يقول في رسالته ما رأيكم في نشرة الأحوال الجوية وكل التنبؤات الجوية التي نسمعها يومياً في نشرات الراديو وفقكم الله ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين أما بعد، فإن نزول المطر من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )) فمن ادعى علم الغيب فيما ينزل من المطر في المستقبل فإنه كافر لأنه مكذّب لقول الله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) وأما من أخبر بنزول مطر أو توقع نزول مطر في المستقبل بناء على ما تقتضيه الألات الدقيقة التي يُقاس بها أو تُقاس بها أحوال الجو فيعلم الخبيرون بذلك أن الجو مهيأ لسقوط الأمطار فإن هذا ليس من علم الغيب بل هو مستند إلى أمر محسوس.
السائل : نعم.
الشيخ : والشيء المستند إلى أمر محسوس لا يُقال: إنه من علم الغيب والتنبؤات التي تقال في الإذاعات من هذا الباب وليست من باب علم الغيب ولذلك هم يستنتجونها بواسطة الألات الدقيقة التي تضبط حالات الجو وليسوا مثلا يُخبرونك بأنه سينزل المطر بعد كذا سنة وبمقدار معيّن لأن هذه الوسائل الألات لم تصل بعد إلى حد تدرك به ماذا يكون من حوادث الجو بل هي محصورة في ساعات معينة ثم قد تخطئ أحيانا وقد تصيب.
أما علم الغيب فهو الذي يستند إلى مجرد العلم فقط بدون وسيلة محسوسة.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا لا يعلمه إلا الله عز وجل. وبهذه المناسبة أود أن أقول إنه يجب أن يُعلم بأن ما جاء في كتاب الله أو فيما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الأمور الإخبارية فإنه لا يُمكن أبدا أن يكذبها الواقع لأن الواقع أمر يقيني وما جاء به كتاب الله أو ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهو أيضا أمر يقيني إذا كانت دلالته على مدلوله غير محتملة ولا يمكن التعارض بين يقينين.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن اليقيني قطعي ولا تعارض بين قطعيين. وعلى هذا فإذا وجدنا ءاية في كتاب الله ظاهرها كذا ولكن الواقع يُخالف الظاهر فيما يبدو لنا فإنه يجب أن نعرف أن هذا الظاهر ليس هو ما أراده الله عز وجل لأنه لا يمكن أبداً أن يكون الواقع المحسوس مكذّبا للقرأن أبدا بل إن القرأن نزل من عند الله عز وجل وهو العليم الخبير الصادق فيما يقول فبعض الناس يظن أن هذه التنبؤات مخالفة لقوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) والحقيقة أنها لا تُعارضها لأنه كما أشرنا إليه إنما يُعارضها لو كانوا يحكمون بهذه الأمور بمجرد العلم ولكنهم هم يحكمونها بواسطة ءالات محسوسة يتبيّن بها حال الجو وهل هو مهيأ للأمطار أو ليس بمهيأ.
ومثل هذا ما نقل أخيرا من كونهم يعلمون ما في البطن، ما في الأرحام من ذكر أو أنثى.
السائل : نعم.
الشيخ : يعرفون أنه ذكر أو أنه أنثى فإن بعض الناس يظن أنه معارض لقوله تعالى: (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) وفي الحقيقة أنه إذا ثبت ذلك فإنه لا يُعارض هذه الأية لأن قوله: (( وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ )) (( ما )) اسم موصول يقتضي العموم وهو شامل لكل ما يتعلق بهذا الجنين ومن المعلوم أن أحدا لا يستطيع أن يدعي أنه يعلم أن هذا الجنين سيخرج حيا أو ميتا أو أنه إذا خرج حياً سيبقى مدة طويلة أو يموت بعد زمن قصير أو أن هذا الجنين إذا خرج إلى الدنيا وعاش هل يكون غنيا أو فقيرا وهل يكون صالحا أو فاسدا وهل هو شقي أو سعيد ثم لا يدعي أحد أن يعلم هل هو ذكر أو أنثى قبل أن يُخلّق وتتبيّن ذكورته وأنوثته.
فمتعلق العلم بما في الأرحام ليس خاصا بالذكورة والأنوثة بعد أن يُخلّق الجنين في بطن أمه لأنه إذا خُلِّق فإنه يُمكن أن يُعلم به والملك الذي موكل بالأرحام يقول: أذكر أو أنثى؟ ويعلم أنه ذكر أو أنثى. فتبيّن بهذا أن ما ذكِر إذا صح أنهم استطاعوا أن يعرفوا كون الجنين ذكرا أم أنثى فإنه لا يُعارض الأية.
السائل : نعم.
الشيخ : لسعة متعلق علم ما في الأرحام لأنه ليس خاصا بكونه ذكرا أو أنثى. نعم.
