يقول لي والدة توفيت وكان عندها مال وليس لها أولاد غيري وليس لها ورثة غيري أنا ابنها وقصدي لها حجة هل يجوز الحجة من مالها الخاص أو أحججها من مالي أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء إن أحيانا الله إلي الحج ؟
الشيخ : مرحبا بكم وأهلا. السائل : الشيخ محمد هذه رسالة وردتنا من محمد شلبي موسى الشهري من الدمام يقول لي والدة توفيت وكان عندها مال وليس لها أولاد غيري وليس لها ورثة غيري أنا ابنها وقصدي لها حجة هل يجوز الحجة من مالها الخاص أو أحججها من مالي أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء إن أحيانا الله إلى الحج؟ الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا المال الذي ورثته من أمك وليس لها وارث سواك هو مالك ورّثك الله إياه ولك أن تفعل فيه ما تفعل في مالك ولكن إن كانت أمك قد وجبت عليها حجة الإسلام في حياتها ولم تحج وجب عليك أن تحج عنها وأما إن كانت قد أدّت الفريضة أو لم تجب عليها في حياتها لكون هذا المال الذي ورثته منها ثمنا لحوائجها الأصلية التي بعتها بعد موتها فإن الحج هنا لا يجِب عليك ولكن إن حججت عنها فنرجو أن يكون في ذلك خير وسواء حججت عنها من مالك الخاص أو من هذا المال الذي ورثته منها لأن المال الذي ورثته منها بمجرّد موتها صار داخلا في ملكك فلا فرق بينه وبين الذي كان عندك سابقا. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
السائل : من المرسل المواطن عبد الرحمان مجرود عواد الشلالي وردتنا هذه الرسالة يقول فيها عن صلاة الليل كم عدد ركعاتها ومتى وقتها؟ الشيخ : ليس لصلاة الليل عدد معيّن على وجه الحتمية أي لا يجوز النقص منه ولا الزيادة عليه ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ولم يحُد صلى الله عليه وسلم لأمته حدا معيّنا لا يتجاوزونه ولا يقصرون عنه بل سأله رجل كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما تقول في صلاة الليل؟ قال صلاة الليل يقوله النبي صلى الله عليه وسلم. السائل : نعم نعم. الشيخ :( صلاة الليل مثنى مثنى ) فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى ولم يحُدّ له حدا وأمر أن يُصلي الإنسان نشاطه فإذا كسِل فليرقد فدل هذا على أن الأمر موسّع وأن الإنسان إن زاد أو نقص حسب نشاطه وقوّته فلا حرج عليه وأما وقت صلاة الليل فهو من بعد صلاة العشاء إذا صلى العشاء وصلى راتبة العشاء بدأ وقت صلاة الليل ولكن أفضلها ما كان بعد النوم من بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أحب القيام إلى الله قيام داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ) فهذا هو أحسن أوقات صلاة الليل. السائل : نعم. الشيخ : ما بين منتصف الليل إلى أن يبقى نحو سدسه ولكن مع ذلك لو صلى الإنسان قبل أن ينام وأوتر فلا حرج عليه والأفضل له إذا كان يخشى ألا يقوم من ءاخر الليل أن يوتر قبل أن ينام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك أبا هريرة وأبا الدرداء وأظن أيضا أبا ذر وأما إذا كان يطمع أن يقوم من ءاخر الليل فإنه يوتر في ءاخر الليل لأنه أفضل ولأن صلاة ءاخر الليل مشهودة. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
طيب لو أوتر أول الليل ثم قام في منتصف الليل أو في نهاية الليل وصلى هل يوتر مرة ثانية أم لا ؟
