يقول هل السنة التي تصلى قبل الصلاة التي هي تحية المسجد هل هي النافلة وهل تصلى بعد صلاة الفجر مباشرة إذا ضايق الوقت ولم تصل قبله أفيدونا ؟
السائل : مرحبا بالشيخ محمد. الشيخ : حياكم الله ومرحبا بكم. السائل : فضيلة الشيخ محمد هذه الرسالة وردتنا من المستمع محمد علي محمد من الدوادمي يقول فيها هل السنّة التي تصلى قبل الصلاة التي هي تحية المسجد هل هي النافلة وهل تصلى بعد صلاة الفجر مباشرة إذا ضايق الوقت ولم تصلّى قبله أفيدونا؟ الشيخ : الحمد لله رب العالمين، تحية المسجد ليست هي الراتبة بل الرواتب غير تحية المسجد ولكن تُغني الرواتب عن تحية المسجد ولا تُغني تحية المسجد عن الراتبة فصلاة الظهر مثلا لها راتبة قبلها أربع ركعتان بتسليمتين فإذا دخلت المسجد قبل الإقامة وصليت هذه الركعات الأربع بتسليمتين أجزأك ذلك عن تحية المسجد ولا تحتاج إلى تحية المسجد ولكن لو صليت تحية المسجد ركعتين لم تجزئك عن الراتبة. السائل : نعم. الشيخ : بل لا بد أن تأتي بالراتبة وكذلك أيضا بالنسبة لصلاة الفجر إذا دخلت المسجد بعد الأذان ثم صليت راتبة الفجر ركعتين أجزأ ذلك عن تحية المسجد وإن صليت تحية المسجد نويت بالصلاة تحية المسجد لم تجزئك عن الراتبة وعلى هذا فنقول إذا صليت فانو الراتبة وتسقط عنك تحية المسجد وإن صليتهما فصليت تحية المسجد أولا ثم الراتبة ثانيا فلا حرج عليك في هذا. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
يقول نحن في هجرة روضان السليم ونصلي التراويح ليالي رمضان المبارك وبهذا فيه أناس لا يصلون التراويح إطلاقاً وبينهم وبين المسجد خمسمائة متر فماذا عليهم أرجو التفضل بالإجابة والرد مع ذلك متوفرة لهم سبل الراحة ؟
السائل : من صالح سعد الشهراني من خميس مشيط بريد روضان السليّل يقول فيه نحن في هجرة روضان السليّل ونصلي التراويح ليالي رمضان المبارك وبهذا فيه أناس لا يصلون التراويح إطلاقا وبينهم وبين المسجد خمسمائة متر فماذا عليهم أرجو التفضل بالإجابة والرد، مع ذلك متوفرة لهم السبل أو سبل الراحة؟ الشيخ : صلاة التراويح هي قيام رمضان ولكنها سميت بهذا الاسم لأن السلف كانوا إذا صلوا أربع ركعات يعني بتسليمتين جلسوا للاستراحة والفصل لأنهم كانوا يطيلون الركعات فيما سبق وقيام رمضان ليس بواجب فالتراويح إذًا ليست بواجبة لأنه لا يجب من الصلوات اليومية سوى الصلوات الخمس وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والجمعة في مكان الظهر. السائل : نعم. الشيخ : فهؤلاء القوم الذي ذكرت أنهم قريبون من المسجد وأنهم لا يُصلون التراويح ليس عليهم إثم في ترك صلاة التراويح لأنها ليست بواجبة. السائل : نعم. الشيخ : ولكننا نقول إنهم فاتهم خير كثير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفِر له ما تقدّم من ذنبه ) فنصيحتنا لإخواننا هؤلاء أن ينتهزوا فرصة العمر وأن يأخذوا من الطاعة بنصيب لأنهم سوف يتمنون أنهم زادوا في حسناتهم ركعة أو ركعتين أو تسبيحة أو تسبيحتين كما قال الله تعالى (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) . السائل : نعم. الشيخ : وقال تعالى (( وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) وفي الحديث الصحيح ( ما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسنا ندم ألا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم ألا يكون استعتب ) . السائل : نعم. الشيخ : نعم.
