ما تفسير الآية الكريمة (( رب المشرقين ورب المغربين )) والآية الأخرى (( ذلك تقدير العزيز العليم )) ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
الجواب عن الآية الأولى : أن اللله سبحانه تعالى يخبر عن نفسه بأنه رب المشرقين ورب المغربين والمراد بهما : مشرقا الصيف والشتاء ، مشرق الصيف حيث تكون الشمس في أقصى مدرا لها نحو الشمال ، ومشرق الشتاء حيث تكون الشمس في أقصى مدار لها نحو الجنوب ، ونص الله تعالى على ذلك لما في اختلافهما من المصالح العظيمة للخلق ، ولما في اختلافهما من الدلالة الواضحة على تمام قدرة الله سبحانه وتعال وكمال رحمته وحكمته ، إذا لا أحد يقدر على أن يصرف الشمس من مشرق إلى مشرق ومن مغرب إلى مغرب إلا الله عز وجل ، ولهذا قال : (( رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلاء ربكما تكذبان )) وفي تعقيب هذه الآية بالسابقة إلى أن هذا من آلاء الله ونعمه العظيمة على عباده و إذن فالمراد بالمشرقين والمغربين : مشرقا الشمس في الصيف والشتاء ومغرباها في الصيف والشتاء .
وقد قال الله تعالى في آية أخرى : (( فلا أقسم برب المشارق والمغارب )) فجمع المشرق والمغرب ، وقال تعالى في آية ثالثة : (( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً )) ولا تناقض بين هذه الآيات الكريمة ، فالمراد بآية التثنية ما أسلفناه ، والمراد بآية الجمع إما مشارق الشمس ومغاربها باعتبار مشرقها ومغربها كل يوم ، لأن كل يوم لها مشرق ومغرب غير مشرقها ومغربها بالأمس ، أو أن المراد بالمشارق والمغارب مشارق النجوم والكواكب والشمس والقمر .
وأما قوله تعالى : (( رب المشرق والمغرب )) فالمراد بها الناحية أي أنه مالك كل شيء ورب كل شيء ، سواء كان ذلك الشيء في المشرق أو في المغرب .
وليعلم أن كتاب الله وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون فيه تناقض لا فيما بينها وبين النصوص ، ولا فيما بينها وبين الواقع ، فإن توهم واهم التناقض أو التعارض فذلك إما لقصور في علمه أو نقص في فهمه أو تقصير في تدبره وتأمله ، وإلا فإن الحقيقة الواقعة أنه ليس بين نصوص الكتاب والسنة تناقض ولا بينها وبين الواقع أيضاً.
وأما قوله تعالى : (( والشمس تجري لمستقر لها )) وهو الفقرة الثانية من سؤاله ، فمعناه أن هذه الشمس العظيمة التي جعلها الله تعالى سراجاً وهاجاً عظيم الحرارة عظيم النور ، هذه الشمس تجري بإذن الله عز وجل ، أي تسير (( لمستقر لها )) أي لغاية حددها الله عز وجل بعلمه ، ولهذا قال : (( ذلك تقدير العزيز العليم )) فهو لعزته سبحانه وتعالى وقهره خلق هذه الشمس العظيمة وسخرها تجري بأمره وبمقتضى علمه وحكمته إلى حيث أراد الله عز وجل ، والمستقر هو مستقرها تحت العرش حيث أنها تذهب كل يوم إذا غربت وتسجد تحت العرش ، عرش الرحمان جل وعلا وتستأذن ، فإن أذن لها وإلا رجعت من حيث جاءت وخرجت من مغربها ، وهذا هو ما يشير إليه قوله تعالى : (( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً )) فإن الناس إذا رأوها خرجت من المغرب آمنوا أجمعون ، ولكن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .
كذلك تجري لمستقر آخر وهو منتهاها يوم القيامة الدال عليه قوله تعالى : (( إذا الشمس كورت )) .
وفي هذا الآية دلالة واضحة على أن الشمس تدور على الأرض ، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن وهو الذي نعتقده وندين الله به حتى يأتينا دليل محسوس ظاهر يسوغ لنا أن نؤول ظاهر الآية إلى ما يقال الآن بأن اختلاف الليل والنهار وطلوع الشمس وغروبها إنما هو بسبب دوران الأرض ، فإنه لا يحل لأحد أن يعدل عن الكتاب والسنة إلا بدليل يكون حجة له أمام الله عز وجل يوم القيامة ، يسوغ له أن يصرف ظاهر القرآن والسنة إلا ما يطابق ذلك الشيء المدعى ، وما دمنا لم نرى شيئاً محسوساً تطمئن إليه نفوسنا ونراه مسوغاً لنا جواز صرف القرآن عن ظاهره ، فإن الواجب علينا معشر المؤمنين أن نؤمن بظاهر القرآن والسنة وأن لا نلتفت إلى قول أحد خالفهما كائناً من كان ، وإلى الآن لم يتبين لي صحة ما ذهب إليه هؤلاء من أن اختلاف الليل والنهار بالشروق والغروب كان بسبب دوران الأرض .
