نور على الدرب-183b
هل يجوز تشريح جثة المسلم بعد إصابته في حادث نرجو بهذا إفادة ؟
السائل : هذا أخوكم المستمع محمد حامد من جمهورية مصر العربية كلية التربية يقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ هل يجوز تشريح جثة المسلم بعد إصابته في حادث نرجو بهذا إفادة؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، المسلم حرام دمه وماله وعرضه والمسلم محترم في حياته وبعد مماته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) أخرجه أبو داوود، إذا علِم ذلك فإن تشريح جثة الميت المسلم بعد وفاته لا يجوز إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة لذلك وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك فإن هذا يتقدّر بقدر الحاجة ثم يُعاد الجسم كما كان بمعنى أننا إذا انتهينا من الشيء الذي نحتاج إلى فحصه مثلا فإنه يرد في الجسم ويُخاط ويغسّل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين. نعم.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، المسلم حرام دمه وماله وعرضه والمسلم محترم في حياته وبعد مماته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) أخرجه أبو داوود، إذا علِم ذلك فإن تشريح جثة الميت المسلم بعد وفاته لا يجوز إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة لذلك وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك فإن هذا يتقدّر بقدر الحاجة ثم يُعاد الجسم كما كان بمعنى أننا إذا انتهينا من الشيء الذي نحتاج إلى فحصه مثلا فإنه يرد في الجسم ويُخاط ويغسّل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين. نعم.
أحياناً يطلب مني والدي شراء دخان له هل علي إثم في هذا ؟
السائل : أيضا من أسئلة المستمع يقول أحيانا يطلب مني والدي شراء دخان له هل عليّ إثم في هذا؟
الشيخ : شرب الدخان محرم بعمومات الأدلة من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله سبحانه وتعالى يقول (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )) ويقول جل وعلا (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) ويقول سبحانه وتعالى (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )) وإذا كان الله تعالى نهى عن الإسراف في الأكل والشرب المباح فما بالك بالشرب المحرّم وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا ضرر ولا ضرار ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال ولا يشك عاقل أن صرف المال في شرب الدخان من إضاعة المال وعلى هذا فيكون الكتاب والسنّة قد دل كل منهما على تحريم شرب الدخان والنظر يدل على ذلك أيضا فإنه قد ثبت عند الأطباء الأن بما لا يدع مجالا للشك أن الدخان مضر على البدن والعاقل لا يُمكن أن يتناول ما يضره فضلا عن المؤمن الكيّس الحازم فإذا تبيّن تحريم الدخان صار المعين عليه معينا على محرّم واقعا فيما نهى الله عنه في قوله (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) فإذا أمرك أبوك بأن تشتري له الدخان فلا تطعه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن لا تُقابله بالعنف والجفاء، اعتذر منه اعتذارا رقيقا وقل له إن هذا شيء محرّم وأنا أنصحك عن شربه لما فيه من الضرر والمعصية وبيّن له الأسباب التي توجب تحريمه أو الأدلة التي توجب، بين له الأدلة التي توجب تحريمه ثم قل له مثلا وأنا أرجو منك أن تعذرني في عدم إحضاره إليك لأنني أرى أنه حرام وأن المعونة على الحرام حرام، المهم أن تقول له قولا ليّنا بدون عنف ولا جفاء وأن تكرّر عليه النصيحة دائما وأبدا لعل الله يهديه على يدك. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : شرب الدخان محرم بعمومات الأدلة من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله سبحانه وتعالى يقول (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )) ويقول جل وعلا (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) ويقول سبحانه وتعالى (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )) وإذا كان الله تعالى نهى عن الإسراف في الأكل والشرب المباح فما بالك بالشرب المحرّم وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا ضرر ولا ضرار ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال ولا يشك عاقل أن صرف المال في شرب الدخان من إضاعة المال وعلى هذا فيكون الكتاب والسنّة قد دل كل منهما على تحريم شرب