يقول هل يجوز للصائم أن يؤخر الإمساك إلى أن يؤذن لصلاة الفجر أم عليه أن يتحرز ويمسك قبل الأذان بدقيقتين أو ثلاث؟
السائل : يقول هل يجوز للصائم أن يؤخّر الإمساك إلى أن يؤذّن لصلاة الفجر أم عليه أن يتحرز ويمسك قبل الأذان بدقيقتين أو ثلاث؟ الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، يقول الله سبحانه وتعالى: (( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ومن يتعد حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )) والله سبحانه وتعالى قد حدّد للصائم وقتا لإمساكه ووقتا لإفطاره أما وقت الإمساك فقد قال الله تعالى: (( وكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )) فجعل الله حد الإمساك طلوع الفجر وليس من السنّة أبدا أن يمسك الإنسان قبل طلوع الفجر على سبيل الاحتياط أو التقرب إلى الله عز وجل لأن هذا تقرب إلى الله سبحانه وتعالى فيما لم يشرعه واحتياط في غير محله والنبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: ( إن بلالاً يؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذّن ابن أم مكتوم ) وقد روي: أنه ليس بين أذانيهما إلا أن هذا يصعد وهذا ينزل وإن كان في هذه الرواية ما فيها من النظر لكن على كل حال النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذّن ابن أم مكتوم قال صلى الله عليه وسلم: ( فإنه لا يؤذّن حتى يطلع الفجر ) فهذه هي السنّة. وما يفعله بعض الناس حيث يجعلون في إمساكية رمضان مدفع الإمساك يقولون أو وقت الإمساك ثم وقت طلوع الفجر لا شك أن هذا خطأ وليس بصواب، إذًا فالإنسان يأكل ويشرب حتى يتبيّن له طلوع الفجر إما بمشاهدته إن كان في بر وإما بسماع أذان الثقة الذي لا يؤذّن حتى يطلع الفجر. وكذلك أيضا بالنسبة للغروب فإن الناس مأمورون بتعجيل الفطر من حين تحقق غروب الشمس أو غلبة الظن في غروبها فإذا غربت الشمس وإن لم يؤذّن فإنك تُفطر فإذا قُدِّر أنك في البر أو في مكان مرتفع يتبيّن به غروب الشمس فإنك تُفطر وإن لم تسمع المؤذّن وإذا لم تكن في مكان كذلك فإنك تعتمد على أذان الثقة الذي لا يؤذّن حتى تغرب الشمس وإذا قدّر أن أحدا من المؤذّنين أذّن قبل أن تغرب الشمس وأنت تُشاهد الشمس فإنه لا يجوز لك الإفطار حتى تغرب الشمس. نعم.
أيضاً لدى المستمع سؤال آخر يقول فيه ما حكم من يجمع ريقه ثم يبتلعه في نهار رمضان ؟
السائل : أيضاً لدى المستمع سؤال ءاخر يقول فيه ما حكم من يجمع ريقه ثم يبتلعه في نهار رمضان؟ الشيخ : لا ينبغي أن يفعل ذلك لأنه ينبغي للإنسان أن يجعل الطبيعة على ما خلقها الله عليه وهذا الريق إذا جمعته ثم بلعته فقد حبسته عن سيره المعتاد ثم إن بعض أهل العلم قال: إنه يُكره أن يجمع ريقه فيبتلعه وعلى هذا فلا ينبغي لك أن تفعل ذلك ولكن لك أن تتمضمض إذا نشف فمك وصعُب عليك الكلام أو شق عليك ذلك تتمضمض لأجل أن يبتل الفم لأن الفم ليس الوصول إليه مفطّرا. السائل : نعم. الشيخ : أعني ليس وصول الطعام أو الشراب إليه مفطّرا. السائل : نعم. الشيخ : أي نعم.
سؤاله الآخر يقول يوجد بعد الناس وخاصة بعض الموظفين إذا أراد الخروج من منزله تطيب طيباً قوياً ووضع بخاخاً في فمه ليحسن من رائحته بعد النوم الطويل بعد الفجر فما حكم ذلك وفقكم الله ؟
السائل : سؤاله الأخر يقول يوجد بعض الناس وخاصة بعض الموظفين إذا أراد الخروج من منزله تطيب طيباً قوياً ووضع بخاخاً في فمه ليحسّن من رائحته بعد النوم الطويل بعد الفجر فما حكم ذلك وفقكم الله؟ الشيخ : التطيب للصائم لا بأس به سواء كان ذلك في رأسه أو في لحيته أو في ثوبه وأما استعمال البخاخ في الفم فهذا أيضا لا بأس به إذا كان ليس ذا أجزاء تصل إلى المعدة فأما إذا كان ذا أجزاء تصل إلى المعدة فإنه لا يجوز استعماله لأن ذلك تعريض لفساد صومه، أما إذا كان بخارا لا يعدو الفم فإنه لا يضر سواء استعمله لتطييب فمه أو استعمله لتسهيل النفَس عليه كما يفعله بعض المصابين بالضغط ونحو هذا. السائل : نعم. الشيخ : على أني أحب لهذا الذي يستعمل البخاخ لتطييب فمه أحب أن يُراجع الأطباء في ذلك لأنني قد سمعت أن استعمال الطيب في الفم نهايته أن يكون في الإنسان بخَر ورائحة كريهة في فمه فينبغي ألا يستعمل هذا لا في الصوم ولا غيره حتى يسأل الأطباء. السائل : نعم. الشيخ : والله الموفق. السائل : سؤاله أي سؤال حماد عبد الحميد من الأحساء سؤاله الأخير.
