كثيرا ما قرأت في بعض المجلات العربية وسمعت من خلال بعض العلماء في بلدي أن حلي المرأة الملبوس ليس عليه زكاة وأن الزكاة تجب فقط على الذهب الذي يكون في شكل سبائك ولكن نظرا لاستماع الدائم لهذا البرنامج نمر على الدرب عرفت أن حلي المرأة تجب عليه الزكاة، السؤال هنا أن والدتي تملك حليا فوق النصاب وهو في حوزتها منذ أكثر من عشر سنوات أو أكثر وطلبت منها إخراج الزكاة الواجبة فما حكم السنوات السابقة التي لم تخرج فيها الزكاة لجهلها، أفيدونا مأجورين ؟
السائل : كثيراً ما قرأت في بعض المجلات العربية وسمعت أيضاً من خلال بعض العلماء في بلدي أن حلي المرأة الملبوس ليس عليه زكاة وأن الزكاة تجب فقط على الذهب الذي يكون في شكل سبائك ولكن نظراً لاستماعي الدائم لهذا البرنامج نور على الدرب عرفت أن حلي المرأة تجب عليه الزكاة السؤال هنا أن والدتي تملك حلياً فوق النصاب وهو في حوْزتها منذ أكثر من عشر سنوات أو أكثر طلبت منها إخراج الزكاة الواجبة فما حكم السنوات السابقة التي لم تُخرج فيها الزكاة لجهلها أفيدونا مأجورين؟ الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، يقول السائل إنه كان يفهم سابقا بأن الزكاة لا تجب في الذهب إلا إذا كان سبائك وفهمه هذا فهم لبعض المسألة لأن الذهب إذا كان سبائك ففيه الزكاة وإذا كان نقودا كالدنانير ففيه الزكاة وهذا أمر معلوم لدى أهل العلم وإنما اختلف أهل العلم في الحلي المعد للاستعمال أو العارية هل فيه زكاة أم لا؟ والصحيح أن الزكاة واجبة فيه وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد لدلالة الكتاب والسنّة على ذلك ولا حاجة إلى سياق الأدلة لأن السامع قد فهمها وعلِم أن الزكاة واجبة ولكنه يسأل هل تجب عليه الزكاة عما مضى من السنوات التي كان لا يعتقد وجوب الزكاة فيها؟ والجواب على ذلك أن الزكاة لا تلزمه عن السنوات الماضية لأنه كان لا يعتقد الوجوب لا لجهل منه ولكن لاتباع لبعض أهل العلم الذين أمِرنا باتباعهم إذا لم يكن لدينا علم كما قال الله تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) فمادام في الزمن الماضي لا يُخرج زكاة الحلي اتباعا لأهل العلم الذين يقولون بعدم وجوب الزكاة فيه فإنه لا يجب عليه إخراج الزكاة عما مضى ولكن يجب عليه إخراج الزكاة من حين أن علِم أن الصواب وجوب إخراجها ويبتدئ الحوْل من حين العلم بالوجوب وإن أخرج الزكاة فوْر علمه فهو أطيب. نعم. السائل : بارك الله فيكم. المستمع جمال عبده أحمد مدرس يمني في ال ... يقول في رسالته.
السائل : ما هي رخص السفر نرجو منكم إفادة؟ الشيخ : رخص السفر أولا صلاة الرباعية ركعتين فيصلي الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، والعشاء ركعتين. ثانيا: الفطر في رمضان ويقضيه عدة من أيام أخر. ثالثا: المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليها ابتداء من أول مرة مسح. رابعا: سقوط المطالبة براتبة الظهر والمغرب والعشاء فأما راتبة الفجر وبقية النوافل فإنها باقية على مشروعيتها واستحبابها فيُصلي المسافر صلاة الليل وسنّة الفجر وركعتي الضحى وسنّة الوضوء وركعتي دخول المسجد وركعتي القدوم من السفر فإن من السنّة إذا قدِم الإنسان من سفر أن يبدأ قبل دخول بيته بدخول بيت الله المسجد فيصلي فيه ركعتين وهكذا بقية التطوّع بالصلاة فإنه لا يزال مشروعا بالنسبة للمسافر ما عدا ما قلت أولا وهي راتبة الظهر وراتبة المغرب وراتبة العشاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي هذه الرواتب الثلاث. نعم. السائل : هذه رسالة وصلت من المستمع الذي رمز لاسمه بـ ج م ع محافظة، من مصر يقول في رسالته.
