نور على الدرب-197a
يستفسر عن قوله تعالى ( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ...) الآية
السائل : يستفسر عن قوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( إِنَّ هذا أَخي لَهُ تِسعٌ وَتِسعونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ )) الأية؟
الشيخ : نعم. الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه بمناسبة السؤال عن تفسير هذه الأية الكريمة أود أن أوجه كلمة إلى إخواني المسلمين فأقول إن الله سبحانه وتعالى قد بيّن الحكمة من إنزال القرءان على محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال (( كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا ءاياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلبابِ )) فبيّن الله تعالى الحكمة من إنزال القرءان في شيئين، الأول تدبر الأيات وهو تفهّمها ليصل الإنسان إلى معناها.
والثاني التذكر بما فيها وهو الاتعاظ والعمل بما دلت عليه تصديقا للأخبار وامتثالا للأحكام وهذا هو الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا لا يتجاوزون عشر ءايات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا من كتاب الله القرءان والعلم والعمل جميعا وهذا ينطبق على جميع الأمة إلى يوم القيامة وإنني أحث إخواني المسلمين على تفهم كتاب الله وتدبّره والسؤال عن معناه ومطالعة كتب أهل العلم الموثوق بتفسيرهم إذا كان يستطيع أن يصل إلى المعنى بهذه المطالعة حتى يذوق طعم القرءان ويعرف عظمة القرءان أما قراءة القرءان بدون فهم لمعناه فلا شك أن فيها خيرا كثيرا وفيها أجر عظيم فإن من قرأ القرءان فله بكل حرف منه عشر حسنات لكن تمام ذلك والفائدة العظيمة الكبيرة هو بتحقيق ما أنزله الله من أجله وهو التدبّر والاتعاظ.
ثم ليُعلم أن هذا القرءان الكريم إذا حمله الإنسان فهو كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( حجة لك أو عليك ) فإن قمت بواجبه من تصديق الأخبار والعمل بالأحكام وقَبول ذلك بانشراح وطمأنينة كان حجة لك وإن كان الأمر بخلاف ذلك كان عليك من الحجة بقدر ما فرّطت فيه أو اعتديت.
ومن المعلوم أن الإنسان لو طلِب منه تنفيذ ما في كتاب مرسوم من جهة من الجهات لكان يقرأ هذا الكتاب ويتفهّم عن معناه ويستفهم عن معناه حتى يتمكن من تطبيقه والعمل به فكيف بالكتاب العظيم النازل من عند الله عز وجل الذي كلّف الله عباده العمل به كيف لا يدري الإنسان عن معناه لا يتفهم ولا يستفهم ولا يُبالي هذا في الحقيقة تفريط، تفريط كبير.
أما ما يتعلق بالسؤال عن الأية التي ذكرها في قوله (( إِنَّ هذا أَخي لَهُ تِسعٌ وَتِسعونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ )) فهذه في سياق قصة وقعت على نبي الله داوود فإن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه القصة في قوله (( وَهَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوَّرُوا المِحرابَ * إِذ دَخَلوا عَلى داوودَ فَفَزِعَ مِنهُم )) إلى ءاخره فذكر الله هذه القصة مُصدّرا لها بالاستفهام الدال على التشويق (( وَهَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوَّرُوا المِحرابَ )) أي دخلوا من السور لا من الباب لأن الباب كان مغلقا والمحراب مكان العبادة وليس هو الذي نعرفه الأن طاق القبلة ولكنه مكان العبادة ولو كان حجرة مدوّرة أو مربعة.
