نور على الدرب-201b
عندما يدفن الميت يتركه أهله أربعين يوما لا يزورنه وبعد ذلك يذهبون إلى زيارته بحجة أنه لا يجوز زيارة الميت قبل أربعين يوما ، فما الحكم في هذا من الناحية الشرعية ؟
السائل : عندما يدفن الميت يتركه أهله أربعين يوماً لا يزورونه وبعد ذلك يذهبون إلى زيارته بحجة أنه لا يجوز زيارة الميت قبل أربعين يوماً فما الحكم في هذا من الناحية الشرعية مأجورين؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نبيّن أن زيارة القبور سنّة، سنّة في حق الرجال أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نهى عنها فقال صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكّركم الأخرة ) والزائر الذي يزور القبور يزورها امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبارا بحال هؤلاء الأموات الذين كانوا بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل ويشربون كما يشرب ويلبسون كما يلبس ويتنعمون بالدنيا كما يتنعم فأصبحوا الأن مرتهنين في قبورهم بأعمالهم ليس عندهم صديق ولا حميم وإنما جليسهم عملهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا مات الإنسان اتبعه ثلاثة: ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يرجع المال والأهل، ويبقى العمل ) فيعتبر الزائر بحال هؤلاء.
والفائدة الثالثة أنه يتذكر الأخرة وأن المقر والمرجع هو الأخرة وأن الدنيا دار ممر وليست دار مستقر ومع ذلك فليست القبور هي المثوى الأخير بل بعدها ما بعدها من اليوم الأخر الذي هو كما وصفه الله يوم ءاخر لا يوم بعده وأما البقاء في القبور فهو زيارة كما قال تعالى: (( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )) وقد ذكِر أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ هذه الأية: (( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )) فقال: والله ما الزائر بمقيم وإن وراء هذه الزيارة لأمر إقامة.
وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى كلمة يقولها بعض الناس من غير رويّة ولا تدبر لمعناها وهو أنهم إذا تحدّثوا عن الميت قالوا: ثم ءاووْه إلى مثواه الأخير أو كلمة نحوها.
المهم أنهم يقولون: "إلى مثواه الأخير" وهذه الكلمة لو أردنا أن ندقق في معناها لكانت تتضمن إنكار البعث لأنه إذا كان القبر هو المثوى الأخير فمعناه أنه لا بعث بعده وهذا أمر خطير لأن الإيمان بالله واليوم الأخر شرط في الإيمان والإسلام لكن الذي يظهر لي أن العامة يقولونها من غير تدبّر لمعناها ومن غير رويّة ولكن يجب التنبه لذلك وأنه يحرم على الإنسان أن يُطلق هذه العبارة فإن كان يعتقد ما تدل عليه فهو كفر لأن من اعتقد أن القبر هو المثوى الأخير وأنه ليس بعده شيء فقد أنكر اليوم الأخر.
الفائدة الرابعة من زيارة القبور أن الزائر يسلّم على أهل القبور ويدعو لهم فيقول: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية ) هذه أربع فوائد في زيارة القبور.
وأما من يزور القبور للدعاء عندها فإن ذلك من البدع فالمقبرة ليست مكانا يُقصد للدعاء حتى يذهب ليدعو الله عند قبر رجل صالح أو ما أشبه ذلك.
وأشد من ذلك من يذهب إلى المقبرة ليدعو أصحاب القبور ويستغيث بهم ويستعين بهم فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله قال الله عز وجل: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) وقال الله عز وجل: (( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ )) والأيات في هذا المعنى كثيرة فمن دعا غير الله لقضاء حاجته من هؤلاء الأموات فقد أشرك بالله شركا أكبر.
وليُعلم أن زيارة القبور لا تختص بيوم معين ولا بليلة معيّنة بل يزورها الإنسان ليتذكر الأخرة ولقد زار النبي صلى الله عليه وسلم البقيع ذات مرة في الليل وهو دليل على أن الزيارة لا يُشترط لها يوم معين.
أما فيما يتعلق بسؤال السائل وهو أن أهله لا يزورونه إلا إذا تم له أربعون يوما فهذا لا أصل له بل للإنسان أن يزور قبر قريبه من ثاني يوم دفِن ولكن لا ينبغي للإنسان إذا مات له الميت أن يعلّق قلبه به وأن يُكثر التردّد إلى قبره لأن هذا يُجدّد له الأحزان وينسيه ذكر الله عز وجل ويجعل أكبر همه أن يكون عند هذا القبر وربما يبتلى بالوساوس والخرافات والأفكار السيئة بسبب هذا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. عرفنا فضيلة الشيخ أن زيارة القبور خاصة فقط للرجال وهي محرمة على النساء ونظرا لكثرة الرسائل التي تصل إلى هذا البرنامج من البلدان العربية والإسلامية نقول.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإنه قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نبيّن أن زيارة القبور سنّة، سنّة في حق الرجال أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نهى عنها فقال صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكّركم الأخرة ) والزائر الذي يزور القبور يزورها امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبارا بحال هؤلاء الأموات الذين كانوا بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل ويشربون كما يشرب ويلبسون كما يلبس ويتنعمون بالدنيا كما يتنعم فأصبحوا الأن مرتهنين في قبورهم بأعمالهم ليس عندهم صديق ولا حميم وإنما جليسهم عملهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا مات الإنسان اتبعه ثلاثة: ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يرجع المال والأهل، ويبقى العمل ) فيعتبر الزائر بحال هؤلاء.
والفائدة الثالثة أنه يتذكر الأخرة وأن المقر والمرجع هو الأخرة وأن الدنيا دار ممر وليست دار مستقر ومع ذلك فليست القبور هي المثوى الأخير بل بعدها ما بعدها من اليوم الأخر الذي هو كما وصفه الله يوم ءاخر لا يوم بعده وأما البقاء في القبور فهو زيارة كما قال تعالى: (( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )) وقد ذكِر أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ هذه الأية: (( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ )) فقال: والله ما الزائر بمقيم وإن وراء هذه الزيارة لأمر إقامة.
وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى كلمة يقولها بعض الناس من غير رويّة ولا تدبر لمعناها وهو أنهم إذا تحدّثوا عن الميت قالوا: ثم ءاووْه إلى مثواه الأخير أو كلمة نحوها.
المهم أنهم يقولون: "إلى مثواه الأخير" وهذه الكلمة لو أردنا أن ندقق في معناها لكانت تتضمن إنكار البعث لأنه إذا كان القبر هو المثوى الأخير فمعناه أنه لا بعث بعده وهذا أمر خطير لأن الإيمان بالله واليوم الأخر شرط في الإيمان والإسلام لكن الذي يظهر لي أن العامة يقولونها من غير تدبّر لمعناها ومن غير رويّة ولكن يجب التنبه لذلك وأنه يحرم على الإنسان أن يُطلق هذه العبارة فإن كان يعتقد ما تدل عليه فهو كفر لأن من اعتقد أن القبر هو المثوى الأخير وأنه ليس بعده شيء فقد أنكر اليوم الأخر.
الفائدة الرابعة من زيارة القبور أن الزائر يسلّم على أهل القبور ويدعو لهم فيقول: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية ) هذه أربع فوائد في زيارة القبور.
وأما من يزور القبور للدعاء عندها فإن ذلك من البدع فالمقبرة ليست مكانا يُقصد للدعاء حتى يذهب ليدعو الله عند قبر رجل صالح أو ما أشبه ذلك.
وأشد من ذلك من يذهب إلى المقبرة ليدعو أصحاب القبور ويستغيث بهم ويستعين بهم فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله قال الله عز وجل: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) وقال الله عز وجل: (( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ )) والأيات في هذا المعنى كثيرة فمن دعا غير الله لقضاء حاجته من هؤلاء الأموات فقد أشرك بالله شركا أكبر.
وليُعلم أن زيارة القبور لا تختص بيوم معين ولا بليلة معيّنة بل يزورها الإنسان ليتذكر الأخرة ولقد زار النبي صلى الله عليه وسلم البقيع ذات مرة في الليل وهو دليل على أن الزيارة لا يُشترط لها يوم معين.
أما فيما يتعلق بسؤال السائل وهو أن أهله لا يزورونه إلا إذا تم له أربعون يوما فهذا لا أصل له بل للإنسان أن يزور قبر قريبه من ثاني يوم دفِن ولكن لا ينبغي للإنسان إذا مات له الميت أن يعلّق قلبه به وأن يُكثر التردّد إلى قبره لأن هذا يُجدّد له الأحزان وينسيه ذكر الله عز وجل ويجعل أكبر همه أن يكون عند هذا القبر وربما يبتلى بالوساوس والخرافات والأفكار السيئة بسبب هذا. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. عرفنا فضيلة الشيخ أن زيارة القبور خاصة فقط للرجال وهي محرمة على النساء ونظرا لكثرة الرسائل التي تصل إلى هذا البرنامج من البلدان العربية والإسلامية نقول.
1 - عندما يدفن الميت يتركه أهله أربعين يوما لا يزورنه وبعد ذلك يذهبون إلى زيارته بحجة أنه لا يجوز زيارة الميت قبل أربعين يوما ، فما الحكم في هذا من الناحية الشرعية ؟ أستمع حفظ
ما الحكمة في منع النساء من زيارة القبور ؟
السائل : الحكمة في منع النساء من زيارة القبور؟
الشيخ : نعم. أقول إن فهمك جيد حيث فهمت من قولي: إن زيارة القبور سنّة للرجال، أن الزيارة للنساء غير مشروعة وهو كذلك فإن المرأة لا يُسنّ لها زيارة القبور بل القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زيارتها للقبور محرّمة بل من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، ولا يكون اللعن إلا على إثم كبير ولهذا جعل أهل العلم من علامة الكبيرة أن يُرتّب عليها اللعن لأنه عقوبة عظيمة والعقوبة العظيمة لا تكون إلا على ذنب عظيم ولكن إذا مرت المرأة بالمقبرة فلا حرج عليها أن تقف وتدعو لأصحاب القبور وأما أن تخرج من بيتها قاصدة الزيارة فهذا هو المحرّم والحكمة من ذلك أن في زيارة النساء للقبور مفاسد منها أن المرأة ضعيفة، قوية العاطفة فربما لا تتحمل إذا وقفت على قبر قريبها كأمها وأبيها وما أشبه ذلك أن تصبر وإذا لم تصبر حدث لها من البكاء والعويل والنياحة ما يكون ضررا عليها في دينها وبدنها.
ومنها أنها إذا مكنت من الزيارة فخرجت إلى المقبرة والمقبرة غالبا تكون خالية من الناس الأحياء فإنها قد يتعرّض لها الفساق وأهل الفجور في هذا المكان الخالي فيحصل عليها الشر والفساد ومنها أن المرأة إذا خرجت من بيتها إلى المقبرة وهي كما أشرت ءانفا قوية العاطفة ضعيفة العزيمة ربما تتخذ ذلك ديْدنا لها فتضيع بذلك مصالح دينها ودنياها، وتبقي نفسها معلّقة بهذه الزيارة ولو لم يكن من الحكمة إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور لكان ذلك كافيا في الحذر من زيارة القبور وفي البعد عنها لأن الله سبحانه وتعالى إذا قضى أمرا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك هو الحكمة لقوله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) وقد سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: كان يُصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة وهذا يدل على أن الحكمة كل الحكمة امتثال أمر الله ورسوله واجتناب نهي الله ورسوله. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : نعم. أقول إن فهمك جيد حيث فهمت من قولي: إن زيارة القبور سنّة للرجال، أن الزيارة للنساء غير مشروعة وهو كذلك فإن المرأة لا يُسنّ لها زيارة القبور بل القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زيارتها للقبور محرّمة بل من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، ولا يكون اللعن إلا على إثم كبير ولهذا جعل أهل العلم من علامة الكبيرة أن يُرتّب عليها اللعن لأنه عقوبة عظيمة والعقوبة العظيمة لا تكون إلا على ذنب عظيم ولكن إذا مرت المرأة بالمقبرة فلا حرج عليها أن تقف وتدعو لأصحاب القبور وأما أن تخرج من بيتها قاصدة الزيارة فهذا هو المحرّم والحكمة من ذلك أن في زيارة النساء للقبور مفاسد منها أن المرأة ضعيفة، قوية العاطفة فربما لا تتحمل إذا وقفت على قبر قريبها كأمها وأبيها وما أشبه ذلك أن تصبر وإذا لم تصبر حدث لها من البكاء والعويل والنياحة ما يكون ضررا عليها في دينها وبدنها.
ومنها أنها إذا مكنت من الزيارة فخرجت إلى المقبرة والمقبرة غالبا تكون خالية من الناس الأحياء فإنها قد يتعرّض لها الفساق وأهل الفجور في هذا المكان الخالي فيحصل عليها الشر والفساد ومنها أن المرأة إذا خرجت من بيتها إلى المقبرة وهي كما أشرت ءانفا قوية العاطفة ضعيفة العزيمة ربما تتخذ ذلك ديْدنا لها فتضيع بذلك مصالح دينها ودنياها، وتبقي نفسها معلّقة بهذه الزيارة ولو لم يكن من الحكمة إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور لكان ذلك كافيا في الحذر من زيارة القبور وفي البعد عنها لأن الله سبحانه وتعالى إذا قضى أمرا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك هو الحكمة لقوله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) وقد سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: كان يُصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة وهذا يدل على أن الحكمة كل الحكمة امتثال أمر الله ورسوله واجتناب نهي الله ورسوله. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.
هل صحيح أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ؟
السائل : فضيلة الشيخ هل صحيح أن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه؟
الشيخ : نعم، صحيح أن الميت يعذّب ببكاء أهله عليه لأن ذلك ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العلماء اختلفوا رحمهم الله في تخريج هذا الحديث فحمله بعضهم على أن المراد به الكافر أنه يُعذّب ببكاء أهله عليه دون المؤمن ولكن هذا خلاف ظاهر الحديث لأن الحديث عام وحمل هؤلاء الحديث على الكافر فرارا من أن يُعذب الإنسان بذنب غيره لا يحصل به المقصود لأن تعذيب الكافر ببكاء أهله عليه هو تعذيب للإنسان بذنب غيره أيضا.
وقال بعض العلماء المراد بذلك أن يوصي به يعني أن يكون الميت قد أوصى أهله أن يبكوا عليه فيكون هو الآمر بهذا الشيء فيلحقه من عذابه.
وقال ءاخرون هو في الرجل الذي يعلم من أهله أنهم يبكون على أمواتهم ولم ينههم عن ذلك قبل موته لأن رضاه وسكوته بل لأن سكوته مع علمه بأنهم يفعلونه دليل على رضاه به والراضي بالمنكر كفاعل المنكر.
فهذه ثلاثة أوْجه في تخريج الحديث ولكن كلها مخالفة لظاهر الحديث لأن الحديث ليس فيه قيد بأن المراد به من أوْصى بذلك أو من رضي به والحديث على ظاهره أن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه، ولكنه ليس عذاب عقوبة لأنه لم يفعل ذنبا حتى يُعاقب عليه لكنه عذاب تألّم وتضجّر من هذا البكاء لأنه يعلم بذلك فيتألم ويتضجر والتألم والتضجّر لا يلزمه أن يكون ذلك عقوبة، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم في السفر: ( إنه قطعة من العذاب ) وليس السفر عقوبة ولا عذاب السفر عقوبة لكنه هم واستعداد وقلق نفسي فكذلك عذاب الميت في قبره من هذا النوع أي أنه يحصل منه تألم وقلق وتعب وإن لم يكن ذلك عقوبة ذنب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. في سؤال المستمع فلاح من العراق يقول في سؤاله هذا.
الشيخ : نعم، صحيح أن الميت يعذّب ببكاء أهله عليه لأن ذلك ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العلماء اختلفوا رحمهم الله في تخريج هذا الحديث فحمله بعضهم على أن المراد به الكافر أنه يُعذّب ببكاء أهله عليه دون المؤمن ولكن هذا خلاف ظاهر الحديث لأن الحديث عام وحمل هؤلاء الحديث على الكافر فرارا من أن يُعذب الإنسان بذنب غيره لا يحصل به المقصود لأن تعذيب الكافر ببكاء أهله عليه هو تعذيب للإنسان بذنب غيره أيضا.
وقال بعض العلماء المراد بذلك أن يوصي به يعني أن يكون الميت قد أوصى أهله أن يبكوا عليه فيكون هو الآمر بهذا الشيء فيلحقه من عذابه.
وقال ءاخرون هو في الرجل الذي يعلم من أهله أنهم يبكون على أمواتهم ولم ينههم عن ذلك قبل موته لأن رضاه وسكوته بل لأن سكوته مع علمه بأنهم يفعلونه دليل على رضاه به والراضي بالمنكر كفاعل المنكر.
فهذه ثلاثة أوْجه في تخريج الحديث ولكن كلها مخالفة لظاهر الحديث لأن الحديث ليس فيه قيد بأن المراد به من أوْصى بذلك أو من رضي به والحديث على ظاهره أن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه، ولكنه ليس عذاب عقوبة لأنه لم يفعل ذنبا حتى يُعاقب عليه لكنه عذاب تألّم وتضجّر من هذا البكاء لأنه يعلم بذلك فيتألم ويتضجر والتألم والتضجّر لا يلزمه أن يكون ذلك عقوبة، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم في السفر: ( إنه قطعة من العذاب ) وليس السفر عقوبة ولا عذاب السفر عقوبة لكنه هم واستعداد وقلق نفسي فكذلك عذاب الميت في قبره من هذا النوع أي أنه يحصل منه تألم وقلق وتعب وإن لم يكن ذلك عقوبة ذنب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. في سؤال المستمع فلاح من العراق يقول في سؤاله هذا.
في يوم الخميس وقبل صلاة العشاء يقوم المؤذن في المسجد بعمل المديح للرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء ، وغالبا ما يقول في هذا المديح من أشعار الصوفية كقولهم ( يا حبيب الخلق مالي سواك ) أرجوا التوجيه ؟
السائل : في يوم الخميس وقبل صلاة العشاء يقول المؤذن في المسجد أو يقوم المؤذن في المسجد بعمل المديح للرسول والدعاء وغالباً ما يقول في هذا المديح من أشعار الصوفية كقولهم: " يا حبيب الخلق ما لي سواك " التوجيه جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم؟
الشيخ : هذا العمل لا شك أنه بدعة منكرة يجب النهي عنها والبعد عنها وذلك لأنها لم ترد في كتاب الله ولا سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا سنّة الخلفاء الراشدين وما عدا ذلك فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا إليه ونحن نعلم ونُشهد الله عز وجل أننا لسنا أشد حرصا من الصحابة على عبادة الله عز وجل ولسنا أعلم بما يحبه الله من الصحابة رضي الله عنهم ولسنا أشد تعظيما لله من الصحابة رضي الله عنهم وهذه أمور مسلّمة لا يمتري فيها أحد وإذا كانت هذه الأمور مسلّمة ولم يحصل من الصحابة عمل سوى ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا بأن الخير في اتباعهم كما قال الله عز وجل: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فالواجب على جميع المسلمين أن يتحروا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فيتبعوها وأن يبتعدوا عن البدع التي لا تزيدهم من الله إلا بُعدا مع ما فيها من العناء والمشقة وإفساد القلوب ثم إن في هذا القصيد الذي أشار إليه السائل ما هو شرك بالله عز وجل، بل نسيان لله عز وجل كما في قوله: يا حبيب الخلق! ما لي سواك فأين الله؟ إن هذا الرجل الذي يُخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ليس له سواه يعني أنه نسي الله عز وجل وأن الله تعالى في نظره لم يكن شيئا وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ينفع ويضر وهو الذي يُدعى ويستغاث به وهذا بلا شك من الشرك الأكبر المخرج عن الملة فمن قاله معتقدا مدلوله فإنه لا تُقبل منه صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج وعمله مردود عليه حتى يتوب إلى الله.