الدخان والنظر يدل على ذلك أيضا فإنه قد ثبت عند الأطباء الأن بما لا يدع مجالا للشك أن الدخان مضر على البدن والعاقل لا يُمكن أن يتناول ما يضره فضلا عن المؤمن الكيّس الحازم فإذا تبيّن تحريم الدخان صار المعين عليه معينا على محرّم واقعا فيما نهى الله عنه في قوله (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) فإذا أمرك أبوك بأن تشتري له الدخان فلا تطعه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن لا تُقابله بالعنف والجفاء، اعتذر منه اعتذارا رقيقا وقل له إن هذا شيء محرّم وأنا أنصحك عن شربه لما فيه من الضرر والمعصية وبيّن له الأسباب التي توجب تحريمه أو الأدلة التي توجب، بين له الأدلة التي توجب تحريمه ثم قل له مثلا وأنا أرجو منك أن تعذرني في عدم إحضاره إليك لأنني أرى أنه حرام وأن المعونة على الحرام حرام، المهم أن تقول له قولا ليّنا بدون عنف ولا جفاء وأن تكرّر عليه النصيحة دائما وأبدا لعل الله يهديه على يدك. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
ما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها لطالب العلم الشرعي أن يبدأ بها في كل من العقيدة والفقه والحديث والسيرة مع العلم أني أميل إلى المذهب الحنبلي ؟
السائل : المستمع أيضا يقول فضيلة الشيخ ما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها لطالب شرعي، التي تنصحون بها الطالب الشرعي أن يبدأ بها في كل من العقيدة والفقه والحديث والسيرة مع العلم بأنني أميل إلى المذهب الحنبلي؟
الشيخ : ننصح جميع إخواننا المسلمين أن يعتنوا أولا بكتاب الله عز وجل بفهمه والعناية بتفسيره وتلقي ذلك من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم ومن الكتب كتب التفسير الموثوقة كتفسير ابن كثير وتفسير الشيخ عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله وغيرهما من التفاسير التي يوثق بمؤلفيها في عقيدتهم وعلمهم لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشر ءايات من القرأن حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ولأن ارتباط الإنسان بكلام الله عز وجل ارتباط بالله سبحانه وتعالى فإن القرأن كلام الله لفظه ومعناه ولأن الإنسان إذا كان لا يفهم القرأن إلا قراءة فقط فهو أميّ وإن كان يقرؤ القرأن، قال الله تعالى (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) أي إلا قراءة، فوصفهم بأنهم أمّيّون ولكن لا يعني ذلك ألا نهتم بقراءة القرأن لأن قراءة القرأن عبادة وقارئ القرأن له في كل حرف عشر حسنات فهذا أول ما ينبغي للمسلم أن يبتدئ به وهو فهم كتاب الله عز وجل.
ثم سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبدأ بالكتب المختصرة مثل "عمدة الأحكام" لعبد الغني المقدسي فإنها أحاديث مختصرة من الصحيحين وغالب ما يحتاج إليه الإنسان من الأحكام موجود فيها وكذلك "الأربعون النووية" للنووي رحمه الله وتتمتها لابن رجب رحمه الله.
ثم يرتقي إلى "بلوغ المرام" ثم إلى "المنتقى" وهكذا يبدؤ شيئا فشيئا.
أما في كتب العقيدة فمن أحسن ما كتِب وأجمعه وأنفعه "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنها زبدة عقيدة أهل السنّة والجماعة.
وأما في الفقه فمن أحسن الكتب المؤلفة "زاد المستقنع في اختصار المقنع" على المذهب الحنبلي. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : ننصح جميع إخواننا المسلمين أن يعتنوا أولا بكتاب الله عز وجل بفهمه والعناية بتفسيره وتلقي ذلك من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم ومن الكتب كتب التفسير الموثوقة كتفسير ابن كثير وتفسير الشيخ عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله وغيرهما من التفاسير التي يوثق بمؤلفيها في عقيدتهم وعلمهم لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشر ءايات من القرأن حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ولأن ارتباط الإنسان بكلام الله عز وجل ارتباط بالله سبحانه وتعالى فإن القرأن كلام الله لفظه ومعناه ولأن الإنسان إذا كان لا يفهم القرأن إلا قراءة فقط فهو أميّ وإن كان يقرؤ القرأن، قال الله تعالى (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) أي إلا قراءة، فوصفهم بأنهم أمّيّون ولكن لا يعني ذلك ألا نهتم بقراءة القرأن لأن قراءة القرأن عبادة وقارئ القرأن له في كل حرف عشر حسنات فهذا أول ما ينبغي للمسلم أن يبتدئ به وهو فهم كتاب الله عز وجل.
