نور على الدرب-063b
يقول إن بعض الناس يجيء إلي المسجد ويضع نعاله أو عصاه أو أي حاجة ليحمي له محلاً في الصف الأول لا سيما في يوم الجمعة فهل هذا جائز أم لا ؟
السائل : يقول إن بعض الناس يجيء إلي المسجد ويضع نعاله أو عصاه أو أي حاجة ليحمي له محلاً في الصف الأول لا سيما في يوم الجمعة فهل هذا جائز أم لا؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإنه قبل الجواب على هذا السؤال نحب أن نقول إن التقدم في الصف الأول فالأول هو المشروع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحثهم على ذلك وقال: ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) أي العقول البالغين ولكن المقصود بالتقدم هو تقدم الإنسان بنفسه إلى المسجد حتى يحصل على فضيلة التقدم ثم من المهم أيضا أن يحرص الناس على تكميل الصف الأول فالأول فإن الإنسان إذا أكمل الصف الأول فالأول صار كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم عن الملائكة وهي تصف عند الله عز وجل.
ومن المهم أيضا في هذا المقام تسوية الصفوف بمحاذاة المناكب والأكعب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تسويتها حتى خرج ذات يوم وقد عقل الصحابة عنه ذلك فرأى رجلا باديا صدره فقال صلى الله عليه وسلم: ( عباد الله! لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم ووجهات نظركم، وهذا وعيد شديد فيمن لم يسو الصفوف.
ومن المهم أيضا في هذا الباب: التراص بحيث لا يكون في الصف خلل وفرج فإن الشياطين تدخل من بين المصلين إذا كان في الصف خلل وفروج وكل هذه الأمور يُخل بها الناس وذلك لقلة الوعي وقلة الإرشاد وقلة ملاحظة الأئمة ذلك فإن كثيرا من الأئمة نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يعدو أن يكرر كلمة عابرة بقوله استووا اعتدلوا استقيموا وما أشبه ذلك من غير أن يتفقد الصف بنظره ويسويه تسوية حقيقية إذا رأى متقدما قال: تأخر أو متأخرا قال: تقدم ومن غير أن ينظر إلى إكمال الناس للصف الأول فالأول ومن أجل هذا صارت هذه الكلمة لا تحرك للمأمومين ساكنا ولا تهمهم وكأنها كلمة تقال حتى أني بلغني أن رجلا أراد أن يصلي بشخص وليس معهما سواهما فلما أقيمت الصلاة التفت هذا الرجل وقال: استووا اعتدلوا مع أنه ليس وراءه أحد لكنها كانت كلمة تقال.
ومن هذا أيضا أنه إذا كان إمام ومأموم ليس معهما غيرهما فإن السنة أن يقف المأموم على يمين الإمام وأن يكون محاذيا له لا متأخرا عنه خلافا لما يفهمه بعض الناس من أنه ينبغي أن يتأخر المأموم عن الإمام قليلا فيما إذا كانا اثنين وليس هذا بصواب.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنهما إذا كانا اثنين صارا صفا والصف ينبغي فيه التسوية.
هذه أمور نبهت عليها وإن لم ترد في سؤال الأخ عبد الرحمان لكن لأنها مهمة جدا.
السائل : نعم، أثابكم الله.
الشيخ : وأول من يخاطب بها في الحقيقة الإمام.
السائل : نعم.
الشيخ : أما بالنسبة لوضع العصا والحذاء وما أشبهها في مكان الإنسان فهذا إن كان الإنسان يضعها ثم يخرج إلى بيته أو إلى سوقه ويبقى إلى قرب الصلاة ثم يأتي فهذا محرم عليه ولا يجوز له لأن الأماكن المعدة للعبادة إنما هي لمن سبق بنفسه ولهذا يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: ألا نبني لك يعني خيمة في منى فقال صلى الله عليه وسلم: ( منى مناخ من سبق ) فدل هذا على أن الأماكن المعدة للعبادة الناس فيها سواء ولا يجوز لأحد أن يتحجر منها شيئا.
