نور على الدرب-167a
يقول الله تبارك وتعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) فضيلة الشيخ نحن ندعو كثيرا وندعو الله ولم يستجب لنا ترى ما الأسباب في ذالك ؟
السائل : يقول الله تبارك وتعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) فضيلة الشيخ نحن ندعو كثيرا وندعو الله ولم يستجب لدعائنا ، ترى ما الأسباب في ذالك ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة وقولاً وعملاً .
يقول الله عز وجل : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخون جهنم داخرين )) ويقول السائل إنه دعا الله عز وجل ولم يستجب الله له ، فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه أن يستجيب له ، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد .
والجواب على ذلك : أن للإجابة شروطاً لا بد أن تتحقق ، وهي : الإخلاص لله عز وجل بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه ، عالم بأنه عز وجل قادر على إجابة الدعوة مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى .
الشرط الثاني : أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، أما أن يدعو الله عز وجل وهو يشعر بأنه مستغن عن الله تعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري في الإجابة ، بل فإن هذا ليس بحري بالإجابة .
الشرط الثالث : أن يكون متجنباً لأكل الحرام فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) وقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً )) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأنى يستجاب لذلك ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي :
رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عز وجل ، لأنه تعالى في السماء فوق العرش ، ومد اليد إلى الله تعالى من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند : ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) .
ثانياً : هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب يا رب يا رب ، والتوسل إلى الله تعلى بهذا الاسم من أسباب الإجابة ، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السموات والأرض ، ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن بهذا الاسم : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ، فاتجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض )) إلى آخر الآيات ، فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة .
ثالثاً : هذا الرجل كان مسافراً ، والسفر غالباً من أسباب الإجابة ، لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله ، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجأ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً .
والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول : أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق ) هذه الأسباب الأربعة لإجابة الدعاء لم تجدي شيئاً لكون مطعمه حراماً وملبسه حراماً وغذي بالحرام ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فأنى يستجاب لذلك ) هذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوفر فإن الإجابة تبدو بعيدة .
فإذا توفرت ولم يستجب الله للداعي فإما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ، ولا يعلمها ذلك الداعي (( فعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم )) وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله عز وجل فإنه :
إما أن يرفع عنه من السوء ما هو أعظم ، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر ، لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب لحكمة ، فيعطى الأجر مرتين مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة ، فيدخر له عند الله عز وجل ما هو أعظم وأكمل .
ثم إن من المهم أيضاً أن لا يستعجل الإنسان الإجابة فإن هذا من أسباب منع الإجابة أيضاً كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قالوا كيف يعجل يا رسول الله قال : يقول : دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي ) فلا ينبغي للإنسان أن يستطلع الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء ، بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعوا بها الله عز وجل فإنها عبادة تقربك إلى الله سبحانه وتعالى وتزيدك أجراً ، فعليك يا أخي بدعاء الله تعالى في كل أمورك العامة والخاصة والشديدة واليسيرة ، لو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديراً بالمرأ أن يحرص عليها .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة وقولاً وعملاً .
يقول الله عز وجل : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخون جهنم داخرين )) ويقول السائل إنه دعا الله عز وجل ولم يستجب الله له ، فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه أن يستجيب له ، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد .
والجواب على ذلك : أن للإجابة شروطاً لا بد أن تتحقق ، وهي : الإخلاص لله عز وجل بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه ، عالم بأنه عز وجل قادر على إجابة الدعوة مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى .
الشرط الثاني : أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، أما أن يدعو الله عز وجل وهو يشعر بأنه مستغن عن الله تعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري في الإجابة ، بل فإن هذا ليس بحري بالإجابة .
الشرط الثالث : أن يكون متجنباً لأكل الحرام فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) وقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً )) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأنى يستجاب لذلك ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي :
رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عز وجل ، لأنه تعالى في السماء فوق العرش ، ومد اليد إلى الله تعالى من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند : ( إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) .
ثانياً : هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب يا رب يا رب ، والتوسل إلى الله تعلى بهذا الاسم من أسباب الإجابة ، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السموات والأرض ، ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن بهذا الاسم : (( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ، فاتجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض )) إلى آخر الآيات ، فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة .
ثالثاً : هذا الرجل كان مسافراً ، والسفر غالباً من أسباب الإجابة ، لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله ، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجأ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً .
والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول : أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق ) هذه الأسباب الأربعة لإجابة الدعاء لم تجدي شيئاً لكون مطعمه حراماً وملبسه حراماً وغذي بالحرام ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فأنى يستجاب لذلك ) هذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوفر فإن الإجابة تبدو بعيدة .
فإذا توفرت ولم يستجب الله للداعي فإما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ، ولا يعلمها ذلك الداعي (( فعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم )) وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله عز وجل فإنه :
إما أن يرفع عنه من السوء ما هو أعظم ، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر ، لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب لحكمة ، فيعطى الأجر مرتين مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة ، فيدخر له عند الله عز وجل ما هو أعظم وأكمل .
ثم إن من المهم أيضاً أن لا يستعجل الإنسان الإجابة فإن هذا من أسباب منع الإجابة أيضاً كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قالوا كيف يعجل يا رسول الله قال : يقول : دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي ) فلا ينبغي للإنسان أن يستطلع الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء ، بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعوا بها الله عز وجل فإنها عبادة تقربك إلى الله سبحانه وتعالى وتزيدك أجراً ، فعليك يا أخي بدعاء الله تعالى في كل أمورك العامة والخاصة والشديدة واليسيرة ، لو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديراً بالمرأ أن يحرص عليها .
1 - يقول الله تبارك وتعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) فضيلة الشيخ نحن ندعو كثيرا وندعو الله ولم يستجب لنا ترى ما الأسباب في ذالك ؟ أستمع حفظ
هل يجوز للفتاة أن تكشف وجهها للأعمى والقراءة عليه حيث أنه مدرس في المتوسطة ؟
السائل : هل يجوز للفتاة أن تكشف وجهها للأعمى والقراءة عليه حيث أنه مدرس في المتوسطة ؟
الشيخ : الجواب أن العلماء رحمهم الله اختلفوا في جواز نظر المرأة إلى الرجل ، فمنهم من قال : إنه لا يجوز لعموم قوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) إلى آخر الآية ، ولحديث أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي وحفصة فدخل ابن أم مكتوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( احتجبا منه ) فقالت إنه ضرير أعمى لا يبصرنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفعمياوان أنتما ) .
ومن العلماء من قال : إنه يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل بشرط أن لا يكون نظرها لشهوة ولا لتمتع ، وهذا القول هو الراجح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس : ( اعتدي في بيت ابن أم مكتوم لأنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستر عائشة وهي تنظر إلى الحبشة في المسجد ، وكذلك كان إذا خطب الرجال في يوم العيد نزل إلى النساء فخطبهن ، ولا شك أنه إذا كان يخطبهن سينظرن إليه وكان معه بلال رضي الله عنه .
وأما الآية التي استدل بها من منع نظر المرأة إلى الرجل فإن الله تعالى يقول فيه : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن )) و ( من ) للتبعيض وهي صادقة بما إذا منعن من النظر إلى الرجل لشهوة أو لتمتع ، فإنه في هذه الحال يجب عليها غض البصر ، ويبقى ما عدا ذلك على ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما الحديث حديث أم سلمة فإن في صحته نظر ، لأن راويه عن أم سلمة وهو مولاها نبهان قال فيه ابن عبد البر إنه رجل مجهول ، وحديث يكون درجته هكذا لا يمكن أن يعارض الأحاديث الصحيحة الواضحة في جواز نظر المرأة إلى الرجل ، لكن يجب كما أسلفنا أن لا يكون نظرها إليه نظر شهوة أو نظر تمتع ، فإن ذلك لا يجوز والله أعلم .
الشيخ : الجواب أن العلماء رحمهم الله اختلفوا في جواز نظر المرأة إلى الرجل ، فمنهم من قال : إنه لا يجوز لعموم قوله تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن )) إلى آخر الآية ، ولحديث أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم هي وحفصة فدخل ابن أم مكتوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( احتجبا منه ) فقالت إنه ضرير أعمى لا يبصرنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفعمياوان أنتما ) .
