مع هذه الأيام ونتيجة للاحتكاك مع الغرب والشرق وغالبهم من الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم نراهم يردون تحية الإسلام علينا حينما نتقابل معهم فماذا يجب علينا اتجاههم ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
إن هؤلاء الذين يأتوننا من الشرق ومن الغرب ممن ليسوا مسلمين لا يحل لنا أن نبدأهم بالسلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام ) ولكن إذا سلموا علينا فإننا نرد عليهم بمثل ما سلموا علينا به ، لقوله تعالى : (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) .
وسلامهم علينا بالتحية الإسلامية : السلام عليكم لا يخلو من حالين :
إما أن يفصحوا باللام فيقولوا : السلام عليكم ، فلنا أن نقول : عليكم السلام ، ولنا أن نقول : وعليكم .
أما إذا لم يفصحوا باللام وهو الحال الثانية مثل أن يقولو : السام عليكم ، فإننا نقول : وعليكم فقط ، وذلك لأن اليهود كانوا يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلمون عليه يقولون : السام عليكم ، غير مفصحين بالام ، والسام هو الموت ، يريدون الدعاء على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول لهم : وعليكم ، فإذا كانو قالوا : السام عليكم و فإننا نقول لهم : وعليكم ، يعني أنتم أيضاً وعليكم السام ، هذا هو مادلت عليه السنة .
وأما أن نبدأهم نحن بالسلام فإن هذا قد نهانا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم .
1 - مع هذه الأيام ونتيجة للاحتكاك مع الغرب والشرق وغالبهم من الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم نراهم يردون تحية الإسلام علينا حينما نتقابل معهم فماذا يجب علينا اتجاههم ؟ أستمع حفظ
هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قنت في صلاة الفرض مثل المغرب أو العشاء أو الفجر مع أنه في الآونة الأخيرة بدأ أئمة المساجد عندنا يقنتون في صلاة المغرب والعشاء والفجر أرجو التكرم فضيلة الشيخ بذكر الأدلة، وهل هناك أحاديث صحيحة أرجو ذكرها بارك الله فيكم ؟
الشيخ : نعم القنوت في الفرائض لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في أحوال مخصوصة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعوا على رعل وذكوان الذين قتلوا القراء السبعين الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم تركه ، وقنت صلى الله عليه وسلم لإنجاء الله تعالى المستضعفين من المؤمنين في مكة حتى قدموا ثم تركه ، وكان صلى الله عليه وسلم يقنت في مثل هذه الأحوال ، ولكن ظاهر السنة أنه يقنت في المغرب والفجر فقط .
أما الفقهاء رحمهم الله وأعني بذلك فقهاء الحنابلة فقالوا : إنه يقنت إذا نزلت بالمسلمين نازلة في جميع الفرائض ما عدا صلاة الجمعة ، وعللوا ذلك أعني ترك القنوت في صلاة الجمعة أنه يكفي الدعاء الذي يدعو به في الخطبة ، إلا أن الفقهاء فقهاء الحنابلة رحمهم الله يقولون : في المشهور من مذهب الإمام أحمد إن القنوت خاص بالإمام بإمام المسلمين دون غيره إلا ما وكل إليه الإمام ذلك فإنه يقنت ، يعني أنهم لا يرون القنوت لكل إمام مسجد ولا لكل مصلٍ وحده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قنت ولم يأمر أمته بالقنوت ولم يرد أن مساجد المدينة كانت تقنت في ذلك الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت فيه .
ولكن القول الراجح أنه يقنت الإمام الأعظم الذي هو رئيس الدولة وملك الدولة ، ويقنت أيضاً غيره من أئمة المساجد وكذلك من المصلين وحدهم ، إلا أني أحب أن يكون الأمر منضبطاً بحيث لا يعن لكل واحد من الناس أن يقوم فيقنت بمجرد أن يرى أن هذه نازلة ، وهي قد تكون نازلة في نظره دون حقيقة الواقع ، فإذا ضبط الأمر وتبين أن هذه نازلة حقيقية تستحق أن يقنت المسلمون لها ليشعروا المسلمين بأن المسلمين في كل مكان أمة واحدة يتألم المسلم لأخيه ولو كان بعيداً عنه ، ففي هذه الحال نقول إنه يقنت كل إمام وكل مصلٍ ولو وحده .
