أقدمت على بناء منزل لي ولعائلتي بأرض في قريتي وقد اكتشفت أن بجواره قبرا وقد قمت بإزالته تماما من موقعه علما بأن عمر هذا القبر يزيد على مائتين سنة فماذا يجب علي أن أفعله كفارة لما قمت به إن كنت أخطأت في ذلك هل علي إثم أم أنه لا يلحقني شيء علما بأني قد وضعت القبر في مكان آخر غير موقعه الأول وليس في المقبرة العامة بل في مكان خال فأرشدوني لما يجب علي فعله الآن ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب على هذا السؤال أنه إذا كان هذا القبر خارجاً عن البناء والمسكن فإن الأوْلى بك ألا تتعرّضه لأن صاحب القبر يملكه حتى يكون تراباً ورميماً ولكن مادام الأمر قد وقع منك فإن عليك أن تتوب إلى الله عز وجل وتستغفره، ثم إن وضعك إياه في غير المقبرة هذا أيضاً خطأ فإن هذا المكان الذي وضعته فيه قد يكون مملوكاً لإنسان وإذا قُدّر أنه ليس بمملوك فإنه ربما يصل إليه البنيان والعمران، فيُنقل مرة ثانية، والذي أرى في هذا الأمر أن تُراجع المحكمة التي عندكم هل تنقله من المكان الذي وضعته فيه أخيراً أو تبقيه على ما كان عليه، عليك أن تراجع المحكمة حول هذا الموضوع ليقضي القاضي بما يراه صواباً.
السائل : بارك الله فيكم، هذا المستمع المقيم بالرياض عرف نفسه برقم تسع وتسعين يقول.
1 - أقدمت على بناء منزل لي ولعائلتي بأرض في قريتي وقد اكتشفت أن بجواره قبرا وقد قمت بإزالته تماما من موقعه علما بأن عمر هذا القبر يزيد على مائتين سنة فماذا يجب علي أن أفعله كفارة لما قمت به إن كنت أخطأت في ذلك هل علي إثم أم أنه لا يلحقني شيء علما بأني قد وضعت القبر في مكان آخر غير موقعه الأول وليس في المقبرة العامة بل في مكان خال فأرشدوني لما يجب علي فعله الآن ؟ أستمع حفظ
ما هي قصة الغرانيق الواردة في بعض كتب السيرة مع شرح قوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا ؟
الشيخ : قصة الغرانيق هي أنه ذكر بعض المفسرين على قوله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم )) ذكر بعض المفسرين أن هذه القصة كانت حين قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام (( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة والأخرى )) أن الشيطان ألقى في قراءته " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى " .
السائل : نعم.
الشيخ : وهذه القصة أنكرها كثير من أهل العلم وقال إنه لا يمكن أن يقع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنوا في إسنادها، ومن العلماء من لم يُنكرها وقال إن هذا ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول (( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى )) يعني قرأ (( ألقى الشيطان في أمنيته )) فالذي ألقى هذا الكلام هو الشيطان وليس النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان هو الشيطان فإن ذلك لا يقدح في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال (( فينسخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكم الله ءاياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم )) إلى ءاخر الأيات.
وهذا لا يقدح في مقام النبوة وفي مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قوله تعالى (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) فإن الضمير في قوله (( وما ينطق )) يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أنه صلى الله عليه وسلم ما يقوله عن ربه وما يبلّغه من الوحي فإنه لا ينطقه عن هوى منه أو تقوّل على الله عز وجل بلا علم وإنما هو وحي يوحيه الله إليه ولهذا قال (( وما ينطق عن الهوى )) فأتى بعن الدالة على أن المعنى ما ينطق نطقاً صادراً عن هوى وإنما هو عليه الصلاة والسلام ينطق عن الوحي الذي أوحاه الله إليه. نعم.
السائل : الفقرة الأخيرة يقول ما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا؟
الشيخ : الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا ومن غيره فيما يُذكر من الإسرائليات.
السائل : نعم.
الشيخ : أن يعرض هذه الإسرائليات على ما في الكتاب والسنّة، فما وافق الكتاب والسنّة فهو حق لا لأنه من خبر بني إسرائيل ولكنه لأنه موافق للكتاب والسنّة وما خالفة فهو باطل وما لم يُخالفه ولم يوافقه -يعني ما لم تعلم مخالفته ولا موافقته- فإنه يُتوقف فيه ولا يُحكم بصدقه ولا بكذبه.
السائل : جزاكم الله خيرا، السؤال الثاني يقول.