ثم سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبدأ بالكتب المختصرة مثل "عمدة الأحكام" لعبد الغني المقدسي فإنها أحاديث مختصرة من الصحيحين وغالب ما يحتاج إليه الإنسان من الأحكام موجود فيها وكذلك "الأربعون النووية" للنووي رحمه الله وتتمتها لابن رجب رحمه الله.
ثم يرتقي إلى "بلوغ المرام" ثم إلى "المنتقى" وهكذا يبدؤ شيئا فشيئا.
أما في كتب العقيدة فمن أحسن ما كتِب وأجمعه وأنفعه "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنها زبدة عقيدة أهل السنّة والجماعة.
وأما في الفقه فمن أحسن الكتب المؤلفة "زاد المستقنع في اختصار المقنع" على المذهب الحنبلي. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
3 - ما هي الكتب التي تنصحوننا بقراءتها لطالب العلم الشرعي أن يبدأ بها في كل من العقيدة والفقه والحديث والسيرة مع العلم أني أميل إلى المذهب الحنبلي ؟ أستمع حفظ
رجل يقول : أنه يقوم بتحفيظ القرآن ودروس دينية لبعض البنات وأعمارهن الثالثة عشر في منزله فهل في ذلك شيء ، مع العلم أني بمثابة مدرس لهن حيث أقوم بتدريسهن في هذا نرجو إفادة ؟
السائل : المستمع من جمهورية مصر العربية يقول بأنه يقوم بتحفيظ القرأن ودروس دينية لبعض البنات وأعمارهن الثالثة عشر في منزله فهل في ذلك شيء يقول مع العلم بأنني بمثابة مدرّس لهن حيث أقوم بتدريسهن في هذا نرجو إفادة؟
الشيخ : الذي أرجو من هذا الشخص أن يُلقي دروسا على زوجته أو على أخته أو من عنده في البيت من محارمه ثم تلقي هذه المرأة الدروس الذي ألقاها عليها على هؤلاء النساء اللاتي يحضرن إلى بيته.
وأما أن يتولى هو تدريسهن وهن في هذه السن فإني أخشى عليه من الفتنة لأن الشيطان يجري من ابن ءادم مجرى الدم وبإمكانه إذا كان يخاف ألا تقوم أخته أو زوجته أو من عنده في البيت من محارمه ألا تقوم بالواجب فبإمكانه أن يلقي درسا عن طريق التسجيل ثم تباشر هذه المرأة من محارمه تقديمه لهؤلاء الطالبات ففي هذا حصول الفائدة والابتعاد عن المحذور والفتنة.
وإذا حصل منهن سؤال فليكن عندهم ءالة تسجيل تسجّل هذا السؤال من الطالبات ثم يجيب عنه الرجل في مكان ءاخر ويُعاد إليهن. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الذي أرجو من هذا الشخص أن يُلقي دروسا على زوجته أو على أخته أو من عنده في البيت من محارمه ثم تلقي هذه المرأة الدروس الذي ألقاها عليها على هؤلاء النساء اللاتي يحضرن إلى بيته.
وأما أن يتولى هو تدريسهن وهن في هذه السن فإني أخشى عليه من الفتنة لأن الشيطان يجري من ابن ءادم مجرى الدم وبإمكانه إذا كان يخاف ألا تقوم أخته أو زوجته أو من عنده في البيت من محارمه ألا تقوم بالواجب فبإمكانه أن يلقي درسا عن طريق التسجيل ثم تباشر هذه المرأة من محارمه تقديمه لهؤلاء الطالبات ففي هذا حصول الفائدة والابتعاد عن المحذور والفتنة.
وإذا حصل منهن سؤال فليكن عندهم ءالة تسجيل تسجّل هذا السؤال من الطالبات ثم يجيب عنه الرجل في مكان ءاخر ويُعاد إليهن. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
4 - رجل يقول : أنه يقوم بتحفيظ القرآن ودروس دينية لبعض البنات وأعمارهن الثالثة عشر في منزله فهل في ذلك شيء ، مع العلم أني بمثابة مدرس لهن حيث أقوم بتدريسهن في هذا نرجو إفادة ؟ أستمع حفظ
هل يجوز تغيير النية في صلاة النفل مثلاً دخلت في الصلاة بنية صلاة أربع ركعات ولكني صليت اثنتين فقط ؟
السائل : المستمع يقول هل يجوز تغيير النية في صلاة النفل مثلا دخلت في الصلاة بنية صلاة أربع ركعات ولكني صليت اثنتين فقط؟
الشيخ : نعم يجوز مثل هذا العمل ولكن لا يجوز للإنسان أن يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) فإذا أراد أن يتنقل ويتطوّع في النهار أو في الليل فليصلّ ركعتين ركعتين كل ركعتين بتسليمة.