سؤال آخر يقول فيه هل بيع الأغنام حوالة بزيادة قيمتها خمسين في المائة صحيح وحلال أرجو الإجابة بالإذاعة وفقكم الله ؟
السائل : أيضا لدى صالح من خميس مشيط سؤال ءاخر يقول فيه هل بيع الأغنام حوالة بزيادة قيمتها خمسين في المائة صحيح وحلال؟ أرجو الإجابة بالإذاعة وفقكم الله. الشيخ : حوالة إذا كان يقصد تأجيلا. السائل : نعم. الشيخ : يعني بيعها مؤجلة بزيادة خمسين في المائة فلا حرج في ذلك مادام المشتري رشيدا يُحسن التصرّف وبالغا عاقلا فإنه لا بأس أن يبيعها عليه مؤجلة بزيادة خمسين في المائة أو أكثر أو أقل لكن لا بد أن يكون الأجل معلوما بأن يقول اشتريت منك هذه الشاة إلى مدة سنة أو سنتين أو ما أشبه ذلك فإذا كان المشتري فقيرا ويعرف البائع أنه فقير فقال اشتريتها منك إلى ميسرة يعني إلى أن يوسر الله عليّ فهذا لا بأس به لأن هذا هو مقتضى العقد فإن المشتري إذا كان فقير لم يجُز للبائع أن يُطالبه بالثمن حتى يوسر الله عليه فكأن هذا الشرط تأكيد لما هو واجب على البائع. السائل : نعم. الشيخ : وهذا القول هو الصحيح وقد دل عليه حديث في السنن عن عائشة رضي الله عنها ( أن رجلا قدِم له ... من الشام فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم لو أرسلت أو بعثت إلى فلان فاشتريت منه ثوبين إلى ميسرة ) الحاصل أن التأجيل المجهول لا يجوز وأما التأجيل المجهول بما هو مقتضى العقد كأن يقول إلى أن يوسر الله علي فهذا لا بأس به والله أعلم. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
يقول نحن يسكن بجوارنا أسرة لا يلتزمون بتعاليم الإسلام وأبناؤهم لا يؤدون فريضة الصلاة وهم ممن تجب عليهم سوى أبيهم فإنه يلتزم بالصلاة في المسجد ونساؤهم لا يتحجبن عن الرجال الأجانب وغيرهم وبعض الأحيان يعطوننا من الخضروات وغير ذلك هل يجب علينا أخذها أم لا وهل يجب علينا أن نزورهم أم لا ؟
السائل : من الخرج وردتنا هذه الرسالة بعث بها المستمع ع م ع يقول فيها نحن نسكن أو يسكن بجوارنا أسرة لا يلتزمون بتعاليم الإسلام وأبنائهم لا يؤدّون فريضة الصلاة وهم ممن تجب عليهم سوى أبيهم فإنه يلتزم بالصلاة في المسجد ونساؤهم لا يتحجبن عن الرجال الأجانب وغيرهم وبعض الأحيان يُعطونا من الخضروات وغير ذلك هل يجب علينا أخذها أم لا؟ وهل يجب علينا أن نزورهم أم لا ونرجو من المرسل أن يكتب رسالته بخط واضح أو أن يُكلف أحدا يكتب بداله لأنني في الحقيقة أعاني من قراءتها الشيء الكثير. الشيخ : من المعلوم أن الجار له حق على جاره حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليُكرم جاره ) والجار يقول أهل العلم إن كان قريبا مسلما فله ثلاثة حقوق حق الإسلام وحق القرابة وحق الجِوار وإن كان جارا مسلما غير قريب فله حقّان حق الإسلام وحق الجوار وإن كان غير مسلم ولا قريب فله حق الجوار فهؤلاء الجيران لهم عليكم حقوق ولكم عليهم حقوق وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اشتريت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) . السائل : نعم. الشيخ : فالذي ينبغي بينكما تبادل الهدايا، يأخذون منكم وتأخذون منهم لأن ذلك أدعى إلى الإلفة والمودة ثم إذا قمتم بما يجب عليكم من إكرام الجار فإن من جُملة ما يجب عليكم نحوه أن تنصحوه لله فتنصحوا هؤلاء القوم المفرّطين في الصلاة وفي حجاب نسائهم وتُبيّنون لهم الواجب في ذلك فلعل الله أن يهديهم على أيديكم وأما مجافاتهم ورد هديتهم والبُعد عنهم والإعراض فهذا لا ينبغي لأنه لا يزيد الأمر إلا شدة، نعم.