2 - ما هي قصة الغرانيق الواردة في بعض كتب السيرة مع شرح قوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا ؟ أستمع حفظ
إذا كان الشخص يصلي ومعه حقيبة فيها مال فأخذها شخص وهرب فهل له أن يقطع الصلاة ويلحق به أم يجب عليه إتمام الصلاة ولو كان المال قليلا ؟
الشيخ : الجواب في هذه الحال إن كانت الصلاة نفلاً فلا شك في أنك يجوز لك قطعها لتُحرز مالك وأما إذا كانت فريضة فهو كذلك أيضاً لك أن تقطع الصلاة من أجل الحفاظ على مالك وإحرازه من هذا الظالم المعتدي وإذا قطعتها في مثل هذه الحال فإن لك أجر صلاة الجماعة لأنك لم تقطعها إلا لعذر فلو أنك قطعتها وحميت مالك وحفظته لنفسك ثم أنجيت هذا الرجل من هذا الظلم والعدوان لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) وبيّن أن نصر الظالم أن تمنعه من الظلم، لو أنك فعلت هذا لكان أوْلى بك فالمهم أن قطع صلاة الفريضة أو النافلة في مثل هذه الحال لا بأس به لأنك تُحرز مالك وتمنع غيرك من الظلم.
السائل : حتى لو كان المال قليلاً؟
الشيخ : نعم، ولو كان المال قليلاً لأن فيه إضاعة للمال لو تركته.
السائل : نعم.
الشيخ : وفيه أيضاً إغراء لمثل هذا الظالم أن يعتدي مرة أخرى على غيرك.
3 - إذا كان الشخص يصلي ومعه حقيبة فيها مال فأخذها شخص وهرب فهل له أن يقطع الصلاة ويلحق به أم يجب عليه إتمام الصلاة ولو كان المال قليلا ؟ أستمع حفظ
ما هي الحالات التي يجوز قطع الصلاة لها أو من أجلها ؟
الشيخ : الحالات كثيرة منها أن يخاف الضرر على نفسه إذا استمر في صلاته ومنها أن يخاف تلف ماله ومنها أن يخاف تلَف معصوم مثل أن يُشاهد شخصاً يعتدي على إنسان ليقتله أو لينتهك حرمته أو يرى حية مقبلة على أحد أو سبُعاً أو ما أشبه ذلك ففي هذه الحال يقطع الصلاة لإنقاذ المعصوم لأن إنقاذ المعصوم واجب ويفوت إذا استمر في صلاته أما الصلاة فإن الإستمرار فيها واجب ولكنه يُمكنه تداركه بعد أن يُنقذ هذا المعصوم من هذه الهلكة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، هذا المستمع إبراهيم سعد حوتة من خميس مشيط ... بعث بسؤال يقول فيه.
سائل يقول : لقد جرى بين ابنتي وزوجها مشاجرة وكنت موجودا عندهم أثناءها فغضبت جداً ودهاني الشيطان لعنه الله وقلت لزوج ابنتي : طلاق مني أنك لن تكون زوج ابنتي بعد هذا فما الحكم فيما قلت ؟
الشيخ : أولاً قولك الشيطان لعنه الله.
السائل : نعم.
الشيخ : ينبغي أن تقول أعاذني الله منه، فإن هذا هو الأولى لقوله تعالى (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) وأما قولك طلاق مني ألا تكون زوجاً لابنتي فهذا خطأ منك فإن هذا معناه أنك توجد العداوة والبغضاء بين ابنتك وزوجها وهذا غلط فتب إلى ربك واستغفره، وإذا كانت ابنتك الأن عندك فأعدها إلى زوجها لا تحُل بينه وبينها وما وقع منك من هذا الطلاق بهذا اللفظ فإن حُكمه حكم اليمين، عليك أن تُكفّر كفارة يمين بأن تُطعم عشرة مساكين أو تكسوهم فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة، ثم إني أنصحك وغيرَك من الناس عن الحلف بغير الله عز وجل لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) ، الحلف بالطلاق وبالنذر وبالعتق وما أشبهه هذا أمر لا ينبغي بل إنما يكون الحلف بالله سبحانه تعالى أما الحلف بصيغة القسم بغير الله فإنه من الشرك والكفر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) .
السائل : هذه ثلاثة أسئلة بعث بها المستمع عبد الرحمان إبراهيم أحمد سوداني مقيم باليمن مدينة باجل، السؤال الأول يقول.
