحل للمرأة أن تُسافر بدون محرم لا في الطائرة ولا في السيارة ولا في السفينة لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) أو ( إلا ومعها ذو محرم ) .
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا النهي للتحريم يدل على أنه للتحريم أن ذلك هو الأصل فيما نهى الله عنه ورسوله ويدل عليه أيضا أنه ورد هذا الحديث معناه.
السائل : نعم.
الشيخ : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تُسافر ) فقوله ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تسافر ) صريح في التحريم.
السائل : نعم.
الشيخ : وكونها تمضي إلى المطار بمحرم وينتظرها في المطار التي تقدم إليه محرم هذا لا يبرر سفرها بدونه أي بدون المحرم لأنه من الجائز أن يكون للطائرة مانع يمنعها من الهبوط في المطار المنتظر هبوطها فيه فتطير إلى بلد ءاخر ومن الجائز أن يعرِض لمحرمها المستقبِل عارض يمنعه من الخروج أو على الأقل من الوصول إلى المطار قبل هبوط الطائرة.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن الجائز أيضا أن يُغرّر بالمرأة عند نزولها من الطائرة فيُذهب بها إلى غير ما تريد.
السائل : نعم.
الشيخ : كما وقع فالمهم أنه لا يجوز للمرأة بأي حال من الأحوال أن تُسافر إلا ومعها ذو محرم لا في الطائرة ولا في السيارة وفي السفينة. نعم.
4 - يقول ما الحكم الشرعي في سفر المرأة علماً بأنها سوف يكون معها محرم حتى المطار الذي تسافر منه ثم ينتظرها محرم في المطار الذي سوف تصل إليه وبالطبع المدة التي سوف تستغرقها هذه الطائرة بدون محرم مدتها ساعتان تقريباً فهل يحل لها السفر أم لا أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً ؟ أستمع حفظ
يقول في رسالته هذه هل على المعتمر طواف وداع إذا ما بات في مكة أم هو فقط على الحجاج .?
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فمنهم من يقول إن المعتمر ليس عليه طواف وداع لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب الناس عام حجة الوداع فقال ( لا ينفر أحد حتى يكون ءاخر عهده بالبيت ) فقد خاطبهم وهم في الحج ولم يُخاطبهم في ذلك في العمرة حينما اعتمروا عمرة القضية فدل هذا على أنه لا يجب إلا في الحج فقط.
السائل : نعم.
الشيخ : وقال ءاخرون من أهل العلم إن طواف الوداع يحب على الحاج والمعتمر لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ينفر أحد حتى يكون ءاخر عهده بالبيت ) وكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكره في عمرة القضية لا يمنع الوجوب لأن هذا مما تجدّد وجوبه فلم يجب إلا في حجة الوداع وأيضا فإن العمرة حج أصغر تُسمى حجا على سبيل التغليب وعلى سبيل المجاز لأن فيها الطواف والسعي وأيضا الوجوب أن هذا الرجل دخل بعمرة فبدأ بطواف هو تحية القدوم فينبغي أن يُختم بطواف هو طواف الوداع.
السائل : نعم.
الشيخ : وأيضا فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العمرة بمنزلة الحج في وجوب الإحرام من الميقات لمن قصدها فكذلك يجب أن تكون مثله أي مثل الحج عند الخروج وأيضا فقد روى الترمذي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : في سنده الحجاج بن أرطاة أنه أمر من حج أو اعتمر ألا يخرج حتى يطوف بالبيت وأيضا فإن الطواف طواف الوداع للعمرة أحوط وأبرأ للذمة لذلك نرى أنه يجب على المعتمر أن يطوف طواف الوداع إذا خرج إلا إذا كان قد خرج فور انتهائه من العمرة فإنه لا وداع عليه حينئذ يعني أنه قدِم مكة معتمرا فطاف وسعى وحلق أو قصر ثم خرج فورا فهذا لا يجب عليه الوداع حينئذ لأن الطواف بالبيت قد حصل.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ترجم على ذلك البخاري رحمه الله في صحيحه. نعم.
سؤاله الآخر يقول فيه إنني في قرية بادية وعندما نذهب لصلاة المغرب أدخل قبل الوقت وأجلس وفيه مجموعة من الأخوان يبقون خارج المسجد ويقولون ما يصح ندخل المسجد إلا أن نصلي ركعتين والصلاة مكروه في هذا الوقت فماذا تنصحونني ببقاء خارج المسجد مع العلم أن الأخوة خارج المسجد بعيدين كل بعد عن ذكر الله هل أدخل ولا حرج علي في ذلك ؟
الشيخ : وعندما ندخل؟
السائل : أي نعم، يقول ..
الشيخ : أنا في قرية.
السائل : أي نعم، يقول وبعد فإني في قرية بادية وعندما نذهب للصلاة -لأنه سيذكر بعض زملائه أو بعض رفاقه معه- وعندما نذهب لصلاة المغرب أدخل قبل الوقت وأجلس ومجموعة من الإخوان يبقون خارج المسجد ويقولون ما يصح ندخل المسجد إلا أن نصلي ركعتين والصلاة مكروهة في هذا الوقت فماذا تنصحونني بالبقاء خارج المسجد مع العلم أن الإخوة الذين خارج المسجد بعيدون كل البعد عن ذكر الله أم أدخل ولا حرج عليّ في ذلك؟
الشيخ : ننصحك أنت وإخوانك أن تدخلوا المسجد.