1 - يقول في رسالته ما رأيكم في نشرة الأحوال الجوية وكل التنبؤات الجوية التي نسمعها يومياً في نشرات الراديو وفقكم الله ؟ أستمع حفظ
سؤاله الثاني يقول فيه سمعت أو قرأت عن تلك الوصية التي تلقاها الشيخ أحمد حارس الحرم النبوي الشريف وهو نائم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بها تنبيه المسلمين في تقليل الفساد واتباع الطريق القويم إلى آخره ثم قرأت كتاباً صادراً عن مؤسسة في المملكة العربية يكذب تلك الوصية فما هي الحقيقة أصلاً وقفكم الله .؟
الشيخ : الحقيقة أصلا أن هذه الرؤيا المنامية كانت تُشاع وتُذاع من قبل أكثر من مائة سنة وقد تكلم عليها الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وبيّن أنها مكذوبة وباطلة وكذلك أيضا في المملكة العربية السعودية تكلم علماؤها على هذه الوصية وبيّنوا أنها باطلة ومكذوبة وهذا هو الحق.
السائل : نعم.
الشيخ : وإذا كان لا بد لقبول الخبر من معرفة المخبر به وكونه عدلا غير متهم فكذلك هذه المسألة، فمن هو الشيخ أحمد خادم الحرم؟ وما حاله؟ وهل هو ثقة أو غير ثقة؟ ثم إن هذه الوصية تقتضي أن يكون الدين غير كامل والنبي عليه الصلاة والسلام ما توفاه الله حتى أتم به الدين وحتى كانت المواعظ الموجودة في كتاب الله وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كافية للأمة مقوّمة لعقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومناهجهم في حياتهم فليسوا بحاجة إلى مثل هذه الرؤيا المنامية المجهول صاحبها عينا وحالا.
ولهذا لا يجوز للمسلم أن يعتبرها صحيحة ولا أن يشيعها بين الناس بل عليه أن يمزقها ويُحرقها سواء أتت إليه أو رءاها عند غيره إذا تمكن من ذلك وإلا فلينصحه في إحراقها وإتلافها.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : أيضا هل ما جاء فيها حصل فعلا أم لا؟ لأنه ذكر أنها ستقوم الساعة وكذا وكذا إلى ءاخره؟
الشيخ : أنا ما يحضرني ما الذي جاء فيها لكن نتكلم عنها أصلا لم تصح.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذا كانت لم تصح أصلا جملة وتفصيلا.
السائل : نعم.
الشيخ : أي نعم.
2 - سؤاله الثاني يقول فيه سمعت أو قرأت عن تلك الوصية التي تلقاها الشيخ أحمد حارس الحرم النبوي الشريف وهو نائم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بها تنبيه المسلمين في تقليل الفساد واتباع الطريق القويم إلى آخره ثم قرأت كتاباً صادراً عن مؤسسة في المملكة العربية يكذب تلك الوصية فما هي الحقيقة أصلاً وقفكم الله .؟ أستمع حفظ
سؤاله الآخر يقول ما حكم من حج ولم يأتي بركعتي الطواف ؟
الشيخ : الصحيح أن ركعتي الطواف ليست ركنا من أركان الحج ولا العمرة وإنما هي من الأمور التي أمِر بها فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من طوافه تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: (( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )) والذي نرى أن من حج ولم يأت بهما فإن حجه تام بمعنى أنه لا يجب عليه إعادته ولا يجب عليه في ذلك دم، والله أعلم.
السؤال الرابع يقول كان أحد الأئمة يريد أن يسافر ثم أتت صلاة العشاء فصلى بالجماعة ركعتين لأنه اعتبر نفسه قاصراً ثم سلم وبعده قام الذين صلى بهم وأتى كل بركعتيه كل على حدى فهل هذه الصلاة صحيحة أم لا .؟ ومتى يبدأ الإنسان في قصر الصلاة للمسافة التي يجب فيها القصر هل عند وضع النية أم عند الشروع في السفر أفيدوني أثابكم الله ؟
الشيخ : فعل هذا الإمام ليس بصواب فيما نرى.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن رُخص السفر لا تبتدأ إلا بالشروع في السفر فإن الله تعالى يقول: (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) فعلّق الحكم على نفس الفعل وهو الضرب في الأرض والضرب في الأرض معناه السفر.
السائل : نعم.
الشيخ : وعلى هذا فلا يجوز للمسافر أن يقصر مادام في البلد حتى يخرج منها حتى لو فرِض أنه قد عزم عزما أكيدا وحمّل متاعه في سيارته أو طائرته أو سفينته فإنه مادام في البلد فإنه لا يجوز له القصر.
وكذلك لا يجوز له الفطر في رمضان حتى يخرج.
نعم لو فرِض أنه سافر بطائرة أو في سفينة وكانت الميناء أو المطار خارج البلد فإنه يُعتبر قد خرج من البلد لأنه إذا كان المطار بعيدا عن البلد فليس يُعزى إليه وكذلك إذا كانت الميناء لا تعد من البلد فإنه يكون قد خرج من البلد فله أن يقصر مادام في انتظار الطائرة أو السفينة، نعم.
