يقول نرى في الأعوام الماضية بعض الحجاج يهرجون في المسعى وهم يسعون وبعضهم يضحك أو يصوت للآخر فما حكم مثل هذا العمل في المسعى ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، السعي من شعائر الحج لقول الله تعالى (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما )) فهو من شعائر الله المشروعة في الحج والعمرة وهو عبادة من العبادات واللائق بالمسلم إذا كان في عبادة أن يكون وقورا وأن يكون خاشعا لله سبحانه وتعالى مستحضرا عظمة من يتعبّد له ومستحضرا بذلك الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) فكوْن الإنسان يعبث ويضحك ويمرح ويُصوّت هذا وإن كان لا يبطل سعيه لكنه ينقّصه تنقيصا بالغا وربما يصل إلى درجة الإبطال إذا فعل ذلك استخفافا بهذا المشعر أو بهذه الشعيرة فإنها قد تبطل هذه العبادة منه ولهذا يُروى عن النبي صلى الله عليه أنه قال ( الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير ) فالمهم أن الكلام لا يُبطل السعي ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا بخير كالطواف.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
1 - يقول نرى في الأعوام الماضية بعض الحجاج يهرجون في المسعى وهم يسعون وبعضهم يضحك أو يصوت للآخر فما حكم مثل هذا العمل في المسعى ؟ أستمع حفظ
طيب أيهما أشد الكلام في السعي أم الكلام في الطواف ؟
الشيخ : الكلام في الطواف أشد.
السائل : نعم.
الشيخ : أشد لأن الطواف أخصّ من السعي فإن الطواف مشروع في كل وقت والطهارة فيه واجبة أو شرط على قول جمهور العلماء.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما السعي فإنما يُشرع في العمرة أو في الحج فقط فلا يُكرر والطهارة ليست شرطا فيه ولا واجبة.
السائل : نعم.
طيب نرى الآن في حول الكعبة أناسا يطوفون فإذا التقى الآخر بالآخر سلم عليه وهذا قد يدخل في المباح الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم لكن يواصلون الحديث ويتشعب الحديث حتى يشتغلون في أمور الدنيا ؟
الشيخ : هذا لا ينبغي، هذا لا ينبغي وأما السلام ورده فلا بأس به لأنه من الخير.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه من الخير فلا بأس به لأنه كونهم يسترسلون في هذا الأمر هذا لا ينبغي ثم إن كان الأمر توسّع حتى حصل بيع وشراء كان ذلك محرّما لأن البيع والشراء في المساجد محرّم.
السائل : نعم.
الشيخ : لاسيما في أفضل المساجد وهو بيت الله الحرام.
3 - طيب نرى الآن في حول الكعبة أناسا يطوفون فإذا التقى الآخر بالآخر سلم عليه وهذا قد يدخل في المباح الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم لكن يواصلون الحديث ويتشعب الحديث حتى يشتغلون في أمور الدنيا ؟ أستمع حفظ
له سؤال آخر يقول بعض الحجاج يأتون إلي مكة في وقت مبكر وكل يوم ينزلون إلي الحرم للطواف والجلوس فيه مما يحدث زحمة في الحرم لكثرة القادمين للحج فهل هذا من السنة أو ما حكمه وفقكم الله ؟
الشيخ : ليس من السنّة للحاج أن يُكثر الطواف بالبيت بل السنّة في حقه أن يتبع في ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قدِم إلى مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة وطاف طواف القدوم ثم طاف طواف الإفاضة يوم العيد ثم طاف طواف الوداع صبيحة اليوم الرابع عشر.
السائل : نعم.
الشيخ : فلم يطف بالكعبة إلا ثلاث مرات فقط وكل هذه الأطوفة أطوفة نسك لا بد منها فعمل بعض الناس الأن بتردّدهم على البيت في أيام الحج هذا ليس مشروعا وقد أقول إنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى الأجر لأنهم يضيّقون المكان على من يؤدون مناسك الحج والعمرة.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس ذلك من الأمور المشروعة فيحصل في فعلهم هذا أذية بدون قصد مشروع فينبغي للمسلم أن يكون عابد لله تعالى بحسب الهدى لا بحسب الهوى.