أما إذا كان الذي وضع العصا أو الحذاء أو المنديل أو السجادة موجودا في المسجد لكنه يحب أن يبتعد لأجل أن يراجع كتابا أو يدرس أو يقرأ أو يصلي ثم إذا رأى أن الصفوف قد وصلت إلى مكانه تقدم إليه وجلس فيه فإن هذا لا بأس به ولكن يلاحظ الحذر من فعل بعض الناس في هذه الحال، فإنه يضع حذاءه أو عصاه في هذا المكان ويذهب في ناحية من المسجد ويتأخر إلى قرب مجيء الإمام بحيث يجيء إلى مكانه يتخطى رقاب الناس وهذا أمر يجب الحذر منه لأنه أذية فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتخطى رقاب الناس، فقال: ( اجلس فقد ءاذيت ) .
إذًا خلاصة الجواب أن نقول: إن وضع الإنسان هذه الأشياء وهو في المسجد فلا حرج عليه لكنه يجب أن يلاحظ عدم تخطي الناس وإن كان وضعها وخرج فإن ذلك لا يجوز.
السائل : نعم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإنه قبل الجواب على هذا السؤال نحب أن نقول إن التقدم في الصف الأول فالأول هو المشروع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحثهم على ذلك وقال: ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) أي العقول البالغين ولكن المقصود بالتقدم هو تقدم الإنسان بنفسه إلى المسجد حتى يحصل على فضيلة التقدم ثم من المهم أيضا أن يحرص الناس على تكميل الصف الأول فالأول فإن الإنسان إذا أكمل الصف الأول فالأول صار كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم عن الملائكة وهي تصف عند الله عز وجل.
ومن المهم أيضا في هذا المقام تسوية الصفوف بمحاذاة المناكب والأكعب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تسويتها حتى خرج ذات يوم وقد عقل الصحابة عنه ذلك فرأى رجلا باديا صدره فقال صلى الله عليه وسلم: ( عباد الله! لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم ووجهات نظركم، وهذا وعيد شديد فيمن لم يسو الصفوف.
ومن المهم أيضا في هذا الباب: التراص بحيث لا يكون في الصف خلل وفرج فإن الشياطين تدخل من بين المصلين إذا كان في الصف خلل وفروج وكل هذه الأمور يُخل بها الناس وذلك لقلة الوعي وقلة الإرشاد وقلة ملاحظة الأئمة ذلك فإن كثيرا من الأئمة نسأل الله لنا ولهم الهداية لا يعدو أن يكرر كلمة عابرة بقوله استووا اعتدلوا استقيموا وما أشبه ذلك من غير أن يتفقد الصف بنظره ويسويه تسوية حقيقية إذا رأى متقدما قال: تأخر أو متأخرا قال: تقدم ومن غير أن ينظر إلى إكمال الناس للصف الأول فالأول ومن أجل هذا صارت هذه الكلمة لا تحرك للمأمومين ساكنا ولا تهمهم وكأنها كلمة تقال حتى أني بلغني أن رجلا أراد أن يصلي بشخص وليس معهما سواهما فلما أقيمت الصلاة التفت هذا الرجل وقال: استووا اعتدلوا مع أنه ليس وراءه أحد لكنها كانت كلمة تقال.
ومن هذا أيضا أنه إذا كان إمام ومأموم ليس معهما غيرهما فإن السنة أن يقف المأموم على يمين الإمام وأن يكون محاذيا له لا متأخرا عنه خلافا لما يفهمه بعض الناس من أنه ينبغي أن يتأخر المأموم عن الإمام قليلا فيما إذا كانا اثنين وليس هذا بصواب.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنهما إذا كانا اثنين صارا صفا والصف ينبغي فيه التسوية.
هذه أمور نبهت عليها وإن لم ترد في سؤال الأخ عبد الرحمان لكن لأنها مهمة جدا.
السائل : نعم، أثابكم الله.
الشيخ : وأول من يخاطب بها في الحقيقة الإمام.
السائل : نعم.