4 - السؤال الرابع يقول كان أحد الأئمة يريد أن يسافر ثم أتت صلاة العشاء فصلى بالجماعة ركعتين لأنه اعتبر نفسه قاصراً ثم سلم وبعده قام الذين صلى بهم وأتى كل بركعتيه كل على حدى فهل هذه الصلاة صحيحة أم لا .؟ ومتى يبدأ الإنسان في قصر الصلاة للمسافة التي يجب فيها القصر هل عند وضع النية أم عند الشروع في السفر أفيدوني أثابكم الله ؟ أستمع حفظ
أيضاً يقول هل هذه الصلاة صحيحة أن كل شخص يصلي وحده أم لا لأنه صلى الإمام بهم ركعتين ثم سلم وقال كل شخص يصلي لوحده ؟
الشيخ : يعني هذا مبني على السؤال الأول؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : صلاة الذين أتموا أربعا صحيحة لكن صلاة الإمام فيما نرى غير صحيحة.
السائل : نعم.
الشيخ : فيجب عليه إعادتها ولو الأن، حتى لو الأن يعيدها لا حرج.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : لكن أليست صلاة الجماعة معلقة بصلاة الإمام فإذا كانت صلاة الإمام باطلة ..
الشيخ : صلاة المأمومين معلقة بصلاة الإمام لكنه على القول الصحيح لا تبطل صلاتهم ببطلان صلاته إلا إذا فعل المبطل واقتدوا به وهم يعلمون أن صلاته باطلة.
السائل : نعم.
الشيخ : فحينئذ لا تصح صلاتهم لأنهم اقتدوا بإمام يعتقدون بُطلان صلاته فيكون هذا من باب العبث واللهو أما إذا بطلت صلاته بأمر خفي لا يعلم به المأمومون فإن المأمومين معذورون ولا تبطل صلاتهم بذلك.
السائل : نعم.
الشيخ : كما لو أحدث في أثناء الصلاة مثلا واستمر في صلاته وإن كان هذا حراما عليه ولا يجوز ولكن لنفرض أنه لعبت عليه نفسه وقال لا أستطيع أن أنصرف أخجل من الناس وبقي يصلي يتم صلاته بهم وهو محدث فإن صلاة المأمومين تكون صحيحة وكذلك لو كان ناسيا أنه محدث فابتدأ بهم الصلاة وهو محدث ناسيا ثم ذكر في أثناء الصلاة أنه ليس على وضوء ولكنه استمر في صلاته فإن صلاة المأمومين تكون صحيحة.
السائل : نعم.
الشيخ : وكذلك أيضا لو ذكر في أثناء الصلاة إنه ليس على وضوء ثم انصرف من صلاته ليتوضأ فإن صلاة المأمومين تبقى صحيحة فإن كان قد خلّف من يُكمِّل بهم الصلاة أتمّوْها خلف هذا النائب وإن لم يخلف صلى كل واحد لنفسه ما بقي من صلاته أو دفعوا أحدهم فأتم بهم الصلاة.
السائل : نعم.
5 - أيضاً يقول هل هذه الصلاة صحيحة أن كل شخص يصلي وحده أم لا لأنه صلى الإمام بهم ركعتين ثم سلم وقال كل شخص يصلي لوحده ؟ أستمع حفظ
أيضاً يقول في سؤاله متى يبدأ الإنسان في قصر الصلاة للمسافة التي يجب فيها القصر كلمة يجب فيها القصر ؟
الشيخ : نعم.
السائل : هل يجب أم؟
الشيخ : يبتدئ.
السائل : نعم.
الشيخ : يبتدئ الإنسان القصر في الصلاة إذا فارق القرية يعني إذا خرج من حدود البلد الذي هو ساكن فيه وإن كان يرى البلد.
السائل : نعم.
الشيخ : فإنه لا يضر. المهم إذا خرج من حدوده فإنه يُعتبر خرج إلى السفر الأن وفارق محل الإقامة فيبدأ أحكام السفر من قصر الصلاة والفطر في رمضان وغير ذلك من أحكام السفر المعروفة.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما تعبيره بكلمة " يجب القصر" فهذه الكلمة إن صدرت من شخص عامي فإن العوام لا يُفرقون بين كلمة يجب وكلمة يُسنّ وكلمة يجوز يعبرون عن الوجوب أحيانا بما هو سنّة وبما هو جائز.
السائل : نعم.
الشيخ : وإن كان هذا المعبّر طالب علم فإنه من الذين يرون وجوب القصر في السفر والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم.
السائل : نعم.
الشيخ : فمن أهل العلم من يرى أن القصر في السفر واجب لما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث عائشة : ( أن أول ما فرضت الصلاة كانت ركعتين، فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم زيد في صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر على الفريضة الأولى ) ولهم أدلة كثيرة تدل على وجوب القصر في السفر ولكن جمهور أهل العلم على أن القصر في السفر ليس بواجب وإنما هو سنّة صدقة تصدق الله بها على عباده فقبولها منه سنّة ومشروع.
السائل : نعم.
الشيخ : والله أعلم.
السائل : شكرا، أثابكم الله.