ومن العلماء من قال : إنه يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل بشرط أن لا يكون نظرها لشهوة ولا لتمتع ، وهذا القول هو الراجح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس : ( اعتدي في بيت ابن أم مكتوم لأنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستر عائشة وهي تنظر إلى الحبشة في المسجد ، وكذلك كان إذا خطب الرجال في يوم العيد نزل إلى النساء فخطبهن ، ولا شك أنه إذا كان يخطبهن سينظرن إليه وكان معه بلال رضي الله عنه .
وأما الآية التي استدل بها من منع نظر المرأة إلى الرجل فإن الله تعالى يقول فيه : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن )) و ( من ) للتبعيض وهي صادقة بما إذا منعن من النظر إلى الرجل لشهوة أو لتمتع ، فإنه في هذه الحال يجب عليها غض البصر ، ويبقى ما عدا ذلك على ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما الحديث حديث أم سلمة فإن في صحته نظر ، لأن راويه عن أم سلمة وهو مولاها نبهان قال فيه ابن عبد البر إنه رجل مجهول ، وحديث يكون درجته هكذا لا يمكن أن يعارض الأحاديث الصحيحة الواضحة في جواز نظر المرأة إلى الرجل ، لكن يجب كما أسلفنا أن لا يكون نظرها إليه نظر شهوة أو نظر تمتع ، فإن ذلك لا يجوز والله أعلم .
رجل نذر أن يصوم عشرة أيام في بداية شهر ما فلم يستطع أن يكملها جميعا فأخر بعضها إلى الشهر الثاني، فهل عليه كفارة في هذه الحالة ؟
السائل : يقول : رجل نذر أن يصوم عشرة أيام في بداية شهر ما فلم يستطع أن يكملها جميعا فأخر بعضها إلى الشهر الثاني ، هل عليه كفارة في هذه الحالة ؟
الشيخ : أولاً نحن من هذا المنبر منبر نور على الدرب نكرر النهي عن النذر آخذين بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال : ( إنه لا يأتي بخير وقال إنما يستخرج به من البخيل ) ، وما أكثر السائلين الذين يسألون عن نذور نذروها ، إما لوقوعهم في ضيق فينظرون إن نجاهم الله منه أن يتصدقوا أو يصوموا ، وإما لمريض كان عندهم ينذرون إن شفاه الله أن يتصدقوا أو يصوموا ، وإما لحصول الذرية ينذرون إن رزقهم الله أولاداً أن يفعلوا كذا وكذا من العبادات ، كأن الله عز وجل لا يمنّ عليهم بنعمه إلا إذا شرطوا له هذا النذر .
وإنني من هذا المكان أحذر إخواني المسلمين عن النذر وأنقل إليهم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، لأنهم دائماً ينذرون فيندمون ، وبربما ينذرون ولا يوفون ، وما أعظم عقوبة من نذر لله سبحانه وتعالى ولم يوف ، فلنستمع إلى قول الله تعالى : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقون بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) .
ثم إن النذر أقسام : منه ما يجب الوفاء به ، ومنه ما لا يجب الوفاء به لكونه جارياً مجرى اليمين ، فإذا نذر الإنسان عبادة سواء كان نذراً مطلقاً أو معلقاً ، قاصداً فعل تلك العبادة وجب عليه أن يأتي بهذه العبادة .
مثال ذلك قال رجل : لله علي رجل أن أصلي ركعتين ، هذا نذر عبادة مطلق فيجب عليه أن يصلي فوراً ما لم يقيدها بزمن أو مكان ، فإن قيدها بزمن لم يجب عليه أن يصلي حتى يأتي ذلك الزمن ، وإن قيدها بمكان لم يلزمه أن يصلي إلا في ذلك المكان الذي نذره ما لم يكن فيه محظوراً شرعي ، لكن يجوز له أن يصليها في مكان آخر إلا إذا كان المكان الذي عينه له مزية فضل فإنه لا يجوز أن يصليها في مكان ليس فيه ذلك الفضل ، مثل لو نذر الصلاة في المسجد الحرام لم تجزءه الصلاة فيما سواه من المساجد ، ولو نذر الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أجزأه أن يصلي في المسجد الحرام بدلاً عنه ، ولو نذرها في المسجد الأقصى أجزأه أن يصلي في المسجد النبوي وفي المسجد الحرام أيضاً ، فإذا نذر الأعلى لم تجزئ الصلاة فيما دونه ، وإن نذر الأدنى أجزأت فيما هو أعلى منه .