الشيخ : أما بالنسبة لوضع العصا والحذاء وما أشبهها في مكان الإنسان فهذا إن كان الإنسان يضعها ثم يخرج إلى بيته أو إلى سوقه ويبقى إلى قرب الصلاة ثم يأتي فهذا محرم عليه ولا يجوز له لأن الأماكن المعدة للعبادة إنما هي لمن سبق بنفسه ولهذا يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: ألا نبني لك يعني خيمة في منى فقال صلى الله عليه وسلم: ( منى مناخ من سبق ) فدل هذا على أن الأماكن المعدة للعبادة الناس فيها سواء ولا يجوز لأحد أن يتحجر منها شيئا.
أما إذا كان الذي وضع العصا أو الحذاء أو المنديل أو السجادة موجودا في المسجد لكنه يحب أن يبتعد لأجل أن يراجع كتابا أو يدرس أو يقرأ أو يصلي ثم إذا رأى أن الصفوف قد وصلت إلى مكانه تقدم إليه وجلس فيه فإن هذا لا بأس به ولكن يلاحظ الحذر من فعل بعض الناس في هذه الحال، فإنه يضع حذاءه أو عصاه في هذا المكان ويذهب في ناحية من المسجد ويتأخر إلى قرب مجيء الإمام بحيث يجيء إلى مكانه يتخطى رقاب الناس وهذا أمر يجب الحذر منه لأنه أذية فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتخطى رقاب الناس، فقال: ( اجلس فقد ءاذيت ) .
إذًا خلاصة الجواب أن نقول: إن وضع الإنسان هذه الأشياء وهو في المسجد فلا حرج عليه لكنه يجب أن يلاحظ عدم تخطي الناس وإن كان وضعها وخرج فإن ذلك لا يجوز.
السائل : نعم.
1 - يقول إن بعض الناس يجيء إلي المسجد ويضع نعاله أو عصاه أو أي حاجة ليحمي له محلاً في الصف الأول لا سيما في يوم الجمعة فهل هذا جائز أم لا ؟ أستمع حفظ
سؤاله الآخر يقول إن بعض هؤلاء التجار الذين يدينون إذا حل الدين على هذا الفقير قال له المطلوب أنا أبيك تصبر علي شهرين ثلاثة أشهر أقل أكثر قال له الدائن صاحب الحق لا أنا سوف أقلبها عليك تجئ لمي واشتري ليك مثلاً قطم هيل وأبيعها ليك ثم تستلمها وتبيعها وتسلمني حقي فهل هذا جائز أم يدخل في الربا أفتونا وجزاكم الله خير ؟
السائل : سؤاله الأخر يقول إن بعض هؤلاء التجار الذين يدينون إذا حل الدين على هذا الفقير قال له المطلوب أنا أبيك تصبر علي شهرين ثلاثة أشهر أقل أكثر، قال له الدائن صاحب الحق لا أنا سوف أقلبها عليك تجي لمي واشتري لك مثلاً قطم هيل وأبيع عليك ثم تستلمها وتبيعها وتسلمني حقي فهل هذا جائز أم يدخل في الربا أفتونا وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : هذا العمل ليس بجائز بل هو ربا إلا أنه ربا مغلَّف بالخيانة والخداع لمن؟ لله رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور وهذا هو الربا الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية إذا حل الدين قال صاحب الحق للمدين: إما أن توفي وإما أن تربي فإذا أربى وحل مرة ثانية أربى عليه مرة ثانية وثالثة وهكذا وهذا هو المشار إليه في قوله تعالى: (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) فهذا عمل خبيث لأنه جامع بين الربا والخداع فهو بمنزلة فعل المنافق الذي يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا أظهر أن معاملته معاملة سليمة لأنها بيع وشراء في قطم هذا الهيل وهي في الحقيقة هي عين الربا إلا أنه متحيل عليه والمتحيل على محارم الله أعظم جرما ممن يفعلها على وجه صريح.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه يجمع بين مفسدة هذا المحرم وبين مفسدة الخداع لله سبحانه وتعالى وهذا من الاستهزاء بالله والتحدي له ولهذا قال أيوب السختياني رحمه الله، قال في هؤلاء المتحيلين: " يخادعون الله كما يخادعون الصبيان، لو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون " .
السائل : نعم.
الشيخ : وهؤلاء المخادعون على الربا في مثل هذه الصورة التي ذكرها الأخ عبد الرحمان أو في غيرها من الصور لا يمكن أن ينزعوا عما هم عليه لأنهم يعتقدون أن ما هم عليه سليم والمعتقد بأن ما هو عليه سليم لا يمكن أن ينزع عنه فهم يقولون كما يقول المنافقون: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) فلا يكادون ينزعون عن فعلهم أما للذي يأتي الربا صريحا فإنه يعرف أنه ارتكب محرما وتجده دائما هذا الفعل بين عينيه، تجده خجلا من الله عز وجل يتذكر ذنبه كل ساعة ويمكن أن يحدث توبة أما هذا فهو على العكس وهذه مفسدة عظيمة تحصل لمن يرتكبون محارم الله بالحيل.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذه المسألة يظن بعض طلبة العلم أنها مسألة التورق التي اختلف فيها أهل العلم وأباحها الفقهاء في المشهور من مذهب الإمام أحمد وإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية يحرمها ويجزم بتحريمها ويراجع في ذلك ولكنه يأبى إلا أنها حرام أعني مسألة التورق.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هذه المسألة ليست كمسألة التورق ولا يمكن أن تُقاس عليها لأنها ربا صريح ومسألة التورق هي كما قال الفقهاء في تصويرها أن يحتاج رجل إلى دراهم فيشتري سلعة من شخص تساوي مائة بمائة وعشرين مثلا إلى أجل ثم يأخذها ويتصرف فيها ويقضي حاجته بقيمتها أما هذا فإنهم قد اتفقوا صراحة على المراباة قبل أن يحدث هذا العقد الصوري الذي ليس بمقصود وبينهما فرق ولهذا لما ذكر شيخ الإسلام مسألة التورق ذكر فيها قولين عن أهل العلم ولكنه لما ذكر هذه الصورة أن يتفق شخص مع ءاخر على أن يعطيه دراهم العشرة بثلاثة عشر أو أحد عشر أو ما أشبه ذلك قال: إن هذه من الربا بلا ريب ولم يحكِ فيها خلافا فدل هذا على الفرق بين المسألتين.
السائل : نعم.
الشيخ : وما ذكره الأخ عبد الرحمان هو أعظم مما قلت أيضا لأنه صريح أنه يرغم هذا المعسر على الربا مع أن الله يقول: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ )) فأوجب الله تعالى إنظار المعسر أما هذا فإنه عصى الله فلم يُنظره ولم يرحم هذا الفقير بل زاد عليه الدين.
السائل : نعم.
الشيخ : وعلى كل حال فنصيحتي لإخواني التجار أن يُقلعوا عن هذه المعاملة إلى ما أباح الله لهم من أنواع التجارات من المضاربات والمشاركات وغيرها حتى يخرجوا من الدنيا بسلام، لا يحمّلوا أنفسهم نار هذه الدراهم وغرمها ويكون لغيرهم ثمارها وغنمها.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : الأخ عبد الرحمان السيف من بريدية.
الشيخ : هذا العمل ليس بجائز بل هو ربا إلا أنه ربا مغلَّف بالخيانة والخداع لمن؟ لله رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور وهذا هو الربا الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية إذا حل الدين قال صاحب الحق للمدين: إما أن توفي وإما أن تربي فإذا أربى وحل مرة ثانية أربى عليه مرة ثانية وثالثة وهكذا وهذا هو المشار إليه في قوله تعالى: (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) فهذا عمل خبيث لأنه جامع بين الربا والخداع فهو بمنزلة فعل المنافق الذي يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر.
السائل : نعم.