ولكن لو غيّر النية من صلاة إلى أخرى فإننا نقول إذا عيّن النية من صلاة إلى أخرى فله أوجه، الوجه الأول أن يغيّر النية من صلاة معينة إلى صلاة معيّنة فهذا لا يجوز لا ينفع، هذا لا ينفع مثل لو أراد أن يغيّر النية بعد أن شرع في صلاة الظهر ثم ذكر أنه صلى الفجر بغير وضوء مثلا وبعد أن شرع في صلاة الظهر انتقل بنيته إلى صلاة الفجر فهذا لا يجوز، تبطل صلاة الظهر لأنه قطع نيتها ولا تنعقد صلاة الفجر لأنه لم ينوها من أوّلها بتكبيرة فإذا انتقل من معين إلى معين بطل الأول ولم ينعقد الثاني.
الوجه الثاني أن ينتقل من مطلق إلى معيّن مثل أن يشرع في صلاة نافلة ثم يذكر أنه لم يصلّي الفجر أو أنه صلاها بغير وضوء فينوي في أثناء النفل أنه لصلاة الفجر فهذا أيضا لا يصح لأن المعيّن لابد أن يُنوى من أوله.
الثالث أن ينتقل من معيّن إلى مطلق مثل أن يشرع في صلاة الوتر ثم يبدو له أن يجعله نفلا مطلقا وأن يوتر في ءاخر الليل فهذا جائز وذلك لأن الصلاة المعيّنة تتضمن في الحقيقة نيّتين، نية مطلق الصلاة ونية التعيين فإذا ألغى نية التعيين بقي نية مطلق الصلاة وحينئذ يكون انتقاله من المعيّن إلى المطلق صحيحا لأن المعيّن يتضمن المطلق ولا عكس. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : نعم يجوز مثل هذا العمل ولكن لا يجوز للإنسان أن يصلي أربع ركعات بتسليمة واحدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) فإذا أراد أن يتنقل ويتطوّع في النهار أو في الليل فليصلّ ركعتين ركعتين كل ركعتين بتسليمة.
ولكن لو غيّر النية من صلاة إلى أخرى فإننا نقول إذا عيّن النية من صلاة إلى أخرى فله أوجه، الوجه الأول أن يغيّر النية من صلاة معينة إلى صلاة معيّنة فهذا لا يجوز لا ينفع، هذا لا ينفع مثل لو أراد أن يغيّر النية بعد أن شرع في صلاة الظهر ثم ذكر أنه صلى الفجر بغير وضوء مثلا وبعد أن شرع في صلاة الظهر انتقل بنيته إلى صلاة الفجر فهذا لا يجوز، تبطل صلاة الظهر لأنه قطع نيتها ولا تنعقد صلاة الفجر لأنه لم ينوها من أوّلها بتكبيرة فإذا انتقل من معين إلى معين بطل الأول ولم ينعقد الثاني.
الوجه الثاني أن ينتقل من مطلق إلى معيّن مثل أن يشرع في صلاة نافلة ثم يذكر أنه لم يصلّي الفجر أو أنه صلاها بغير وضوء فينوي في أثناء النفل أنه لصلاة الفجر فهذا أيضا لا يصح لأن المعيّن لابد أن يُنوى من أوله.
الثالث أن ينتقل من معيّن إلى مطلق مثل أن يشرع في صلاة الوتر ثم يبدو له أن يجعله نفلا مطلقا وأن يوتر في ءاخر الليل فهذا جائز وذلك لأن الصلاة المعيّنة تتضمن في الحقيقة نيّتين، نية مطلق الصلاة ونية التعيين فإذا ألغى نية التعيين بقي نية مطلق الصلاة وحينئذ يكون انتقاله من المعيّن إلى المطلق صحيحا لأن المعيّن يتضمن المطلق ولا عكس. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
5 - هل يجوز تغيير النية في صلاة النفل مثلاً دخلت في الصلاة بنية صلاة أربع ركعات ولكني صليت اثنتين فقط ؟ أستمع حفظ
إذا صلى الرجل صلاة النافلة ثم جاء رجل وصلى معه الفرض فهل يجهر بالقراءة ويتم صلاة الفرض أم يسلم هو من الصلاة ويترك الرجل الثاني يكمل الصلاة وحده وهل بذلك تصبح الصلاة صحيحة ؟
السائل : المستمع محمد حامد من جمهورية مصر العربية يقول إذا صلى الرجل صلاة النافلة ثم جاء رجل وصلى معه الفرض فهل يجهر بالقراءة ويُتم صلاة الفرض أم يسلّم هو من الصلاة ويترك الرجل الثاني يُكمل الصلاة وحده وهل بذلك تصبح الصلاة صحيحة؟
الشيخ : هذا ينبني على الخلاف بين أهل العلم هل يجوز أن يكون المتنفل إماما للمفترض.
السائل : نعم.
الشيخ : وهي مسألة خلافية مشهورة فمن أهل العلم من يقول لا يجوز أن يصلي المفترض خلف المتنفل لأنه لا يُمكن أن يكون الأعلى خلف الأدنى فالفريضة فوق النافلة فكيف يكون صاحب النافلة إماما لصاحب الفريضة وهو أعلى منه في عبادته.
ومنهم من يقول إن ذلك جائز أي إنه يجوز أن يكون المفترض مأموما خلف المتنفّل وهذا القول هو الراجح لأن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يُصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم يذهب إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة وهي له نافلة ولقومه فريضة ولم يُنكر عليه فإن قال قائل لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك فنقول إن هذا خلاف الظاهر وإذا فرضنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك فإن الله تعالى قد علِم به ولو كان هذا مما لا يرضاه الله لعباده لبيّنه الله عز وجل ولهذا كان الله تعالى يبيّن عن المنافقين إذا فعلوا ما لا يُرضيه وأخفوه عن المؤمنين كما قال الله تعالى (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول )) ولأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستدلون على الجواز بإقرار الله لهم، قال جابر بن عبد الله " كنا نعزل والقرأن ينزل " يعني ولو كان هذا مما يُنهى عنه لنهى عنه القرأن.
فالمهم أن القول الراجح جواز كوْن المتنفل إماما للمفترض وبناء على ذلك فإذا حضر شخص إلى المسجد وفيه رجل وقال له أريد أن تصلي بي جماعة فلا بأس فيقوم ويصلي به وتكون للإمام نافلة وله فريضة.
أما إذا جاء والرجل قد شرع في الصلاة فهذا أيضا محل خلاف وهي هل تجوز نية الإمامة والإئتمام في أثناء الصلاة أو لا؟ فمن العلماء من يقول لا تجوز يعني لا يجوز أن ينقلب الإنسان من إنفراد إلى إمامة، ومنهم من يقول إنه جائز وهو الصحيح ودليله حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه بات ذات ليلة عند خالته ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقام ابن عباس فصلى معه ولم يمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم من دخوله معه في الصلاة ولو كان هذا ممنوعا لمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم وما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل ولا دليل على منع ذلك في الفرض.
فبناء على هذا القول الراجح إذا جئت والشخص يصلي فلا بأس أن تقول أنت إمامي وتأتم به فإن كانت الصلاة سرية كالصلاة النهارية فإنه لن يجهر بقراءته وإن كانت الصلاة جهرية يعني كصلاة الليل فالظاهر أنه يبقى على إسراره لأن محافظته على ما يُشرع في صلاته أوْلى من محافظته على ما يُشرع في صلاة غيره والجهر والإسرار ليس بالأمر الواجب حتى نقول إنه يجب أن يجهر أو يجب أن يُسر فإن أسر فلا بأس وهو الأرجح عندي وإن جهر فلا بأس.
وخلاصة الجواب الأن أنه يجوز للإنسان إذا دخل المسجد وقد فاتته الصلاة أن يطلب من شخص أن يصلي معه جماعة سواء كان الداخل هو الإمام أو كان الإمام من كان في المسجد.
ثانيا أنه إذا كانت الصلاة جهرية كما لو كان ذلك في الليل وصار الإمام هو الذي في المسجد والذي قد قضى صلاته من قبل فإنه يجوز أن يجهر مراعاة للمأموم الذي كانت صلاته هذه جهرية ويجوز ألا يجهر مراعاة لصلاته هو بنفسه لأنه ينتفل وهذا عندي أقرب إذا كان قد وجده شرع في صلاته.
وإذا كان هذا الإنسان الذي أراد أن يصلي معه إذا كان قد شرع في صلاة نافلة فليُتمها ركعتين ثم يأتي الداخل بما بقي من الصلاة أما إذا وجده قبل أن يدخل في الصلاة وقال أريد أن تصلي بي فإنه يصلي بي صلاة كاملة يعني إذا كانت رباعية يصلي أربعا، إذا كانت ثلاثية يصلي ثلاثا وهكذا. نعم.
الشيخ : هذا ينبني على الخلاف بين أهل العلم هل يجوز أن يكون المتنفل إماما للمفترض.
السائل : نعم.
الشيخ : وهي مسألة خلافية مشهورة فمن أهل العلم من يقول لا يجوز أن يصلي المفترض خلف المتنفل لأنه لا يُمكن أن يكون الأعلى خلف الأدنى فالفريضة فوق النافلة فكيف يكون صاحب النافلة إماما لصاحب الفريضة وهو أعلى منه في عبادته.
ومنهم من يقول إن ذلك جائز أي إنه يجوز أن يكون المفترض مأموما خلف المتنفّل وهذا القول هو الراجح لأن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يُصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم يذهب إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة وهي له نافلة ولقومه فريضة ولم يُنكر عليه فإن قال قائل لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك فنقول إن هذا خلاف الظاهر وإذا فرضنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك فإن الله تعالى قد علِم به ولو كان هذا مما لا يرضاه الله لعباده لبيّنه الله عز وجل ولهذا كان الله تعالى يبيّن عن المنافقين إذا فعلوا ما لا يُرضيه وأخفوه عن المؤمنين كما قال الله تعالى (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيّتون ما لا يرضى من القول )) ولأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستدلون على الجواز بإقرار الله لهم، قال جابر بن عبد الله " كنا نعزل والقرأن ينزل " يعني ولو كان هذا مما يُنهى عنه لنهى عنه القرأن.
فالمهم أن القول الراجح جواز كوْن المتنفل إماما للمفترض وبناء على ذلك فإذا حضر شخص إلى المسجد وفيه رجل وقال له أريد أن تصلي بي جماعة فلا بأس فيقوم ويصلي به وتكون للإمام نافلة وله فريضة.
أما إذا جاء والرجل قد شرع في الصلاة فهذا أيضا محل خلاف وهي هل تجوز نية الإمامة والإئتمام في أثناء الصلاة أو لا؟ فمن العلماء من يقول لا تجوز يعني لا يجوز أن ينقلب الإنسان من إنفراد إلى إمامة، ومنهم من يقول إنه جائز وهو الصحيح ودليله حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه بات ذات ليلة عند خالته ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقام ابن عباس فصلى معه ولم يمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم من دخوله معه في الصلاة ولو كان هذا ممنوعا لمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم وما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل ولا دليل على منع ذلك في الفرض.
فبناء على هذا القول الراجح إذا جئت والشخص يصلي فلا بأس أن تقول أنت إمامي وتأتم به فإن كانت الصلاة سرية كالصلاة النهارية فإنه لن يجهر بقراءته وإن كانت الصلاة جهرية يعني كصلاة الليل فالظاهر أنه يبقى على إسراره لأن محافظته على ما يُشرع في صلاته أوْلى من محافظته على ما يُشرع في صلاة غيره والجهر والإسرار ليس بالأمر الواجب حتى نقول إنه يجب أن يجهر أو يجب أن يُسر فإن أسر فلا بأس وهو الأرجح عندي وإن جهر فلا بأس.
وخلاصة الجواب الأن أنه يجوز للإنسان إذا دخل المسجد وقد فاتته الصلاة أن يطلب من شخص أن يصلي معه جماعة سواء كان الداخل هو الإمام أو كان الإمام من كان في المسجد.
ثانيا أنه إذا كانت الصلاة جهرية كما لو كان ذلك في الليل وصار الإمام هو الذي في المسجد والذي قد قضى صلاته من قبل فإنه يجوز أن يجهر مراعاة للمأموم الذي كانت صلاته هذه جهرية ويجوز ألا يجهر مراعاة لصلاته هو بنفسه لأنه ينتفل وهذا عندي أقرب إذا كان قد وجده شرع في صلاته.