وعليه فإن عقيدتي التي أدين الله بها أن الشمس هي التي يحصل بها اختلاف الليل والنهار وهي التي تدور على الأرض والله على كل شيء قدير ، ألم ترى إلى قوله تعالى : (( وترى الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال )) وألم ترى إلى قوله تعالى : (( إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب )) وألم ترى إلى قوله تعالى : (( حتى إذا بلغ مطلع الشمس )) ((حتى إذا بلغ مغرب الشمس )) ففي هذه الآيات المتعددة إضافة الطلوع والغروب ، وإضافة التزاور وإضافة القرض إلى الشمس ، وإضافة التواري أيضاً إلى الشمس ، فما بالنا نصرف هذه الأفعال المسندة إلى الشمس عن ظاهرها إلى قول لم يتبين لنا أنه واقع حسناً ، إن هذا لا يجوز أبداً ، فيجب علينا أن نعتقد ما دل عليه ظاهر الكتاب والسنة إلا بدليل محسوس يستطيع الإنسان أن يواجه به ربه يوم القيامة ويقول يا ربي إني رأيت الأمر المحسوس يخالف ظاهر ما خاطبتنا به وأنت أعلم وأحكم وكتابك منزه عن أن يناقض الواقع المحسوس ، فإذا تبين بالحس الواضح البين أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فإن فهمي يكون خطأً ، وأما ما دام الأمر هكذا مجرد أقاويل فإني أعتقد أنه لا يجوز لأحد أن يخالف ظاهر الكتاب والسنة بمثل هذه الأمور .
وخلاصة القول أن معنى قوله تعالى : (( والشمس تجري لمستقر لها )) أن الله يخبر بأن الشمس تسير بإذن الله عز وجل لمستقر لها لغاية تنتهي إليها وهو يوم القيامة ، ولمستقر لها لغاية تنتهي إليه يومياً وهو سجودها تحت العرش كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي ذر الذي رواه البخاري وغيره .
1 - ما تفسير الآية الكريمة (( رب المشرقين ورب المغربين )) والآية الأخرى (( ذلك تقدير العزيز العليم )) ؟ أستمع حفظ
هل يقع النذر على من قال : إني نذرت أن أصوم غداً إذا جاء فلان فهل يقع عليه النذر إذا لم يأت ذلك الرجل ؟
الشيخ : أولاً أنصح إخواني السائل وغيره ممن يستمعون ، أنصحهم عن النذر فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال : (( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل )) وما أكثر الذين نذروا ثم ندموا على نذرهم لأنهم ألزموا أنفسهم ما لم يلزمهم به الله ، كثيراً من الناس ينذر إذا نجح أن يصوم شهراً أو عشرة أيام أو أقل أو أكثر ، كثير من الناس ينذر إذا كان عنده مريض إن شفاه الله أن يذبح ... أو يذبح غنماً أو يتصدق بشيء ثم إذا حصل له ذلك صار يماطل ربه ولا يوفي بما نذر لله عز وجل ، وهذا الأمر خطير جداً قال الله : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فتأمل هذه العقوبة العظيمة أن الله تعالى جعل في قلوبهم النفاق ، النفاق المستمر إلى الموت ، نفاقاً في قلوبهم (( إلى يوم يلقونه بما أخلفو الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فهم أخلفوا الله ما وعدوه لأنهم عاهدوا الله والنذر عهد ، عاهدوا الله عز وجل على أن يتصدقوا ويكونوا من الصالحين وكذبوا في ذلك.
ويدل على كراهة النذر قوله تعالى : (( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة )) هذه نصيحة أوجهها لك إخواني المستمعين ، وأقول : إياكم والنذر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه ، وأنتم تعلمون ما يحصل به من المشاق أو العذاب إن أخلفتم ما وعدتم الله سبحانه وتعالى .
وأما سؤال السائل : عن كونه نذر أن يصوم غداً إذا قدم فلان ولم يقدم فلان فإنه لا يلزمه الصوم لأنه إنما نذر الصوم مقيداً بقوم فلان غداً ، فلما لم يقدم فقد تخلف الشرط وإذا تخلف الشرط وتخلف المشروط ، وليس عليه شيء في ذلك النذر لأنه لم يتم الشرط الذي شرطه للزومه .