5 - سائل يقول : لقد جرى بين ابنتي وزوجها مشاجرة وكنت موجودا عندهم أثناءها فغضبت جداً ودهاني الشيطان لعنه الله وقلت لزوج ابنتي : طلاق مني أنك لن تكون زوج ابنتي بعد هذا فما الحكم فيما قلت ؟ أستمع حفظ
نرجو توضيح النوافل والرواتب التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الصلوات المكتوبة بعدد ركعاتها وكذلك صلاة التهجد كم عدد ركعاتها وهل يلزم بعدها صلاة الوتر إذا كان قد أوتر قبل أن ينام ثم استيقظ ؟
الشيخ : الرواتب التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصليها عشر كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح هذه عشر وقالت عائشة رضي الله عنها " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعاً قبل الظهر " وعلى هذا فتكون الرواتب ثنتي عشرة ركعة أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الصبح إلا أنه ينبغي في الركعتين قبل صلاة الصبح، ينبغي فيهما أمران أحدهما التخفيف والثاني قراءة (( قل يا أيها الكافرون )) في الركعة الأولى مع الفاتحة و (( قل هو الله أحد )) في الركعة الثانية مع الفاتحة أو في الركعة الأولى مع الفاتحة (( قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )) في سورة البقرة، و (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) في سورة ءال عمران في الركعة الثانية مع الفاتحة.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما ركعتا الضحى ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله " وأقلها أي أقل سنّة الضحى ركعتان، وأما تهجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سئلت عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت " كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة " فهذا ما كان يصليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الليل، إحدى عشرة ركعة ولا يزيد على ذلك ومع هذا فلو أن الإنسان تهجد بأكثر وزاد على إحدى عشرة ركعة فلا حرج عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه ما ترى في صلاة الليل؟ قال ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى ) أو قال ( توتر له ما صلى ) فعلى هذا نقول عدد صلاة الليل ليس محصوراً بإحدى عشرة بل يصلي الإنسان نشاطه وأما إذا أوْتر في أول الليل وكان من نيته أن لا يقوم في ءاخره فإنه إذا قدر له أن يقوم بعد فإنه يصلي ركعتين ركعتين حتى يطلع الفجر ولا يُعيد الوتر.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن الوتر ختم به صلاة الليل في اعتقاده قبل أن ينام ولكن ينبغي للإنسان الذي من عادته أن يقوم من ءاخر الليل أن يجعل وتره في ءاخر الليل كما ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن من طمع أن يقوم من ءاخر الليل فليوتر ءاخره فإن صلاة ءاخر الليل مشهودة، وذلك أفضل، أما من خاف ألا يقوم من ءاخر الليل فإنه لا ينام حتى يوتر. نعم.
السائل : السؤال الثاني يقول.
6 - نرجو توضيح النوافل والرواتب التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الصلوات المكتوبة بعدد ركعاتها وكذلك صلاة التهجد كم عدد ركعاتها وهل يلزم بعدها صلاة الوتر إذا كان قد أوتر قبل أن ينام ثم استيقظ ؟ أستمع حفظ
ما الحكم في المداومة على قراءة سور معينة يتخذها الإنسان كالورد بجانب تلاوة القرآن يوميا فقد علم من بعض الأحاديث بأن قراءة هذه السور لها فضل عظيم كسورة يس وحم الدخان والفتح والملك وغيرها ؟
الشيخ : نعم، أما ما لم يرد به النص من قراءة بعض السور أو الأيات فإنه لا يجوز للإنسان أن يقرأه معتقداً أن ذلك، أن قراءة هذا الشيء المعيّن سنّة.
السائل : نعم.
الشيخ : لأنه لو فعل ذلك لشرع في دين الله ما ليس منه، وأما ما ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أو جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه تثبت به الحجة فإنه لا بأس أن يُداوم عليه على الوجه الذي جاء، إن كان جاء بالمداومة يكون مداوماً وإن كان جاء بغير المداومة يكون غير مداوم، والمهم أنه ينبغي بل يجب على العبّاد وأصحاب الأوراد يجب عليهم أن يتحرّوا ما جاءت به السنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم وألا يبتدعوا في دين الله ما ليس منه فإنه حتى القرأن إذا خص الإنسان منه شيئاً معيّناً يتخذه ديناً بالمداومة عليه أو ما أشبه ذلك وهو لم يرِد عن الرسول صلى الله وسلم على وجه يكون حجة فإنه لا يجوز له أن يفعل ذلك بل يكون مبتدعاً في دين الله ما ليس منه. نعم.
7 - ما الحكم في المداومة على قراءة سور معينة يتخذها الإنسان كالورد بجانب تلاوة القرآن يوميا فقد علم من بعض الأحاديث بأن قراءة هذه السور لها فضل عظيم كسورة يس وحم الدخان والفتح والملك وغيرها ؟ أستمع حفظ
ما المراد بذكر الله هل المراد تلاوة القرآن وحده أم الصلاة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأدعية المأثورة ؟
الشيخ : ذِكر الله عند الإطلاق يشمل كل ما يُقرّب إلى الله عز وجل سواء كان ذلك في القلب أو في اللسان أو في الجوارح.