المهم أنهم لما تسوّروا عليه الجدار فدخلوا عليه فزع منهم لأن ذلك على خلاف العادة وما خرج عن العادة فطبيعة البشر تقتضي أن يفزع منه لاسيما في مثل هذه الصورة فقالوا له (( لا تَخَف خَصمانِ )) يعني نحن خصمان (( بَغى بَعضُنا عَلى بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقِّ وَلا تُشطِط وَاهدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ )) ثم ذكروا القصة (( إِنَّ هذا أَخي لَهُ تِسعٌ وَتِسعونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ )) والنعجة هي الواحدة من الشياه (( وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنيها وَعَزَّني فِي الخِطابِ )) أي غلبني في خطابه لقوته وفصاحته وبيانه فقال له داوود (( لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ )) فحكم له داوود عليه الصلاة والسلام دون أن يسمع من خصمه وطريقة الحكم أن لا يحكم الحاكم حتى ينظر ما لدى الخصم قال الله تعالى (( وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ الخُلَطاءِ لَيَبغي بَعضُهُم عَلى بَعضٍ إِلَّا الَّذينَ ءامَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَليلٌ ما هُم وَظَنَّ داوودُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعًا وَأَنابَ )) أي أيقن أننا اختبرناه بهذه الخصومة وذلك أنه عليه الصلاة والسلام اشتغل بالعبادة الخاصة عن الحكم بين الناس فأغلق الباب دونهم والحاكم ينبغي له أن يكون فاتحا بابه لمن يأتيه من الخصوم حتى يحكم بينهم وأيضا حكَم للخصم دون أن يسمع حجة خصمه وأيضا تعجّل بذلك أي بالحكم قبل سؤال الخصم من أجل أن يرجع إلى عبادته فعلِم عليه الصلاة والسلام أن الله اختبره بهذا فخرّ راكعا وأناب تائبا إلى الله عز وجل قال الله تعالى (( فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ )) وما يُروى في هذه القصة من أن داوود عليه الصلاة والسلام رأى زوجة رجل فأعجبته فتحيّل على الوصول إليها بأن أمره أن يخرج في الغزو ليُقتل فيأخذ زوجته فهذا كذب لا يليق بأدنى واحد من الناس عقلا وأمانة فكيف بنبي الله داوود عليه الصلاة والسلام وهذه القصة مما دسّه اليهود على بعض الناس حتى فسّر بها كلام الله عز وجل فلا يجوز لأحد أن ينزّل الأية على ذلك ولا أن يروي هذا للناس إلا إذا كان يريد أن يبيّن أنها ضعيفة وباطلة فهذا لا بأس به بل هو واجب لأن الناس قد اشتهر عند كثير منهم أن هذه القصة هي ما ذكرت من أن داوود أعجبته زوجة رجل من الناس فتحيّل على ذلك بأن بعثه في الغزو ليُقتل فيأخذ زوجته من بعده وهذا كذب لا يجوز ذكره إلا لمن أراد أن يبيّن أنه كذب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : نعم. الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه بمناسبة السؤال عن تفسير هذه الأية الكريمة أود أن أوجه كلمة إلى إخواني المسلمين فأقول إن الله سبحانه وتعالى قد بيّن الحكمة من إنزال القرءان على محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال (( كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا ءاياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلبابِ )) فبيّن الله تعالى الحكمة من إنزال القرءان في شيئين، الأول تدبر الأيات وهو تفهّمها ليصل الإنسان إلى معناها.
والثاني التذكر بما فيها وهو الاتعاظ والعمل بما دلت عليه تصديقا للأخبار وامتثالا للأحكام وهذا هو الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا لا يتجاوزون عشر ءايات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا من كتاب الله القرءان والعلم والعمل جميعا وهذا ينطبق على جميع الأمة إلى يوم القيامة وإنني أحث إخواني المسلمين على تفهم كتاب الله وتدبّره والسؤال عن معناه ومطالعة كتب أهل العلم الموثوق بتفسيرهم إذا كان يستطيع أن يصل إلى المعنى بهذه المطالعة حتى يذوق طعم القرءان ويعرف عظمة القرءان أما قراءة القرءان بدون فهم لمعناه فلا شك أن فيها خيرا كثيرا وفيها أجر عظيم فإن من قرأ القرءان فله بكل حرف منه عشر حسنات لكن تمام ذلك والفائدة العظيمة الكبيرة هو بتحقيق ما أنزله الله من أجله وهو التدبّر والاتعاظ.
ثم ليُعلم أن هذا القرءان الكريم إذا حمله الإنسان فهو كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( حجة لك أو عليك ) فإن قمت بواجبه من تصديق الأخبار والعمل بالأحكام وقَبول ذلك بانشراح وطمأنينة كان حجة لك وإن كان الأمر بخلاف ذلك كان عليك من الحجة بقدر ما فرّطت فيه أو اعتديت.
ومن المعلوم أن الإنسان لو طلِب منه تنفيذ ما في كتاب مرسوم من جهة من الجهات لكان يقرأ هذا الكتاب ويتفهّم عن معناه ويستفهم عن معناه حتى يتمكن من تطبيقه والعمل به فكيف بالكتاب العظيم النازل من عند الله عز وجل الذي كلّف الله عباده العمل به كيف لا يدري الإنسان عن معناه لا يتفهم ولا يستفهم ولا يُبالي هذا في الحقيقة تفريط، تفريط كبير.
