يقول فيه هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه وما هو الأفضل ذكرها أم تركها وهل يجوز التوسل به صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب عن السؤال الذي عرض علينا في هذه الحلقة وهو تسويد الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصلاة عليه فإننا نقول لا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد ءادم وأنه له السيادة المطلقة عليهم لكنها السيادة البشرية، سيادة بشر على بشر.
السائل : نعم.
الشيخ : أما السيادة المطلقة فإنها لله عز وجل فالرسول عليه الصلاة والسلام سيد ولد ءادم في الدنيا والأخرة وهو إمامهم عليه الصلاة والسلام ويجب على المؤمن أن يعتقد ذلك في رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما زيادة "سيدنا" في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها ... في الألفاظ التي ورد بها النص لا ينبغي ذكرها إذا كانت لم تذكر لأن الصيغة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الصلاة عليه هي أحسن الصيغ وأولاها بالاتباع أما إذا كان يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة مطلقة فإنه لا بأس أن يقول: صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين مثلا، لا بأس أن يقولها لأن النبي صلى الله عليه وسلم له السيادة على البشر ولكننا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد لا نزيدها لأنها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ولا نقول: السلام عليك سيدنا أيها النبي ونقول: اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد ولا نقل: اللهم صل على سيدنا محمد بل ولا نقول: اللهم صل على نبينا محمد بل نقول: اللهم صل على محمد كما جاء به النص، هذا هو الأولى والأفضل.
أما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فإن التوسل به أقسام أحدها أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول: اللهم إني ءامنت بك وبرسولك فاغفر لي، هذا لا بأس به وهو صحيح وقد ذكره الله تعالى في القرأن في قوله: (( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ )) ولأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعا.
ثانيا أن يتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم أي بأن يدعو للمشفوع له وهذا أيضا جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا " وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله سبحانه وتعالى بالسقيا.
فالتوسل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه هذا جائز ولا بأس به.
القسم الثالث أن يتوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في حياته أو بعد مماته فهذا توسل بدعي لا يجوز وذلك لأن جاه الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينتفع به إلا الرسول صلى الله عليه وسلم أما أنت بالنسبة إليك فإنك لا تنتفع به لأنه ليس من عملك وشيء ليس من عملك لا ينفعك وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو أن ترزقني الشيء الفلاني لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة والوسيلة مأخوذة من الوَسْل بمعنى الوصول إلى الشيء فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد ولا نافع وعلى هذا فنقول: التوسل بالرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أقسام، أن يتوسل بالإيمان به واتباعه وهذا جائز في حياته وبعد مماته.
أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته لأنه بعد مماته متعذر.
القسم الثالث أن يتوسل بجاهه ومنزلته عند الله فهذا لا يجوز لا في حياته ولا بعد مماته لأنه ليس وسيلة إذ أنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده لأنه ليس من عمله.
فإذا قال قائل: لو جئت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام عند قبره وسألته أن يستغفر لي أو أن يشفع لي عند الله هل يجوز ذلك أو لا؟ قلنا: لا يجوز. فإذا قال: أليس الله يقول: (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )) قلنا: بلى إن الله يقول ذلك، ولكنه يقول: (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ )) و "إذ" هذه ظرف لما مضى وليس ظرفا للمستقبل لم يقل الله تعالى: ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول بل قال: (( إِذْ ظَلَمُوا )) فالأية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وحصل من بعض القوم مخالفة وظلم لأنفسهم فقال الله تعالى: (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )) .
السائل : هذه ربما تتحدث عن طائفة معينة أو عن؟
الشيخ : أي نعم، واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته أمر متعذر.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له ) فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد بل ولا يستغفر لنفسه أيضا لأن العمل انقطع.
1 - يقول فيه هل يجوز ذكر السيادة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه سواء في التشهد أو خلافه وما هو الأفضل ذكرها أم تركها وهل يجوز التوسل به صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ أستمع حفظ
أثابكم الله إذن على هذا لا يكون التوسل إلا مثلاً بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لكن هل نقيس عليه التوسل بأي عبادة من العبادات كالتوسل مثلاً بصلاة الإنسان أو بصومه أو بعمل من أعماله الصالحة ؟
الشيخ : يتوسل به، نعم، لا بأس به.