السائل : نعم.
الشيخ : فالعبادة طريق مشروع من قِبل الله ورسوله وليست طريقا مشروعا بحسب ما تهوى وما أكثر المحبين للخير الذين يعبدون الله تعالى بأهوائهم ولا يتبعون في ذلك ما جاء في شرع الله.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا شيء كثير في الحج وفي غيره ولكن الذي ينبغي للإنسان أن يعوّد نفسه على التعبّد بما جاء عن الله ورسوله فقط ويمشي معه ولو ذهبنا نضرب لذلك أمثلة لكثرت.
السائل : نعم.
الشيخ : لكننا لا بأس أن نذكر بعض الأمثلة مثلا بعض الناس إذا جاء والإمام راكع تجده يُسرع لإدراك الركعة وهذا خلاف المشروع فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( لا تسرعوا ) وقال لأبي بكرة ( لا تعُد ) لما أسرع.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك أيضا أن بعض الناس في الطواف يبدؤون من قبل الحجر الأسود، يقولون نفعل هذا احتياطا ولكن الاحتياط حقيقة هو في اتباع السنّة فالمشروع أن يبدؤوا من الحجر نفسه وأن ينتهوا أيضا بالحجر نفسه والذي أدعو إليه إخواننا المسلمين أن يكونوا في هذا العمل وغيره متبعين للسنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : فأن يتحروا البداءة من الحجر والانتهاء بالحجر.
السائل : نعم.
الشيخ : ومن ذلك أيضا أن بعض الناس عندما يتسحّر في يوم الصيام يمسك عن الأكل والشرب قبل الفجر معتقدا أن ذلك واجب عليه حتى إن في بعض المذكرات المواقيت يقولون وقت الإمساك وقت الفجر فيجعلون وقتين وقتا للإمساك ووقتا للفجر.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا أيضا خلاف المشروع فإن الله تعالى يقول (( كلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( كلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) فلا وجه لكون الإنسان يحتاط فيمسك قبل طلوع الفجر وإنما السنّة أن يكون كما أمر الله وكما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : ولقد نبّه النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الاحتياط للعبادة بسبقها أمر ليس بمشروع ولا بمحبوب إلى الله عز وجل.
السائل : نعم.
الشيخ : في قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقدّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ) فهذه ثلاثة أمثلة في الصلاة وفي الحج وفي الصيام.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
4 - له سؤال آخر يقول بعض الحجاج يأتون إلي مكة في وقت مبكر وكل يوم ينزلون إلي الحرم للطواف والجلوس فيه مما يحدث زحمة في الحرم لكثرة القادمين للحج فهل هذا من السنة أو ما حكمه وفقكم الله ؟ أستمع حفظ
تقول إنها سمعت من بعض الناس إن علماء آخر الزمان يتوسعون في الدين أي يبيحون كل شيء بحيث إنهم يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأخذوا من علماء آخر الزمان فهم يضلونكم هل هذا حديث صحيح وفقكم الله في الحقيقة أيضاً كما تسأل الأخت هناك من يقول نجد في هذا العصر ما لم يوجد في العصور السابقة وخاصة من قبل الطاعنين في السن يقول أو أحللتم شيئاً بواسطة المذياع وبواسطة التلفاز وبواسطة الصحف كان محرماً علينا في السابق فهل هذا أو كيف يقال لمثل هؤلاء ؟
في الحقيقة أيضا كما تسأل الأخت نورة سليمان المطرودي من القصيم هناك من يقول إننا نجد في هذا العصر ما لم يوجد في العصور السابقة وخاصة من قبل الطاعنين في السن يقولون أحللت أو أحللتم شيئا بواسطة المذياع وواسطة التلفاز وواسطة الصحف كان محرّما علينا في السابق فهل هذا أو كيف يقال لمثل هؤلاء؟
الشيخ : نقول في جواب سؤال الأخت.
السائل : نعم.
الشيخ : إن هذا الحديث الذي ذكرت لا أصل له وليس بصحيح وعلماء الضلال موجودون في أول هذه الأمة من بعد عصر القرون المفضلة إلى اليوم وإلى ما بعد اليوم والله أعلم.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس هذا خاصا بأخر الزمان فقد ورد في صدر هذه الأمة بعد القرون المفضلة ورد علماء مضلّون صاروا أئمة لمن بعدهم في الضلال والدعوة إلى الضلال والعياذ بالله.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس هذا خاصا بأخر هذه الأمة وأما ما نسمعه من بعض كبار السن من إنكارهم ما يسمعون من العلم فإن هذا من جهلهم في الحقيقة.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس غريبا أن يقع منهم مثل هذا الإنكار لأنهم جهلة ولو كان عندهم علم لكانوا يطلبون لما سمعوه من هذه العلوم يطلبون الدليل فإذا وجدوا الدليل علموا أن ما قيل ليس بجديد ولكن الذي جدّ هو سماع هؤلاء له.
السائل : نعم.
الشيخ : ولا يلزم من تجدّد سماع هؤلاء لما سمعوه من العلم أن يكون العلم جديدا فالواجب على المسلم إذا سمع شيئا ليس في معلومه من شريعة الله سبحانه وتعالى الواجب عليه أن يبحث عن دليل هذا الذي سمِع فإذا كان دليلا صحيحا وجب عليه القبول وإن لم يكن صحيحا فله الحق في أن يرفض بل يجب عليه أن يرفض إذا كان يُخالف دليلا ءاخر أصح منه.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
5 - تقول إنها سمعت من بعض الناس إن علماء آخر الزمان يتوسعون في الدين أي يبيحون كل شيء بحيث إنهم يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأخذوا من علماء آخر الزمان فهم يضلونكم هل هذا حديث صحيح وفقكم الله في الحقيقة أيضاً كما تسأل الأخت هناك من يقول نجد في هذا العصر ما لم يوجد في العصور السابقة وخاصة من قبل الطاعنين في السن يقول أو أحللتم شيئاً بواسطة المذياع وبواسطة التلفاز وبواسطة الصحف كان محرماً علينا في السابق فهل هذا أو كيف يقال لمثل هؤلاء ؟ أستمع حفظ
إذن نستطيع أن نقول انتشار العلم وكثرة العلماء والبحث هو الذي أدى هذه المعرفة التي كانت خافية عليهم ؟
الشيخ : نعم هو هذا.
السائل : نعم، من ... الله عبد العزيز من المنطقة الشرقية ..
الشيخ : لكن في الحقيقة قبل أن نفارق، الذي يُخشى منه الأن.
السائل : نعم.
الشيخ : هو أن بعض الناس يتسرّعون في الفتوى ولا يُحققون ما يقولون وهذه هي المسألة الخطيرة جدا لأننا نسمع هذا كثيرا ونقرؤه كثيرا ويُنقل إلينا كثيرا.
السائل : نعم.
الشيخ : مسائل في، أفتي فيها نعلم أن المفتي لو أنه بحث وفتّش لوجد أن الصواب في خلاف ما أفتى به ولكنه لم يشأ أن يتكلّف المشقة في طلب الحق فتجده يُفتي بما يراه، يقول أرى كذا وأرى كذا والعامة لا يُميّزون بين قوله أرى كذا وبين قوله هذا حكم الله فهم يرون أن من يعتقدونه عالما أنه إذا قال أرى كذا فمعناه أن هذا هو الشرع مع أن الأمر بخلافه والذي أنصح به إخواني ألا يتسرعوا فإن هذا في الحقيقة التسرّع إلى الفتوى بدون بحث وتحقيق وعلم هو في الحقيقة مرض خطير ويجب على المرء أن يعلم بأنه إذا أفتى بحكم من أحكام الشريعة فإنما هو مبلّغ عن شريعة الله سبحانه وتعالى لخلقه وهو مسؤول عن ذلك.
السائل : نعم.
الشيخ : فليحذر هذا الأمر العظيم.
6 - إذن نستطيع أن نقول انتشار العلم وكثرة العلماء والبحث هو الذي أدى هذه المعرفة التي كانت خافية عليهم ؟ أستمع حفظ
إذن هناك سؤال لابد من طرحه مادمت تفضلتم بهذا الحديث هل يجوز للمفتي أن يقول أرى وهو يجد نصا أو يجد فتوى سابقة ؟
الشيخ : إذا كان النص صريحا.
السائل : نعم.
الشيخ : فإنه لا يقول أرى، إذا كان النص صريحا يقول هذا حكم الله.
السائل : نعم.
الشيخ : لقوله تعالى أو لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان النص غير صريح فلا حرج أن يقول أرى لأن الحديث ليس بصريح فيما يقول.
السائل : نعم.
الشيخ : وقد يكون رأيه أو فهمه للحديث ليس بصحيح فحينئذ يقول هذا رأيي.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما الرأي المجرّد الذي ليس له مستند فهذا لا يجوز الفتوى به مطلقا، الرأي المجرد بدون علم لا يجوز إطلاقا أن يفتي به المرء لأنه لو قيل كذلك لكان من الذين يقولون بالقرأن برأيهم لأن من قال في القرأن برأيه كما أنه لتفسير القرأن فهو أيضا لبيان أحكام القرأن والشريعة فمجرّد الرأي لا يجوز الفتوى به حتى يكون له مستند من نص أو إجماع أو قياس صحيح يكون به الرائي من أهل النظر والقياس والمعرفة.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : وبالنسبة للفتوى إذا كان هناك فتوى سابقة؟
الشيخ : كذلك بالنسبة للفتوى السابقة لا يجب عليه أن يلتزم بها.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن الفتوى السابقة يجوز عليها الخطأ كما يجوز على الفتوى اللاحقة.
السائل : نعم.
الشيخ : وإنما يعتمد فيما يفتي إذا استطاع على الكتاب والسنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
7 - إذن هناك سؤال لابد من طرحه مادمت تفضلتم بهذا الحديث هل يجوز للمفتي أن يقول أرى وهو يجد نصا أو يجد فتوى سابقة ؟ أستمع حفظ
يقول هل يجوز للحاج أن يسعى ماشياً لبعض الأشواط وراكباً في بعضها الآخر إذا كان يتعب من السير المتواصل ؟
الشيخ : نعم يجوز ولا حرج عليه في ذلك.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : يقول أيضا هل يجوز ..
الشيخ : والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن أظن لأم سلمة أن تطوف وهي راكبة حيث اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها طوفي من وراء الناس وأنتِ راكبة.
8 - يقول هل يجوز للحاج أن يسعى ماشياً لبعض الأشواط وراكباً في بعضها الآخر إذا كان يتعب من السير المتواصل ؟ أستمع حفظ
يقول أيضاً هل يجوز للحاج وهو يسعى أن يجلس ليستريح ثم يواصل ويجلس هكذا ؟
الشيخ : نعم يجوز له هذا وقد ذكر أهل العلم أن الموالاة بين أشواط السعي سنّة وليست بشرط.
السائل : نعم.
الشيخ : وعلى هذا فله أن يستريح ولو طال الزمن ثم يبتدئ السعي ولكن كلما كانت الأشواط متوالية فهو أفضل بحسب ما يستطيع.
لكن طول هذا الزمن هل يبح له أن يخرج من المسعى ؟
الشيخ : نعم، يُباح له أن يخرج من المسعى يعني ذهب يقضي حاجته أو يشرب أو ما أشبه ذلك.
السائل : نعم، أثابكم الله.
أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة عبد الله.