والدتي توفيت وأريد أن أعمل لها عقيقة وعند الإستفسار من أحد أئمة المساجد في بغداد قال إن العقيقة تعمل للحي وليس للميت فما حكم الشرع في نظركم.؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
العقيقة لا تشرع للميت وإنما تشرع عند الولادة في اليوم السابع من ولادة الإنسان يشرع لأبيه بتأكد أن يعق عن هذا الولد سواء كان ذكراً أم أنثى ، لكن الذكر له عقيقتان والأنثى لها عقيقة واحدة تذبح في اليوم السابع ويؤكل منها ويتصدق ويهدى ، ولا حرج على الإنسان إذا ذبحها في اليوم السابع أن يدعو إليها أقاربه وجيرانه ، وأن يتصدق منها بشيء فيجمع بين هذا وهذا ، وإذا كان الإنسان غير واسع ذات اليد وعق عن الذكر بواحدة أجزأه ذلك .
قال العلماء : وإذا لم يمكن في اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر فإن لم يمكن ففي اليوم الحادي والعشرين فإن لم يمكن ففي أي يوم شاء ، هذه هي العقيقة ، وأما الميت فإنه لا يعق ، ولكن يدعى له بالمغفرة والرحمة ، والدعاء له خير من غيره ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة عنه : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع فيه أو ولد صالح يدعو له ) فقال عليه الصلاة والسلام : أو ولد صالح يدعو له ، لم يقل أو ولد صالح يصوم له أو يصلي له أو يتصدق عنه أو ما أشبه ذلك ، فدل هذا على أن الدعاء أفضل من العمل الذي يهدى إلى الميت ، وإن أهدى الإنسان إلى الميت عملاً صالحاً كأن يتصدق بشيء ينويه للميت أو يصلي ركعتين ينويها للميت أو يقرأ قرآن ينويه للميت فلا حرج في ذلك ، ولكن الدعاء أفضل من ذلك كله لأنه هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم .
1 - والدتي توفيت وأريد أن أعمل لها عقيقة وعند الإستفسار من أحد أئمة المساجد في بغداد قال إن العقيقة تعمل للحي وليس للميت فما حكم الشرع في نظركم.؟ أستمع حفظ
ما حكم الأضحية التي تعمل للمتوفى ؟
الشيخ : الأضحية هي التقرب إلى الله عز وجل في أيام عيد الأضحى في يوم العيد وفي ثلاث أيام بعده ، التقرب إلى الله تعالى بذبح بهيمة الأنعام من إبل أو بقر أو غنم ، وهي سنة في حق الحي يضحي عنه وعن أهل بيته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، وإذا ضحى الإنسان عنه وعن أهل بيته ونوى أن يكون أجرها له ولأهل بيته الحي والميت فإن ذلك لا بأس به ، وأما الأضحية الخاصة للميت فلها حالان :
الحال الأولى : أن يكون الميت قد أوصى بها ، فإذ كان قد أوصى بها فإنها تفعل تنفيذاً للوصية لقوله تعالى حين ذكر الوصية : (( فمن بدله بعدما سمعها فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )) فإن هاتين الآيتين تدلان على أن وصية الميت تنفذ ما لم تكن إثماً أو جنفاً .
أما الحال الثانية في الأضحية عن الميت : فأن يضحي الإنسان عنه ابتداءً ، فهذه قد اختلف فيها أهل العلم هي مشروعة أم غير مشروعة ؟
فمنهم من قال : إنها مشروعة كالأضحية عن الحي وكالصدقة عن الميت ، ومنهم من قال : إنها غير مشروعة ، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد مات للنبي صلى الله عليه وسلم من أقاربه من مات ومن زوجاته كذلك ولم يرد أنه ضحى عن كل واحد منهم بخصوصه ، مات له بناته الثلاث وأبناؤه الثلاثة ولم يضحي عن واحد منهم ، واستشهد عمه حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه في أحد ولم يضحي عنه ، وماتت زوجتاه خديجة وزينب بنت خزيمة ولم يضحي عنهما ، ولو كان هذا من الأمور المشروعة لفعله النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن أقول إذا أردت أن تضحي عن الميت فضحي عنك وعن أهل بيتك وانوي أنها لك ولأقاربك الأحياء والأموات وفضل الله واسع .
سمعت للمصطفى صلى الله عليه وسلم قال : " أنت ومالك لأبيك " وقد سمعت بأن في هذا الحديث ضعف ما صحت هذا؟
الشيخ : هذا الحديث الصحيح أنه ليس بضعيف وأنه حجة ، وأن الإنسان وماله لأبيه ، ومعنى ذلك أن الإنسان إذا كان له مال فإن لأبيه أن يتبسط بهذا المال وأن يأخذ منه ما شاء ، لكن بشرط بل بشروط :
الشرط الأول : أن لا يكون في أخذه ضرر على الإبن فإن كان في أخذه ضرر كما لو أخذ غطاؤه الذي يتغطى به من البرد أو أخذ طعامه الذي يدفع به جوعه فإن ذلك لا يجوز ، لا يجوز للأب .
وكذلك يشترط أن لا تتعلق به حاجة الإبن فلو كان عند الابن أمة يتسراها فإنه لا يجوز للأب أن يأخذها لتعلق حاجة الإبن بها ، وكذلك لو كان للابن سيارة يحتاجها في ذهابه وإيابه وليس لديه من الدراهم ما يمكنه أن يشتري بدلها فليس للأب أن يأخذها في هذه الحال .
قال العلماء والشرط الثالث : أن لا يأخذ من أحد أبنائه ليعطيه لابن آخر ، لأن في ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ، ولأن فيه تفضيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً ، فإن كان محتاجاً فإن إعطاء الأب أحد أبنائه لحاجته دون إخوته الذين لا يحتاجون ليس فيه تفضيل بل هو واجب عليه .
على كل حال هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به ، ولكنه مشروط بما ذكرنا ، فإن العبد ليس له أن يأخذ من مال ولده ما يضره ، وليس له أن يأخذ من مال ولده ما يحتاجه الابن ، وليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولد آخر . والله أعلم .
3 - سمعت للمصطفى صلى الله عليه وسلم قال : " أنت ومالك لأبيك " وقد سمعت بأن في هذا الحديث ضعف ما صحت هذا؟ أستمع حفظ
أمامي تذكرة سفر مجانية يقول أرجوا أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، هذه الرسالة مكتوب فيها أولا البطاقة الشخصية اسم الإنسان بن آدم الجنسية من تراب العنوان كوكب الأرض البيانات المحطة المغادرة كوكب الأرض الدنيا جهة السفر الدار الآخرة موعد الرحلة وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت موعد الحضور لكل أجل كتاب تليفون رقم الصلوات الخمس شروط الرحلة على حضارات المسافرين الكرام اتباع التعليمات الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مثل طاعة الله ومحبته وخشيته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة ولي الأمر التذكر الدائم للموت الإنتباه إلى أنه ليس في الآخرة إلا جنة أو نار العفش المسموح به اثنين متر من القماش الأبيض العمل الصالح الولد الصالح يدعوا له علم ينتفع به وما سوى ذالك لا يسمح باصطحابه في الرحلة لمزيد من المعلومات يرجى الإتصال الفوري بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ملاحظة الإتصال مباشرة ومجانا رحلة سعيدة. ما رأيكم يا فضيلة الشيخ في هذه التذكرة ؟
الشيخ : أرنيها ، رأيي في هذه التذكرة التي شاعت منذ زمن وانتشرت بين الناس ووضعت على وجوه شتى منها هذا الوجه الذي بين يدي ، وهي عبارة عن ورقة مكتوب في صفحتها هذه البيانات التي سمعتموها من الأخ عبد الكريم ، ووضعت كذلك على صورة تذكرة طائرة ووضعت على وجه آخر وفي أعلى الصفحة صورة طائرة جانبو ، وهذه الورقة كما سمعتم بياناتها من الأخ عبد الكريم تشبه أن تكون استهزاءً بهذه الرحلة ، وانظر إلى قوله في أرقام التلفون : اثنين أربعة إربعة ثلاثة أربعة يشير إلى الصلوات الخمس اثننين لصلاة الفجر وأربعة أربعة للظهر والعصر وثلاثة للمغرب وأربعة للعشاء فجعل الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين جعلها أرقام للتلفون ، ثم قال إن موعد الرحلة (( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت )) فأين الوعد في هذه الرحلة ؟
وقال : موعد الحضور (( لكل أجل كتاب )) أين تحديد موعد الحضور ؟ المهم أن كل فقراتها فيها شيء من الكذب ، ومنها العفش الذي قال : إن منه العلم الذي ينتفع به والولد الصالح وهذا لا يكون مصطحباً مع الإنسان ولكنه يكون بعد الإنسان .
فالذي أرى أن تتلف هذه التذكرة وأن لا تنشر بين الناس ، وأن يكتب بدلها شيء من كتاب الله أو من سنة الرسول صلى الله عليه حتى لا تقع مثل هذه المواعظ على سبيل الهزء ، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يغني عن هذا كله .
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أنه كثر في هذه الآونة الأخيرة كثرت النشرات التي تنشر بين الناس ما بين أحاديث ضعيفة بل موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبين مرائي منامية تنسب لبعض الناس وهي كذب وليست بصحيحة ، وبين حكم تنشر وليس لها أصل .
وإنني أنبه إخواني المسلمين على خطورة هذا الأمر وأن الإنسان إذا أراد خيراً فليتصل برئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية وليعرض عليها ما عنده من المال الذي يحب أن ينشر ما نتفع الناس به وهي محل ثقة وأمانة والحمد لله تجمع هذه الأموال وتطبع بها الكتب النافعة التي ينتفع بها المسلمون في هذه البلاد وفي غيرها .
أما هذه النشرات التي ليست مبنية على شيء وإنما هي أكذوبات أو أشياء ضعيفة أو حكم ليست حقيقية بل هي كلمات عليها مؤاخذات وملاحظات فإنني لا أحب أن ينتشر هذا في بلادنا ولا في بلاد غيرنا من المسلمين وفيما صح من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام كفاية ، والله المستعان .
4 - أمامي تذكرة سفر مجانية يقول أرجوا أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، هذه الرسالة مكتوب فيها أولا البطاقة الشخصية اسم الإنسان بن آدم الجنسية من تراب العنوان كوكب الأرض البيانات المحطة المغادرة كوكب الأرض الدنيا جهة السفر الدار الآخرة موعد الرحلة وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت موعد الحضور لكل أجل كتاب تليفون رقم الصلوات الخمس شروط الرحلة على حضارات المسافرين الكرام اتباع التعليمات الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مثل طاعة الله ومحبته وخشيته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة ولي الأمر التذكر الدائم للموت الإنتباه إلى أنه ليس في الآخرة إلا جنة أو نار العفش المسموح به اثنين متر من القماش الأبيض العمل الصالح الولد الصالح يدعوا له علم ينتفع به وما سوى ذالك لا يسمح باصطحابه في الرحلة لمزيد من المعلومات يرجى الإتصال الفوري بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ملاحظة الإتصال مباشرة ومجانا رحلة سعيدة. ما رأيكم يا فضيلة الشيخ في هذه التذكرة ؟ أستمع حفظ
لقد سمعت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما معناه ( أن من حفظ سورة أو آية من القرآن الكريم ونسيها بعد ذالك .. بأنه قد ارتكب ذنبا ) ما مدا صحت هذا الحديث فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : هذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه الوعيد الشديد على من حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها ، وهذا الحديث إن صح فالمراد به من نسي هذه الآية تهاوناً وإعراضاً عن كتاب الله عز وجل وعدم مبالاة به .
وأما من نسيها بمقتضى الطبيعة أو بانشغاله بما يجب عليه من شؤون حياته وحياة أهله فإنه لا إثم عليه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نسي آية في صلاته فذكره بها أبي بن كعب رضي الله عنه بعد أن سلم فقال : ( هلا كنت ذكرتنيها ) يعني من قبل ، وثبت عنه أنه مر صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ في بيته فقال : ( رحم الله فلاناً لقد ذكرني آية كنت أنسيتها ).
والنسيان من طبيعة البشر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنما أنا بشر أنسى كما تنسون ) والعجيب أن بعض الناس لتهيبه من عقوبة الله عز وجل لعب به الهواى حتى قال : لن أحفظ شيئاً من كتاب الله أخشى أن أحفظه فأنساه ، فمنع نفسه من الخير بهذه الحجة التي لا أساس لها من الصحة ، ونحن نقول : احفظ كتاب الله عز وجل وتعاهده ما استطعت كما أمر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإنه أمر بتعاهد القرآن وقال : ( إنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) فأنت احفظ القرآن وتعاهده ، وإذا نسيت شيئاً بمقتضى الطبيعة لا للإعراض عن كتاب الله ولا للتهاون به فإن ذلك لا يضرك وليس عليك إثم .