السائل : نعم.
الشيخ : يقول اللهم مثلا اللهم لك صليت لك صمت لك حججت وما أشبه ذلك فاغفر لي هذا لا بأس به لأن هذه الأعمال من أسباب المغفرة.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
2 - أثابكم الله إذن على هذا لا يكون التوسل إلا مثلاً بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لكن هل نقيس عليه التوسل بأي عبادة من العبادات كالتوسل مثلاً بصلاة الإنسان أو بصومه أو بعمل من أعماله الصالحة ؟ أستمع حفظ
سؤاله الثاني يقول هل تجوز زيارة الأضرحة إذا كنت معتقداً أنها لا تضر ولا تنفع ولكن اعتقادي في ذلك في الله وحده ولكن لما سمعناه من أن هذه الأمكنة الطاهرة ويستجيب الله لمن دعا فيها ؟
الشيخ : زيارة الأضرحة يعني القبور سنّة لكنها ليست لدفع حاجة الزائر وإنما هي لمصلحة المزور أو لاتعاظ الزائر بهؤلاء وليست لدفع حاجاته أو حصول مطلوباته فزيارة القبور اتعاظا وتذكرا بالأخرة وأن هؤلاء القوم الذين كانوا بالأمس على ظهر الأرض يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب ويلبسون كما نلبس ويسكنون كما نسكن، الأن هم رهن أعمالهم في قبورهم فإذا زار الإنسان المقبرة لهذا الغرض للاتعاظ والتذكر وكذلك للدعاء لهم كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو لهم إذا زارهم: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية ) فهذه زيارة شرعية مطلوبة ينبغي للرجال أن يقوموا بها سواء كان ذلك في النهار أو في الليل وأما زيارة القبور للتبرك بها واعتقاد أن الدعاء عندها مجاب فإن هذا بدعة وحرام ولا يجوز لأن ذلك لم يثبت لا في القرأن ولا في السنّة أن محل القبور أطيب وأعظم بركة وأقرب لإجابة الدعاء وعلى هذا فلا يجوز قصد القبور بهذا الغرض ولا ريب أن المساجد خير من المقبرة وأقرب إلى إجابة الدعاء وإلى حضور القلب وخشوعه. نعم.
3 - سؤاله الثاني يقول هل تجوز زيارة الأضرحة إذا كنت معتقداً أنها لا تضر ولا تنفع ولكن اعتقادي في ذلك في الله وحده ولكن لما سمعناه من أن هذه الأمكنة الطاهرة ويستجيب الله لمن دعا فيها ؟ أستمع حفظ
سؤاله الثالث يقول هل يجوز لي أن أعطي نصيباً من زكاة المال لكل من أخي أو أختي أو عمي أو عمتي أو خالي أو خالتي مع العلم أنهم ليسوا مساكين أو فقراء بالمعنى الصحيح ؟
الشيخ : لا يجوز أن تعطي هؤلاء شيئا من الزكاة إذا لم يكونوا من أهل الزكاة بل ولا يجوز أن تعطي غيرهم أيضا من الزكاة إذا لم يكونوا من أهل الزكاة ولكن ينبغي لك أن تعطي قرابتك من مالك صلة وبرا فإن الله تعالى بيّن في القرأن فضيلة صلة الرحم وبيّن عقوبة من قطع رحمه فصلة أرحامك بما جرت به العادة من مال أو خدمة أو جاه أمر مطلوب شرعا وأما أن تعطيهم حقا لا يستحقونه من الزكاة فإن هذا حرام عليك ولا يجزئك.
4 - سؤاله الثالث يقول هل يجوز لي أن أعطي نصيباً من زكاة المال لكل من أخي أو أختي أو عمي أو عمتي أو خالي أو خالتي مع العلم أنهم ليسوا مساكين أو فقراء بالمعنى الصحيح ؟ أستمع حفظ
له سؤال أخير يقول فيه يوجد في بلدتنا بعض الناس يسجدون سجدتين عقب كل صلاة مباشرة بعد أن يسلموا تسليم الصلاة وعند سؤالهم عن ذلك أجابوا أنهم يسجدون السجدة الأولى شكراً لله على توفيقه لهم أن أدوا الصلاة المكتوبة في جماعة وأما السجدة الثانية فهي شكر على الشكر فهم يزعمون أن هذا العمل أصل في السنة فهل صحيح قولهم هذا أم لا ؟
الشيخ : على قياس قولهم: أنهم إذا سجدوا السجدة الثانية يجب أن يسجدوا سجدة ثالثة شكرا لله على شكرهم.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم يسجدوا سجدة رابعة وهكذا ويبقون دائما في سجود.