المهم النذر العبادة يجب الوفاء به سواء كان مطلقاً كما مثلنا أو معلقاً كما لو قال : إن شفى الله مريضي فلله علي نذر أن أصوم شهراً ، أو قال : إن نجحت في الإمتحان فلله علي نذر أن أصوم ثلاثة أيام أو أن أصوم يوم الإثنين والخميس من الشهر الفلاني أو ما أشبه ذلك ، فيجب عليه الوفاء في ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .
أما إذا كان النذر جارياً مجرى اليمين أي لا يقصد التعبد لله تعالى بهذه العبادة المعينة وإنما يقصد الناذر أن يمتنع من فعل معين أو أن يلتزم بفعل معين ، مثل أن يقول : لله علي نذر أن لا ألبس هذا الثوب ، فهذا يخير بين لبسه وكفارة اليمين ، أو يقول : إن لبست هذا الثوب فلله علي نذر أن أصوم شهراً ، فهنا إذا لبس الثوب لم يلزمه أن أصوم شهراً ، بل إن شاء صام شهراً وإن شاء كفر عن نذره كفارة يمين ، لأن كل نذر يقصد به المنع أو الحث أو التصديق أو التكذيب فإنه يكون جارياً مجرى اليمين ز
بعد هذا نرجع إلى جواب السؤال الذي تقدم به السائل وهو : أنه نذر أن يصوم عشرة أيام من شهر ما ثم لم يصمها في ذلك الشهر وصامها في الشهر الثاني .
فنقول له : إن عليك كفارة يمين ، لأن نذرك تضمن شيئين :
تضمن صيام عشرة أيام وأن تكون في هذا الشهر المعين ، فلما فاتك أن تكون في هذا الشهر المعين لزمتك كفارة اليمين لفوات الصفة ، وأما الأيام فقد صمتها .
وأخيراً أرجوا من إخواني المسلمين ، أن لا ينذروا أن لا يكلفوا أنفسهم بهذه النذور ، أن لا يلزموها بما لم يلزمهم الله به ، أن لا يفعلوا شيئاً يندمون عليه ، وربما لا يوفون به فيقع عليهم ما وقع على من عاهد الله : (( لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقون بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) أخشى أن يقع الإنسان إذا نذر لله نذراً كهذا الذي ذكره الله عز وجل ثم لم يوفي به أن يعقبه الله تعالى نفاقاً في قلبه إلى الممات .
إنني أرجو وأكرر رجائي أن ينتبه إخواني المسلمون إلى هذه المسألة ، وأن ينتهوا عن النذر كما نهاهم عنه نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم والله المستعان .
الشيخ : أولاً نحن من هذا المنبر منبر نور على الدرب نكرر النهي عن النذر آخذين بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال : ( إنه لا يأتي بخير وقال إنما يستخرج به من البخيل ) ، وما أكثر السائلين الذين يسألون عن نذور نذروها ، إما لوقوعهم في ضيق فينظرون إن نجاهم الله منه أن يتصدقوا أو يصوموا ، وإما لمريض كان عندهم ينذرون إن شفاه الله أن يتصدقوا أو يصوموا ، وإما لحصول الذرية ينذرون إن رزقهم الله أولاداً أن يفعلوا كذا وكذا من العبادات ، كأن الله عز وجل لا يمنّ عليهم بنعمه إلا إذا شرطوا له هذا النذر .
وإنني من هذا المكان أحذر إخواني المسلمين عن النذر وأنقل إليهم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، لأنهم دائماً ينذرون فيندمون ، وبربما ينذرون ولا يوفون ، وما أعظم عقوبة من نذر لله سبحانه وتعالى ولم يوف ، فلنستمع إلى قول الله تعالى : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقون بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) .