يقول لماذا يسلم كثير من الكفار في نهار رمضان أو في شهر رمضان فيصلون ثم يكفرون بعد خروجه فيتركون الصلاة أرجو أن لا يكون في سؤالي هذا حدة على مستمعي برنامجكم الكريم ؟
السائل : يقول لماذا يُسلم كثير من الكفار في نهار رمضان أو في شهر رمضان فيصلون ثم يكفرون بعد خروجه فيتركون الصلاة أرجو أن لا يكون في سؤالي هذا حدة على مستمعي برنامجكم الكريم؟ الشيخ : يُسلمون في نهار رمضان؟ السائل : يُسلمون في شهر رمضان. الشيخ : في شهر رمضان. السائل : فيصلون فإذا خرج رمضان ثم يكفرون بعد خروجه فيتركون الصلاة. الشيخ : لعله يريد بالإسلام هنا ليس إسلام الكافر ولكن استقامة حال بعض المسلمين. السائل : لا، لأنه هل الإنسان إذا ترك الصلاة يُعتبر مسلما؟ الشيخ : لا. السائل : إذًا سؤاله صحيح في هذه الحالة لأنه يقول لماذا يُسلم كثير من الكفار في رمضان فيصلون. الشيخ : ... . السائل : أي نعم، فيصلون. الشيخ : إذًا لعل هؤلاء الذين يُسلمون بعد الكفر في نهار رمضان يجدون من المسلمين نشاطا في هذا الشهر نشاطا ملحوظا بيّنا وعادة الإنسان بفطرته أنه ينشط مع الناشطين ويكسل مع الكاسلين. السائل : نعم. الشيخ : ولهذا كانت العبادة في أيام غربة الدين يكون للعامل فيها أجر خمسين من الصحابة لقلة من يوازره ويعينه ويشد أزره فلعل هؤلاء الذين يُسلمون في شهر رمضان يرون هذا النشاط الزائد فيرغبون في الإسلام ثم إذا خرج رمضان كما هي عادة المسلمين وأقولها وأنا متأسف يفترون عن النشاط في عبادة الله فيرجع هؤلاء إلى كفرهم كما رجع هؤلاء المجتهدون من المسلمين إلى كسلهم وعدم نشاطهم في طاعة الله. السائل : نعم. الشيخ : نعم.
نعم لكن أليس في تعبير حماد هذا غلظة لأنه يقول يسلم كثير من الكفار في نهار رمضان فيصلون وهو فيما أعتقد يقصد بعض الناس الذين يعتبرون من المسلمين لأن قبل رمضان لا يصلون أبداً فإذا دخل رمضان اتجهوا للمساجد وصلوا فإذا ذهب رمضان تركوا الصلاة ورجعوا إلى ما كانوا عليه ؟
السائل : لكن أليس في تعبير حماد هذا غلظة لأنه يقول: يسلم كثير من الكفار في نهار رمضان فيصلون، وهو فيما أعتقد يقصد بعض الناس الذين هم يُعتبرون من المسلمين، لأنهم قبل رمضان لا يصلون أبداً، فإذا دخل رمضان اتجهوا إلى المساجد وصلوا، فإذا ذهب رمضان تركوا الصلاة، ورجعوا إلى ما كانوا عليه؟ الشيخ : هو في الحقيقة ليس فيه غلظة. السائل : نعم. الشيخ : لأن المصلي يجب يعني، المصلي يقول الإنسان بملء فمه إنه أي الذي لا يصلي، نعم. السائل : نعم. الشيخ : يقول الإنسان بملء فمه عن الذي لا يصلي إنه كافر لأن الذي قال ذلك أرحم الخلق بالخلق محمد صلى الله عليه وسلم. السائل : اللهم صلي وسلم. الشيخ : قال: ( من تركها فقد كفر ) فالإنسان بعد مراجعة الأدلة وتبيّنها يقول بملء فمه: إن من لا يصلي فهو كافر وليس في ذلك غلظة بل الذي أغلظ لنفسه هو هذا الذي ترك الصلاة. السائل : نعم. الشيخ : فأي دين له بعد أن يترك هذه الصلاة العظيمة مع سهولتها ويسرها. نعم. السائل : من الجعلاء وردتنا هذه الرسالة من المستمعة ل و ه.