السائل : نعم.
الشيخ : وأما عند التقييد مثل قوله تعالى (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم )) فإن ما يراد به ما جاءت به السنّة من الذكر المعروف من التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد والإستغفار والثناء على الله سبحانه وتعالى بقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، والمهم أن الذكر الذي يُحمد عليه العبد أعم من الذكر الخاص فالذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح فذكر الله بالقلب مثل التفكر بآياته الشرعية والكونية وكذلك التوكّل عليه والرغبة إليه والإنابة إليه والمحبة وما أشبه ذلك.
وأما ذكر الله باللسان فظاهر وهو كل قول يُقرّب إلى الله تعالى من الأذكار الخاصة وقراءة القرأن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم وغير ذلك وأما بالجوارح فكل فعل يُقرّب إلى الله تعالى مثل الصلاة بقيامها وقعودها وركوعها وسجودها والصدقات والنفقات وما أشبهها، فالمهم أنه ينبغي أن نعرف الفرق بين الذكر المطلق العام وبين الذكر الخاص. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم، هذان سؤالان من الأخت ع ع م من العراق صلاح الدين.
8 - ما المراد بذكر الله هل المراد تلاوة القرآن وحده أم الصلاة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأدعية المأثورة ؟ أستمع حفظ
امرأة كانت تصوم شهر رمضان حتى في أيام العادة الشهرية جهلا منها ثم علمت بالحكم فصامت شهر محرم كله كفارة وتعويضا عن ذلك فهل هذا يكفي أم يلزمها شيء آخر ؟
الشيخ : صيامها شهر المحرم كفارة عما فعلته من الصيام في حال الحيض وعدم قضائه، إذا كانت تريد أن يكون ذلك كفارة عن ذنب فعلته فإنه لا يجزئها عن القضاء.
السائل : نعم.
الشيخ : وعليها أن تقضي ما أفطرت بل على الأصح ما صامته في أيام الحيض لأن ما صامته في أيام الحيض ليس بصحيح وأما إذا كانت صامت شهر المحرّم قضاءً عن الأيام التي صامتها في أيام حيضها لاعتقادها أنه صوم فاسد يجب عليها قضاؤه فإن ذلك صحيح ويكون هذه الأيام التي قضتها عن الأيام التي صامتها في حال الحيض إذا كانت بعددها فإن كانت الأيام التي صامت أقل من العدد التي صامته في أيام الحيض فإنه يجب عليها أن تُكمّل ما بقي.
9 - امرأة كانت تصوم شهر رمضان حتى في أيام العادة الشهرية جهلا منها ثم علمت بالحكم فصامت شهر محرم كله كفارة وتعويضا عن ذلك فهل هذا يكفي أم يلزمها شيء آخر ؟ أستمع حفظ
كونها خصصت شهر المحرم بالصيام دون غيره هل في هذا شيء ؟
الشيخ : كونها خصصته لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) .
السائل : نعم.
الشيخ : فهي خصصته لفضله.
حينما أنام بالليل أرى أحلاما مخيفة فتجعلني خائفة وقلقة فبماذا تنصحونني بفعله أو قوله عند النوم حتى تذهب هذه الأحلام المخيفة عني ؟
الشيخ : اقرئي عند النوم ءاية الكرسي، وهي قوله تعالى (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يُحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )) هذه الأية في أول الجزء الثالث في سورة البقرة فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح، واقرئي كذلك سورة (( قل هو الله أحد )) وسورة (( قل أعوذ برب الفلق )) وسورة (( قل أعوذ برب الناس )) .
وهذه الأحلام المزعجة المخيفة التي ترينها دواؤها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن تستعيذي بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت وألا تحدثي بذلك أحداً فإن ذلك لا يضرك، ثم إن استيقظت في أثناء النوم من هذه الأحلام فاتفلي عن يسارك ثلاثاً واستعيذي بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ثم انقلبي على الجنب الأخر، إن كنت نائمة على الجنب الأيمن فكوني على الجنب الأيسر والعكس بالعكس، وكذلك تقومين، أيضاً من أسباب دفع هذه الأحلام المكروهة تقومين وتذكرين الله وتوضئين وتصلين ما شاء الله، هذا كله مما يدفع هذه الأحلام.
السائل : نعم.
الشيخ : ثم إنه ينبغي لمن رأى حلماً يكرهه ينبغي له أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى وألا يحدّث بذلك أحداً وأن يُعرض عنه بقلبه وفكره ولا يذكره فإن ذلك لا يضره كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي على محمد، جزاكم الله خيرا.