ثم إن النذر أقسام : منه ما يجب الوفاء به ، ومنه ما لا يجب الوفاء به لكونه جارياً مجرى اليمين ، فإذا نذر الإنسان عبادة سواء كان نذراً مطلقاً أو معلقاً ، قاصداً فعل تلك العبادة وجب عليه أن يأتي بهذه العبادة .
مثال ذلك قال رجل : لله علي رجل أن أصلي ركعتين ، هذا نذر عبادة مطلق فيجب عليه أن يصلي فوراً ما لم يقيدها بزمن أو مكان ، فإن قيدها بزمن لم يجب عليه أن يصلي حتى يأتي ذلك الزمن ، وإن قيدها بمكان لم يلزمه أن يصلي إلا في ذلك المكان الذي نذره ما لم يكن فيه محظوراً شرعي ، لكن يجوز له أن يصليها في مكان آخر إلا إذا كان المكان الذي عينه له مزية فضل فإنه لا يجوز أن يصليها في مكان ليس فيه ذلك الفضل ، مثل لو نذر الصلاة في المسجد الحرام لم تجزءه الصلاة فيما سواه من المساجد ، ولو نذر الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أجزأه أن يصلي في المسجد الحرام بدلاً عنه ، ولو نذرها في المسجد الأقصى أجزأه أن يصلي في المسجد النبوي وفي المسجد الحرام أيضاً ، فإذا نذر الأعلى لم تجزئ الصلاة فيما دونه ، وإن نذر الأدنى أجزأت فيما هو أعلى منه .
المهم النذر العبادة يجب الوفاء به سواء كان مطلقاً كما مثلنا أو معلقاً كما لو قال : إن شفى الله مريضي فلله علي نذر أن أصوم شهراً ، أو قال : إن نجحت في الإمتحان فلله علي نذر أن أصوم ثلاثة أيام أو أن أصوم يوم الإثنين والخميس من الشهر الفلاني أو ما أشبه ذلك ، فيجب عليه الوفاء في ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .
أما إذا كان النذر جارياً مجرى اليمين أي لا يقصد التعبد لله تعالى بهذه العبادة المعينة وإنما يقصد الناذر أن يمتنع من فعل معين أو أن يلتزم بفعل معين ، مثل أن يقول : لله علي نذر أن لا ألبس هذا الثوب ، فهذا يخير بين لبسه وكفارة اليمين ، أو يقول : إن لبست هذا الثوب فلله علي نذر أن أصوم شهراً ، فهنا إذا لبس الثوب لم يلزمه أن أصوم شهراً ، بل إن شاء صام شهراً وإن شاء كفر عن نذره كفارة يمين ، لأن كل نذر يقصد به المنع أو الحث أو التصديق أو التكذيب فإنه يكون جارياً مجرى اليمين ز
بعد هذا نرجع إلى جواب السؤال الذي تقدم به السائل وهو : أنه نذر أن يصوم عشرة أيام من شهر ما ثم لم يصمها في ذلك الشهر وصامها في الشهر الثاني .
فنقول له : إن عليك كفارة يمين ، لأن نذرك تضمن شيئين :
تضمن صيام عشرة أيام وأن تكون في هذا الشهر المعين ، فلما فاتك أن تكون في هذا الشهر المعين لزمتك كفارة اليمين لفوات الصفة ، وأما الأيام فقد صمتها .
وأخيراً أرجوا من إخواني المسلمين ، أن لا ينذروا أن لا يكلفوا أنفسهم بهذه النذور ، أن لا يلزموها بما لم يلزمهم الله به ، أن لا يفعلوا شيئاً يندمون عليه ، وربما لا يوفون به فيقع عليهم ما وقع على من عاهد الله : (( لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقون بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) أخشى أن يقع الإنسان إذا نذر لله نذراً كهذا الذي ذكره الله عز وجل ثم لم يوفي به أن يعقبه الله تعالى نفاقاً في قلبه إلى الممات .
إنني أرجو وأكرر رجائي أن ينتبه إخواني المسلمون إلى هذه المسألة ، وأن ينتهوا عن النذر كما نهاهم عنه نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم والله المستعان .
اضيفت في - 2005-05-06