تزوجت من فتاة منذ سبعة أعوام ولدينا الآن من الأولاد ثلاثة أطفال، أنا وزوجتي في سعادة زوجية منقطعة النظير ، ولكن هناك خلاف دائم منذ اللحظة الأولى بين زوجتي ووالدي ، وقد غادرت القطر للعمل في الخارج وتركت الأوضاع كما هي عليه وفي أثناء سفري اشتد الخلاف بين زوجتي والأسرة وأقسم إخوتي باليمين على أن تغادر زوجتي البيت وبالفعل تركت البيت ، نصيحتكم لي في ذالك هل أطلق الزوجة إرضاء لوالدي أم أترك البيت وأستقل بزوجتي حفاظا على أولادنا، نرجوا منكم الإفادة.؟
السائل : تزوجت من فتاة منذ سبعة أعوام ولدينا الأن من الأولاد ثلاثة أطفال أنا وزوجتي في سعادة زوجية منقطعة النظير ولكن هناك خلاف دائم منذ اللحظة الأولى بين زوجتي ووالدي وقد غادرت القُطر للعمل في الخارج وتركت الأوضاع كما هي عليه وفي أثناء سفري اشتد الخلاف بين زوجتي والأسرة فأقسم إخوتي باليمين على أن تُغادر زوجتي البيت وبالفعل تركت البيت. نصيحتكم لي في ذلك هل أطلق الزوجة إرضاء لوالدي أم أترك البيت وأستقل بزوجتي حفاظاً على أولادنا نرجو منكم إفادة؟ الشيخ : الذي أرى أن لا تطلّق امرأتك مادامت قائمة بحق الله وحقك وحق أولادك بل تبقى معها كما وصفت في عيشة سعيدة تحمون أولادكم وتتعاونون على الخير وبالإمكان أن تتلافى هذا الشقاق والنزاع الحاصل بينها وبين أسرتك بأن تجعلها في بيت وحدها ويحسن أن يكون قريبا من الأسرة ليسهل عليك القيام بواجب الأسرة عليك وفي هذه الحال تقوم ببر والديك وصلة أرحامك على الوجه الذي يُرضي الله عز وجل بقدر ما تستطيع وأنا لا أستطيع الأن أن أحكم هل الخطأ من زوجتك بالنسبة لأسرتك أو من أسرتك بالنسبة لزوجتك؟ ولكن مادام الحل أمامنا واضحا وهو أن تُفردها ببيت، وتعيش معها عيشة زوجية سعيدة حميدة تحفظان أولادكما وتتعاونان على البر والتقوى وتبقى مع أهلك قائما ببر والديك وصلة أرحامك أقول مادام هذا الحل موجودا وهو يسير ميسر والحمد لله فإن هذا هو الذي أراه لك. السائل : هذا المستمع مجموعة من المدرسين في اليمن الشمالي يبدؤون رسالتهم بهذا يقولون.
في القرآن الكريم مراجعة بين الله سبحانه وتعالى وعيسى ابن مريم عندما سأله جل شأنه : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله .... ) إلى آخر المراجعة ، هل هذه المراجعة حدثت في الدنيا قبل رفعه أم ستحدث يوم القيامة نرجوا منكم إفادة ؟
السائل : في القرأن الكريم مراجعة بين الله سبحانه وتعالى وعيسى بن مريم عندما سأله جل شأنه: (( أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )) إلى ءاخر المراجعة هل هذه المراجعة حدثت في الدنيا قبل رفعه أم ستحدث يوم القيامة نرجو منكم الإفادة؟ الشيخ : ظاهر سياق الأيات أن هذه المراجعة يوم القيامة كما ستسمع: (( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ )) إلى ءاخره فقوله تعالى: (( هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ )) يدل على أن هذه المراجعة التي كانت بين الله وبين عيسى بن مريم كانت في الأخرة. السائل : أيضا المستمع من اليمن يقول.