وأما عدم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فإن فعله عليه الصلاة والسلام سنة يقتدى بها ونحن مأمرون بالائتساء به قال الله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )) فإذا فعل فعلاً يتعبد به لله عز وجل فإننا مأمورون أن نفعل مثل فعله بمقتضى هذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات الدالة على أنه إمامنا وقدوتنا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم ، لكن المهم عندي أن تكون الأمور منضبطة ، وأن لا يذهب كل إنسان إلى رأيه بدون مشاورة أهل العلم ومن لهم النظر في هذه الأمور ، لأن الشيء إذا كان فوضى كل يأخذ برأيه تذبذب الناس واشتبه الأمر على العامة ، وصاروا يقولون من نتبع ومن نأخذ برأيه ؟، لكن إذا ضبط وصار له جهة معينة تستشار في هذا الأمر كان هذا أحسن .
هذا بالنسبة إلى الأمر المعلن الذي يكون من أئمة المساجد مثلاً أما الشيء الخاص الذي يفعله الإنسان في نفسه فهذا أمر يرجع إلى اجتهاده ، فما تراه في المسلمين نازلة تستحق أن يقنت لها فليقنت ولا حرج عليه في ذلك ، والرسول عليه الصلاة والسلام مثل المسلمين بالجسد الواحد فقال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى بالسهر ) .
والحاصل أن القنوت في الفرائض غير مشروع لا في الفجر ولا في غيرها إلا إذا نزلت بالمسلمين نازلة تستحق القنوت لها و فيشرع القنوت لكل مصلٍ في المغرب وفي الفجر ، وإن قنت في جميع الصلوات فإن هذا لا بأس به كما رآه بعض أهل العلم ، فإذا انجلت هذه النازلة توقف عن القنوت ، وأهم شيء عندي في مثل هذه الأمور أن يكون الأمر منضبطاً بحيث لا يكون فوضى ، وأن يرجع في ذلك إلى أهل الرأي في هذه الأشياء وهم أهل العلم ، نعم .
2 - هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قنت في صلاة الفرض مثل المغرب أو العشاء أو الفجر مع أنه في الآونة الأخيرة بدأ أئمة المساجد عندنا يقنتون في صلاة المغرب والعشاء والفجر أرجو التكرم فضيلة الشيخ بذكر الأدلة، وهل هناك أحاديث صحيحة أرجو ذكرها بارك الله فيكم ؟ أستمع حفظ
إذا صلى جماعة إلى غير جهة القبلة وهم لم يعلموا جهتها تحديدا فهل عليهم أن يعيدوا الصلاة ؟
الشيخ : هذه المسألة لا تخلوا من حالين :
الحال الأولى : أن يكونوا في موضع لا يمكنهم العلم بالقبلة مثل أن يكونوا في سفر وتكون السماء مغيمة ولم يهتدوا إلى جهة القبلة فإنهم إذا صلوا بالتحري ثم تبين أنهم على خلاف القبلة فلا شيء عليهم لأنهم اتقوا الله ما استطاعوا ، وقد قال الله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) وقال الله تعالى : في خصوص هذه المسألة : (( ولله المشرق والمغرب فإينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم )) .
الحال الثانية : أن يكونوا في موضع يمكنهم فيه السؤال عن القبلة ، ولكنهم فرطوا وأهملوا ففي هذه الحال يلزمهم قضاء الصلاة التي صلوها إلى غير القبلة ، لأنهم في هذه الحال مخطؤون خاطؤون ، مخطؤون للقبلة لأنهم لم يتعمدوا الانحراف عنها ، لكنهم خاطؤون في تهاونهم وإهمالهم السؤال عنها ، فتجب عليهم الإعادة حينئذٍ سواء كان ذلك في الوقت أو بعد خروج الوقت .