وإذا كان هذا الإنسان الذي أراد أن يصلي معه إذا كان قد شرع في صلاة نافلة فليُتمها ركعتين ثم يأتي الداخل بما بقي من الصلاة أما إذا وجده قبل أن يدخل في الصلاة وقال أريد أن تصلي بي فإنه يصلي بي صلاة كاملة يعني إذا كانت رباعية يصلي أربعا، إذا كانت ثلاثية يصلي ثلاثا وهكذا. نعم.
6 - إذا صلى الرجل صلاة النافلة ثم جاء رجل وصلى معه الفرض فهل يجهر بالقراءة ويتم صلاة الفرض أم يسلم هو من الصلاة ويترك الرجل الثاني يكمل الصلاة وحده وهل بذلك تصبح الصلاة صحيحة ؟ أستمع حفظ
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من يتصدق على هذا ) ؟
السائل : قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من يتصدق على هذا ) ؟
الشيخ : إيه نعم، هذا في رجل دخل.
السائل : نعم.
الشيخ : والنبي صلى الله عليه كان في أصحابه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من يتصدّق على هذا فيصلي معه ) فقام أحد القوم فصلى معه وهو دليل على مشروعية صلاة الجماعة لمن فاتتهم الصلاة.
السائل : طيب.
الشيخ : فإذا دخل جماعة المسجد وقد انتهت الصلاة فإن المشروع في حقهم أن يصلوا جماعة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بإقامة الجماعة بعد أن صلاها بأصحابه.
الشيخ : إيه نعم، هذا في رجل دخل.
السائل : نعم.
الشيخ : والنبي صلى الله عليه كان في أصحابه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من يتصدّق على هذا فيصلي معه ) فقام أحد القوم فصلى معه وهو دليل على مشروعية صلاة الجماعة لمن فاتتهم الصلاة.
السائل : طيب.
الشيخ : فإذا دخل جماعة المسجد وقد انتهت الصلاة فإن المشروع في حقهم أن يصلوا جماعة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بإقامة الجماعة بعد أن صلاها بأصحابه.
متى لا يجوز رفع اليدين عند الدعاء نرجو بهذا إفادة مأجورين ؟
السائل : هذه رسالة وصلت من المستمع فرحان سالم يقول فضيلة الشيخ متى لا يجوز رفع اليدين عند الدعاء نرجو بهذا إفادة مأجورين؟
الشيخ : الأصل في رفع اليدين عند الدعاء أنه سنّة وأنه من أسباب إجابة الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صفرا ) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال فأنى يُستجاب لذلك فذكر النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين من الأسباب التي تكون بها إجابة الدعاء وهذا يدل على أن من ءاداب الدعاء وأسباب إجابته أن يرفع الإنسان يديه إلى الله عز وجل عند الدعاء، هذا هو الأصل ولكن السنّة وردت في ذلك على وجوه، الأول الرفع وهو ما ذكرنا أنه الأصل.
السائل : نعم.
الشيخ : والثاني المنع من الرفع والإنكار على من فعل وهذا في خطبة الجمعة فإن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان رفع يديه وهو يخطب في الجمعة إلا أنه يُستثنى من ذلك ما إذا دعا بنزول المطر فإنه يرفع يديه لأنه ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ورفع الناس أيديهم وقال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ) فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته وبقي المطر ينزل أسبوعا كاملا فدخل رجل أو الرجل الأول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله غرِق المال وتهدّم البناء فادع الله تعالى يُمسكها فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) وجعل يُشير إلى السماء فما يُشير إلى ناحية إلا انفرجت بإذن الله عز وجل وخرج الناس يمشون في الشمس فيُستثنى من عدم رفع اليدين في الدعاء أثناء خطبة الجمعة يُستثنى من ذلك ما إذا دعا الله تعالى بالغيث أو بالاستصحاء أي بأن يجعل الغيث حوالينا ولا علينا.
الثاني ما وردت السنّة بالرفع فيه وهو الدعاء بنزول الغيث فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما أشرنا إليه ءانفا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه وهو يدعو الله تعالى في موقف عرفة وثبت عنه الرفع في عدّة مواضع أبلغها بعضهم إلى ثلاثين موضعا أو أكثر.