ويجب على المسلمين أن يعرفوا الأمر على حقيقته وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبْد رسول وأشرف أوْصافه أن يكون عبدا رسولا وأنه لا حق له في شيء من خصائص الربوبية بل قد قال الله له ءامراً إياه: (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) فأمره الله أن ينفي ذلك عن نفسه وأن يُبيّن أنه عبد مأمور مؤتمِر: (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وقال الله تعالى له: (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ )) فأمره الله أن يقول: (( إنه لا يملك لأحد ضراً ولا رشداً )) بل هو نفسه لا يملك أن يُدافع عن نفسه: (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا )) وأن يُبيّن للناس أنه ليس إلا رسولا يبلّغ رسالة ربه (( إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ )) والاستثناء هنا منقطع فـ (( إِلَّا )) فيه بمعنى لكن.
وقال الله عز وجل ءامرا إياه أيضا: (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) والأيات في هذا المعنى كثيرة والحوادث الواقعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يعلم الغيب كثيرة أيضا.
فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم وأن يعلم أن هذا الغلو الذي يغلو فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور التي يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقرّها بل ينهى عنها عليه الصلاة والسلام وإذا كان صادقا في محبة الله ورسوله فليتبع الرسول صلى الله عليه وسلم على ما جاء من شرعه دون تجاوز أو تقصير، يقول الله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) .
وإن الإنسان ليأسف إذا سمع ما يحدث في كثير من البلاد الإسلامية من الغلو برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك ينبئ عن أحد أمرين لا مناص منهما، إما قصور في علم من عندهم من أهل العلم وإما تقصير من أهل العلم في إبلاغ الحق إلى هؤلاء العوام الذين يقعون في الشرك الأكبر وربما لا يشعرون، فالواجب على أهل العلم الذين حمّلهم الله إياه وأخذ عليهم الميثاق أن يبيّنوه للناس ولا يكتموه وأن يدعوا الناس إلى الحق وأن لا يُداهنوا في دين الله وأن لا يُراعوا ضمائر الناس الجهال الذين لا يعلمون عن الحق شيئا وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا مانع من أن يتبعوا الطريق التي يكون بها حصول المقصود ولو على الزمن الطويل بل قد تتعيّن هذه إذا لم تكن وسيلة أقرب منها وأما السكوت وترك العامة على ما هم عليه بموافقتهم ومصاحبتهم في هذا الأمر فهو أمر يؤسف له ولن تقوم للأمة الإسلامية قائمة حتى تعود بل في الأصح حتى تتقدّم إلى ما كان عليه السلف الصالح من تحقيق عبادة الله عز وجل والإخلاص له وتحقيق متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وترك البدع فإنه لن يُصلح ءاخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
أسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل الصلاح والإصلاح.
السائل : ءامين ءامين، جزيتم خيرا يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم على ما بيّنتم لنا.
الشيخ : هذا العمل لا شك أنه بدعة منكرة يجب النهي عنها والبعد عنها وذلك لأنها لم ترد في كتاب الله ولا سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا سنّة الخلفاء الراشدين وما عدا ذلك فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا إليه ونحن نعلم ونُشهد الله عز وجل أننا لسنا أشد حرصا من الصحابة على عبادة الله عز وجل ولسنا أعلم بما يحبه الله من الصحابة رضي الله عنهم ولسنا أشد تعظيما لله من الصحابة رضي الله عنهم وهذه أمور مسلّمة لا يمتري فيها أحد وإذا كانت هذه الأمور مسلّمة ولم يحصل من الصحابة عمل سوى ما سنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا بأن الخير في اتباعهم كما قال الله عز وجل: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فالواجب على جميع المسلمين أن يتحروا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فيتبعوها وأن يبتعدوا عن البدع التي لا تزيدهم من الله إلا بُعدا مع ما فيها من العناء والمشقة وإفساد القلوب ثم إن في هذا القصيد الذي أشار إليه السائل ما هو شرك بالله عز وجل، بل نسيان لله عز وجل كما في قوله: يا حبيب الخلق! ما لي سواك فأين الله؟ إن هذا الرجل الذي يُخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ليس له سواه يعني أنه نسي الله عز وجل وأن الله تعالى في نظره لم يكن شيئا وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ينفع ويضر وهو الذي يُدعى ويستغاث به وهذا بلا شك من الشرك الأكبر المخرج عن الملة فمن قاله معتقدا مدلوله فإنه لا تُقبل منه صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج وعمله مردود عليه حتى يتوب إلى الله.
ويجب على المسلمين أن يعرفوا الأمر على حقيقته وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبْد رسول وأشرف أوْصافه أن يكون عبدا رسولا وأنه لا حق له في شيء من خصائص الربوبية بل قد قال الله له ءامراً إياه: (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) فأمره الله أن ينفي ذلك عن نفسه وأن يُبيّن أنه عبد مأمور مؤتمِر: (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وقال الله تعالى له: (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ )) فأمره الله أن يقول: (( إنه لا يملك لأحد ضراً ولا رشداً )) بل هو نفسه لا يملك أن يُدافع عن نفسه: (( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا )) وأن يُبيّن للناس أنه ليس إلا رسولا يبلّغ رسالة ربه (( إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ )) والاستثناء هنا منقطع فـ (( إِلَّا )) فيه بمعنى لكن.
وقال الله عز وجل ءامرا إياه أيضا: (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) والأيات في هذا المعنى كثيرة والحوادث الواقعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يعلم الغيب كثيرة أيضا.
فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم وأن يعلم أن هذا الغلو الذي يغلو فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور التي يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقرّها بل ينهى عنها عليه الصلاة والسلام وإذا كان صادقا في محبة الله ورسوله فليتبع الرسول صلى الله عليه وسلم على ما جاء من شرعه دون تجاوز أو تقصير، يقول الله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) .
وإن الإنسان ليأسف إذا سمع ما يحدث في كثير من البلاد الإسلامية من الغلو برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك ينبئ عن أحد أمرين لا مناص منهما، إما قصور في علم من عندهم من أهل العلم وإما تقصير من أهل العلم في إبلاغ الحق إلى هؤلاء العوام الذين يقعون في الشرك الأكبر وربما لا يشعرون، فالواجب على أهل العلم الذين حمّلهم الله إياه وأخذ عليهم الميثاق أن يبيّنوه للناس ولا يكتموه وأن يدعوا الناس إلى الحق وأن لا يُداهنوا في دين الله وأن لا يُراعوا ضمائر الناس الجهال الذين لا يعلمون عن الحق شيئا وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا مانع من أن يتبعوا الطريق التي يكون بها حصول المقصود ولو على الزمن الطويل بل قد تتعيّن هذه إذا لم تكن وسيلة أقرب منها وأما السكوت وترك العامة على ما هم عليه بموافقتهم ومصاحبتهم في هذا الأمر فهو أمر يؤسف له ولن تقوم للأمة الإسلامية قائمة حتى تعود بل في الأصح حتى تتقدّم إلى ما كان عليه السلف الصالح من تحقيق عبادة الله عز وجل والإخلاص له وتحقيق متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وترك البدع فإنه لن يُصلح ءاخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
أسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهل الصلاح والإصلاح.
السائل : ءامين ءامين، جزيتم خيرا يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم على ما بيّنتم لنا.
اضيفت في - 2005-05-06