5 - لقد سمعت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما معناه ( أن من حفظ سورة أو آية من القرآن الكريم ونسيها بعد ذالك .. بأنه قد ارتكب ذنبا ) ما مدا صحت هذا الحديث فضيلة الشيخ ؟ أستمع حفظ
هل يجب على من حفظ حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه الناس وإن لم يسألوه عن الحديث ؟
الشيخ : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( بلغوا عني ولو آية ) فإذا احتاج الناس إلى بيان الحديث وتبليغه وجب على من علم به أن يبلغه لكن بشرط أن يعلم أن هذا الحديث حجة لكنه صحيحاً أو حسناً ، وأما الأحاديث الضعيفة فإنه يجب على الإنسان أن يبينها للناس حتى لا يغتروا بها ، كذلك إذا سئل الإنسان عن حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن يبلغه ، فيجب تبليغ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حالين :
إذا اقتضت الحال ذلك .
والثاني : إذا سئلت عنه .
أما إذا لم تسأل عنه ولم تقتضي الحال ذلك فإن تبليغه سنة وليس بواجب ، ولكن ليحذر الإنسان أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لا يعلم أنه صحيح أو حسن يحتج به ، فإن كثيراً من الأخوة ولاسيما من الوعاظ يأتون بأحاديث لا زمام لها ، أحاديث ضعيفة بل قد تكون أحاديث موضوعة يعتقدون أن في ذلك نفعاً للناس وزجراً عن معصية الله عز وجل ، ولكن هذا وإن كان قد يجدي بالنسبة لموعظة الناس وتخويفهم من المخالفات وترغيبهم في الموافقات ، لكن فيه ضرراً عظيماً وهو التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب أو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) فليحذر الإخوة من أن ينسبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم تثبت نسبته إليه .
6 - هل يجب على من حفظ حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه الناس وإن لم يسألوه عن الحديث ؟ أستمع حفظ
ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات ؟
الشيخ : الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلافائه الراشدين ولا من سنة الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما هو عمل محدث ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ) ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : ( صبحكم ومساكم ويقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) .
فهذا الدعاء الجماع أو الذكر الجماعي بعد الصلوات محدث بدعة وكل بدعة ضلالة ، والمشروع في حق المصلي أن يدعو قبل أن يسلم لأن هذا هو محل الدعاء الذي أرشد إليه عليه الصلاة واللسلام حيث قال فيما صح عنه من حديث ابن مسعود رضي الله حين ذكر التشهد قال : ( ثم نتخير من الدعاء ما شاء ) وهو دليل على أن محل الدعاء آخر الصلاة وليس ما بعدها ، وهو كذلك الموافق للنظر الصحيح ، لأن كون الإنسان يدعو في صلاته قبل أن ينصرف من بين يدي الله أولى من كونه يدعو بعد صلاته .
والمشروع بعد الصلوات المفروضة الذكر كما قال الله تعالى : (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم )) وكما كان ذلك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمشروع أيضاً أن يجهر بهذا الذكر ، لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما صح ذلك في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ) اللهم إلا إذا كان بجانبك رجل يقضي صلاته وتخشى أن تشوش عليه ففي هذه الحال ينبغي لك أن تسر بقدر ما لا تشوش على أخيك ، لأن التشويش على الغير إيذاء له ، ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يصلون في المسجد ويجهرون نهاهم عن ذلك وقال : ( لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن ) ، وفي حديث آخر قال : ( لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة ) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جهر الإنسان بالقراءة أذية للغير إذا كان حوله من يتأذى به .
والخلاصة أن ما بعد الصلاة موضع ذكر ، وما قبل السلام في التشهد الأخير موضع دعاء ، هكذا جاءت به السنة ، وأن الذكر الذي يكون بعد الصلاة يشرع الجهر به ما لم يتأذى به من إلى جنبه ، والله أعلم .
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد وعظم الله مثوبتكم على ما قدمتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام .
إخوتنا المستمعين الكرام كان ضيفنا في هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ : محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكر االله لفضيلته وشكراً لكم أنتم على حسن المتابعة ونتمنى أن نلتقي في الغد ونحن وإياكم بخير وعافية بحول الله وقوته انتهت حلقة هذا اليوم وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .