وجدت في كتاب الروض المربع للإمام أحمد بن حنبل أن سبعة أماكن لا تجوز فيها الصلاة من هذه الأماكن المقبرة وعندنا في بلادنا يصلون على الميت في المقبرة قبل الدفن، فما حكم ذالك ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فإن السائل يقول : وجدت في الروض المربع للإمام أحمد بن حنبل ، والكتاب المذكور ليس للإمام أحمد بن حنبل ولكنه لأحد المنتسبين إلى الإمام أحمد ابن حنبل ، وهو منصول أبي يونس البهوتي شرح فيه زاد المستقنع للشيخ موسى بن سالم الحجاوي ، والكتاب المذكور وأصله كلاهما على المشهور من مذهب أحمد عند المتأخرين من أصحابه .
ومن جملة المواضع التي ذكر أن الصلاة لا تصح فيها المقبر وهي مدفن الموتى وقد ورد في ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ) ، وروى مسلم عن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) وعلى هذا فإن الصلاة في المقبر لا تجوز ، والصلاة إلى القبر لا تجوز لأن النبي صلى الله عله وسلم بين أن المقبر ليست محلاً للصلاة ونهى عن الصلاة إلى القبر .
والحكمة من ذلك أن الصلاة في المقبر أو إلى القبر ذريعة إلى الشرك ، وما كان ذريعة إلى الشرك كان محرماً لأن الشارع قد سد كل طريق يوصل إلى الشرك ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فيبدأ به أولاً في الذرائع والوسائل ثم يبلغ به الغايات .
فلو أن أحداً من الناس صلى صلاة فريضة أو صلاة تطوع في مقبرة أو إلى قبر فصلاته غير صحيحة .
أما الصلاة على الجنازة فإنه لا بأس بها فقد ثبت عن النبي صلى الله علي وسلم أنه صلى على القبر في قصة المراة أو الرجل الذي كان يقم المسجد فمات ليلاً فلم يخبر الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم بموته فلما أصبح قال صلى الله عليه وسلم : ( دلوني على قبره أو قبرها ) فدلوه فصلى عليه صلوات الله وصلامه عليه ، فيستثنى من الصلاة الصلاة على القبر وكذلك الصلاة على الجنازة قبل دفنها لأن هذه صلاة خاصة تتعلق بالميت فكما جازت الصلاة على القبر على الميت فإنها تجوز الصلاة عليه قبل الدفن .
1 - وجدت في كتاب الروض المربع للإمام أحمد بن حنبل أن سبعة أماكن لا تجوز فيها الصلاة من هذه الأماكن المقبرة وعندنا في بلادنا يصلون على الميت في المقبرة قبل الدفن، فما حكم ذالك ؟ أستمع حفظ
هل يجوز لبس الثوب الأسود على المتوفى وخاصة إذا كان على الزوج ؟
الشيخ : لبس السواد عند المصائب شعار باطل لا أصل له ، والإنسان عند المصيبة ينبغي له أن يفعل ما جاء به الشرع فيقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها ) فإنه إذا قال ذلك بإيمان واحتساب فإن الله سبحانه وتعالى يأجره على ذلك ويبدله بخير منها .
وقد جرى هذا لأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها حين مات أبو سلمة زوجها وابن عمها وكان من أحب الناس إليها ، فقالت هذا ، قالت وكنت أقول في نفسي : من خير من أبي سلمة ؟ فلما انتهت عدتنا خطبها النبي صلى الله عليه وسلم و فكان النبي صلى الله عليه وسلم خيرا من أبي سلمة ، وهكذا كل من قال ذلك بإيمان واحتساب فإن الله تعالى يأجره على مصيبته ويخلف له خيراً منها .
أما التزيي بزي معين كالسواد وشبهه فإن هذا لا أصل له وهو أمر باطل ومذموم .
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) هل هذه الأيام من أيام الدنيا أم من أيام الآخرة ؟
الشيخ : يقول الله تعالى : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) وأطلق الله تعالى هذه الأيام ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) أي صيرناه بلغة العرب لتعقلوه وتفهموا معناه ، وقال تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ، وقال عز وجل : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) ، فإذا أطلق الله تعالى شيئاً في كتابه ولم يكن له معنى شرعي يرجع إليه فإنه يجب أن يحمل على ما تقتضيه اللغة العربية .
والأيام هنا مطلقة قال : قال : (( في ستة أيام )) فتحمل هذه الأيام على الأيام المعهودة المعروفة لنا وهي هذه الأيام التي نعدها :ا لأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة فهذه ستة أيام خلق الله تعالى فيها السموات والأرض ، قال الله تعالى مفصلاً ذلك في سورة فصلت : (( قل أأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها )) فصل الله تعالى هذه الأيام في هذه السورة تفصيلاً بيناً واضحاً ، فتحمل هذه الأيام على الأيام المعهودة التي يعرفها الناس في هذه الدنيا .
أما أيام الآخرة فإن الله تعالى قال عن يوم القيامة إن مقداره خمسون ألف سنة .
3 - قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) هل هذه الأيام من أيام الدنيا أم من أيام الآخرة ؟ أستمع حفظ
إذا كان الصف الأول من المصلين في المسجد يفصله عن بعضه منبر الخطيب فهل يعتبر أنه الصف الأول في الصلاة ؟
الشيخ : نعم الصف الأول هو الذي يلي الإمام فإذا كان هذا الصف الذي يفصله المنبر هو الذي يلي الإمام كان هو الصف الأول على كل حال ، والصف الثاني ما بعده وهكذا حتى تنتهي الصفوف .
ولكن ينبغي إذا كان المسجد واسعاً أن يتأخر الإمام حتى يكون الصف الذي خلفه متصلاً بعضه ببعص غير مفصول بالمنبر لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتقون الصف بين السواري أي بين الأعمدة لأنها تقطع الصف ، فأما إذا لم يمكن بأن كان العدد كثيراً ولا بد من تقدم الإمام فحينئذٍ يكون قطع الصف بالمنبر لحاجة ولا بأس به .
4 - إذا كان الصف الأول من المصلين في المسجد يفصله عن بعضه منبر الخطيب فهل يعتبر أنه الصف الأول في الصلاة ؟ أستمع حفظ
هل يجوز للمصلي في يوم الجمعة أن يترك المسجد الموجود في منطقته ويهذب إلى مسجد آخر بعيد المسافة وذالك لكون الخطيب الثاني لديه اطلاع واسع في أمور الدين وكذالك لديه أسلوب جيد في إلقاء الخطبة ؟
الشيخ : الأحسن أن يصلي أهل الحي في مسجدهم للتعارف والتآلف بينهم وتشجيع بعضهم بعضاً ، وتطييب قلب الإمام الذي يصلي بهم ، فإذا ذهب أحد لمسجد آخر لمصلحة دينية كتحصيل علم أو استماع إلى خطبة تكون أشد تأثيراً وأكثر علماً فإن هذا لا بأس به ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يأتون يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده لإدراك فضل الإمام وفضل المسجد ، ثم يذهبون يصلون في أحد حيهم كما كان معاذ رضي الله عنه يفعل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ولم ينكره صلى الله عليه وسلم .
5 - هل يجوز للمصلي في يوم الجمعة أن يترك المسجد الموجود في منطقته ويهذب إلى مسجد آخر بعيد المسافة وذالك لكون الخطيب الثاني لديه اطلاع واسع في أمور الدين وكذالك لديه أسلوب جيد في إلقاء الخطبة ؟ أستمع حفظ
ما حكم الجمع بين الصلاتين من غير عذر شرعي ؟
الشيخ : حكم من يجمع بين الصلاتين من غير عذر شرعي أن صلاته التي جمعها إلى ما قبلها غير صحيحة ، مثل أن يجمع العصر إلى الظهر في وقت الظهر فإن صلاة العصر هنا لا تصح لأنه صلاها قبل وقتها ، والنبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت محددة مفصلة فلا يجوز لإنسان أن يقدم الصلاة على وقتها إلا لعذر شرعي يبيح ذلك .
وأما إذا كان جمعه جمع تأخير بأن يؤخر الأولى إلى الثانية فإن تأخير الأولى إلى الثانية إثم عظيم كبير .
واختلف العلماء في هذه الحال هل تصح أو لا صح ، فجمهور العلماء على أنها تصح مع الإثم ، والصحيح أنها لا تصح ، أي أنه إذا أخر الصلاة عن وقتها بلا عذر لا تصح ولو صلاها ألف مرة ، لأن إخرجها عن وقتها بلا عذر كتقديمها عن وقتها بل عذر يبيح ذلك لأن الكل داخل في مخالفة قول الرسول عليه الصلاة والسلام ، بل لأن الكل داخل في مخالفة حدود الله عز وجل التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولهذا يجب على الإنسان الحذر من تأخير الصلاة عن وقتها بلا عذر ، لأنه إذا أخرها لا تقبل منه أبداً ولو صلاها ألاف المرات .
ما حكم الزيادة في الأذان ؟
الشيخ : الأذان عبادة مشروعة بأذكار مخصوصة بينها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بإقراره لها ، فلا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله فيها أو يزيد فيها شيئاً من عنده لم يثبت بها النص ، فإن فعل كان ذلك مردوداً عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وفي لفظ : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
وإذا زاد الإنسان في الأذان شيئاً لم يرد به النص بل لم يثبت به النص كان خارجاً عما عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون فيما زاده ، والشرع كما يعلم جميع المسلمين ، الشرع توقيفي يتلقى من الشارع ، فما جاء به الشرع وجب علينا التعبد به استحباباً في المستحبات وإلزاماً في الواجبان ، وما لم يرد به الشرع فليس لنا أن نتقدم بين يد الله ورسوله بزيادة فيه أو نقص .
بأنه شاب متدين ولله الحمد يبلغ من العمر الثانية والعشرين يقول أعاني من مشكلة أرجوا من الله ثم منكم أن تساعدوني على التخلص منها وهي أنني حينما أشرع في الصلاة أبدأ بالتثاؤب من غير قصد وهذه الحالة دائما تلازمني حتى عند قراءة آية الكرسي بالذات ولا أعرف سببا لذالك حيث أنني أتثاؤب أكثر من عشر مرات في صلاة واحدة، أرجوا من فضيلتكم إفادة ؟
الشيخ : التثاؤب من الشيطان كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما يتسلط الشيطان على المصلي بإلقاء الوساوس في قلبه والهواجيس التي لا زمام لها ولا فائدة منها ، كذلك ربما يتسلط عليه بالتثاؤب ويتثاءب كثيراً حتى يشغله عن صلاته ، فإذا وجد ذلك فليفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم : ( يكظم ما استطاع فإن لم يستطع فليضع يده على فمه ) حتى لا يجعل للشيطان سبيلاً إليه ، وليحرص على أن يقبل على الصلاة بنشاط وهمة وعزيمة صادقة ، وليسأل الله سبحانه وتعالى العافية مما يحدث له في صلاته ، وإذا سأل الله تعالى بصدق وفعل ما يستطيع من محاولة إزالة هذه الظاهرة فإن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا به لعلهم يرشدون )) .
8 - بأنه شاب متدين ولله الحمد يبلغ من العمر الثانية والعشرين يقول أعاني من مشكلة أرجوا من الله ثم منكم أن تساعدوني على التخلص منها وهي أنني حينما أشرع في الصلاة أبدأ بالتثاؤب من غير قصد وهذه الحالة دائما تلازمني حتى عند قراءة آية الكرسي بالذات ولا أعرف سببا لذالك حيث أنني أتثاؤب أكثر من عشر مرات في صلاة واحدة، أرجوا من فضيلتكم إفادة ؟ أستمع حفظ
قرأت حديثا فيما معناه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ القرآن ونسيه يأتي يوم القيامة وهو أجذم ) وأنا في الحقيقة إنسان أنسى بسرعة ولا أتذكر شيئا إلا بشق الأنفس وهذا ما يخيفني وحاولت العلاج وعرضت نفسي على عدد من الأطباء، فماذا تنصحونني بارك الله فيكم ؟
الشيخ : نقول إن نسيان القرآن ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : أن يكون سببه إعراض القارئ وإهماله وتفريطه فهذا قد يكون آثماً لكون أهدر نعمة الله عليه بحفظ كتابه حتى أضاعه ونسيه .
وأما القسم الثاني : فهو أن يكون نسيانه عن غير إعراض وغفلة ولكنه لآفة به كسرعة النسيان كما في هذا السؤال ، لآفة به مثل كونه سريع النسيان كما في هذا السؤال أو لكونه ينشغل لأمور لا بد منها في دينه ودنياه فينسى بذلك فهذا لا يضر ولا يؤثر ، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بأصحابه فقرأ بهم ونسي آية من القرآن فلما انصرف ذكره بها أبي بن كعب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هلا كنت ذكرتنيها ) يعني في الصلاة .
ومر بقارئ يقرأ ليلاً فقال : ( رحم الله فلاناً لقد أذكرني بآية كنت أنسيتها ) فالنسيان الذي يأتي بمقتضى طبيعة البشر لا يلام الإنسان عليه .
9 - قرأت حديثا فيما معناه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ القرآن ونسيه يأتي يوم القيامة وهو أجذم ) وأنا في الحقيقة إنسان أنسى بسرعة ولا أتذكر شيئا إلا بشق الأنفس وهذا ما يخيفني وحاولت العلاج وعرضت نفسي على عدد من الأطباء، فماذا تنصحونني بارك الله فيكم ؟ أستمع حفظ
عندنا في السويد يعرض في بعض المطاعم لحم الخنزير ولقد تعرضت بالسؤال من بعض الأشخاص وهو لماذا حرم لحم الخنزير وما هو السبب وما هو الدليل على هذا، أرجوا من فضيلة الشيخ إعطاء إجابة وافية ؟
الشيخ : لحم الخنزير حرمه الله في كتابه في عدة مواضع وأجمع المسلمون على تحريمه ، وبين الله سبحانه وتعالى الحكمة من تحريمه في قوله : (( قل لا أجد فيما أحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس )) فبين الله سبحانه وتعالى الحكمة من تحريمه وهو أنه رجس ، أي نجس مضر للإنسان في دينه وفي بدنه ، والرب عز وجل هو الخالق وهو العالم بما في مخلوقاته من أضرار ومنافع ، فإذا قال لنا إنه عز وجل حرم الخنزير لأنه رجس علمنا بأن هذه الرجسية ضارة لنا في ديننا وأبداننا ، وحينئذٍ نقول لكل إنسان سأل عن الحكمة في تحريم لحم الخنزير نقول : إنه رجس ، أي نجس ضار بالنسبة للبدن وبالنسبة للدين .
وقد قيل إن من خلق هذا الحيوان النجس قلة الغيرة ، فإذا تغذى الإنسان به فقد تسلب منه الغيرة على محارمه وأهله لأن الإنسان قد يتأثر بما يتغذى به .
أفلم ترى إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ، لأن هذه السباع وهذه الطيور من طبيعتها العدوان والإفتراس فيخشى إذا تغذى بها الإنسان أن ينال هذا الطبع ، لأن الإنسان يتأثر بما يتغذى به . فهذه هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير .
وهذا نقوله حينما نقوله لإنسان لا يؤمن بالقرآن ولا بأحكام الله ، وقد نقوله لإنسان يؤمن بذلك ولكن ليطمئن قلبه ويزداد ثباتاً ، والمؤمن بمجرد ما يقال أن هذا حكم الله ورسوله فهو عنده حكمة الحكم كما قال الله تعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) ، وقال تعالى : (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ، ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) . ولما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، ذكرت أن العلة في ذلك أمر الله ورسوله فقالت : ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) .
فالمؤمن يقتنع بالحكم الشرعي بمجرد ثبوت كونه حكماً من الله ورسوله ويستسلم لذلك ويرضى به ، لكن إذا كان نخاطب شخصاً ضعيف الإيمان أو شخصاً لا يؤمن بالله ورسوله فحيئذٍ يتعين علينا أن نتطلب الحكمة وأن نبينها .
10 - عندنا في السويد يعرض في بعض المطاعم لحم الخنزير ولقد تعرضت بالسؤال من بعض الأشخاص وهو لماذا حرم لحم الخنزير وما هو السبب وما هو الدليل على هذا، أرجوا من فضيلة الشيخ إعطاء إجابة وافية ؟ أستمع حفظ
ما حكم الأذان والإقامة للمنفرد ؟
الشيخ : الأذان والإقامة للمنفرد سنة وليست بواجبة هكذا قال أهل العلم ، لأنه ليس لديه من يناديه بالأذان .
ولكن نظراً لكون الأذان ذكراً لله عز وجل وتعظيماً ودعوة لنفسه إلى الصلاة وإلى الفلاح وكذلك الإقامة رجح العلماء رحمهم الله فعله على تركه ، وأظن في ذلك حديثاً مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحضرني الآن .