الثالث ما كان ظاهر السنّة فيه عدم الرفع وذلك في قول المصلي بعد أن ينصرف من صلاته إذا سلّم أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله فإن هذا دعاء بطلب المغفرة وظاهر السنّة أنه لا رفع فيه.
وكذلك ما هو أقوى من هذا أيضا الدعاء بين السجدتين في الصلاة وفي التشهد الأخير فإن الظاهر إن لم يكن المجزوم به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه حينئذ.
هذه ثلاثة أو هذه ثلاث أحوال والحال الرابعة الأولى أن الأصل هو رفع اليدين في الدعاء.
وبهذا تبيّن أن رفع اليدين وعدمه على هذه الأحوال الأربع ما وردت السنّة بالرفع فيه بخصوصه وما جاءت السنّة بإنكاره وعدم فعله بخصوصه كالدعاء في خطبة الجمعة بغير الاستسقاء أو الاستصحاء وما كان ظاهر السنّة به عدم الرفع ويقوى إلى أن يصل إلى قرب اليقين.
والرابع الأصل العام وهو أن رفع اليدين من ءاداب الدعاء وأسباب إجابته. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام.
الشيخ : الأصل في رفع اليدين عند الدعاء أنه سنّة وأنه من أسباب إجابة الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صفرا ) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )) ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال فأنى يُستجاب لذلك فذكر النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين من الأسباب التي تكون بها إجابة الدعاء وهذا يدل على أن من ءاداب الدعاء وأسباب إجابته أن يرفع الإنسان يديه إلى الله عز وجل عند الدعاء، هذا هو الأصل ولكن السنّة وردت في ذلك على وجوه، الأول الرفع وهو ما ذكرنا أنه الأصل.
السائل : نعم.
الشيخ : والثاني المنع من الرفع والإنكار على من فعل وهذا في خطبة الجمعة فإن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان رفع يديه وهو يخطب في الجمعة إلا أنه يُستثنى من ذلك ما إذا دعا بنزول المطر فإنه يرفع يديه لأنه ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ورفع الناس أيديهم وقال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ) فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت وأمطرت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته وبقي المطر ينزل أسبوعا كاملا فدخل رجل أو الرجل الأول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يا رسول الله غرِق المال وتهدّم البناء فادع الله تعالى يُمسكها فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) وجعل يُشير إلى السماء فما يُشير إلى ناحية إلا انفرجت بإذن الله عز وجل وخرج الناس يمشون في الشمس فيُستثنى من عدم رفع اليدين في الدعاء أثناء خطبة الجمعة يُستثنى من ذلك ما إذا دعا الله تعالى بالغيث أو بالاستصحاء أي بأن يجعل الغيث حوالينا ولا علينا.
الثاني ما وردت السنّة بالرفع فيه وهو الدعاء بنزول الغيث فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما أشرنا إليه ءانفا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه وهو يدعو الله تعالى في موقف عرفة وثبت عنه الرفع في عدّة مواضع أبلغها بعضهم إلى ثلاثين موضعا أو أكثر.
الثالث ما كان ظاهر السنّة فيه عدم الرفع وذلك في قول المصلي بعد أن ينصرف من صلاته إذا سلّم أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله فإن هذا دعاء بطلب المغفرة وظاهر السنّة أنه لا رفع فيه.
وكذلك ما هو أقوى من هذا أيضا الدعاء بين السجدتين في الصلاة وفي التشهد الأخير فإن الظاهر إن لم يكن المجزوم به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه حينئذ.
هذه ثلاثة أو هذه ثلاث أحوال والحال الرابعة الأولى أن الأصل هو رفع اليدين في الدعاء.
وبهذا تبيّن أن رفع اليدين وعدمه على هذه الأحوال الأربع ما وردت السنّة بالرفع فيه بخصوصه وما جاءت السنّة بإنكاره وعدم فعله بخصوصه كالدعاء في خطبة الجمعة بغير الاستسقاء أو الاستصحاء وما كان ظاهر السنّة به عدم الرفع ويقوى إلى أن يصل إلى قرب اليقين.
والرابع الأصل العام وهو أن رفع اليدين من ءاداب الدعاء وأسباب إجابته. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام.
اضيفت في - 2005-05-06