السائل : إلى ما لا نهاية.
الشيخ : نعم، ولكنني أقول: إن هاتين السجدتين بدعتان وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله بما لم يشرعه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمِل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وهاتان السجدتان لا شك أنهما غير مشروعتين والواجب عليهم الانتهاء عن ذلك والكف عنه والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى مما وقع منهم سابقا والله تعالى يتوب على من تاب.
السائل : جزاكم الله خيرا.
السائل : هذا سؤال من المستمع أ ح ح الحارثي.
5 - له سؤال أخير يقول فيه يوجد في بلدتنا بعض الناس يسجدون سجدتين عقب كل صلاة مباشرة بعد أن يسلموا تسليم الصلاة وعند سؤالهم عن ذلك أجابوا أنهم يسجدون السجدة الأولى شكراً لله على توفيقه لهم أن أدوا الصلاة المكتوبة في جماعة وأما السجدة الثانية فهي شكر على الشكر فهم يزعمون أن هذا العمل أصل في السنة فهل صحيح قولهم هذا أم لا ؟ أستمع حفظ
يقول أنا رجل متزوج من امرأتين إحداهما وهي الأولى حصل بينها وبين والدتي سوء تفاهم فسمعتها وهي تتكلم عليها بكلام قبيح فقلت لها جعلتك مثل أمي أو أختي وذهبت إلى بيتها وقد حاولت استرجاعها ولكنها تشترط علي فصلها عن أمي في السكن فما الحكم أولاً في قولي لها وهل يجوز استرجاعها وألبي طلبها بفصلها عن والدتي وما العمل إن كنت لا أستطيع ذلك مادياً ؟
الشيخ : أما قولك: "جعلتها مثل أمي" فهذا حرام ولا يجوز لك.
السائل : نعم.
الشيخ : فإن الله تعالى قال: (( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ أن أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا )) فعليك أن تتوب إلى الله من هذا الكلام وإذا أردت أن ترجع إلى زوجك فإنك لا تقربُها حتى تقوم بما أوجب الله عليك من الكفارة.
السائل : نعم.
الشيخ : تعتق رقبة إن أمكن ذلك وإلا تصوم شهرين متتابعين قبل أن تمسّها فإن لم تستطع الصيام تُطعم ستين مسكينا كما قال الله تعالى في سورة المجادلة وأما بالنسبة لرجوعها إليك وفصلها عن أمك فإنه إذا لم تستقم الحال بينها وبين أمك وصار بينهما نكد وتعب فلا حرج عليك أن تفصلها عن أمك وفي هذه الحال تؤدي ما أوجب الله عليك من بر أمك وتؤدي ما أوجب الله عليك من معاشرة زوجتك بالمعروف ولكن العاقل ينظر هل الخطأ من الأم أو الخطأ من الزوجة ويُحاول الإصلاح بقدر المستطاع قبل أن ينفصل فإذا لم يُمكن الإصلاح فإن لك الحق في أن تفصل زوجك من أمك.
وأقول: زوجك لأن هذه هي اللغة الفصحى التي جاء بها القرأن والتي جاءت بها السنّة وهي مقتضى اللغة العربية وإن كان اللغة المعروفة عند الناس أن الأنثى يُقال لها: زوجة بالتاء. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.
6 - يقول أنا رجل متزوج من امرأتين إحداهما وهي الأولى حصل بينها وبين والدتي سوء تفاهم فسمعتها وهي تتكلم عليها بكلام قبيح فقلت لها جعلتك مثل أمي أو أختي وذهبت إلى بيتها وقد حاولت استرجاعها ولكنها تشترط علي فصلها عن أمي في السكن فما الحكم أولاً في قولي لها وهل يجوز استرجاعها وألبي طلبها بفصلها عن والدتي وما العمل إن كنت لا أستطيع ذلك مادياً ؟ أستمع حفظ