هل الحوار في القرآن الكريم الذي يكون الطرف الثاني فيه إنسان رده في الحوار لفظا ومعنى من عنده أم المعنى منه واللفظ من الله سبحانه وتعالى .؟ 00
السائل : هل الحوار في القرأن الكريم الذي يكون الطرف الثاني فيه إنسان ردّه في الحوار لفظاً ومعنى من عنده أم المعنى منه واللفظ من الله سبحانه وتعالى؟ الشيخ : الذي يظهر لي أن ما يحكيه الله عز وجل عمن سبق من الأمم إنما يحكيه سبحانه وتعالى بالمعنى واللفظ من الله سبحانه وتعالى ذلك لأن هذا القرأن بلسان عربي مبين ومن المعلوم أن من يحكي الله عنهم أقوالهم ممن سبق ليسوا من أهل اللغة العربية فلغتهم لغة أخرى ومع ذلك يحكي الله قولهم باللغة العربية وهذا دليل على أن الله تعالى يحكي ما يقولون بمعنى ما يقولون لا باللفظ الذي يقولونه وهذا ظاهر. نعم. السائل : أيضا من أسئلتهم يقولون.
أيضا من أسئلتهم يقولون عددنا ثمانية أفراد نقيم في مدرسة تبعد عن المسجد بحوالي نصف كيلوا متر ، نؤدي صلاتنا في المدرسة جماعة أو فرادى ولا نذهب لأدائها في مسجد القرية ونحن نعلم بأن الصلاة لا تجوز إلا في المسجد مادام قريب وسمعنا في برنامجكم نور على الدرب بأنه لا يجوز الصلاة إلا في المسجد طال ما سمعنا الأذان فهل صلاتنا الماضية صحيحة أم يجب علينا القضاء ، نرجوا منكم إفادة.؟
السائل : عددنا ثمانية أفراد نقيم في مدرسة تبعد عن المسجد بحوالي نصف كيلو متر نؤدي صلاتنا في المدرسة جماعة أو فرادى ولا نذهب لأدائها في مسجد القرية ونحن نعلم بأن الصلاة لا تجوز إلا في المسجد مادام قريباً وسمعنا في برنامجكم نور على الدرب بأنه لا يجوز الصلاة إلا في المسجد طالما سمعنا الأذان فهل صلاتنا الماضية صحيحة أم يجب علينا القضاء نرجو منكم إفادة؟ الشيخ : صلاتكم الماضية التي تصلونها في المدرسة مع قرب المسجد إليكم صلاة صحيحة أولا لأنكم لا تعلمون أن الصلاة في المسجد واجبة. وثانيا لأنكم أديتم الجماعة وقد قال كثير من أهل العلم إن الواجب الصلاة جماعة سواء في المساجد أم في غير المساجد وإن كان الراجح أنه يجب أن تكون في المسجد. ثالثا أن القول الراجح أن صلاة الفرد صحيحة وإن كان يتمكّن من الجماعة ومعنى قولنا صحيحة أنها تبرؤ بها الذمة ولا يلزمه قضاؤها ولكنه ءاثم بترك الجماعة ودليل صحتها حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم في تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ فإن تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ يدل على أن صلاة الفذ فيها أجر ولا يمكن أن يكون فيها أجر إلا إذا كانت صحيحة ولكنها صحيحة مع الإثم على من قدِر أن يصلي مع الجماعة في المسجد. السائل : أيضا الإخوة يسألون يا فضيلة الشيخ ويقولون.