2 - هل يقع النذر على من قال : إني نذرت أن أصوم غداً إذا جاء فلان فهل يقع عليه النذر إذا لم يأت ذلك الرجل ؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ إنني أريد الزواج من ابنة عمي مع العلم بأن أخي الأكبر مني سننا قد رضع مني عمتي أكثر من مرة أما أنا فلم أرضع من عمتي مطلقاً وابنة عمي لم ترضع من أمي إطلاقاً فسؤالي هل يجوز لي الزواج من ابنة عمتي أم أصبحت أخاً لها أفيدوني جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : الجواب على هذا السؤال يؤخذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) يعني أن الرضاع يحرم ما تحرمه القرابة ، لأن النسب هو القرابة ، ولي تعليق على هذه الكلمة قريباً إن شاء الله تعالى ، فبناءً على هذه الحديث يكون لك أن تتزوج ابنة عمتك التي رضعت أختك من أمها لأنه ليس بينك وبينها صلة ، فأنت لست أخاً لها لأنك لم ترضع من أمها وهي أيضاً لم ترضع من أمك ، وإنما يقع التحريم بين الراضع وذريته فقط ، أعني أن الرضاع إنما يؤثر في الراضع ومن تفرع منه من ذريته ، وأما من كان بمنزلته من الأخوة والأخوات أو كان أعلى منه من الأصول فإنه لا ينتشر التحريم إليهم .
وينتشر التحريم من جهة الراضع إليه وإلى ذريته باعتبار المرضعة التي أرضعته ومن ينسب لبنها إليه ، أي أن التي أرضعته تكون أماً له وتكون أمها جدة له وأبوها جداً له وأخوتها أخوالاً له وأخواتها خالات له ، كذلك الذي ينسب لبن المرأة إليه وهو زوجها أو سيدها أو من وطأها بشبهة يكون كذلك أباً للمرتضع ، ويكون أولاده أخوة للمرتضع ويكون إخوانه أعماماً وأخواته عمات ، كل هذا نأخذه من قوله النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) .
والذي وعدت به قبل قليل بالنسبة لكلمة النسب هو أن كثيراً من العامة لا يفهمون من كلمة الأنساب أو من كلمة الأرحام إلا أقارب الزوج والزوجة حتى إن الرجل يقول : هؤلاء أنسابي لأنه تزوج منهم ، وهذا خطأ على اللغة ، فإن الأنساب هم القرابة من قبل الأب أو من قبل الأم ، والأرحام كذلك هم القرابة من قبل الأب ومن قبل الأم ، وأما أقارب الزوجين فإنهم يسمون أصهاراً لا أنساباً قال الله تعالى : (( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجله نسباً وصهراً )) جعل الله تعالى الصلة بين البشر بهذين الأمرين النسب والصهر ، وهما قسيمان أي أن بعضهما قسيم للآخر ومباين له ، أحببت أن أنبه على ذلك حتى يعلم الناس مدلولات الألفاظ الشرعية ولا يغلطوا فيها .
3 - فضيلة الشيخ إنني أريد الزواج من ابنة عمي مع العلم بأن أخي الأكبر مني سننا قد رضع مني عمتي أكثر من مرة أما أنا فلم أرضع من عمتي مطلقاً وابنة عمي لم ترضع من أمي إطلاقاً فسؤالي هل يجوز لي الزواج من ابنة عمتي أم أصبحت أخاً لها أفيدوني جزاكم الله خيراً ؟ أستمع حفظ
يسأل عن الصفة الصحيحة التي وردت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في غسل الميت ؟
الشيخ : الصفة المشروعة في غسل الميت هو أن الإنسان يغسل فرج الميت ثم يشرع في تغسيله فيبدأ بأعضاء الوضوء ، فيوضؤه إلا أنه لا يدخل الماء فمه ولا أنفه ، وإنما يبل خرقة وينظف أنفه وفمه بها ، ثم يغسل بقية الجسد ويكون ذلك بسدر ، والسدر هو المعروف يدق ثم يوضع في الماء ثم يضرب باليد وهو بالماء حتى يكون له رغوة فتؤخذ الرغوة ويغسل بها الرأس واللحية ، ويغسل بقية البدن بثفل السدر لأن ذلك ينظفه كثيراً ، ويجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً .
والكافور طيب معروف ، قال العلماء : من فوائده أنه يصلب الجسد ويطرد عنه الهوام ، وإذا كان الميت كثير الوسخ فإنه يزيد في غسله لقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي يغسلن ابنته : ( اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك ) ثم بعد هذا ينشفه ويضعه في الكفن .
بعض العلماء عندنا عندما يريد أن يلقي كلمة أو موعظة من حين لآخر يقف ويقول صلوا على رسول الله ثم يتحدث قليلاً ثم يقول لهم بعد ذلك صلوا على رسول الله ، هل هذا وارد عن رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخطب والمواعظ أنه يبدأ بحمد الله والثناء عليه ولا حرج أن يصلي الإنسان على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فيتشهد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول : أما بعد ، ويذكر موضوع الخطبة .
لكن بعض الخطباء إذا رأى من الناس غفلة فمنهم من يقول : قولوا لا إله إلا الله أو اذكروا الله ، ومنهم من يقول : صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد بذلك أن ينبه الناس ، ومنهم من يقول : انتبه استمع وما أشبه ذلك ، فالذي يظهر لي أن هؤلاء الذين يقولونها في أثناء الخطبة أو الموعظة لا يريدون بهذا التعبد لله تعالى بذلك ، وإنما يريدون بهذا تنبيه الموعوظين والمخطوب فيهم ، ومثل هذا لا أرى فيه بأساً إن شاء الله .
5 - بعض العلماء عندنا عندما يريد أن يلقي كلمة أو موعظة من حين لآخر يقف ويقول صلوا على رسول الله ثم يتحدث قليلاً ثم يقول لهم بعد ذلك صلوا على رسول الله ، هل هذا وارد عن رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
والدتي في المغرب وأنا أعمل في السعودية وأنا أريد أن أرسل لها حتى تحضر لتقوم بأداء فريضة الحج ، وليس معها محرم لأن والدي متوفي وإخواني وأخوالي ليس عندهم القدرة على الذهاب إلى فريضة الحج هل يجوز أن تحضر لوحدها وتحج لوحدها أفيدونا مأجورين ؟
الشيخ : لا يجوز لها أن تأتي إلى الحج وحدها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( انطلق فحج مع امرأتك ) .
والمرأة إذا لم يكن لها محرم فإ الحج لا يجب عليها ، إما أن الفريضة سقطت عنها لعدم القدرة على الوصول إلى البيت ، وعدم القدرة هنا عجز شرعي ، وإما أنه لا يجب عليها أداءً بمعنى أنها لو ماتت حج عنها من تركتها ، على كل حال إني أقول لهذا السائل لا تضق اللمرأة ذرعاً بعدم قدرتها على الحج لعدم وجود المحرم ، فإن ذلك لا يضرها ولا يلحقها إثم إذا ماتت وهي لم تحج لأنها معذورة شرعاً غير مستطيعة شرعاً ، وقد قال الله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سببيلاً )).
6 - والدتي في المغرب وأنا أعمل في السعودية وأنا أريد أن أرسل لها حتى تحضر لتقوم بأداء فريضة الحج ، وليس معها محرم لأن والدي متوفي وإخواني وأخوالي ليس عندهم القدرة على الذهاب إلى فريضة الحج هل يجوز أن تحضر لوحدها وتحج لوحدها أفيدونا مأجورين ؟ أستمع حفظ
تراودني نفسي في عمل منكر أو قول سوء ولكنني في أحايين كثيرة لا أظهر القول أو الفعل هل آثم بذلك ؟
الشيخ : إذا راودت الإنسانَ نفسُه على عمل محرم سواء كان ذلك ترك واجب أم فعل محرم ، ولكنه ترك هذه المراودة وقام بما يجب عليه وترك ما يحرم عليه ، فإنه يؤجر على هذا الترك الذي حصل منه ، لأن تركه هذا لله ، وقد ثبت في الحديث الصحيح : ( أن من هم بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة كاملة لأنه تركها لله عز وجل ).
وهنا ينبغي أن نفصل فيمن ترك المحرم هل يؤجل أو لا يؤجر ؟.
فنقول : لا يخلو تارك المحرم من إحدى ثلاث حالات :
إما أن يتركه عجزاً عنه مع فعل الأسباب التي تؤدي إليه فهذا يكتب له إزر فاعله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟، قال : ( لإنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) .
الحال الثانية : يدع المحرم خوفاً من الله عز وجل وخشية منه ، فهذا يكتب له هذا الترك حسنة كاملة لأنه تركه لله عز وجل .
الحال الثالثة : أن يترك المحرم لأنه لم يطرأ له على بال ولم يهم به أصلاً فهذا لا له ولا عليه ، أي ليس له أجر وليس عليه وزر .
وهناك حال رابعة وهي : أن يدع المحرم لعجزه عنه لكن لم يفعل الأسباب التي توصله إليه وإنما ينوي ويتمنى ، فهذا عليه الوزر بقدر نيته وليس كالذي قام بفعل الأسباب وحرص وفعل ، ولكنه لم يتمكن ، بل هذا دونه أي دون الأول الذي أشرنا إليه .
السائل : شرك الله لكم يا شيخ محمد وعظم مثوبتكم إخوتنا المستمعين الكرام كان لقاؤنا مع الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين .