ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في القاضي المسلم وهل الإسلام يحرم على القاضي قبول الهدية وهل تعتبر رشوة نرجو منها إفادة مأجورين ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الجواب على هذا السؤال أن يُعلم أن كل ولاية فلابد فيها من ركنين أساسيين بل شرطين أساسيين وهما القوة والأمانة وهذان الركنان أو الشرطان لابد فيهما أو لابد منهما في كل عمل قال الله تعالى (( إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمينُ )) و (( قالَ عِفريتٌ مِنَ الجِنِّ أَنا ءاتيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقومَ مِن مَقامِكَ وَإِنّي عَلَيهِ لَقَوِيٌّ أَمينٌ )) والقوة في القاضي تتركّز على العلم، العلم بالشريعة الإسلامية حتى يقضي بها بين الناس والعلم بأحوال الناس وأعرافهم ومصطلحاتهم حتى يتمكّن من تطبيقها على الأحكام الشرعية لأنه لابد لكل حكم من محل قابل له فيُشترط في القاضي أن يكون عالما بالأحكام الشرعية وعالما بأحوال الناس وأعرافهم ومصطلحاتهم وهذه هي القوة.
ولابد أن يكون أمينا والأمانة لا تتحقق إلا إذا كان القاضي مسلما عدلا فغير المسلم لا ينفُذ حكمه على المسلمين لأنه غير مأمون في قضائه وإذا كان الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتبيّن في خبر الفاسق فقال (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوا أَن تُصيبوا قَومًا بِجَهالَةٍ )) فإن التبيّن في خبر الكافر من باب أوْلى ولهذا لم تجُز شهادة الكافر إلا في حال الضرورة في الوصية إذا مات المسلم في السفر ولم يكن عنده مسلم وأوْصى وأشهد كافرين فإن الشهادة حينئذ تُقبل ويقسمان بالله إن حصل ارتياب في شهادتهما.
المهم لابد أن يكون القاضي مسلما ولابد أن يكون عدلا والعدل هو الذي استقام دينه واستقامت مروءته فمن ترك الواجبات أو فعل الكبائر أو أصر على الصغائر فليس بعدل فلا يكون حاكما لأن الحكم يتضمن في الواقع ثلاثة أمور، شهادة وبيان وفصل فالحاكم يبيّن الحكم الشرعي ويوضّحه ويحكم لفلان على فلان وهذا الحكم يقتضي أنه يشهد بأن الحكم لفلان على فلان ويفصِل بين الناس فلابد أن يكون عدلا لنثق بحكمه وخبره.
والشرط الرابع أن يكون ذكرا فلا يُمكن أن يتولى القضاء امرأة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ) .
وهناك شروط أخرى اختلف فيها أهل العلم ولا حاجة لذكرها حينئذ لأن المقام لا يقتضيه.
قبول الهدية بالنسبة للقاضي فإن أهل العلم يقولون لا يجوز له أن يقبل الهدية إلا بشرطين، أحدهما أن تكون ممن يُهاديه قبل ولايته.
والثاني ألا يكون لهذا المهدي حكومة فإن كان ممن لا يُهاديه قبل ولايته فإنه لا يجوز له أن يقبل هديته لأن هذا إنما أهداه لتوليه القضاء فهو كالعامل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن اللتبية على الصدقة فلما رجع قال هذا لكم وهذا أهدي إلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى إليه أم لا ) وإذا كان للمُهدي قضية حاضرة وحكومة عند هذا القاضي الذي أهدى إليه فإنه يُخشى أن تكون رشوة ليحكم له بما يريد ومن المعلوم أن الهدية توجب الميل أي ميل المهدى إليه إلى المُهدي وعدم التحقق والنظر في دعواه وفي أمره.
إذًا لا يجوز للقاضي أن يقبل هدية إلا بهذين الشرطين، الشرط الأول أن تكون من شخص يهاديه من قبل ولايته والشرط الثاني أن لا يكون لهذا المهدي قضية حاضرة.
السائل : طيب.
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
1 - ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في القاضي المسلم وهل الإسلام يحرم على القاضي قبول الهدية وهل تعتبر رشوة نرجو منها إفادة مأجورين ؟ أستمع حفظ
هل يصح أن يدخل المسلم دورة المياة أكرمكم الله وإخواني المستمعين وهو يحمل أوراقاً فيها اسم الله تعالى نرجوا بهذا الإفادة ؟
الشيخ : نعم. الجواب يجوز له أن يدخل في هذه الأوراق إذا كانت في جيبه ومستورة فيه لأن هذا أمر تدعو الحاجة إليه بل قد تدعو الضرورة إليه أحيانا بحيث يكون الإنسان في حمامات عامة لا يمكنه أن يخرج ما في جيبه من هذه الأوراق لأنه يخشى عليها وهو مضطر إلى أن تكون معه والمسلم إذا دخل بمثل هذه الأشياء في بيت الخلاء فإنه لا يمكن أن يريد بذلك امتهانها أبدا.
2 - هل يصح أن يدخل المسلم دورة المياة أكرمكم الله وإخواني المستمعين وهو يحمل أوراقاً فيها اسم الله تعالى نرجوا بهذا الإفادة ؟ أستمع حفظ
فضيلة الشيخ هل إعطاء الصدقات للمتسولين يعتبر زكاة نرجوا بهذا الإفادة مأجورين ؟
الشيخ : المتسولون الذين يمرون بالناس ويسألونهم الأموال لا تخلو أحوالهم من أمرين، الأمر الأول أن يغلب على الظن صدقهم وأنهم في حاجة فهؤلاء يُعطون من الزكاة ومن صدقة التطوّع ولا حرج على الإنسان في إعطائهم ولكن لا ينبغي أن يتخذوا المساجد مكانا للسؤال بل تكون أماكن سؤالهم عند أبواب المساجد من خارجها.
والأمر الثاني أن يغلب على الظن أنهم غير صادقين فيما ادعوه من الفقر والحاجة بل يغلب على الظن أنهم كاذبون وأنهم يسألون الناس أموالهم تكثّرا فهؤلاء لا ينبغي أن يُعطوا لا من الزكاة ولا من الصدقة الواجبة لأن في ذلك تشجيعا لهم على السؤال المحرّم والإنسان يحرم عليه أن يسأل الناس أموالهم تكثّرا بل سؤال الناس أموالهم تكثّرا من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من سأل الناس أموالهم تكثّرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر ) ولقد سمعنا كثيرا عن بعض هؤلاء المتسولين أنهم إذا ماتوا وجِدت عندهم أموال كثيرة حتى من الذهب ومن الفضة، من النقود وهذا يدل على أن بعضهم يسأل الناس تكثّرا لا لدفع حاجة أو ضرورة.
ما رأي فضيلتكم فضيلة الشيخ فيمن يوصي إذا مات أن يدفن في المكان الفلاني هل تنفذ هذه الوصية ؟
الشيخ : نعم. أولا لابد أن يُسأل لماذا اختار هذا المكان فلعله اختاره إلى جنب ضريح مكذوب أو إلى جنب ضريح يشرَك به مع الله أو لغير ذلك من الأسباب المحرّمة فهذا لا يجوز تنفيذ وصيته ويدفن مع المسلمين إن كان مسلما أما إذا كان أوصى لغير هذا الغرض بل أوصى ليُنقل إلى بلده الذي هو عائش فيه فهذا لا حرج في أن تنفذ وصيته إذا لم يكن في ذلك إتلاف للمال فإن كان في ذلك إتلاف للمال بحيث لا يُنقل إلا بدراهم كثيرة فإنها لا تنفّذ وصيته حينئذ وأرض الله تعالى واحدة مادامت الأرض أرض مسلمين. نعم.
4 - ما رأي فضيلتكم فضيلة الشيخ فيمن يوصي إذا مات أن يدفن في المكان الفلاني هل تنفذ هذه الوصية ؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى لا يرى له ظل نرجوا بهذا الإفادة ؟
الشيخ : اللهم صلي وسلم.
السائل : كان إذا مشى لا يُرى له ظل نرجو بهذا إفادة؟
الشيخ : هذا غير صحيح بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر له ظل ويحتاج ما يحتاج إليه البشر من الأكل والشرب واللباس والدفء والبرودة وغير ذلك فقد ثبت في الصحيح من حديث المغيرة بن شُعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لابسا جبة شامية في غزوة تبوك وكذلك كان يصب على رأسه الماء في أيام الصيف وهو صائم من العطش ليتبرّد وكذلك كان يجوع ويعطش عليه الصلاة والسلام ويروى ويشبع ويحتاج إلى النوم فينام ويُمرض ويبول ويتغوّط وكل ما يعتري البشر من الأحكام البشرية فهو ثابت له عليه الصلاة والسلام.
السائل : اللهم صلي وسلم.
الشيخ : وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله (( قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ )) فقال قل إنما أنا بشر وقال (( وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوحي إِلَيهِم )) ووصفهم بالرجال فلهم ما للرجال وعليهم ما على الرجال أما الخصائص النبوية التي خصّ الله بها الأنبياء فلنبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكملها وأتمها. أي نعم.
سمعنا أن كل إنسان بمشيئة الله تعالى يدفن في المكان الذي خلق منه هل هذا صحيح يا فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : لا أعلم لهذا أصلا من الكتاب والسنّة أن الإنسان يدفن في المكان الذي خلِق منه لكن على سبيل العموم قال الله تعالى في الأرض (( مِنها خَلَقناكُم وَفيها نُعيدُكُم وَمِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخرى )) والإنسان لا يدري بأي أرض يموت لقوله تعالى (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ ما فِي الأَرحامِ وَما تَدري نَفسٌ ماذا تَكسِبُ غَدًا وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ )) . نعم.
6 - سمعنا أن كل إنسان بمشيئة الله تعالى يدفن في المكان الذي خلق منه هل هذا صحيح يا فضيلة الشيخ ؟ أستمع حفظ
درج على ألسنة كثير من الناس عبارك ( شورك وهداية الله ) تقال مثل هذه العبارة عندما يتشاور بعض الناس في شيء ، ماذا تقولون في هذا يا فضيلة الشيخ .؟
الشيخ : الجواب أقول في هذا إن مقصود السائل أنه يستشير هذا الرجل ويسأل الله الهداية فكأنه قال أنا أنتظر مشورتك وءامل هداية الله عز وجل وهذا المعنى لا بأس به ولا حرج فيه فالإنسان يستهدي ربه ويسأله الهداية ويُشاور إخوانه فيما يُشكل عليه ولكن الذي ينبغي أن يبدأ بهداية الله أولا فيقول هداية الله وشوْرك أي مشورتك وإن فصّل بثم فهو أوْلى وأحسن فيقول هدى الله ثم مشورتك. نعم.
7 - درج على ألسنة كثير من الناس عبارك ( شورك وهداية الله ) تقال مثل هذه العبارة عندما يتشاور بعض الناس في شيء ، ماذا تقولون في هذا يا فضيلة الشيخ .؟ أستمع حفظ
بعض الناس إذا سكن منزلاً جديداً لابد وأن يذبح بداخله ذبيحة أو ذبيحتين خوفاً من مس الجن إعتقاداً منهم ذلك نرجوا بهذا الإفادة ؟
الشيخ : هذا أعني ذبْح الإنسان عند نزوله للمنزل أول مرة اتقاء الجن وحذرا منهم محرّم لا يجوز بل أخاف أن يكون من الشرك الأكبر ولا يزيد الإنسان إلا شرا ورعبا ورهبا، قال الله تعالى (( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإِنسِ يَعوذونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ فَزادوهُم رَهَقًا )) والإنسان إذا نزل منزلا ينبغي أن يقول ما جاءت به السنّة ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) فإن من نزل منزلا فقال ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.
أما إذا ذبح الذبائح ودعا الأقارب والجيران والأصحاب من باب إظهار الفرح والسرور بهذا المنزل الجديد فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه وله أن يدعو من شاء ممن يرى أنهم يفرحون بفرحه ويُسرون بسروره. نعم.
8 - بعض الناس إذا سكن منزلاً جديداً لابد وأن يذبح بداخله ذبيحة أو ذبيحتين خوفاً من مس الجن إعتقاداً منهم ذلك نرجوا بهذا الإفادة ؟ أستمع حفظ
هل يلزم المرأة المعتدة المتوفى عنها زوجها أن تلتزم بلباس أسود أم يجوز أي لون حيث نسمع أن المرأة التي ف الحداد وخاصة العاميات تلبس الأسود وتجلس على الأسود وتصلي على الأسود وهناك اعتقادات لديهن ما أنزل الله بها من سلطان نأمل توضيح ما يجب على المراة المتوفى عنها زوجها من لباس وغيره ؟
الشيخ : نعم. المتوفى عنها زوجها يلزمها الإحداد مدة العدة ومدة العدة محدّدة بالزمن ومحدّدة بالحال فإن كانت المتوفى عنها زوجها حائلا ليس فيها حمل فعدّتها أربعة أشهر وعشرة أيام منذ مات سواء علِمت بوفاته حين وفاته أو لم تعلم إلا بعد فابتداء المدة من حين الموت فلو قدّر أنه مات ولم تعلم بموته إلا بعد مضي شهرين فإنه لم يبقى عليها من العدة والإحداد إلا شهران وعشرة أيام.
فالحائل عدتها مؤقتة بزمن أو محددة بزمن وهو أربعة أشهر وعشرة أيام من موته.
وأما الحامل فعدتها إلى أن تضع الحمل سواء طالت المدة أم قصرت ربما تكون العدة ساعة أو ساعتين أو أقل وربما تكون سنة أو سنتين أو أكثر لقوله تعالى في الأولى (( وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَعَشرًا )) ولقوله تعالى في الثانية (( وَأُولاتُ الأَحمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعنَ حَملَهُنَّ )) وقد ثبت في الصحيحين أن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها وضعت بعد موت زوجها بليال فأذِن لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تتزوّج.
وفي عدة الموت يجب على المرأة أن تُحد والإحداد يتضمن أمورا، الأول أن لا تخرج من البيت إلا لحاجة.
والثاني أن لا تتجمل بالثياب فلا تلبس ثيابا تُعد ثياب زينة ولها أن تلبس ما شاءت مما سواها فتلبس الأسود والأحمر والأخضر وغير ذلك مما يجوز لُبسه غير متقيّدة بلون الأسود.
والثالث أن لا تتجمل بالحلي بجميع أنواعه سواء كان أسورة أم قلائد أم خروصا أم خلاخيل أم غير ذلك، يجب عليها أن تزيل الحلي فإن لم تتمكّن من إزالته إلا بقصّه وجب عليها قصّه.
الرابع أن لا تتزين بتجميل عين أو خد أو شفة فإنه لا يجوز لها أن تكتحل ولا أن تتورّس ولا أن تضع محمّر الشفاه.
والخامس أن لا تتطيب بأي نوع من أنواع الطيب سواء كان بَخورا أم دهنا إلا إذا طهُرت من الحيض فلها أن تستعمل التطيّب بالبخور في المحل الذي فيه الرائحة المنتنة.
وأما ما يذكره بعض العامة من كوْنها لا تكلّم أحدا ولا يُشاهدها أحد ولا تخرج إلى حوش البيت ولا تخرج إلى السطح ولا تُقابل القمر ولا تغتسل إلا يوم الجمعة ولا تؤخّر الصلاة عن وقت الأذان بل تُبادر بها من حين الأذان فكل هذه أشياء ليس لها أصل في الشريعة.
والمرأة المحادّة في مكالمة الرجال كغير المحادّة وكذلك في نظرها إلى الرجال ونظر الرجال إليها كغير المحادّة يجب عليها أن تستر الوجه وما يكون سببا للفتنة ويجوز لها أن تُخاطب الرجل ولو من غير محارمها إذا لم يكن هناك فتنة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
هذا عبد الرؤوف عبد الله فلاتة ..
الشيخ : وكذلك أيضا.
السائل : نعم.
الشيخ : من جملة مكالمة الرجال أن ترد على التلفون وعلى باب البيت إذا قرِع وما أشبه ذلك.
السائل : بارك الله فيكم.
9 - هل يلزم المرأة المعتدة المتوفى عنها زوجها أن تلتزم بلباس أسود أم يجوز أي لون حيث نسمع أن المرأة التي ف الحداد وخاصة العاميات تلبس الأسود وتجلس على الأسود وتصلي على الأسود وهناك اعتقادات لديهن ما أنزل الله بها من سلطان نأمل توضيح ما يجب على المراة المتوفى عنها زوجها من لباس وغيره ؟ أستمع حفظ
ما هي الأشياء التي تحبط العمل وهل تحبط جيمع الأعمال منذ التكليف نرجوا بهذا الإفادة جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : نعم. محبطات الأعمال تنقسم إلى قسمين، قسم عام وقسم خاص يُبطل كل عمل بعينه.
أما القسم العام المبطل لجميع الأعمال فهو الردّة فإذا ارتد الإنسان والعياذ بالله عن دين الله ومات على الكفر حبِط جميع عمله لقوله تعالى (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) .
أما إذا ارتد ثم منّ الله عليه فرجع إلى الإسلام فإن عمله لا يحبط ولهذا يسأل كثير من الناس يقول عن نفسه إنه حج الفريضة وهو يصلي كما يصلي الناس وقائم بشعائر الإسلام ثم أتاه وقت ارتد فيه عن الإسلام فترك الصلاة ثم منّ الله عليه بالرجوع إلى الإسلام فأقام الصلاة وقام بشعائر الإسلام فيسأل هل بطل حجه الذي كان قبل ردّته فوجب عليه أن يُعيده أم لا فنقول لا، لم يبطل حجك وليس عليك إعادته لأن الله تعالى اشترط لحبوط العمل بالردّة أن يموت الإنسان على الردة، هذا المبطل العام الذي يبطل جميع العبادات.
أما المبطلات الخاصة فهي تختص في كل عمل بحسبه فالوضوء مثلا يُبطله الحدث والصلاة يُبطلها ما تَبطل به كالضحك والكلام وشبهه، والصدقة يبطلها المن والأذى والصوم يبطله الأكل والشرب والحج يُفسده الجماع قبل التحلّل الأول فالمهم أن محبِط الأعمال الخاص كثير لا حصر له ويختلف باختلاف العبادات التي أبطلها.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا وللإخوة المستمعين الكرام.