يقول في رسالته صليت صلاة الجمعة في أحد المساجد وكنت في الصف الثاني فبعد انتهاء الركعة الأولى رأيت أن الصف الأول فيه فراغ يسع الرجل فتقدمت بعد الركعة الأولى وأكملت الصلاة في الصف الأول هل تكون الصلاة صحيحة أفيدونا ولكم الشكر ؟
السائل : بعث بهذه الرسالة المستمع من رياض الخبرة في القصيم يقول في رسالته وهو فيصل بن خلف الحربي صليت صلاة الجمعة في أحد المساجد وكنت في الصف الثاني فبعد انتهاء الركعة الأولى رأيت أن الصف الأول فيه فراغ يسع الرجل فتقدّمت بعد الركعة الأولى وأكملت الصلاة في الصف الأول هل تكون الصلاة صحيحة أفيدونا ولكم الشكر؟ الشيخ : نعم تكون الصلاة صحيحة فإنك إذا كنت في الصف الثاني ورأيت فُرجة أمامك في الصف الذي يليه فإنه من المشروع أن تتقدّم إليها لأن هذا من تمام الصلاة فإن سد الفرَج في الصفوف مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو من مكمّلات الصلاة لأنه من تسوية الصفوف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسوية الصفوف من تمام الصلاة ) فليس عليك حرج بل هو الأفضل لك إذا رأيت فرجة أمامك أن تتقدم ولو كنت في صلاتك وصلاتك في هذه الحال صحيحة وليست بباطلة. السائل : نعم.
يقول صمت شهر رمضان في العام الماضي وأفطرت يوماً وحداً وأتاني رمضان آخر وأنا لم أقض اليوم علماً بأنه ليس هناك ما يمنعني من قضائه فهل يجوز لي القضاء أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً ؟
السائل : السؤال الثاني في هذه الرسالة ورد من الأخ فهد غازي البِشري يقول صمت شهر رمضان في العام الماضي وأفطرت يوما واحدا وأتاني رمضان ءاخر وأنا لم أقضي اليوم علما بأنه ليس هناك ما يمنعني من قضائه فهل يجوز لي القضاء أفيدونا جزاكم الله عنا خيرا؟ الشيخ : تأخيرك قضاء الصوم بدون عذر حتى يدخل رمضان الثاني خطأ لأن أهل العلم يقولون لا يجوز للمرء أن يؤخّر قضاء رمضان إلى ما بعد رمضان الثاني. السائل : نعم. الشيخ : لما في ذلك من الإهمال وعدم المبالاة ولأنه عُرضة لأن تتراكم عليك الأيام فتعجز عنها فعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن تستغفر مما وقع منك وألا تعود إلى هذا مرة ثانية ثم اقض اليوم الذي فاتك من العام الماضي لقوله تعالى (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيام أخر )) . نعم.
يقول فيها عن إتباع الجنازة اشتغلت سنتين في المملكة العربية السعودية وأنا أعبد الله حتى جاء يوم سفري إلي المغرب وهناك سألت إمام المسجد وقلت له لماذا لا تذهب مع الجنازة إلي المقبرة فأجابني وقال لا يجوز الذهاب مع الجنازة لأنها حرام وهذا الإمام يصلي بالجماعة في المسجد وليس متزوج هل يجوز له الصلاة بالجماعة أم لا أفيدونا وأنا في حيرة وشكراً سؤاله هذا يشتمل على أو ذا شقين الشق الأول عن إتباع الجنازة والثاني عن الإمامة لمن لم يتزوج ؟
السائل : هذه الرسالة وردتنا من المرسل سليم عبد اللطيف يقول فيها عن اتباع الجنازة اشتغلت سنتين في المملكة العربية السعودية وأنا أعبد الله حتى جاء يوم سفري إلى المغرب وهناك سألت إمام المسجد وقلت له لماذا لا تذهب مع الجنازة إلى المقبرة فأجابني وقال لا يجوز الذهاب مع الجنازة لأنها حرام وهذا الإمام يصلي بالجماعة في المسجد وليس متزوج هل يجوز له الصلاة بالجماعة أم لا أفيدونا وأنا في حيرة وشكرا، سؤاله هذا يشتمل على أو ذا شقين الشق الأول عن اتباع الجنازة والثاني عن الإمامة لمن لم يتزوج. الشيخ : اتباع الجنازة سنّة لأنه من حق المسلم على المسلم وفيه أجر عظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شهِد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان يا رسول الله قال مثل الجبلين العظيمين ) وفي رواية ( أصغرهما مثل أحد ) . السائل : نعم. الشيخ : فينبغي للإنسان أن يحرص على اتباع الجنائز ولو تكرّر ذلك في اليوم أكثر من مرة أو مرتين لأنه كلما عمل ازداد له الأجر ولهذا لما حُدث ابن عمر رضي الله عنهما بهذا الحديث قال " لقد فرّطنا في قراريط كثيرة " ثم بدأ يتبع الجنائز رضي الله عنه. السائل : نعم. الشيخ : وقول الإمام الذي أشار إليه السائل إن اتباع الجنازة حرام لا أدري ما هو السبب في قوله هذا لأني أستبعد أن يكون أحد من المسلمين يجهل حكم هذه المسألة. السائل : نعم. الشيخ : حتى يظن أنه حرام، ما أظن أحدا يظن ذلك. السائل : نعم. الشيخ : ولعل الإمام يرى أن هذا الميت ليس مسلما ومن المعلوم أن اتباع جنازة غير المسلم محرّم لا يجوز. السائل : نعم. الشيخ : فلعله يرى هذا ولكني أقول للإمام هذا ولغيره إنه إذا عُرِض جنازة والإنسان يشك في كونه مسلما سواء من الأجانب الذين لا نعرف عن حالهم شيئا إلا أنه مسلم أو كان من المواطنين الذين كثُر في بعضهم النفاق وكثُر في بعضهم الردة كترك الصلاة مثلا. السائل : نعم. الشيخ : فإن الإنسان إذا قُدّمت له جنازة على هذا الوجه الذي يشك فيه فإن ثمة طريقا يتمكن فيه من الخلاص وذلك بأن يشترط فيقول إذا تقدّم للصلاة عليها وأراد الدعاء لها يقول اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه وعافه إلى ءاخره. السائل : نعم. الشيخ : فيستثني ويشترط ويدل لهذا أن الاشتراط في الدعاء واقع في القرأن ففي ءايات اللعان يقول الرجل (( وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين )) وتقول المرأة (( وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) . السائل : نعم. الشيخ : فعُلّق الدعاء بالشرط فكذلك هنا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه يُقدّم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام " عليك بالشرط يا أحمد " أحمد اسم شيخ الإسلام ابن تيمية. السائل : نعم نعم. الشيخ : عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه وبهذا يتخلّص، يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم. السائل : نعم. الشيخ : إذًا أجبنا عن الشق الأول وهو اتباع الجنائز. السائل : نعم نعم. الشيخ : وبيّنا أنه سنّة وأن فيه أجرا كبيرا. نعم.
السائل : الشق الثاني حكم صلاة أو إمامة غير المتزوج؟ الشيخ : إمامة غير المتزوج لا بأس بها. السائل : نعم. الشيخ : فيجوز للإنسان أن يؤم وهو لا يتزوج ويكون المأموم متزوجا بل إن القول الراجح أنه يجوز أن يكون الإمام صغيرا لم يبلغ يُصلي بأناس بالغين. السائل : نعم. الشيخ : فريضة ونافلة لأنه ثبت في صحيح البخاري أن عمرو بن سلمة الجرني رضي الله عنه أمّ قومه وهو ابن ست أو سبع سنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. السائل : نعم. الشيخ : ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) وهذا عام واشتراط البلوغ في إمامة الفريضة لا دليل عليه والصواب أنه يجوز لغير البالغ أن يؤم البالغين. السائل : نعم. الشيخ : نعم. السائل : أثابكم الله. أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي استضفنا فيه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.