أيضا الإخوة يسألون ما حكم الشرع فيما يروى أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رأى سارية وهو يخطب على المنبر في المعركة في موقف حرج مع الأعداء فقال له يا سارية الجبل ، هل هذه القصة حقيقة حدثت أم من الخيال نرجو منكم إفادة ؟
السائل : ما حكم الشرع فيما يُروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى سارية وهو يخطب على المنبر في المعركة في موقف حرج مع الأعداء فقال له: يا سارية الجبل! هل هذه القصة حقيقة حدثت، أم من الخيال نرجو منكم إفادة؟ الشيخ : هذه القصة مشهورة عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه كان يخطب الناس يوم الجمعة على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان سارية بن زنيْم رضي الله تعالى عنه قائدا لإحدى السرايا في العراق فحصِر الرجل فأطلع الله تعالى أمير المؤمنين عمر على ما أصابه فخاطبه عمر من المنبر وقال له: " يا سارية الجبل " يعني اصعد الجبل أو لذ بالجبل أو ما أشبه ذلك من التقديرات فسمعه سارية فاعتصم بالجبل فسلِم ومثل هذه الحادثة تُعد من كرامات الأولياء فإن للأولياء كرامات يُجريها الله تعالى على أيديهم تثبيتا لهم ونصرة للحق وهي موجودة فيما سلف من الأمم وفي هذه الأمة ولا تزال باقية إلى يوم القيامة، وهي أمر خارق للعادة يُظهره الله تعالى على يد الولي تثبيتا له وتأييدا للحق ولكن يجب علينا الحذر من أن يلتبس علينا ذلك بالأحوال الشيطانية من السحر والشعوذة وما أشبهها لأن هذه الكرامات لا تكون إلا على يد أولياء الله وأولياء الله عز وجل هم المؤمنون المتقون قال الله عز وجل: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الذين ءامنوا وكانوا يتقون )) قال شيخ الإسلام رحمه الله أخْذا من هذه الأية " من كان مؤمناً تقياً كان لله وليا " وليست الولاية بتطويل المسبحة وتوسيع الكم وتكبير العمامة والنمنمة والهمهمة وإنما الولاية بالإيمان والتقوى فيُقاس المرء بإيمانه وتقواه لا بهمهمته ودعواه بل إني أقول: إن من ادعى الولاية فقد خالف الولاية لأن دعوى الولاية معناه تزكية النفس وتزكية النفس معصية لله عز وجل والمعصية تُنافي التقوى، قال الله تعالى: (( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) ولا نعلم أحدا من أولياء الله المؤمنين المتقين قال للناس إني أنا ولي فاجتمعوا إلي وخذوا من بركاتي ودعواتي وما أشبه ذلك، لا نعلم هذا إلا عن الدجالين الكذابين الذين يموّهون على عباد الله ويستخدمون شياطين الجن للوصول إلى مآربهم وإن نصيحتي لأمثال هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وفي عباد الله ونصيحتي لعباد الله أن لا يغتروا بهؤلاء وأمثالهم. نعم. السائل : أثابكم الله يا شيخ محمد. المستمع من أثيوبيا أخوكم في الله محمد زين الدين خليل.
قوله تعالى: ( وكل أمة رسول...) وأيضا قوله تعالى: ( وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير..) وأيضا الآية ( وإن من أمة إلا خلى فيها نذير ) ؟
السائل : يسأل عن قوله تعالى (( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ )) وأيضاً يسأل عن قوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) وأيضاً الأية (( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ )) ؟ الشيخ : هذه الأيات لا تتعارض فإن الله تعالى بعث في كل أمة رسولاً كما قال تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ )) وقال الله عز وجل: (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) إلى قوله: (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )) فلا بد لكل أمة من رسول ولكل أمة من نذير يُنذرها عذاب الله عز وجل ويبشّرها برحمته لمن أطاع. وأما قوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ )) فالمراد أن الله تعالى لم يُرسل إلى العرب نذيراً قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا ليس من العرب رسول إلا محمد صلى الله عليه وسلم وهو دعوة إبراهيم وإسماعيل حيث قال عليه الصلاة والسلام عن إبراهيم: (( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) فلم يبعث الله عز وجل نذيرا إلى العرب إلا محمدا صلى الله عليه وسلم، بعثه الله تعالى نذيرا لهم ولكافة الناس كما قال الله عز وجل: (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) . السائل : هذا المستمع مستمع جديد للبرنامج كما يقول خالد عبد الرحمان، المستمع يقول.
إنني أحب قراءة السور القرآنية وأحب الصلاة وأحب الرجل الذي يصلي وأستمع إلى السور القرآنية دائما وأنا لا أصل علما أن السبب الذي يجعلني لم أصل هو أنني في مدرسة مختلطة ، ما هو الواجب علي أن أعمله، أيضا يقول قلت وحلفت نذرا علي أن أصوم وأصلي عندما أنجح من الصف السادس هل يجوز نذري هذا في الصلاة والصوم. نرجوا منكم إفادة.؟
السائل : إنني أحب قراءة السور القرأنية وأحب الصلاة وأحب الرجل الذي يصلي وأستمع إلى السور القرأنية دائماً وأنا لا أصلي علماً أن السبب الذي يجعلني لم أصلي هو أنني في مدرسة مختلطة ما هو الواجب علي أن أعمله؟ أيضاً يقول قلت وحلفت نذراً علي أن أصوم وأصلي عندما أنجح من الصف السادس هل يجوز نذري هذا في الصلاة والصوم نرجو منكم إفادة؟ الشيخ : هذا السؤال سؤال غريب شاهد من الواقع على فساد المدارس المختلطة وأنها شر وفتنة ودليل من الواقع على أنه يجب على هؤلاء الذين جعلوا مدارسهم مختلطة، يجب عليهم أن يميّزوا مدارس النساء عن مدارس الرجال حتى يكونوا بل حتى يسلموا من هذه الفتنة العظيمة التي أوْجبت لمثل هذا الشاب أن يضل هذا الضلال في دينه فلا يصلي وبهذه القصة الغريبة يتبيّن الخطر الكامن في المدارس التي يختلط فيها الرجال والنساء ويتبيّن حكمة الشرع في وجوب الفصل بين الرجال والنساء في الدراسة وكذلك في العمل ولقد ثبت في "صحيح البخاري" أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن الرجال غلبوهنّ على النبي صلى الله عليه وسلم حيث يختلطون به كثيرا ويأخذون من علمه وطلبت منه أي من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهنّ ليعلمهنّ مما علمه الله، فوعدهن النبي صلى الله عليه وسلم موعداً في بيت إحداهنّ، وجاء إليهنّ فعلمهنّ، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم احضرن مع الرجال لتعلموا ما يتعلمه الرجال ولكنه صلى الله عليه وسلم وعدهنّ يوما في مكان متحد يعلّمهنّ مما علمه الله ولما كان النساء يحضرن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا بد من حضورهنّ المسجد إذا أردن الجماعة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف النساء ءاخرها وشرها أولها ) كل هذا حثّا منه صلوات الله وسلامه عليه على أن تبتعد المرأة من الرجل وفيه بيان أن قرب المرأة من الرجل شر لقوله: ( وشرها ءاخرها ) . فالواجب على المسلمين أن يأخذوا بمثل هذا الهدي العظيم الذي به رحمة الخلق وصلاحهم وسعادتهم وفلاحهم كما قال الله تعالى مبيّنا الحكمة في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) فإذا كانت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين كانت سببا مقتضيا للرحمة إذا تمسّك بها المسلمون. فنصيحتي لهؤلاء الذين جعلوا مدارسهم مختلطة بين الرجال والنساء أن يتوبوا إلى الله عز وجل من ذلك وأن يميّزوا بين مدارس الرجال والنساء ويفصلوا بينهن وتكون المدرسة التي تدرس المختلطين خاصة بالنساء والمدرس الذي يدرس المختلطين خاصا بالرجال نسأل الله تعالى أن يمُنّ على المسلمين بما تقتضيه شريعة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم من الآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات والعقائد السليمة. أما الجواب عن سؤاله فإن الأفضل أن يتعبّد الإنسان لله عز وجل بدون نذر ولكن كأن هذا الرجل الذي كان يحب المصلين ويستمع للقرأن كأن هذا الرجل من شدة شفقته وحرصه على أن يتوب إلى الله ويقوم بما أوجب الله عليه من الصلاة حمله ذلك الحرص على أن ينذر ويحلف أنه إذا تخرّج من السادسة فإنه يصلي وإلا فإن الأفضل أن لا يحلف الإنسان أو ينذر على فعل الطاعة لقول الله تعالى: (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) فنهى الله عز وجل أن يقسم الإنسان على فعل الطاعة بل يطيع ربه طاعة معروفة بانقياد تام بدون إقسام ولا نذر هذا وأسأل الله لهذا السائل أن يثبّته وأن يزيده من فضله وهدايته. السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ.