نور على الدرب-173a
ما صحت حديث " لعن الله الشارب قبل الطالب " لأنه يتردد على ألسنة كثيرا من الناس؟
السائل : هل هذا الحديث يا فضيلة الشيخ : " لعن الله الشارب قبل الطالب " وارد ، لأنه يتردد على ألسنة كثيرا من الناس؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا الحديث الذي ذكره السائل : " لعن الله الشارب قبل الطالب "، هذا لا أصل له ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه من الأحاديث التي اشتهرت على ألسن الناس وليس لها أصل ، وهي كثيرة تتردد بين عامة الناس ، والواجب على الإنسان أن يتحرى فيما ينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، لأن الكذب على الرسول صلى الله عليه ليس كالكذب على أحد منا ، لأنه كذب على شريعة الله سبحانه وتعالى .
وقد صنف العلماء رحمهم الله في الأحاديث الواردة على ألسن الناس وليس لها أصل ، صنفوا في هذا كتباً ومنا : " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألينة ألسنة الناس من الحديث " .
ومن الأحاديث المشتهرة على ألسن الناس وليس لها أصل قولهم : " حب الوطن من الإيمان " ، وقولهم : " خير الأسماء ما حمد وعبد "، وقولهم : " المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء " ، وأمثال ذلك كثير ، والوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأسماء قوله : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمان ) ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .
والمهم أنه يجب على الإنسان أن يتحرز فيما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يقع في الوعيد الشديد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كذب علي متعمداً فليتبوء مقعده من النار ) ، وقال : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا الحديث الذي ذكره السائل : " لعن الله الشارب قبل الطالب "، هذا لا أصل له ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه من الأحاديث التي اشتهرت على ألسن الناس وليس لها أصل ، وهي كثيرة تتردد بين عامة الناس ، والواجب على الإنسان أن يتحرى فيما ينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، لأن الكذب على الرسول صلى الله عليه ليس كالكذب على أحد منا ، لأنه كذب على شريعة الله سبحانه وتعالى .
وقد صنف العلماء رحمهم الله في الأحاديث الواردة على ألسن الناس وليس لها أصل ، صنفوا في هذا كتباً ومنا : " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألينة ألسنة الناس من الحديث " .
ومن الأحاديث المشتهرة على ألسن الناس وليس لها أصل قولهم : " حب الوطن من الإيمان " ، وقولهم : " خير الأسماء ما حمد وعبد "، وقولهم : " المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء " ، وأمثال ذلك كثير ، والوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأسماء قوله : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمان ) ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .
والمهم أنه يجب على الإنسان أن يتحرز فيما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يقع في الوعيد الشديد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كذب علي متعمداً فليتبوء مقعده من النار ) ، وقال : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) .
وأيضا ما صحة حديث " إذا شرب اثنين من إناء واحد غفر لهما أو دخل الجنة " ؟
السائل : وأيضا ما صحة حديث : " إذا شرب اثنين من إناء واحد غفر لهما أو دخلا الجنة " ؟
الشيخ : هذا لا أعلم عنه لكنني لا أظن أنه يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وشرب اثنين من إناء واحد لا بأس به ولا حرج فيه ، والتنزه عن مثل هذا أمر صعب ، ولو أراد الإنسان أن يتنزه عن كل إناء شرب فيه غيره لحقه في ذلك حرج شديد ، ولم يكن في بدنه مناعة لما يدخل إليه من المكروبات التي تكون عند كثير من الناس وهو خال منها ، وقد كان المترفون يتحرزون من هذا الشيء كثيراً ، أي يتحرزون من أن يشربوا بإناء شرب فيه غيرهم ، فيصابون بأمراض أكثر مما يصاب الآخرون ، والذي ينبغي للإنسان أن لا يشق على نفسه من مثل هذه التحرزات ، لأنه يلحقها الحرج ، ولأنه يبقى جسمه لا مناعة فيه ، وحينئذٍ يتأثر بأدنى سبب .
وقد بلغني أن كثيراً من الناس في الأمم المتطورة في الحياة الدنيا كانوا رجعوا عن هذا التحرز الشديد إلى الحالة الطبيعية التي عليها كثير من الناس في كون الإنسان لا يشق على نفسه بهذا التحرز الشديد .
نعم لو فرض أن أحد من الناس مصاب بوباء جرت العادة أنه معدٍ فهذا ليس من المستحسن أن يشرب الإنسان في هذا الإناء الذي شرب فيه هذا المصاب بالمرض ، الذي جرت العادة بأنه يعدي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) .
ولكن مع هذا يجب أن نؤمن بأن العدوى لا تكون معدية بطبيعتها الذاتية ولكنها معدية بإذن الله عز وجل ، فإن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً .
الشيخ : هذا لا أعلم عنه لكنني لا أظن أنه يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وشرب اثنين من إناء واحد لا بأس به ولا حرج فيه ، والتنزه عن مثل هذا أمر صعب ، ولو أراد الإنسان أن يتنزه عن كل إناء شرب فيه غيره لحقه في ذلك حرج شديد ، ولم يكن في بدنه مناعة لما يدخل إليه من المكروبات التي تكون عند كثير من الناس وهو خال منها ، وقد كان المترفون يتحرزون من هذا الشيء كثيراً ، أي يتحرزون من أن يشربوا بإناء شرب فيه غيرهم ، فيصابون بأمراض أكثر مما يصاب الآخرون ، والذي ينبغي للإنسان أن لا يشق على نفسه من مثل هذه التحرزات ، لأنه يلحقها الحرج ، ولأنه يبقى جسمه لا مناعة فيه ، وحينئذٍ يتأثر بأدنى سبب .
وقد بلغني أن كثيراً من الناس في الأمم المتطورة في الحياة الدنيا كانوا رجعوا عن هذا التحرز الشديد إلى الحالة الطبيعية التي عليها كثير من الناس في كون الإنسان لا يشق على نفسه بهذا التحرز الشديد .
نعم لو فرض أن أحد من الناس مصاب بوباء جرت العادة أنه معدٍ فهذا ليس من المستحسن أن يشرب الإنسان في هذا الإناء الذي شرب فيه هذا المصاب بالمرض ، الذي جرت العادة بأنه يعدي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) .
ولكن مع هذا يجب أن نؤمن بأن العدوى لا تكون معدية بطبيعتها الذاتية ولكنها معدية بإذن الله عز وجل ، فإن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً .
ما الفضل الذي يناله المسلم إذا استمر على الوضوء بعد كل حدث ؟
السائل : ما الفضل الذي يناله المسلم إذا استمر على الوضوء بعد كل حدث ؟
الشيخ : الفضل الذي يناله المسلم إذا استمر على الوضوء بعد كل حدث أنه يبقى طاهراً والمكث على الطهر والبقاء على الطهر من الأعمال الصالحة ، ولأنه ربما يذكر الله سبحانه وتعالى في أحواله كلها فيكون قد ذكر الله تعالى على طهر ، ولأنه قد يعرض له صلاة في مكان ليس فيه ماء يسهل الوضوء منه فيكون مستعداً لهذه الصلاة ، المهم أن كون الإنسان يبقى على طهارة دائماً فيه فوائد كثيرة .
الشيخ : الفضل الذي يناله المسلم إذا استمر على الوضوء بعد كل حدث أنه يبقى طاهراً والمكث على الطهر والبقاء على الطهر من الأعمال الصالحة ، ولأنه ربما يذكر الله سبحانه وتعالى في أحواله كلها فيكون قد ذكر الله تعالى على طهر ، ولأنه قد يعرض له صلاة في مكان ليس فيه ماء يسهل الوضوء منه فيكون مستعداً لهذه الصلاة ، المهم أن كون الإنسان يبقى على طهارة دائماً فيه فوائد كثيرة .
مالحكم في إجراء عمليات التجميل ؟
السائل : المستمع أيضاً يقول : مالحكم في إجراء عمليات التجميل ؟
الشيخ : التجميل المستعمل في الطب ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : تجميل بإزالة العيب الحاصل على الإنسان من حادث أو غيره ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطع أنفه في الحرب ، أذن له أن يتخذ أنفاً من ذهب لإزالة التشويه الذي حصل بقطع الأنف ، ولأن الرجل الذي عمل عملية التجميل هنا ليس قصده أن يطور نفسه إلى حسن أكمل مما خلقه الله عليه ، ولكنه أراد أن يزيل عيباً حدث .
أما النوع الثاني وهو : التجميل الزائد الذي ليس من أجل إزالة العيب فهذا محرم ولا يجوز ولهذا : ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة والواشمة والمستوشمة ) لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب .
أما بالنسبة للطالب الذي يقرر ضمن دراسته هذا العلم فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكنه لا ينفذه في الحال التي يكون فيها حراماً بل ينصح من طلب منه هذا النوع من التجميل ، ينصحه بأن هذا حرام ولا يجوز ويكون في هذا فائدة ، لأن النصيحة إذا جاءت من الطبيب نفسه فإن الغالب أن المريض أو من طلب العملية يقتنع أكثر مما يقتنع لو أن أحداً غيره نصحه بذلك .
الشيخ : التجميل المستعمل في الطب ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : تجميل بإزالة العيب الحاصل على الإنسان من حادث أو غيره ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطع أنفه في الحرب ، أذن له أن يتخذ أنفاً من ذهب لإزالة التشويه الذي حصل بقطع الأنف ، ولأن الرجل الذي عمل عملية التجميل هنا ليس قصده أن يطور نفسه إلى حسن أكمل مما خلقه الله عليه ، ولكنه أراد أن يزيل عيباً حدث .
أما النوع الثاني وهو : التجميل الزائد الذي ليس من أجل إزالة العيب فهذا محرم ولا يجوز ولهذا : ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة والواشمة والمستوشمة ) لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب .
أما بالنسبة للطالب الذي يقرر ضمن دراسته هذا العلم فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكنه لا ينفذه في الحال التي يكون فيها حراماً بل ينصح من طلب منه هذا النوع من التجميل ، ينصحه بأن هذا حرام ولا يجوز ويكون في هذا فائدة ، لأن النصيحة إذا جاءت من الطبيب نفسه فإن الغالب أن المريض أو من طلب العملية يقتنع أكثر مما يقتنع لو أن أحداً غيره نصحه بذلك .
هل يجوز لعب الشطرنج تحت الشروط الآتية ليس باستمرار بل في بعض الأحيان وعدم التلفظ ببعض الكلمات البذيئة أثناء اللعب وعدم تضييع أوقات الصلوات المفروضة ؟
السائل : هل يجوز لعب الشطرنج تحت الشروط الآتية : ليس باستمرار بل في بعض الأحيان وعدم التلفظ بالكلمات البذيئة أثناء اللعب وعدم تضييع أوقات الصلوات المفروضة أرجو بهذا إفادة ؟
الشيخ : القول الراجح أن اللعب بالشطرنج محرم :
أولاً : لأنه لا يخلوا غالباً من صور تمثالية مجسمة ، ومعلوم أن استصحاب الصور محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخل الملائكة بيتا ً فيه صورة ) .
وثانياً : لأنه يلهي غالباً يلهي كثيراً عن ذكر الله عز وجل وما ألهى كثيراً عن ذكر الله فإنه يكون حراماً لقول الله تعالى في بيان حكمة تحريم الخمر والميسر والأنصاب والإزلام لقوله : (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) .
ولأن الغالب في اللاعبين بهذه اللعبة الغالب عليهم التنازع والتنافر والكلمات النابية التي لا ينبغي أن تقع من مسلم لأخيه .
ولأن حصر الذهن على هذا النوع من الذكاء أن ينحصر تفكير الإنسان وذكاؤه في هذا النوع من الأنواع ويكون فيما عداه بليداً كماحدثني بذلك من أثق به ، قال : إن المنهمكين في لعب الشطرينج نجدهم إذا خرجوا عن ميدانه مما يتطلب ذكاءً وفطنة نجدهم من أبله الناس وأغفلهم .
لهذه الأسباب كانت لعبة الشطرنج حراماً هذا إذا سلمت مما ذكره السائل وسلمت من الميسر وهو جعل عوض على المغلوب ، فإذا اقترنت بما ذكره السائل أو جعل فيها ميسر وهو العوض على المغلوب صارت أخبث وأشر .
الشيخ : القول الراجح أن اللعب بالشطرنج محرم :
أولاً : لأنه لا يخلوا غالباً من صور تمثالية مجسمة ، ومعلوم أن استصحاب الصور محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخل الملائكة بيتا ً فيه صورة ) .
وثانياً : لأنه يلهي غالباً يلهي كثيراً عن ذكر الله عز وجل وما ألهى كثيراً عن ذكر الله فإنه يكون حراماً لقول الله تعالى في بيان حكمة تحريم الخمر والميسر والأنصاب والإزلام لقوله : (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) .
ولأن الغالب في اللاعبين بهذه اللعبة الغالب عليهم التنازع والتنافر والكلمات النابية التي لا ينبغي أن تقع من مسلم لأخيه .
ولأن حصر الذهن على هذا النوع من الذكاء أن ينحصر تفكير الإنسان وذكاؤه في هذا النوع من الأنواع ويكون فيما عداه بليداً كماحدثني بذلك من أثق به ، قال : إن المنهمكين في لعب الشطرينج نجدهم إذا خرجوا عن ميدانه مما يتطلب ذكاءً وفطنة نجدهم من أبله الناس وأغفلهم .
لهذه الأسباب كانت لعبة الشطرنج حراماً هذا إذا سلمت مما ذكره السائل وسلمت من الميسر وهو جعل عوض على المغلوب ، فإذا اقترنت بما ذكره السائل أو جعل فيها ميسر وهو العوض على المغلوب صارت أخبث وأشر .
5 - هل يجوز لعب الشطرنج تحت الشروط الآتية ليس باستمرار بل في بعض الأحيان وعدم التلفظ ببعض الكلمات البذيئة أثناء اللعب وعدم تضييع أوقات الصلوات المفروضة ؟ أستمع حفظ
كيف يكون الإنسان متوكلا على الله ؟
السائل : كيف يكون الإنسان متوكلا على الله ؟
الشيخ : يكون الإنسان متوكلاً على الله بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده الخير وهو الذي يدبر الأمور ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس : ( يا غلام ألا أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) فبهذه العقيدة يكون الإنسان معتمداً على ربه جل وعلا لا يلتفت إلى من سواه .
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله سبباً بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله سبباً سواء كانت شرعية أم حسية هي من تمام التوكل ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل ، لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببا ً.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين كان يلبس الدروع في الحرب ، ويتوقى البرد ويأكل ويشرب لإبقاء حياته ونمو جسمه ، وفي أحد ظاهر بين درعين أي لبس درعين ، فهؤلاء الذين يزعمون أن حقيقة التوكل بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطؤون ، فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه قد جعل للأمور سبباً تحصل به .
ولهذا لو قال قائل : أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق وسأبقى في بيتي لا أبحث عن الرزق ، قلنا أن هذا ليس بصحيح وليس توكلاً حقيقياً فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال : (( هو الذي جعل في لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور )) .
ولو قال قائل : أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة ، ولم يسعى في طلب الزوجة وخطبتها لعده الناس سفيهاً ولكان فعله هذا منافياً لما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
ولو أن أحداً أكل السم وقال : إني أتوكل على الله تعالى في أن لا يضرني هذا السم لكان هذا غير متوكل حقيقة ، لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا : (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً )) .
المهم أن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً لا ينافي كمال التوكل بل هو من كماله ، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به .
الشيخ : يكون الإنسان متوكلاً على الله بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده الخير وهو الذي يدبر الأمور ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس : ( يا غلام ألا أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) فبهذه العقيدة يكون الإنسان معتمداً على ربه جل وعلا لا يلتفت إلى من سواه .
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله سبباً بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله سبباً سواء كانت شرعية أم حسية هي من تمام التوكل ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل ، لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببا ً.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين كان يلبس الدروع في الحرب ، ويتوقى البرد ويأكل ويشرب لإبقاء حياته ونمو جسمه ، وفي أحد ظاهر بين درعين أي لبس درعين ، فهؤلاء الذين يزعمون أن حقيقة التوكل بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطؤون ، فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه قد جعل للأمور سبباً تحصل به .
ولهذا لو قال قائل : أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق وسأبقى في بيتي لا أبحث عن الرزق ، قلنا أن هذا ليس بصحيح وليس توكلاً حقيقياً فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال : (( هو الذي جعل في لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور )) .
ولو قال قائل : أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة ، ولم يسعى في طلب الزوجة وخطبتها لعده الناس سفيهاً ولكان فعله هذا منافياً لما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
ولو أن أحداً أكل السم وقال : إني أتوكل على الله تعالى في أن لا يضرني هذا السم لكان هذا غير متوكل حقيقة ، لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا : (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً )) .
المهم أن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً لا ينافي كمال التوكل بل هو من كماله ، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به .
سمعت من أحد الشيوخ أن الزيت يعتبر حائلا على البشرة عند الوضوء وأنا أحيانا عندما أعمل في المطبخ تتساقط بعض قطرات الزيت على شعري وأعضاء الوضوء، فهل عند الوضوء لابد من غسل هذه الأعضاء بالصابون قبل الوضوء أو الإغتسال حتى يصل الماء إليها كما أنني أضع بعض الزيت على شعري كعلاج له ؟
السائل : سمعت من أحد الشيوخ أن الزيت يعتبر حائلا على البشرة عند الوضوء ، وأنا أحيانا عندما أعمل بالمطبخ تتساقط بعض قطرات الزيت على شعري وأعضاء الوضوء ، فهل عند الوضوء لابد من غسل هذه الأعضاء بالصابون قبل الوضوء أو الإغتسال حتى يصل الماء إليها كما أنني أضع بعض الزيت على شعري كعلاج له ؟
الشيخ : قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين بأن الله تعالى قال في كتابه المبين : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) والأمر بغسل هذه الأعضاء ومسح ما يمسح منها يستلزم إزالة ما يمنع وصول الماء إليها ، لأنه إذا وجد ما يمنع وصول الماء إليها لم يكن غسلها .
وبناءً على ذلك نقول إن الإنسان إذا استعمل الدهن في أعضاء طهارته :
فإما أن يبقى الدهن جامداً له جرم فحيئذٍ لا بد أن يزيل ذلك قبل أن يطهر أعضاءه ، فإن بقي الدهن هكذا جرماً فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة وحينئذٍ لا تصح الطهارة .
أما إذا كان الدهن ليس له جرم وإنما أثره باقٍ على أضاء الطهارة فإنه لا يضر ، ولكن في هذه الحال يتأكد أن يمر الإنسان يده على العضو لأن العادة أن الدهن يتمايز معه الماء ، فربما لا يصيب جميع العضو الذي يطهره .
فالسائل إذاً نقول له إن كان هذا الدهن أو الزيت الذي يكون على أعضاء طهارتك جامداً له جرم يمنع وصول الماء فلا بد من إزالته قبل أن تتطهر ، وإن لم يكن له جرم فإنه لا حرج عليك أن تتطهر وإن لم تغسله بالصابون لكن أمِر يدك على العضو عند غسله لئلا ينزلق الماء عنه .
الشيخ : قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين بأن الله تعالى قال في كتابه المبين : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) والأمر بغسل هذه الأعضاء ومسح ما يمسح منها يستلزم إزالة ما يمنع وصول الماء إليها ، لأنه إذا وجد ما يمنع وصول الماء إليها لم يكن غسلها .
وبناءً على ذلك نقول إن الإنسان إذا استعمل الدهن في أعضاء طهارته :
فإما أن يبقى الدهن جامداً له جرم فحيئذٍ لا بد أن يزيل ذلك قبل أن يطهر أعضاءه ، فإن بقي الدهن هكذا جرماً فإنه يمنع وصول الماء إلى البشرة وحينئذٍ لا تصح الطهارة .
أما إذا كان الدهن ليس له جرم وإنما أثره باقٍ على أضاء الطهارة فإنه لا يضر ، ولكن في هذه الحال يتأكد أن يمر الإنسان يده على العضو لأن العادة أن الدهن يتمايز معه الماء ، فربما لا يصيب جميع العضو الذي يطهره .
فالسائل إذاً نقول له إن كان هذا الدهن أو الزيت الذي يكون على أعضاء طهارتك جامداً له جرم يمنع وصول الماء فلا بد من إزالته قبل أن تتطهر ، وإن لم يكن له جرم فإنه لا حرج عليك أن تتطهر وإن لم تغسله بالصابون لكن أمِر يدك على العضو عند غسله لئلا ينزلق الماء عنه .
7 - سمعت من أحد الشيوخ أن الزيت يعتبر حائلا على البشرة عند الوضوء وأنا أحيانا عندما أعمل في المطبخ تتساقط بعض قطرات الزيت على شعري وأعضاء الوضوء، فهل عند الوضوء لابد من غسل هذه الأعضاء بالصابون قبل الوضوء أو الإغتسال حتى يصل الماء إليها كما أنني أضع بعض الزيت على شعري كعلاج له ؟ أستمع حفظ
أحيانا أجد بعض فضلات الطعام على أسناني فهل يجب إزالة هذه الفضلات قبل الوضوء ؟
السائل : أحيانا أجد بعض فضلات الطعام على أسناني فهل يجب إزالة هذه الفضلات قبل الوضوء ؟
الشيخ : الذي يظهر لي أنه لا يجب إزالتها قبل الوضوء لكن تنقية الأسنان منها لا شك أنه أكمل وأطهر وأبعد عن مرض الأسنان ، لأن هذه الفضلات إذا بقيت فقد يتولد منها عفونة ويحصل منها مرض للأسنان وللثة ، فالذي ينبغي للإنسان إذا فرغ من طعامه أن يخلل أسنانه حتى يزول ما علق فيها من أثر الطعام وأن يتسوك أيضاً لأن الطعام يغير الفم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في السواك أنه : ( مطهرة للفم مرضاة للرب ) وهذا يدل على أنه كل ما احتاج الفم إلى تطهير فإنه يطهر بالسواك .
الشيخ : الذي يظهر لي أنه لا يجب إزالتها قبل الوضوء لكن تنقية الأسنان منها لا شك أنه أكمل وأطهر وأبعد عن مرض الأسنان ، لأن هذه الفضلات إذا بقيت فقد يتولد منها عفونة ويحصل منها مرض للأسنان وللثة ، فالذي ينبغي للإنسان إذا فرغ من طعامه أن يخلل أسنانه حتى يزول ما علق فيها من أثر الطعام وأن يتسوك أيضاً لأن الطعام يغير الفم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في السواك أنه : ( مطهرة للفم مرضاة للرب ) وهذا يدل على أنه كل ما احتاج الفم إلى تطهير فإنه يطهر بالسواك .
إذا شك أحد في صلاته فلم يدري كم صلى أربعا أم ثلاث ماذا يعمل هل يصح له أن يعيد الصلاة ؟
السائل : إذا شك أحد في صلاته فلم يدري كم صلى أربعا صلى أم ثلاث ماذا يفعل ؟ هل يصح له أن إعادة الصلاة ، نرجوا بهذا إفادة مأجوري ؟
الشيخ : إذا شك الإنسان في صلاته فلم يدري كم صلي أثلاثاً أم أربعاً فإنه لا يحل له أن يخرج من صلاته بهذا الشك إذا كانت فرضاً ، لأن قطع الفرض لا يجوز ، وعليه أن يفعل ما جاءت به السنة ، والسنة جاءت بأن الإنسان إذا شك في صلاته فلم يدري كم صلى أثلاثاً أم أربعاً فلا يخلو من حالين :
إحداهما : أن يشك شكاً متساوياً بمعنى أنه لا يترجح عنده الثلاث ولا الأربع وفي هذه الحال يبني على الأقل ، فيبني على أنها ثلاث ويأتي بالرابعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم .
أما الحال الثاينة فهو : أن يشك شكاً بين طرفيه رجحان على الآخر بمعنى أن يشك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً ولكنه يترجح عنده أنه صلى أربعاً ، ففي هذه الحال يبني على الأربع ويسلم ويسجد للسهو بعد السلام هكذا جاءت السنة بالتفريق بين الحالين في الشك .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني على ما استيقن في الحال الأولى وأن يتحرى الصواب في الحال الثانية يدل على أنه لا يخرج من الصلاة بهذا الشك ، فإن كانت فرضاً فالخروج منها حرام لأن قطع الفريضة محرم .
وإن كانت نفلاً فلا يخرج منها من أجل هذا الشك ولكن يفعل ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن شاء أن يقطعها فإن قطع النافلة لا بأس به ، إلا أن العلماء قالوا : يكره قطع النافلة بدون غرض صحيح ، هذا إذا لم تكن النافلة حجاً أو عمرة فإن كانت النافلة حجاً أو عمرة فإنه لا يجوز قطعها إلا مع الحصر لقوله تعالى : (( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي )) وهذه الآية نزلت قبل فرض الحج لأنها نزلت في الحديبية ، والحج إنما فرض في السنة التاسعة .
وخلاصة الجواب عن سؤال السائل أن نقول للإنسان إذا شك في صلاته أثلاثاً أم أربعاً فإن ترجح عنده أحد الطرفين فاليعمل بالراجح سواء كان الأكثر أو الأقل وليسلم ويسجد سجدتين بعد السلام ويسلم .
أما إذا لم يترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على الأقل لأنه متيقن ويتم عليه ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم .
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما قدمتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام . إخوتنا المستمعين الكرام كان ضيفنا في هذا اللقاء المبارك هو فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكر الله لفضيلته وشكراً لكم أنتم على حسن المتابعة ولنا لقاء بإذن الله تعالى في الغد ونحن وإياكم بخير وعافية بحول الله وقوته سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : إذا شك الإنسان في صلاته فلم يدري كم صلي أثلاثاً أم أربعاً فإنه لا يحل له أن يخرج من صلاته بهذا الشك إذا كانت فرضاً ، لأن قطع الفرض لا يجوز ، وعليه أن يفعل ما جاءت به السنة ، والسنة جاءت بأن الإنسان إذا شك في صلاته فلم يدري كم صلى أثلاثاً أم أربعاً فلا يخلو من حالين :
إحداهما : أن يشك شكاً متساوياً بمعنى أنه لا يترجح عنده الثلاث ولا الأربع وفي هذه الحال يبني على الأقل ، فيبني على أنها ثلاث ويأتي بالرابعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم .
أما الحال الثاينة فهو : أن يشك شكاً بين طرفيه رجحان على الآخر بمعنى أن يشك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً ولكنه يترجح عنده أنه صلى أربعاً ، ففي هذه الحال يبني على الأربع ويسلم ويسجد للسهو بعد السلام هكذا جاءت السنة بالتفريق بين الحالين في الشك .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني على ما استيقن في الحال الأولى وأن يتحرى الصواب في الحال الثانية يدل على أنه لا يخرج من الصلاة بهذا الشك ، فإن كانت فرضاً فالخروج منها حرام لأن قطع الفريضة محرم .
وإن كانت نفلاً فلا يخرج منها من أجل هذا الشك ولكن يفعل ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن شاء أن يقطعها فإن قطع النافلة لا بأس به ، إلا أن العلماء قالوا : يكره قطع النافلة بدون غرض صحيح ، هذا إذا لم تكن النافلة حجاً أو عمرة فإن كانت النافلة حجاً أو عمرة فإنه لا يجوز قطعها إلا مع الحصر لقوله تعالى : (( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي )) وهذه الآية نزلت قبل فرض الحج لأنها نزلت في الحديبية ، والحج إنما فرض في السنة التاسعة .
وخلاصة الجواب عن سؤال السائل أن نقول للإنسان إذا شك في صلاته أثلاثاً أم أربعاً فإن ترجح عنده أحد الطرفين فاليعمل بالراجح سواء كان الأكثر أو الأقل وليسلم ويسجد سجدتين بعد السلام ويسلم .
أما إذا لم يترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على الأقل لأنه متيقن ويتم عليه ويسجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم .
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما قدمتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام . إخوتنا المستمعين الكرام كان ضيفنا في هذا اللقاء المبارك هو فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم وخطيب وإمام الجامع الكبير بمدينة عنيزة شكر الله لفضيلته وشكراً لكم أنتم على حسن المتابعة ولنا لقاء بإذن الله تعالى في الغد ونحن وإياكم بخير وعافية بحول الله وقوته سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .
اضيفت في - 2005-05-06