السائل : طيب، لو أوتر أول الليل ثم قام في منتصف الليل أو في نهاية الليل وصلى هل يوتر مرة ثانية أم لا؟ الشيخ : لا، لا يوتر مرة ثانية لأن الوتر مرة واحدة. السائل : نعم. الشيخ : وقد أوتر بناء على أنه لن يقوم ولكنه قام. السائل : نعم. الشيخ : وهذا لا ينافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( اجعلوا ءاخر صلاتكم بالليل وترا ) لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقل لا تصلوا بعد الوتر بل قال ( اجعلوا ءاخر صلاتكم بالليل وترا ) وهذا الرجل جعل ءاخر صلاته بالليل وترا بناء على أنه لن يقوم فإذا قام فإن أبواب الخير مفتوحة. السائل : نعم. الشيخ : وليس ذلك الوقت الذي يقوم فيه بعد الإيتار ليس وقت نهي حتى نقول لا يصلي بل له أن يصلي ما شاء من غير أن يعيد وتره ومن غير أن ينقضه أيضا. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
هناك من يصلي ركعة إذا قام في أخر الليل وهذا يمكن ما أشرتم إليه ألا ينقضه يصلي ركعة ثم يسلم ثم يقوم و يصلي بقية الصلاة ثم يوتر ؟
السائل : هناك من يصلي ركعة إذا قام في ءاخر الليل وهذا يمكن ما أشرتم إليه "ألا ينقضه" يصلي ركعة ثم يسلم ثم يقوم ويصلي بقية الصلاة ثم يوتر؟ الشيخ : أي نعم، هذا لا وجه له، هذا روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يفعله ولكنه لا وجه له لأنه لا يمكن أن تبنى ركعة على ركعة سابقة حال بينهما حدث ونوم ومجيء وذهاب، لا يمكن. السائل : نعم. الشيخ : وإذا كان لا يمكن أن تُبنى الركعة الثانية هذه على الركعة الأولى لزِم من ذلك أن يكون الرجل أوْتر بثلاثة أوْتار. السائل : نعم. الشيخ : الوتر الذي قبل أن ينام والوتر الذي قبل أن يتهجد والوتر الذي ختم به تهجده. السائل : نعم. الشيخ : وهذا ليس بمشروع بلا شك. السائل : نعم.
يقول عن رجل مؤذن بالمسجد لم يتوضأ في الماء ويتعفر عفور بالصعيد هل يجوز لنا الصلاة على آذانه وإقامته علماً أنه يستطيع استعمال الماء ويغتسل بالماء ولا يمنعه مانع أفيدونا عن ذلك وفقكم الله ؟
السائل : سؤال عبد الرحمان مجرود عواد الشلالي يقول التالي يقول عن رجل مؤذن بالمسجد لم يتوضأ في الماء ويتعفّر عفور بالصعيد هل يجوز لنا الصلاة على أذانه وإقامته علما أنه يستطيع استعمال الماء ويغتسل في الماء ولا يمنعه مانع أفيدونا عن ذلك وفقكم الله؟ الشيخ : أولا نقول إنه لا يجوز لكم إقرار هذا الرجل على فعله بل الواجب عليكم أن تنصحوه وتبيّنوا له أن صلاته بغير طهارة مشروعة صلاة باطلة لم يقم فيها بأداء الفريضة وإذا هداه الله وصار يتوضأ من الحدث الأصغر ويغتسل من الجنابة فهو له ولكم وإن لم يتيسر ذلك وبقي على ما هو عليه يتطهر بالتيمم بدون عذر فإن عليكم أن ترفعوه إلى ولاة الأمور حتى يقوموا بما يجب عليه وعليهم من إلزامه بالطهارة المفروضة. ثانيا بالنسبة لأذانه اشترط العلماء لصحة الأذان أن يكون المؤذن عدلا ولو ظاهرا فهذا الرجل إن كان مُعلنا لما هو عليه من هذه الحال التي وصفت فإن أذانه لا يصح على ما اقتضاه كلام أهل العلم وإن كان غير معلِن بل هو مستور فإنه يصح أذانه على ما اقتضاه كلام أهل العلم. السائل : نعم. الشيخ : على أننا نطمئنكم بأنكم إذا كنتم في بلد وكانت المآذن حولكم تسمعون أذان المؤذنين فيها فقد حصلت الكفاية بهم. السائل : نعم.
وردتنا هذه الرسالة يقول أنا طفل أبلغ من العمر اثني عشر سنة ومتمسك بالصلوات المكتوبة مع الجماعة وعندما نذهب إلي رحلة في البر أبني مسجداً صغيراً على استطاعتي وأفرشه وأؤذن في كل فرض في المسجد الذي عملته وأصلي بأخوتي الأصغر مني سناً في هذا المسجد وبعد الصلاة أحدث على أخوتي بما أعرفه من أحاديث نبوية وهكذا أعمل في كل رحلة إلي البر فأرجو منكم إفادتي بالحكم على عملي هذا علماً بأني مولعاً جدا ببناء المساجد في أي مكان وفي أي وقت فأرجو إفادتي عن إذا كان يجوز هدم هذا المسجد الذي عملته وبناء أي مشروع محله علماً بأنه صغير جداً ؟
السائل : من الطفل عبد الرحمان من المدينة المنورة وردتنا هذه الرسالة يقول فيها أنا طفل أبلغ من العمر اثني عشر سنة ومتمسك بالصلوات المكتوبة مع الجماعة وعندما نذهب إلى رحلة في البر أبني مسجدا صغيرا على استطاعتي وأفرشه وأؤذن في كل فرض في المسجد الذي عملته وأصلي بإخوتي الأصغر مني سنّا في هذا المسجد وبعد الصلاة أحدث على إخوتي بما أعرفه من أحاديث نبوية وهكذا أعمل في كل رحلة إلى البر فأرجو منكم إفادتي بالحكم على عملي هذا علما بأني مولعا جدا ببناء المساجد في أي مكان وأي وقت فأرجو إفادتي عن إذا كان يجوز هدم هذا المسجد الذي عملته وبناء أي مشروع محله علما بأنه صغير جدا؟ الشيخ : أقول نشكرك أيها الطفل على هذا العمل النبيل ونرجو لك التوفيق والثبات وهذا عمل طيب إذا كانت همتك تنصرف إلى بناء المساجد فإن من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة وهذه المساجد التي تبنيها إذا كنت تبنيها على الطرق وببناء محكم معد للبقاء فإنه لا ينبغي أن تهدمها بل تبقى حتى تنفع المسلمين وأما إذا كانت في جوانب بعيدة عن الطرق ولا ينتفع بها إلا من نزل بها أو عليها وهي غير مبنية ببناء محكم فإنه لا حرج عليك أن تهدمها وإن أبقيتها فلا حرج أيضا. السائل : نعم. الشيخ : ما لم تكن الأرض مملوكة فإن كانت الأرض مملوكة للغير فإنه لا يجوز لك إحداث بناء فيها.
يقول لقد حصل أني رأيت أناس أو إنسان يذبح الدجاج قليلاً مع رقبته حتى يظهر الدم ثم يطلقه يجري حتى يموت فهل هذا حلال أم حرام وهل يجوز أكل ذلك ؟
السائل : يقول لقد حصل أني رأيت أناسا أو إنسانا يذبح الدجاج قليلا مع رقبته حتى يظهر الدم ثم يُطلقه يجري حتى يموت فهل هذا حلال أم حرام وهل يجوز أكل ذلك؟ الشيخ : نعم، إذا ذبح الدجاجة حتى أنهر الدم ثم أطلقها فإنها تحل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أنهر الدم وذكِر اسم الله عليه فكل ) لكن الدجاجة في الحقيقة يخفى جدا ما يُقطع عند ذبحها إلا إذا قطع الرقبة كلها فإنه يتبيّن بذلك أنها ذُبِحت فإذا قطع رأسها وتركها فلا حرج في هذا وهي حلال. السائل : وردتنا من المواطن م م ص من الهياثم بالخرج رسالة في الحقيقة تتعلق بشخص بعينه والرجاء الكتابة إلى وزارة الحج والأوقاف فليس ما ذكرت من اختصاص البرنامج وشكرا للمواطن م م ص.
يقول في رسالته إن البعض من الناس يضعون الكثير والكثير من القذرات على المقابر فما حكم ذلك وفقكم الله ؟
السائل : أما الرسالة التي بين يدينا الأن فقد وردتنا من عمر صالح محمد الشهري يقول في رسالته إن البعض من الناس يضعون الكثير والكثير من القاذورات على المقابر فما حكم ذلك وفقكم الله؟ الشيخ : المقابر مقابر المسلمين مقابر محترمة يجب على المسلم احترامها لأنها مساكن إخوانه المسلمين ولا يدري متى تكون أيضا مسكنا له فإن الإنسان لا يدري بأي أرض يموت ولا يدري أيضا متى يموت ولا يجوز أن تُلقى القمامات والأوساخ على قبور المسلمين ولا بينها أيضا وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أنه يحرم على الإنسان أن يبول أو يتغوّط على قبور المسلمين أو يفعل ذلك بين القبور وإن لم يكن على القبر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي مرفد الغنوي رضي الله عنه ( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ) فإذا كان هذا النهي ثابتا عن الجلوس عليها فكيف بإلقاء القاذورات والزبل وغيرها مما تنفر منه النفس على قبور المسلمين وبين قبور المسلمين. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
أيضاً لديه سؤال آخر يقول إن كثير والكثير من الشباب لا يؤدون الصلاة أبداً وعندما يتكلم معهم الإنسان مع أي واحد ويرشده يزعل ويقول هذا ليس من شأنك فنرجو إرشادنا أو إرشادهم لما فيه الخير ووفقكم الله ؟
السائل : أيضا لديه سؤال ءاخر يقول إن كثير والكثير من الشباب لا يؤدون الصلاة أبدا وعندما نهرج أو يهرج معهم الإنسان مع أي واحد ويُرشده يزعل ويقول هذا ليس من شأنك فنرجو إرشادنا أو إرشادهم لما فيه الخير ووفقكم الله؟ الشيخ : أما إرشادكم أنتم فإننا نقول ليكن هذا دأبكم في نصيحة أبنائكم وشبابكم فإن انتهوا وقاموا بما يجب عليهم من أداء الصلاة فهو لكم ولهم وإن لم يفعلوا فهو لكم وعليهم ولكن عليكم أن تبلغوا ولاة الأمور بما حصل وبأن هؤلاء لا يصلون ليقوم ولاة الأمور بما يجب عليهم من دعوة هؤلاء الشباب إلى الصلاة فإن أبوْا فإنهم يُقتلون كفرا والعياذ بالله. السائل : نعوذ بالله. الشيخ : لأن من لا يصلي فإنه كافر مرتد عن الإسلام ليس من المسلمين لا في الدنيا ولا في الأخرة نسأل الله السلامة. السائل : نعوذ بالله. الشيخ : وأما نصيحتي لهؤلاء الشباب فإني أقول لهؤلاء الشباب أنتم شباب الإسلام ورجال المستقبل وإذا لم تقوموا بعمود الإسلام وهو الصلاة فإنكم فيما سواه أبعد من القيام فنصيحتي لهم التزام ما فرض الله عليهم من أداء الصلاة في أوقاتها وأدائها في جماعاتها وهم إذا عَوّدوا أنفسهم هذا الفعل هان عليهم بل إذا عَوّدوا أنفسهم هذا الفعل هان عليهم وهانت عليهم جميع الأعمال الصالحة لأن الله يقول (( واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )) ويقول تعالى (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) فهم إذا فعلوا ذلك أقاموا الصلاة سهُلت عليهم بقيت الأعمال الصالحة وشرح الله صدورهم بالإسلام وأنار الله قلوبهم ووجوههم وأما إذا أصروا على ذلك فسوف يستثقلون الصلاة ومن ورائها بقيت الأعمال الصالحات وحينئذ يخسرون في دينهم ودنياهم. السائل : نعم. الشيخ : وأيضا نقول لهم ما الذي تستهلكه الصلاة من أوقاتكم؟ الصلاة كلها بطهارتها وبالذهاب إليها تستوعب ساعة وربعا من الزمن أو على الأكثر ساعة ونصف من الزمن، الساعة والنصف من الزمن هو نصف ثمن الزمن والإنسان تجده يقوم مع صديقه وزميله يقوم واقفا يتحدث معه وربما يكون ذلك في لفح البرد وفي شدة الحر في الشمس يبقى معه ساعة وأكثر يتحدثان لا يبالي بذلك. السائل : نعم. الشيخ : فما باله يفعل هذا مع بني ءادم ثم لا يقف يناجي الله تعالى في صلاته لهذه المدة البسيطة. السائل : نعم، أثابكم الله. أيها المستمعون الكرام إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة محمد شبيلي موسى الشهري من الدمام والمواطن عبد الرحمان مجرود عواد الشلالي والطفل عبد الرحمان من المدينة المنورة الذي يسأل عن تولّعه ببناء المساجد وعمر محمد الشهري. عرضنا هذه الأسئلة والاستفسارات التي وردت في رسائلهم على الشيخ محمد بن صالح العثيمين الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة. شكرا للشيخ محمد وشكرا لكم أيها السادة وإلى أن نلتقي بحضراتكم إن شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.