إلا أنه ينبغي أن نعلم أن الإنحراف اليسير إلى جهة القبلة لا يضر كما لو انحرف إلى جهة اليمين أو إلى جهة الشمال يسيراً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل المدينة : ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) ، فالذين يكونون شمالاً عن الكعبة نقول لهم ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) وكذلك من يكونون جنبوباً عنها ، ومن كانوا شرقاً عنها أو غرباً نقول : ما بين الشمال والجنوب قبلة ، فالانحراف اليسير لا يؤثر ولا يضر .
وهاهنا مسألة أحب أن أنبه عنها بهذه المناسبة ، وهي أن من كان في المسجد الحرام يشاهد الكعبة فإنه يجب أن يتجه إلى عين الكعبة لا إلى جهتها ، لأنه إذا انحرف عن عين الكعبة لم يكن متجهاً إلى القبلة ، وأرى كثيراً من الناس في المسجد الحرام لا يتجهون إلى عين الكعبة ، تجد الصف مستطيلاً طويلاً وتعلم علم اليقين أن كثيراً منهم لم يكن متجهاً إلى عين الكعبة ، وهذا خطأ عظيم يجب على المسلمين أن ينبهوا له وأن يتلافوه ، لأنهم إذا صلوا على هذه الحال صلوا إلى غير القبلة .
السائل : إذا لم يعلموا بعدد الأوقات يا شيخ محمد ؟
الشيخ : إذا لم يعلموا بعدد الأوقات التي أخطؤوا فيها في الحال التي تجب عليهم الإعادة فإنهم يتحرون الأيام والصلوات التي أخطؤوا فيها ، فإذا قدر أنهم شكوا هل هي عشرة أيام أو هي خمسة عشر يوماً فليجعلوها عشرة لأن هذا هو المتيقن ، وما زاد عليه مشكوك فيه فلا تلزم إعادته .
3 - إذا صلى جماعة إلى غير جهة القبلة وهم لم يعلموا جهتها تحديدا فهل عليهم أن يعيدوا الصلاة ؟ أستمع حفظ
هل يجوز أن أذهب إلى الجامعة مع العلم أنها تبعد حوالي عشرين كيلوا متر من منزلي وهي مختلطة وخاصة كليتي، المواصلات مكدسة بالرجال والنساء معا وأيضا عند دخول الجامعة يطلبون مني رفع النقاب عن وجهي وخاصة في أوقات الإمتحانات، هل هذه تعتبر ضرورة وهل يجوز لي أن أعصي أهلي مع إصرارهم على ذهابي بحجة أنني لا بد أن آخذ شهادة وتكون سلاح في هذا العصر، أفيدوني مأجورين ؟
الشيخ : الذي أرى أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف الغطاء عن وجهها ، لأن الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنظر الصحيح تدل على وجوب ستر المرأة وجهها ، وعلى هذا فإذا أمرت بأن تكشف وجهها وجب عليها أن تمتنع ، وإذا ألح عليها أهلها أن تعمل هذا العمل وجب عليها أن تقنعهم بأن هذا لا يجوز ، فإن تبين ذلك لهم وعذروها به فهذا من فضل الله عليها وعليهم ، وإن لم يتبين لهم أو تبين وأصروا على أن تكشف وجهها فيجب عليها أن لا تفعل وأن لا تكشف وجهها وإن غضب بذلك أهلها ووالداها ، لأن الله عز وجل يقول : (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به عليم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً )) فلا يطاع الوالدان في معصية الله ، فإنما الطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
4 - هل يجوز أن أذهب إلى الجامعة مع العلم أنها تبعد حوالي عشرين كيلوا متر من منزلي وهي مختلطة وخاصة كليتي، المواصلات مكدسة بالرجال والنساء معا وأيضا عند دخول الجامعة يطلبون مني رفع النقاب عن وجهي وخاصة في أوقات الإمتحانات، هل هذه تعتبر ضرورة وهل يجوز لي أن أعصي أهلي مع إصرارهم على ذهابي بحجة أنني لا بد أن آخذ شهادة وتكون سلاح في هذا العصر، أفيدوني مأجورين ؟ أستمع حفظ
هل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها عمل مندوب ؟
الشيخ : نعم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة عمل مندوب إليه وفيه فضل ، ولا فرق في ذلك بين أن يقرأها الإنسان من المصحف أو عن ظهر قلب ، واليوم الشرعي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وعلى هذا إذا قرأها الإنسان بعد صلاة الجمعة أدرك الأجر بخلاف الغسل يوم الجمعة فإن الغسل يكون قبل الصلاة لأنه اغتسال لها فيكون مقدم عليها .