السائل : نعم.
الشيخ : ولو بعد العصر ولو عند غروب الشمس وأن تصلوا ركعتين تحية المسجد، لا تجلسوا حتى تصلوهما لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) .
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا الحديث عام لم يخص النبي صلى الله عليه وسلم وقتا دون وقت، لم يقل إلا إن دخلتم في الوقت الفلاني أو الوقت الفلاني وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد قطع خُطبته ليقول لمن دخل وهو يخطب ثم جلس قم فصلِّ ركعتين فقام فصلى ركعتين مع أن التشاغل عن الخطبة محرّم فإننا نقول أيضا لكل من دخل المسجد في أي زمن.
السائل : نعم.
الشيخ : وفي أي وقت لا تجلس حتى تصلي ركعتين فإن قال قائل أليس قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس؟ قلنا بلى ولكنه لم يخص تحية المسجد وإنما عمّم وحديث تحية المسجد خاص، إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يُصلي ركعتين وإن قيل إن بينهما عموم وخصوص وجهي كما هو معروف في أصول الفقه فإننا نقول نعم بينهما عموم وخصوص وجهي لكن خصوص تحية المسجد العام في الوقت أقوى من عموم الصلاة الخاص بوقت النهي.
السائل : نعم.
الشيخ : بدليل أن الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة في أوقات النهي خُصّصت بعدة أحوال مما يُضعّف عمومها وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما قاله غيره أيضا " إن العام المحفوظ الذي لم يدخله التخصيص مقدّم على العام المخصوص الذي دخله التخصيص " .
السائل : نعم.
الشيخ : ومن المعلوم لأهل العلم أن أحاديث النهي عن الصلاة في أوقات النهي قد دخلها تخصيصات متعدّدة بخلاف الأمر بالصلاة المقرونة بسبب فإنه لم يدخلها تخصيص.
السائل : نعم.
الشيخ : فالصواب نقوله لجميع المستمعين وإن لم يرد في السؤال، الصواب أن جميع الصلوات التي لها سبب تُفعل في أوقات النهي وليس عنها نهي لأنها صلاة خُصصت بسبب معين فتُبعد الحكمة من النهي عن الصلاة في الأوقات المعينة.
السائل : نعم.
6 - سؤاله الآخر يقول فيه إنني في قرية بادية وعندما نذهب لصلاة المغرب أدخل قبل الوقت وأجلس وفيه مجموعة من الأخوان يبقون خارج المسجد ويقولون ما يصح ندخل المسجد إلا أن نصلي ركعتين والصلاة مكروه في هذا الوقت فماذا تنصحونني ببقاء خارج المسجد مع العلم أن الأخوة خارج المسجد بعيدين كل بعد عن ذكر الله هل أدخل ولا حرج علي في ذلك ؟ أستمع حفظ
لديه سؤال آخر وأخير يقول أرى كثير من الأخوة يلتفتون يميناً وشمالاً في الصلاة بصورة غريبة جداً وبعضهم يأتي ثم يكبر قبل أن يقف في الصلاة أي يكبر ثم يمشي بعدة خطوات فماذا تنصحون مثل هؤلاء الأخوة راجياً من الله عز وجل القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء ؟
الشيخ : ننصح هؤلاء الإخوة بأن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الالتفات في الصلاة فقال ( إياك والالتفات في الصلاة فإنه هلكة ) وسئل عن الالتفات في الصلاة فقال ( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) أي سرقة.
السائل : نعم.
الشيخ : فهل يرضى أحد من الناس أن يسرق عدوه شيئا من عمل هو أفضل أعماله؟ لا، لا يرضى أحد بذلك ولهذا الالتفات في الصلاة مكروه كراهة شديدة وإذا كثُر حتى صار عبثا وأخرج الصلاة عن موضوعها أبطل الصلاة فننصحهم بأن يقوموا لله تعالى قانتين في صلاتهم كما أمرهم الله تبارك وتعالى به في قوله (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) .
السائل : نعم.
الشيخ : فهذا هو نصيحتنا لهم من جهة الالتفات في الصلاة.
السائل : نعم.
الشيخ : أما من جهة التكبير قبل أن يدخلوا في الصف فإننا أيضا ننصحهم بألا يفعلوا وليتأنوا حتى يقفوا في الصف ثم يكبّروا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكرة وقد ركع قبل أن يصل إلى الصف ثم انتهى إليه قال له صلى الله عليه وسلم ( زادك الله حرصا ولا تعد ) فنحن نقول لإخواننا هؤلاء زادكم الله حرصا ولا تعودوا بل انتظروا وأتوا إلى الصلاة بسكينة فإذا وصلتم إلى الصف وصففتم مع المسلمين فكبروا هذا هو المشروع لهم.
السائل : نعم، أحسنتم، أثابكم الله.
أيها السادة إلى هنا نأتي على نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة وقد عرضنا.