أما ما يتعلق بالسؤال عن الأية التي ذكرها في قوله (( إِنَّ هذا أَخي لَهُ تِسعٌ وَتِسعونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ )) فهذه في سياق قصة وقعت على نبي الله داوود فإن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه القصة في قوله (( وَهَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوَّرُوا المِحرابَ * إِذ دَخَلوا عَلى داوودَ فَفَزِعَ مِنهُم )) إلى ءاخره فذكر الله هذه القصة مُصدّرا لها بالاستفهام الدال على التشويق (( وَهَل أَتاكَ نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوَّرُوا المِحرابَ )) أي دخلوا من السور لا من الباب لأن الباب كان مغلقا والمحراب مكان العبادة وليس هو الذي نعرفه الأن طاق القبلة ولكنه مكان العبادة ولو كان حجرة مدوّرة أو مربعة.
المهم أنهم لما تسوّروا عليه الجدار فدخلوا عليه فزع منهم لأن ذلك على خلاف العادة وما خرج عن العادة فطبيعة البشر تقتضي أن يفزع منه لاسيما في مثل هذه الصورة فقالوا له (( لا تَخَف خَصمانِ )) يعني نحن خصمان (( بَغى بَعضُنا عَلى بَعضٍ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقِّ وَلا تُشطِط وَاهدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ )) ثم ذكروا القصة (( إِنَّ هذا أَخي لَهُ تِسعٌ وَتِسعونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ )) والنعجة هي الواحدة من الشياه (( وَلِيَ نَعجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكفِلنيها وَعَزَّني فِي الخِطابِ )) أي غلبني في خطابه لقوته وفصاحته وبيانه فقال له داوود (( لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ )) فحكم له داوود عليه الصلاة والسلام دون أن يسمع من خصمه وطريقة الحكم أن لا يحكم الحاكم حتى ينظر ما لدى الخصم قال الله تعالى (( وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ الخُلَطاءِ لَيَبغي بَعضُهُم عَلى بَعضٍ إِلَّا الَّذينَ ءامَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَليلٌ ما هُم وَظَنَّ داوودُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاستَغفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعًا وَأَنابَ )) أي أيقن أننا اختبرناه بهذه الخصومة وذلك أنه عليه الصلاة والسلام اشتغل بالعبادة الخاصة عن الحكم بين الناس فأغلق الباب دونهم والحاكم ينبغي له أن يكون فاتحا بابه لمن يأتيه من الخصوم حتى يحكم بينهم وأيضا حكَم للخصم دون أن يسمع حجة خصمه وأيضا تعجّل بذلك أي بالحكم قبل سؤال الخصم من أجل أن يرجع إلى عبادته فعلِم عليه الصلاة والسلام أن الله اختبره بهذا فخرّ راكعا وأناب تائبا إلى الله عز وجل قال الله تعالى (( فَغَفَرنا لَهُ ذلِكَ )) وما يُروى في هذه القصة من أن داوود عليه الصلاة والسلام رأى زوجة رجل فأعجبته فتحيّل على الوصول إليها بأن أمره أن يخرج في الغزو ليُقتل فيأخذ زوجته فهذا كذب لا يليق بأدنى واحد من الناس عقلا وأمانة فكيف بنبي الله داوود عليه الصلاة والسلام وهذه القصة مما دسّه اليهود على بعض الناس حتى فسّر بها كلام الله عز وجل فلا يجوز لأحد أن ينزّل الأية على ذلك ولا أن يروي هذا للناس إلا إذا كان يريد أن يبيّن أنها ضعيفة وباطلة فهذا لا بأس به بل هو واجب لأن الناس قد اشتهر عند كثير منهم أن هذه القصة هي ما ذكرت من أن داوود أعجبته زوجة رجل من الناس فتحيّل على ذلك بأن بعثه في الغزو ليُقتل فيأخذ زوجته من بعده وهذا كذب لا يجوز ذكره إلا لمن أراد أن يبيّن أنه كذب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
فضيلة الشيخ ونحن نتحدث عن عظم هذا القرآن العظيم لا شك أن لتلاوة القرآن آدابا يجب أن يتحلى بها القارىء والمستمع حدثونا عن هذا مأجورين ؟
السائل : فضيلة الشيخ ونحن نتحدث عن عظم هذا القرءان العظيم لا شك أن لتلاوة القرءان الكريم ءاداب يجب أن يتحلى بها القارئ والمستمع حدثونا عن هذا مأجورين؟
الشيخ : نعم. من ءاداب قراءة القرءان أن يُخلص الإنسان نيته لله تعالى بتلاوته فينوي بذلك التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى حتى لو أراد مع ذلك أن يثبّت حفظه إذا كان حافظا فإن هذه نية صالحة.
السائل : طيب.
الشيخ : لا تنافي الإخلاص لله عز وجل.
ومن الآداب أن يستحضر الثواب الذي رتّب على تلاوة القرءان ليكون محتسبا بذلك على ربه عز وجل راجيا ثوابه مؤمّلا مرضاته.
ومن الآداب أيضا أن يكون متطهّرا وذلك لأن القرءان من أشرف الذكر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في رجل سلّم عليه فلم يرد عليه السلام حتى توضأ قال ( إني لست على وضوء فأحببت أن لا أذكر الله إلا على طهارة ) ولكن إن كان الإنسان جنبا فإنه لا يجوز أن يقرأ القرءان إلا إذا قرأ شيئا يريد به الذكر وهو من القرءان فلا بأس أو يريد به الدعاء وهو من القرءان فلا بأس فلو قال بسم الله الرحمان الرحيم يريد بذلك البسملة والتبرك بذكر اسم الله لا يريد التلاوة فلا بأس بهذا ولو قال (( رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ )) يريد بذلك الدعاء لا القراءة فلا بأس أما إذا كان يريد القراءة فإن القرءان لا يحل أو لا تحل قراءته للجنب وأما المحدث حدثا أصغر فيجوز أن يقرأ القرءان لكن لا يمس المصحف لأن المصحف لا يمسّه إلا طاهر لقوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه إلى عمرو بن حزم ( أن لا يمس القرءان إلا طاهر ) والمراد بالطاهر الطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر لقول الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم قال (( ما يُريدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ وَلكِن يُريدُ لِيُطَهِّرَكُم )) فدل هذا على أن الإنسان قبل الوضوء والغسل والتيمم غير طاهر.
وأما من قال إنه لا يجوز مس المصحف إلا لطاهر واستدل بقوله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون )) فاستدلاله بهذه الأية ضعيف لأن المراد بالمطهرون في الأية الكريمة الملائكة ولو أراد المطهرون يعني الذين على طهارة لقال إلا المتطهِرون أو إلا المطّهرون كما قال تعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) .
أما من قال إنه يجوز أن يمس المصحف بدون طهارة مستدلا بالبراءة الأصلية وأنه لا دليل على ذلك وحمل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم ( أن لا يمس القرءان إلا طاهر ) على أن المراد بالطاهر المؤمن لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن لا ينجُس ) فاستدلاله أو فجوابه عن ذلك ضعيف لأنه ليس من عادة النبي عليه الصلاة والسلام أن يعبّر عن المؤمن بالطاهر وإنما يعبّر عن المؤمن بالإيمان والواجب حمل خطاب المتكلم على المعهود في كلامه الغالب فيه لا على أمر لا يقع في كلامه إلا نادرا.
على كل حال من ءاداب قراءة القرءان أن يكون الإنسان متطهرا، قال بعض أهل العلم ومن ءادابها أي ءاداب قراءة القرءان أن يتسوّك عند قراءة القرءان لتنظيف فمه وتطهيره بالسواك حيث تمر الحروف من هذا الفم فيحسن أن لا تمر إلا من طريق مطهّر.
ومن ءاداب قراءة القرءان أن يقرأ بتدبر وتمهل وخشوع بقدر ما يستطيع فأما هذّ القرءان والسرعة فيه فإن كان يؤدي إلى إسقاط الحروف فإن ذلك حرام لأنه يُخرج الكلمات عن صورتها والحروف عن صورتها وإن كان لا يؤدي إلى إسقاط الحروف فإن ذلك لا بأس به سواء قرأه بتجويد أو بغير تجويد لأن قراءته بالتجويد من باب تحسين الصوت وليس من باب الأمر الواجب فإن حسّن صوته بالقرءان بالتجويد فهذا خير وإن لم يفعل فلا إثم عليه.
أما بالنسبة لاستماع القرءان فإن من الآداب أن يكون المستمع منصتا متابعا للقارئ لقول الله تعالى (( وَإِذا قُرِئَ القُرءانُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ )) ولا ينبغي للإنسان أن يُقرأ القرءان عنده وهو غافل لاه أو متحدّث مع غيره بل الأفضل والأوْلى أن يستمع ويُنصت لتناله الرحمة.
وكذلك لا ينبغي للإنسان أن يقرأ القرءان عند قوم يرى أنه لا تُعجبهم القراءة في ذلك الوقت لأنه في هذا يشق عليهم ويحمّلهم ما لا يستطيعون لكن إن رأى منهم محبة لقراءته أو طلبوا منه ذلك فهذا طيب أن يقرأ فيعمر المكان بقراءة القرءان أما أن يُرهقهم بالقراءة وهم لا يريدونها في هذا المكان أو في هذا الوقت فهذا ليس بجيد ولا ينبغي للإنسان أن يفعل ولذلك لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يُرهق أصحابه بقراءة القرءان كلما جلس معهم بل كان عليه الصلاة والسلام يُراعي أحوالهم ويفعل ما يرى أنه أصلح لهم في دينهم ودنياهم وأنت إذا قرأت على قوم لا يُحبون قراءة القرءان في هذا المكان أو في هذا الزمن فربما تحملهم على كراهة القرءان فيأثموا وتأثم أنت لأنك أنت السبب ولكن يُقرأ القرءان ما ائتلفت عليه القلوب وأحبته.
ومن ءاداب القرءان للقارئ والمستمع إذا مر بأية سجدة أن يسجد فإن السجود عند ءاية السجود من السنن المؤكدة حتى قال بعض أهل العلم إن السجدة واجبة ولكن القول الراجح أنها أن السجدة أعني سجدة التلاوة ليست بواجبة إن سجد فقد فعل خيرا وإن ترك فلا شيء عليه لأنه ثبت في الصحيح عن عمر رضي الله عنه أنه قرأ على المنبر ءاية السجدة في سورة النحل فنزل وسجد ثم قرأها في الجمعة الأخرى فلم يسجد وقال " إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء " يعني لكن إن شئنا سجدنا وإن شئنا لم نسجد قال ذلك بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم فالسجود للتلاوة سنّة وليس بواجب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : نعم. من ءاداب قراءة القرءان أن يُخلص الإنسان نيته لله تعالى بتلاوته فينوي بذلك التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى حتى لو أراد مع ذلك أن يثبّت حفظه إذا كان حافظا فإن هذه نية صالحة.
السائل : طيب.
الشيخ : لا تنافي الإخلاص لله عز وجل.
ومن الآداب أن يستحضر الثواب الذي رتّب على تلاوة القرءان ليكون محتسبا بذلك على ربه عز وجل راجيا ثوابه مؤمّلا مرضاته.
ومن الآداب أيضا أن يكون متطهّرا وذلك لأن القرءان من أشرف الذكر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في رجل سلّم عليه فلم يرد عليه السلام حتى توضأ قال ( إني لست على وضوء فأحببت أن لا أذكر الله إلا على طهارة ) ولكن إن كان الإنسان جنبا فإنه لا يجوز أن يقرأ القرءان إلا إذا قرأ شيئا يريد به الذكر وهو من القرءان فلا بأس أو يريد به الدعاء وهو من القرءان فلا بأس فلو قال بسم الله الرحمان الرحيم يريد بذلك البسملة والتبرك بذكر اسم الله لا يريد التلاوة فلا بأس بهذا ولو قال (( رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ )) يريد بذلك الدعاء لا القراءة فلا بأس أما إذا كان يريد القراءة فإن القرءان لا يحل أو لا تحل قراءته للجنب وأما المحدث حدثا أصغر فيجوز أن يقرأ القرءان لكن لا يمس المصحف لأن المصحف لا يمسّه إلا طاهر لقوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه إلى عمرو بن حزم ( أن لا يمس القرءان إلا طاهر ) والمراد بالطاهر الطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر لقول الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم قال (( ما يُريدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ وَلكِن يُريدُ لِيُطَهِّرَكُم )) فدل هذا على أن الإنسان قبل الوضوء والغسل والتيمم غير طاهر.
وأما من قال إنه لا يجوز مس المصحف إلا لطاهر واستدل بقوله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون )) فاستدلاله بهذه الأية ضعيف لأن المراد بالمطهرون في الأية الكريمة الملائكة ولو أراد المطهرون يعني الذين على طهارة لقال إلا المتطهِرون أو إلا المطّهرون كما قال تعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) .
أما من قال إنه يجوز أن يمس المصحف بدون طهارة مستدلا بالبراءة الأصلية وأنه لا دليل على ذلك وحمل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم ( أن لا يمس القرءان إلا طاهر ) على أن المراد بالطاهر المؤمن لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن لا ينجُس ) فاستدلاله أو فجوابه عن ذلك ضعيف لأنه ليس من عادة النبي عليه الصلاة والسلام أن يعبّر عن المؤمن بالطاهر وإنما يعبّر عن المؤمن بالإيمان والواجب حمل خطاب المتكلم على المعهود في كلامه الغالب فيه لا على أمر لا يقع في كلامه إلا نادرا.
على كل حال من ءاداب قراءة القرءان أن يكون الإنسان متطهرا، قال بعض أهل العلم ومن ءادابها أي ءاداب قراءة القرءان أن يتسوّك عند قراءة القرءان لتنظيف فمه وتطهيره بالسواك حيث تمر الحروف من هذا الفم فيحسن أن لا تمر إلا من طريق مطهّر.
ومن ءاداب قراءة القرءان أن يقرأ بتدبر وتمهل وخشوع بقدر ما يستطيع فأما هذّ القرءان والسرعة فيه فإن كان يؤدي إلى إسقاط الحروف فإن ذلك حرام لأنه يُخرج الكلمات عن صورتها والحروف عن صورتها وإن كان لا يؤدي إلى إسقاط الحروف فإن ذلك لا بأس به سواء قرأه بتجويد أو بغير تجويد لأن قراءته بالتجويد من باب تحسين الصوت وليس من باب الأمر الواجب فإن حسّن صوته بالقرءان بالتجويد فهذا خير وإن لم يفعل فلا إثم عليه.
أما بالنسبة لاستماع القرءان فإن من الآداب أن يكون المستمع منصتا متابعا للقارئ لقول الله تعالى (( وَإِذا قُرِئَ القُرءانُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ )) ولا ينبغي للإنسان أن يُقرأ القرءان عنده وهو غافل لاه أو متحدّث مع غيره بل الأفضل والأوْلى أن يستمع ويُنصت لتناله الرحمة.
وكذلك لا ينبغي للإنسان أن يقرأ القرءان عند قوم يرى أنه لا تُعجبهم القراءة في ذلك الوقت لأنه في هذا يشق عليهم ويحمّلهم ما لا يستطيعون لكن إن رأى منهم محبة لقراءته أو طلبوا منه ذلك فهذا طيب أن يقرأ فيعمر المكان بقراءة القرءان أما أن يُرهقهم بالقراءة وهم لا يريدونها في هذا المكان أو في هذا الوقت فهذا ليس بجيد ولا ينبغي للإنسان أن يفعل ولذلك لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يُرهق أصحابه بقراءة القرءان كلما جلس معهم بل كان عليه الصلاة والسلام يُراعي أحوالهم ويفعل ما يرى أنه أصلح لهم في دينهم ودنياهم وأنت إذا قرأت على قوم لا يُحبون قراءة القرءان في هذا المكان أو في هذا الزمن فربما تحملهم على كراهة القرءان فيأثموا وتأثم أنت لأنك أنت السبب ولكن يُقرأ القرءان ما ائتلفت عليه القلوب وأحبته.
ومن ءاداب القرءان للقارئ والمستمع إذا مر بأية سجدة أن يسجد فإن السجود عند ءاية السجود من السنن المؤكدة حتى قال بعض أهل العلم إن السجدة واجبة ولكن القول الراجح أنها أن السجدة أعني سجدة التلاوة ليست بواجبة إن سجد فقد فعل خيرا وإن ترك فلا شيء عليه لأنه ثبت في الصحيح عن عمر رضي الله عنه أنه قرأ على المنبر ءاية السجدة في سورة النحل فنزل وسجد ثم قرأها في الجمعة الأخرى فلم يسجد وقال " إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء " يعني لكن إن شئنا سجدنا وإن شئنا لم نسجد قال ذلك بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم فالسجود للتلاوة سنّة وليس بواجب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
2 - فضيلة الشيخ ونحن نتحدث عن عظم هذا القرآن العظيم لا شك أن لتلاوة القرآن آدابا يجب أن يتحلى بها القارىء والمستمع حدثونا عن هذا مأجورين ؟ أستمع حفظ
في رمضان يكثر القراء لكتاب الله عز وجل ولكن بعد رمضان قد يهجر هذا القرآن حتى يأتي رمضان الآخر ويبقى على الرفوف فماذا تنصحنا وتنصح المسلمين بهذا ؟
السائل : ونحن نتحدث عن كتاب الله في هذه الحلقة فضيلة الشيخ أقول في رمضان يكثر القرّاء لكتاب الله عز وجل وهذا طيب وفضله كبير وعظيم ولكن بعد رمضان قد يُهجر هذا القرءان حتى يأتي رمضان الأخر ويبقى على الرفوف فماذا تنصحوننا وتنصحون المسلمين بهذا؟
الشيخ : ننصح إخواننا المسلمين ولاسيما حفظة القرءان أن يتعاهدوا القرءان بالتلاوة لينالوا الأجر ويكونوا بارتباط مع كلام الله عز وجل وأن لا يدعوا وقتا من أوقاتهم إلا ولهم فيه خير من قول أو عمل.
وأحث إخواني حفاظ القرءان على تعاهده لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فقال ( تعاهدوا القرءان فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) أو قال ( تفصيا من الإبل في عقلها ) فينبغي لحفظة القرءان أن لا يُهملوه لأن إهماله والإعراض عنه حتى يُنسى قد يكون فيه إثم كبير.
وهنا مسألة أحب أن أنبّه عليها وهي أن بعض الشباب يتهيّب من حفظ القرءان.
السائل : نعم.
الشيخ : ويقول أنا لا أحفظه أخشى أن أنساه فأكون على إثم وهذا لا شك من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير فأنت يا أخي مادمت في زمن الشباب احفظ القرءان وتعاهده واستعن بالله عليه واحرص على ثباته في قلبك وإذا نسيت ءاية مع الاجتهاد فلا إثم عليك إطلاقا فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم بل صلى ذات ليلة وقرأ ونسي ءاية من القرءان فذكّره بها أبي بن كعب بعد الصلاة فقال (هلا كنت ذكرتنيها ) ومر برجل يقرأ القرءان فقال ( يرحم الله فلانا لقد ذكّرني ءاية كنت أنسيتها ) .
فالحاصل أن الإنسان إذا اجتهد وحفظ القرءان وتعاهده ثم نسي منه ما نسي فلا إثم عليه بلا شك فعليك أيها الشاب أن تتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تستعين بالله عز وجل على حفظ كتابه سبحانه وتعالى وأن تبدأ بحفظ القرءان وأن تحفظ أوقاتك من إضاعتها بلا فائدة.
وفي بلادنا ولله الحمد حلقات كثيرة من حِلق تعليم القرءان حفظا ونظرا فنسأل الله تعالى أن يعُم بها جميع بلاد الإسلام وأن ينفع بها عباده المؤمنين.
السائل : اللهم ءامين، جزيتم خيرا يا فضيلة الشيخ.
الشيخ : ننصح إخواننا المسلمين ولاسيما حفظة القرءان أن يتعاهدوا القرءان بالتلاوة لينالوا الأجر ويكونوا بارتباط مع كلام الله عز وجل وأن لا يدعوا وقتا من أوقاتهم إلا ولهم فيه خير من قول أو عمل.
وأحث إخواني حفاظ القرءان على تعاهده لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فقال ( تعاهدوا القرءان فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) أو قال ( تفصيا من الإبل في عقلها ) فينبغي لحفظة القرءان أن لا يُهملوه لأن إهماله والإعراض عنه حتى يُنسى قد يكون فيه إثم كبير.
وهنا مسألة أحب أن أنبّه عليها وهي أن بعض الشباب يتهيّب من حفظ القرءان.
السائل : نعم.
الشيخ : ويقول أنا لا أحفظه أخشى أن أنساه فأكون على إثم وهذا لا شك من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير فأنت يا أخي مادمت في زمن الشباب احفظ القرءان وتعاهده واستعن بالله عليه واحرص على ثباته في قلبك وإذا نسيت ءاية مع الاجتهاد فلا إثم عليك إطلاقا فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم بل صلى ذات ليلة وقرأ ونسي ءاية من القرءان فذكّره بها أبي بن كعب بعد الصلاة فقال (هلا كنت ذكرتنيها ) ومر برجل يقرأ القرءان فقال ( يرحم الله فلانا لقد ذكّرني ءاية كنت أنسيتها ) .
فالحاصل أن الإنسان إذا اجتهد وحفظ القرءان وتعاهده ثم نسي منه ما نسي فلا إثم عليه بلا شك فعليك أيها الشاب أن تتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تستعين بالله عز وجل على حفظ كتابه سبحانه وتعالى وأن تبدأ بحفظ القرءان وأن تحفظ أوقاتك من إضاعتها بلا فائدة.
وفي بلادنا ولله الحمد حلقات كثيرة من حِلق تعليم القرءان حفظا ونظرا فنسأل الله تعالى أن يعُم بها جميع بلاد الإسلام وأن ينفع بها عباده المؤمنين.
السائل : اللهم ءامين، جزيتم خيرا يا فضيلة الشيخ.
3 - في رمضان يكثر القراء لكتاب الله عز وجل ولكن بعد رمضان قد يهجر هذا القرآن حتى يأتي رمضان الآخر ويبقى على الرفوف فماذا تنصحنا وتنصح المسلمين بهذا ؟ أستمع حفظ
أبلغ من العمر (25سنة) ودائماً مريض وجسمي نحيف وحالتي الصحية غير جيدة ورغم هذا فأنا أمارس جميع الشعائر الدينية إلا الصوم فإنه يتعبني جدا ، وإذا أردت أن أصوم قال لي أبي : لا تصم خشية على صحتك ورحمة بي فماذا أفعل فضيلة الشيخ ؟ هل علي الصيام وأنا غير قادر أم علي كفارة ؟
السائل : المستمع من اليمن لواء الحديدة مستمع للبرنامج يقول في هذا السؤال بأنه يبلغ من العمر الخامسة والعشرين ويقول بأنه دائما مريض وجسمي نحيف جدا وحالتي الصحية غير جيدة ورغم هذا فأنا أمارس جميع الشعائر الدينية إلا الصوم فإنه يُتعبني جدا وإذا أردت أن أصوم قال لي أبي لا تصوم خشية على صحتك ورحمة بي فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ فأنا أعيش في حيرة وقلق وخوف من الله فماذا يجب علي في مثل هذه الحالة هل علي الصيام وأنا غير قادر أم علي الكفارة أفتونا بهذا؟
الشيخ : أقول أسأل الله أن يُعافيك وأن يقوّيك على العبادة وإذا كنت لا تستطيع أن تصوم رمضان ويشق ذلك عليك كثيرا فأطعم عن كل يوم مسكينا لأن هذا هو الواجب على من كان لا يستطيع الصوم لسبب لا يُرجى زواله وأنت على الوصف الذي ذكرت من هذا الصنف فأطعم عن كل يوم مسكينا ولا تشق على نفسك بالصوم وأما إذا كنت تستطيع أن تصوم ولكنك تحتاج إلى راحة في النهار فصم وأرح نفسك بالنهار ولا تعمل إلا ما يجب عليك عمله كشهود الجماعة في المساجد واستعن بالله عز وجل.
وإذا كنت لا تستطيع أن تصوم في أيام الصيف لطول النهار وشدة الحر ولكنك تستطيع أن تصوم في أيام الشتاء فلا بأس أن تنتظر حتى تصوم في الشتاء. نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : أقول أسأل الله أن يُعافيك وأن يقوّيك على العبادة وإذا كنت لا تستطيع أن تصوم رمضان ويشق ذلك عليك كثيرا فأطعم عن كل يوم مسكينا لأن هذا هو الواجب على من كان لا يستطيع الصوم لسبب لا يُرجى زواله وأنت على الوصف الذي ذكرت من هذا الصنف فأطعم عن كل يوم مسكينا ولا تشق على نفسك بالصوم وأما إذا كنت تستطيع أن تصوم ولكنك تحتاج إلى راحة في النهار فصم وأرح نفسك بالنهار ولا تعمل إلا ما يجب عليك عمله كشهود الجماعة في المساجد واستعن بالله عز وجل.
وإذا كنت لا تستطيع أن تصوم في أيام الصيف لطول النهار وشدة الحر ولكنك تستطيع أن تصوم في أيام الشتاء فلا بأس أن تنتظر حتى تصوم في الشتاء. نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ.
اضيفت في - 2005-05-06