في كثير من السور في بدايتها ( الم ) ( ق ) ( كهيعص ) ( حم ) (عسق ) ما معنى هذه الآيات أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : هذه الآيات هي الحروف الهجائية ابتدأ الله تعالى بها في بعض السور ، واختلف العلماء في ذلك :
فمنهم من قال : إنها أسماء لهذه السور ، ومنهم من قال : إنها رموز وإشارات إلى أسماء الله عز وجل ، ومنهم من قال : إنها أو إن بعضها إشارات إلى حوادث تقع ، ومنهم من قال : الله أعلم بما أراد بها ، ومنهم من قال : إنها حروف هجائية ليس لها معنى ، ولكن لها مغزى ، قالوا : ليس لها معنى ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في هذا القرآن الكريم : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ويقول تعالى : ((إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) وفي آية أخرى يقول : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) وهذه الحروف الهجائية باللسان العربي ليس لها معنى ، وعلى هذا فنقول : هذه الحروف الهجائية لا معنى لها ولكن لها مغزى وحكمة عظيمة .
هذه الحكمة هي بيان أن هذا القرآن العظيم المجيد الذي أعجز أمراء الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بمثله ، بل قال الله تعالى : (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )) هذا القرآن الذي أعجز الثقلين أن يأتوا بمثله هو من هذه الحروف التي يركب هؤلاء القوم كلامهم منها ومع ذلك عجزوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي هو من هذه الحروف ، ولهذا لا تكاد تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف الهجائية إلا وجدت بعدها ذكراً للقرآن ، (( ألم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين )) ، (( ألم ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق )) ، (( ألمص ، كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه )) ، (( ألر ، تلك آيات الكتاب الحكيم )) وهكذا .
وأما قوله تعالى : (( ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم )) ، وقوله : (( ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعدهم غلبهم سيغلبون )) فهذه وإن لم يكن فيها ذكر للقرآن لكن فيها ذكر لأخبار صادقة لا يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أن يوحى إليه هذا القرآن ، وأخبار مستقبلة لا يعلم بها إلا الله عز وجل ، وما أطلعه الله عليها في قوله : (( غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون )) فإن أحداً لا يعلم أن الروم الذين غلبوا سيغلبون في بضع سنين إلا الله عز وجل .
وأما قوله تعالى : (( ن ، والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون )) فإن فيها إشارة إلى القرآن حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوحي إليه هذا القرآن وصف ونعت بهذه النعوت الجليلة ، بل قد يقال إن فيه إشارة أيضاً في قوله : (( والقلم وما يسطرون )) فإن القرآن كما يحفظ في الصدور يكتب بالأقلام أيضاً .
6 - في كثير من السور في بدايتها ( الم ) ( ق ) ( كهيعص ) ( حم ) (عسق ) ما معنى هذه الآيات أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟ أستمع حفظ
في سورة يقول الله تبارك وتعالى : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ما معنى البرهان وما المقصود به ؟
الشيخ : يقول الله تعالى : (( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه )) وبرهان ربه الذي حال بينه وبين تنفيذ ما حصل فيه الهم هو الإيمان والخشية والخوف من الله عز وجل ، فإن الإنسان يحميه إيمانه بالله عز وجل وخوفه منه وخشيته له ، يحميه أن يقع في أمر حرمه الله عز وجل ، وكل من كان أعلم بالله كان منه أخوف وأشد خشية قال الله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) .
فهو عليه الصلاة والسلام رأى برهان الله عز وجل وهو النور الذي قذفه الله تعالى من الإيمان والخشية فمنعه ذلك من حصول ما كان فيه الهم .
وأما القول بأن والده تراءى له في مخيلته يحذره من ذلك فهو قول ضعيف لا تدل عليه الآية ، وما ذكرناه هو المتعين وهو اللائق بمقام يوسف عليه السلام .
السائل : شكر الله يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما قدمتهم لنا وللإخوة المستمعين الكرام .