الشيخ : هذا أظهر أن معاملته معاملة سليمة لأنها بيع وشراء في قطم هذا الهيل وهي في الحقيقة هي عين الربا إلا أنه متحيل عليه والمتحيل على محارم الله أعظم جرما ممن يفعلها على وجه صريح.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه يجمع بين مفسدة هذا المحرم وبين مفسدة الخداع لله سبحانه وتعالى وهذا من الاستهزاء بالله والتحدي له ولهذا قال أيوب السختياني رحمه الله، قال في هؤلاء المتحيلين: " يخادعون الله كما يخادعون الصبيان، لو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون " .
السائل : نعم.
الشيخ : وهؤلاء المخادعون على الربا في مثل هذه الصورة التي ذكرها الأخ عبد الرحمان أو في غيرها من الصور لا يمكن أن ينزعوا عما هم عليه لأنهم يعتقدون أن ما هم عليه سليم والمعتقد بأن ما هو عليه سليم لا يمكن أن ينزع عنه فهم يقولون كما يقول المنافقون: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) فلا يكادون ينزعون عن فعلهم أما للذي يأتي الربا صريحا فإنه يعرف أنه ارتكب محرما وتجده دائما هذا الفعل بين عينيه، تجده خجلا من الله عز وجل يتذكر ذنبه كل ساعة ويمكن أن يحدث توبة أما هذا فهو على العكس وهذه مفسدة عظيمة تحصل لمن يرتكبون محارم الله بالحيل.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذه المسألة يظن بعض طلبة العلم أنها مسألة التورق التي اختلف فيها أهل العلم وأباحها الفقهاء في المشهور من مذهب الإمام أحمد وإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية يحرمها ويجزم بتحريمها ويراجع في ذلك ولكنه يأبى إلا أنها حرام أعني مسألة التورق.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن هذه المسألة ليست كمسألة التورق ولا يمكن أن تُقاس عليها لأنها ربا صريح ومسألة التورق هي كما قال الفقهاء في تصويرها أن يحتاج رجل إلى دراهم فيشتري سلعة من شخص تساوي مائة بمائة وعشرين مثلا إلى أجل ثم يأخذها ويتصرف فيها ويقضي حاجته بقيمتها أما هذا فإنهم قد اتفقوا صراحة على المراباة قبل أن يحدث هذا العقد الصوري الذي ليس بمقصود وبينهما فرق ولهذا لما ذكر شيخ الإسلام مسألة التورق ذكر فيها قولين عن أهل العلم ولكنه لما ذكر هذه الصورة أن يتفق شخص مع ءاخر على أن يعطيه دراهم العشرة بثلاثة عشر أو أحد عشر أو ما أشبه ذلك قال: إن هذه من الربا بلا ريب ولم يحكِ فيها خلافا فدل هذا على الفرق بين المسألتين.
السائل : نعم.
الشيخ : وما ذكره الأخ عبد الرحمان هو أعظم مما قلت أيضا لأنه صريح أنه يرغم هذا المعسر على الربا مع أن الله يقول: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ )) فأوجب الله تعالى إنظار المعسر أما هذا فإنه عصى الله فلم يُنظره ولم يرحم هذا الفقير بل زاد عليه الدين.
السائل : نعم.
الشيخ : وعلى كل حال فنصيحتي لإخواني التجار أن يُقلعوا عن هذه المعاملة إلى ما أباح الله لهم من أنواع التجارات من المضاربات والمشاركات وغيرها حتى يخرجوا من الدنيا بسلام، لا يحمّلوا أنفسهم نار هذه الدراهم وغرمها ويكون لغيرهم ثمارها وغنمها.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : الأخ عبد الرحمان السيف من بريدية.
2 - سؤاله الآخر يقول إن بعض هؤلاء التجار الذين يدينون إذا حل الدين على هذا الفقير قال له المطلوب أنا أبيك تصبر علي شهرين ثلاثة أشهر أقل أكثر قال له الدائن صاحب الحق لا أنا سوف أقلبها عليك تجئ لمي واشتري ليك مثلاً قطم هيل وأبيعها ليك ثم تستلمها وتبيعها وتسلمني حقي فهل هذا جائز أم يدخل في الربا أفتونا وجزاكم الله خير ؟ أستمع حفظ
يقول يوجد مناظر للزينة وفيها صور محنطة وعليها زجاج هذه المناظر فهل يصح أن تعلق للزينة في المجالس وغيرها أم لا أفتونا جزاكم الله عنا خيراً ؟
السائل : يقول يوجد مناظر للزينة وفيها صور محنطة وعليها زجاج، هذه المناظر فهل يصح أن تعلق للزينة في المجالس وغيرها أم لا أفتونا جزاكم الله عنا خيراً؟
الشيخ : نقول إن هذه فيما نرى لا يجوز بذل الدراهم فيها بمعنى أنه لا يجوز للإنسان أن يشتري مثل هذه الصور المحنطة لأنها ليست مقصودة قصدا شرعيا إذ ليس فيها فائدة لا في الدين ولا في الدنيا وغاية ما هي إنما هي مناظر لا تفيد شيئا فلا يجوز للإنسان أن يبذل الدراهم في شراء مثل هذه الصور المحنطة أما إذا اشتُريت هذه الصور المحنطة للعلم والاطلاع على مخلوقات الله والتبصر بما فيها فهذه منفعة لا بأس للإنسان أن يشتريها لهذا الغرض كالذي يوجد في بعض أمكنة المعامل في المدارس، هذه لا بأس بها ولا حرج من شرائها.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
الشيخ : نقول إن هذه فيما نرى لا يجوز بذل الدراهم فيها بمعنى أنه لا يجوز للإنسان أن يشتري مثل هذه الصور المحنطة لأنها ليست مقصودة قصدا شرعيا إذ ليس فيها فائدة لا في الدين ولا في الدنيا وغاية ما هي إنما هي مناظر لا تفيد شيئا فلا يجوز للإنسان أن يبذل الدراهم في شراء مثل هذه الصور المحنطة أما إذا اشتُريت هذه الصور المحنطة للعلم والاطلاع على مخلوقات الله والتبصر بما فيها فهذه منفعة لا بأس للإنسان أن يشتريها لهذا الغرض كالذي يوجد في بعض أمكنة المعامل في المدارس، هذه لا بأس بها ولا حرج من شرائها.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
3 - يقول يوجد مناظر للزينة وفيها صور محنطة وعليها زجاج هذه المناظر فهل يصح أن تعلق للزينة في المجالس وغيرها أم لا أفتونا جزاكم الله عنا خيراً ؟ أستمع حفظ
سؤاله الآخر يقول أرجو تفسير هذا الحديث " لو لم تذنبو لذهب الله بكم ثم يأتي بأخريين يذنبون ثم يستغفرون الله " نرجو تفسيره ؟
السائل : سؤاله الأخر يقول أرجو تفسير هذا الحديث ( لو لم تذنبو لذهب الله بكم ثم يأتي بأخريين يذنبون ثم يستغفرون الله ) نرجو تفسيره؟
الشيخ : المعنى، تفسير هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث أمته على الاستغفار وبيّن أنه لا بد من أن يقع الذنب والخطأ من بني ءادم ( كل بني ءادم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) وأنه أعني المغفرة من صفات الله تبارك وتعالى التي هي صفات كمال وهو سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب التوبة على عباده ويحب المستغفرين ويحب المغفرة لهم فحكمة الله تعالى تقتضي أن يقع الذنب من بني ءادم ثم يكون الاستغفار وتكون المغفرة بعد ذلك.
السائل : نعم أثابكم الله.
الشيخ : المعنى، تفسير هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث أمته على الاستغفار وبيّن أنه لا بد من أن يقع الذنب والخطأ من بني ءادم ( كل بني ءادم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) وأنه أعني المغفرة من صفات الله تبارك وتعالى التي هي صفات كمال وهو سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب التوبة على عباده ويحب المستغفرين ويحب المغفرة لهم فحكمة الله تعالى تقتضي أن يقع الذنب من بني ءادم ثم يكون الاستغفار وتكون المغفرة بعد ذلك.
السائل : نعم أثابكم الله.
اضيفت في - 2005-05-06