تقول في رسالتها السؤال الأول هل يجوز للمرأة أن تزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : تقول في رسالتها السؤال الأول هل يجوز للمرأة أن تزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الشيخ : المرأة ليست من أهل الزيارة للقبور لأنها ضعيفة سريعة التأثر قوية العاطفة فيحصل في زيارتها من المنكرات ما جعلها غير مأمورة بزيارة المقبرة بل هي منهية عنها بل ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم زائرات القبور ) وهذا إذا خرجت المرأة من بيتها لزيارة المقبرة قاصدة لها أما إذا زارت المقبرة عرضا مثل أن تمشي إلى حاجة لها فتمر بالمقبرة فتقف وتسلم على أهل القبور فإن ذلك لا بأس به فقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ما تدعو به إذا زارت القبور وهكذا نقول في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة لا تقصد زيارته قصدا أوليا ولكن لو مرت من هناك مارة بمقدّم المسجد فوقفت عند القبر وسلمت عليه فإن هذا لا بأس به ولكن ذلك مشروط بألا يُخشى منه الفتنة وألا يكون فيه مزاحمة للرجال فإن كان فيه مزاحمة الرجال أو خوف فتنة فإنها تُنهى عن ذلك والله أعلم.
سؤالها الثاني تقول هل يجوز للمرأة أن تلبس في الحج ملابس ملونة كالأبيض والأخضر والأسود ؟
السائل : سؤالها الثاني تقول هل يجوز للمرأة أن تلبس في الحج ملابس ملوّنة كالأبيض والأخضر والأسود؟ الشيخ : نعم يجوز للمرأة في الإحرام أن تلبس ما شاءت من الثياب غير ألا تتبرّج بزينة أمام الرجال الأجانب لأنه ليس للمرأة ثياب مخصوصة في الإحرام بخلاف الرجل فإن الرجل لا يلبس القميص ولا السراويل ولا العمائم ولا البرانس ولا الخفاف أما المرأة فالمحظور في حقها لبس القفازين والانتقاب. نعم. السائل : هذه الرسالة وردتنا من الجمهورية العراقية محافظة التأميم بعث بها أحد السادة من هناك.
يقول إنني عسكري وموجود عندنا كلمة سيدي للعسكري الضابط تتكرر في اليوم عدة مرات فهل يوجد سيد عدا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهل يمسنا ذنب أم لا نرجو التوضيح وفقكم الله ؟
السائل : يقول إنني عسكري وموجود عندنا كلمة سيدي للعسكري الضابط تتكرر في اليوم عدة مرات فهل يوجد سيد عدا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهل يمسنا ذنب أم لا؟ نرجو التوضيح وفقكم الله؟ الشيخ : السيد على سبيل الإطلاق هو الله عز وجل وأما السيد مضافا فإنه يصح لأنه يكون سيادة خاصة بشرط أن يكون المقول له ذلك أهلا للسيادة فيجوز مثلا أن يقول الإنسان لأبيه: هذا سيدي ولأخيه الكبير: هذا سيدي ويقول العبد لمالكه: هذا سيدي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( وليقل: سيدي ومولاي ) وكذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام قال للأوس حين أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه: ( قوموا إلى سيدكم ) فالمهم أن الإنسان يجوز له أن يصِف من هو أهل للسيادة بأنه سيده أما إذا كان هذا المقول له ليس أهلا للسيادة لكونه فاسقا أو كافرا فإنه لا يستحق ولا ينبغي للمسلم أن يقول له: سيدي لأن هذا إذلال للمسلم والمسلم يعلو بإسلامه على غيره من بني البشر، نعم.
سؤاله الأخير يقول إنني والحمد لله أصلي وأعمل جميع شعائر الدين وموجود في السوق نساء سافرات وأنا أراهن فهل يمسني فهل يمسني ذنب أم لا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟
السائل : سؤاله الأخير يقول إنني والحمد لله أصلي وأعمل جميع شعائر الدين وموجود في السوق نساء سافرات وأيضا وأنا أراهن فهل يمسني ذنب أم لا؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشيخ : لا ريب أن خروج النساء سافرات في الأسواق لا ريب أنه من المنكر الذي يجب على من رءاه أن يغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وأنه يجب على ولاة أمور المسلمين أن يمنعوا النساء من الخروج إلى الأسواق سافرات لما في ذلك من الفتنة وجلب الشرور عليهن وأنت إذا مررت بالسوق وأنت لا تستطيع أن تغيّر هذا المنكر فإنه لا حرج عليك إذا قمت بما يجب عليك من هذه المراتب تغيّر بيدك فإن لم تستطع فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك فلا حرج عليك ولكن لا تتعمد النظر إلى هؤلاء النساء السافرات فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس. السائل : نعم. الشيخ : من تركه رغبة فيما عند الله وخوفا منه أورثه الله تبارك وتعالى حلاوة يجدها في قلبه، قال الله تعالى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) . السائل : نعم، شكرا، أثابكم الله.